الفصل السادس

2587 Words
وصلت ريم إلى الشركة التي يعمل بها يزيد ورأت نورا وهي تغادر فتوجهت نحوها واستوقفتها وهي تصيح بانفعال: -"ماذا تريدين من زوجي يا نورا؟ يوجد أمامك الكثير من الرجال ويمكنك أن تختاري منهم من يعجبك ، لماذا تدورين حول يزيد وتحاولين الإيقاع به؟!" تفاجأت نورا برؤية ريم أمامها وأصابتها الدهشة عندما سمعت الاتهامات والكلمات الجارحة التي ألقتها في وجهها لتهتف بتوضيح محاولة حل المشكلة التي تفتعلها ريم قبل أن تزداد: -"أنا لا أفهم ما هو قصدك يا ريم ، يزيد ساعدني حتى أجد عمل يؤمن لي المصروفات التي أحتاجها". استكملت نورا كلامها بجدية وقليل من الحزم حتى تحترم ريم نفسها ولا تتجاوز حدودها في الحديث: -"هذا كل ما في الأمر ولا يوجد شيء أخر بيننا سوى أننا نعتبر بعضنا أخوة وهذا الأمر أنتِ تعرفيه أكثر من الجميع". لم يؤثر كلام نورا في ريم التي كانت تحت تأثير حالة من الغضب الأعمى جعلتها تندفع وتمسك نورا من حجابها وتنهال عليها بالض*ب المبرح. قاومت نورا ريم ودفعتها فتقهقرت بضع خطوات للخلف ولكنها لم تستسلم واقتربت من نورا حتى تبطش بها ولكن أمسكت بها الأخرى ولوت لها ذراعها خلف ظهرها وهي تتحدث بعصبية: -"أنتِ مجنونة ، تصرفاتك هذه هي خير دليل على أنك لست امرأة طبيعية على الإطلاق". حررت ريم نفسها من قبضة نورا وصفعتها على وجهها وهدرت بصوت جهوري جذب انتباه جميع الموظفين الذين كانوا يجلسون بعيدا ولم يحضروا المشاجرة من بدايتها: -"لن أرحمك نورا ، سوف أجعلك عبرة أمام الجميع يا سارقة الرجال ، زوجي خط أحمر ومن تحاول سلبه منِّي سوف أمزقها بأسناني ولن أدعها تهنأ في حياتها". حضر يزيد بعدما سمع صراخ ابنة خالته ورآها تقف أمام ريم التي ترمقها بنظرات لا تبشر بالخير فاندفع نحوهما يسأل زوجته التي فاجأته بحضورها إلى الشركة: -"ماذا تفعلين ريم؟ ، ما الذي أتى بكِ إلى هنا من الأساس؟" تلون وجه ريم بالغضب وصاحت في وجه زوجها: -"من الجيد أنك أتيت أيها الخائن ، هل ظننت أنني لن أكتشف لعبتك وأعرف أن نورا تعمل معك؟ أعترف أنك تستطيع استغفالي ولكنك لا يمكنك أن تستمر في هذا الخداع لوقت طويل". نظر إليها يزيد في تيه وهو يلعن بداخله الشخص الذي أخبرها بوجود نورا في الشركة ثم أطلق تنهيدة قوية وهو يقول بغضب مكتوم: -"ارحلي الآن من هنا يا ريم وإلا سوف أتصرف معك بطريقة لن تتجاوزيها بسهولة". نظرت إليه ريم بان**ار ثم غادرت وهي تبكي ... اقترب يزيد من نورا التي كان مظهر ثيابها الغير مهندمة وحجابها المشعث كفيل بإخباره عما فعلته زوجته بها وازداد شعوره بالذنب عندما تعالى صوت نحيبها فهتف باعتذار وهو يرمقها بشفقة: -"أنا أسف جدا يا نورا عما حدث". رمقته نورا بغضب وغادرت دون أن تكترث لاعتذاره فيكفيها الفضيحة التي افتعلتها ريم والإهانة والكلام الجارح الذي تلقته منها. ذهب يزيد إلى منزل خالته حتى يعتذر من نورا ولكن قابلته عايدة بوصلة من التأنيب والتوبيخ جعلته يعود إلى بيته وهو يتمنى أن يغرس سكينا في عنق زوجته حتى يرتاح من أفعالها التي تضعه في مواقف محرجة مع أقاربه وأصدقائه. وصل إلى البيت وهو غاضب وتشاجر مع زوجته بحدة انتهت باتهامها له بالخيانة وبصفعه إياها على وجهها وخروجه من المنزل وتركها خلفه تنظر إلى أثره بذهول. مسحت ريم على وجهها تتحسس أثر الصفعة ثم تمتمت بصدمة وهي تبكي: -"لقد خسرت كل شيء ، زوجي الذي أحبه ض*بني اليوم على وجهي من أجل إرضاء تلك الحقيرة نورا". سمعت صوت رنين الهاتف فأجابت على الفور بعدما رأت أن المتصلة تكون والدتها وتفوهت ببضع كلمات لم تفهمها عفاف على الإطلاق رغم أنها حاولت أن تفعل ذلك ولكنها فشلت ؛ بسبب حشرجة صوت ريم الذي امتزج مع بكائها ونحيبها. هتفت عفاف بقلق تملكها من بكاء ابنتها الحاد والذي يدل على أن هناك كارثة قد حلت فوق رأسها: -"ماذا حدث حبيبتي ، أخبريني ماذا جرى معك يا قلب والدتك؟" لم تجبها ريم بكلمة واحدة واستمرت في نوبة البكاء ف*ناولت عفاف حقيبتها وخرجت من المنزل ثم استقلت سيارة أجرة وأملت السائق عنوان شقة ابنتها. وصلت عفاف إلى الشقة بعد مرور نصف ساعة وض*بت بيدها على الجرس لبضع دقائق قبل أن تستجمع ريم قواها الخائرة وتنهض وتفتح لها الباب. ارتمت ريم في أحضان والدتها تبكي بقهر فمسحت عفاف على رأسها بحنو وأخذت تهدئها قبل أن تهتف بتساؤل: -"أخبريني ريم ، ما الذي فعله معك يزيد حتى تبكي بهذه الحرقة؟!" ارتفع صوت شهقات ريم فهتفت عفاف بألم وحزن على حال صغيرتها ووحيدتها: -"أرجوك حبيبتي ، اهدئي وقولي لي ماذا جرى معك ، هل تشاجرت مع زوجك مجددا؟" أجابتها ريم بغصة وهي تزيل عبراتها: -"ض*بني يا أمي ، صفعني على وجهي من أجل نورا وأخبرني أنه سوف يتزوجها ويجعلها ضرتي وسوف يحضرها لتعيش معي هنا في الشقة حتى أصاب بالقهر". صاحت عفاف بنبرة متوعدة وهي تساعد ابنتها لتنهض من فوق الأرضية: -"الجبان الحقير لن يتغير أبدا ، سوف أجعله يبكي دما وحسرة ويتمنى لو أنه لم يتجرأ على ض*بك وإهانتك بهذا الشكل من أجل ابنة خالته الوضيعة". دلفت عفاف إلى غرفه نوم ريم ثم حزمت لها ملابسها وجميع متعلقاتها الشخصية ولكنها نسيت أن تأخذ جواز سفرها. خرجت عفاف من الغرفة وهي تجر حقائب الأغراض ثم سحبت ريم من يدها وغادرت شقة يزيد مغلقة الباب خلفها بعنف. وصلت عفاف إلى بيتها ووضعت الحقائب في غرفة النوم ودلفت ريم خلفها إلى الغرفة وتسطحت على السرير. قامت عفاف بترتيب الملابس والأغراض داخل الخزانة ووضع الكريمات ومستحضرات التجميل فوق طاولة الزينة ثم جلست على طرف السرير بجوار ريم وهتفت بهدوء وهي تربت على كتفها وتزيل لها دموعها العالقة بين أهدابها: -"تماسكي ريم وامحي يزيد من عقلك وأنا أعدك أنني سوف أجعله يدفع ثمن تلك الدموع التي ذرفتها من أجله ، صدقيني هو لا يستحق أن تحزني عليه لأن مقامه أرخص بكثير من أن تفكري به". هتفت ريم بألم يعتصر قلبها الذي ينبض عشقا باسم زوجها: -"أنا أحبه يا أمي، أعشقه لدرجة تجعلني أفعل أي شيء من أجله". أردفت عفاف بضيق وهي تضع الغطاء فوق جسد ريم: -"ارتاحي الآن وسوف نتحدث لاحقا في هذا الأمر". ظلت عفاف جالسة بجوار ابنتها حتى أغلقت جفنيها ونامت ثم خرجت من الغرفة وجلست في حجرة الصالون وأخذت تفكر في خطة تجعل يزيد يندم على ما صنعه بريم. ابتسمت عفاف بسعادة عندما خطرت لها فكرة قضية الخلع وبذلت مجهودا جبارا حتى استطاعت إقناع ابنتها بتلك الفكرة وهذا بالفعل ما حدث فقد رفعت ريم قضيه خلع على زوجها وادعت أنه ي**نها وأنها تخشى أن يصيبه أحد الأمراض الخطيرة كمرض الإيدز وغيره بسبب أفعاله المشينة وينقله لها عندما يتعامل معها. استفاق يزيد من ذكرياته وهو يزفر أنفاسه بحزن ودهس تلك السيجارة التي كان يدخنها قبل لحظات فقد اكتسب مؤخرا تلك العادة السيئة بسبب مشاكله الأخيرة مع زوجته. هتف بأسف وهو يشعل سيجارة أخرى: -"أنت السبب فيما وصلنا إليه يا ريم ، كنا نعيش حياة هادئة وسعيدة ويسودها المودة والتفاهم ولكن جنونك جعلنا نصل إلى جدار مسدود أصبح يقف حائلا بيننا ويمنعنا من اللقاء والاتفاق". ظهرت ابتسامة ساخرة على ثغر يزيد عندما تذكر قول صديقة حنان الطبيبة المخبولة التي التقى بها بالأمس في منزل شقيقته وعرفت بمشكلته مع زوجته فهتفت مستفسرة: -"ما هو برج زوجتك؟" أجابها وهو يشعر بالتعجب من هذا السؤال الغريب الذي لم يكن يتوقعه مطلقا: -"زوجتي حسب ما أتذكر تنتمي إلى برج العقرب". -"حسنا أخبرني ما هو برجك أنت؟" ألقت هذا السؤال مباشرة بعدما سمعت جوابه على سؤالها الأول لتأتيها الإجابة التي توقعتها: -"الأسد ، ولكن لماذا تسألين عن هذه الأمور التافهة؟ على كل حال أنا لا أؤمن بتلك الخزعبلات السخيفة المتعلقة بالأبراج والحظ". هتفت بجدية وهي تعقد ساعديها: -"هذه ليست خرافات سيد يزيد ، علم الأبراج يعد من العلوم الهامة التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار ويؤسفني أن أخبرك أنه لا يوجد توافق بين برجك وبرج زوجتك ، العقرب والأسد هما أسوأ شريكان على الإطلاق والزواج بين هذين البرجين لا يدوم أبدا بسبب الخلافات التي تنشأ سريعا بعد زواج هذا الثنائي". أردف يزيد بحدة وهو يغلغل أنامله في خصلات شعره محاولا تمالك غضبه: -"لسنا متفقين!! أنا وريم نتفق في كثير من الأمور ونسبة التفاهم بيننا كبيرة للغاية ، أما بالنسبة لمشاكلنا فأريد أن أخبرك أن والدة زوجتي هي السبب في جميع الخلافات القائمة الآن". -"دعني أشرح لك ما أريد قوله". نطقت الطبيبة تلك العبارة وكادت تكمل حديثها ولكن قاطعها يزيد بصرامة فهو لا يحب أن يخوض نقاشات في التنجيم والأمور المتعلقة بالشعوذة ؛ لأنه يدرك جيدا أن الكذب هو ما يشعل ويحرك تلك الأحاديث: -"الأمر ليس له علاقة بتلك الترهات المتعلقة بالأبراج لأنني كما أخبرتك الآن حماتي هي المسؤولة عن جميع هذه المشاكل بسبب تدخلها المستمر في جميع تفاصيل حياتنا". هتفت بهدوء شديد وهي تمسك بسلسال معلق في عنقها: -"كلامي ليس تافها ، الجميع يعرف أن غيرة برج العقرب الشديدة تجعله يضطرب نفسيا ويصل إلى مرحلة الغيرة المرضية التي عادة ما تكون مصحوبة بدرجة عالية من الخطورة وهذا الأمر يجعل العقرب يتصرف بقسوة وعدائية بسبب شكه المستمر في إخلاص شريك حياته". تابعت بنبرة جادة: -"غيرة العقرب تجعله يستمر في إتهام شريك حياته بالخيانة لأسباب وهمية يهيئها له عقله الباطني". التهبت عيناه بجمر الغضب ووثب قائما وهو ينهي النقاش بنبرة صارمة: -"كذب المنجمون ولو صدقوا ، هذا الكلام يمكنك أن تضحكي به على البلهاء فقط وأنا الحمد لله لست منهم". وجه حديثه لشقيقته التي كانت صامته طوال الجلسة: -"اعقلي قليلا يا حنان ولا تلقي أذنيك تحت ألسنة المنجمين". سخر يزيد من تلك الذكرى التي جعلته يبتسم ويضحك رغم كل المصائب التي حلت على رأسه في الأيام الماضية. دخل إلى غرفته واستلقى على سريره وغفى ، واستيقظ في اليوم التالي وذهب إلى الشركة. دخل إلى المصعد في اللحظة ذاتها التي دخلت بها هايدي أيضا ، وقعت عيناه عليها فكاد يغادر المصعد ولكن الأوان قد فات فقد صعد بهما المصعد. ابتسمت هايدي بسخرية وشماتة على فعلته وحالته البائسة فقد أصبح مظهره مثيرا للشفقة بعدما فضحته زوجته وجعلت سيرته تجري على ألسنة الجميع بلا استثناء. رأى يزيد ابتسامتها المتشفية فوجه بصره نحو وجهها وهو يهتف بحنق: -"أنتِ سعيدة بالطبع بالحالة التي وصلت إليها بسببك!!" انف*جت أساريرها برضا وقالت: -"أنا سعيدة الآن أكثر مما تتخيل". وصل المصعد إلى الطابق المنشود وفُتح الباب فخطت هايدي خارجه تسير بخيلاء وهي تلقي جملتها الاستفزازية في وجهه: -"من أعمالكم سُلِّط عليكم". اختفت من أمامه بعدما قالت تلك الجملة وتركته يقف خلفها يمطرها بوابل من الشتائم التي لم يسمعها أحد بسبب انخفاض نبرة صوته التي لا تتناسب مع وضعه فقد كان في أشد حالات الغضب والغيظ من هايدي لأنه علم أنها هي التي أخبرت زوجته بأمر نورا ولم تكتفِ بذلك بل أوهمتها وجعلتها تعتقد أنه يوجد علاقة غرامية تجمعه بابنة خالته. -"الفتاة الوحيدة التي لم أندم وأشعر بالذنب عندما تركتها هي أنتِ يا هايدي ؛ لأنك خبيثة ، وماكرة ، ومق*فة". زفر بتلك الكلمات ثم توجه إلى مكتبه ليباشر العمل. ▪▪▪▪▪▪▪ -"زوجك يريد أن يتحدث معك حتى تتفاهما وتصلا إلى حل يقضي على المشاكل التي تقف بينكما". ألقت عايدة تلك الكلمات بعدما دلفت إلى غرفة نورا التي كانت تجلس خلف النافذة وتنظر بشرود إلى الشارع والسيارات التي تتحرك ذهابا وإيابا. كررت عايدة جملتها فانتبهت إليها نورا وهتفت بحزم: -"لن أتحدث معه مطلقا حتى ينفذ لي شرطي". حاولت عايدة أن تجعلها تتراجع عن قرارها فأردفت بلطف: -"أكمل يحبك كثيرا يا نورا ولكنه في الوقت ذاته لا يمكنه أن يخسر والدته". هتفت نورا بت**يم فهي لن تتنازل عن طلباتها مهما حدث حتى وإن انقلبت السماء على الأرض: -"لن أتراجع عن كلامي يا أمي ، إذا كان أكمل يريدني أن أعود له فيجب عليه أن يوفر لي مسكنا مستقلا بعيدا عن والدته وإلا فأنا لن أعود له مطلقا". حاولت عايدة أن تثني نورا عن عنادها وتجعلها تغير موقفها ولكنها فشلت فجرت خطواتها المحبطة جرا خارج الغرفة وهي تتمنى أن تصل إلى حل هذا الخلاف الذي يقف عائقا بين ابنتها وزوجها ولكنها لم تستطع أن تفعل ذلك فهي لا تدري أين تكمن المشكلة من الأساس لأنها لا تعلم أسباب الخلافات. -"الهمني الصبر يا الله!!" رددت عايدة هذا الدعاء ثم ذهبت إلى المطبخ حتى تجهز الغداء. وضعت عايدة الطعام على المائدة وكادت تستدعي نورا ولكن أوقفها طرقات الباب القوية وصوت زوج ابنتها الذي يطلب منها أن تفتح له. فتحت عايدة الباب ليدخل أكمل الذي كان يستشيط غضبا بسبب تجاهل نورا المتعمد له وعدم ردها على اتصالاته. -"أين هي نورا يا أمي؟" أشارت له عايدة نحو الغرفة في اللحظة ذاتها التي خرجت منها نورا وهي تقول ببرود: -"كلامي واضح يا أكمل ولن أتراجع عنه ، لقد تحملت أفعال والدتك التي لا تطاق ولكنني لن أ**ت بعد الآن ولن أتنازل عن مطالبي". عادت نورا إلى غرفتها مرة أخرى وأوصدت الباب خلفها بالمفتاح فهتف أكمل بضيق وهو ينظر إلى حماته: -"هل يعجبك هذا يا ماما؟" ربتت على كتفه قائلة: -"لا تقلق ، سوف تعود لك عندما يهدأ غضبها". -"أتمنى أن يحدث هذا بالفعل". نطق ل**نه بتلك العبارة وهو يتمنى أن تتحسن أحواله مع زوجته. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪ أخذ حسام ينظر إلى الأموال المتبقية معه بعدما أخذت زوجته المصروف وصرفت الكثير من المال في شراء طلبات المنزل. -"يا إلهي!! المرتب لم يعد يكفي أي شيء ، أنا أعمل في وظيفتين وعلى الرغم من ذلك المرتب لا يغطي جميع المصروفات". ردد حسام هذا الكلام بصوت مرتفع وهو يجلس في المقهى فسمعه الرجل الذي يجلس على الطاولة المقابلة وضحك وقال: -"أنت تحتاج إلى عشر وظائف وليس وظيفتين فقط يا رجل ؛ لأنك بسم الله ما شاء الله لد*ك ستة أطفال وكل واحد منهم يحتاج إلى كثير من المصروفات من أجل طعامه ، وشرابه ، وملابسه ، وتعليمه ، وصحته ، كان الله في عونك يا حسام". رمق حسام الرجل بضيق ولم يعلق فهتف رجل أخر يجلس بالقرب منهما: -"معك حق يا شعبان ، الطفل الواحد فقط يحتاج إلى بنك من الأموال من أجل تلبية احتياجاته فماذا عن ستة أطفال ، سوف ي**رون بالتأكيد ظهر من يعولهم". ابتسم شعبان بسماجة قائلاً: -"بصراحة يا حكيم بعدما رأيت معاناة الأخ حسام قررت أنا وزوجتي أننا لن ننجب أكثر من طفلين ، ظروف الحياة أصبحت صعبة يا حكيم ولم يعد باستطاعة الناس أن ينجبوا الكثير من الأطفال كما كانوا يفعلون في السابق بسبب غلاء المعيشة الذي نعيش به". هتف حكيم مؤكداً: -"صدقت يا شعبان ، أنا لا أدري ما الذي كان يفكر به حسام عندما قرر أن ينجب ستة أطفال!!" انتاب حسام حالة من الغيظ بسبب حديثهما السخيف فنهض وغادر المقهى ليردف حكيم باستغراب: -"لماذا غادر حسام؟! نحن لم نقل شيئاً حتى يتضايق ويرحل". أخذ شعبان كوب الشاي الخاص به وانتقل إلى الطاولة التي يجلس عليها حكيم وقال: -"دعك منه ولا تشغل بالك بأمره ، ظروفه المادية الصعبة تجعله لا يطيق سماع ولو نصف كلمة من أي شخص". أما في الخارج فكان يقف حسام ويزفر بضيق فالجميع يسخر ويضحك على وضعه الذي فُرض عليه ، هو لم يختر أن يكون أباً لستة أطفال بل زوجته المصون هي السبب ؛ لأنها لم تكن تلتزم بوسائل منع الحمل ، واكتشف لاحقا أنها كانت تفعل ذلك عن عمد حتى لا يتزوج عليها مثلما فعل زوج صديقتها فقد تزوج امرأة أخرى على زوجته ولم يراعِ صلة القرابة التي تجمعه بها ولا حبها الكبير له. فكرت حنان وقررت أن إنجاب الكثير من الأطفال هو الوسيلة الوحيدة التي سوف تمنع زوجها من الزواج عليها وذلك ؛ لأنه لن يكون بحوزته المال الكافي حتى يتزوج ويصرف على امرأة أخرى. هتف حسام بصوت حزين: -"أه منكن يا بنات أدم ، إن كيدكن عظيم ، كل ما يشغل بالكن هو ألا يتزوج الرجل عليكن ولا يهمكن إن عانى الرجل لكي ينفق عليكن ، الهمني الصبر يا الله!!" ▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪ كانت ريم تجلس في سيارتها التي صفتها بالقرب من الشركة التي يعمل بها يزيد ... ظلت تراقب المبنى حتى خرج زوجها الذي لم يلحظ وجودها مطلقا ، تن*دت بحسرة وهي تتابعه حتى استقل سيارة الأجرة التي كانت تنتظره أمام المبنى: -"أحبك يزيد ولكنني لا أثق بك ، أغار عليك حتى من الهواء الذي تتنفسه ، لا يمكنني أن أحتمل فكرة خسارتك أو وجودك بالقرب من امرأة أخرى ، أنت زوجي الذي سوف أفعل المستحيل حتى أستعيده مرة أخرى ؛ لأنني أعشقك ولا أستطيع أن أحيا من دونك". استكملت بت**يم وهي تربط حزام الأمان: -"لن أدع نورا تفوز وتأخذك منِّي مهما كلفني هذا الأمر حتى ولو كان هذا الثمن هو رقبتي ، أنت لي وحدي شئت أم أبيت". تمتمت "ريم" بتلك الكلمات قبل أن تقود سيارتها وتتوجه إلى الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يساعدها لتستعيد زوجها الذي تركها بسبب غيرتها المفرطة والهاجس الذي يراودها باستمرار ويجعلها تتهمه زورا بالخيانة. نهاية الفصل. batol
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD