((الفصــل الرابع))
-ماذا تعني بأنه كان هنا وطلب الزواج مني!
لم تسأل "سوار" بذلك بل كانت تسخر علنًا أمام والدتها من طلب هذا الشاب الفاسد ابن أحد رجال المنطقة القاطنة فيها ويشتهر بعلو مكانته بين الجميع، ظلت "سوار" تفرك في نفسها بغيظ وهي تتحرك من اليمين لليسار أمام والدتها الجالسة على الأريكة، ردت الأخيرة بتروٍ:
-اجلسي ابنتي لنفكر سويًا في الأمر أفضل من تحركك هكذا!
تنفست "سوار" بغضب ثم تحركت لتجلس بعنف بجانبها، أكملت والدتها بقلة حيلة:
-أنا لم اعرف ماذا اقول حين طلب مني، كل ما قولته اتركنا لنفكر يا سيد "مرتضى"، وحين تأتي "سوار" سأخبرها
هتفت "سوار" بانفعالٍ مدروس:
- أفكر في ماذا أمي؟، أنا أتزوج من هذا الفاسد الفاشل، أنا من سأدخل الجامعة وسأصير مهندسة!
قطبت قسمات والدتها ثم سألتها بحيرة:
-والآن ما العمل يا "سوار"؟، من حديثه معي لم يكن يستأذن بذلك، كأنه يخبرني بأن زواجك منه محتوم، لم يعد بمقدوري الوقوف أمام أحد من بعد وفاة والدك، إنه رجل متسلط والجميع يخشاه في المنطقة!!
حملقت "سوار" في والدتها بذهولٍ ممتزج بالتوجس، كيف ذلك؟، خرج صوتها المتذبذب الذي ابان قلقها:
-ما هذا الكلام يا أمي، هل سيتزوجني رغمًا عني؟!
نظرت والدتها لها بحزن بادي عليها وكأنها تخبره بنظراتها أنه ليس بيدها حيلة، فغرت "سوار" فاهها بصدمة لتردد تلقائيًا برفضٍ قاطع:
-لن يحدث ذلك مطلقًا، ألا يوجد قانون ليحميني!
ثم نهضت من جوارها لتتوجه لغرفتها وهي تغمغم ببعض الكلمات الحانقة، تعقبتها نظرات والدتها المتحسرة على وضعها، رددت بيأس:
- لو بيدي شيء لأفعله لن اتأخر، أسأل الله أن يبعده عنا........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
رمقه وهو جالس أمامه بحنق وعدم قبول، لم يبالي الأخير ليبتسم باستفزاز، أو بالأحرى فهو مجبور على المجيء ليُعيد زوجته إليه، وجه "حاتم" بصره لزوجته الجالسة شبه ملتصقة بوالدتها ثم سألها بتردد:
-ماذا قولتي يا "دانة"، موافقة على العودة إليّ؟
صدح والدها بنبرة مغتاظة مجيبًا هو:
- تعود إليك كيف ايها الأ**ق؟، لابد لها من الزواج بآخر وتنفصل عنه كي تعود إليك، هذا إن أرادت ذلك من الأساس!
قال جملته الأخيرة كأنه يسخر منه، انتفضت "دانة" موضعها بتوجس خشية رفض والدها الرجوع إليه، بينما ازدرد "حاتم" ريقه في توتر قائلاً:
-وما المشكلة في ذلك يا عمي، إننا نحب بعضنا!
-ولما طلقتها إذن طالما تحبها!
سأله بطريقة مستهزئة، رد الأخير متنحنحًا في حرج:
-أوقات العصبية تجعلني غير متحكم في زمام الأمور!!
هنا ولج عليهم "أسيد" بطلعته الصلبة فارتجف "حاتم" موضعه فهو يخشى الحديث فقط معه، نظر له "أسيد" شزرًا بطريقة نافرة ثم توجه نحو إحدى المقاعد يجلس عليها دون الترحيب به، وضع ساقًا فوق الأخرى قائلاً بصوتٍ رتيب:
-ما سبب حضورك هذا، ألم تخجل من نفسك بعد ما افتعلته؟!
اهتزت نظرات "حاتم" نحوه متعثرًا في الرد، بينما شهقت "دانة" في نفسها بتخوفٍ من تأزّم الرجوع، لذا لكزت والدتها في كتفها كي تتدخل، تفهمت الأخيرة لتقول لابنها بتلجلج:
-طالما يحبون بعضهما ما المشكلة في ذلك يا "أسيد"؟
اندهش "أسيد" وهو يحدق في اخته، سألها بذهول:
-أفهم من ذلك قبولك الزواج بآخر كي تعودي إليه ثانيةً!
اومأت برأسها موافقة بذلك، ردت بطريقة استفزته:
-يوم واحد فقط يا "أسيد" وسيطلقني بعدها!
التوى ثغره ببسمةٍ متهكمة وهو يقول:
-وتعلمي بأنه عليه لمسك كالأزواج ليجوز رجوعك لهذا!
ثم أشار على "حاتم" باستهجان من قيمته، بينما ارتبكت "دانة" بشدة ثم وجهت بصرها لـ "حاتم" فوجدته يبتسم ببلاهة هازًا رأسه كأنه يؤكد حديث أخيها، اضطربت "دانة" وهي تلتفت ناظرة لوالدتها التي أکدت لها بنظراتها أيضًا، لم تكن تعرف بذلك من قبل، الموضوع أصبح أسوأ بكثير مما تخيلت، أخرجها والدها من شرودها مرددًا باستفهامٍ متهكم:
-ما رأيك في ذلك يا "دانة"، موافقة تتزوجي بهذه الطريقة؟
ابتلعت "دانة" ريقها بصعوبة، أُلجم ل**نها في اختيار الرد الصواب، هي تحب طليقها لكنها لن تستطع أن يلمسها غيره، وزعت انظارها المستنجدة على أهلها تريد من يتدخل ويدفعها للإختيار المناسب، لكن هيهات من ذلك فهي صاحبة القرار بمفردها لتجد نظرات الجميع عليها متكهنة ردها، بعد وقت من تفكيرها المتضارب جاء ردها المتردد:
-موافقة اتزوج.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لم تفارق صورتهما ذهنها وقت عادت للبيت، جلست "أروى" مع نفسها داخل غرفتها تخطط وتدبر للتخلّص منها، كما تخلصت من ابنها!، والتي ظنت برحيله ست**ب من جمیع الأطراف، منها رحيل الطفل الذي سيرث كل شيء، إلى إجبار عمها "أسيد" بطلاقها، لكن حدث الع** ليتمسك بها الأخير فكلحت تعابيرها من رؤيته يحبها لتلك الدرجة العمياء التي جعلته ينتظرها عامًا كاملاً، خاطبت نفسها بقسماتٍ شيطانية:
-لابد لي من التخلص منها قريبًا، وذلك قبل أن تحمل طفلاً منه، فهذا يعني رجوعي لنقطة البداية
ثم ظلت تزوغ بفكرها وتخطط لتلك المسألة، جذم حديثها ولوج الخادمة تقول:
- الجميع ينتظرك بالخارج سيدتي "أروى"!
تنبهت لها "أروى" قائلة باقتضاب وجفاف:
- سآتي بعد قليل
دلفت الخادمة فنفخت "أروى" بضيق لتنهض ذاهبة إليهم....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في غرفة الضيافة ولجت "أروى" عليهم لتجدهم متجمعين، ليس والداها فقط ولكن أخيها أيضًا، مررت انظارها المتعجبة عليهم مرددة باستفهام:
-لما يا ترى تجتمعون هكذا؟!
ثم تحركت لتجلس معهم فرد والدها بتجهم:
-كنت اليوم عند عمك بشأن زواجك من "أسيد"
من طلعته المكفهرة استنبطت "أروى" ما حدث هناك، ناهيك عن ما رأته هي الأخرى، ردت باطلاعٍ فاجأه:
-اعلم ما تريد قوله، لا يوجد زواج!
نظرت والدتها لها مستفهمة باندهاش:
-ومن أين عرفتي بذلك؟
ردت بهدوءٍ مريب:
-اليوم كنت بالمزرعة ورأيته مع زوجته وقد تحسّن وضعها
هتف أخيها الأكبر بانزعاج:
-هذا يعني حرماننا من هذا العِز الذي ينعم هو فيه!، الناس حين يرونني لم يصدقوا بأنني قريبهم وقت رؤيتهم لمستوى معيشتي مقارنةً به!!
لم تعلق "أروى" لتلتزم الوجوم التام وتخبئة ما انتوت عليه فهي تعلم بكل ذلك، تدخل والدها هاتفًا بابتئاسٍ:
-الشركة كل ما يمر عليها يوم الديون تتراكم عليها، طلبت من "زايد" مال فقالي اطلب من "أسيد"، هو المتحكم في كل شيء، و "أسيد" نفسه لم يطيقني يومًا، وهذه كانت فرصتي حين يتزوج بك، لكن اليوم تمسّك بزوجته ليرفض قرار والده دون أن يخشى أحد!
تجهمت قسماتهم من تلك الورطة الحتمية، كذلك "أروى" التي أضمرت حقدها من تمسكه بزوجته لتتوعد بداخلها بالتفريق بينهما، خرجت "أروى" عن **تها لتقول بغموضٍ أجج ريبتهم مما ستنتويه:
- اتركوا لي هذا الأمر وأنا سأتصرف.......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ولج غرفة نومهما وجدها جالسة على الفراش ممسكة بهاتفها ومكتربة كأن هناك من كدر يومها، دنا "أسيد" منها ليستفهم بغرابة وهو يصعد ليجلس بجانبها:
-ما بك عزيزتي، أيمكنني أن أعرف سبب انزعاج حبيبتي بهذا الشكل؟!
أدارت رأسها نحوه لتُجيب بعبوس رغم هدوءها الظاهر:
- كنت اتحدث مع "سوار" قبل قليل
سألها باستنباط:
- هل والدتك مريضة؟
حركت رأسها للجانبين نافية، ردت شارحة بضيق لاحظه:
- "سوار" تقول بأن هناك شخص بالمنطقة يريد الزواج منها
-وأين المشكلة في ذلك؟، "سوار" ليست صغيرة!
سأل بتعجب فنظرت له مجيبة بامتعاضٍ بائن:
-الموضوع ليس في أنها صغيرة، هذا الشاب فاسد والجميع يعلم ذلك، يريد الزواج منها غصبًا
رد "أسيد" بعدم تصديقٍ لاحت سخريته فيه:
-ما هذا الهراء، بتلك السهولة الزواج؟!
ردت وهي تزفر بضيق:
-أجل "أسيد"، إنه رجل مقتدر وقاسي، لا يوجد من يردعه
انتصب "أسيد" في جلسته ليسألها بانفعال وقد قست نظراته:
-ومن هذا الرجل إذن، اخبريني عنه وأنا من سيقف له؟!
نظرت له لبعض الوقت كمن وجدت طوق النجاة فابتسمت براحةٍ جمة، أجل ومن غيره سيُخلص أختها من هذا السمج، سألت "مهيرة" بتهللٍ داخلي:
-صحيح "أسيد" هل تستطع إبعاد هذا الرجل عن "سوار"؟
رد بمعارضة:
-هل تسألي "مهيرة"، ألم تعرفي بمن متزوجة، دعيه يقترب فقط منها وسيجد ما سيخيفه، ولكني أرى أنه فقط يقول ذلك، ليس بتلك السهولة أن يتزوج بقاصر ورغمًا عنها
اتسعت بسمتها الفرحة لتحاوط وجهه بكفيها، نطقت بكلمة واحدة مقتضبة أعربت عن شكرها:
- أحبك
ابتسم "أسيد" ليقول بمكرٍ:
- أحبك فقط، فأنا سوف أخلصكن منه للأبد
أطلقت ضحكة خفيفة جعلت نظراته تنبلج منها التمني، ردت بدلالٍ ناعم:
- هيا اخبرني ماذا تريد؟.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في اليوم التالي، عادت من مدرستها منهكة كونها تسير على قدميها من الطريق العام لداخل مقر سكنها، اقتربت "سوار" من المبنى القاطنة فيه ف*نهدت بعُمقٍ مخرجة بعض الهموم، أثناء سيرها الواجم وقف أمامها بغتةً فشهقت بفزعٍ حين رأت هذا الو*د المدعي "فؤاد"، تقوس فم الأخير مرددًا باستفزاز:
-هل منظري أخافك لهذا الحد؟!
ازدردت "سوار" ريقها وقد اصطكت عظامها، انكمشت في نفسها ونظراتها المهزوزة عليه، سألته بارتباكٍ ملحوظ:
-ماذا تريد مني؟
اقترب منها فتراجعت للخلف وهي تحتضن مذكراتها مبتعدة عنه وتحولت نظراتها للنفور، هتف باستنكار ردة فعلها:
-ما الذي تفعلينه هذا، كلها بضعة شهور وستصبحين زوجتي
ردت باحتجاجٍ شديد:
-من هذه التي ستصبح زوجتك؟!، هل تخرف، ألم يعد أمامي غيّرك لأتزوج به؟!
ازعجته كلماتها ليثور أمامها فتوجست، هتف باهتياج:
-هل تعلمي كم فتاة تتمنى فقط نظرة واحدة مني، ليس فقط تتزوجني؟
ردت بسخطٍ ممتزج بالاستهجان:
-لا أريد أن أعرف عددهم، فهن أكيد من عينتك الفاسدة
دون مقدماتٍ أمسك عضدها بقوة فصرخت كمن تستغيث، لم يتجرأ أحد من حولها أن يلتفت حتى، فهم على علم بمكانته في المنطقة، غرس "فؤاد" أصابعه في لحمها ليزيد آلامها حتى لمعت العبرات في عينيها وفطنت بحسها أنه لن يتركها، رد بتحدٍ ونظرات قوية:
- ستتزوجينني "سوار"، وبعد الانتهاء من تجهيز شقتي سيكون عقد قراني عليكِ.......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
من شرفة غرفتها وقفت "دانة" ناظرة للمزرعة من حولها وعقلها مشغول بالتفكير في القرار الذي اتخذته دون تأنٍ، الفكرة برمتها ازعجتها، هي ستضحي بجزء من كرامتها إذا تزوجت ليومٍ واحد، ليس ذلك فقط بل عليه أن يتقرب منها بالأكيد، انجزع قلبها وهي تفكر في ذلك فقط دون أن تتعايش مع الموقف، بهتت تعابيرها وامتقعت بشدة لتتحير في اختيار الصواب لها، بالأخير أقنعت نفسها المتخوفة بـ:
-وهل سأظل هكذا بقية حياتي؟!، بالطبع كنت سأتزوج بغيره، سأعتبر نفسي تزوجت يوم وانفصلت، ما المشكلة؟!
بذلك أرضت ما يخالجها من ترددات حيال تلك المسألة، أطرقت رأسها متن*دة ببؤسٍ، لفت انتباهها وهي تنظر للأسفل هذا الشاب الذي رأته بالإسطبل يتحدث مع أحد رجال والدها بالقرب من شرفتها، خانتها نظراتها في التطلع عليه متذكرة حديثه الفظ عنها، رمقته باغتياظٍ لتتذكر أمره، أعادت توعدها له:
-ينقصني أنت على آخر اليوم، اظنني سأفرغ غصبي كله عليك أيها الفظ......!!
ثم استدارت عائدة لداخل غرفتها، تحركت بعدها خارجة من الغرفة لتهدأ ثورة انفعالها المضرمة بداخلها من كل ما يحدث لها في هذا الشاب الغليظ، رغم أنه لم يتعمد ولكنها أرادت أي شيءٍ تفرغ به ضيقها، توجهت لتهبط الدرج فتفاجأت بوالدتها تصعد، تقابلن في بداية الدرج من الأعلى، هتفت والدتها بمعنى:
-كنت قادمة إليكِ!
سألتها قاطبة بين حاجبيها:
-ما الخطب أمي؟!
ردت والدتها بابتهاجٍ:
-والدك تحدث مع السيد "راضي" ناظر المزرعة ليبحث لك عن زوج يقوم بالمهمة
اختلج قلب "دانة" فجأةً، سألتها بثبات زائف:
-ومن هو يا أمي الذي سيوافق على الزواج بي بهذا الشكل؟!
ردت موضحة لها باغتباط:
-لا تقلقي عزيزتي، لقد وجده، أظن اسمه "شهاب"، سيأخذ بعض المال ليقوم بذلك
ارتعدت "دانة" واكفهرت، هذا يعني زواجها من شخص دون المستوى لا يليق بها، ابتسمت لها والدتها ثم رددت بمعنى لتريحها:
-لا تخافي ابنتي، أنت ليست الأولى أو الأخيرة التي تتزوج للمرة الثانية، وأنت تفعلين ذلك من أجل عودتك لزوجك!
نظرت لها "دانة" بأسى وقد تحسّرت على حالها وملأ الحزن عينيها، ردت باقتضاب مذعنة للمسألة برمتها:
-افعلوا ما تجدوه.......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وقفت بسيارتها على جانب الطريق في منطقةٍ ما خاویة من أي أحد منتظرة بشغف وهي تحسب الوقت مجيء هذه السيدة التي تواعدت معها على اللقاء، كانت تتلفت "أروى" حولها وهي داخل سيارتها لتلمحها فقط، نظرت في ساعة يدها لتنفخ بملل من انتظارها الغير مُجدي والخامل، ارتعدت فجأة حين وجدت من يطرق زجاج النافذة المقابلة لها فالتفتت برأسها لتجدها، فورًا قامت بإنزال زجاج النافذة ثم خاطبتها باستياء:
-لي فترة كبيرة انتظرك، لماذا تأخرتي؟
ردت المرأة بتعليل:
-لقد تعذر عليّ الخروج سيدتي، السيدة "حوراء" صارمة جدًا، تحايلت عليها كي تسمح لي بالخروج لبعض الوقت
أشارت لها "أروى" أن ت**ت فقد ضجرت، قالت بأمر:
-هيا اركبي لأفهمك المطلوب منكِ!!
امتثلت المرأة المدعية "ناهد" لأمرها ثم دارت حول السيارة لتركب بجوارها، جلست على مقعد الراكب ثم اوصدت الباب عليها، نظرت لها مستفهمة بترقب:
-أخبريني سيدتي ما الأمر؟، أنا خادمتك
من حقيبة يدها أخرجت "أروى" زجاجة ما معروفة الهوية بالنسبة لهذه السيدة، هي نوع من ال*قاقير التي تقتل بالبطيء إذا تعاطت للشخص المراد التخلص منه على جرعات محددة، قالت "أروى" وهي تعطيها إياها:
-خبئي هذه أولاً معك
أمسكتها "ناهد" ثم دستها في ص*رها سریعًا دون النقاش، سألت المرأة بخبثٍ لتنكشف هوية من عاونها في قتل الصبي:
-ومن تريدي قتله هذه المرة سيدتي؟
أثنت "أروى" ثغرها ببسمةٍ ذات مغزى، ردت بنظرات قاتمة:
-حزري من؟!!................................................................
===============================