الفصل الثالث

2070 Words
استيقظ شهاب من النوم مبكرا للذهاب إلى الشركة أوشك على الخروج عندما استوقفته نور قائلة: -"صباح الخير يا حبيبي أنت هتخرج من غير فطار؟" استدار لها وهو يردف: -"هاكل أي حاجة في الشركة علشان مستعجل". نظرت له نور بمحبة وهي تقول: -"طيب متنساش الحفلة يا حبيبي علشان تلحق تستعد لها ولو عايز تعزم حد من أصحابك القدام اعزمه". هز شهاب رأسه علامة الموافقة وخرح من القصر ليتقابل مع وعد التي هتفت له بسعادة ظاهرة: -"باركت يا شهاب لمريم على نجاحها ولا لسة؟ أنا وبابا باركنالها". أجاب شهاب بنبرة ساخرة: -"ألف مب**ك يا ستي وإن شاء الله الست مريم بنت فاطمة الخدامة ناوية تدخل إيه؟" رمقته وعد بنظرات غاضبة ونهرته قائلة: -"بنت فاطمة اللي مش عجباك طلعت من الأوائل وهتدخل كلية الإعلام أن شاء الله". صفق شهاب باستهزاء وهو يقول: -"يا سلام ،وهي مفكرة أنها هتبقى مذيعة كمان ، دا طموحها عالي أوي!! أنا كنت فاكرها غلبانة بس واضح أنها مش سهلة". تركها شهاب وسار وهو يلتفت يبحث بعينيه عن مريم ولكنه لم يجدها فتردد هل يذهب إلى منزلها أم يستأنف سيره لعمله وأثناء تردده وجدها تخرج من المنزل عندما رأته حاولت الرجوع مرة أخرى ولكنه استوقفها عندما نادى عليها فالتفتت إليه وهي تردد بصوت مرتعش: -"أي خدمة يا شهاب بيه؟" قال لها بلهجة ساخرة: -"مب**ك النجاح يا مريم". بعد أن قال لها ذلك تطلع إليها فوقعت عينيه على السلسال الذهبي الذي يزين عنقها فتبدلت ملامح وجهه رأت مريم اتجاه نظراته فوضعت يدها بطريقة تلقائية على عنقها لتحمي نفسها من نظراته الحادة. كانت أشعة الشمس تسقط عليها فلمع شعرها الأ**د مع نظرات عينيها الذهبية واحمرار وجنتيها لتعطي مزيج رائع جعل شهاب ينسى كل ما حوله حيث شعر ب*عور غريب قد إنتابه فقد شرد في جمال عينيها وهو يتطلع إلى رموشها الكثيفة التي لم يرى لها مثيل من قبل في أي أنثى قابلته ولكنه سرعان ما تخلص من هذا الشعور وتركها ورحل بسرعة وسط دهشتها. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ قامت وعد بالاتصال بسيف ابن خالتها لكي تدعوه لحضور الحفلة ولكنه اعتذر لأنه لا يحب التواجد وسط أجواء هذه الحفلات ولكنها حاولت اقناعه حيث قالت له: -"هو أنت متعرفش أن شهاب جه من السفر؟!" رد عليها سيف بلهجة تهكمية: -"شرف طاووس عيلة محي الدين؟!" نهرته وعد قائلة: -"اخص عليك يا سيف مش هتبطل هزار أبدا أنا معرفش أنت دايما قارش ملحة شهاب ليه؟ وبعدين أنت مشفتهوش من سبع سنين، هو موحشكش؟!" رد عليها سيف بسخرية: -"ما تشوفيش وحش يا أختي". لم تجد وعد ما تقوله أمام نبرة سيف الساخرة ففضلت السكوت ولكن سيف استأنف قائلا: -"يا وعد أنتِ عارفة أنا بعزك أد إيه بس مبيعحبنيش أسلوب شهاب ومعاملته مع الناس مش قادر انسى أسلوبه مع مريم لما كان بيشوفها معانا ولا أقدر أنسى منظرها وهي مرعوبة منه كل ما كانت تشوفه". قاطعته وعد قائلة: -"صحيح فكرتني مريم نجحت وطلعت من الأوائل وهتدخل كلية الإعلام زيك يا عم افرح بقى وأظن أنت هتيجي علشان تباركلها؟" قالتها وعد بخبث وهي تعلم اهتمام سيف بشهد تردد سيف قائلا: -"هاجي يا وعد وأمري لله بس علشان متزعليش وأنا مقدرش على زعلك ضحكت وعد بصوت رنان: -"ما أنا عارفة أنك خايف على زعلي أوي يا عم البكاش". قامت وعد بإغلاق الاتصال وهي تتن*د قائلة في نفسها: -"الحمد لله إني لحقت نفسي قبل مقع في حبك يا سيف لأن واضح إن مشاعرك كلها لمريم بس يا ترى مريم هتكون مشاعرها لمين؟ بعد ما أنفذ اللي في دماغي هيكون قدامك منافسة شرسة يا عم سيف". ضحكت وعد بمكر وهي تردد ذلك. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ يوم الحفلة حاولت وعد الاتصال بمريم ولكنها لم ترد على اتصالها فرمت الهاتف وقررت ان تذهب إليها. نظرت مريم إلى الهاتف ساخطة وهي.تردد: -"وبعدين يا وعد عايزة إيه أنا مش عايزة أحضر الحفلة". لم تكد مريم تكمل حديثها حتى سمعت طرقات على الباب فنهضت لتفتحه لتجد وعد أمامها تعاتبها قائلة: -"وبعدين يا ست مريم مبترديش ليه على التليفون؟" ن**ت مريم رأسها للأرض وهي تهمهم بارتباك: -"كنت نايمة ومسمعتوش". -"طب يلا هاتي حاجتك وتعالي معايا على القصر زمان البنت اللي هتعملنا المكياج جاية في الطريق علشان نلحق نجهز للحفلة". طلبت منها مريم برجاء: -"طب روحي وأنا هاجي بالليل على الحفلة أنتِ عارفة أني مليش في المكياج ومش بحبه فروحي أنتِ استعدي وهبقى أحصلك". -"يا سلام يا مريوم رجلي على رجلك أنا عيزاكِ تبطلي **وفك ده يلا بسرعة هاتي الفستان ومش عايزة كلام كتير". لم تستطع مريم أمام إلحاح وعد غير الموافقة فذهبت معها تحمل أغراضها إلى القصر. حضرت الكوافيرة التي ستهتم بإطلالتهم وفي البداية رفضت مريم وضع أي مكياج لكنها وافقت بعد إلحاح وعد كعادتها إذا أرادت شيء لاتستسلم حتى تنفذه وانتهت اللمسات الأخيرة للفتاتين فكانوا أية من آيات الجمال وخاصة مريم بثوبها الأخضر الرائع التفصيل وعيونها العسلية الواسعة وشعرها الطويل الحالك السواد كانت كأميرة فرعونية من عصر الفراعنة قد حضرت من كتاب الأساطير. جلست الفتاتين في غرفة وعد حتى يحضر المدعوين إلى الحفلة حيث طلبت وعد من فاطمة أن تصعد إليهما وتخبرهما عندما يحضر كل المدعوين فقد أرادت وعد أن يحدث ظهورهم ضجة وخاصة ظهور مريم فهي تريد أن تأثر مريم في شهاب وتقطع الفرصة أمام كل الفتيات التي حضرن خصيصا بسببه وليس حبا فيها وكذلك حتى لايعود شهاب مرة أخرى ويطلب منها قطع علاقتها بمريم ولذلك فقد اهتمت بمريم أكثر من اهتمامها بنفسها لهذا الغرض وبذلك تض*ب عصفورين بحجر واحد. بعد فترة من الانتظار صعدت فاطمة وانبهرت بمظهر الفتاتين وأخبرتهما بوصول المدعوين فقررت وعد أنه قد حان موعد نزولهم للحفل. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ استقبل شهاب كل المدعوين وقد تأفف من كل الفتيات الاتي يحاولن استعراض أنفسهن أمامه لكي يلف*ن انتباهه وحضر سيف وسلم عليه وهو يلتفت يسارا ويمينا يبحث عن وعد ومريم ثم وقعت عينيه عليهما وهما ينزلان السلم فقام بالتصفير فالتفت شهاب ليرى ما لفت انتباه سيف فوقعت عيناه على مريم ولم يرى غيرها وشعر بقلبه يخرج من بين ضلوعه وكأنه أصيب بصدمة كهربائية. التفت كل من في الحفل إليهما بسبب جمالهما الملفت للنظر . ترك سيف شهاب وجرى ليسلم عليهما وعندما وصل إليهما بادر وعد بقوله: -"كل سنة وأنتِ طيبة يا وعد عقبال مليون سنة إيه الجمال دا كله؟!" كان يقول لها ذلك وعيناه مثبتة على مريم التي سحرته فلم يستطع تحويل عينيه عنها ولكنه تمالك نفسه وأعطى وعد هديتها ثم قام بإعطاء مريم هدية هي الأخرى وهو يبارك لها عل نجاحها فاستغربت مريم وتلون وجهها باللون الأحمر وهي تقول له: -"دا مش عيد ميلادي!" فرد عليها سيف: -"عارف الهدية دية علشان النجاح وبعدين أنا عرفت إنك هتدخلي كلية إلاعلام اللي أنا فيها فلو احتاجتِ حاجة عرفيني أنا قابلك في الكلية بكذا سنة فأكيد هفيدك". وافقته مريم بهزة من رأسها وتركتهم وعد وذهبت لترحب بضيوفها. استمر سيف ومريم في الحديث عن الكلية وعن أحلام مريم المستقبلية وكان شهاب يتابعهما من بعيد وهو ب*عر بالغضب الشديد لايعرف سبب لذلك الغضب أفاق على صوت والدته نور تنادي عليه فذهب إليها فقامت بتقديمه إلى نادين ابنة أعز صديقاتها جيهان ثروت وبنت رجل الأعمال الراحل عماد فخري ووريثته الوحيدة وكانت نور تخطط لكي تجعل شهاب برتبط بها. كان شهاب لا يتابع ما تقوله نور بل كان مشغولا بالفتاة المرتدية الثوب الأخضر الذي أعجب به جدا عندما رأه في أحد محلات نيويورك ولفت انتباهه واشتراه لأخته رغم أنه يعلم أنه لايناسبها. حاول أن يذهب ليتحدث معها ولكن غروره لم يسمح له بذلك. استأذنت مريم من سيف لكي تذهب لوعد التي أشارت لها منذ فتره لكي تذهب إليها ولكن قدماها تسمرت في الأرض على بعد خطوات من وعد عندما سمعت ساندي صديقة وعد وهي تقول لها: -"أنا معرفش يا وعد لغاية إمته هتفضلى مصاحبة بنت الشغالة بتاعتك لازم هي تعرف مركزها وأنتِ تحفظي مركزك أنتم كبرتم مش لسه أطفال صغيرين، أنتِ لبستيها وخلتيها تحس إنها واحدة مننا وماشية تستعرض نفسها ولا كأنها أميرة ونسيت أنها بنت خدامة يعني مجرد واحدة لا راحت ولا جيت". قاطعتها وعد غاضبة: -"أنا مسمحلكيش يا ساندي تتكلمي على مريم بالشكل دا أنا بعتبرها أختي وعمري ما هسمح بإهانتها لا منك ولا من غيرك واللي مش عاجبه وجودها أنا مش عايزاه في حفلتي". استدارت وعد بعد ان أنهت حديثها لتجد مريم أمامها شاحبة الوجه وقد سمعت كل الحديث الذي دار بينها وبين ساندي فحاولت أن تتحدث إليها ولكن مريم بادرتها بالقول: -''عشان تعرفي ليه يا وعد مكنتش عايزة أحضر الحفلة ؛ لأن أصحابك عمرهم ما هيتقبلوني بينهم ولا هينسوا أني بنت فاطمة اللي بتشتغل عندكم". كانت تقول ذلك والدموع تنهمر من عينيها ثم تركتها وجرت خارج القصر. بحثت وعد عن سيف لتجعله يلحق بمريم لكنها لم تجده وعلمت أنه قد ذهب ووقع نظرها على شهاب الذي كان يتابع ما حدث وينظر بغضب تجاه ساندي فنظرت له بخبث وأخذت تترجاه قائلة: -"عشان خاطري يا شهاب الحق مريم". ذهب شهاب وراء مريم وترك وعد التي نظرت له بلؤم بعد أن رأت مخططها في طريقه للنجاح. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ جلست مريم على الأرجوحة في الظلام وأخذت تبكي بصوت مسموع أفاقت على صوت خطوات على العشب بالقرب منها لملمت فستانها بفزع وحاولت النهوض من فوق الأورجوحة ولكن ظل طويل ظهر في الظلام أمامها فشهقت بفزع وحاولت أن تجري ولكن امتدت ذراعين تمنعانها من الهرب فصرخت بصوت مبحوح غير مسموع بسبب خوفها وض*بات قلبها المتزايدة التي تدق كالمطرقة أتاها صوت شهاب يردد: -"اهدي شوية مكنتش أعرف أنك خوافة أوي كدة!" وأجلسها على الأورجوحة مرة أخرى لم تعرف مريم كيف تتصرف او ماذا تفعل كان الخوف قد سيطر عليها فلم تستطع أن تنطق بأي حرف وكأن الشلل قد أصاب ل**نها. قام شهاب بتحريك الأورجوحة بها لكي تسترخي فلم يكن يعلم مقدار ما يسببه لها حضوره من رعب أغمضت مريم عينيها وحاولت أن تسترخي وتستوعب الموقف وتخرج من حالة الخوف التي تسيطر عليها. عندما أوقف شهاب الأورجوحة نطقت أخيرا فاستأذنته لكي تذهب إلى منزلها فضحك شهاب وهو يقول لها: -"على طول كدة أنتِ خايفة مني ولا إيه؟" ردت عليه مريم: -"هخاف منك ليه أنا روحت ولاجيت بنت الشغالة بتاعتكم ومش هتقدر تإذيني وبعدين شهاب باشا مينفعش يتنازل ويقف مع واحدة من ولاد الشغالين اللي عنده". نطق شهاب بصوت مبحوح: -"اللي يشوفك النهاردة مش هيصدق إنك بنت فاطمة الشغالة وخاصة وأنتِ لابسة فستان من أغلى الماركات العالمية لو كنت اعرف وأنا بشتريه إنه هيبقى حلو عليكِ كدة كنت جبتلك كمان واحد". صدمت مريم بمعرفتها أنه هو من اشترى الفستان الذي أعطته لها وعد وتمنت في هذه اللحظة أن تخلعه وترميه في وجهه فهي لاتريد منه أي شيء شعر شهاب بما يدور داخلها من أفكار فقال لها: -"أنا مش عايزك تضايقي من التافهة اللي اسمها ساندي الموجودة في الحفلة جوه هي قالت كدة من غيرتها منك علشان أنت أجمل منها ألف مرة". قال لها شهاب ذلك وهو يتملقها بنظرات متفرسة ولكن مريم قاطعته قائلة: -"هي ما قلتش حاجة جديدة اللي قالته دا هو الحقيقة وأنت نفسك قلته قبل كدة أكتر من مرة". شعر شهاب بوخزة في قلبه فقد شعر بمقدار الألم الذي سببه لها على مر السنين -"خلاص يا مريم أنا عايزك تنسي اللي فات وما تسمحيش لحد يهينك أو يزعلك مهما يكون وبعدين أنت هتبقي إعلامية فلازم تكوني أقوى من كدة". لم يستطع شهاب أن يرى مقدار إحمرار وجهها في الظلام شعرت بالحرج من وقوفها مع شهاب وحدهم كل تلك الفترة فستأذنته مرة أخرى في الذهاب شعر شهاب برغبة قوية في احتوائها بين ذراعيه رغبة جنونية سيطرت عليه لم يشعر بها مع أي فتاة من قبل من قبل ففضل أن يتركها تذهب حتى لا يص*ر منه تصرف يندم عليه بعد ذلك. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ وصلت مريم إلى المنزل وهي لا تصدق نفسها أنها استطاعت أن تصل سالمة أخذت تنظر لنفسها في المرأة ولأول مرة تستوعب مقدار ما تتمتع به من جمال فقامت بخلع ملابسها ونظرت للفستان الملقى على الأرض ثم أخذته بين يديها وقذفت به بعيدا ولكنها عادت وأخذته مرة أخرى وقامت بوضعه في الدولاب خاصتها وارتدت ملابس النوم وذهبت في سبات عميق يتخلله الأحلام الوردية. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ جلس شهاب فوق الأورجوحة لكي يستعيد أنفاسه. حاول أن يحلل مشاعره فمنذ حضر من أميريكا وصورة مريم دائما أمام عينيه أخذ يتساءل كيف يكرهها ونفى نفس الوقت يرغبها بهذا الشكل لقد حاول أن يسيطر على نفسه بأعجوبة حتى لا يأخذها في أحضانه ويسبب لها الفزع أخذ نفس طويل التي تدل على ما يشعر به بداخله. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ أصاب شهاب الأرق طوال الليل فكلما داعبه النوم يجد صورة مريم أمامه وهي تنزل السلم كأميرة من أميرات الزمن الماضي قام أكثر من مرة لأخذ حمام من الماء البارد لكي تهدأ مشاعرة وظل على هذا الحال حتى أشرق نور الصباح فقام بارتداء ملابسه ونزل لأسفل ولكنه لم يجد أحد قد استيقظ باكرا بسبب حفل أمس شعر بصداع رهيب أصابه فذهب إلى المطبخ وقام بإعداد فنجان من القهوة المركزة تناوله ثم خرج من القصر ووقعت عينيه على شرفة غرفة مريم وهو في طريقه للخارج ف*نهد بعمق وأسرع خطاه وهو يشعر بالغضب من نفسه وأقسم أن يحارب هذا الإحساس في بدايته ولا يجعله يسيطر عليه فهو شهاب محيي الدين أقوى من هذه المشاعر التي تشبه مشاعر المراهقين.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD