الفصل السابع

2108 Words
بلغت سعادة مريم الذروة بعد أن أبلغها سيف بفوزهما في انتخابات الكلية ورددت قائلة: -"أنا مش مصدقة أنا الوحيدة في الفرقة الأولى اللي فزت". تطلع إليها سيف بحب وهو يقول لها: -"أنا وعدتك وطول ما أنا جانبك هوصلك السما وبكرة تقولي سيف قال وبعدين أنا بعدك علشان تكوني مكاتي السنة الجاية رئيسة مجلس الإتحاد ويكون ليكي رأي في كل حاجة بخصوص الكلية مش محرد عضو عادي". -"بجد يا سيف أنت مأمن بيه بالشكل دا؟ أنت متعرفش بتديتي ثقة ازاي في نفسي طول عمرك واقف جانبي وبتساندني وبتخلي عندي طاقة إيجابية". قالت له مريم ذلك والدموع تترقرق في عينيها: شعر سيف بدقات قلبه تتسارع عند سماعه ذلك فأمسك بيديها وخاطبها قائلا: -"احنا لازم نحتفل بفوزنا أنا عازمك النهاردة على الغدا بمناسبة أول نجاحنا مع بعض". ذهبت مريم مع سيف إلى مطعم فخم قريب من كليتهم واختار سيف ركن منعزل تظلله الأشجار و أشار سيف إلى النادل وهو يسأل مريم: -"تشربي عصير إيه؟" -"عصير أناناس". طلب لها سيف العصير ولنفسه فنجان من القهوة لأنه شعر أنه يحتاج لشيء قوي يساعده على التركيز فقد أراد أن يستغل الفرصة ويفاتح مريم بحبها له. في هذا الوقت كانت مريم تراقب فراشة تسير بسرعة عبر الطاولة ظلت تراقبها وهي مبتسمة حتى اختفت وعندما رفعت رأسها وجدت سيف يراقبها وهو يضحك ضحكة جذابة حتى ظهرت غمازتيه وبادرها بالقول: -"ياريتني كنت رسام كنت رسمتلك أحلى لوحة لواحدة على وجه الأرض واحدة طبيعية وبريئة بدون أي تصنع واحدة جمالها يخلي أي واحد يركع قدمها ويتمنى أنها تعطف عليه بنظرة واحدة التاريخ يتغير علشانها أميرة من أميرات الزمن اللي فات". ترقرقت الدموع في عين مريم عندما سمعت ذلك ورددت مبهورة بحديث سيف: -"أنت المفروض تكون شاعر لأنك شايفني بعين شاعر مش معقول مريم بنت فاطمة الخدامة تكون أميرة أنت دايما يا سيف بتطلعني فوق أوي لدرجة أني بخاف بعدها أقع على جدور رقابتي وخاصة لما أرجع للواقع وأشوف شهاب اللي دايما بيفكرني أنا مين". وضع سيف يده فوق فمها كي يمنعها من الحديث: -"متجبيش سيرته أنا عارف أنه بيضايقك ديما وأنتِ أميرة غصب عنه وبكرة كل الناس هتعرفك وتشاور عليكي أنا عندي إيمان قوي بيكي يا مريم وعايزك يبقى عندك ثقة في نفسك مهما حصل متخليش حد يهز الثقة دية". تن*دت مريم وهي تشعر بالامتنان تجاه سيف -"أنت متعرفش بترفع معنوياتي ازاي؟ أنا لو كان ليه أخ مكنتش هعزه أكتر منك أنت بجد بالنسبة ليه أخ وصديق عزيز عليه وأتمنى تفضل معايه على طول حتى لو ارتبطت بواحدة أتمنى أنها متأثرش على علاقتنا ببعض وتضغط عليك وتخليك تبعد عني". صدم سيف عند سماعه ذلك وشحب وجهه ولم يعرف بماذا يرد عليها فخاطبها بصوت هامس عمل المستحيل لكي يخرج طبيعيا: -"اطمني يا مريم مفيش أي واحدة هتأثر على علاقتي بيكِ ودايما هكون جانبك دا وعد مني". ابتسمت مريم عندما سمعت منه ذلك وقطع حديثهما حضور النادل يحمل العصير والقهوة. ثم طلب سيف لهما الغذاء وتناولاه في **ت فقد تعكر مزاج سيف بعد حديث مريم وظلا هكذا حتى انتهوا من الغذاء ثم أخذها بعد ذلك سيف لكي يقوم بتوصيلها حتى بوابة القصر. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ دخل شهاب من بوابة القصر فوجىء بسيارة سيف تقف أمام المنزل الذي تعيش فيه مريم مع فاطمة ووجد مريم تنزل من السيارة وتودع سيف بابتسامة مشرقة استدار سيف بسيارته ليتقابل مع شهاب الذي كان ينظر اليه بنظرات قاتلة لم يلاحظها سيف بل ابتسم له وهو يشير له بيديه وتركه وذهب وقف شهاب وأخذ يتطلع إلى مدخل البيت وتمنى لو يملك الشجاعة لينزل من سيارته ويذهب إلى مريم ليعنفها لأنها سمحت لسيف أن يوصلها بسيارته رغم رفضها أن تركب معه من قبل ولكنه تمالك نفسه في النهايه وذكر نفسه أنه لا يملك أي حق عليها. استمر الحال على هذا المنوال وانتهى العام ولم يبقى غير أيام قليلة على ظهور النتيجة. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ وبعدين معاك يا بدر هتفضل كده على طول وحيد انت عارف ان الف واحدة في القبيلة تتمناك. تن*د بدر وهو يستدير لصديقه قائلا: -"أنت عارف يا عبدالله أني مقدرش أتجوز ولا ارتبط بأي واحدة وأنا معرفش أي شيء عن جذوري والماضي بتاعي مجهول نفسي أفتكر أي شيء عن حياتي السابقة زي ميكون في غمامة سودة مغطية عينيه وقافلة عقلي على حاجة مش عارف أوصلها وطول ما أنا كدة عمري ما هتجوز لغاية ما اوصل لحقيقة أصلي علشان مظلمش حد معايه". زفر عبد الله بضيق وهو يقول: -"أنا مش عارف لغاية إمتى الموضوع ده هيفضل شغلك أنت خلاص بقيت واحد مننا وشيخ القبيلة اداك إسم ابنه اللي مات ومش كده وبس دا مسكك كل أعماله علشان أمانتك وبصراحة هو اللي قالي أكلمك فيى موضوع الجواز عايز يفرح بيك ومش كده وبس دا نفسه يجوزك بنته قمر بعد مطلقها من جوزها المهرب". رد عليه بدر بنفاذ صبر: -"أنا معنديش كلام تاني أقوله غير اللي قولته وياريت يا عبد ببالله محدش يتكلم معايه في الموضوع دا مرة تانية". قال له بدر ذلك وتركه وانصرف وظل هائما على وجهه لايعرف له وجهة يذهب اليه وأخذته قدماه إلى ربوة عالية كلما تضايق يذهب إليها لمح شبح يقترب منه في الظلام وعندما اقترب صدم عندما وجدها قمر ابنة شيخ القبيله حاول النهوض وهو يزفر بضيق فليس من المناسب أن يراهم أحد في الظلام في هذا المكان البعيد فنهرها قائلا: -"أنتٍ بتعملي إيه يا قمر هنا في وقت متأخر؟؟؟ ميصحش تخرجي لواحدك في وقت زي ده". بهتت قمر ولم تجد ما تعلق به ولكنها ردت بعد أن ن**ت رأسها بخجل: -"أنا خرجت أتمشى شوية لقيتك ماشي لوحدك وشكلك مهموم فحصلتك أشوف مالك". -"أنا كويس مفيش حاجة بس ميصحش نفضل مع بعض في مكان زي ده لو حد شافنا هيقول إيه أنتٍ عارفة يا قمر أنا بعتبرك زي أختي ومحبش حد يجيب سيرتك فيلا علشان اوصلك". أطاعته قمر ومشيت وراءه وهي تجرجر قدميها المتثاقلة فوق الرمال الناعمة وقد تساقطت منها دمعة فارة حاولت إخاءها. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ رن هاتف مريم لتجد سيف هو المتحدث فردت عليه: -"ازيك يا سيف عامل إيه؟" -"الحمد لله عندي ليكي أخبار خلوة" . -"طب قول بسرعة شوقتني". "بس ليه الحلاوة فاوعديني الأول ةهتجبيلي إيه ". -"بطل رزالة وقول بقى يا سيف وهجبلك اللي عايزه". ضحك سيف باستفزاز وهو يتلاعب باعصابها وأخيرا قرر إخبارها: -"مب**ك يا مريم النتيحة ظهرت جبتهالك من الكنترول طلعتي يا ستي من الأوائل على الدفعة". ردت مريم وهي غير مصدقة ما قاله: -"بجد يا سيف؟" -"بجد والله أنتِ معندكيش ثقة فيه ولا إيه؟" -"طيب و أنت عملت إيه؟" -"تمام الحمد لله طلعت من الخمسة الأوائل كده هطع بعثة ستتين لفرنسا هدرس هناك". صدمت مريم عند سماعها ذلك فسيتركها سيف وحيدة في الكلية ولكنها اطمأنت بعد أن أخبرها أنه سيكون على تواصل دائم معها وستجده معها إذا احتاجت لأي شيء. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ مر العامان سريعا وعاد سيف مرة أخرى إلى مصر لقد عان خلال العامين بسبب بعده عن مريم رغم تواصله الدائم معها خلال الفيس بوك ومعرفتة لكل تفاصيلها خطوة بخطوة ولكنه في الفترة الأخيرة شعر أنها تخفي عنه شيء وكأن شي قد حدث معها لا يعرف ما هو وقد شعر بخوف لم يجد ما يبرره ولكنه عاد أخيرا وسيلتقي بها ويعرف الشيء الذي تخفيه عنه وسيحدثها عن تفاصيل المشروع الذي درسه وسيحدد مستقبلهما معا. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ فرحت مريم عندما اتصل بها سيف وأبلغها عن موعد عودته بعد انتهائه من دراسته فقد كان دائما يشجعها على التفوق وكأنه معها لم يتركها أبدا رغم بعد المسافات فقد قربت بينهم وسائل التواصل الحديثة وكانت دائما تحكي له كل تفاصيل حياتها إلا تطور علاقتها بشهاب وعادت بذكرياتها للوراء فبعد سفر سيف ابتعد عنها شهاب ولم يعد يضايقها مثل سابق عهده بل تجاهلها تماما حتى حدث ماغير علاقتهما فقد أصرت وعد أن تذهب معها مريم للساحل الشمالي واستأذنت فاطمة التي وافقت بصعوبة على ذهابها مع وعد بعد إلحاحها الشديد استسلمت للأمر الواقع في النهاية وكانت حجة وعد أنها ستحتفل بعيد ميلادها هذا العام في فيلا الساحل الشمالي كانت مريم قد أنهت عامها الثاني في الكلية بنجاح ساحق سافرت مريم مع وعد وبدأت حياة أخرى وحدث ما كانت تخشاه حيث تقابلت مع زملائها من الكلية ولم يكن فيهم من يعلم شيء عن خلفيتها الإجتماعيه وعندما تقابل زملائها مع وعد ظنوا أنها أختها وزاد الأمر صعوبة عندما قامت وعد بدعوتهم لحضور حفل عيد ميلادها وأتى يوم الحفل وكالعادة قامت ساندي مع أصدقائها بمضايقة مريم والتنمر عليها وقد **مت مريم أن تتجاهلهم ولا تلتفت لمضايقتهم لم يكن شهاب قد حضر بعد وكانت تعرف أنه في الطريق كما أخبرتها وعد كانت شاردة عندما نادت عليها وعد: -"مريم شوفي اصحابك واعزمي عليهم بجاتوه وعصير واهتمي بيهم شوية أنتِ صاحبة بيت مش من واحدة من الضيوف". وبالفعل قامت مريم بالإهتمام بهم وأخرج أحد زملائها لفافة صغيرة وهو يقول: -"دي هدية بسيطة لأختك يا مريم". فوجئت مريم عند سماع ذلك والتفتت عند سماعها صوت ضحكة رنانه جعلت من بالحفل يدير رأسه ليشاهد ما يحدث وسمعت صوت كفحيح الأفعى يقول: -"أخت مين؟؟؟ أنت فاكر مريم أخت وعد دي تبقى بنت الشغالة بتاعتها يا بابا وهي موجودة في وسطنا إحسان مش أكتر". صدمت مريم عندما سمعت ساندي تنطق بذلك ولم تعرف كيف تتصرف فقد أصابها الخرس وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها وأستدارت حولها فلم تجد وعد لكي تنقذها من براثن هذه الأفعى السامة التي تبخ سمها في كل مكان وفجاة وجدت عينين تنظران اليها وهي على وشك الانهيار و أفاقت لتجد شهاب يقترب منها ويسندها بذراعيه ويلتفت ل**ندي وهو يقول: -"على فكرة مريم مش موجوده وسطنا إحسان هي موجوده علشان واحدة مننا وصاحبة بيت ويشرفنا إنها تكون معانا بع** ناس كتير ميشرفناش أنهم يكونوا موجودين وسطنا أصلا لأن كلهم حقد وغيرة مش عارفين يداروه وياريت يخرجوا بكرامتهم بدل ما ينطردوا قدام كل الناس زي الكلاب". كان شهاب يقول ذلك وهو ينظر ل**ندي بنظرات قاتلة مما جعل ساندي تخرج من الحفل بعد ان شعرت بغضب شهاب فخافت من استفزازه لم يكن شهاب يتخيل أن هذا سيكون رد فعله على إهانة ساندي لمريم فقد شعر انه يريد أن يأخذها بين ذراعيه ويحميها من كل مايسييء إليها حضرت وعد وهي تتساءل: -"شهاب أنت جيت إمته؟" ونظرت إلى مريم لتجد وجهها شاحب كوجوه الموتى ووقوف شهاب بجانبها وهو يسندها بذراعيه فنقلت بصرها بينهما وهي تستأنف حديثها: -"هو فيه إيه؟؟؟مريم مالها؟" حكى لها شهاب ماحدث فاستدارت وعد لمريم قائلة: -"متزعليش أنتِ أختي يا مريم وساندي ديه حقيرة وحقودة وطول عمرها بتكرهك وبتغير منك سيبك منها وأنا غلطانة أني عزمتها أصلا". علقت مريم على حديث وعد قائلة: -"خلاص يا وعد اللي حصل حصل كملي أنتِ حفلتك وأنا هطلع أشم شوية هوا برة علشان حاسة أني مخنوقة". قالت ذلك مريم ولم تنتظر الرد بل جرت مسرعة إلى الخارج وهي في أشد حالات الحزن وتمنت لو كان سيف بجوارها يساندها فهي كلما صعدت خطوة للأمام تأتي ريح لتقفذ بها للخلف مرة أخرى استدارت عندما سمعت خطوات خلفها لتجد شهاب بجانبها لقد امتنت له لموقفه مع ساندي وطرده لها من أجلها لم تكن تصدق أبدا أنه في يوم من الأيام سيدافع عنها بهذه الطريقة نظر لها شهاب وقلبه يتمزق بسبب حزنها ودموعها الي تغرق وجهها وتمنى لو يستطيع ان يزيل هذه الدموع من وجهها أخذ يدها بين يديه وهو يهمس لها: -" خلاص يا مريم متزعليش نفسك انسي ساندي وشيليها من تفكيرك هي متستهلش دموعك اللي نازلة بسببها أنتِ متعرفيش دموعك دية عاملة فيه إيه أنا عمري ما كنت ضغيف يا مريم بس قدامك بحس بضعفي وده السبب اللي خلاني أكرهك وأبعد عنك وأحتقر نفسي ألف مرة علشان مش قادر أبعدك من تفكيري ولا أخرجك من جواية متعرفيش أنا كنت عايز أعمل إيه في ساندي لما شفتها بتهينك كنت عايز أخنقها بإيديه الإتنين دول بس مسكت نفسي بالعافيه كل اللي حسيت بيه أن عايز أخدك في حضني وأخبيكي من الدنيا كلها وأحميكي من أي حاجة تزعلك خلاص معنتش أقدر أكابر بعد كده أنا بحبك يا مريم بحبك بجنون حب مكنتش اتخيل أني ممكن أحبه لواحدة من بنات حوا لما بكون بعيد عنك بحس أني مش قادر أتنفس وكأن الأ**جين خلص من حواليه ودا كان سبب معاملتي ليكي كل المدة اللي فاتت متتخيليش ان انتِ اللي كنتي بتتألمي لوحدك أنا كمان كنت بتألم". استرسل شهاب في حديثه وظلت مريم في حالة صدمة مما تسمع فلم تجد صوتها حتى ترد عليه. أفاقت مريم من شرودها عندما وصلت بذكرياتها إلى اليوم الذي اعترف فيه شهاب لها بحبه وأخذت حياتها منحنى أخرى ونسيت ما أقسمت عليه من قبل في بعدها عنه وتجاهلها له فهي أيضا تعشقه حتى النخاع أخذت الأيام تمر ولم تخبر مريم أي شخص عن علاقتها بشهاب حتى وعد أقرب صديقة لها أو سيف الأخ والصديق الذي لا تخفي عنه شيء فقررت أن تخبره بعد عودته لمصر. ▪▪▪▪▪▪▪▪▪ كانت مريم تشعر بسعادة ليس لها مثيل فكل أحلامها ستتحقق فلم يبقى لها غير السنة النهائية بالكلية وحب شهاب لها سيسهل لها الطريق لتصبح مذيعة مشهورة بعد أن يتزوج بها وتصبح من نجمات المجتمع شردت مريم في أفكارها أن شهاب لما يتحدث معها عن الزواج وكل ما أكده عليها ألا يعلم أي شخص عن علاقتهما في الوقت الراهن فكان يلتقي بها أو يحدثها في السر في الوقت التي كانت تريد أن تصرخ به بأعلى صوت ليعلم العالم كله مدى حبها لشهاب وحبه لها وكانت تريد أن تخبر والدتها ولكن شيء ما منعها فقررت أن تنتظر حتى يعرض عليها شهاب الزواج.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD