رواية قلوب اتلفها الهوي. ريهام أحمد الفصل الرابع

1012 Words
الفصل 3 رفضته للمرة الثانية لكنه يحبها قلبه ينبض باسمها حاول أن يتجنب النظر إليها بهذه الحالة التي هي عليها إلا أنه لم يستطيع فالخوف من أن تمرض كان يقتله فلم يعهدها ضعيفة إلي هذا الحد سحر ضحكتها تهتز لها الجدران تتنقل بين أحضان أبيه ونور في ان**ار تام كدمية قد أتلفت محركاتها أو نفذت بطاريتها . قاتل ذاك الشعور الذي نري فيه الأشخاص في قمة كبريائهم فتعصف بهم الأيام ليصبحوا كعصف مأكول. هكذا كانت حالة سحر مضي يوم ثالث فهي بدون طعام لا تضع شئ في فمها حتي تستعيد والدتها صحتها من جديد . خرج الطبيب في مساء اليوم الثالث يخبرها أن والدتها استعادت وعيها بامكانها رؤيتها قبل الشروع في إجراء العملية الجراحية دلفت لها سحر في فرح ممتزج بحزن يبدو علي ملامحها اقتربت من فراشها مرتجفة فهي لها كل شئ إلا أنها نظرت لها والدتها تقول:" تعالي يمكن دي تكون اخر مرة تشوفيني." اقتربت سحر وعيناها تنزف دمع علي ما تقوله والدتها فهي. الأخري يخالجها شعور كذلك لكنها ترفض تصديقه طبعت قبلة علي جبهة والدتها ويدها تقول:" يلا ياماما أنا محتاجاكِ معايا ." ابتسمت والدتها ابتسامة ذاهبة لم تقول شئ فإنها تشعر هي الأخري برائحة النهاية فكما للحياة رائحة للموت رائحة أيضاً تحيط بمن سقطت أوراقهم . لم تكمل نظرتها إلي سحر حتي خرجت روحها شعرت سحر بارتخاء يدها داخل يدها فخرجت تنادي الممرضة والأطباء لعل أحد يخبرها أن موت والدتها كذبة أنها فقدت وعيها لا أكثر اندفعت الممرضة والطبيب حينما سمعوا صوت صفير الأجهزة وكذلك حسن ونور. أسدل الطبيب الغطاء علي وجهها أمام سحر يقول:"الدوام لله وحده." صرخت سحر تقترب من والدتها ترفع عنها الغطاء تقول:"لا ماما ماممتتش هي لسا كانت بتكلمني ." اخذت تحركها بيدها لتوقفها تقول بصوت يذبحه الدمع:" يلا ." انحنت نور عليها بجسدها تضمها إليها بشدة فما حدث معها أفقدها رهبة الموت رهبة كل شئ حولها لم تشعر بشئ تحرك أمها كي تنهض تتأمل نور ما يحدث يبكيها ما تراه كذلك حسن حتي حملتها الممرضات للخارج من فوق والدتها بوابل من الصرخات والانتحاب حملتها نور وحسن جراً من ذراعيها فلم يعد لديها قدرة علي السير عليهما من شدة ما مرت به. الطبيب حسن أن يجهز كل شئ لياخذها لمثواها الأخير وأن أبيه هاتف أهل والد سحر ليشهدوا توديع الجثمان ما أن خرجت والدتها حتي أطبقت عليها بشدة مرة أخري تمسك بذراعها لا تتركه فحملتها عنها نور والممرضات وحسن بصعوبة بالغة . اصطحبتها نور إلي منزلها لتبدل ملابسها للخروج خلف الجثمان أنها ارتدت جينز أ**د وكذلك من أعلاه ثوب أ**د خرجت خلف جثمان والدتها لا تعرف كيف كانت تسير علي قدميها جاءت إليها وفود من النساء الأقارب والأصدقاء لوالدتها يتشحون جميعهم بالسواد جلسن حولها يقدمون باقات المواساة والاسي إليها لكن لا أحد يشعر بفاجعة أحد إلا من فيها فقط . الجميع يقدمون باقات المواساة والاسي لها ثم يذهبون فتعود إليها بحار أشجانها وحزنها انصرف الجميع عنها لم يبقي معها سوي حسن ، نور ، عمها محمد بعد أن عاد عمها محمود حتي لايترك المنزل في الصعيد بمفرده. انصرفت نور عنها كذلك حسن ظل معها عمها محمد أنها أخذت تحطم في كل شئ حولها غير مصدقة ما حدث ثلاثة أيام ينتهي فيها كل شئ لم تكمل فرحتها بنجاح المعرض حتي توفيت والدتها ظل عمها محمد فترة طويلة معها لحين استعادت صحتها التي أنهارت بشكل كبير حينها لم يتركها حسن ونور . إلا أنها لم تشفي بسهولة فكل زاوية بالمنزل تري فيها والدتها تراها مارة من أمامها تبتسم لها ، تراها تعبث بيدها في رأسها ، تراها تتشاجر معها كما اعتادت ، تراها تتناول الطعام أمامها وانها لم تقتنع بفكرة موتها ولم تصدقها حتي الآن . أخبر عمها محمد خالها وحسن أنه لن يتركها تظل هنا بالقاهرة بلا رجل فهي لم تتزوج والديها وافتهما المنية فالاسلم والأصح أن تعود إلي كنف عائلة والدها فهم أولي بها منهم إلا أنهم رفضوا ذلك واستقروا أن تقرر هي ماذا ستفعل انتظرها عمها محمد كثيراً فجلسوا جميعاً أمامها وهي جلست علي الاريكة المقابلة لحجرة والدتها فقال خالها :"سحر هما عايزينكَ تروحي معاهم الصعيد ايه رايكِ؟ " عمها محمد:" ولا تخليكِ هنا." حينها سحر فقدت وعيها فإنها تراقب والدتها التي رأتها من بعيد تحرك رأسها بالموافقة ففعلت مثلها ففهم عمها محمد ذلك فقال:" هتيجي الصعيد." أنها كانت تري والدتها وتحدثها من بعيد فحركت رأسها بالموافقة فقال عمها محمد:" موافقة اهي." لم يجد خالها جوابا له فقال:" علي بركة الله ." عمها محمد:" نحدد موعد للسفر سوف هنقولكم ." خالها:" هستني دا لله الامر من قبل ومن بعد." انصرف الجميع عنها إلا أن نظرها ظل عالق بوالدتها التي تتحرك أمامها فتشعر بانفاسها حولها في كل مكان ورائحتها تري ابتسامتها تتجاوز حاجز القبر وحائل التراب إليها نهضت من موضعها سعيدة بأن والدتها لم تموت أن الجميع من حولها يروجون للإشاعات حول موتها فنظرت بالمرآة التي مرت أمامها وجدت ثوبها الأ**د الذي ذكرها بذاك اليوم الأ**د فاستعادت وعيها بفاجعة فقدان والدتها فحطمت المرآة التي أمامها بيدها فأصابت يدها ببعض الجروح فانتبه لذلك عمها فومضها لها ببعض قطع القطن. انقضي اليوم كغيره فجاءت إليها نور تحاول أن تخرجها من هذه الحالة التي عليها لم تستطيع إلا أن قرارها بالسفر للصعيد أصاب الجميع بصدمة فأين هي من عادات وتقاليد المجتمع الصعيدي. فحياتها لا تصلح لها بأي شكل من الأشكال هناك. هاتف عمها محمد الجميع يخبرهم بالصعيد أن ينظفوا مكان بالقصر لها فإنها ستعود معه أخبر خالها ونور لكي يودعوها قبل السفر فقد قرر السفر فجر الغد بالسيارة عن القطار فهو تولي كل شئ . أخبر سحر بذلك فجمعت حقيبتها نور ووضعت لها صورة والدتها فطلبت منها إلا تنساها مسرعة في مهاتفتها فهي صديقتها جاءها حسن وخالها يودعها فقال لها: " كنت عايزك ِ تتجوز ي حسن وتقعدي معانا هنا بس كل حاجة نصيب." نظرت له سحر تقول:"أنا محتاجة أبعد عشان أعرف أرجع تاني يا خالي." حسن :" هتوحشينا ." سحر:" هرجع أكيد حياتي كلها هنا ." احتضنتها نور بشدة علي انها لاول مرة منذ صداقتهما إحداهما تبتعد عن الآخري فإنها قالت لها مازحة:" مش هلاقي حد يتريق معايا علي أحمد." سحر:" هنتكلم أكيد." حمل عمها الحقيبة وضعها بالسيارة وقفوا جميعاً يلوحون لها حتي صعدت السيارة فحينها شعرت بانقباض قلبها إلا أنها حقنت دموعها فلم تبكي من فراقهم صعد بجوارها عمها محمد ليسوق السيارة وأدار محركها فأخذوا يلوحون لها جميعاً حتي اختفت السيارة من أمامهم دق حينها هاتف سحر نفس ذاك المتصل مجهول الهوية فإنه لم يعطيها فرصة سبه كعادتها والمزاح عليه فقال:"البقاء لله أتمني أن تكوني بخير ."
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD