روايه قلوب أتلفها الهوي. الفصل الخامس وجزء من السادس.

1398 Words
نت أتأمل كل شيء بدقة شديدة وما إدراك ما هو تأمل الفتيات في الأشياء؟ ذلك لنقل كل ذلك في لوحاتي وجوه الناس هنا بالصعيد مختلفة عنا كثيراً كل وجه خلفه قصة ،اخري ، ثالثة فان وجوههم بسيطة ، متأكلة ،عيون أغلبها عميقة ، خطوط وجوههم كل خط يخبرك عنه حكاية بمفرده أغلبهم يعاني النحافة الشديدة لشدة الفقر هناك عيون من**رة بداخلها حزن بعيد تقرأ به ما تشاء فإنني بارعة في قراءة الوجوه ذلك بحكم دراستي واطلاعي علي الكثير من المجلدات الخاصة بعلم الفراسة فأصبحت أجيد قراءة البشر من طريقة سيرهم . أنهيت ببصري التأمل في كل شيء حولي حتي انتهت المحافظة أمام عيناي دلف بنا عمي محمد إلي أحدي أكبر المراكز التابعة لها ومنه إلي تلك القرية التي تنتمي إليها جذور والدي وأنا أيضاً وهنا تبدلت الرؤية أمامي في كل شيء هذه القرية لم تكن كأي مكان رأيته بل إنها قرية تاريخية لكثرة ما وجدته بها من حفاظ أهلها علي تراثهم وعاداتهم الاجتماعية . أخذت أجوب ببصري بين السائرين لم أجد امرأة واحدة تسير بالشارع بهذه البلدة القديمة ذات المنازل الطينية المتلاصقة الجدران رائحتها رائحة النباتات يغطيها اللون الأخضر من كل جانب طريقها قاسياً جداً فكنت أشعر وأنا بداخل السيارة لشدة سوء الطريق أنني لست بالسيارة بل قد أوصدت بالخلف واسحب خلفها لشدة تعرجات الطريق الطينية أظنها في أصلها أراضي زراعية تم اقتطاعها كطريق . الأهم أنني كل من أجدهم حولي خارج السيارة رجال ، أطفال ذكور ، شباب ولم أري طيف امرأة واحدة حتي ظننت أن بهذه البلدة الصعيدية تذبح النساء أو تعتقل فليس أمامهن بديل آخر فأين هن؟ فحين دلفت إلي داخل محافظة سوهاج كنت أري فتيات ، نساء يرتدين ملابس متحفظة إلي حد ما لكن كنت أري نساء أما هنا فأين النساء ربما قد يكون هتلر أضرم بهم المحرقة أيضاً لكن كيف فإن لم يكن هناك نساء فكيف يأتي هؤلاء الأطفال والرجال ؟ أخذت أدقق النظر فوجدت ثوب أ**د يتحرك من بعيد لم يكن تظهر عنه معالم غير كونه جسد يحرك ذاك الثوب الأ**د الفضفاض من أسفله بشدة حتي اقترب ذاك الثوب الأ**د تارة شيء فشيء فتبينت أنها امرأة وجدتها وجدتها حمداً لله كنت أظن أن عمي قد أتي بي هنا ليقتلني . اقتربت المرأة الوحيدة التي وجدتها تسير بتحفظ وخطي بطيئة رأيتها في أول الطريق من ظهرها وحين اقتربت تبينت معالمها جيدا أنها ترتدي ثوب أ**د أشبه بعباءة نسائية فضفاضة هذا أسفل ما ترتديه فوقها من طبقة أخري من السواد تتوشح بها عليها تنورة طويلة جدا تغطي إلي ما بعد الكاحل لا بل إلي ما أسفل القدم بكثير هذه التنورة متسعة بشدة من الأسفل كي لا تع** ملامح وتفاصيل الجسد من نوعية أقمشة متصلبة أي التي لا يمكن انثنائها علي الجسد بسهولة أنها بمقاس خصر صاحبتها فمن أعلي تضع علي جسدها طبقة ثالثة من القماش الأ**د المشابه لا قمشة التنورة قطعة قماشية سودا اللون يصل امتدادها إلي أكثر من مترين ونصف وقد يمتد إلي ثلاثة أمتار طبقتين إحداهما من الداخل والأخرى من الخارج تضعها المرأة علي رأسها تنسدل إلي ما أسفل التنورة بكثير تمسكها المرأة من أعلي عند رأسها أما عن وجهها فالأمر يختلف تماماً تضع عليه حجاب أ**د كي لا يراها أحد أشعرتني هيئتهم كما أنا محافظة ومدخرة في ملابسي مقارنة بهم في الأقمشة طبعاً. شرفات المنازل جميعها مغلقة وما فتح منها لا أري منه غير الأغطية المعلقة عليه تطيرها نسمات الهواء الرقيقة تم بحمد الله ووقفت السيارة أمام قصر متسع ضخم أمامه عمودين من الرخام الأبيض بابه من الحديد الأ**د المطلي اللامع والفضي المذهب كان ذلك ما ظهر لي من القصر من خارج الباب الضخم الموصد حتي دلفت السيارة للداخل .كان الجميع من أهل المنزل في استعداد لاستقبال عروسة المولد كما كانوا يطلقون علي فهذا أهون بكثير من الاسم الآخر الذي ستعلمونه فيما بعد . خرجت من السيارة إلي فضاء متسع أمام القصر الكبير الذي مكون من ثلاث طوابق مساحته واسعة جداً له حديقة غناء حشائشها خضراء، أسوار القصر عالية تحجب الرؤية من الخارج للداخل ، شرفاته متسعة بشدة كلها حديثة مرصع بالرخام من الخارج أمامه ثلاث درجات تعلوها لتصل لباب القصر للداخل اصطحبني عمي محمد يقول :"تعالي يابت اخوي هايبة المكان ليه دا بيت ابوكي دا عاش فيه اكتر ماعاش في بحري ." دلفت للداخل وجدت زبانية جهنم في انتظاري بالداخل افزعوني حين هموا بي جميعاً ليرحبوا بي فكانوا يقفون خلف الباب في أنتظاري فحين فتح الباب سقطوا علي بعضهم البعض وبخاصة النساء فكانوا أربع نظر لهم عمي محمد يقول:"بت اخوي أحمد ." كان يخرج اسم والدي (أِحمد)من فمه بلهجة جعلتني أكره اسم والدي حين يذكره أمامي كأنه يتحدث عن أحد غيره فقال:"تعالي يا صباح انتي ،نادرة ، شهد، اميرة ، أِحمد ،محمود وخالد." اصطفوا جميعاً أمامي أنا أنظر لهم وهم يجبون في بابصارهم تارة علي شعري ، جسدي ، قدماي فإنا الأخرى أتأملهم جيداً . قال عمي محمد: "تعالي ياحج محمود ده بقي يبقي عمك محمود." بسط عمي محمود يده يصافحني فبسطت يدي له . ثم قال عمي محمد:"دا خالد ود عمك محمود وأخته شهد خطيبة ودي أِحمد ." الفصل السادس6 تقدم خالد صافحته وأحمد وشهد حتي قال عمي محمد: "دي بقي أميرة أخت أِحمد وخطيبة خالد حاكم أحنا ماعندوزوش بنتتنا برة واصل عشان أراضينا ما تروحش للغريب يابت اخوي." أخذت أصافح أميرة حتي انتهيت وجاءعمي محمد يقول :"دي بقي مرت عمك محمود نادرة ودي مرتي صباح." اقتربت نادرة مني بشدة ضمتني إليها بشدة فالتصق جسدي بجسدها فاعترف أنني رغم أني أشعر بالسمنة في الفترة الأخيرة إلا أنها حين ضمتني إليها ذبت بداخل جسدها السمين أخذت تمرر يديها علي ظهري ضاغطة بيده علي ظهري ثم انهالت علي بوابل من القبلات في وجنتي أخذت بعدها تربت علي ص*ري وأنا استاء من ذلك بعدها تقدمت لتسلم وتصافح كزوجة عمي نادرة الأخرى صباح أنها احتضنتي فقط لا أكثر لم تفعل كالأخرى. نظر لهم عمي محمد صارخاً بهم :"فين الوكل يابت منك ليها ." نظرت له أقول : " فين اوضتي ؟ " فإنه رفع صوته قائلاً:"عزيزة خدي بت اخوي لاوضتها وأنت ياخالدهم هات حوايجها من السيارة لها." أخذتني عزيزة لحجرتِ .أن عزيزة هي خادمة العائلة منذ زمن طويل ذهبت معها لحجرة متسعة بشدة بها كل شيء معد للحياة وانها قريبة من الطابق الأول تبعد عنه بمسافة ليست طويلة جاء خالد يطرق الباب واضعاً الحقائب بالحجرة منصرف أخرجت ثوب أرتديه محاولة أن أجد ثوب يصلح بهذا المنزل فاخترت شيء لعله يلائم فإن أصواتهن كانت عالية بشدة تصل إلي في حجرتي فكنت أسمع كل شيء يقولونه كأنني أجالسهم فأردفت شهد تقول:"ياختي دي ولا فيها لحم ولا فيها عظم ." نادرة:"طالعة لامها بت هوا هما كده بتوع البندر إياك فاكرينها زيينا دي لا دي يمكن لو حد منينا زعق فيها زعقتين تت**ر منه من الزعل بس ." صباح :"بس حلوة البنية." نادرة :"ياختي بس فين حلاوتها دا محطبة (نحيفة)." أميرة:"أيوة يا أما دي قمرة وحتي لو مش حلوة اللي هي عملاه في نفسها يخليها قمرة ياختي ." شهد:" صوح البت ياما مربية ضوافرها تقوليش هتحارب بيها كلاب دي ولا أيه ." أميرة: "ولا عنيها يا أما العين يتدب فيها رصاصة." نادرة:"هي فالحة غير في كده ماهي طالعة امشخلعة زي أمها هي خدت أِحمد من وسطين من اشوية وحرقت قلبي عليه المشخلعة بت المشخلعة دي." شهد :"بس يا أما الموضوع دا فات عليه ياما جوي." صباح:"والحديت ما هيجيبش همه ." خرجوا جميعهن يحملن الأطعمة لوضعها لتناول الطعام بعد أن أنهوا جلسة النميمة المغلقة علي وكل منهن قالت في حتي أفرغت ما في ص*رها. خرجت عليهم بجينز قصير أسفل ركبتي بقليل وعليه شيء فضاض من أعلي يصل إلي خصره بالضبط جلست علي المائدة وقال عمي محمد: "بصي يابت اخوي القصر قصرك ولو طلبتي لبن العصفور هجيبهولك." أخذت ابحث عن أدوات المائدة التي أتناول بها طعامي حتي نهضت أنادي علي عزيزة كي تحضر لي شوكة وسكينة لتناول الطعام بهما . نظرت لي نادرة وهي تعوج فمها اليمين واليسار تقول: "كلي بدل ما أنتِ كد ا حاسة ومحطبة." سحر: "لا أنا بتبع نظام غذائي في الأكل بتاعي عشان أحافظ علي جسمي متناسقاً امال عايزاني أكون زي الثلاجة المتحركة." انحنت نادرة علي شيء صباح تقول:"أيوة مشخلعة صوح." أنهت طعامها ناهضة .نادي علي عمي محمد فقال:"بصي يابت اخوي أحنا هنا صعايدة مش بندر هدومك دي مش لادة علينا واصل عشان أكده بكرة روحي مع خالدوأميرة اشتري هدوم تنفع ليكي هنا عشان هدومكي دي ماتنفعش اهنا." نظرت له موافقة علي ذلك فلكل مقام مقال . ذهبت إلي حجرتي أحاول ترتيب ثيابي بها. أن اعتاد تلك الحياة هنا أخرجت صورة أمي حاولت أن اعلقها لم استطيع رغم طول قامتي فأخذت أعد قهوة مميزة ارتشفها ذهبت للمطبخ لا أعرف موضع لشيء به أخذت ابحث على كل شيء به حتي ضجرت فناديت علي عزيزة أقول:" فين القهوة؟" أحضرتها لي وقالت:" هجهزهالك ." سحر :"لا بحب أعملها بنفسي." انصرفت عني أخذت أعد قهوتي المميزة فلن استطيع النوم بسهولة فعوضاً أن أحاول النوم أرتب الأشياء التي جلبتها معي انتهيت من إعداد القهوة .ما أن كدت اخرج بها حتي......
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD