13

3089 Words
تدخلطلبت من السكرتيرة أن تتدبر أمر أصلاح عجلت السيارة وأن يحضروها إلى الشركةلتستخدمها في العودة إلى المنزل ثم دخلت غرفة الاجتماع لتبدأ أول يوم في العمل. أخذ مارتن تيمي الذي عمره خمس سنوات وجلس يلهو معه في الهايدبارك ثم نظر إلى ساعته " إنها العاشرة والنصف هيا يا تيمي يجب أن اذهب إلى كاثرى " " أرجوك يا عم مارتن دعنا نلعب معاً" " ليس ألان لدي موعد مهم " " إذاً خذني معك" " هذا بديهي وأين سأبقيك فلا مربية لدي في المنزل ولا خادمة حتى تهتم بك" " أين سنذهب؟" " ستعرف في الطريق يا صغيري " ركب مارتن وتيمي السيارة و اتجها إلى شركة السيد ألبرت أوقف السيارة في الكراجوقبل أن ينزل قال "تيمي سوف ندخل إلى الشركة وليس منتزه لا للكلام لا للأسئلة ولا لركض فيالممرات هذا مكان عمل واضح" " واضح عم مارتن" نزل مارتن وهو ممسك بيد تيمي حتى لا يفلت منه ثم دخلا إلى المصعد وطلب تيمي أنيضغط هو الزر ومارتن يأمره أن يخفض صوته ولكن لا فأده تيمي يقفز ويضحك وكأنه فيمدينه الأل**ب ومارتن لا يريد أن يقسو عليه لأنه لا يزال طفلاً ويعامله بحنانأبوي. طلبوا الطابق الرابع الذي فيه مكتب مدير الشركة . ازدحم المصعد بالناس وهذاما جعل مارتن يكون في داخل المصعد وعندما فتح باب المصعد في الطابق الثالث أفلتتيمي يده من يد مارتن وأنطلق بين أرجل الناس وخرج من المصعد أراد مارتن اللحاق بهلكن الزحام منعه وأغلق باب المصعد متجه إلى الطابق الرابع .سأل مارتن الله إلايفعل تيمي شيء غ*ي من مشا**اته. تيمي الصغير أخذ يلهو في الممرات حتى وصل إلى غرفةالاجتماعات لم تره الموظفة الجالسة على مكتبها لتحرس الباب لأنها تنظر إلى نفسها فيالمرأة وتعدل ماكياجها إضافة إلى أن تيمي طفل وليس طويل. فتح الباب ودخل غرفةالاجتماع و كاثرن تلقي أوامرها الأخيرة على الموظفين رؤساء الأقسام ولم ينتبه أحدمنهم إلى الطفل الذي تسلل تحت الطاولة وحبا على ركبتيه إلى أن وصل إلى قدم كاثرننظر إلى حذائها الأ**د اللامع وظهر في رأسه الغريب فكرة مجنونة. صرخ بصوت مرتفعوهو يخرج لها من تحت الطاولة ارتعدت كاثرن قليلاً وحمدت الله أنها لم تصرخ فتفقدشخصيتها المهيبة أما الموظفين نظرت إلى طفل أشقر الشعر أبيض البشرة بعينين زرقاوانوهو يضحك لها بشفتين محمرتين .أمسكت الطفل من يده ونظرت للذين معها وقالت "ولد من هذا هل يعرفه أحد منكم ؟ " لم تلقى جواباً من الموجودين وأخبرتهم أن اصطحاب الأطفال إلى الشركة ممنوع دون إذنمسبق منها وحاولت إنهاء الاجتماع بسرعة حتى تنظر في أمر الصبي.أما مارتن فكان قدنزل وبحث في كل مكان فلم يجده ورأى غرفة الاجتماع مفتوحة قليلاً والمرأة مشغولةبزينة شعرها أحس مارتن أنه سيجد ضالته هناك اتجه إلى الباب فقامت الموظفة تمنعه منالدخول " أرجوك يا سيدي ممنوع الدخول إنها غرفة اجتماع" "أسمحي لي هناك طفل في الداخل وسيثير الكثير من المتاعب" "لا أستطيع الآنسة ألبرت أعطتني أوامرها أن لا يدخل أحد أي كان وسأعاقب أنتركتك تتدخل " كان مارتن يكلم الموظفة و خلف ظهره الباب لم تنتبه كاثرن له عندما خرجت ممسكة بيدالصغير وذهبت إلى مكتبها ولم ينتبه مارتن و لا الموظفة لهما " أسمعيني يا آنسة لن تعاقبك الآنسة ألبرت أن دخلت فانا صديق لها " "أرجوك يا سيدي ..." انتبهت الموظفة أن الاجتماع انتهى فقالت أنه يمكنه الدخول ألان دخل مارتن وأخذيبحث في داخل الغرفة أما الموظفة فقد استدعتها كاثرن إلى مكتبها لتناقشها فيإهمالها لم يجد مارتن تيمي وأسرع إلى مكتب كاثرن . "قلت لكي ألا يدخل أحد إلى الاجتماع أين كنت عندما دخل هذا الطفل؟" "آنستي لقد كنت في مكتبي لكنى لم أنتبه " "خذي الصبي و أعرفي من أتى به إلى الشركة ودعية يأتي إلي حالاً " "حاضر آنسة ألبرت" أرادت الموظفة أخذ تيمي لكنها لم تجده وسألت كاثرن عنه نظرت كاثرن حولها وقالت "قبل قليل كان هنا أين اختفى؟" بحثت كاثرن تحت المكتب الفخم الكبير وخلف الستائر والموظفة تبحث عند مكتبة الكتبوخلف أشجار الزينة .أثناء ذلك طلب مارتن من السكرتيرة كيم أن تخبر الآنسة ألبرتبقدومه طرقة كيم الباب بلطف ثم دخلت لترى رئيستها تبحث و توبخ الموظفة أرادت أنتخبرها أن السيد روبرتسون هنا ويريد مقابلتها لكن كاثرن كانت غاضبة بسبب الطفلفأوقفتها عن الكلام وأمرتها أن تغلق الباب وتبحث معهما أتهجت كيم لتغلق الباب لكنمارتن كاد ينفذ صبره لفقده أبن صديقه فدخل ونظر إلى كاثرن وبجنبها الموظفة وهويقول "مرحبا كاثرى أتيت ..." رفعت يدها في الهواء بعصبيه وقالت "أهلا مارتن ليس الآن لدي مشكلة " كانت كيم تقف خلف مارتن و الموظفة الأخرى تقف بجانب كاثرن أمام مارتن وخلفهماالمكتب أرادت أن تتكلم وتقول أن هذا الرجل والد الصبي لكن تيمي خرج من خلفهما وهماتنظران إلى مارتن وأمسك بجاكت كاثرن الأ**د وشده صارخاً بقوة ارتعدت كاثرن هذهالمرة بوضوح كما تفاجأ جميع من كان في المكتب وأسرع تيمي إلى مارتن وأحتضن ساقهالطويلة وهو يصيح بمرح "عم مارتن" أرخى مارتن يديه على الصبي ونظر إلى كاثرن ليبحث عن عذر و عندما رأت كاثرن هذااتكأت بمؤخرتها على المكتب الذي خلفها وقد قطبت جبينها عاقدة يديها على ص*رهاوقالت " هل تعرف هذا الصبي يا مارتن؟ " " آه أجل أنا أسف على كل الإزعاج الذي سببه تيمي" ثم دفع رأس الصغير بلطف وقال "هيا أعتذر للآنسة ألبرت" ضحك الصغير بطفولة ضحكة جميلة دعت كاثرن إلى الضحك وهو يقول "أنا أسف آنسة ألبرت" "أنت مدين لي بتفسير لما حدث" أمرت كاثرن السكرتيرة كيم والمرأة الأخرى بالانصراف بعد أن نبهت الأخيرة أنالموضوع لم ينتهي بعد و بقيت مع مارتن تسأله عن أمر تيمي فأخبرها انه أبن صديقهالذي سافر إلى أمريكا في عمل ,سألته كيف سيتدبر أمر تيمي فأجاب وهو يجلس علىالمقعد الجلدي الفاخر مقرباً تيمي منه " الحقيقة أني لا أعلم ولابد أن أدير أعمال شركتي وتيمي طفل صغير لا يمكننيتركه لوحده وكما رأيت فهو كثر الحركة ويثير المتاعب " " لا أعلم ولكن أن أردت مساعدتي فأنا مستعدة " " لد*ك ما يكفيك كيف كان الاجتماع أتمنى أنه لم يفسده؟" " أتعرف كنت فعلاً غاضبة من تصرفه عند دخوله الاجتماع و الفوضى التي صنعها فيمكتبي لكن ما أن تنظر إلى عيني طفل جميلتين مثلهما حتى ترى الأمل الذي كدنا نفقده" ألآمل هذا فعلا ما تحتاج أليه فهي تترقب المساء بفارغ الصبر قام مارتن من مكانهوأخذ ورقة من المكتب وقلم وأعطها إلى تيمي ليرسم ثم التفت لها وهي تتجه لتجلس علىالكرسي الضخم خلف المكتب وقال "حسناً لنبدأ العمل " أزاحت شعرها الأحمر على جانب من رأسها لتخفي ارتجاف يديها و تبدو طبيعية بينما هويجلس على حافة المكتب مقابل لها وهي تراقبه شعره الطويل الذي لم يقص و ذقنه الغيرمحلوق وتولد لديها رغبة بأن تمد يدها إلى ذقنه لكنها عنفت نفسها بشده لانجذابهاإلى رجل لا يحبها علاوة على أنه يراها متحررة طلبت منه أن يبدأ العمل فبدأ يشرحلها كل ورقة وطريقة العمل وأثناء عرضه لأحدى المسائل لاحظ أنها عقدة حاجبيها بشدهوهي تحاول أن تفهم ما أمامها ولم تستطع أن تسأله فهي تتحاشى النظر إلى العينينالرماديتين فقال لها "ما بك؟ " رفعت بصرها إليه كان عاقداً حاجبيه وينظر لها بعينين مبتسمتين وفيهما تعبير ناعموعلى فمه تكشيرة صغيرة جميل تدل على تعاطفه لم تعرف بماذا تجيبه فاعتقد أنها خجلىمن أن تقول أنها لم تفهم فتمتم بحنان "لم تفهمي أليس كذلك؟ " "آه..أجل" "لا بائس يمكنني أن أعيد بوضوح أكثر" وانتبه مارتن إلى جديتها وقوة شخصيتها وذكائها واستيعابها للأمور بسرعة لكنه لميلاحظ توترها من قربه منها عندما كان يحني رأسه و يتكلم وأنفاسه الدافئة تصطدمبوجنتيها لينظر إلى ورقة سألته عنها وعطره الرجالي ملئ رئتيها مضى عليهما وقت طويلحتى انتهوا من معظم الأوراق. يا لها من كارثة إن كانت ستعاني كل يوم من وجود مارتن بهذا القرب هي لا تنكر انهكان في غاية اللطف معها لكن عليها أن لا تنسى أنه اخبرها أن لطفه هذا يعود إلى اهتمامهبوالدها وليس بها عليها أن لا تسمح لنفسها بالانجراف مع هذه المشاعر المجنونة فهيليست مراهقة لابد أن تكافح لتحافظ على ما بقى لها من كرامه عليها أن تعالج قلبهامن مرض حبه قبل أن يهلكها قطع عليها أفكارها مارتن وهو يتأمل وجهها المرهق " هل أنت بخير؟" يا له من رجل يسأل بكل بساطة ولا يعلم انه سبب متاعبها تمنت لو أنها لم تلتقي بهأبداً فحياتها الهادئة انقلبت إلى بحر هادر وسيل جارف من المشاعر المتلاطمة قالتله بتكاسل وهي تقاوم الإرهاق الجسدي والذهني "أجل شكراً على مساعدتك" "كان هذا من دواعي سروري" نظر إلى ساعته أنه وقت الغداء لموظفين الشركة انتبهت إليه فأسأت فهمه وبادرت تقول "أنا آسفة لقد عطلت أعمالك على ما يبدو؟" "لا أبداً كنت أفكر إذا كنا نستطيع تناول الغداء في مطعم قريب من هنا " قالت وهي تفتح أحد المجلدات الضخمة على سطح المكتب "أنا آسفة حقاً يجب أن أعيد الاطلاع على الملفات ومحاولة رسم خطةللشركة" لكنه لم يتركها وشانها بل مد يده و أغلق المجلد وألح عليها أن ترافقه هو و تيميللغداء "قلت لك أني لا استطيع" "كما لن تستطيعي مواصلة العمل اليوم أنت مجهدة جداً وهذا واضح على وجهكِوعينيك يبدو انك لم تنامي الليلة الماضية أليس كذلك؟" لا تعرف متى فقدت كاثرن جميع أسلحتها وقالت بعفوية "لم أستطع النوم كنت أفكر بما ستخبرني به هذا المساء فلا تنسى الموعد" "أنا لم أنسى ولست بحاجة إلى تذكيري هيا لنتناول الغداء معاً فالعمل لن يتضررحتى لو تركته إلى الغد " "أنت لم تستسلم بعد؟ " أقترب منها وغرق في عينيها لثواني ثم قال بهدوء "أنت تعرفين أن هذا ليس من طبعي" "اجل اعرف هذا " "هيا سيكون مفيد لكي فنجان قهوة لذيذ مع وجبة مغذية" "وأنا أصر على موقفي" "أذاً سأطلب الغداء هنا و نأكل سوياً" ومد يده ليطلب من السكرتيرة كيم إحضار وجبة لهما لكن كاثرن لا تحب مثل هذه الفوضىفالمكتب ليس مكان للأكل فقالت "اعتقد أني سأقبل بما عرضته أولاً " أبتسم وقال "شكراً لكي هذا شرف لي" أخيراً وقف و أبتعد عنها كان تيمي المسكين غارق في الأريكة الجلدية الفخمة يغط فينوم عميق تاركاً رسمه الطفولي البريء على الطاولة الزجاجية لاشك في أنه تعب من جوالعمل الممل كما تعبت هي مد مارتن يده القوية إلى وجه الصبي الناعم وأيقظه بلمسةلطيفة وصوت رقيق جعل كاثرن تشك إن كان قلب مارتن يحمل مثل هذه المشاعر الأبوية.خرجت كاثرن قبل مارتن من الغرفة لتتأكد من السكرتيرة أنها اهتمت بوصول سيارتهاوطمأنتها كيم أن سيارتها تنتظرها في الكراج . دخلوا إلى المصعد ونزلوا إلى الطابقالرضي ثم اتجهوا إلى الكراج عرض عليها مارتن أن تركب معه في سيارته لكنها أصرت علىقيادة سيارتها واللحاق بهما . توقفوا عند أحد المطاعم القريبة من الشركة مشى مارتن بجانبها وهو ممسك بيد تيميولم يزل يحدق في وجنتيها الناعمتين وأنفها المستقيم ثم أنتقل إلى فمها الصغيرالممتلئ ثم إلى شعرها الأحمر الملتهب و إلى الجاكت الرسمي الأ**د و بنطالها الذ*لا يوضح شيء من ساقيها إلا إنهما طويلتان .أدخلت مفاتيحها في حقيبتها و دخلوا إلىالمطعم.اتجهوا إلي طاوله قريب من النافذة الزجاجية و جلسوا صامتين حتى أتى النادلوطلبوا الطعام لم يتكلما في غير العمل حتى انتهوا من غدائهم ثم طلب مارتن لنفسه ولكاثرن فنجان قهوة و لتيمي آيس كريم وقليل من الحلوى حذرته كاثرى من تدليل تيميلأنه سيفسده على والديه لكن مارتن اخبرها أنه يستمتع بسعادة تيمي البريئة لمتناقشه فليس هذا شأنها كما انه لن يسمع نصيحتها بسبب عجرفته ونظرته الملائكيةلنفسه شربت فنجانها وهي تستمتع برائحة القهوة الزكية وطعمها اللذيذ فقال مارتن " تبدين سيدة أعمال بهذه الملابس " نظرت إلى ملابسها ثم نظرت إليه وقالت " ألحقيقة أنها تخنقني فتحمل المسؤولية أمر ليس بالسهل " " أتعلمين يا كاثرى كنت أتوقع انك لا تستطيعين ذلك لكن بعد الذي رأيته منكاليوم أأكد لكي أنك ستنجحين" " أتمنى ذلك " " كنت في القرية لا أحب أن أراك تلبسين ملابس عادية وبعد اليوم أتمنى أنأراها عليك دائما فهذه الملابس تجعلك صعبة " عندما نطق أسم القرية حرك هذا ذكتها لكل مساوئ مارتن فقالت " صعبة ؟؟ " " لا تخطئي فهمي أقصد الآن نحن أشبه ما نكون في اجتماع عمل وليس جلسةأصدقاء" أرادت تعلق على كلماته و أن تقول له أنهما ليس بصديقين وان صداقته لا تجلب لها إلاالمتاعب لكن صوت تيمي أوقف الكلمات في حلقها "عم مارتن أنا أحب الآنسة ألبرت" نظرا إليه ورأياه وقد لطخ ملابسة بالآيس كريم و الحلوى بينما هما يتحدثان ولمينتبها له أمسك مارتن رأسه وقال " يا ألهي ما هذه الورطة " ضحكت كاثرن منهما وتلاشى غضبها من مارتن فلقد لقي عقابه الآن وهي سعيدة بهذا قالتله مستمتعة بمشاهدته وهو يتأوه " الأمر بسيط أدخله الحمام وأخلع ملابسه ورمه في الماء ثم أخرجه و أعطه ملابسجديدة" بادلها الابتسام وقال وهو مستمتع بهذا الحديث " أنت تقولين ذلك لأني أنا من سأقوم بهذا " قال تيمي " لا يا عم مارتن أنا لا أريدك أن تساعدني أنا أريد الآنسة ألبرت" قال مارتن بمرح "الحمد الله خرجت من المأزق بأعجوبة" فتحت كاثرن عينيها بأتساعهما وقالت "ليس بعد يا مارتن عليك أن تنظف أبن صديقك وتعتني به انه أمانة لد*ك " قال تيمي "ولكني لا أريده أنا أريدك أنت" نظرت إلى تيمي وهي تحاول أن تنتحل شخصية المربية "أسمع يا تيمي أنت لم تعد طفلاً صغيراً ليساعدك أحد " "لكني أريدك أن تأتي معي لنلعب" " لقد لعبت معي اليوم بما فيه الكفاية أم أنك نسيت" قال تيمي يتوسل مارتن بدلال أن يقنع كاثرى "عم مارتن..." "اترك عمك مارتن وتكلم معي أنا إن كنت تريد مني أن أأتي معك ونلعب معاً فكنمؤدباً و لا تزعج العم مارتن و عندما يخبرني انك أصبحت مهذباً في تصرفاتك أعدك أنأخذك معي في نزهة " "حقاً يا آنسة ألبرت؟" " أجل يا صغيري" لا تعرف لما تفوهت بهذا ووعدت هذا الصبي يبدوا أنها استغرقت في تمثيل دور المربيةو نسيت نفسها والأسوأ من ذلك كيف ستتخلص من النظرات الحارقة التي يرمقها بها مارتنفبقيا صامتين و كانت هناك امرأة متقدمة في السن ممسكة بذراع زوجها ليخرجان منالمطعم ولفت انتباههما شعر كاثرن الأحمر ووجود سلطة رجولية طاغية في الرجل الذيأمامها قالت المرأة لزوجها وهي تشبع فضولها بنظر إليهما مباشرة ولم تنتبه لقربهامنهما " ألا يبدوان زوجين جميلين أنهما يناسبان بعضهما كثيراً لكن الصبي لا يشبهأحداً من أبويه " صوت المرأة كان مسموعاً لكليهما أجفلت كاثرن من هذا الكلام ونظرت بسرعة وهي شاحبةالوجه باتجاه المرأة التي جرها زوجها بسرعة وتبسم لكاثرن وكأنه يعتذر لتطفل زوجتهاتجهت كاثرن ببصرها إلى مارتن الذي رسم على وجهه ابتسامة عريضة و لاح في عينيهالهزل وهو يقول بسخرية "صورة جميلة لزوجين ؟" تصاعد اللون الأحمر إلى وجهها جراء نظرة مارتن الجريئة في وجهها .خافت كاثرن من أنيرى مارتن مشاعرها الملتهبة في عينيها و وجهها فأسرعت بالوقوف وهي تقول "يجب أن اذهب الآن شكراً على الغداء" أمسك مارتن بمع**ها بلطف فأثار مشاعر قوية داخلها بهذا الاحتكاك البسيط وقال بصوتأجش "بهذه السرعة " لم تعرف ما تقول لتتهرب من هذا المأزق فهي لا تستطيع النظر في عينيه وإلا ستفصح عنما في قلبها انتقلت ببصرها من اليد القوية الممسكة بمع**ها إلى سيارتها خارجالمطعم "كان يوماً متعباً بنسبة لي وأحتاج إلى أراحة قليلاً " سحبت يدها لتتخلص منه لكنه لم يتركها مما اضطرها لنظر في عينيه متسائلة لما لميترك يدها فقال بصوت منخفض لكنه يحمل معاني كثيرة لم تفهمها "إلى اللقاء كاثرى اعتنى بنفسك" لا تعرف ماذا حصل لها وكم بقية من الوقت واقفة تنظر إليه وكأن الزمن توقف للحظةانتفضت فجأة على صوت الأطباق التي يجمعها النادل من الطاولة المجاورة و أسرعت تقولوهي تحاول أظهار البرود في صوتها المرتجف "شكراً لك إلى اللقاء" هذه المرة استطاعت أن تسحبت يدها والاحتكاك الذي حصل حتى افترقت أصبعهما جعل قلبهايخفق بشدة فأسرعت تمشي وهي تحاول أن تهدأ قلبها وتنظم تنفسها ولفرط سرعتها صدمتبامرأة تدخل المطعم اعتذرت كاثرن لها واتجهت إلى سيارتها أدارت المحرك ولم تستطع أنتنظر إلى داخل المطعم حيث مارتن ثم انطلقت إلى منزلها مشوشة الذهن مرهقة الجسد.لاحظ تيمي أن مارتن لم يبعد نظره عنها حتى ابتعدت فقال "عم مارتن أنت تحب الآنسة ألبرت" تفاجأ مارتن من كلام الصغير وخاف أن ينكر فيصل كلامه إلى كاثرن ويتفاقم الوضع الذييحول أصلاحه فحك ذقنه وقال "يبدو أن ذقني يحتاج إلى حلاقه أنهي طعامك يجب أن نعود إلى المنزل لنبدلملابسك وكما قالت لك الآنسة ألبرت أنت ستستحم بنفسك" "لم أكن أطلبها لنفسي أنما طلبتها لك" يآل هذه النظرة في عينيه الزرقاوات أنها تنذر مارتن بخطر قريب قال مارتن "يبدو أنك انتهيت من الغداء" خرج بتيمي وهو يشعر أنه عاجز أمام هذا الصبي المشا** وسأل الله من قلبه أن يعودصديقه إيريك في أسرع وقت قبل أن يتسبب له تيمي في فقد كاثرن إلى الأبد فهذا مالايستطيع تحمله في المساء تذكر مارتن موعده مع كاثرن لكنه قرر عدم اخذ تيمي معه فقد يسبب لهالكثير من المتاعب كما لابد أن ينام الصغير مبكراً وهو لا يعرف كم ستأخذ زيارته منالوقت لبس قميص أصفر باهت اللون لم يخفي عرض كتفيه ولا عضلاته المفتولة و بنطالكحلي ثم تناول سترته الجلدية السوداء و أخذ تيمي في طريقة إلى شقة أخته سارة وطلبمنها أن تعتني به إلى حين عودته رحبت سارة ببقاء تيمي معها وسألت مارتن أن لا يهتمبه لأنه ستبقيه معها الليلة شكر مارتن لها هذا وأنطلق إلى بيت كاثرن لقد أهدرالكثير من الوقت بسبب تيمي الذي لم يمكنه من مناقشة ألفيا لوقت طويل وسأل نفسه هلمن الحكمة أن يخبر كاثرن أم يعتذر عن زيارتها ويخبر السيد ألبرت عن غضب ألفياويجنب كاثرن الدخول في هذا الشقاق لكنها أحق منه في أن تعرف فهي ابنتهما وليس هولاشك في أنها تنتظره الآن . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا احلل مسح اسمي من على الرواية .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كاثرى في غرفة الجلوس متكورةفي أريكة مخملية بيضاء تقلب صفحات الرواية أمامها وعقلها يفكر لماذا تأخر مارتنأيكون قد غير رأيه وقرر عدم إخبارها أم انه يقرأ قصة لتيمي قبل النوم؟ ابتسمتلمجرد تخيل هذا الفعل من مارتن أخيراً سمعت صوت سيارة تقف إمام منزلها انتظرت حتىطرق الباب فوضعت الكتاب على الطاولة أمامها وذهبت لتفتح له وتقف أمامه وقد حلقذقنه وقص شعره الذي مع هذا لا يزال طويلاً كان مظهره فاتن بقميصه الأصفر تمنت منالله أن لا يكون تأثيره وأضح عليها و لم تكن تعلم أن مارتن يرى أمامه فتاة باردةتنظر إليه باتهام على تأخره فقال مبتسماً "أعتذر هل تأخرت كثيراً" نظرت إلى ساعتها السوداء وقالت "نصف ساعة تفضل بدخول" تقدم مارتن إلى ردهة المنزل وأنتظر حتى تغلق الباب وتركها تقوده إلى غرفة الجلوسهادئة على غير عادتها تأملها وهي تدعوه للجلوس على أحد المقاعد الوثيرة من قميصهاالأ**د المرفوعة أكمامه الطويلة إلى نصف ذراعيها والى البنطال الجينز الأزرق والحذاء الرياضي الأ**د و شعرها الأحمر المرفوع من الجانبين عن وجهها الجميل بأمشاطذهبية ومنساب خلف ظهرها بنعومة عندما جلس كانت لا تزال واقفة وقالت " هل تريد شاي أم قهوة؟ " " لا شكراً لاشيء" "ليس من الذوق أن تأتي منزلي لأول مرة و لا أقدم لك شيء" "حسناً قهوة" ذهبت إلى المطبخ لتحضر القهوة لكليهما و مد مارتن يده إلى الرواية البوليسية التيكانت تقرأها كيف سيبدأ معها وكيف ستكون ردت فعلها نقل بصره في أرجاء الغرفةالمشرقة ذات النوافذ الكبيرة خلف الستائر البيضاء الطويلة التي تصل إلى الأرضالخشبية ألامعه و السجادة الفضية الجميلة متداخلة بالونان الأبيض والأ**د والتحفالأثرية التي وضعتها على الرف فوق المدفئة الطاولة المستطيلة التي أمامه(بسطحهاالزجاجي الأ**د ) بزجاجها الأ**د وعليها مفاتيح كاثرن سترتها الرمادية مرمية علىأريكة بيضاء طويلة بجانب الوسائد الصغيرة الرمادية والبيضاء الطاولات الجانيةالصغيرة المكان الجميل المريح وألوانه المتناسقة كله يعبر عن شخصية تلك الفتاةأنها قوية الإرادة واثقة من نفسها و تحب العمل والنظام لاشك في أنها ستكون حكيمةوتتعامل مع الموقف بعقلانيه ولكن عندما دخلت أنذره شعرها الأحمر بطبعها الحادوجعله يمحو الفكرة من رأسه وضعت الصينية على الطاولة وسألته "هل تحب أن أضيف لها الحليب " "أجل شكراً لك" قدمت له فنجان القهوة وجلست على كرسي بذراعين قريباً منه و فنجان قهوتها بيدهاإنها لا تريد أن تشرب منه شيء كل ما تريده هو أن يبدءا الرجل الذي أمامها بالكلامفي الموضوع مباشرة كانت على وشك أن تطلب منه هذا لكنها أقرت انه أسلوب فظ مع ضيفهاالذي يخفي الكثير قال مارتن وهو يجول ببصره في المكان ثم يستقر عليها "منزل جميل ومنسق بعناية" "شكراً لك " "هل هذا من ت**يمك؟"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD