الفصل الرابع

1922 Words
لقد مرت منذ قليل على هذا البيت ولكنها كانت غريبة أما الآن فهي من أصاحبه باعتراف أصحابه . كانت تسير ببطء وبجانبها أختيها .. لم يكونا خائفتان بل مترقبتان . ابتسمت بتوتر وهي ترى أعمامها عند باب البيت ليدخلوا جميعا .مشيا بنفس الطريق الذي مشت به منذ 3 ساعات ولكن هذه المرة مع عائلتها .. شقيقاتها انتشلتها جوري من أفكارها ( هذه هي شجرة الليمون أجابها عمها أيهم ( هل تعرفين قصة شجرة الليمون هذه أومأت بخجل دون أن تجيب ليقترب منها أيهم وهو يقبل قمة رأسها ( هيا صغيرتي لا تخجلي . نحن مثل والدك بالضبط هيا صغيرتي لا تخجلي .. نحن مثل والدك بالضبط عليك أن تتعاملي معنا مثلما تتعاملي مع والدك ولا تخجلي أو تتردي بأي شيء لتظهر اعتراضات زياد بشدة وهو ياخذها من أحضان أيهم ليقبل وجنتيها ( قال والدها قال . انظري صغيرتي اعتبري هؤلاء العجائز مثل والدك . لكن أنا مثل صديقك .. أو أخيك لا بأس لتعلو ضحكات الجميع وحسام يقترب منها ( لا تستمعي له عمك هذا مخبول ويتصرف مثل الأطفال الصغيرة في كثير من الأحيان لذلك لا تهتمي بما يقوله ابتسمت بأريحية هي وشقيقاتها لترى زياد يقترب من ريحان ويحضنها بحب ( هل أنت بخير لتجيبه بهدوء ( بخير ... شكرا لك عماه لقد ازلت توترنا عبث ب*عرها بسعادة قائلا ( باستثناء كلمة عماه التي تشبه العسل من شفتيك . لا شكر على واجب نحن أسرة واحدة اقترب أركان من عمه وعلامات الاستهزاء مرسومة على وجه ( لقد سمحت لها بقول عمي ..هذا حدث جلل . سوف أسجله في التاريخ ض*به زياد على كتفه بقوة مجيا ( عندما يكون لي ابنة أخ تشبه زهرة الياسمين من الطبيعي أن أحب الكلمة منها ابعد أركان باتجاه البيت وهو يقول بصوت عال ( سوف أخبر رفيف بهذه النقطة أيضا ليلحق به زياد بسرعة وكلمات التهديد والوعيد تنطلق منه والجميع يضحك بشدة ليبتسم أيهم ( لقد قلت أنه مخبول . هيا تفضلوا دخل الجميع بهدوء باتجاه تلك الغرفة التي تضم نساء العائلة وثلاث شبان وأركان يضحك بينما زياد يحتضن فتاة ما ويقبل قمة راسها وهو يقول ( لا تغضبي مني يا محبوبتي .. هذا الأركان إنسان غ*ي .. لا أعلم كيف تخرج من الهندسة بامتياز ليطلق عامر ضحكة كبيرة وهو يجيبه ( مثلما أصبحت أنت دكتور جامعي نظرن الفتيات باستغراب لتسأل جودي ( هل العم زياد دكتور جامعي ؟ ابتسم لها أيهم ولكن قبل أن يجيب كانت صوت يعرب العالي وهو يكلم ( نصيحة مني اهربي قبل أن يفتعل مجزرة بسبب كلمة عمي حاول زياد أن يجيبه ولكن صوت فاتن أجفلهم ( هييه أخرسوا .. هذا ليس وقت المزاح ) ثم نظرت باتجاه أخوتها لتسأل ( كيف حال أدهم . اقترب منها عامر وعلامات الرفق بادية عليه ليحيط كتفها ( لقد أخبرتك على الهاتف أنه بخير نظرت باتجاه البنات والدموع تملئ وجهها لتركض باتجاهن وهي تضمهن جميعا لتقول بين دموعها ( وأخيرا رأيت أطفال أخي أدهم كانت تبكي بفرح وحزن في آن واحد .. تبتسم والدموع في عينها . كيف لها أن ترى بنات شقيقها الغائب ولا تتأثر . كم عانى .. كم مرة ضحك فيها . كم كان بحاجة حضن شقيقته عندما رزق بطفلته الأولى .. كم مرة احتاج يدها تدعمه عندما كانت زوجته تضع التوأم .. من سانده .. من وقف جنبه .. من أعطاه حضنه عندما أحتاج .. لقد حرمت من كل هذا مع شقيقها أدهم . سندها . بئر اسرارها .. ضمت التوأم لص*رها وهي تبكي ول**ن حالها يقول ( لقد كنت أخت سيئة . تخلت عن شقيقها . ابتعدت عندما اتبعد .. عشت حياتي وهو بعيد استمرت بالبكاء حتى شاركتاها التوأم دموعها . ربما هو حضن الأم الذي حرمن منه بأكثر اللحظات حساسية في حياتهن . اقترب عامر من زوجته عندما ابتعدت عن ابنتي أخيها يمسح دموعها بحنان لتحتضنه وتستمر بالبكاء وهو يهدهدها وينطق بكلمات حنونة حتى تتخلص من بكائها وهو يقول ( أنا أشعر بك فاتنتي . يمكنك التعويض لهن وله الآن . أنظري كم هن ضائعات .. علامات اليتم بادية عليهن .. يمكنك التعويض الآن .. كوني أما لهن .. كوني سند لهن . وادعميهن هزت رأسها بإيجاب لتبتعد عن زوجها وهي تربت على خد ريحان ويدها الأخرى على كتف جودي . ليقترب أيهم منها وهو يحبس دموعه بصعوبة ( كفى فاتن دعيهن يتعرفن على باقي العائلة لتبتعد بهدوء وهي تتابع الفتيات بأعين حنونة وأيهم يقف بينهم ليشير لزوجته ( هذه زوجتي صفاء وتلك زوجة حسام حسناء اقتربن منهم يسلمن عليهن بهدوء وعلامات البكاء ما زالت بادية على أعينهن وصفاء تقول مشيرة لتوأمان ( كم تشبهان فرح اقتربت جودي منها وعلامات الذهول عليها ( هل كنت تعرفين أمي أومأت برأسها بإيجاب ( ومن لا يعرف فرح بحسنها ورقتها ... لقد كانت أنثى قوية ورقيقة .. ساحرة بشكل لا يوصف لتكمل حسناء عنها ( كانت مدهشة كما كان يقول أدهم . فتتن*د وهي تتابع ليرحمها الله كح أيهم بهدوء لتلزم صفاء ال**ت وهو يتابع باتجاه الشباب أما هؤلاء فهم شباب العائلة أشار لأركان الصامت بشكل مميت ( هذا أركان .. بكر العائلة لقد تعرفتم عليه في المستشفى **تن الفتيات ليتابع أيهم وهو يشير لشاب أخر ( أما هذا فهو عروة ولدي الثاني ابتسم لهن مرحبا لتسأل ريحان وعلامات الإدراك بادية عليها ( لكن هل أنت نفسك الكاتب ؟ ضحك عروة بخفة مجيبا ( أجل أنا هو الكاتب اقتربت منه ريحان بسعادة لتسلم عليه وهي تقول ( أنا من أشد المعجبين بك . لطالما سحرني انتقائك للعبارات . جملك دائما تصب في روحي وكأنك تكتب عني وتصف ما أشعر ابتسم عروة بتضامن معه وعلامات الخجل بدأت تزحف لمحياه ( كلامك وسام على ص*ري يا ابنة العم ابتسمت بفرح وهي غافلة عن الجمع الغفير حولهم وشخص ما يشتاط من الغيظ وهي تتابع ( بل أنا السعيدة أنني قابلتك . هذه فرصة لي لأعرف سبب الحزن الدائم بكل ما تكتب همّ بالإجابة ليصدح صوت أركان ( دعوهن يتعرفن على الباقي قبل أن تصبح الجلسة سوق عكاظ سعلت ريحان بخجل وابتعدت عن عروة ليضحك عروة ( معك حق غمز ليريحان بخفة ( نتابع فيما بعد لتبتسم له ريحان وتلتزم ال**ت فيقترب شاب منهن وهو يقول ( وأنا صهيب ابن عم الكاتب المبدع وثقيل الدم علت ضحكات الجميع ليقترب شاب أخر ( وأنا يعرب .. ابن عمتكم أو هكذا اعتقد ضحكت جوري بخفة ( ولماذا تعتقد ولست متأكد ؟ اقترب يعرب من عروة يضع يده على كتفه ( انظري يا حلوة .. أولا : لقد سماني أبي يعرب لأنه عاشق للأدب والشعر ولكن لسوء حظه لم اقترب من الأدب بشيء والذي ورث هذا العشق الأستاذ عروة ضحكت جودي وهي تسأله ( وما هو ثانيا هذه المرة ابتعد عن عروة ليحتضن أمه مقبلا خدها وهو يقول ( السبب الثاني هذه الجميلة . لقد أوشكت على دخول عامي الثلاثين ولم أراها تبكي علي مثلما بكت منذ قليل ض*بته أمه بخفه على خده ( بعيد الشر عنك ولماذا أبكيك يا بني عاد لاحتضانها وهو يقبل قمة رأسها ( لا حرمني الله منك ليقترب زياد من الفتاة التي كان يحتضنها عندما دخلوا ليقول ( وهذه الجميلة هي رفيف .. نسمة الهواء في حر هذا البيت وشقيقة صهيب )ط كانت خجولة صامتة طول الوقت عندما تضحك ضحكاتها خفيفة تحتضن زياد بحمائية كبيرة ليتابع زياد (وهؤلاء بنات عمكن . ريحان والتوأم جوري وجودي ليسأل صهيب بتشتت ( وكيف سنفرق بينهما أجابته جودي وهي تشير لجوري ( تلك جوري وأنا جودي وقف صهيب أمامها وهو يراقب تفاصيل وجهها شعرها الأشقر عينها التي سرقت من الياقوت لونهما وأعاد نظراته باتجاه الأخرى كانت نسخة منها بالضبط مع اختلاف لون الشعر . لتقول ريحان مقاطعة تفكيره ( الشقراء جودي .. والأخرى جوري هز رأسه بتفهم لتدعوهم صفاء للجلوس ومناقشة وضع والدهم وأيهم يجيب وهو يجلس بالقرب من زوجته ( لقد أصبح بحالة جيدة سيخرج بعد يومين استمر الكلام بينهم عن حالة ادهم وماذا سيحدث له ووضعه بالنسبة لغسيل الكلى حتى حانت التفاته من زياد باتجاه ريحان المرتبكة لسبب لا يعلمه أو بالأصح يتوقعه فقط ليقف متجها لها جالسا بقربها يقربها لحضنه وهو يتبسم ليهمس لها ( هل انت بخير نظرت باتجاه أركان تلقائيا وكما توقعت كان يراقبها لتنظر باتجاه عمها المترقب للإجابة فتقول بارتباك ( أنا بحاجة فنجان قهوة فقط ارتسمت علامات الصدمة على وجه زياد لثواني ثم ضحك بخفة وهو يدرك أن هذه الصغيرة ليست سهلة أبدا ليجيبها وهو يقبل قمة رأسها ( هكذا فقط .. بن أمريكا اللاتينية كله تحت خدمتك ابتسمت له بتوتر وهي تشعر بالغباء فهذا ليس من شيمها أن تطلب شيء ولكنه فاجأها بجلوسه قربها وبسؤاله .. هي لم تعدت بعد على تواجد هذا الكم الهائل من الناس ولم تعد على أن يسألها أحد .. لقد أعطاها والدها المساحة الكاملة لحزنها وفرحها .. لقد كان مستمع جيد ولكن لا يسأل هي من تحكي له عندما تشعر أنها جاهزة .. أما الآن تغير كل شيء هنا .. أعمام وعمات والكثير من الأقارب وفوق كل هذا عمها زياد الذي على ما يبدو أنه لماح بشكل مخيف بالرغم من طريقته المضحكة ولكن الحقيقة هو ع** ذلك . فما كان منها إلا أن تقول أول شيء طرق باب عقلها وهو القهوة . سمعته وهو يطلب من الخادمة نفسها التي فتحت الباب أن تحضر القهوة للجميع كادت أن تنطق لكنها **تت عندما لاحظت أن الخادمة همت بالمغادرة ليتكلم أركان وهو يوجه كلامه للخادمة ( ولكن أم أحمد . ألن تسألي الفتيات عن نوع قهوتهم شكرته بسرها وهي الارتباك مرتسم على الخادمة وهي تعتذر وتسألهم عن نوع القهوة لتجيب جودي ( قهوة مضبوطة ماعدا ريحان تشربها من دون سكر أومأت لهم وخرجت مسرعة ليقول عروة ( حسنا وأخيرا وجدت شخصا مثلي ابتسمت بارتباك له وأثرت ال**ت حتى عادت الخادمة بالقهوة وقدمتها لهم ................. كان يراقبها ب**ت كل سكنة من سكناتها وكل حركة حتى أنه حفظ كم مرة تنفست شعر بارتباكها من مراقبته لها ولكنه لن يستسلم ويبعد نظراته عنها . وكأنه يريد التعويض عما فقدته . تابع مراقبته لها ليرى هل حدث تغير فيها ابتسم بحب وهو يراقب باستثناء شعرها الذي أصبح قصير وربما سيحاسبها على هذا الجرم الذي اقترفته ولكن مع هذا أصبحت أشد ف*نة مع هذه التجعدات التي سيطرت على شعرها .. لقد كانت كما هي كما تركها . نارية . لئيمة .. ولكنها حنونة تثير الحواس . لاحظ نظرات زياد له ولكنه لم يلقي بالا له لأنه يعرف أن زياد سيكتشف الأمر الآن أو فيما بعد ... رأى غمزة زياد المستفزة له وهو يتجه لها يهمس في أذنها وهي تنظر له بعد همس زياد لكنها لم تقل شيء .. حتى سمع زياد يطل قهوة للجميع .. ابتسم بخفة وهو يحادث نفسه ( ريحان وعشقها للقهوة عندما همت بالمغادرة أم أحمد دون أن تسأل كيف يفضلون القهوة لاحظ علامات الانزعاج على وجه ريحان وكأنها طفل في الخامسة حرمته والدته من أكل طعامه المفضل .. لينطق دون أن يدرك سائلا أم أحمد أن تسألهم عن نوع قهوتهم . عندما عادت أم أحمد بالقهوة لتقدمها لهم اعتدل في جلسته وهو يعود للمراقبة ويهمهم ببعض الكلمات ( سوف تحمل الفنجان بيد واحدة مع صحنه وترفعه لأنفها وبالفعل كانت تفعل ما يقول أمسكت الفنجان من صحنه المرافق ورفعته عن انفها تستنشق رائحة القهوة وتغمض عينيها وكأنها تتعرض للتدليك وهي مستمتعة . ثم أمسكت الفنجان لتشرب منه بتلذذ . ابتسم بانتصار وهو يسند رأسه للكرسي مغمض عينيه ليسافر لبعيد لذل اليوم الذي شاركها قهوتها للمرة الأولى وكان يعتقد أنها الأخيرة . عندما طلبت قهوة خالية من السكر فيعترض قائلا ( لماذا تجلبين المرارة لحياتك ريحان ابتسمت له مجيبة ( لا يمكن أن أفسد فخامتها بالسكر .. فتصبح مشوبة بحبات السكر وتحزن سألها بدهشة ( تحزن ؟ هزت رأسها وهي ترفع الفنجان بيد واحدة تستنشق بخار القهوة لتشرب رشفة منها وهي تقول ( بالطبع عندما يتعرض أي شيء في الحياة لشائبة فهو يحزن سألها بابتسامة غافلا عن كلامها ( ولكن ما هذا الذي فعلتيه منذ قليل نظرت له مبتسمة ( استنشق رائحتها وادعها تداعب خلايا رأسي .. فأشعر أنني ملكت الكوكب كان يتبسم دون أن يدرك لينتشله صوت عمه زياد من خيالاته الوردية ( هل جننت يا ابن أخي نظر له اركان بتشتت وهو لم يستوعب سؤاله قائلا (ماذا ؟ ابتسم زياد بمكر وهو يراقب ابن اخيه بفضول كبير ليعيد كلامه: لا تهتم كنت أقول أن الطقس جميل اليوم ................. انتهى
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD