3.الفصل الثالث

1240 Words
يومان مرا قبل ان تقوم فرق الإنقاذ بإنتشال جثتها من المياه هى والعديد من الجثث الاخرى و القليل فقط من وجدوهم مازالو على قيد الحياة ، وصلوا بالجميع الى مشفى العا**ة ليتم التعرف على الجثث و علاج المصابين . اثناء هذا و بالصدفة البحتة لمح طبيب ما جسم ضئيل يتنفس بصعوبة وسط الجثث المرصوصة ليتعرف عليها الاهالى فتحرك سريعاً اتجاه هذا الجسم ليجد فتاه لا تتعدى العاشرة تتنفس بصعوبة اذاً فهى على قيد حياة و كانوا قد اوشكوا على دفنها حية ارعبته هذه الفكرة و قام بنقلها فوراً لاحدى الغرف منادياً إحدى الممرضات لمعاونته ..... ثم هم بفحصها ليدرك وقتها كونها اصيبت بغيبوبة سكر امر الممرضات بإتخاذ الاجراءات اللازمة لإسعافها و توقف هو امامها ينظر لها بدهشة ..... فتاة بهذا العمر وحيدة بعرض البحر مريضة بالسكري و لم تأخذ علاجها لمدة يومان على الاقل ومع ذلك مازالت على قيد الحياة .... معجزة ..... هذه معجزة فإن كانت حالة عادية تقيم بأريحية فى منزلها و تأخرت عن تناول علاجاها لمدة يوم فقط لأصيبت بغيبوبة و فارقت الحياة بعدها لكن هذه الفتاة اراد الله لها الحياه فهو الوحيد القادر على معجزة كهذه مرت الاحداث بعد ذلك سريعاً كان فيها عودة الناجين الى اهاليهم واستلام اهالى اخرى جثث ذويهم فى حزن و ألم و لم يبقى غير بعض الجثث والتى لم يتم التعرف عليها لتقوم الدولة بنفسها بأجراءات لدفنهم . لم يتبقى سوى تلك الصغيرة فهم تقيم حتى الآن بالمشفى لعدم تعرف احد الناجين عليها او حتى اى فرد من اهالى الضحايا .... لم يستطيعوا حتى معرفة اسمها او اسم عائلتها لعدم قدرتها على الحديث .... نعم اصبحت لا تقوى على الكلام فقد اضحت فتاة من ينظر لها يرى ان لا روح بها ... فتاة صامتة تحدق فى الفراغ بإستمرار لم تبكى على فراق عائلتها قط لعلها حتى الآن لم تستوعب ما حدث و حقيقة عدم قدرتها على رؤيتهم مرة اخرى بإحدى اروقة المشفى نجد هذا الطبيب و الذي يدعى سامح يقف برفقة زميل له يحادثه بإهتمام فى امر ما سامح : طبعا دلوقتى بعد المصيبة اللى حصلت دي هيطلعلنا واحد من المسئولين ينعي الضحايا و شوية فضائيات تحطلك شارة سودة كام يوم كده و يومين كمان و ترجع ريما لعادتها القديمة ... ولا حاجة هتتغير فى البلد دي طالما وضعنا كده عماد (صديقه ) : مفيش امل ان اى حاجة تتغير طالما فينا التفكير ال*قيم ده ...... شباب عايزين الحياة وردى و فلوس و جاه و مكانة و طبعا ده حقهم بس انتو عملتو ايه عشان تلاقو كل ده .... **ل و تطنيش و اهمال ......... و طبعا مننساش اللى بياكلو خيرها و رجال الاعمال اللى مش حاطين اى حاجة فى دماغهم المهم مصلحتهم و تولع اى حاجة تانية سامح بيأس : مفيش قدامنا حاجة غير اننا نعمل اللى علينا و ندعى ربنا يرحمنا و يهدينا عشان البلد دى حالها يتعدل ... ثم تن*د بيأس ليكمل .... سيبك بس من كل ده و قولى المستشفى هتعمل ايه بخصوص البنت اللى اشرف متابع حالتها ؟ عماد : اه البنت دي بجد صعبانة عليا بس بيتهيألى هتتحول لاي مستشفى نفسي او دار ايتام سامح بإستنكار : ايه ؟ دار ايتام ؟ ازاى بس .... مش هتتحمل تعيش فى الوسط ده بحالتها دي ...... قولى يا عماد مين المسئول عن القرار ده ؟ عماد : بتسأل ليه ؟ سامح بنفاذ صبر : قول بس انت بتهزريا سامح ؟ جايلى البيت مع بنت مش عارف هي مين و لا جاية منين و بتقولى هتقعد معانا فترة مش معروفة اد ايه : ............. سامح بهدوء : الاول وطي صوتك عشان البت متتخضش .... ثانيا اسمعينى الاول .... سبق و قولتلك عن ظروفها و اللى شافته لوحدها و عايزة مني اسيبها و اتخلى عنها هدى (زوجته ) : مقولتش اتخلى عنها محدش يقدر يقول كده طبعا ... هى غالبا هتتحول لاى مستشفى نفسي لو كانت محتاجة لده سامح بتهكم : و المستشفى ده هيخليها لعنده فترة و بعد كده هيقرر انها مش محتاجة علاج و يحولها لاى دار ايتام و انتى عارفة المعاناة الىى بيشوفها اي حد هناك ...... مالك يا هدى ... انا عمرى ما حسيتك قاسية كده و كنت فاكرك بتعشقى الاطفال ...... هنهتم بيها فترة لحد ما نوصل لكشوفات المهاجرين و نشوفها تبع انهى عيلة و اسمها و فصلها و ساعتها نسلمها ليهم هدى بلوم وعتاب : عيب عليك اللى بتتهمنى بيه ده ... انا .. انا يا سامح قاسية ..... ده انت اكتر واحد عارف حبي للاطفال و امنيتى و دعايا لربنا انه يرزقنا بعد الحرمان ده كله و تيجي تقولى قاسية ...... ماشي يا سامح خليها معانا يمكن تخفف شوية من حرمانى .. خليها لحد ما تظهر عيلتها ليقترب منها سامح محتضنا اياها بشدة سامح : حبيبتى انا مقصدتش اجرحك بس هى صعبانة عليا جدا شافت كتير فى سنها الصغير ده ..... يلا يا حبيبتى ادخليلها جوة هتلاقيها فى اوضة الاطفال و انا هروح بسرعة اجيب لها علاجها عشان هتحتاجه قريب لتومأ هى له موافقة وتتجه مباشرة للصغيرة تدخل تلك الحجرة والتى اعدتها هى وسامح فى بداية زواجهما لتحوي اطفالهم لكن الله لم يمن عليهم بهذه النعمة حاولوا مراراً وتكراراً وذهبوا لكثير من الاطباء و كانت الاجابة نفسها لا يوجد اى مانع لحدوث الحمل لكن الله لم يرد بعد دلفت الى الحجرة لتجد الصغيرة تجلس على طرف السرير بإستحياء وتنظر ارضاً فى هدوء .. اقتربت منها هدى وجلست ارضاً امامها لتواجهها قائلة هدى بهدوء: بسسس .. اهلا بيكي يا قلبي وسطينا .... انا اسمى هدى ... ها بقى ايه رايك فى الاوضة ... عجبتك ؟ لم تلقى هدى اى استجابة منها فأردفت هدى : انا معرفش اسمك ايه لكن هسميكي ريم .. بحب الاسم ده اوي كنت دايما اقول انى هسميه لبنتى لما اخلف .... خلاص من هنا و رايح انتى اسمك ريم لغاية ما نعرف اسمك الحقيقي .. اتفقنا ؟ لم تتلقى اى رد منها مرة اخرى لتلتفت حولها بحثاً عن اى شئ يثير انتباهها حتى امسكت بدمية صغيرة واقتربت منها مرة اخرى هدى بحنو : ايه رايك نسلم على صاحبتنا دى ... شكلها زعلانة و نفسها حد يصاحبها ؟ لم تتحرك الطفلة من مكانها ولم ترمش حتى استجابةً لحديث هدي لتقترب منها اكثر ومعها تلك الدمية حتى تضعها امام عينيها حينها فقط حصلت على استجابة منها تتلخص فى تناول الصغيرة لتلك الدمية وعلى وجهها ابتسامة ضئيلة فلقد حصلت سابقاً على نفس تلك الدمية هدية من والدها لتفوقها فى اول سنة دراسية لها . رمشت هدى عدة مرات غير مصدقة لتلك الاستجابة فهى كانت قد يأست وفقدت الامل فى الحصول على اى رد فعل منها فهبت واقفة واخذت تقفز فى مكانها بسعادة ليقاطع جنونها هذا ضحكات زوجها وهو يراها بتلك الحالة .. سامح بمرح : جبت طفلة عشان ترعاها طفلة زيها ... واضح انى المفروض افكر مرة تانية بخصوص وجودها هنا هدى بإندفاع : متحاولش حتى انك تفكر بالموضوع ..... ريم هتفضل هنا و هاخد بالى منها بنفسي فاهم ... خلص الكلام مر شهر كامل على تلك الاحداث لم تتغير فيه حالة مريم او ريم كما تدعوها هدى بهذه الفترة ... اصبحت تتناول الطعام معهم بإنتظام بعد ان كانت ترفضه رفضاً باتاً ..... لم تمر لحظة عليها بدون دميتها المفضلة فهى ترافقها فى كل مكان .... لكن لم تتغير بخصوص شرودها او قدرتها على الحديث ، الامر الذي احزن هدى وسامح كثيراً فهى مازالت صغيرة على كل هذا فى يوم ما واثناء جلوسها بمفردها بالغرفة تلعب بدميتها تلك نجد كلاً من سامح وهدى يشاهدون التلفاز فى **ت قاطعه سماعهما صوت جرس الباب يعلن عن قدوم ضيف ما ... تعجب كلاً منهما لهذا فهما ليسا بإنتظار حضور احد تحرك سامح سريعاً ليري الطارق فى حين اتجهت هدي لغرفة مريم تجلس معها بينما يرحل هذا الضيف اتجه سامح لباب المنزل و هَم بفتحه ليرى امامه شاب طويل البنية بجسد رياضي ذو ملامح قاسية لكنها رجولية جذابة يرتدي بذلة رسمية خمن سامح ان عمره لا يتجاوز الخمس وعشرين عاماً قاطع تحديقه هذا صوت هذا الطارق السلام عليكم ... ده منزل الاستاذ سامح فهمي ؟ : .......... سامح : ايوة حضرتك ... انا سامح .. خير ازاى اقدر اساعدك ؟ ليمد هذا الطارق يده الى سامح و يردف بثبات آسر البندراي ابن عم مريم وجيت اخدها عشان تعيش معايا : .................. ............................... يتبع .......................
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD