الفصل السادس Part 2

2391 Words
فى منزل السيد غزال عادت ياسمين لتخبرهم اتفاقها مع فارس و لكنها حذفت الجزء الخاص بوقت انتهاء الزيجه وسط اعتراض الجد الذى ردد متضايقا : _ ده ميرضيش ربنا ، عايز يعمل فرح عشان شكله و مش مهم حالنا احنا عاملين ايه ؟ رددت ياسمين بحزن : _ انا مش هاممنى اى حاجه غير انه يبعد عنكم . و فى اليوم التالى حضر فارس و معه عمه مراد و مازن و المأذون برفقه ابن عمتها الصغير ( علي ) فنظرت له نرمين بلهفه و سحبته من يده و دلفت للداخل تاركه مساحه للبقيه ان تدخل . احتضنته والدته و شكرت ياسمين و اخذت وليدها و غادرت على الفور و لكن ليس قبل ان تنبهها ياسمين : _ اوعى تنسى اتفاقنا يا عمتو عشان الباقيين يرجعو بالسلامه هم كمان ! ربتت سحر على رأسها و قبلتها بامتنان هاتفه _ ربنا يسلم الكل يا رب ، و متشكره يا ياسمين انتى ضحيتى تضحيه كبيره اوى عشانا كلنا . تن*دت بارتياح فحتى و ان كانت رفضت إجبارها فعلى الاقل استطاعت انقاذ الجميع من غضبه . فور ان خرجت سحر تحدثت نرمين بخوف : _ يااسمين ... انا قلقانه اوى احسن يكون المأذون ده مش حقيقى . ضحكت ياسمين ساخره و هتفت باستسلام : _ مبقتش تفرق ، و هو لو عايز ياخدنى من غير جواز خالص هيعمل اللى هو عايزه . رددت شيرين : _ الفرح فى حد ذاته اعلان بالجواز للعالم كله . هتفت ياسمين بضجر مؤكده : _صدقونى هو مش محتاج يعمل كده ، ريحى نفسك يا نرمو و اطمنى كده موته و كده موته . جلس المأذون و على جانبيه فارس و الجد و بجوارهم العم احمد و مراد و مازن و قاموا باستدعاءها فخرجت ترتدى زى بسيط و تجمع شعرها على جانب واحد و تربطه برباط صغير فظهرت رقيقه ، بسيطه و غير متكلفه مما زادها جمالا فابتلع ذلك المغرور ل**به و هى يدقق بملامحها التى تحتل احلامه . بدء المأذون تحضير دفتره و كتابه البيانات فردد : _ بطايق العرسان و الشهود من فضلكم . مدوا له ما طلبه فسجل البيانات و بعدها سأل : _ مين وكيل العروسه ؟ احاب الجد بحزن : _ انا يا بنى . ناوله البطاقه الخاصه به فوضع بياناتها و بدء يردد الدباجه المعروفه للمأذون من تعاليم الزواج و اصوله و الجميع ينظر لفارس و كأنهم يقولون له اتسمع ؟ نظر الشيخ لياسمين و هتف يسألها : _ هل العروسه موافقه على الزواج ؟ ابتلعت ياسمين ل**بها بحزن و نظرت لعمها و جدها بحزن ليعيد الشيخ سؤاله : _ سمعانى يا عروسه ؟ موافقه على الزواج من المدعو فارس ماهر الفهد ؟ اجابت بغصه و صوت مختنق : _ موافقه . سألها الشيخ مجددا : _ بتوكلى مين يا بنتى ؟ اجابت مشيره للجد : _ جدى السيد غزال . التفت لفارس و ردد متسائلا بدباجه معروفه : _ الصداق مقدمه قد ايه ؟ اجاب فارس : _ ميت الف . انهى كلمته و اخرج المبلغ من جيب سترته و تركه على المنطده امامهم فعاد المأذون يسأله : _ و مؤخره كام ؟ اجاب بثقه و ثبات : _ عشره مليون جنيه . اندهش الحاضرون من المبلغ و اتبع اندهاشهم اللحظى شهقه عنيفه خرجت من فم زوجه عمها فنظر لها الجد بحده فوضعت راحتها اعلى فمها لتكتم شهقتها من المبلغ فدون المأذون المبلغ بالدفتر . امسك المأذون كف فارس و وضعه بكف السيد ليكرر ما يمليه عليه حتى تمت الزيجه و قام كل من فارس و السيد بالتوقيع على عقد الزواج و تبعهما كل من احمد و مراد كشهود و مرر الدفتر امام ياسمين لتوقع فارتعشت يداها و نزلت دموعها فرآها فارس الذى اعتصر قبله الماً من رؤيتها حزينه الى هذا الحد لزواجها منه . ~~~~~~~~~~~~~~~~~~ بعد مرور 3 ايام و عوده الحياه كما كانت عليه فى عائله السيد غزال فقد تنازل فارس عن محضره ضد ياسين و حُفظت القضيه و عاد ( علي ) الى احضان امه و اسفرت نتائج المعمل الجنائى ان الحِرز عباره عن خلطه للدقيق مع بعض اضافات الاعشاب مما جعل لها رائحه ، و ظل شادى مختفيا و لكنها هاتفته و ترجته بان يجعله يتصل بامه ليطمئنها عليه فخضع فارس لرغبه معشوقته . اما فى عائله الفهد فقد كانت دينا تقف و كأنها والده العريس تعطى التعليمات بتجهيز الڤيلا و الجناح الخاص بفارس و ياسمين و اعداد المأكولات و التسوق من اجل ياسمين التى رفضت النزول معها فنزلت بدونها و اصطحبت معها چنى تشترى لها لوازم الزواج من البسه ليليه و مستحضرات تجميل و عطور و ملابس . و فارس كان فى غايه السعاده بالرغم من ألمه الداخلى الذى اعتصر قلبه الا انه لم يستطع اخفاء فرحته على من حوله فسوف يجتمع بمن يحب بعد ساعات قليله . تفاجأت ياسمين فى صبيحه يوم الزفاف بچنى و دينا و بيرى بمنزلها و برفقتهن خبراء تجميل و مصففى للشعر و معهم فستان زفاف غايه فى الروعه و الجمال بدون حمالات عارى الص*ر من التل و به نقوش رقيقه . بدءت الفتايات بتجهيز العروس بدءا من مستحضرات التجميل الرقيقه دون المبالغه و انتهاءا بتصفيف شعرها الذى اخذ النصيب الاكبر فقاموا بجمعه على جانب واحد و احدثوا به تموجات ليصبح قصيرا قليلا حتى لا يخفى ملامح فستان الزفاف . نظرت لها دينا بملئ عينها و هتفت فرحه : _ بسم الله تبارك الله زى القمر يا ياسمين . ردت بخجل و ابتسامه رقيقه على ثغرها : _ ميرسى يا دكتوره . امتعصت دينا و هتفت مستنكره : _ انتى هتعملى زى فارس و تقوليلى يا دكتوره برده ؟ يا بنتى انا زى امك و الاحسن تقوليلى يا طنط . هتفت بادب : _ حاضر يا طنط . نظرت دينا الى شيرين و ابتسمت لها فاتحه ذراعيها بوسعها و هاتفه : _ تعالى يا عروسه ابنى فى حضنى . اقتربت شيرين باستحياء و همست راجيه : _ معلش يا طنط ، اصل بابا لسه ميعرفش فممكن بس متقوليش حاجه دلوقتى ؟ اماءت مؤكده : _ حاضر يا حبيبتى بس احنا خلاص بقينا اهل و ساجد مستعجل و هيتجنن . اكنبت شيرين بحزن : _ معتقدتش بابا هيوافق بعد اللى حصل يا طنط ! رددت دينا بتفاؤل : _ متقلقيش كله هيتصلح ان شاء الله . نظرت نرمين لياسمين و دمعت عيناها لتردد و هى واضعه يدها على فمها لتخفى شهقه بكاءها : _ اجمل من البدر ...... هتوحشينى اوى . احتضنتها ياسمين و رددت باكيه : _ متعيطيش بقا احسن هنبوظ الميك أب . عادت دينا تردد : _ ياسمين ، فارس كلمنى و جاى ياخدك عشان الفوتوسيشن و بعدها هتتطلعو على القاعه . تسائلت بتردد : _ هو انا هروح معاه لوحدى . اجابت چنى بمرح و فرحه و هى تقفز مكانها من السعاده مبرره : _ لا طبعا كلنا جايبن عشان هنتصور معاكم و كمان بتوع البيوتى سنتر جايين عشان لو حاجه باظت يظبطوها . اماءت و تجهزت عندما استمعت لصوت ابواق السيارت التى تعلن عن وصول فارس اسفل البنايه و معه مجموعه من السيارات الفاخره و ترجل معه ساجد و مازن و ساهر و رجال الحراسه و السائقين فى مشهد سحر سكان المنطقه الذين تطلعوا من نوافذ بيوتهم وسط هتافات و زغاريد الفرحه ، و اجتمع السكان على الدرج للتهانى و المباركه . خرجت احدى الجارت و تدعى ام حسن تشاهد ذلك الحشد من نافذه منزلها و حدثت جارتها الاخرى متسائله : يا ختى ايه ده ؟ ده البت ياسمين باينها اتجوزت وزير و لا ايه ؟ اجابت الجاره سكره بعفويه : _ بيقولو اتجوزت رجل اعمال كبير اوى و غنى . نظرت ام حسن للجمع بفضول و هتفت : يا ختى مش شايفه فيهم حد كبير فى السن . ضحكت الجاره سكره على ردها و قالت : _ مش قصدى كبير فى السن ، قصدى فى المقام . تدخل وليدها مفسرا : _ اتجوزت فارس الفهد يا امه بتاع الاجهزه المنزليه . قوست ام حسن حاجبها بجهل و تسائلت : _ اللى جبتلى منه التلفزيون الجديد يا حسن ؟ ضحك عاليا و اجابها بمشا**ه : _ايوه يا امه هو بقا صاحب الشركه اللى بتعملهم . اشارت سكره تجاه صف الحراسات و من امامهم رجال عائله الفهد و رددت باعجاب واضح : _ بس شايفه صف الرجاله كلهم زى القمر ازاى ؟ الواحد منهم تحسيه بياكل صابونه فى العشا عشان يطلعو بالنظافه و الجمال ده ! مازحها حسن بمرح : يعنى لفت نظرك صف الرجاله مش صف العربيات يا سكره ؟ و يا ستى الفلوس تعمل اكتر من كده . رددت سكره متذمره : اهو انا طول عمرى بقول البت ياسمين دى محظوظه عشان اخدت احلى حاجه من امها و ابوها و طلعت حته القمر دى ، و اهو بص عريسها عامل ازاى ؟ وضح لها الامر من وجهه نظره التى لا تختلف كثيرا عن تفكير الغالبيه : _ الرجاله اللى زى ده بيتجوز عشان يسلى وقته و يزهق و يطلق و يجيب غيرها يعنى الحكايه مجرد ايام . دلف فارس لمنزل ياسمين و وقف متوترا يحاول تنظيم انفاسه فإنحنى عليه مازن مرددا بفرحه : _ إجمد . زغر له بطرف عينه و حذره بتوعد : _ عارف لو الفستان اللى جابته مامتك طلع عريان ، عارف هعمل فيك ايه ؟ صاح معترضا بضيق متما : _ طيب و انا ذنبى ايه ؟ ما تتشطر على ماما و چنى . لمح ساجد تلك الجميله الواقفه بعيدا ترمقه بنظرات متفحصه ليبتسم لها و سالها مشيرا لحلته السوداء ما ان نالت اعجابها فأشارت له بالايجاب انها اعجبتها ففعلت هى بالمثل ليغمض عيناه راسما الاستمتاع على وجهه مؤكدا اعجابه بما ترتديه ، كل ذلك فقط بلغه العيون التى لم يلاحظها سوى مازن الذى غمز لشيرين و ابتسم لها بمشا**ه فخجلت فورا و اطرقت رأسها ارضا فنظر لنرمين الواقفه بجوارها مبتسما فادارت وحهها و اتجهت لظاخل غرفتها . دخلت نرمين و رددت : _ يلا يا ياسمين فارس جه بره . هتفت ياسمين بحزن : _ المفروض انى اكون سعيده دلوقتى مش كده ؟ عروسه و العريس بتاعها جاى عشان ياخدها ! اقتربت منها چنى و ربتت عليها بحنان هاتفه : _ يا سو انتو بتحبو بعض و اللى حصل بينكم ده سوء تفاهم مش اكتر ، انا اللى عايشه مع فارس و شوفته و هو بيجهز للفرح ، لحد و هو بيلبس الصبح قد ايه فرحان و مش قادر يخبى . بكت بالم و اطنبت : _ اصلك انتى متعرفيهوش ، انتى مش بتشوفى غير اخوكى الحنين اللى بيحبك . ردد چنى بتوسل : _ عشان خاطرى بطلى عياط و الله انا متاكده انكم اول ما تدخلو القاعه هتنسو كل الزعل و هتشوفى . خرجت ياسمين برفقه نرمين و چنى و وقفت فى منتصف الصاله واضعه وشاح فستانها على راسها ، و عندما رآها فارس اغلق عينيه محاولا استجماع انفاسه الهاربه و اقترب منها ببطئ و قام برفع وشاحها من على راسها لينظر الى آيه الجمال التى يعشقها حد النخاع فقبلها من جبهتها و رأسها و وضع يده اسفل ذقنها ليرفع وجهه اليه محاولا تقبيلها من فمها فهتفت دينا بمرح : _ ايه يا فارس ! لسه يا حبيبى لما تروح بيتك انت و هى . ابتسم لها ليطبع قبلته على وجنتها و هو مركزا بصره على عينها فنظرت له و ابتلعت ل**بها من شده وسامته فقد ارتدى حله من اللون الكحلى ذات شريط اسود على اطرافه و ربطة عنق معقوده ( ببيون ) و قميص ابيض ذو ازرار سوداء و هذب لحيته و شعره فظعر هو الاخر ذو جاذبيه قاتله . انحنى و همس باذنها بصوت ناعم : _ مبروك يا سلطانه . اكتسى وجهها بالكامل بحمره الخجل فخلل اصابعه باصابعها و تحرك بها خارج المنزل فحاولت التحرك بدون عصا عكازه الذى يساعدها و تستند عليه و لكنها تخلت عنه اليوم فلم تستطع ان تواكبه لثقل الفستان و طوله الذى امتد مفرودا على الارض ، فقام فارس بحملها عندما ادرك معاناتها و نزل بها وسط هتافات الرجال على شكل صافرات و النساء متمثله فى الزغاريد . فور نزوله الشارع وجد جيرانها من الشباب و الرجال و النساء قد اجتمعوا لعمل زفه اطلقو فيها الال**ب الناريه وسط غناء و تصفيق الحضور لتقترب احدى الجارات و ترقص بداخل الدائره المحاط بها العروسان و قامت بسحب فارس الذى لم يعترض اطلاقا على الرقص وسط ابناء منطقتها و وسط ذهول عائله ياسمين و عائلته على حد سواء ، فهذا هو فارس الفهد الذى لا يرقص او يتمايل او يظهر ضعف او فرح . انحنت حسناء والده شادى تهمس باءن هدى متذمره بامتعاض : _ فرحان اوى يا اخويا بعد ما بهدلت ابنى و اخدت منه عروسته و لحد دلوقتى محدش عارف اراضيه فين ؟ و حاكم علينا نحضر و نرسم الفرحه ، حسبى الله و نعم الوكيل . وبختها هدى بشكل تحذيرى هاتفه : _ انتى ناويه تودينا فى داهيه ما تعدى الليله خلى ابنك ينام فى حضنك انهارده . ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ فى قاعه الافراح الضخمه الملحقه باحدى الفنادق الكبرى وصل العروسان بعد جلسه التصوير الخاصه بهما و التى كانت فى مناطق خلابه وسط المزروعات الخضراء و المناظر الطبيعيه . بدء الحفل و لم يتوان فارس فى اظهار عشقه لزوجته بالرقص و الغناء فقد غنى لها اغنيه ( بتحدى العالم ) و التى كان قد غناها معها من فتره وجيزه وقت حادثه المصعد . بعد انتهاءه من الغناء وقف على المسرح يردد بشكل مبهر و مبهج للجميع : _ من سنه فاتت كنت مستحيل اصدق انى ممكن اقف فى مكانى ده و اقول الكلام اللى عايز اقوله . نظر للمائده المستديره التى تجمع بعضا من رفاقه و هتف مبتسما : _ فى نفس القاعه دى من سنه تقريبا كان فرح صديقى اياد ، و وقتها قالى بكره تبقا مكانى بس انا طبعا ضحكت و قلت له مستحيل . ابتيم لرفيقه و هو يمزح هاتفا : _ انا بسحب كلامى يا صاحبى ، كان معاك حق . نظر لعروسه و ابتسم لها مرددا : _ وقعت على جدور رقبتى و من اول لحظه و دى كانت تانى صدمه ليا ، مش بس ان فارس الفهد اللى مش بيآمن بالحب ... لا و يحب من اول نظره ! هى دى المعجزه . ترك المسرح متوجها لمكان جلوسها و اكمل : _ سمعت صوت خطفنى من قبل ما اشوف شكل صاحبته ، و بعد ما شوفتها اظن مش محتاج اكمل . ضحك الجميع على حديثه فاستطرد مبتسما برجاء : _ اليوم ده عرفت ان هى دى اللى انا عايز اكمل معاها حياتى ، ممكن تغنى لى نفس الاغنيه اللى سمعتها منك اليوم ده ؟ نظرت له بحيره فهل يتذكر ماذا كانت تغنى ؟ فهى لا تتذكر لينحنى مقتربا منها و ناولها مكبر الصوت و همس باذنها : _ غنيلى حبه جنه . غنت ياسمين و هى جالسه بمكانها فالكل يعلم بحادثها لذلك قد اعتقد الجميع ان ذلك سبب عدم رقصها او تحركها من مكانها و ظلت تغنى حتى انتهاء الموسيقى . انتهى الحفل برقصه اخيره للعروسين على انغام اغنيه غربيه هادئه فأسندها فارس بيده بقوه داعما جسدها الضئيل الذى يتحرك بصعوبه و فور انتهاء الرقصه حملها فارس من خصرها و دار بها بفرحه و سرور و تحركت السيارت من جديد لايصالهما لڤيلته اوو ما يسمى بعش الزوجيه . ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD