الفصل الثامن

1011 Words
اتجهت زينب الي الحاجه فاطمه . و جلست بي جوارها علي الارض و وضعت يدها علي رجل امها و قبلت يد امها . و استأءذنتها في الخروج . فقد كان من الصعب خروج زينب دائما . فهي من تحمل مسؤاليه البيت و لوازمه داخليا . اما بقيه اخواتها يعملون خارج البيت . من اجل **ب المال لي المساعده . اما زينب لي مساعده والدتها الكبيره في السن في اعمال المنزل . زينب ظلت تمشي ذهابا و ايابا في البيت من قلقها علي عبير ، ثم ذهبت الي امها لم تجد احد امامها تاخذ بي رايه غير والدتها ، ذهبت اليها لي تطيب بي خاطرها و تاخذ رأيها في هذا التاخير ، ذهبت زينب الي امها في المكان الذي تجلس فيه دائما و اعتادت علي ذالك ، و بدأت تتحدث مع امها . زينب قالت الي الحاجه فاطمه والدتها : يا امي ، لقد تاخر الوقت علي عبير كثيرا ، اخشي ان يكون قد حدث لها اي مكروه ، فانا قلقه جدا عليها ، تظنين اين يمكن ان تذهب عبير ؟ ردت عليها الحاجه فاطنه و قالت لها : يا زينب يا حبيبتي ، لعل هي عادت الي بيتها مسرعا و لم يحدث لها اي مكروه لا تقلقي ، لا مشكله ان غابت يوم عليكي ، و عادت الي بيتها مباشره ، انتي التي لا تتقبلين الفكره ، لانكي اعتدتي علي ان تنتظريها بعد المدرسه و سماع شرحها ، لانها تعوضك علي كل ما ينقصكي من مشاعر تجاه المدرسه . حزنت زينب من تفكير امها ، و ردت عليها بي كل حزن و اسي و قالت لها : لا يا امي ، انتي مخطئه ، الذي بيني و بين عبير اكثر من دراسه ، فهي اكثر من صديقه بي النسبه لي ، فهي اكثر من اختي ايضا ، عبير تعلم حالي و تعلم عني الكثير ، تعلم عني ما لا تعلميه انتي ، ما لا يعلمه بناتك حتي ( اخواتي الاناث ) ، فهي من نفس عمري تفهم كل مشاعري ، تشاركني فرحتي و حزني و مشاكلي ، تشاركني كل تفكيري ، انا حقا قلقه عليها ، و اخشي ان يصيبها اي مكروه يا امي . ردت عليها امها الحاجه فاطمه و قالت لها : لا تحزني يا زينب علي ما قولته فقط كنت اريد ان لا تغضبي او تخافي عليها ، كنت احاول طمئنينكي و لكن تحدثت بي الخطأ و انتي فهمتي خطأ ، يا زينب انتي ما زلتي صغيره مثل ما يقولون في الامثال ان عودك مازال اخضر ، لم تخبط بكي الحياه و لم تدخلي في مشاكل الحياه ، ما زال قلبكي ابيض و صافي و تحبي بي كل مشاعرك ، اتمني ان تكون عبير مثل صفاتك و ان تكون تستحق كل حبك هذا الذي اراه عليكي في عينكي لها . ردت زينيب بعد ان وضعت رأسها علي كتف امها ، و اغمضت عيناها : لقد جئت اليكي يا امي الان لكي اخذ بي رأيك ، و اسمع كلامك ، و اشعر بي بعض الطمئنيه ، ليس لدينا هاتف هنا ، لكي اتصل علي والدتها و ابلغها بي عدم قدوم ابنتها الي هنا ، لكي تبدأ في البحث عنها قبل تاخير الوقت اكثر من هذا . الحاجه فاطمه طبطبت علي ابنتها و امسكت بي يدها و قالت لها : يا زينب يا حبيبتي ، انتي تعلمي ان حالنا هو حال مجبورين عليه جميعنا ، و لا نقول الا الحمد لله علي كل حال نحن به ، اذا كان لدينا هاتف بي الطبع لم نكن نتاخر عليكي او علي صديقتكي يا حبيبتي ، و لكن انتي تعلمين حالنا . قالت زينب الي امها : نعم يا امي ، اعلم ، و لكن انا يمكن ان اذهب الي بيت عبير و اخبر و الدتها بي تاخير ابنتها حتي اللن ، و هي تتصرف في ذالك ، ما رأيك يا امي ؟ قالت الحاجه فاطمه : انتي تعلمين ردي يا زينب في هذا الخصوص ، لا يصح ان تذهبي الي اي مكان بدون ان يكون معكي احد ابويكي او احد اخواتك الرجال ، يا زينب انتي ما زلتي صغيره يا حببتي ، اصبري هكذا لعل و عسي يحدث الي امرا اخر و تاتي عبير ، او تعرفي ما حدث لها . زينب قال الي امها بي صرامه شديده في لهجتها : يا امي ، يا حاجه فاطمه ، يا ام عثمان ، انا صغيره كما تقولين ، و لكن في عيونك انتي ان انا صغيره ، و لكني في عيون نفسي و عيون الناس اني اصبحت عروسه ، و مدركه و عقلي متفتح و واعي جدا يا امي ، و انتي ربيتيني منذ الصغر علي ان لا اترك احد يحبني و يهتم بي و لابد ان اتمسك به ، و احافظ علي علاقتي بيه ، و عبير يا امي هي الوحيده التي فزت بها من هذه الحياه حتي اللن ، ليس لدي اي اصدقاء غيرها ، تحبني و احبها و تساعدني و تخاف عليا ، و تحكي لي عن الاشياء في الخارج كاني معها ، اما انتم تحبسوني داخل هذا البيت و لا توافقون علي ان اذهب في اي مكان ابدا . ردت الحاجه فاطمه علي زينب بعد ان حاولت زينب بي كل الطرق ان تؤثر علي امها و اخير قالت لها : حسنا يا زينب ، اذهبي الي بيت عبير ، و لكن لا تتاخري ، مجرد تاكدي انها بخير و انها داخل منزلها عودي فورا ، لا اريد ان اقلق انا عليكي ، اظن هذا لن يرضيكي ابدا يا صغيرتي . قالت زينب لي والدتها ان تسمح لها بي الخروج لي الاطمئنان علي صديقتها عبير . فان هذا اول يوم لم تأتي فيه عبير بعد المدرسه اليها . مثلما اعتادت ان تفعل . و اخبرتها بشان قلقها ان يكون قد اصاب عبير اي مكروه او تكون مريضه فمن الواجب ان تقوم زينب بي زيارتها في منزلها . و بي الفعل وافقت الحاجه فاطمه و لكن اخبرتها بي العوده سريعا كي لا تقلق هي عليها . و بي الفعل خرجت زينب من منزلها و اتجهت الي منزل عبير مسرعا و طرقت الباب و فتحت لها والدته عبير و رحبت بي زينب و سالتها زينب عن عبير هل هي بخير ؟ و هل هي موجوده في المنزل ؟ . و لكن والدته عبير انصدمت . و قالت لها انها تظن ان عبير معها في بيتها مثلما اعتادت ان تفعل كل يوم .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD