نهاية الرحلة
كأنه كابوس يمر بالجميع واستمر البكاء طوال الليل ولم يتم إعلام إدارة المدرسة بما حدث . ثم توجهوا للمشفى لرؤية الفتاتين للاستعلام منهما عما حدث وكانتا مازالتا فى مراحل الاسعافات .
وما أن تم إفاقتهما حتى أصيبتا بالخوف وإبداء رغبتهما فى العودة للمنزل فتولت معلمة الدراسات من تهدئتهما وقالت سوف نعود صباحا والآن نريد أن نعلم ماحدث
فقالت تغريد:
كنا نقف معا والأرض تحت أرجلنا وما أن أنزلنا أرجلنا فى الماء ففوجئنا بشىء يشدنا إلى أعماق الماء وكان الماء دافىء ولا أدرى هل هو تيار الماء أم شىء آخر وحاولنا جميعا أن نصعد أو نعوم للخروج ولكن آية وأميرة لا تجيدان العوم وكانتا تصرخان فحاولنا مساعدتهما ولكنهما قامتا بشدنا الى الأعماق ولم نفلح جميعا فى الخروج وكان الموقف صعب ثم فقدنا الوعى ولا ندرى ما حدث بعد ذلك .
وأكدت سناء على كلامها وتم تسجيل ذلك فى محضر الشرطة
العودة
مرت الليلة طويلة كئيبة عليهم جميعا وفى الصباح حاول أفراد فرقة الانقاذ العثور على المفقودتين وإستمرا فى مسح المكان والغطس بلا فائدة بذلا كل ما فى وسعهما ولكنهما فشلا برغم خبرتهما فى الغطس. وقرر الجميع العودة بالرحلة خاصة بعد انتشار الخبر الذى وصل للأهالى الذين تجمعوا بدورهم فى المدرسة وطالبوا بعودة بناتهم من الفيوم.
وتم تداول الخبر فى كافة وسائل الاعلام المسموعة والمرئية وعلى مواقع التواصل الإجتماعى ووصل الخبر لأسرة غادة التى أصيبت جميعها بالصدمة وتم نقل الام على أثر الخبر الى المشفى بعد حالة الانهيار العصبى التى أصابتها.
أفاقت غادة من شرودها على صوت المعلمة وهى تصطحبها إالى الحافلة لكى تعود مع باقى أفراد الرحلة إلى القاهرة حيث منزلها.
رجوع للمنزل
وما إن عادت غادة لمنزلها حتى شعرت بالضياع والخوف وكانت دموعها لا تكاد تجف ليل نهار لشعورها بالمسؤلية عن فقدان أختها الصغرى التى كانت كل الأسرة تحبها جدا .
كانت دائما ما تتذكر كلماتها ومواقفها معها وما إن ترى أشياءها مثل ملابسها و***بها وأمشاطها وشرائط شعرها حتى تصرخ فى هستيرية وتحاول أختها فريدة أن تهدءها بصعوبة وتقرأ لها القرآن الكريم والذى لم ينقطع صوته من المنزل بعد ذلك الحادث.
لم يفقد الأب الأمل فى عودة إبنته فبعد رجوع غادة إبنته
سافر الأب إلى الفيوم عازما على البقاء حتى يعثر على جثة ابنته ولم يرجع إلا بعد عدة أيام خالى الوفاض أماغادة فكانت واجمة لا تتحدث الى أحد وتقضى جل وقتها فى البكاء والذكريات المؤلمة .
كذلك فريدة والتى كانت لا تستذكر دروسها كما كانت من قبل فهى شاردة حزينة لا تستطيع التركيز فى مذاكرتها ولا تجد من يهتم بها
أما أمهم سميرة فقد تم توقيع إذن خروجها من المشفى بعد أسبوعين ومعها قائمة طويلة وعريضة من المهدئات التى لا تنام بدونها وكانت الأم تقريبا لا تتكلم إلا للضرورة مازالت تشعر بالصدمة وتطالبهم ألا يذكروا إسم آية أمامها فقلبها موجوع ولا تريد تذكر ما حدث
بينما كانت غادة تحاول التودد لأمها وتذكر لها أنه أمر الله ولا يملك أحخ تغييره أو الإعتراض عليه.
فكانت تنظر لها بعتاب ولا تنطق مما يزيد من حالتها النفسية سوءا فتحاول ثانية وثالثة أن تواسى أمها ، ولا تعلم أن الموضوع أقوى من المواساة أو من النسيان حتى.
وهكذا أصبح حال الأسرة لا يسر أحد وتمضى الأسرة من حزن إلى حزن ولا أحد يعلم على وجه التحديد متى ينتهى كل ذلك.
فى الفيوم
مرت عدة أيام وكانت الفتاتان مختفيتان ولا يسمع أحد عنهما أى شىء ولكن الحقيقة أنهما مازالتا على قيد الحياة .
إذ أنه عندما فقدت تغريد وسناء وعيهما تحت الماء لم يشاهدا ما حدث وفى هذه الاثناء كان هناك صياد اسمه محروس يعبر الشلالات بمركبه كما تعود كل ليلة فى المساء فظهر أمامه يد بشرية على سطح الماء تظهر وتختفى فى الماء فتقدم منها فوجدها فتاة صغيرة وأخرى بعدها بمسافة قصيرة تحاولان التشبث بقطعة خشب فى الماء وقد أرهقتهما المحاولة وأتعبهما الكفاح للخروج من الماء دون جدوى فأخرجهما الصياد من فوره وأقلهما معه فى المركب وعاد بهما الى منزله .
فى منزل الصياد
وكانت زوجته وتدعى عزيزة تعد له وجبة العشاء كالعادة
وأثناء تواجدها فى المطبخ فوجئت بزوجها يحمل الفتاتان على التوالى الى داخل المنزل فسألته بدهشة وبصوت عالى ماهذا؟
فأجابها:
هيا لنسعفهما أولا ثم نفهم منهما ما حدث.
فقالت له أين عثرت عليهما:
نثر الرجل وزوجته الماء على وجه الفتاتين وأعطتهما ملابس جافة وصنعت لهما شراب دافء وهما خائفتين ترتجفان ولا تستطيعان الكلام بعد.
مرت ساعتان على هذا الحال وكان الصياد وزوجته فى ردهة المنزل
يتحدثان عن ماحدث وتتفقان على عدم ابلاغ الشرطة قال الصياد :
رزق وأرسله الله لنا فهل نقول له لا
فردت عزيزة: لا طبعا ولكن آخر مرة كدنا أن يُقٌبَض علينا
محروس:لا إنها كانمت ظروف أخرى وقد أبلغ عنى الخائن عماد ونال جزاؤه.
فقالت عزيزة: ولكن المعلم لولا حمايته لك لكان مصيرك خلف القضبان الآن.
محروس :تذكرى لنا شئ أفضل الآن بالله عليكى هذه لقمة عيش ونحن لا نقتل ونقطع الأطباء من يفعلون ذلك ثم إن المِعَلِم يبيع ويقبض ويعطينا حصتنا.
وفى النهاية قررا التصرف بطريقتهما الخاصة مع الأمر .
وفى الصباح الباكر، استيقظ الصياد وزوجته أولا وجلسا يتشاوران فى الأمر .
سمعت أميرة الصياد يقول لزوجته أطعميهما ثم سأحضر لك الم**ر ليشرباه فى الشاى ثم نبيعهما للمعلم محروس كما اتفقنا.
وكان المعلم محروس يعمل فى تجارة الأعضاء البشرية حيث يجمع ضحاياه فى أحد المنازل التى تقع فى منطقة خالية تقريبا من البشر فى أطراف الصحراء ثم بالاتفاق مع أحد الأطباء معدومى الضمير يقتل الضحايا وينتزع منها الأجزاء المطلوبة مثل الكلى والقلب والكبد وقرنية العين وغيرها
ثم يقوم أحد التجار الكبار بنقل الأعضاء المتفق عليها الى أحد المستشفىات فى المدينة والتى تقوم بعمليات زراعة الأعضاء مقابل مبالغ طائلة.