٢ | اول يوم دراسي.

2756 Words
"من هي الجحيم الحي؟" انتفاض ألينا وإيفا يدل بأن هذا الشخص على مقربه من كاتيلين، وايضًا أصبحت حركتهم مضطربة، التففت بدوري أنظر. هذا الفتي الذي اعطاني مفتاح غرفتي أليس عامل هنا؟ لم اشعر حتى افقت على صوت تساؤلي، اعتراف سريع أكره اندفاعي. "انت! ماذا تفعل هنا؟" وضع يده في جيوب بنطاله بكل هدوء واستقام من انحناءه على الباب وذات الأبتسامة الجانبية. "بل نع** السؤال يا... لا يهم الأسم هنا على كل حال." دحرجت عيناي على فظاظته. "انا طالبة، ماذا يفعل فتى المكتب هنا؟" ضحكه سخريه خرجت منه. "فتى المكتب!" قالها ودخل إلى الغرفه اكثر ويمشي بخطواط متزنه وكأنه عارض، هذا يستفزني، فهو يحاول جعل الذي أمامه يضطرب. "حسنًا.. ذكريني ما اسمك مجددًا؟ " قالها وهو يؤشر بذقنه إلى ألينا التي اشاحت بنظرها بتوتر! ماذا؟ "أ.. ألينا.. ألينا ستيفان." أكمل سيره وجلس فوق الأريكه التي أمامي واضعًا قدم فوق الأخرى وكأنه طاغي لقد جعل الجو مشحوننا فجأة. "يبدو بأن ألينا معها حق فيما قالته." حقا! "عفوا! هل تعطيني نصائح الان؟ من انت على كل حال؟" صحتُ بشبه فقدان أعصاب، وانا ارمقه بنظرات اشمئزاز، اذا حاول استفزازي.. حسنًا هنيئًا له فلقد نجح، وهذا جعلني أغضب أكثر. انا بالكاد احافظ على وتيرة اعصابي والا تُفلت من بين يداي، وأكثر شيء يضايقني في هذا العالم الفتيان المتغطرسة، التي تجعل الفتيات مضطربة أمامهم، وأيضًا الفتيات التي تنجرف لهذا الاضطراب بسهوله. اريد نهش رؤسهم جميعًا. "أتعلمون ليست فكرة جيدة بأن نبقي هنا، الهواء يخنق." قُلت اخر جمله وانا ارمقه بنظرات متقززه، لا أعلم السبب لكنه يستحق بدون ان اعلم لمَ يستحق أيضًا. استدرت وكدت اذهب وبجواري ألينا وإيفا حتى استوفني صوته. "كريستفور روبرت، اسمي." استدرت نصف التفافه قائلة بأبتسامة جانبية. "لا يهم الاسم هنا." اقتبست جملته مع اضافة غمزة، لكي يصل له بأنني لستُ فتاة عادية سوف تنجرف لتصرفاته المبتذلة. أشعر بأنني نرجسية قليلًا. تعلمون عندما تظن بأن أنتهي كل شيء، أصبحت وحيد، هذا هو شعور الأنتقال بدون رغبة، لكن تحدث المفاجئة لتقابل أشخاص يقللون هذا الشعور. ~ تقف ليندا مع أصدقائها الجُدد ألينا وإيفا أمام غرفتها، بعد أخذ جولة في المدرسة حتى تتعرف عليها. المدرسة كبيرة للغاية يوجد بها أكثر من ثلاث مباني رئيسية، والذي يتكون كل مبني من تسع طوابق، هذه المدرسة للأثرياء بالفعل. "إلى القاء ليندا، عمتِ مساءًا." قالتها إيفا وألينا وهما يلوحون إلى ليندا، وهي بادلتهم بابتسامة بسيطة. "إلى القاء، أراكم غدًا." غرفة ليندا في الطابق الثامن، وإيفا وألينا في الطابق الرابع. بدلت ليندا ملابسها، وهاتفت والدتها تخبرها بأن كل شيء على ما يرام، وظلت تقص لها عن أول يوم لها. 'لدي خبر جيد' قالتها والدتها عبر الهاتف. أجابت ليندا بابتسامة مُتحمسة. "حقا! ماذا؟" "والدكِ، وآرثر سوف يعودون هذا الأسبوع." قالتها والده ليندا بصوت مرح يملئه السعادة. "حقا! انتِ لا تمزحين، أليس كذلك؟" "بالطبع لا امزح، وسيعود والدكِ إلى النمسا بعد أربعة أشهر، بمعني سوفه تلتقين به." شعرت ليندا بشيء غريب، احساس يراودها لا يطمئنها، لكنها أجابت والدتها بابتسامة خفيفة على ثغرها. "امي، هذا... رائع حقًا! لقد اشتقت إلى والدي كثيرًا، وأيضًا إلى رأس البزلاء آرثر هذا." "تهذبي! لا تقولِ هكذا على ش*يقكِ." كادت ليندا ان تجيب والدتها، لكن قاطعها طرق على باب غرفتها. "لحظه، أمي.." وقفت أمام الباب، صوت زحف ورقة ضد الأرضية جعلت عينيها تنزلق للأسفل لترى ظرف يدخل من اسفله. تفحصت الظرف يوجد عليه ختم المدرسة. "أمي، سوف أعود الاتصال لاحقًا." "هل يوجد خطب، ليندا؟" "لا، كل شيء بخير لقد وصلني ظرف ويوجد عليه ختم المدرسة.. اظن انه الجدول." قلبت ليندا الظرف في يدها تنظر إلى ظهره ووجهه بتمعن. "حسنا وداعًا سوف أُهاتفكِ غدًا، عمتِ مساءًا." "عمتِ مساءًا." اغلقت مع والدتها واخذت الظرف، وجلست على فراشها. "انه جدول الحصص اليومي." تمتمت بها بعد أن فتحت الظرف، إيفا وألينا اخبروها بأنهم لم يكونوا بنفس الصفوف بسبب اختلاف الفرق. "لدي أول صف الرياضيات، رائع المادة المفضلة." رمت بجسدها فوق فراشها فلقد مرت بيوم طويل، وأيضًا الساعه الحادية عشر مساءًا، ويجب أن تستيقظ في تمام السابعة صباحًا. ~ "انها تكرهني بالفعل." قالها وهو يرجع رأسه للخلف بتذمر. "ولِمَ تقول ذلك؟" رفع رأسه ونظر له بسخط. "لأنني السبب فيما حدث لها ربما؟" سخر يقلب عينيه. "لم ترى كيف كانت تنظر إليّ ، نظراتها مليئة بالأشمئزاز!" أسند ظهره بأحباط ضد الأريكة، بينما أستقام مات من فوق الفراش وذهب إليه الذي الاحباط تملكه. وضع مات يده فوق كتفه. "يا صاح، هل هذا الذي تفكر به فقط، أليس من الجيد أنها بخير؟" اعتدل في جلسته يزفر بحنق. "اجل... بالتأكيد شيء جيد." قالها وهو يزم شفتيه بتبرم. ضحك مات بعدم تصديق وهو يلكم كتفه بمزاح. "بحقك! عاملتها ببرود وغطرسة وتريد أن تبتسم ببلاهة في وجهك!" رمقه بغيظ، وصاح به. "لا أعلم، كُنت هكذا دائمًا هذا الفتي ال**بس الذي لا يعجبه شيء بينما هي الع**، لكن يبدو بأنها تغيرت أيضًا مثلما فعلت." اومئ مات بتفهم. "لا يبقي شيء كما هو، تعلم." ~ صوت نغمة مرتفعة للغاية، تردد نغماتها في غرفة ليندا، تتلمس بيديها وهي مغمضة العينين الفراش بجوارها لعلها تجد مص*ر الصوت. ظلت في حرب مع الأغطية والوسادات المبعثرة حولها، حتى أخيرًا وجدت الهاتف لتغلق النغمة بعصبية وتلقي الهاتف بجوارها بأهمال. أغمضت عينيها مجددًا، وسكن جسدها يدل على أخذ غفوة... حتى أنتفضت سريعًا متذكر أول يوم دراسي لها. استقامت تضع يدها على فمها تنظر حولها بتشتت، تحاول استيعاب أين هي. هزت رأسها، بينما تفرك وجهها بكفيها لعلها تستعيد وعيها. نظرت إلى الساعة ما زالت السادسة، ظهرت شبح ابتسامة على وجهها. "اين أنتِ يا أمي لترى ابنتكِ النشيطة تستيقظ السادسة صباحًا بمفردها." دخلت إلى المرحاض، فعلت روتينها اليومي وأردت الزي المدرسي الذي يتكون من قميص ابيض، وفوقه ستره لونها ازرق ذات أكمام بيضاء بنهايتها تواجد الون الازرق، وتنوره زرقاء تصل إلى ما فوق الركبة. تركت شعرها البني مفرود على طول ظهرها بحرية، هي تحبه هكذا. انتهت من وضع بعض مستحضرات التجميل الخفيفة لكي تلائم يوم مدرسي عادي. أصبحت الساعة السابعة والنصف، امسكت هاتفها وارسلت رسالة في المجموعة التي صنعوها امس هي وألينا وإيفا حتى يمكنهم التحدث سويا. ليندا: 'هل انتم مستيقظين يا رفاق؟' إيفا: 'لقد انتهيت ولا يوجد شيء افعله.' أتتها رساله من ألينا: 'وانا ايضًا، لِمَ لا نتقابل في الأسفل؟' ليندا: 'حسنا سوف أنتظركم في الاسفل' أغلقت هاتفها، لتأخذ حقيبة ظهرها خارجة من الغرفة. كانت تنتظر صعود المصعد حتى أتي شاب ذو شعر احمر جميل وقف جوارها يتنظره أيضًا، نظر أليها بأستنكار، ثم قال بابتسامة ودودة. "مرحبًا! انتِ الفتاة الجديدة؟" اومأت ليندا له بأبتسامة فاترة، ثم أردف. "انا ويل.. ويل ودرسون، في الصف الحادي عشر." ابتسمت وصافحته. "حقًا؟.. انا ليندا جيرمان، الصف الحادي عشر أيضًا." هز رأسه بأستحسان. دلفوا إلى المصعد بينما يقول ويل. "سوف يكون من الرائع إذا اصبحنا سويًا في الصفوف، أليس كذلك؟" اومات ليندا له بأبتسامة وأكتفت بقول. "بالطبع!" مستنكرة اجتماعية الطلاب الرائدة وترحبيهم بها هكذا بدون ادني تحفظ. خرجت من المصعد، ودعت ويل وذهبت حيث تقبع ألينا و إيفا. تقدمت إيفا من ليندا. "مرحبا بكِ في أول يوم دراسي لكِ في مدرستنا العزيزة ايتون اسكوير" قالتها بأداء مسرحي جعل ليندا وألينا يضحكون. ظلت إيفا تخبرها الكثير والكثير عن طرائف الطلاب هنا، وخصيصًا عن النخبة المتميزة فهم بين باقي الطلاب شيء متميز بالفعل. حتى رن جرس بدأ اول يوم دراسي في العام الجديد. ليفترق جميع الطلاب إلى صفوفهم بصخب الطلاب المعتاد من أحاديث جانبية. تقف ليندا أمام صفها تشجع نفسها، أخذت نفس عميق وفتحت الباب لتقابل أستاذ بنظارات كبيرة، يبدو في أواخر الأربعون، نظر لها بتفحص قائلًا "انتِ الطالبة الجديدة، أليس كذلك؟ تقدمي." قال آخر كلمه بتشجيع عندما رأها مترددة. دلفت ليندا إلى الصف بابتسامة بسيطة تزين ثغرها، أشار لها الأستاذ لتقف جوارها، نظر لها وقال بأبتسامة واسعة بينما يقدم نفسه. "أنا أستاذ مارك ستيورد، سأدرس لكم الرياضيات البحتة، مرحبًا بكِ معًا." اومئت ليندا له بينما تقول بلباقة. "تشرفتُ." اومئ لها هو الأخر، ثم أشار بيده حيث الطلاب الصف "نريد تعريف عن الصديقة الجديدة، أليس كذلك؟" هزت رأسها بتأكيد ثم نقلت بصرها حيث طلاب الصف الذين من مختلف البلدان والشخصيات، بعضهم ينظرون وكأنهم على وشك اصطياد فريستهم، آخرون متململين من **تها، وبعض قليل يبتسمون بترحيب لها. نظرها تنقل بين الطلاب ليقع على أحدهم يجعل معدتها تتقلص فجأة، اشاحت بيعينها سريعًا وتقول اول ما خطر في بالها. "مرحبًا، أنا ليندا جيرمان، اسكن في مانشستر.. واعتقد هذا كافي." نظرت إلى الأستاذ مارك الذي اومئ لها باستحسان لكنه قال تنبيهًا لها. "تعلمين نظام المدرسة بالفعل، لذا كم مجموعكِ؟ لا يوجد خجل هنا، أتفقنا؟" قال آخر جملته لكي لا يجعلها تتوتر، لا يعلم بأن سؤال كهذا لا يجعل شعره تهتز لها حتى، نفت برأسها وهي تبتسم. "لا بأس، أنه واحد وتسعون في المئة." استطاعت تحديد همسات قادمة من بين الطلاب، هذا طبيعي حتى إذا كان مجموعها متوسط او منخفض سيتحدثون وسيخلقون بابًا للحديث. ابتسمت الأستاذ مارك واستطاعت ليندا معرفة أنه شخص بشوش ذو شخصية هادئة من ابتسامته المرتسمة على وجهه دائمًا، أشار لها حيث المقاعد. "شكرًا لكِ، ليندا. ونتمنى أن تستمتعي معًا. تفضلِ بالجلوس." اومأت بشكر له ونظرت إلى الصف حتى لاحظت فتاة تبدو لطيفة يوجد بجانبها مقعد فارغ ذهبت أليها. "هل يمكنني الجلوس هنا؟" نظرت الفتاة إلى ليندا وابتسمت بأشراق. "بالتأكيد، تفضلي." شكرتها وجلست. كالمعتاد جزء قليل من يهتم بما يشرح الأستاذ مارك، في جميع مدارس العالم ستجد مثل هذا الصف جزء يتفاعل، جزء آخر بالكاد يدرك اين هو.. آخرون يشاغبون ويضطر الأستاذ لتهديدهم حتى ي**توا. لكن الأستاذ مارك، لا يهدد، بل يوقف من يتحدث ليقيم معه تحدي حماسي قليلًا يجعل طلاب الصف بأكملهم يريدون المشاركة. استمتعت ليندا بالصف التي تظن بأنها أفضل حصه تحضرها في مادة الرياضيات. انتهى الصف لتتعالي أصوات الطلاب من أحاديث وضحكات مرتفعة تخترق مسامع المرء. "مرحبًا، أنا ماريا ليكويد." قالتها الفتاة التي تجلس جوار ليندا، التفت لها ليندا تبتسم. "تشرفتُ ماريا، أنا.." قاطعتها الفتاة بمرح وهي تقلب عينيها. "ليندا جيرمان.. من لا يعلم؟" ضحكت ليندا تنفي برأسها، تقول بينما تُلملم أشياءها. "لم يمر يوم حتى!" رفعت رأسها تنظر لها بسخط ممازح من فضول الطلاب، ماريا لطيفة من النوع الذي يتجنب المشاكل من وقفتها وهي تعانق الكتب بشكل لطيف. شعرها اسود، وعيونها عسلية يمكنك ان ترى اللمعة الذهبية بها بنجاح، ببشرتها الحليبية الصافية يعطيها منظر ملائكي. انحنت ليندا لتربط حذائها، لكنها استمعت فجأة لصوت نقرات على مسند المقعد. رفعت جزعها العلوي تنظر للفاعل، فتي ب*عر بني قاتم، وعيون عسلية، يقف بجواره ثلاث فتيان وفتاة تسند ذراعها على أحدهم. تقلصت معدتها وهي ترمق الفتي الواضع يديه في جيوب بنطاله بثقة يطالعها بابتسامة جانبية، هي ليست مثل بطالات الروايات التي ستقع في حب الفتي السئ لأنها ليست الفتاة الضعيفة او المتألقة وهو ليس بالفتي السئ حتى! اخفت تعابير وجهها المسالمة كليًا، تناظره بدون ملامح أهي حادة أم باردة، ربما مزيج يخبرك بأن ترهاتك تضعها في مؤخرتك. أمال عليها بينما يعقد ذراعيها أسفل ص*ره، أبتسم وهو يهمس بجوار أذنها. "مرحبًا من جديد، ليندا جيرمان." ظلت نظرات ليندا موجهة أمامها حتى ابتعدت لترمقه بنظرات حادة، اثنت شفتيها دليل على عدم إعجابها. وضعت الحقيبة على ظهرها بدون إعطاء اي اهتمام للواقف أمامها رغم أنهم يتواصلون بصريًا، ابتعدت ليندا عن المقعد لتقترب منه تخترق مساحته الشخصية وهي تبتسم بعبث وتنقر ص*ره باصبعها. "مرحبًا مجددًا، ماثيو..." اقتربت اكثر لتهمس له بنبرة حادة تتغللها الكره. "ماثيو فقط... تعلم أسم عائلتك ملعون، اسفة لعدم ذكره." قالت جملتها الأخيرة بسخرية لاذعة، ابتعدت تمر من جواره وكأن لم يحدث شيء. بينما هو تصنم يطرف ببطئ. عدد الطلاب الذي كان ما زال في الصف قليلًا، تبادلوا النظرات بريبة، ولحقت ماريا ليندا تسير بجوارها. صاحت ماريا وهي تبدل نظرها بين ليندا التي تسير بدون توقف وللخلف. "يا فتاة كيف؟ انه ماثيو باريش، حاصل على اثنان وتسعون بالمئه في اختبار الذكاء هو أعلى ثاني درجه وأنتِ تليه بالفعل." قطبت ليندا حاجبيها وهي تنظر إلى ماريا. "ماثيو باريش؟" اومئت ماريا، حتى استوعبت لتصحح. "أنه لقب مزيف" اومئت لها لتردف ماريا. "انتِ.. لا أعلم كيف أصف ذلك، لكن بدوت مثل الجامحة التي تخرس ايًا ما كان الواقف امامها. ماثيو مثل الملك هنا، الجميع تحت طاعته. اعلم وصف مروع لكنه هكذا بالفعل." اعادت ليندا شعرها للخلف بطريقة متغطرسة وهي تقلب عينيها وكأنه لا شيء يذكر بينما هي ما زالت تشعر بالضغط. "أنطباع اول جيد للغاية." مازحت ليندا بينما تعلم بأنها أخطأت، وتعلم بأن وجب عليها التمهل وعدم المبادرة بالهجوم، لكن ستظل هي كما هي. ضحكت ماريا وهي تقول بعدم تصديق. "لا أعلم لمَ أسير بجواركِ الأن واتحدث معكِ، بينما أخاف من ظلي! هنا الطلاب بدون رحمة لذا احاول تجنب الكثير منهم. لكن أشعر بأنكِ مختلفة، أعتقد لأنكِ جديدة.. حسنًا ما هذا بحق الجحيم الذي اقوله؟ أشعر بأنني بلهاء." اكثر من حديثها كان موجهًا لنفسها وليس إلى ليندا، تفهمت ليندا كلماتها وحتى تهدئ من روعها مازحت مرة أخرى. "اعتبر هذا مدح ام ذم؟" طرفت ماريا ببطئ وهي تنفي سريعًا. "اوه.. أظن مدح! لم أقصد كلماتي حقًا بل قصدتُ بأنني.. تعلمين؟ لا بأس." ضحكت ليندا تلتفت حيث ماريا التي توقفت عن السير، تقدمت تسحب ذراعها تقول بينما يكملون سيرهم في الممر. "أنا من يجب قولها، لا بأس. أعلم أحيانًا لا استطيع التعبير جيدًا مما يجعلني أقع في مشاكل، وايضًا أتفهم أنكِ تتجنبين مشاكل الطلاب... الا تريدين المغامرة قليلًا وتصبحي صديقتي؟" لم تجيب ماريا سريعًا، تفكر ربما. رفعت نظرها إلى ليندا حتى اومئت بابتسامة. "انتِ اجتماعية للغاية ليندا." ضحكت ليندا وهي تؤمي وتؤكد حديثها. "للغاية." ساحه الاستراحه تبدو مذهلة حقًا مليئة بالزهور والاشجار زهيه الالوان، ومليئه بالمقاعد حتى يتسني للجميع الجلوس عليها. "ما هي حصتك التاليه؟" تسألت ماريا، زمت ليندا شفتيها وتسحب هاتفها لتري الجدول، سبقتها ماريا بقولها "بالطبع تجمع المتميزين." قطبت حاجبيها وهي تنبس بتساءل. "تجمع المتميزين، ما هذا؟" جلسن على إحدى المقاعد واجابتها ماريا. "انه صف كل يوم يجمع به النخبه المتميزين، نتعلم بعض الأشياء التي تمكنا من تطور ذكاءنا، و بينما العدد لا يتجاوز المئه." اومئت ليندا بتفهم ومعالم وجهها تدل على انبهارها. جرس انتهاء الاستراحة جال المكان يجعل الطلاب يتذمرون، ذهبت ليندا وماريا إلى محاضرة النخبة، لاحظت ليندا أن ماريا اصبحت هادئة اكثر من بداية اليوم. ما ان يدخل طالب قاعة المحاضرات يقابل أستاذة تقف بطبق كبير به ورق ملون مطوي، يأخذ الطالب ورقة وترحب به الأستاذة. دلفت ماريا القاعة لتفعل مثل باقي الطلاب وخلفها ليندا، التي قابلتها الأستاذة بأبتسامة واسعة. "كم عمرك؟" هل الجميع **ت الان! صوت صرصور الحقل يمكنك سماعه. ابتسمت ليندا بغرابة من السؤال وهي تقول. "انا في السادسه عشر." "اذن انتِ في الصف العاشر." نفت برأسها. "في الصف الحادي عشر، فلقد تخطيت الصف السابع بسبب مجموعي." اومئت بتفهم، وقالت بابتسامة مرحة. "السؤال الادق الأن، ما هو اسمكِ؟" "ليندا جيرمان." "اسم لطيف جدًا، وما هو مجموعكِ؟" شعرت ليندا بأنها طفلة في اول يوم دوام لها والاساتذة يعاملونها بلطف حتى لا تبكي وتطلب رؤية والدتها. "انه واحد وتسعون في المئة." ارادت ليندا بقلب عينيها من تكرار هذا السؤال اليوم، لكنها تمالكت نفسها في اخر لحظة حتى لا تبدو فظة. صفقت الأستاذة بيدها الحرة على الطبق الزجاجي وهي تقول بحماس مرح. "لدينا هنا تحدي جديد، مرحبًا بكِ معًا، ليندا." وأشارت لها بأخذ ورقة مثل باقي الطلاب. ألتففت ليندا حيث ستجلس جميع المقاعد شاغره، متسائلة بعينيها وهي تبحث عن ماريا. لاحظت مقعد فارغ وعندما وقع نظرها على المقعد، الفتي الذي بجواره وضع سترته عليه متقصدًا بينما يسند ذراعه عليه. نظرت إلى الفتي الذي هو كريستفور. إذًا هو طالب من النخبه. نظرت ليندا بتململ وهنا لاحظت ماريا وكادت تذهب حتى استوقفها صوت الأستاذة. "ليندا، يمكنك الجلوس جوار كريس." اجابت ليندا بأندفاع. "لا.. اعني سوف اجلس بجوار ماريا، بالطبع اذا وافقتِ." قالت آخر جملة بأرتباك فهي رفضت قرارها للتو. اومئت الأستاذة بتفهم، وذهبت ليندا حيث ماريا. استشعرت نظرات التفاجئ على الجميع، حتى كريستفور! لا تعلم ما بال رد الفعل هذه، وكأنها رفض جائزة نوبل للتو! صفقت الأستاذة تجذب أنظار الجميع وت**ت أحاديثهم،"فالتعتبرون هذه الورقة التي بيد*كم هي رسالة هذا العام.." نفت بيديها عندما وجدت بعضهم يفتحون الورقة. "لا، لا، ليس الآن. في نهاية الدوام يمكنكم رؤية ما بداخلها والتفكير به." شرحت الأستاذة التي اسمها بالمناسبه ستيلا عن كيفيه التحكم بال*قل والافكار، هذه كانت مضمون حصه اليوم. ويبدو بأن الأستاذة ستيلا محبوبة، ومرحه تضحك تارة معهم وتتكلم في مضمون الحصه تارة، الأستاذة ستيلا تجعلك تريد أن لا تخرج من هذه الحصه. يوجد أساتذة هكذا يدخلون عنصر التشويق للدراسة تجعلها ممتعة. أعلنت الأستاذة بأن حصه اليوم انتهت لكنها استوقفتهم بمرح. "لحظه، لحظه، تعلمون ما يحدث اول حصه في بدايه العام الدراسه." الجميع صفق بحماس ومن بجوار كل من ماثيو وكريستفور يربتون عليهم! ماذا يحدث؟ "سوف نعلن عن الحاصلون على ما فوق التسعون بالمئه في اختبار الذكاء، بالتأكيد المفضل لدينا... كريستفور روبرت، الأول بمجموع اربعه وتسعون بالمئه." انهت الأستاذة ستيلا كلامها بنظره فخر وتصفق له بمرح. حقا! هو الاول؟ هذا ما خطر ببال ليندا وهي ترمقه. نظره الاستنكار كانت جاليه على وجهها وماريا لاحظت ذلك حتى مالت عليها قليلا وقالت " انه الأول منذ أن التحق بالمرحلة الثانويه، لم يصل احد حتى الآن إلى هذه النسبه من قبل." نظرت لها نظره حقا! بينما أكملت الأستاذة ستيلا. "ومعنا ماثيو رومانوف، دعونا من الرسميات باريش خاصتنا الثاني.. الحاصل على اثنان وتسعون بالمئه، لقد تقدمت هذه السنه ماثيو، هنيئًا." انهت وهي تنظر له بأستحسان. توقف الجميع عن التحدث ونظراتهم تنتقل إلى ليندا وأيضًا الأستاذة ستيلا التي **رت ال**ت قائله "هذه السنه يوجد وجه جديد، وليس شخص عادي فهو الثالث، ومعنا ليندا جيرمان، الثالثه الحاصله على واحد وتسعون في المئه في اختبار الذكاء، وأيضاً التي اصغر سنًا هنا." تعالت التصفيقات، ونقلت ليندا بصرها على الطلاب ملاحظة عدم تصفيق ماثيو الذي يرمقها بحدة، وما جعلها تقطب حاجبيها تصفيق كريستفور وأبتسامته لها. ابتسمت ليندا وهي تنظر أمامها بهدوء، بينما ماريا تصفق لها بحماس، تضحكت ليندا وهي تنظر لها فهي كانت هادئة منذ قليل. اكملت الأستاذة ستيلا باقي الطلاب وأدنى طالب حاصل على ثمانون بالمئة. الأمر ربما مخيف.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD