ولادة قسمة...
سنوات مرت وبلغ حمزه السبع سنوات
حنين تنادي : يا حمزااااه ، يا ادهم
ادهم : حاضر يا حنين ، هنآچوا نصلي العصر
حنين : انتوا مش بتشبعوا لعب كورة
حمزه يضحك : لأ يا ماما ، مش بنشبع
حنين تضحك : طيب ياله يا لمض روح اتوضأ وصلي العصر وتبقوا تكملوا بعد الاكل
ادهم : حاضر يا ست الحسن والچمال ، هنروحوا نصلوا
بس هتآچي تلعبي معانا كورة انتي وهمسه
حنين تضحك : لا يا عم انا وهمسه هنرسم ونلون ، وانتوا ألعبوا
ادهم همس لها : ااااااه طيب ما تيچي نلعب ماتش آني وانتي لوحدينا
حنين بهمس : ادهم الولد واقف
ضحك ادهم : طيب ماشي ، هروح اصلي العصر مع الولد ، يالا يا ولدي مشي قدامي
تركها ادهم واصطحب حمزه وتوجهوا للوضوء ثم الصلاه ، انتظرت حنين كثيرًا حتي يعودوا و شعرت حنين بتأخرهم فإقتربت بهدوء من الغرفه فوجدت ادهم يجلس علي الارض واضعـًا حمزه فوق قدميه ومحتضنه ويتحدث إليه
حمزه يا ولدي أمك وأختك أمانة من عند رب العالمين لازم أما تكبر تحافظ عليهم واوعي تتأخر عليهم ف أي طلب وبالذاااات أمك أوعي ترفض لها طلب ، سامع يا ولدي ، أمك ثم أمك ثم أمك وآني بقولك أختك كمان لازم تبقي ليها سند ، لو اتچوزت بعيد لازم تزورها وتطمن عليها ولو احتاچت شي تچيبه من غير ما تستناها تطلب أنت لازم تبقي عين حارس عليهم يا ولدي
حمزه : حاضر يا بابا
ادهم : شوف آني كتبتلك إيه
ثم ألقى عليه ما كتبه
وهنا دخلت حنين مسرعة تبكي مما سمعته واقتربت من ادهم : هو أنت ليه بتقول الكلام ده لحمزه ، هاه ، هاااه ، انت فيك حاجه مخبيها عليا ؟
ادهم : لاه يا قلبي ليه بتبكي ، آني بخير ، أحتضنها ومسح دموعها ، أني بس كنت هوصيه عليكي أنتي وهمسه
وهنا دخلت همسه قائله : إيه دااااا ، وانا مليش مكان في الحضن ده ولا إيه يا سي بابا
فتح ذراعيه قائلاً : لاه يا قلبي ، انتي همستي وحياتي وقلبي ، انتي ليكي اكبر حب واكبر حضن
اسرعت واحتضنته وضمهم ادهم ثلاثتهم في لحظه شعروا فيهم بدفء قلبه وحنانه عليهم
ذلك هو الاب الحنون رزقكم الله جميعكم قلب وحب ابويكم اللهم آمين يارب العالمين
ادهم : يالا يا حمزه نكمل لعب ولا خلاص تعبت يا واد
حمزه : لا متعبتش يا بابا ، يالا بينا ، انا جاهز اهوه
ادهم : طيب روح نادي علي ويلد عمك وابن عمتك علشان نلعبوا ماتش كلنا مع بعضينا
ضحكت حنين : هتقلبوا الجنينه ملعب كوره ، عمي عبد الكريم هيطردنا كلنا بسببكم ، تعالي يا بنتي احنا خلينا في الرسم بتاعنا ملناش دعوه بيهم
ضحك الجميع وتحركوا كل منهم الي وجهته ، نزلت همسه مع حنين الي مرسم حنين في حديقة الڨيلا
حنين : هاه يا همستي عاوزه ترسمي إيه ؟
همسه : انا عاوزه ارسم جدو ، بس الاول هرسم بابا حبيبي
ضحكت حنين وتذكرت حين رسمت صورة والدها ووالدتها وقدمتها لهم هديه في عيد زواجهم
حنين : طيب ماشي تعالي نرسم بابا
بدأت تخطط حنين للوجه
همسه : هو أنتي مش هتجيبي صوره لبابا ترسمي منها ؟؟
حنين : لأ يا همستي ، بابا موجود جوايا وانا شيفاه حتي لو هو مش موجود وشه مش بيفارفني ولا لحظه وحافظه ملامحه لانها محفورة جوا قلبي
بكره أما تكبري شويه هتفهمي كلامي
ضحكت همسه قائله : ماشي يا مامتي أنا عارفة انك بتحبي بابا اووي ، انتي ارسمي وانا هلون ، ماشي ؟؟
حنين : ماشي هعلمك علشان الألوان أصعب من الرسم ، عاوزين نطلع الرسم حلو بدل ما يضحكوا علينا
امضوا وقتـًا طويلاً في المرسم إلي أن انتهوا
همسه : الله دي جميلة اوي ، شبه بابا بالظبط ، تسلم ايدك يا مامتي
حنين : الحمد لله خلصنا ، يالا بقي نروح ننضف الألوان دي ونآخد شاور
همسه : أنا هعلقها عندي في الاوضة فوق السرير بتاعي ، هروح أنادي بابا يشوفها علشان أما تنشف يعلقهالي
حنين : ماشي حبيبتي ، روحي اعملي اللي يريحك
اسرعت همسه تجري لتنادي أدهم وبعد أن خرجت تعرقلت قدمها في حجر فسقطت علي الارض
كان هشام بالقرب منها فأسرع إليها وساعدها حتي وقفت ، نظر إليها فوجدها تبكي وتتألم فقد جُرحت قدمها وانفك عن شعرها الطويل مشبك الشعر فسقط علي وجهها واسدل علي ظهرها
نظر لها هشام : متبكيش يا بت خالي
همسه : رجلي بتوجعني اوي يا هشام
هشام : معلش ، تعالي غسليها وهخلي عمتك تچيبلك دوا
همسه : لأ انا هروح لبابا
هشام : طيب تعالي اتسندي علي وأني هوصلك ليه
مسكت في يده بيدها الصغيره إلي أن وصلوا لأدهم والذي فُزع حين رآها تبكي فأسرع إليها وتابعه حمزة
ادهم : واه ، مالك يا همستي ليه بكيانه اكده ؟؟
همسه تبكي : وقعت واتعورت ف رجلي يا بابا
ادهم : طيب تعالي يا قلبي ، متبكيش ونادي بصوت مرتفع
يا عبده ، تعال بسرعه
اسرع إليه السائق : نعم يا ادهم بيه
ادهم : بسرعه هات ممرضه تنضف الچرح ديه مليان طين مكان الارض ولازم حد يطهره كويس
عبده : حالا يا بيه
اسرع عبده للمستوصف لإحضار الممرضة وحمل ادهم طفلته بين ذراعيه وتوجَّه بها لحنين
حنين بفزع : إيه الدم ده كله ، مالك يا قلبي ، إيه اللي حصل
ادهم : متقلقيش وقعت ، خودي غيريلها والممرضة چايه دلوك تغيرلها ع الچرح بدل ما يتلوث
حنين : حاضر ، انا قولتلك اكتر من مرة يا همسه متجريش ، شوفتي بقي اللي حصلك
ادهم : خلاص يا قلبي الحمد لله بسيطه
هشام دلف لغرفته واغلق عليه بابه كما اعتاد واخرج دفتره الصغير وكتب فيه بعض من أبيات الشعر ثم
ترك دفتره مفتوح علي المكتب ونزل ليطمئن علي همسه
_______________________
بدر : مالك يا قسمه ، أني ملاحظ أنك متغيره بقالك كام يوم ، قوليلي فيكي إيه ، زعلانه مني ف شي
قسمه : لاه يا واد عمي ، آني مش ممكن ازعل منيك واصل ، أنت چوزي وأخوي وحبيبي بس آني .....
بدر : أنتي إيه ، قوليلي فيكي إيه؟
قسمه : أني حسيت بشوية تعب أكده وبعت اشتريت تحليل من الصيدلية وعملته وطلع إني حامل
ضحك بدر : طيب زين مبارك علينا ، وزعلانه ليه ؟
قسمه : أني مزعلاناش ، أني خايفة أجيب بت تاني
بدر : كل رزق ربنا زين ، وأني راضي ديه حتي البنات رزق
ومن بكره الصبح هنروحوا نتابع ونشوف الداكتورة هتقول إيه
قسمه : ربنا يباركلي فيك يا حبيبي
______________________
الممرضه : خلاص أني خلصت ونضفت الچرح ، بس لازم تغير عليه تلات ايام
ادهم : تمام هبعتلك السواق يچيبك تغيريلها عليه لحد اما تخف
الممرضه : حاضر ان شاء الله ، حضرتك تؤمر
ادهم : الامر لله ، اتفضلي
خرجت الممرضه وجلس ادهم بجوار همسه علي فراشها
متسائلاً : قوليلي بقي أنتي كنتي بتچري ليه ؟؟
همسه : كنت عاوزه أقولك تعالي شوف الصورة اللي رسمناها أنا وماما وأما تنشف كنت هطلب منك تعلقهالي هنا فوق السرير
ادهم : طيب متزعليش نفسك ، آني هروح بنفسي أجيبها واعلقهالك بس توعديني مفيش چري تاني عشان متقعيش وتتعوري
همسه احتضنته ضاحكة : حاضر يا بابا مش هجري تاني
تركها ادهم ونزل للمرسم وبعد دقائق قليلة عاد وهو يحمل الصورة قائلاً : الله چميله يا حنيني ، تسلم يدك يا همستي
__________________
وفي صباح اليوم التالي ، دخلت فضه الغرفة لتنظفها مع البنات فوجدت ما قد كتبه هشام فتحدثت لنفسها : يا عيني يا عيني ، انت يا ولدي ورثت من خالك ، الله يحفظك ، واغلقت الدفتر ووضعته داخل الدرج وأغلقت عليه
أيام مضت تتلوها الليالي ثم الشهور إلي أن جاء موعد ولادة قسمه ، في المساء كانت قسمه في المطهي تُجهز اطباق الفاكهه لتقي ورحمه فشعرت بألم شديد وارسلت تقي إلي والدها في حديقة الڨيلا
تقي : إلحق يا بوي أمي تعبانه قوي
بدر : طيب يا بتي چاي أهه
قام من مقعده وأسرع لقسمه في المطهي ، ساندها واجلسها علي المقعد القريب ونادي السائق ليجهز السيارة وفي غضون الساعة كانت قسمه في غرفة العمليات
خرجت الممرضه بعد نصف ساعة وقد ارتسمت علي وجهها الفرحة والسعادة ، اقتربت من بدر قائله
مب**ك ما چالك يا بيه
بدر : بشري
الممرضه : ولد ذي القمر ، الخالق الناطق أمه ، شوي صغيره وهيكون بين يدك
دمعت عينا بدر : اللهم لك الحمد والشكر يارب ، ولد
الممرضه : آه ولد وهتشوفه دلوك
زهيره : مبرووووك ، مب**ك يا بدر ، الحمد لله ربنا بيراضي عباده ، يتربي ف عزك يا ولدي
بدر : الله يبارك فيكي يا مرت أبوكي
الممرضه : بالإذن آني
بدر : استني رايحة فين ؟
اخرج من جيبه مبلغ من المال وأعطاه إياها قائلاً : خودي يا وش الخير
الممرضه : بس ديه كتير قووي
بدر : لاه مش كتير ولا حاچه ، دي حلاوة المولود الچديد
الممرضه : مب**ك ما چالك ، يتربي ف عزك ، طيب تعال وياي نكتبوا شهادة الميلاد علي ما تطلع مرتك من العمليات
بدر : طيب ماشي ، خليكي هنه يا مرت أبوي ، دقيقتين وراچع
زهيره : متقلقش يا ولدي ، روح أنت وآني چارها هنه لحد ما تآچي
تركها بدر وتوجَّه مع الممرضه للإنتهاء من الشهادة
الممرضه : هتسميه إيه بإذن الله ؟
بدر : إن شاء الله مالك بدر عبد المچيد
الممرضه : يا زين ما اخترت ، حلو الاسم ما شاء الله