bc

إلى أين الهروب

book_age16+
13
FOLLOW
1K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

يقال بأن المرء لا يستطيع أن يهرب من قدره.. وباننا لو مهما حاولنا الابتعاد عن الماضي ومهما فعلنا لدفنه عميقا في داخلنا.. سيأتي يوم نواجه فيه الحقائق المرة ونرى كل ما مضى أمام أعيننا ..

حاولت آني داريل قدر الامكان أن تهرب من ماضيها.. ان تترك خلفها الالام الدامية والذكريات المحطمة وتمضي قدماً، دون أن تلقي نظرة أخيرة على ما خلفته ورائها.

لكن ، ظهور ديف كليتون في حياتها من جديد كان آخر ما توقعته والعاصفة القوية التي آثارها داخلها لم تكن في الحسبان.. كان عازماً على تحطيمها وتلقينها درساً لن تنساه ما حييت

فهل تقف وتواجه.. ام تفعل ما تبرع به على الدوام وتفر هاربة؟. لكن هذه المرة..

الى اين الهروب ؟ ..

chap-preview
Free preview
الفصل الأول :
دخلت اني القاعة الكبيرة المخصصة للممرضات تغلق الباب خلفها مطلقة زفرة عميقة مرهقة تلمح زميلتها وصديقتها سالي تقف بجوار النافذة العريضة ويديها معقودتين فتقدمت نحوها.. حملت كوب قهوة كان موضوع على الطاولة الصغيرة بجوار عدة ارائك وهتفت : " بصراحة.. لا ادري ما بال الجميع .. يتصرفون كالمجانين اليوم .. أكل ذلك بسبب المدير الجديد ؟ " وجلست باسترخاء على احدى الارائك السوداء الجلدية ترتدي ثوب التمريض الازرق الفاتح ببنطاله القماشي وسترته ذات الاكمام القصيرة فيما شعرها الاشقر القصير قد عقد للخلف بطريقة مهملة.. ورفعت الكوب ترشف من شرابه الاسود ..وما كادت تضع القليل في فمها حتى التوت شفتها بنفور : " اه .. قهوة الالة هذه لا تذاق .. طعمها فظيع " وعادت لتضعها جانباً تتابع : " ليتك رايتك السيد ما**ل كيف يجري في الممرات ويصيح بالعاملين لتحسين ادائهم قبل حضور المسؤول الجديد للمشفى .. كان ذلك مضحك جداً .. وال ... " وتوقفت عن الحديث مقطبة تدير عيناها باتجاه صديقتها : "هل تسمعيني سالي ؟ ام اني احادث نفسي ؟" "اسمعك .. اسمعك " "جيد .. ماالذي تنظرين اليه ؟ " ابتسمت سالي بسخرية وجبينها يستند الى زجاج الواجهة العريضة واجابتها : " تعالي وانظري بنفسك " قفزت اني من مكانها واتجهت نحوها وفيها من الفضول ماقد يقتلها "ماذا هناك ؟" وقعت نظراتها على مدخل المشفى الحجري في الاسفل تلاحظ الحركة الغريبة التي دبت فيه مما جعلها تعبس : "غريب !.. ما الذي يفعله الدكتور رولاند في الخارج .. ليس من عادته ترك مكتبه بمثل هذا الوقت !! " اومات سالي موافقه وقالت : "على ما يبدو يا صديقتي ..سيصل المدير الجديد في اية لحظة .. الكل ينتظره " " اها .. هذا ..مضحك ..حقا " وضحكت رغما عنها لما يحصل وتضيقت حدقتيها على السيارة السوداء التي دلفت في تلك اللحظة داخل مدخل المشفى العريض ثم توقفت " يبدو ان السيد الجديد قد وصل .. تهاني الحارة سيد ما**ل " " ودكتور رولاند ..هه " ابتسمتا لبعض بخبث وعادتا من جديد لتامل ما يحصل في الطابق السفلي تلمحان باب السيارة السوداء يفتح.. اخيرا ظهر الرجل المجهول ..والتصقت جباههما بالزجاج تتاملان الجسد العريض والبدلة السوداء الرسمية .. لم يبدو واضح تماما من الاعلى خصوصا حين تهافت الرجلان لاستقباله " الم تعرفي ما اسمه ؟" " لا لم يقولوا .. لدواع سرية ..كي لا ينتشر خبر شراء المشفى " "ماهذه السخافات !! " نظر مدير المشفى الجديد حوله في المكان.. فيما تقدم السيد ما**ل والدكتور رولاند للترحيب به فحل ال**ت على كلا الشابتين تراقبان ما يجري بانفاس محبوسة.. صافح الرجل المتواجدين وهو يقول شيء ما فهتفت سالي : "هذا هو ؟!.. وااااو .. يبدو شاب.. ظننته سيكون عجوز .. بعمر الدكتور رولاند ربما او اكبر.. لكنه صغير " لمعت عينيها البنيتين بحماس وابتسامة شقية تعبث بشفتيها فيما اني صامته ساكنة لا تقل شيء " مديرنا الجديد جذاب .. رائع !!. ترى كم عمره ؟. خمس وثلاثون ربما .. لا .. ربما اكبر.. ساجرب حظي معه لربما يقع في غرامي .. تعرفين كما في الروايات الرومانسية .. مدير مشفى وممرضة .. اه يا الهي !.. بذلك لن اضطر لتحمل السيد ما**ل او الدكتورة ماغن ولا حتى المقيتة هيلي .. سادعه يطردهن .. وااااو " وضحكت متحمسة تلتصق بالزجاج اكثر لتراقب خيال الرجال الذي اختفى في الداخل.. تركت اني انفاسها لتخرج اخيرا ورفعت يد مرتعشة تفرك جبينها فيما سالي تثرثر وتثرثر بلا توقف " ترى ما اسمه؟. هل تظنينه متزوج ؟. فذلك سيفسد مخططاتي جميعا .. كلها ستبوء بالفشل ان كان متزوج " واخذت نفس عميق وارتدت تنظر الى صديقتها الساكنة .. فتحت اني فمها اخيرا واجابت بصوت مرتعش : " نعم " " نعم ماذا ؟ .. سافشل ؟" بللت شفتيها الجافتين ووجهها يزداد شحوبا ونظرت الى سالي تهمس : " انه.. متزوج " قطبت سالي مستغربة ورفعت حاجبيها : "كيف عرفت ؟! .. هل لمحت في يده خاتم زواج ؟. مستحيل .. كيف رايته من هنا ؟ هل هو حقا متزوج ؟! ." زفرت اني انفاسها المخنوقة ورعشة باردة تسري في اوصالها ثم اجابت بهمس : " نعم .. انه زوجي " توقفت نظرات سالي المندهشة عليها تلاحظ ذلك الذعر الذي ملا ملامحها.. التردد في عينيها والشحوب الذي طغى عليها .. ضمت اني شفتيها بارتعاش تشعر بالبرد يتسلل عميقا الى اطرافها .. وانفاسها لا تغادر رئتيها انه هو !!.. هو هنا .!!... "هذا ؟ هذا هو زوجك ؟! " سارعت للجلوس على اقرب اريكة تشعر بساقيها واهنتين وباعصابها محطمة .. وجهها اصفر كلون الموتى وارتجفت من جديد : "تقصدين .. ديف ؟! " "نعم " واحنت راسهاتدفنه بين راحتيها تغلق جفنيها علّ كل ذلك يغدو حلما ... ماذا يفعل ديف هنا ؟! .. هذا مستحيل !! ما الذي اتى به من بريطانيا ؟ كيف ومتى ولماذا ؟؟ وفركت صدغيها بقوة لا تجد جواب مريح لسؤالها.. اقتربت سالي لتجلس بقربها سريعاً تهتف : " هل انت متاكدة انه هو ؟ " " وهل ساخطئ به سالي ؟ .. بربك .. انه زوجي ! " " اعلم اعلم .. ولكن .. انت لم تعيشي معه .. ربما تهيء لك وجهه او .. لا اعرف .. " هزت اني براسها وهي تنظر نحو الامام.. عينيها هائمتين مليئتين بالخوف وهي تهمس : " انه هو .. ديف .. رباه ! .. " وزفرت بعجز " ماذا سافعل ؟. انه .. انه .. اقصد " اقتربت سالي تضع يدها على كتف صديقتها المرتجف لتهدئها : " هوني عليك اني .. اهداي ارجوك .. لا تتوتري وخذي نفس عميق ها .. وجهك يغدو بشحوب الموتى " عملت اني بنصيحه صديقتها واخذت نفس عميق لكن ذلك لم يجدي نفعاً .. انه لم يهدأ من سرعة ض*بات قلبها : " احس بالاختناق .. رباه .. لما هو هنا ؟ " وضغطت باصابعها على جفنيها تشعر بالم الماضي وذكرياته تعود دفعة واحدة.. بشكل قاتل جارح الى عقلها وقلبها وروحها .. لتفتح ذلك الجرح من جديد وتدميه مرة اخرى واخرى وكأن كل ما عانته لم يكن كافي " انه المدير الجديد للمشفى انسيت ؟ .. وهو على الاغلب لا يعرف بوجودك هنا .. حافظي على هدوءك .. لا تنفعلي " بللت شفتيها الجافتين تنظر حولها في الغرفة الواسعه ولا تر شيء .. صورة ديف تعود لتقبع امام ناظريها ..ذلك الوجه الوسيم الباسم .. الذي سلبها يوماً قلبها ثم روحها وبعد ذلك سلبها كرامتها .. مخلفاً ورائه جسد منهك وقلب نازف محطم " ربما علي اخذ اجازة.. ربما .. ربما اخرج كي لا يراني " وارتدت تنظر الى صديقتها بلا حول ولا قوة .. ضائعة تائهة فاجابت سالي : " سيراك في النهاية .. عاجلاً ام اجلاً .. لا تضعفي اني " " لكن ليس اليوم .. ليس الان .. لا يمكنني .. " والتمعت الدموع في عينيها الخضراوتين الصافيتين فدنت سالي منها اكثر وهمست : " اه اني .. هدئي من روعك .. سوف نجد حل " " كيف ؟ الاجتماع بعد نصف ساعة .. سوف نقف وجهاً لوجه من جديد " " اسمعيني جيداً .. انظري الي " نظرت نحوها بتردد فتابعت سالي بصوت جاد قوي : " هو من اخطئ .. لا انت .. اتفهمين ؟. عليك الا تخشي رؤيته فهو من كذب عليك و تلاعب بك لتتزوجيه .. ليس ذنبك ان كان مجرد رجل نذل وضيع " " ولكن انا " وارتعشت شفتيها" لقد ... " " لا .. انت لم تخطئي .. هروبك منه كان خير ما فعلته .. هو من كذب وادعى الاهتمام والحب.. جعلك تقعين في غرامه بطرق ملتوية قذرة .. هو من عليه ان يخجل اني .. لا انت .. والان " ومدت يدها تبعد خصل شعر صديقتها القصير للخلف "ستقفين وتخرجين معي .. وعندما تقابيلنه ستكونين متماسكة وجدية .. وجامدة .. لا تسمحي له ان يحطم حياتك لمرتين على التوالي .. هل فهمت ؟ لقد مر عام ونصف .. انت شابة مختلفة الان .. لم تعودي تلك الطفلة التي عرفها " ومسحت دمعه انسابت على وجنة صديقتها فيما الاخيرة صامتة واهنة تعيد الكلمات في ذهنها لتستمد القوة منها .. انها على حق .. عليها الا تخاف والا تجبن .. هو من اخطئ وكذب .. وهي فعلت الصواب لما فرت هاربة منه ومن والتر .. وزفرت انفاسها بخلاص وقد باتت صدمة ماحدث اخف وقعاً عليها " انت على حق سالي " ونظرت اليها ممتنة ثم مسحت جفنيها المبللين وهدات من ارتجاف جسدها .. وقفت اني في الممر صامتة ساكنة والتوتر يعود رغماً عنها ليبعثر انفاسها.. يصل لمسامعها سؤال زميلتها كليو : " لا افهم لما عليه لقاؤنا.. ؟ نحن ممرضات وهو المدير وصاحب المشفى .. لماذا يهتم بالتعرف الينا ؟! " اجابت السيدة هيلي.. رئيسة الممرضات بصوت فاتر جاف : " هو هكذا .. يحب لقاء من يعمل لديه .. ان لم يعجبك ذلك فاستقيلي كليو .. وسنجد بديلة لك على الفور " تململت كليو في وقفتها مجيبة : " لا شكراً .. كله مجرد لقاء عابر " وعاد ال**ت ليحل في الممر الواسع في الطابق الثاني الجنوبي حيث مكتب مدير المشفى .. وفي تلك اللحظة خطرت لاني فكرة فاقتربت براسها من سالي وهمست : " ربما هي على حق .. ربما علي ان استقيل " " ماذا ؟!. هل تمزحين !. انت على بعد خطوة واحدة بسيطة من التخصص كممرضة .. عدة اشهر بعد كل هذه المعاناة .. سوف تستسلمين ببساطة ؟! " " لا ادري سالي .. لكن مجرد التفكير بانني ساعمل .. لديه .. أ .. " وبللت شفتيها وكلماتها مبعثرة ف*نهدت سالي : " لن ادعك تفعلينها.. بعد كل العناء الذي تحملته.. لا.. انتظري حتى تحصلي على شهادة الخبرة والاختصاص ثم اخرجي وستعثرين بسرعة على عمل افضل .. لكن قبل ذلك .. مستحيل ..لن اسمح لك " " كل ما تقولينه صحيح .. ولكن انا ... " وانتفض قلبها بذعر .. تتهدج انفاسها حين فتح باب مكتب الادارة وخرج السد ما**ل ثم .. لحق هو به .. تسلل الجفاف الى حلقها .. ووهنت اطرافها تحدق به بدقة وتامل والالم المرير يغزو روحها.. وكأن ذلك الجرح الذي اصابها منذ سنة ونصف قد عاد ليفتح مجدداً وينزف .. تشعر بالكره والحقد يملاها ويبعث المرارة في فمها.. بدا ما**ل بالتعريف عن المتواجدين .. السيدة هيلي اولاً طبعاً.. المسؤولة العامة عن الممرضات.. امراة في الخمسين تقريباً ذات شعر اسود معقود ووجه جاف حانق غاضب على الدوام .. بعد ذلك اخذت هيلي المهمة عن نائب المدير ما**ل لتعرفه على الممرضات بالترتيب " هذه كليو .. كليو ديبر " مد يده يصافحها بمجاملة وملامحه باردة .. وجهه جامد جدي يبعث الرعب في المتواجدين وعينيه باردتين.. " تشرفت بلقاءك سيد كليتون " "شكراً لك " وكأن صوته ات من مكان اخر .. مكان بعيد .. لقد نسيت نبرته تماماً وطريقة تكلمه للهجة البريطانية الثقيلة .. لقد بقيت في امريكا طوال هذه الاشهر فنسيت فيها هذه اللهجة وحتى التحدث بها.. وادرات وجهها تراقبه من بعيد وهو يتنقل بين الممرضات.. يصافحهن ويهز براسه فقط .. كان دقيق جداً ولا يزال .. وفكرت.. الهي !. وكانها لم تغب عنه يوماً.. ولا للحظة.. لا يزال على حاله.. طوله الفارغ وجسده الرياضي.. خصل شعره القصيرة السوداء وذقنه الحليقة الناعمة.. حاجبيه العريضين ال**بسين وجبينه العريض.. انفه مرتفع بتكبر واضح وعينيه غامقتين غامضتين .. انه لم يتغير .. شكلاً لا يزال كماهو .. الا بضعة خطوط ظهرت على جانبي وجنتيه وامتدت حتى اسفل ذقنه ... ورفت بجفنيها الثقيلين تشعر بسكين حادة تغرس عميقاً في قلبها.. انها لن تسامحه يوماً على ما فعله بحقها .. ابداً .. وهو بدوره كما تظن لن يفعل.. لربما مجيئه الى هنا كان بمحض الصدفة.. وهذه الصدفة ربما لصالحها فتطلب منه ان يوافق ويوقع على اوراق طلاقهما فهو لم يمنحها اياه بعد ... واسدلت نظراتها تعبث بحذائها على الارضية الرخامية بعيداً عن وقع نظراته.. " هذه هي سالي ماركوس " " سيد كليتون " وابتمست سالي ابتسامة ممتعضة وهي تصافحه تلاحظ بانه لا ينظر اليها حتى .. عينيه ركزتا على جارتها فرفعت اني عينيها رغماً عنها.. سوف يحين دورها الان ولما ادرات وجهها نحوه.. تقابلت نظراتهما اخيراً ..فحل ال**ت وتوقف الزمن.. وكان احد اخر سواهما غير موجود.. صوت ض*بات قلبها المدوي يكاد ي** اذنيها.. ونظراتها ثابتة لامعة عليه: " هذه هي الممرضة اني داريل " سنة ونصف ! .. لماذا تشعر بانهما افترقا البارحة؟. وضغطت فكها تدقق بعنينه الغامقتين.. انها تعرفه جيداً .. جيداً جداً .. وهذا المخادع لم يتفاجئ بوجودها .. لقد كان يعرف.. انها تكاد تقسم بانه كان يعرف بوجودها هنا .. نظراته الدقيقة هذه واللمعة الغريبة التي سكنت عينيه .. عضلة فكه التي انتفضت فجاة .. كل ذلك جعلها تدرك الحقيقة المخيفة.. انه يترصدها.. ومد يده اخيراً ثم قال : " سيدة داريل " ازدرت ل**بها الجاف ومرغمة رفعت يدها لتصافحه.. تلامس براحتها الباردة راحة يده الدافئة العريضة .. تشعر بالنار تشتعل في اطرافها تاثراً مما جعل وجنتيها تحمران .. اصابعه ضغطت على اصابعها وكانه يستمتع برد فعلها ونظراته لا تغادرها ابداً.. فيما هيلي تصحح له : " انها انسة .. الانسة داريل سيدي " عضلة فكه اشتدت من جديد ثم استرخت سريعاً يخفي سخطه ببرودة تافهة : " انسة ؟!. " وهز راسه بخفة " فهمت " سحبت اني يدها لا تحتمل ملامسته لوقت اطول ولم تستطع قول اي كلمة فيما عملت رئيسة الممرضات على جذب اهتمامه نحو جارها : " هذا هو باتريك سولان " حررها من سطوة عينيه اخيراً فزفرت مرتاحة وادار وجهه بعيداً : " سعدت بلقاءك سيد كليتون " صافح الشاب مجاملاً ولم يقل شيء فيما عيني اني لا تتركانه ابداً .. لقد سار الجزء الاول على مايرام " هل انت بخير ؟ " همست سالي في اذنها مما جعلها تهز راسها : " لا.. لست بخير " " جيد .. هذا مطمئن .. هه." وابتسمت ساخرة ثم ربتت على كتفها ** ** " انه يعرف .. " " كيف علمت بذلك ؟ " عبثت بشوكتها داخل صحن الطعام تشعر بشهيتها مفقودة واجابت : " كان ذلك واضحاً من نظرات عينيه " " وما معنى هذا ؟. هل هي صدفة ام انه جاء متقصداً لقاءك ؟! " " لا ادري " فركت جبينها وهما تجل**ن الى طاولة الطعام في المطبخ الصغير داخل شقتهما المشتركة " مستحيل ان يتقصد .. اعني .. يشتري مشفى .! هذا شيء لا يصدق .. صحيح ؟ " فركت اني جفنيها والم راسها لا يفارقها فيما تابعت سالي : " صحيح انك اخبرتني بانه غني ..جداً.. ولكن .. ألهذه الدرجة ؟! " " لا ادري سالي .. لم اره منذ عام ونصف ولا اعرف عنه شيء " وعادت لتضع لقمة في فمها وتاكلها مرغمة فلديها عمل وعليها البقاء صامدة " بصراحة اني .. الا يشغل تفكيرك والدك ؟. اقصد .. ترى ما الذي حدث له بعد ان رحلت .. و ماذا فعل ديف به ؟ " " لطالما فكرت بهذا ..لكن .. اعود واذكر ما فعلوه بي .. هو وابي .. كلاهما مخادع ولذلك .. لا يهمني مهما فعل بوالتر .. حتى لو طرده من الشركة والمنزل .. هو من جنى على نفسه وانا لم اكن مضطرة لتحمل عبء اخطاءه عنه " رفعت سالي حاجبيها مستسلمة وهتفت : " بالنهاية .. انت فعلت ما كان يطلبه ديف منه.. لقد تزوجته .. اليس كذلك ؟ " ابتسمت ساخرة شاردة واجابت : " صحيح .. لكنه لم يحصل على الزواج الذي يريد .. لم يحصل على زوجة الا على الورق " وحركت راسها برفض تتابع : " لم استطع البقاء بعد سماعي للحقيقة الب*عه.. والطريقة المهينة التي اتفقا بها.. والشكر بذلك للقطة .. لولاها لما سمعتهما يتحدثان ويتفقان وينهيان الامور بينهما " " رباه اني!!. ما اصعب ذلك .. خصوصا وانه عاد للظهور في حياتك " " ليتني فقط اعرف ما يخطط له " قطبت سالي تضع ملعقتها جانباً وتهمس : " اتظنينه عاد ليفعل شيء ما ... لك ؟ " " ربما.. لا اعلم.. "وحملت كاس الشراب لترشف منه وتبلل حلقها " لكن وجهه لا يحمل اي نوع من البراءة والسلام " " لن يسرك ما ساقوله ولكن عليك ان تعرفي " " ماذا ؟ " " أ .. السيد كليتون .. سيبدا من الغد بلقاءات منفردة مع الموظفين والاطباء .. انه يدرس ملفاتهم ليتاكد من انهم في الاماكن الصحيحة " " لقاءات ؟ ..اه يا الهي ارحمني .. هذا كثير علي في يوم واحد .. راسي لا يحتمل .. انه ربما سيطردني .. او .. او يدفعني للاستقاله وبذلك ينتقم مني لانني هربت وتركته ينتظر في الكنيسه لاتمام المراسم الدينية " " اظننا سنعرف قريباً " اخذت نفس عميق وضمت فمها ثم هتفت " لا .. هذا بعده .. لن استقيل .. ليس الان " " احسنت اني .. كوني قوية " " ساكون .. ولن اسمح له بالتلاعب بي مجدداً .. ابداً.. ذلك المخادع المنافق " " واخيراً " وضحكت سالي " الوجه الاخر لملاك الرحمة " ابتسمت اني لحماسها وراحت تخطط وتفكر لما ستقوله وتفعله .. لن تتراجع مهما حصل ولن تضعف .. لقد باتت قاب قوسين من الحصول على شهادة اختصاص في تمريض الاطفال ولن تستسلم الان .. ليس بسبب اي احد .. ومؤكد ليس بسبب زوجها .. ظلت آني لوقت طويل قابعة في سريرها وسط ظلام الغرفة وقد جافى النوم عينيها .. اخذت نفس عميق وتاملت السقف فيما شعور بالضياع وعدم الاتزان يعود مجدداً ليغزو عالمها ويجتاح مخيلتها .. هل حقاً حدث كل هذا اليوم ؟. ام انه مجرد حلم مزعج وستستيقظ منه قريباً لتجد كل شيء وقد عاد الى طبيعته السابقه .. ورفت بجفنيها تسمح لدموع الان**ار ان تنساب تضم شفتيها بارتعاش .. فيما صورته لا تفارق عقلها .. ملامح وجهه التي عشقتها يوماً ..تلك العينين التي ذابت في بحورها والابتسامة المثيرة اللطيفة التي اسر عالمها بها .. كلماته نظراته ولمساته .. كل مافيه كان يوماً اكثر ما عشقته.. وقد دفعت غالياً ثمن هذا العشق .. ديف جرحها اكبر جرح .. طعنها في كبريائها وسلبها مشاعرها وهي لن تسامحه يوماً على ذلك.. طالما بقيت على قيد الحياة.. من الجيد انها لم تكن قد افصحت له عن مشاعرها بعد .. وبانها ولغائبها المقيت قد وقعت اسيرة خداعه وغرقت في حبه.. والا لكان اتخذ مشاعرها سخرية له .. يدوس عليها ويرمي خلفه قلبها الممزق النازف ليمضي قدماً .. واغلقت جفنيها على تلك العبارة التي تتردد لمرات ومرات داخلها وكانها لعنة " لقد اتممت اتفاقنا الان والتر .. سننسى كل ماحدث ..حصلت انت على ماتريده وفعلت انا.. والان.. هذا المال لك.. وابنتك اصبحت ملكي.. لا تنس بانني دفعت غالياً ثمنها ..ها؟" دموع جديدة ذليلة غادرت جفنيها المغلقين نحو صدغيها وارتعشت شفتيها بضعف .. ماكان عليه ان يكون اسعد ايام حياتها بات ذكرى مميتة مذلة تشعرها بالاشمئزاز والاعياء كلما تذكرتها ... لقد حول كل ماهو جميل في حياتها الى غبار ؛؛؛؛؛؛؛ ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ كانت الفتيات تثرثرن حولها في الغرفة الواسعة الخاصة بالممرضات وبالطبع كان محور الحديث الوافد الجديد ديف كليتون ... فركت اني جفنيها الحارقين ثم صدغيها تشعر بالتعب والضعف من قلة النوم ليلة امس والاصوات بقربها لا تتوقف " سمعت بانه يملك الكثير في بريطانية " " يقال بان لديه شركات ومصانع " " لماذا اشترى مشفى هنا ان كان يملك الكثير في بلاده .. لما امريكا وليس اي بلد اخر ؟" " لا ادري لكنها البلد الاشهر لا تنسين " ردت روزي وهي ترشف من قهوتها : " ذلك لحسن حظنا.. الم ترينه ؟ رباه !.. واخيرا بعد كل هذا الصبر رجل يستحق ان تنظري اليه.. هه." ص*رت عن اني ضحكة ساخرة فيما كليو تقول : " معها حق .. هل هو متزوج ؟ " اجابت ايلا سريعا : " نعم اطمئني.. انه متزوج " قطبت اني ورفعت عينيها نحو سالي الصامتة والتساؤل يملا ملامحهما : " كيف عرفت يا ذكية ؟" "رايت خاتم الزواج في يده يا عمياء " " ليس بالضرورة ان يكون متزوج .. هناك رجال يضعون الخاتم فقط ليبعدوا النساء عنهم " اطلقت ايلا تنهيدة ساخرة فيما كليو تسال : " ومتى رايت الخاتم انت ؟" "في المقابلة .. انسيت ؟ كنت في مكتبه قبل نصف ساعة " تململت سالي تسالها بفضول : " صحيح .. ما الذي حصل في المقابلة ؟ عن ماذا تحدثتما ؟ " " بالاساسيات.. كان لديه ملفي وجدول مناوباتي.. سالني عن المشفى والادارة والاطباء.. واشياء كهذه " " اها فهمت .. كان لوحده ؟" " لا معه السيدة هيلي طبعا " وضحكت هازئة" كما العادة .. لا تترك اي امر جديد " ضحكن جميعاً موافقون فيما وقفت اني والم راسها يتصاعد لتتجه نحو النافذة.. وقفت هناك بيدين معقودتين فوق رداء التمريض الخاص والثرثرات خلفها لا تتوقف.. النار راحت تاكل جسدها .. فهنالك الكثير من الاسئلة في داخلها لا تعرف لها اجابة لكن .. الشيء الوحيد الذي تريده هو الا تظل وحيدة مع ذلك الرجل .. فالماضي هو اخر ما تريد التحدث به مع رجل سافل كديف.....

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook