هبة قلبي
البارت الثالث ......
في المشفي كان رامي يجلس بعيد قليلا و هو يطالع هبه التي تبكي بقوة داخل احضان زوجها علاء و هو يربط علي ظهرها بحنان شديد .....
بعد قليل خرجت الطبيبة فهرعوا اليها .....
هبه بلهفة وخوف. ....
- بنتي با دكتورة ... بنتي عاملة ايه ... هي كويسة !؟
الطبيبة بذهول من خوفهم المبالغ فيه ....
- ايوة اهدي هي كويسة مفيهاش حاجة ...
علاء ...
- مفيهاش حاجة ازاي انتوا بقالكوا اكتر من ساعة جوه بتعملوا ايه كل ده ... !؟
الطبيبة. ...
- ابدا احنا بس اديناها بنج عشان متحسش بالوجع و احنا بنخيط التعويرة الصغيرة اللي اتعورتها و هب نامت بس مش اكتر و كنا مستنين انها تفوق و الحمد لله هي دلوقتي صحيت و عايزاكوا تقدروا تطمنوا عليها زي ما انتو عايزين .... بعد اذنكوا ....
هرعت هبه مع علاء الي الداخل و ضموا ابنتهم اليهم بشدة و حب شديد ....
هبه ببكاء ....
- الحمد لله يا حبيبتي الحمد لله انك بخير الف حمد و شكر ليك يا رب الف حمد و شكر ليك .....
علاء و هو يضم ابنته اليه بقوة ....
- بقي كده يا هدى يا حبيبيتي كده تخوفي بابا و ماما عليكي كده مش تاخدي بالك و انت بتلعبي ....
هدي بضيق و هي تدفعهم بعيدا عنها .....
- ابعدوا عني خنقتوني بقي اوووف ايه ده ... كان اللي حصل يعني دا تعويرة صغننه و بعدين مش بتوجعنب انتو بجد اوڤر اوي علي فكرة ...
ثم عقدت ذراعيها بضيق شديد ....
- اتفضلوا ياله انا عايزة اروح عشان اتخنقت ....
علاء بأعين متسعة من الصدمه و هو ينظر الي زوجته هبه ....
- هي البت دي بتعملنا كده ليه و لا كأننا شغالين عندها او عب اللي امنا ....
هبه ....
- خلاص بقي يا علاء شيل و انت ساكت هدهد تعمل اللي هي عايزاه و بعدين كفاية انها الحمد لله قامت بالسلامه بقي ....
نظرت هدي الي والدتها .....
- انت لسه هتتف*ج عليا ياله شيييل ....
حملها والدها علاء و خرج بها من غرفة الكشف ليجد رامي في وجهه يسأله ....
رامي بلهفة ....
- ايه هدي بقت كويسة !؟
علاء ....
- الحمد لله شكرا ليك اوي يا صاحبي صدقني انا مش عارف اقولك ايه ... انا عمري ما هنسي جميلك و وقفتك معايا دي يا صحابي ....
رامي. ...
- متقولش كده انت عارف معزتك عندي يا علاء انت اكتر من اخ ....
علاء ...
- تسلم يا صاحبي ....
هما تحدث هدي التي كانت تنام علي كتف والدها و لكنها اعتدلت لتردف ....
- عمو هو انت عندك ابن !؟
عقد رامي حاجبيه بإستغراب .....
- لا معنديش بس انتي بتسألي ليه يعني !؟
هدي ....
- عشان نتجوز ... اصل انت يا عمو امور اوي و أنا عايزة ابوسك بس بابا قالي انه مينفعش ابوس غير جوزي عشان انا ملكة و انت كبير فمش هعرف اتجوزك فلو كان عندك ابن كنت هتجوزه عشان أبوسه .....
هما ضحك رامي بقوة شديدة فهو لأول مرة يشعر انه يضحك من قلبه بهذه الطريقة ....
- ههههههه هههههههه انتي بجد مالكيش حل و الله هههههه علي العموم يا ستي بوسي ميهمكيش بوسي و مالكيش دعوة بأبوكي ده ههههههه ....
اقتربت منه هدي لتقبله علي خده بطفولة و لا يعلم لماذا شعر رامي و كأنه يود جذب هدي الي احضانه بقوة كم تمني ان يكون لديه طفل او طفلة مثل هدي ...
فكم كانت قبلتها تلك جميلة للغاية. ....
علاء بمرح و حرج شديد و وجهه في الارض ...
- صدقني انا مش عارف اقولك ايه بس بنتي شكلها هتبقي قليلة الادب هههههه ....
رامي و هو يغمز بإحدى عينيه .....
- طالعة لأبوها يعني هي طانت هتجيبوا من بره ههههه ... هههههه. ...
علي العموم تعالوا ياله عشان اوصلكوا .....
علاء ....
- لا كفاية عليك كده احنا تعبناك اوي كده معانا ... روح انت ارتاح و احنا هنتصرف ....
رامي ..
- لا يا عم مالكش دعوة انا مش تعبان بس انا عايزة اوصل البرنسس هدي لحد البيت ....
و هات اشيلها شوية بقي ....
هما تحدث هبه ....
- لا ميصحش احنا كده هنتعبك اوي انا هشيلها ....
رامي .....
- لا بعد اذنك معلش اسمحيلي انول انا الشرف ده ....
حمل رامي هدي من علاء و هو بداخله فرحة شديدة و كان كل ما يدور في رأسه الان انه سينجب طفل مهما كلفه الامر .....
اخذ رامي هدي و جعلها تجلس علي المقعد الامامي بحانبه ....
علاء ....
- دا ايه الدلع ده كله ... كمان هي اللي هتقعد قدام و هترمي صاحبك و عشرة عمرك ورا كده مكنش العشم يا صاحبي ...
رامي و هو يضع حزام الامان لهدي ....
- ايوة هو ده اللي عندي يا صاحبي و بعدين الملكات لازم يقعدوا قدام هو كده معروف يعني و بعدين كا انت ياما قعدت قدام كفايا عليك كده بقي خلاص عصرك انتهي هههههه ....
علاء ....
- ماشي يا صاحبي مرددوالك متقلقش ....
صعد علاء مع هبه زوجته الي السيارة و انطلق بهم رامي الي حيث منزلهم ....
بعد قليل كانت هبه و علاء يهبطون من السيارة و قام رامي بفك حزام الامان لهدي ....
هبه .....
- اتفضل اتغدي معانا ....
رامي ....
- لا معلش اعفيني مرة تانية ان شاء الله .....
علاء ....
- انت بتقول ايه يا جدع انت لازم تطلع تتغدي معانا و بعدين دي اقل حاجة نشكرك بيها يا صاحبي ..
رامي ...
- طب بزمتك دا كلام يتقال طب دا حتي عيب عليك يا اخي و الله ... انا لازم اروح و اوعدك ان شاء الله انا اللي هحدد يوم نتغدي فيه كلنا مع بعض و اجيب هدير معايا و نقضي يوم مع بعض تمام كده !؟
علاء ....
- تمام اتفقنا بس اوعي انت بقي اللي ترجع في كلامك ...
رامي ....
- عيب عليك يا عم انت ياله سلام ... سلام يا هدي و الف سلامه عليكي هتوحشيني يا حبيبتي ...
هدي ....
- و انت كمان اوي يا رامي ....
علاء ....
- عيب يا هدي اسمه انكل رامي ....
رامي بضحك ....
- ههههه هههههه لا ياعم ملكش فيه أنا عايزها تقولي رامي انا مش عجوز عشان تقولي انكل دي انا اصغر منك يا حبيبي ....
علاء ...
- بقي كده ماشي يا رامي انا الحق عليا ... ياله سلاااام ..
انطلق رامي بسيارته بينما صعد علاء مع زوجته هبه و ابنته هدي الي منزلهم و بمجرد ان دخلت هبه ازالت نقابها و جلست علي الاريكة بتعب .....
هبه ....
- اووووف اخيرا اليوم عدى دا كان يوم صعب اوي ايه ده يا علاء ياله الحمد لله اهي عدت ثم نظرت الي هدي و اردفت ....
- و انتي يا مقصوفة الرقبه اما وريتك ... ماشية تبوسي في مخاليق ربنا اي حد يقابلك تبوسيه انا هوريكي يا سافلة انتي .....
هدي .....
- ليه انا عملت ايه يعني ... اووووف ايه العيشة اللي تخنق دي ....
هبه بصدمه ...
- بقي احنا عيشتنا تخنق ماشي يا ست هدي اما ربيتك من اول و جديد مبقاش انا ماشي يا بنت علاء ماشي ..
علاء ....
- الله طب و مال علاء دلوقتي هو انا فتحت بوقي و هو اي حاجة لازم تجيبوا فيها اسمي و خلاص حرامي عليكوا دا انا غلبان و الله .....
هبه ...
- قومي يا بت يا هدي ادخلي اوضتك كده .....
وقف هدي و رفعت رأسها بمنتهي الكبرياء و التكبر ...
- انا داخلة بس مش عشان انتي قولتيلي انا داخلة لأني تعبانه و عايزة ارتاح شوية بس مش اكتر من كده ....
ثم دخلت الي غرفتها بينما كانت هبه تنظر في اثرها بغيط شديد و أردفت ....
- اه يا بنت ال ......
علاء ....
- هوب هوب هوب عندك بنت ايه !؟ خودي بالك ابوها قاعد ....
هبه بحرج و ضيق ....
- شوفت بنتك ... بس هقول ايه طالعة لأبوها بتحب البوس ....
علاء و قد ادمعت عينيه من الضحك .....
- هههههه هههههههه ثم غمز بإحدى عينيه ....
- بس بذمتك دي حاجة وحشة .... و بعدين تنكري !؟ تنكري ان دي اكتر حاجة بتحبيها فيا ...
هبه ....
- لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم شوف انا بتكلم في ايه و هو بيتكلم في ايه ... يا اخي اهدي بقي شوية بقي عيب كده .....
علاء ....
- و اهدي !؟ طب ما انا هادي اهو يا قمري مالك بقي فيكي ايه ... !؟
هبه ....
- انا غلطانة اصلا اني بتكلم معاك .... ثم اتجهت الي غرفتها لتبدل ملابسها فدخل خلفها علاء ....
- انتي دلوقتي ايه اللي مضايقك و لا هو اي نكد و خلاص ....
اقتربت منه هبه ثم قامت بلف يدها حول عنقه و اردفت بدلال ....
- بقي انا بنكد يا لؤتي !؟
علاء بهيام .....
- ها ! ؟
هبه بدلال اكبر ....
- بقولك هو انا بنكد يا لؤؤؤ تشي ....
علاء ....
- تنكدي مين بس يا حبيبتي عي الملايكة اللي زيك تعرف تنكد برضه .... اللي بنكد يا روح قلبك لؤؤؤ تشك من جوه كده ....
هبه ....
- طب اخرج بقي علي ما اغير هدومي و اجي احضرلك الغدا ....
علاء ....
- طب مش محتاجة موووساعدة !؟
هبه ....
- لا ميرسي مش محتاجة موووووساعدتك هههههه ...
غمز علاء بإحدي عينيه ....
- ماشي يا جميل أنا بره بقي جود باي
..
خرج علاء من الغرفة و اتجه الي الخارج و بعد قليل كانت قد بدلت هبه ملابسها و اتجهت و حصرت الغداء من اجل علاء ....
~~~~~~~~~~~~
علي الناحية الاخري كان رامي في طريقه الي منزله و كلما اقترب من المنزل شعر بضيق و اختناق شديد و كأنه ذاهب الي جهنم ....
بعد قليل كان رامي في منزله و كالعادة بمجرد ان دخل وجد هدير تتحدث في الهاتف و تلقي له اي اهتمام ....
تجالها رامي و مر بجانبها دون ان ينطق بحرف و عندما لاحظت هدير ذلك اغلقت الهاتف بسرعة و ثم صعدت خلفه الي الغرفة ....
اردفت هدير و هي متهجمه الوجه ...
- تحب احضرلك العشا ....
نظر لها رامي ليجدها تتحدث بدون نفس فأردف بغضب و هو يلقي قميصة الذي يرتديه ....
- لا شكرا مش عايز منك حاجة !؟
هدير بغضب ..
- في ايه يا رامي ايه البرود اللي انت بتتعامل بيه معايا ده انا كنت عملت ايه يعني لكل ده !؟
رامي بغضب ....
- مشكلتك انك مش بتعملي حاجة يا هدير ... مشكلتك انك انسانه بارده مش بتفكري غير في نفسك و بس انما انا او اي حاجة انا عايزها مش مهم نولع. ... انا نفسي احس ان مراتي بتحبني يا هدير نفسي تاخديني في حضنك و تطبطبي عليا و تقولي مالك ... نفسي احس انك خايفة عليا نفسي لما اتأخر يا هدير تكلميني و تقوليلي انت فين يا رامي !؟ طب انت كويس !؟ نفسي اجي من الشغل احس اني مروح بيت مش فندق مجرد مكان باكل و بشرب و انام فيه و خلاص ... نفسي بيتي يبقي دافي يا هدير نفسي اول ما اروح و افتح الباب الاقي ولادي بيجروا عليا يا هدير و يحضنوني يا هدير ... فهمتي بقي مالي يا هدير !؟
هدير بغضب و صراخ ....
- اه قول كده بقي انت عمال تلف و تدور عشان تفاح موضوع الخلفة الموضوع اللي مش بيخلص ... سبق و قولتلك انا معنديش استعداد اخلف دلوقتي ....
رامي بسخرية ...
- امال عندك استعداد تخفي امتي يا هدير .. و بعدين من الكلام اللي انا قولته ده ... هي دي بس اللي لفتت انتبهاك ... انتي حرفيا عمرك ما هتتغيري يا هدير عمرك .... انا خلاص يأست منك و من طبعك ده ...
هدير بصراخ ....
- انا اللي زهقت منك و من عيشتك دي ...
رامي بغضب شديد ....
- عيشتي دي !؟ مالها عيشتي يا هانم ها مالها ... معيشك في قصر و معاكي عربية و بتصرفي براحتك و داين نفسي عشانك و عشان طلباتك ... ايه بقي عايزة ايه تاني و الله لو عيشتي صعبة اوي كده يا حرام محدش جابرك عليها و الف واحدة تتمني مكانك يا هدير عشان تبقي عارفة و الف واحدة تتمني تبقي خدامه تحت رجلي ...
هدير بغضب ....
- ليه انت شاري جارية عشان اخدمك ما تفوق لنفسك انت مش عارف انا مين و لا ايه يا رامي ....
رامي ....
- انتي بنت ناس طيبين يا هدير ابوكي مدرس محترم و والدتك موظفة في الضرائب و كنتي عايشة في شقة عادية .. عرفتي بقي انتي مين يا هدير و يا ريت تحاسبي علي كلامك بعد كده لان دي اخر مرة هسمحلك فيها تتجاوزي حدودك معايا .... .
~~~~~~~~~~~~~~