bc

رواية خنجر الغدر .. يارا رشدي

book_age4+
71
FOLLOW
1K
READ
others
drama
like
intro-logo
Blurb

انتهت من وضع الطعام علي الطاوله وجلست العائله باكملها لتناول الغداء ..

هتف رشاد وهو يتناول قطعه اللحم المحمره :

اللحمه عامله كده ليه ؟ دي محروقه !!

حركت راسها بالنفي هاتفه :

لا هي بس وشها اتحمر زياده مش اكتر

_ مكنتيش قادره تاخدي بالك وانتي بتحمريها ؟ يعني لا مركزه في طلباتي ولا في شغل البيت امال بالك مشغول في ايه دي بقيت عيشه تق*ف

قالها ونهض من مكانه وترك الطعام اخفت وجهها بين يديها بحزن شعرت بيوسف وهو يرتب عليها قائلا :

متزعليش يا مامي اللحمه طعمها حلو انا اصلا بحبها محمره خالص كده

ابتسمت له لبني وهي تهتف :

دايما بتجبر بخاطري يا يوسف ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبي يلا خلص اكلك علشان نقعد مع بعض ونخلص الـ Home Work

chap-preview
Free preview
الفصل الاول "حق مُغتصب "
فى المطبخ ذا السيراميك الفاتح المائل إلى الت**يم الكلاسيكي تقف امرأة شابة فى نهاية عقدها الثاني تقوم بطهو الطعام و هي تحرك المل*قة الخشبية فى الاناء بيد وتحمل صغيرتها الباكية ذات العام باليد الأخرى هتفت وهي تهزها بإرهاق بينما تقطر حبات العرق على جبينها من الحرارة بس بقي يا ملوكه عشان خاطري لكن الصغيرة لم تهدأ تبكي و كأن الساعة ستقوم دون هوادة رفعت نظرها على الحائط البُني القاتم الذي تكره لونه لترى كم الساعة، فتجدها قد شارفت على الثانية عشر ظهرًا جيد لقد اقترب موعد وصول عمرو وسيساعدها فى حمل الصغيرة لتنهي الطعام قبل قدوم رشاد رشاد الذي يُحيل حياتها إلى جحيم بقسوته و تقليله من شأنها، ما عاد يُنصت لها او يهتم بها، كم أصبحت تمقت اهانته لها، تمقت الأمر أكثر من سيراميك الحائط البني القاتم الذي كان من اختياره هو و ليس هي، رشاد منذ البداية لم يكن يثق فى اختياراتها حتى انه اختار الأثاث و كل شئ تقريبا على ذوقه الكلاسيكي القديم مما يشعرها بالإختناق، كم تمنت أن تغير الأثاث و كل شئ إلى ت**يمات حديثة ذات الوان جميلة مبهجة لقد فاتحته فى الأمر فلقد مر عشر أعوام و كالعادة نهرها و اخبرها أنها تحب إهدار المال فى الأشياء التافهة و كأنها اجرمت حتى تريد أن تكون مرتاحة في بيتها. لكنه رفض، **ر تحمسها للأمر برمته، فى الحقيقة لقد **ر العديد من الأشياء بداخلها، كثقتها فى ذاتها، كم كانت جميلة فى الماضي، إنها تمتاز ب*عرٍ بني ناعم يخالطه خصلات افتح درجة دون صبغة، كان ناعمًا لامعًا فى الماضي عندما كانت تهتم به، أما الأن فلا، تساقط منه الكثير من بعد الولادة و سنين الزمن و اصبح المتبقي هائشًا مجعدًا معظم الوقت، عينيها عسلية اللون كبركة عسل كما كان رشاد يصفهما فى الماضي، انطفئت لمعة عسلهما و أصبحت لا تلمع الا بالدموع، حتى بشرتها لم تعد بيضاء نضرة كالسابق، وزنها ازداد كما ازداد الحمل على ظهرها و كما ازدادت المسؤولية وصل اليها صوت جرس الباب بالاضافه الي رنين الهاتف الذي تعالى صوته أخفضت النيران علي الاناء ثم هرولت بإتجاه الباب و فتحته ليدخل عمرو ابنها الاكبر يرتدي الزي المدرسي الملطخ بآثار اللعب و على ظهره حقيبة بينما شعره البني كأمه غير مهندم كرداءه هتفت وهي تعطيه الصغيرة التي تصيح باكيه شيل اختك شويه وحايلها عقبال اما ارد على التليفون اخذ عمرو الصغيره و حملها اما هي اتجهت بسرعة ناحية هاتفها لتجد المتصل زوجها ردت عليه ليهتف بانفعال على الجانب الأخر ازاي يا لبني متحطيش ال*قود الي قولتلك عليها في الشنطه ض*بت خدها بخفة عندما تذكرت وهتفت اووبس سوري يا رشاد والله كنت فاكره احطهملك الصبح اول ما اصحي بس نسيت خالص غرز أصابعه فى رأسه يُرجع شعره إلى الوراء وهو يكادُ يقتلعه و خرج صوته من بركان ثائر وانا اصرفها فين نسيت؟ منظري ايه قدام العملاء، دماغك دي فيها ايه علشان تنسي حاجه مهمه زي كده روحي يا لبني روحي دلوقتي قالها وانهي المكالمه علي الفور دخل الصغير و هو يحمل ش*يقته التي تصيح وهتف ملك مش راضيه تسكت خالص يا مامي تن*دت لبني وهي تمسح وجهها من حبات العرق بينما علقت غصة فى حلقها، اومأت له ثم أخذت الصغيرة منه لتقول روح غير هدومك وخد شاور لحد ما الغداء يخلص بعد ثلاث ساعات آتى رشاد من العمل و هو يزفر بضيق و يتحاشى الحديث مع لبنى حتى لا يتصادم معها قبل الطعام لأنه جائع بينما انتهت من وضع الطعام علي الطاولة فور أن جاء وجلست العائلة باكملها لتتناول الغداء هتف رشاد وهو يتناول قطعه اللحم المحمّرة اللحمه عامله كده ليه دي محروقه حركت رأسها بالنفي وهي تضع قطعة فى فمها لتؤكد: لا هي بس وشها اتحمر زياده مش اكتر والله دي طعمها حلو جدا يا رشاد حتى دوق من ايدي و أمسكت بقطعة و قربتها من فمه لكنه أبعد يدها فى نزق و هتف بغضب مكبوت منذ الصباح مكنتيش قادره تاخدي بالك وانتي بتحمريها يعني لا مركزه في طلباتي ولا في شغل البيت امال بالك مشغول في ايه دي بقيت عيشه تق*ف! و نهض من مكانه وترك الطعام اخفت وجهها بين يديها بحزن بينما شعرت بحلقها مُر كالعلقم و شعرت بعدها بعمرو وهو يرتب عليها قائلا متزعليش يا مامي اللحمه طعمها حلو انا اصلا بحبها محمره خالص كده ابتسمت له لبني و هي تعبث بخصلات شعره البُنية و تقبل رأسه دايما بتجبر بخاطري يا عمرو ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبي يلا خلص اكلك علشان نقعد مع بعض ونخلص الـ Home Work و بعد أن لملمت الأطباق من على الطاولة و رتبت المطبخ فى سرعة اتجهت الي غرفه المكتب الخاصه بزوجها و هي تحمل كوب من الشاي بالنعناع الذي يحبه رشاد و قالت و هي تدلف انا طلبتلك دليفري بدل الاكل الي معجبكش و جيبالك الشاي اللي بتحبه من ايدي هتف وعينيه مصوبة علي الحاسوب لا شكرا مش عايز نفسي اتسدت و ضعت الكوب على حافة المكتب بالقرب منه و هي تقترب منه تحاول ارضاؤه والله يا رشاد اللحمه انا حطيتها في الزيت عادي علشان تتحمر وكنت واقفه جمبها ومركزه ابتسم ساخرًا دون أن يرفع نظهر و قال اه فعلا مركزه اوي ال*قود منبه عليكي تحطيهم في الشنطه ونسيتي بسببك ياهانم كنت قاعد مع العملاء زي الاهبل احتضنته من الخلف و هو جالسًا على المكتب و هي تعتذر بينما اشتاقت لرائحته و هي تميل بأنفها عند عنقه انا اسفة اوعدك مش هتكرر تاني يلا قوم قبل الاكل ما يبرد واخيرًا رفع عينيه عن شاشة الحاسوب وقال قولتلك مش عايز انتي ايه مبتفهميش شددت من احتضانه و هي تحاول التماسك أكثر بينما تؤلمها كرامتها انا طلبتلك الحواوشي والكباب الي بتحبهم و وصيته يكتر السلطة والطحينة دفع ذراعيها بعيدًا عنه بعصبية هاتفًا اقسم بالله يا لبني ما قايم اكل واتفضلي اختفي من وشي دلوقتي علشان ورايا شغل حاضر يا رشاد حاضر تمتمت بذلك و هي تخرج و تغلق الباب وراءها وفي منتصف الليل انتهت من اعمالها المنزلية المرهقة و هي تشعر بأن كل عضلة بجسدها تئن، غط طفلها عمرو ذا الثمانية أعوام في النوم اما الصغيره مازالت مستيقظة لا تريد النوم و تبكي كعادتها رُغم محاولة لبنى فى تهدئتها نظر رشاد الجالس علي الاريكة يتابع التلفاز هي مش ناويه تنام النهارده ولا ايه اجابته و هي منهمكة فى المحاولة مش عارفه مالها الايام دي بتزن كتير ومبتنامش هتف فى جمود و بكلماتٍ خالية من أية مشاعر اتصرفي ونيميها انا عايزك النهارده ومش هفضل سهران كتير عندي شغل الصبح فهمت ما يقصده فحركت رأسها بالايجاب ثم نهضت الي غرفه الاطفال وظلت تتحرك بالصغيره حتي تغفو مر الوقت ومازلت الصغيره مستيقظة ترفض النوم وقف رشاد علي باب غرفة الاطفال قائلا بضيق مش عارفه تنيمي بنتك بحاول والله معاها اهو روح بس و انا هتأكد انها نامت و جاية خلاص اهي ساكته سيبيها علي سريرها وتعالي لو قومت من جمبها هتعيط استني ربع ساعه لحد ما تنام هي بتلعب مع نفسها اصلا مش هتحس بيكي يلا مستنيكِ قالها و رحل نفخت هي بضيق لا يهمه شئ سوي نفسه فقط، أصبحت تمقت قربه الجسدي لها و تكاد تموت وهى بين ذراعيه لا تشعر بشئ سوى الفراغ و السواد القاتم كأنها فتاة ليل ، لا يبتغي قربها الا عند حاجته، كم تكره كونها ليست غير أداة بالنسبة له لتلبية احتياجاته سمعت نداءه لها بصوتٍ عال ، فخافت أن تصحو الصغيرة و نهضت بهدوء و خفة حتي لا تشعر ثم اتجهت ناحيه غرفه نومها واغلقت الباب خلفها بالمفتاح و بمجرد أن ابتعدت رائحتها عن الصغيرة، بدأت تبكي مرة أخرى ولم ت**ت ثانية واحده وكل لحظة و صوت بكاءها يرتفع اكثر و اكثر استيقظ عمرو علي صوت بكاء الصغيره وظل يحاول ان يجعلها تكف عن البكاء لكن الأخرى لا تستجيب اما في الغرفة هتفت لبنى و هي تحاول ابعاد رشاد عنها ثواني اروح اشوفها و هرجع علطول، البت مفطورة من العياط منعها من النهوض هاتفًا عمرو اكيد هيصحي علي صوتها ويسكتها بدأ صوت بكاءها يعلو أكثر و هذا ما لم تتحمله لبني كيف تبكي صغيرتها هكذا و تتركها اغمضت عينيها بحسرة تضغط على شفتيها بألم و هي تتمني ان يمر الوقت سريعًا وينتهي رشاد حتي تذهب الي ابنتها ظهر صوت عمرو وهو يطرق علي الباب ويحمل الصغيره قائلاً مامي ملك بتعيط جامد ومش عايزة تسكت حاولت ابعاده وقد شقت الدموع الطريق إلى وجنتيها لكن رشاد لم يهتم ولم يجعلها تتحرك من بين يديه يا رشاد ملك نفسها اتقطع من العياط هروح اشوفها وارجعلك تاني لم يهتم بكلماتها تلك ولا بصوت طرقات عمرو وبكاء الصغيرة واتم فعله للنهاية دون رأفة ليتمدد علي الفراش ثم يهتف بنزق قومي روحي شوفي بنتك نهضت من مكانها و تناولت الروب الخاص بها، ارتدته وهي تمسح الدموع من على وجهها بكفيها ثم خرجت من الغرفة تناولت الصغيرة من عمرو ثم ضمتها الي احضانها وهي تمرر يديها علي ظهرها وتهدئها بينما تحاول تهدئة نفسها و دعم ذلك بحضن الصغيرة المتشنج بينما الصغيره تشهق من بالبكاء وتصرخ بلا توقف وكأنها تبكي بُعد والدتها و ألمها سألها عمرو بلوم و هو يفرك عينيه ليعود إلى سريره كل ده يا مامي مش سامعه انا خبطت كتير عليكي معلش يا حبيبي كنت رايحه في النوم ومسمعتش يلا علشان تكمل نومك بعد بضع لحظات ليست بالقليلة ضمت الصغيره الي احضانها بعدما توقفت عن البكاء واغمضت عينيها وذهبت في سبات عميق سقطت من لبني دمعة حبيسة في عينيها قامت بمحوها علي الفور لكن عينيها لم تتوقف وظلت الدموع تسقط كأنها شلال نياجرا لقد اصبحت حياتها مع رشاد صعبة قاسية لأبعد الحدود تغير كثيرًا بعد الزواج لقد كان شخصًا اخر في فترة خطبتهم كان دومًا يُغرقها بالمفأجات والهدايا وكلماته المعسولة التي تجعل قلبها يهفو إليه، كم مرة اخبرها انها ستكون اسعد مخلوقه معه وانها ستكون ملكة على عرش عشقه و حبه لها ابتسمت ساخرة والدموع انسدلت علي وجنتيها اي سعادة تلك و أين العشق هذا، لقد تبخر كذراتِ الماء تحت الظروف الصعبة و الضغط. ظلت تبكي فى **ت و سكون مؤلم حتى غطت بين طياتُ النوم فى غفلة منها. و في صباح اليوم التالي انتهت من وضع الافطار علي الطاولة جلس رشاد وبجانبه الصغير عمرو حدثها و هو يغمس لقمة من الخبز فى صحن البيض انا مش هقدر اعيش في صداع بتاع ملك خديها لدكتور ولا شوفيلها حل في عياطها ده معرفتش انام امبارح ساعه علي بعض وصاحي دماغي هتنفجر من الصداع ردت و هي واقفة تحملها و تهزها حتى تسكت اعمل ايه بس يا رشاد ما انا خدتها لكذه دكتور وقالولي مفيش حاجه عندها بتزن زي كل الاطفال عادي وضع اللقمة فى فمه و هو يلوكها عمرو مكنش بيزن بالشكل ده داعبت لبنى الطفلة بأنفها مبررة بتختلف اكيد من طفل لطفل في اطفال بتبقي هاديه وفي بتبقي زنانه ابتسم ساخرًا وهو يقول وفي اطفال بيقي مرشوش عليها سكر لبني طلاما مش فاهمه حاجه متتكلميش علشان متضحكيش حد عليكي يا حبيبتي عيب زمت شفتيها و قطبت جبينها بينما نزف جُرح كرامتها الحديث الذي لم يلتئم الدكتور قالي كده وعلي نت كمان مكتوب كده نهض من مكانه وتناول حقيبته الخاصة وهو يسخر بإزدراء اسم الله يا نت هتفت بغيظ و قد فاض بها الكيل : انت ليه دايما شايفني غ*ية ومبفهمش رد بكلماتٍ نزلت على رأسها كدلو ماءٍ بارد لانك غ*يه فعلا هو انتي لو بتفهمي كنتي قعدتي اربع سنين بتعيدي في ثانويه عامه ومش عارفة تاخديها يعايرها! يعايرها بتقدريها ويسخر منها لانها لم تتمكن من الحصول على شهادة الثانوية و ليس لديها مؤهل عالي مثله فهي حاصلة علي الشهادة الاعداديه فقط وذلك كما هو فى المجتمع غباءًا و نقص فى قدراتها حاولت إسعاف كبرياؤها الجريح قائلة كنت هكمل في دبلوم لما اتحولت مسار بس سيادتك جيت اتقدمتلي وانشغلت في خطوبه وبعدين الجواز ومعرفتش اكمل في حاجه بينما أكمل هو الطعن فى كبرياؤها بنات كتير بتجوز وبتخلف وبتكون في جامعه وبتتخرج بتقديرات كمان، دول ناقصهم ايه عنك متجبيش اللوم عليا انتي الي دماغك مش بتاعه تعليم قدراتك قليلة انهى جملته الاخيرة بأسف لتقول هي محدش اجبرك تيجي تخبط علي باب بيتي كنت روحت خدتلك واحده قدراتها عالية لم يرفق بها و اكمل على ما تبقى من احتمالها بالأمس نصيب بقي يا لولو اعمل ايه حظي الدكر وقعني فيكي القي عليها كلماته تلك ثم استعد للرحيل وهو يقول ياريت النهارده الغداء يكون عدل و في منزل صديق رشاد المُقرب ذات الطراز الحديث المُفعم بلمسات انثوية تدل على الرقي و الجمال فى التنسيق يجلس حسن بجانب زوجته يتناول الافطار على طاولة السفرة فى غرفة مستطيلة المساحة ليقترح عليها ما تيجي نعزم رشاد ومراته بكره ايه مناسبه ما احنا لسه عازمينهم من كام يوم يا حسن اجابها بهدوء و هو يحول نظرها إلى الطعام من غير مناسبه بس اهو نتجمع كلنا وانتي تقعدي مع صحبتك وانا اقعد مع رشاد ماشي انا معنديش مشكله واهي لبني تشم نفسها شويه من صاحبك ده بدل ما هو مطلع عينيها كده مش عارف ليه قاسي معها كده مع ان لبني غلبانة وهادية تن*دت زوجته وتابعت حديثها هاتفة وملهاش في اي حاجه يعني مفروض يحطها جوه عينيه مش يبهدلها كده فاكر المره الي فاتت عمل ايه احرجها ياعيني وسطنا وقالها شايفه الاكل بيكون ازاي اتعلمي بدل الق*ف الي باكله من ايدك كل يوم البنت ياحبه عيني كانت عايزه الارض تنشق وتبلعها من الاحراج حرك حسن رأسه وهو يتذكر ذلك الموقف لقد امتلئت عينيها بالدموع وكادت ان تبكي ولكنها منعت نفسها بقوة وهتفت بابتسامه باهتة حاضر يا رشاد هتعلم حسن روحت فين قالتها زوجته ليجيبها معاكي يا سلمي طيب ايه رأيك اعزمهم بكره فى بيت رشاد فى الصالة بالتحديد، تفترش الأرض سجادة عتيقة فى مظهرها و تقف لبنى وهي تتحدث في الهاتف مع والدتها هاتفه حاضر يا ماما هجيلك النهارده سألتها والدتها برجاء اكيد يا لبني ولا زي كلمتين بتوع كل مره مسحت جبينها بطرف كم عباءتها البيتية ثم أجابت لا هاجيلك النهارده اكيد بتكلمي مين سألها رشاد الذي دلف للشقة توًا من الباب عائدًا من العمل لتجيبه دي ماما سأل مرة اخرى و هو يخلع بذلته الكحلية الغداء خلص ولا لسه ردت عليه عقبال ما تغير هدومك هتلاقيه جاهز اما نشوف قالها واتجه الي غرفته حتي يُبدل ملابسه، تن*دت وحدثت والدتها هجهز الغداء لرشاد واكلمك يا ماما انهت المكالمة ثم قامت بتجيهز الغداء له على طاولة السُفرة. بدأ في تناول الطعام لتستأذنه و هي تلملم خصلة من شعرها خلف اذنها بتوتر ينفع اروح لماما النهارده انا والولاد وحشينها وعايزه تشوفنا و انا امته منعتك عن والدتك قالها هو لتجيبه لبني ما انا كل مره بروح ازورها لما برجع بتنكد عليا برر لها و هو يغرف بعض الخضار المطهو فى طبقه لانك بتسيبي البيت يض*ب يقلب وتخرجي خلصي الي وراكي وروحيلها زي ما انتي عايزه حاضر يا رشاد ثم تابعت بتساؤل الاكل كويس النهارده ولا لا ارتسمت ابتسامة غير راضية على محياه و اجاب يعني يمشي حاله بس الرز كالعاده معجن وفي الليل بعد أن شارفت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل جلست لُبنى علي الفراش ورشاد زوجها يغفو بجانبها تعبث بهاتفها حتى شعرت بالملل فقامت بفتح محادثة تطبيق الماسنجر وظلت تقلب في الرسائل التي اُرسلت لها اليوم العديد من رسائل الغرام والهوى كل يوم ترسل لها رسائل من هذا النوع من ذلك الحساب المجهول ومقاطع صوتية من اغاني رومانسية فى بداية الأمر عندما ارسل لها هذا الحساب أول رسالة غرام قامت بوضعه في قائمة الحظر لكن لم يفت يومان حتى ظهر لها حساب اخر واخر وكلما تضعه في الحظر يرسل لها من حساب اخر وعندما ترسل له لتسأله من هو لا يُجيبها فقط يرسل لها رسائل غرامية ومقاطع صوتية رومانسية من الشعر و الأغاني ظلت تقلب في تلك الرسائل وتستمع الي المقاطع الصوتية وعقلها يفكر في ذلك المجهول من الذي يُحيط علمًا بالكثير من التفاصيل عنها، ملامحها، صوتها، عمرها، طولها، ملابسها، اشياءها المُفضلة، حالتها النفسية فى بعض الأحيان كل شئ يخصها اغلقت الهاتف ووضعته بجانبها وهي تفكر في ذلك المجهول و فى الصباح عندما شقت الشمس طريقها المعهود استيقظت من نومها علي صوت رشاد الذي يقول بعصبية الفطار فين ولا هنزل من غير فطار اعتدلت من الفراش وهي تفرك عينيها هي الساعه كام ثمانيه ونص يا ست هانم نهضت من مكانها قائلة ياخبر اسفه والله راحت عليا نومه غصب عني ايوه ما هو كله غصب عنك ابنك ضاع عليه يوم في المدرسه بسببك تن*دت لبني وهي تستنكر ازاي منبه الموبايل مرنش النهاردة انتي هترغي اخلصي اعمليلي فطار قالها بانفعال و عصبية جلس على مائدة الطعام ينظر الي ساعة يده كل حين حتى نفخ فى ضيق الساعه قاربت علي الثامنة وهي لم تنهي الافطار و تحضره زفر بقوه ثم نهض من مكانه و تناول الحقيبة هاتفًا دي بقيت عيشه تقرف ثم غادر الشقه بعدما صفع الباب بقوة وصل اليها ذلك الصوت لتخرج من المطبخ و تجد المائدة فارغة ورحل رشاد مالك مش طايق نفس النهارده ليه اتخانقت مع لبني بردو قالها رفيقه حسن ليجيبه هو وقد ضاقت ملامحه اكيد طبعا وهي العيشه معاها ايه غير خناق ونكد بيت وعيلين وراجل مش عارفه تهتم بيهم لا عارفه تعمل اكل عدل ولا عارفه تسكت بنتها الي شغاله صراخ اربعه وعشرين ساعة معلش علشان الولاد صغيرين كلهم ماسكين فيها حاول انت تساعدها في شغل البيت صوب نظره نحو الشاشة الحاسوب و هو يكتب بعض البيانات ماهي سلمي مراتك عندها تؤام وحياتها اكيد اصعب من لبني بتساعدها انت ولا في حاجه مقصرة فيها بصراحه لا مبمدش ايدي في حاجه بس هي بتختلف يعني من كل واحده لتانيه في واحده بتقدر وواحده لا ابتسم رشاد ساخرًا وهو يقول اهي الي عندي مش قادره علي اي حاجه كنت فضلت من غير جواز احسن لسه بتحبها ولا بطلت قالها حسن بتساؤل ليجيبه رشاد مشكلتي اني بحبها، بس عاوزها تتحسن و بحاول معاها و مش مديها ريق حلو وعلطول حارق دمها بالكلام عشان تحس بالغلط و تتحرك تصلح من نفسها بدل ما حياتنا بايظة كده علطول ابتسم حسن رغمآ عنه ثم قال خلاص هاتلها واحده تساعدها شوية في شغل البيت واضمن منين الواحدة دي تكون كويسة ومتسرقش حاجه هدخل نفسي في حوارت مش هتخلص معاك حق، طب ايه رايك تجبلها هدية انت اخر هدية جبتهالها كانت في عيد ميلادها يعني هاتلها هدية كده من غير مناسبة واتكلم معاها براحة وفهمها ايه للي بيضايقك منها وانك محتاج اهتمامها ماهو مش هينفع حياتكم دي كلها نكد وخناق اجرب طيب اجبلها اي حاجة دهب ولا لبس ولا ايه الستات بيحبوا اكتر حاجة الدهب **ت قليلا رشاد وهو يفكر في كلمات حسن تلك ليقول رفيقه بس خلي بالك يا رشاد كده لبني هتدلع عليك كل شويه علشان بعدين متجيش تمسك فيا وتقولي انا السبب بلاها هدايا خالص هو انا ناقص يا عم حسن ابتسم حسن ثم قال النهارده انت ومراتك معزومين عندنا هبقي اقول لسلمي تتكلم معاها اما عند لبنى فهي تقف في المطبخ و هي تحمل الصغيرة الباكية علي ذراعيها و تنظر الي شاشة الهاتف وتنقل منه معاير الطعام المضبوطة فهي تخشي ان تطهو طعام سئ مثل كل مرة ويعترض رشاد عليه وصلت لها رسالة من رشاد الذي يقول متعمليش غداء النهارده احنا معزومين عند حسن تن*دت بارتياح ثم قامت باطفاء النيران علي الاواني وهزت الصغيره وهي تقول يا بنتي انتي ايه مبتفصليش خالص كده خرجت من المطبخ ثم جلست علي الاريكة وبعثت بهاتفها لتصل لها رسالة من ذلك الحساب المجهول بها كلمات رومانسية ابتسمت وهي تقرأ تلك الكلمات برغم انها مجرد كلمات عادية جدا الا انها تشعرها بالسعادة و لازالت تشعرها بجمالها عند الساعة الرابعة و نصف تقريبًا دلف الي الشقة وجدها تجلس تشاهد التلفاز وملك تغفو علي الاريكة بجانبها ليهتف و هو يغلق الباب انتي لسه مجهزتيش لسه بدري لحد ما انت تاخد شاور وتجهز هكون انا خلصت مسح علي رأسه بنفاذ صبر وهو يقول المفروض كنتِ تجهزي من بدري لانك مش هتجهزي لوحدك في اتنين تاني هيجهزو معاكي وكل ده هياخد وقت انا بجد مش عارف دماغك دي فيها ايه يا رشاد مش هنتاخر هخلص انا والولاد بسرعة قالتها لبني بضيق ليقول وهو يرحل الـصـبـر من عـنـدك يارب لوت لبني فمها بضيق هاتفة كل حاجه لازم تمشي بمزاجكك ايه ده جلس على الأريكة ينفث سيجارته بملل ويتابع لبني التي تقوم بتجهيز نفسها والاطفال مر نصف ساعة على انتهاءه من ارتداء ملابسه و الاستعداد و هي لم تنتهي بعد يحاول عمرو ارتداء الجوارب ولكنه في كل مرة يُخطئ فى ارتدائه ليهتف بوالدته برجاء مش عارف يا ماما البس الشراب ثواني يا عمرو بلبس اختك وهاجي البسهولك قالتها لبني بصوتٍ مرتفع ليقول رشاد هات يا ابني البسهولك دي حاجه تشل ناوله الجورب قام رشاد بوضعه في قدميه وعندما انتهي نظر الي ساعه يديه وهو يقول يا ست هانم اتأخرنا علي الناس خرجت لبني وهي تحمل ابنتها هاتفه خلاص يا رشاد خلصت اهو نهض وهو يقول وفيها ايه لو كنتي اتنيلتي جهزتي بدري اهو الي حصل يا رشاد ثم نظرت الي عمرو قائله وريني كده لابس الشراب صح ولا لا لا صح انا لبستهوله يلا خلينا نغور ونخلص قالها بغضب مكتوم ثم خرج و هو يمسك بيد عمرو وقف امام المرأه ليقوم بوضع العطر ثم يرتب شعره ويصففه فى غرور وعندما وصل اليه صوت بكاء الصغيره ابنته اقترب منها وقام بحملها ظل يحركها برفق حتي **تت وضعها علي الفراش بجانب ش*يقها التوأم ثم اتجه الي زوجته التي تقف في المطبخ هاتفًا ها يا روحي خلصتي اومأت سلمي برأسها هاتفه اه كل حاجه جهزت متقلقش باقي بس اعمل الطشة بتاعة الملوخيه وتمام كده طيب روحي انتي يلا جهزي نفسك لأن زمانهم علي وصول وانا هعمل الطشة انا هعملها بسرعه واجهز كفاية انك جيت من الشغل ماخدتش نفسك وفضلت واقف معايا في المطبخ تجهز الاكل يعني اسيبك محتاسة كده بين المطبخ والولاد لازم طبعا اساعدك يلا بقي روحي اجهزي مش هنضيع الوقت في الكلام احنا ابتسمت له سلمي وهتفت حاضر وفي السياره ممكن من فضلك يعني متحرجنيش النهارده قدام صاحبك ومراته قالتها لبني برجاء ليقول رشاد حاضر عندك اي اوامر تانية انا مبتأمرش بس مش منظر يعني كل مره تحرجني قدامهم وتقولي اتعلمي وشوفي بوريكي ستات البيوت بتعمل ايه واهي معاها تؤام ماسكين في زورها وكل يوم والتاني قايمة بعزومة لوحدها خلاص يا سيدي اتجوزها طلاما عاجبك كده وصلوا بعد عشر دقائق بالسيارة، فبيت رفيقه ليس بعيد عنهم اوقف سيارته امام البناية الخاصة بحسن وهو يقول مش معقول هبص لمرات صاحبي واتجوزها، بس لو نفسك اتجوز انا ممكن اجبلك واحدة عادي سقط قلبها بأكمله بين ضلوعها وهي تسأله بوجل ممكن تعملها يا رشاد حرك رأسه بالنفي عندما لمس نبرتها الخائفة تلك وقال اكيد لا يعني ما هو لو اقدر اعملها واعيش مع واحدة غيرك مكنتش استحملت العيشه معاكي بس متنيل علي عيني بحبك ومش عايز غيرك ونفسي تتعدلي وتبقي زي كل ستات البيوت الي بشوفهم حاولت اخفاء ابتسامتها وهي تقول قولتلك هاتلي شغالة تساعدني انزلي يا لبني انزلي يا حبيبتي يلا شغاله ايه الي اجيبها علشان ادخل في هوسه دي اتسرقت ودي اختفت هبط كلاهما من السيارة لتقول لبني نشوفها تكون كويسه وامينه انا مش هدخل بيتي حد غريب انسي قصه الشغالة دي خالص قالها رشاد بجمود لتقول لبني باقتضاب ناسيها يا رشاد ناسيها يجلس الجميع علي المائدة لتناول الطعام هتفت سلمي الي رشاد وزوجته انتو مبتاكلوش ليه ليقول رشاد حرام عليكي ده احنا خلصنا نص السفره الاكل جميل جدا تسلم ايدك بالهنا والشفا ليقول حسن اهي السفره دي كلها قامت بيها سلمي لوحدها ابتسمت سلمي وهي تنظر له باعجاب فهو دومًا يجعل صورتها كبيرة امام اي شخص ليقول رشاد وهو ينظر الي لبني ست بيت شاطره ما شاء الله بادلته لبني نظره رجاء بعينيها ان لا يقول اي شئ ويخجلها امامهم كالعادة وبالفعل **ت رشاد ولم ينطق بشئ وقفت لبنى في المطبخ بجانب سلمي لتقوم بمساعدتها في غسل الصحون وهتفت انتي ازاي قدرتي تعملي الاكل ده كله لوحدك مروان وروان سابوكي كده واقفة في المطبخ بالساعات عادي لا طبعا انا اصلا كنت محتاسة اوي قبل ما حسن يجي من الشغل ومكنتش خلصت حاجه لولا بس وقفت حسن معايا لما جه هو الي خلص كل حاجه يعني حسن ساعدك قالتها لبني بدهشة لتجيبها سلمي ايوه بس هو مبيحبش يقول كده قدام حد وبيطلعني انا الي قومت بكل حاجه لوحدي حتي مع اهلي واهله قامت لبني بتنظيف الاناء الذي في يديها تحت الماء وهي تقول ايوه يا اختي بينفخك قدام الناس ناس ليها نفخة وناس ليها تقطيم واحراج انا كده دايما بختي مايل من صغري ضحكت سلمي وهي تقول انتي هتحسديني ولا ايه يا لبني؟

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

تحت مسمى الحب "عشق الملوك"

read
1K
bc

ظلمات حصونه

read
6.4K
bc

ومضي العمر

read
1K
bc

الظل

read
7.2K
bc

روايه شريط لاصق .. يارا رشدي

read
1K
bc

حكايتنا

read
7.5K
bc

عذريتي مقابل برائتي

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook