بدأ حسن بارسال رسائل كثيرة للبنى ابتغاء اغوائها ، ولقد كانت بها العديد من الكلام المعسول
يخبرها فيها بحبه لها منذ عشر اعوام و يتغزل في ملامحها ويخبرها انه يراها في احلامه دائما كلما اغمض عينيه فكانت تقرأ كل شئ و قد بدأت تستجيب لكلماته تلك فقلبها ينبض بقوة وتشعر انه يحبها بالفعل
ولا يكذب في حبه لها ويبرر خيانة صديقه وزوجته إنه جن بها و بحبها و لم يعد يهتم لأي شئ غيرها
بدأ يخبرها انها ملكه وحده و انها معه دومًا لا يتركه خيالها فى النوم او اليقظة
خافت بشدة وانزعجت ان قلبها بدأ يضطرب و تعجبه الكلمات و هذا الحب المجنون لكنها نهرت نفسها وكادت أن تضعه بقائمة الحظر لكنها توقفت عندما وجدت منه رسالة يقول بها
بلاش توجعي قلبي اكتر من كده يا لبني
كتبت و قد سئمت هذا الخطأ
يعني انت عايز ايه اخون جوزي واكلمك واخون سلمي الي هي مراتك وصحبتي
برر لها بكل حقارة كأنه إبليس يوسوس لها
دي مسمهاش خيانه ده حب والحب مش بايدينا محدش له سلطه علي القلب
زفرت وهي تقرأ كلماته تلك وهتفت
انا بحب جوزي يا حسن
كتب لها وقد بدأ يشعر انه يسحب قدمها فى الخية التي نصبها خصيصًا لها
بطلي كدب ده واحد مش شايفك كل الي بيهمه بطنه وبس لكن انا بحبك مجنون بيكِ
قرأت عبارته تلك ولم تجيبه بشئ
فأطفئ حسن هاتفه و اغلقه و وضعه بجانبه لماذا لبنى لازالت متمسكة به يشعر بالغيرة من رشاد لكنه وسئم رفض لبنى هو لا يحبها بالطبع لكنه يحب أن يدور حول الفتاة الصعبة و ان طال الزمن حتى يجعلها تقع فى شباكه فيتمتع بها كأنه زوجها و يجعلها تفعل كل ما يريده منذ الوهلة الأولى التى رأى بها لبنى وهو يشعر برغبة قوية تجاهه و خاصة لانه يرى أن رشاد لا يستحق كل هذا الجمال الطاغي
ولانه يريد الخراب لرشاد فى كل شئ ذلك أجمل شئ فى خداعه للبنى
كم يحب الأهداف صعبة المنال عن السهلة التي تجدها فى كل مكان ذلك يشعره بلذة الانتصار .
انهي رشاد عمله وعاد الي منزله ليجد كل شئ هادئ ومرتب مائده الطعام جاهزه ومذاق الطعام رائع
واثناء تناول الطعام اضاء هاتفه برقم غير مسجل نظر الي شاشة الهاتف ليجد ذلك الرقم ليس غريبًا عليه فهو رقم غادة
اخفض صوت الهاتف لتقول لبني
مش هترد
ده عميل لسه هيرغي ولحد ما اخلص معاه هيكون الاكل برد وملهوش طعم
حركت رأسها بتفهم ليحدثها رشاد قائلا
صح متخليش مروه تطبخ بكره لان حسن عازمنا
هتفت فى انفعال و هى تتعجب من ذلك المتبجح فى نفسها
ياادي حسن وعازيم حسن هو كل يوم والتاني هنروح نتغدى عنده
سأل رشاد باستغراب
وفيها ايه يعني
تنظر له بغيظ هو لا يفهم شئ ولا يعرف الحقيقة
كيف تخبره ان رفيقه يحبها بل ويخبرها بكلماتٍ معسوله تخفق قلبها وتحرك مشاعرها ناحيته كيف تخبره انها خائفه ان تقع في حبه
وعندما وجدها صامتة ولا تجيبه هتف بزعيق اخافها
ما تجاوبي
تمتمت و هي تطعم عمرو
ولا حاجه يا رشاد ولا حاجه
وفي الليل
يتصفح هاتفه ليجد طلب صداقه مرسل له من غادة تضع صورتها الشخصية
هو يا موبيل يا فيس ايه الست دي
قالها وهو يحدث نفسه بتعجب ولم يقبل طلبها
شعر بـ لبني وهي تتمدد بجانبه علي الفراش ترك هاتفه وهتف
هتنامي ده لسه مجتش 12
اومات راسها بالايجاب هاتفه
فاصله خالص ملك طلعت عيني لحد ما نامت
بعث بخصله شعرها التي علي جبينها وازحها للخلف قائلا
بس انتي وحشاني
فهمت ما يقصده وهي غير مستعده اطلاقآ اليوم عقلها مشغول بحسن وعزومه غدآ
بعدين يا رشاد انا تعبانه وفاصله علي الاخر
تعبانه من ايه كل حاجه مروه عملتها النهارده قعدتك مع ملك وعمرو تعبتك هو اي حجه وخلاص امبارح لما جيت من السفر كانت حجتك انك زعلانه علشان مردتش عليكي وانا مع العملاء والنهارده تعبانه ايه الخنقه دي
قالها بعصبية مكتومة لتقول هي بصوت مرتفع
ااه ماهي مشكله الاكل اتحلت ندخل بقي علي حاجه جديده نتخانق عليها ماهو انت مبيهمكش غير بطنك ومزاجكك بس انت ايه يا رشاد بجد حياتك دي ايه مفهاش غير الطفح والسرير وبس معندكش اي حاجة تانيه
كاد ان يصفعها ولكنه تراجع ولبني تنظر الي يديه بصدمة كان سيض*بها!
كور قبضة يديه بغضب ثم نهض من الفراش وتناول هاتفه وترك الغرفه بأكملها
دلف الي غرفة الاطفال وتمدد بجانب عمرو
أهذه هي صورته في عينيها يبحث عن طعامه وشهواته فقط
أليس هذا واجب الزوجة تجاه زوجها ، أليس هذا من حقه لقد تغاضى عن كل اخطائها الفادحة و لازالت تفعل ما تفعله! تتعامل معه بكل صفاقة و قلة احترام و تقدير
لما تزوج منها من الاساس وهو سيتغاضي عن كل شئ هكذا
عبث بهاتفه وظل يقلب به بضيق وجد طلب الصداقة المعلق من غادة امامه فقام بقبول ذلك الطلب ثم اغلق الهاتف ووضعه بجانبه ثم اغمض عينيه وكلمات لبني ترن في اذنيه
انت مبيهمكش غير بطنك ومزاجكك بس انت ايه يا رشاد بجد حياتك دي ايه مفهاش غير الطفح والسرير وبس معندكش اي حاجه تانيه
لم يستطيع النوم طوال الليل كأنه يتقلب على الاشواك وليس الفراش
وعند الساعة الخامسة صباحًا قام بتبديل ثيابه ثم تناول حقيبته وخرج
ظل يسير بسيارته يدور بها ولا يدري الي اين يذهب فقط يسير بلا هدف
اشرقت اشاعة الشمس تنبعث من وراء الستائر وجانبها
فاستيقظت من نومها وصوت طرقات مروة يعلو
دلفت مروة الى المطبخ لتجيهز الافطار اما لبني بحثت عن رشاد في غرفة الاطفال ولكنها لم تجده
زفرت بقوه ثم قامت بايقاظ عمرو و قالت لمروة
متعمليش فطار
يجلس علي المكتب و هو يشعر بصداعٍ رهيب بسبب عدم تمكنه من النوم ليلة آمس
هتف الي الساعي الموجود
هاتلي كوباية قهوه تاني
سأل حسن
ايه حكايتك دي رابع كوباية قهوه
فأجاب
مطبق من امبارح ومش نايم
تساءل حسن فى تعجب عن السبب ليجيبه رشاد
سيبك مني سلمت كل ال*قود الي عندك ولا لسه
نهض حسن من مكانه قائلا
انسي ال*قود دلوقتي وقولي مالك شكلك غريب النهارده في مشكله حصلت بينك وبين لبني
حرك رشاد رأسه بالنفي وهو يتناول القلم ويقوم بكتابة شئ ما
لا مشاكل ايه تاني خلاص كل حاجه اتحلت وهي عرفت تمشي البيت
امال في ايه
مفيش حاجه تعبان شويه بس و معلش بخصوص عزومة النهارده مش هقدر اجي
تن*د حسن وهتف
عمومًا انا موجود لو حبيت تحكيلي
عاد حسن الي مكتبه وجلس عليه اما رشاد ظل يتابع عمله وهو ليس فى حالته الطبيعية بل كان عصبيًا حانقًا مما أثار ريبة حسن
ارسل حسن رساله الي لبني محتواها
صباح الخير علي اجمل قمر
وفي لحظه وصل له ردها
وبعدين معاك
حلمت بيكي النهارده كنتِ بين ايديا وفي حضني صحيت مبسوط اوي
ابتسمت وهي تقرأ كلماته تلك ثم ارسلت
عيب كده انا مرات صاحبك
صاحبي الي بتتكلمي عنه ميستاهلش جوهره زيك الي يكون معاه واحده زيك ويزعلها يبقي ميستاهلهاش
عزمتنا النهارده ليه
علشان اشوفك طبعا هي دي عايزه سؤال بس ربنا يسامحه رشاد بقي قالي مش هيقدر يجي وتعبان حرمني من شوفتك
كادت ان تجيبه وترسل له ولكنها توقف واغلقت الهاتف لا تريد ان تكون خائنة حتي وان كانت تعيسة مع رشاد الذي لا يهتم بالمشاعر لكنها لم تلاحظ ان اللحظة التي اعجبها كلماتِ غزل من غير زوجها جعلها هذا خائنة وبدأ العد التنازلي للسقوط فى الهاوية
اما حسن فقد شعر ببداية استجابتها وأرسل لها اكثر من رسالة غرامية ومقطع صوتي رومانسي من اغنية تُحبها
عاد رشاد الي منزله قام بخلع ثيابه ثم تمدد علي الفراش لتقول لبني وهي تقف علي عتبة الباب هاتفه
مش هنروح نتغدا عن حسن
لم ينطق بشئ واغمض عينيه لتقول هي بضيق
يا اخي رد عليا متسبنيش بكلم نفسي كده
مش هنتنيل نغور مش هنغور اتفضلي وسيبني اتخمد بقي
وبالفعل غادرت لبني وتركته
وصل لها صوت بكاء الصغيرة اقتربت منها وحملتها هاتفه وهي تهز الصغيرة
عايزاكي النهارده تقضي اليوم كله صراخ وعياط ومتخليش رشاد ينام دقيقتين علي بعض ماشي يا ملوكه؟
يتقلب في الفراش بانزعاج من صوت الصغيره التي لم تتوقف دقيقه واحدة
وضع الوسادة علي رأسه ولكن لا فائدة لا يستطيع التحمل الصغيرة تبكي بلا هوادة
لا يستطيع التحمل فإن الصداع سيفتك برأسه انه مستيقظ منذ البارحة و قلبه يحترق من حينها
فلا طاقة له بمزيدًا من البنزين على حرائقه
نهض من الفراش وهو يصرخ بعصبية
مش عارفه تسكتي بنتك
لا مش عارفه قدامك اهو شايفيني شايلها رايحه جايه بيها وهي مش ساكته اعملها ايه يعني
قالتها بهدوء تام ليقول رشاد
متعمليش حاجه انا الي هعمل
انهي جملته تلك ثم قام بصفع الصغيرة علي يديها بقوة
وهتف بصراخ
صوتك مش عايز اسمعه اكتمي خالص
زاد صوت الصغيرة بسبب صفعة والدها تلك لتهتف به لبني باستنكار
حرام عليك دي طفله فهمت هي كده كلامك يعني
رفع الطاوله الموجوده امامه بقدميه لتسقط علي الارض محطمة ثم قام بت**ير كل شئ حوله بعصبية والصغيره تصرخ باكية لتقول لبني بانفعال
انت اتجننت ايه الي بتعمله ده
العيشه معاكي جننتني يا لبني مهما اعمل انا الي بطلع ظالمك وانتي ياعيني مسكينه مع ان مفيش حد مسكين في ام البيت ده غيري بقالي عشر سنين مستحمل ق*فك وساكت وفي الاخر طلعت واحد مبفكرش غير في بطني ومزاجي وكل ده ليه علشان طلبت حقوقي
اكل اكله كويسه بعد ما ارجع من الشغل طالع عيني وحقوقي الزوجيه ابقي غلطت
هتفت و هي تضع الطفلة على الأريكة لتواجهه
وانا فين حقوقي في كل ده يا شيخ ده انت مهانش عليك تسلم عليا وتاخدني في حضنك وانت مسافر الكلمه الحلوه مش بسمعها منك انت كلك علي بعضك غلط يا رشاد انسان معدوم المشاعر انا محتاجه احس اني ست
صراخ الصغيرة يزداد و الصداع سيُفجر رأسه و لبني و كلماتها وكل شئ حوله يقوده نحو حافة الجنون بالفعل
ضغط علي جبينه بقوة وهو ينظر اليها قائلا
ده علي اساس انك ست اساسا شوفي الستات براه شكلها ايه
ابتسم بسخرية وهو يض*ب كفٍ بكف قائلاً
مش عارف عيني كانت فين يوم ما اتقدمتلك ولبست فيكي بصي يا بت انا طبعي كده وهو ده الي عندي انا استحملتك كتير وفوق طاقتي وده خلاكي تتفردي عليا وتشوفي نفسك لا يا حبيبتي انا استحملتك عشر سنين علشان خاطر مهدمش البيت ده والعيال يتربوا بين اب وام فوقي لنفسك انتي ست بيت فاشله مش عارفه تسلقي بيضه شوفي سلق البيض الي مفيش اسهل منه مش بتعرفي تعمليه
و ضعت يديها فى خصرها و ردت بنزق
وانا بقي عايزه البيت ده يتخرب طلقني يا رشاد وسبيني اروح لواحد يقدرني ويشوفني واحده ست مش واحده لكرشه ومزاجه علي اقل اترمي في حضن راجل يحسنني باني ست مش واحده ياخد منها مزاجه وخلاص
وما ان انهت جملتها الأخيرة حتى وجدت صفعه علي وجنتيها لتضع يديها عليها غير مصدقة أنه فعلها!