في اليم

1039 Words
أخذ الحديث الفتاتان إلى مناطق متشعبة من التحليل وهو ما أسعد إيما وجعلها تفكر و تحاول الربط بين أحداث تلك القصص التى عاشتها و سمعتها من ريماس وقالت لصديقتها: طيب بقى وايه حكاية يوسف و موسى ؟ قالت لها ريماس: كل واحد منهم له حكاية مختلفة و كانت فى فترة زمنيه مختلفه عن التانى لكن يجمع ما بين الحكايات الصبر و الحكمة و التفكير و الإيمان المطلق بالقدر الإلهية و الأهم من كل اللى قولتلك عليه أن النتيجة فى الحالتين كانت عجائبية قالت إيما: -لا يبقى لازم أسمع و بسرعة كمان ردت ريماس : -والله انا خايفة على عقلك ده من اللى عماله تسمعيه و تشوفيه و خصوصا إن كل ده ورا بعضه،أدى عقلك و عيونك فرصة للراحة طيب قالت إيما: -لا متخافيش و احكي قالت ريماس وهي تضحك: -متسرعة قالت إيما: -من الحكايات اللى سمعتها منك من قبل ما اجي هنا و عن طريقة حياتنا سوا قبل كده اقدر اقولك بمنتهى الراحة أنه من بعض ما عندكم يا ريمي ثم انطلقت إيما في الضحك قالت ريماس: -ما انا غلطانة انى قولتلك اساساً قالت ريماس وهي مازالت تضحك بين الكلمات: -غلطتك مسؤوليتك يا ست ريمي،يلا احكي بقى قالت ريماس : معاكي حق وعلشان كده هحكي،بس الأول اختارى تحبي احكي لك عن مين الأول؟ قالت إيما: -هو احنا مش هنحكى بترتيب وجودهم فى الحياة ؟ قالت لها ريماس: -لا خالص مش شرط الترتيب المهم الفكرة و العلم و التحليل قالت إيما: - يبقى أحكي عن موسى الأول جلست ريماس واستعدت للكلام و قالت: -توكلنا على الله،بصي يا ستي،الحكاية دى حصلت فى زمن الفراعنة طبعا زى ما قولت لك قبل كده،و البداية كانت فى عصر حاكم متكبر وظالم،الحاكم ده كان معيش الناس في رعب بسبب انه كان بيضطهد أهل موسي و قومه اللى كانوا عايشين فى مصر الفرعونية فى الوقت ده ولكنهم طبعا كانو رافضين تعدد الالهة و رافضين أنهم يبعدوا إنسان زيه زيهم و لأنهم كانوا كده وملهمش سلطه كان هو بيتكلم عليهم و فى الوقت ده الملك ده شاف حلم وهو نايم و فى الحلم ده شاف أن فى طفل ولد هيتولد من القوم دول و هيكون له مكانة كبيرة و عظيمة و ان الطفل ده هيكون السبب فى هلاله و هلاك ملكه و لأنه كان مؤمن بالأحلام و انها بتتحقق أمر بقتل كل طفل ذكر هيتولد فى قوم موسي قالت إيما فى فزع: -كل طفل ؟ ردت ريماس: -أيوة كل طفل ذكر،و هنا لما خرج عساكر الفرعون يهجموا علي البيوت و يقتلوا الأطفال كان الخبر وصل لأم موسي و فكرت تتصرف ازاى و تخبى ابنها فين و على فجاءة جت لها الفكرة أو الحل و بدأت فى التنفيذ قالت إيما: -موقف صعب جدا ،عملت ايه طيب؟ قالت ريماس: -أخدت موسي فى سبت كبير و غطته كويس جدا و جريت بيه هربانه من العساكر لحد ما وصلت لشط النيل وكانت الفكرة أنه لو فضل معاها هيموت و انها لو حطت السبت فى صندوق خشب وحطته فى المية اكيد ربنا هيحميه لحد ما حد يلاقيه و وانه ميتقتلش على ايد عساكر الفرعون الظالم قالت إيما:بس كده فى الحالتين هو ممكن يموت ردت ريماس: -لو فكرتي بقلب أم كنتى هتلاقى الحل بتاعها هو أسلم حل فى الوقت ده و لان مفيش قدامها غير الدعاء هى حطته فى الماية و دعت ربنا انه يحافظ عليه من الموت و من الشر و شافته قدام عيونها و الميه بتاخده بعيد قالت إيما بملامح تنطق بالحزن: -للدرجة دى كان الحاكم ده حاكم ظالم،ازاى ممكن إنسان يوصل للدرجة دى من التوحش! قال ريماس: -اللى مقولتوش ليكى أصعب بكتير من اللى قولته يا إيما،أومال لو حكيت ليكى الحكاية بالتفاصيل كلها هتقولى ايه بس؟ قالت إيما: -لا احكيلى بالتفاصيل يا ريماس انا عايزه افهم كل الحكاية من أولها خالص و لو سمحتى مفيش اختصارات قالت ريماس: -حاضر،بس كده لازم تفهمي أن موسى كان من نفس قوم يوسف و أن يوسف من جدوده قالت إيما: -كده بقا لازم اعرف قصة يوسف الأول قالت ريماس: -خايفة تتلغبطى لو الترتيب اختلف؟ قالت إيما بعد أن فكرت قليلاً للحظات: -عايزة اكون فاهمة و مركزة أكتر بس ردت ريماس: تمام يبقى أحكيلك عن يوسف الأول ****** وصل كريم الى المنزل مرهق ومتعب ،و ما أن دلف من باب المنزل حتى وجد والدته تقف أمامه،أنتفض من المفاجأة ثم تمالك أعصابه وقال لها: -ايه يا ماما انتى جيتى امتى من السفر و ليه مقولتيش علشان استناكي فى المطار، ثم التف حولها وهو ينظر فى أنحاء المنزل وقال: -ايه ده هو بابا مجاش معاكي ولا حد من اخواتى؟ نظرت له والدته تتأمل لغة جسده و أرتباكه الواضح ثم قالت له: -لا محدش جيه منهم معايا ثم أقتربت منه وهى مازالت تحاول أن تستشف ما هو الغريب فيه وما يحاول أن يخفيه عنها ،شعرت بقلب الأم أن هناك ما يحدث و يخفيه عنها أبنها،و أكثر ما يشغل بالها و يقلق مضجعها هو معرفتها بوفاة ريماس وهي تعلم جيداُ مدى محبة ابنها لتلك الفتاة وأكثر ما كان و مازال يؤلمها حقاً هو رفضهم هي ووالده لتلك الزيجة،استمرت في النظر لابنها و الشرود وعقلها ما زال يتذكر ذلك الموقف الذي حدث عندما قال لهم و صارحهم برغبته في الارتباط بتلك الفتاة التى خلبت لبه،وموقفهم الذي تغير من الفرحة العارمة الى الوجوم التام و ال**ت عندما علما بموقف الفتاة الاجتماعي،أخرجها من شرودها صوت كريم قائلا": -ايه يا ماما هتفضلي تبصي ليا كده كتير؟ قالت له وهي تهز رأسها محاولة التركيز: -لا يا كريم معلش مقصدش حاجة انا أصلا"سرحت قال كريم وهو يتابع نظرات عيون والدته المشتتة في جميع الأنحاء و كأنها تتحاشى النظر إليه عن عمد: - ماما مالك؟ ردت والدته: -انا مفيش حاجة ،لكن انت اللى فيك حاجه يا كريم و متغير و انا مش عارفه ايه سبب التغيير ده وحقيقي قلبي مش مطمن عليك نهائي قال كريم و هو يتماشى النظر إلى وجهها: -انا كويس جدا يا ماما و مفيش اى حاجه تقلق اصلاً قالت والدته وهي تقف أمامه: -لا في يا كريم ،ده حتي تصرفاتك كلها من بعد وفاة ريماس مش طبيعية قال كريم: -الله يرحمها بس ليه يعنى بتقولى كده ،ما انا كويس أهو قدامك و لا أكتئبت ولا ماشي بعيط قالت والدتهفى عصبية: -ماهو ده اللى مش طبيعي يا كريم ،خصوصاً بعد الخناقات اللى اتخانقتها معايا ومع أبوك و اللى كانت بيبب ريماس وحبك ليها و إص*رارك على الأرتباط بيها و دلوقتى بعد ما ماتت ولا كأنها كانت موجودة أصلاً ولا ظاهر عليك اى مظهر من مظاهر الحزن اللى المفروض و الطبيعي انك تكون حاسس بيه دلوقتي نظر لها كريم بعيون مليئة بدموع تأبى أن تسقط و قال لها بنبرة مليئة بالغضب: -أنتوا عايزين تجننوني؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD