كان يجتمع فى غرفه الجدة زينات كلآ من الجدة و غيث وعابد وهم يتناقشون ، فى المشكله التى حدثت وقلبت القصر كله راسآ على عقب ، فلاول مره فى حياة جميع افراد العائله يحدث مثل هكذا امر .
لتتكلم الجدة زينات وهى تحاول ان تقنع غيث بكلامها.
لتنظر الجده زينات الى غيث وهى تراقب تعابير وجهه بهدوء ، لتردف بعد ذلك بقولها : انت لازم انك تتجوز ملك يا غيث، هو دا الحل الوحيد،هو دا الحل الوحيد علشان نحافظ على العيله .
بعدما سمع غيث هذه الكلمات نظر الى جدته بصدمه وهو يقول لها :
اتجوز ، اتجوز البنت دى ، انا مستحيل اعمل كدا ، اى ال حضرتك بتقوليه دا يا جدتى ، انا مستحيل انى اتجوز واحده زى دى ابدآ مستحيل اخلى واحده زى دى على اسمى ابدآ .
لتنهض الحجه زينات من على السرير وهى تشير الى ابنها عابد بطرف عينيها بتركها هى وغيث بمفردهم ، ليفهمها ابنها عابد ويتوجه الى باب الغرفه وهو يقول لابنه غيث قبل خروجه وهو ينظر له بهدوء :
بص يا ابنى ، اسمع من جدتك ، وفكر كويس ، وبلاش انك تاخد قرار بسرعه ، فلنهايه متنساش ان دا مستقبل العيله كله مش مستقبلك انت وبس.
ليتوجه عابد والد غيث الى خارج الغرفه بعد ذلك ، بينما اقتربت الجده زينات من غيث وهى تقوم بالتربيت على كتفه وهى تقول له : ممكن تهدا الاول يا غيث وتقعد هنا جنبى وانا هفهمك.
لينظر لها غيث بتردد وهو يحاول ان يتحكم فى غضبه ، فهو لا يستطيع ان ينسى ان الماثله امامه هى جدته ، وهو يقوم باحترامها منذ الصغر وهو الحفيد المقرب لها.
ليومى لها برأسه وهو يقول لها : تمام يا جدتى ، بس مظنش ان فى حاجه هتقنعنى وتخلينى اغير رائى .
ليتوجه بعد ذلك الى حيث اشارت له جدته ، ليجلس على طرف السرير ، بينما جلست الجدة زينات بجواره .
لتنظر له الجده زينات بهدوء وهى تقول له : انت اكيد عارف يا غيث ان انتى حفيدى ال مربياه بايدى ، وكمان عارف انى مش بهتم غير بمصلحتك ، ومش عاوزه غير مصلحتك كمان ، وان ال حصل انهاردا دا مشكله لكل العيله ، ولازم تتحل يا غيث ، وملك بنت طول عمرها متربيه برا مصر ، وطول عمرها عايشه برا.، اكيد هى مش عارفه عوايدنا ولا الاصول ال اتربينا عليها يا غيث.
لتردف بعد ذلك بقولها وهى تنظر الى غيث بهدوء وهى تقول له : احنا مفيش فى ايدنا دلوقتى غير اننا نلم كل الموضوع ، وان بنتا تفضل تحت ايدنا ونضمن انها مش هتعمل كدا تانى.، ودا كله مش هيحصل الا لما تكون تحت حكم راجل ، ومفيش حد غيرك انت يا غيث يقدر يعمل كدا ، فلنهايه ملك بنت عمك صدقى ، وانت تقدر انك تمنع اى حاجه زى كدا لما تحصل خصوصا انها هتبقى مراتك يا غيث.
لتضع الجدة زينات يدها على يد غيث وهى تقوم بالتربيت عليها بحنان وهى تقول له : انا عارفه ان المسئوليه دى كبيره يا غيث.، بس انت قدها وانا متاكده انك هتحافظ على ملك ، وهتقدر انك تمنع اى حاجه انها تحصل.
كان غيث يستمع الى كلمات جدته زينات بينما يشتعل داخله بالغضب الكبير ، كم يمقت الوضع الذى يوجد فيه.، كل ما يفكر فيه الان وكل ما يجول فى عقله هو ان ينهض من مكانه ويتوجه الى حيث توجد ملك ليقوم بقتلها والتخلص منها ، فهى السبب فى كل ما يحدث حاليا ، هى السبب فى كل ما تعانيه الاسره الان.
ليتكلم غيث وهو يحاول ان يهدأ من غضبه الذى يشتعل داخل ص*ره ليقول لجدته وهو ينظر لها بهدوء قدر استطاعته : بس انا ممكن اعمل كل ال قلتيه دا يا جدتى.، من غير ما اتجوزها.، البنت دى لازم تتربى كويس ، وانا اعرف اعمل دا كله من غير ما تكون على اسمى.، انا مش عاوز واحده زيها تكون على اسمى حتى ، انا مبقتش طايق اسمها ولا حتى انى اشوفها ، انا لو شفتها تانى ممكن انى اقتلها علشان اخلص منها ومن كل قرفها ، ال اتعلمته من تربيتها برا مصر.
ليردف بعد ذلك بقوله وهو ينظر الى جدته وهو يتكلم بضيق وهو يقول :
انتى عارفه كده كويس ، وعارفه انى اقدر اعمل كل ال انتى قلتى عليه ، وفثانيه واحده كمان يا جدتى.
لتنظر له جدته بهدوء وهى تقول له :
انا عارفه دا كله يا غيث ، بس هى لو مكنتش تحت عصمتك ، ممكن تعمل الانيل من ال عملته ، لان البنت اتمسكت المره دى ، وقدرنا اننا نلم الموضوع ، بس المرة الجايه الله اعلم اى ال ممكن انه يحصل يا غيث ، هى لو مكانتش تحت عصمه راجل ممكن تعمل الاكتر من كدا وتحبلنا العار يا ابنى ، وانت اكيد ميرضيكش انى على اخر ايامى اشوف كل دا يا ابنى ، علشان خاطرى ، علشان خاطرى انا يا غيث اعمل ال بقولك عليه ، انا متاكده يا ابنى ان مفيش حل غير ال قلتهولك دا ، دا هو الحل الوحيد علشان نقدر اننا نحافظ على سمعتنا.
لتردف بعد ذلك بقولها :
المره دى الحمد لله قدرنا اننا نحافظ على شرفنا وشرف العيله ، بس المره الجايه الله اعلم ممكن يحصل اى يا غيث ، فاحنا ليه نسيب احتمالات ، طالما نقدر اننا نلم الموضوع دا كله وننهيه من الاول .
لتنظر الى غيث بنظرات هادئه وهى تقول له :
مستقبل العيله كله بايدك انت يا غيث ، انت ال هتقدر انك تنقذ سمعه العيله دى كلها ، وكمان تحافظ على مكانتنا وسمعتنا بين كل الناس، فكر يا ابنى كويس وقرر ، فلنهايه انا قلتلك كل دا علشان انا عارفه مصلحه العيله هتكون اى ، فكر يا ابنى وقولى الرد بتاعك وان شاء الله خير .
كان غيث يستمع الى كلمات جدته وداخله متاكد من ان كل كلمه تخرج من فم جدته صحيحه ، وانها تفكر فى الصالح العام للعائله ، وانها لا تريد سوى مصلحه العائله ، ولكن كيف له ان يتزوج من هذه الفتاة ، التى كادت ان تؤدى بسمعه العائله الى الحضيض ، كيف سوف يأتمنها على اى شئ، كيف سوف يكون اسره معها ، ولكن فى النهايه هذا هو ما وضعه الواقع فيه ، ويجب عليه ان يقرر ، وان يختار الاصلح للعائله اولا قبل ان يقوم بالتفكير فى نفسه.
ليتكلم غيث وهو ينظر الى جدته بهدوء ، لا يع** حاله الغضب والثوره التى تعتلج بها روحه ، وهو يقول لها : .....
____________♡
بينما فى غرفه ملك:
كانت ملك تنام على السرير وهى مستلقيه على جنبها بينما تنظر الى الفراغ ، لتهطل الدموع من عينيها دون ان تشعر بذلك ، فبعد رحيل الطبيبه التى قامت بفحصها ، كانت امنه والده غيث تجلس معها فى الغرفه ، لتستيقظ ملك وهى تشعر بالآلم الكبير فى جميع أنحاء جسدها ، لتحاول امنه زوجه عمها ان تقوم بمواستها على ما حدث لها وهى تشعر بالالم الكبير بسبب رؤيتها لها بهذه الحاله ، لتقوم باعطائها بعض المسكنات التى قد قامت الطبيبه بكتابتها لها ، لتتوجه امنه زوجه عمها الى خارج الغرفه بعد ذلك حتى تتركها ترتاح قليلآ.
بينما ظلت ملك فى الغرفه وهى تنظر الى الفراغ ، غير مباليه بأى شئ فى هذه الحياة ، فقد سئمت من كل شئ ، رغم الم جسدها ، والمسكنات التى قد قامت باخذها ولم تأتى بمفعولها بعد ، الا ان الم قلبها قد كان كبيرا ، كم ان الظلم امر سئ ، كم هى تشعر بالسوء على نفسها ، وعلى كل ما قد حدث لها ، هى تشعر بالحزن الشديد فالجميع عليها ، الا امنه زوجه عمها عابد ، ولكن الى متى سوف تظل زوجه عمها بجانبها ، فبالتأكيد سوف تنحاز الى جانب الجميع ، وسوف تتخلى عنها كما تخلى عنها والدها صدقى ووالدتها وفاء ، لقد تخلى عنها والدها ووالدتها ، لقد تخلى عنها الجميع فى اشد اوقات الحاجه ، لقد تركوها بمفردها معرضه لكل هذه الامور.
لتتكلم ملك بحزن وهى لازالت تنظر الى الفراغ وهى تقول فى نفسها :
انا حاسه ان قلبى واجعنى جدا ، وحاسه انى لوحدى كمان.، مش عارفه ليه بيحصل فياكل دا ، انا عملت اى لكل دا ، انا معملتش حاجه لاى حد ، ولا عمرى اذيت اى حد ، ليه اى حد يفكر انه يأذينى ويعمل فيا كل دا ، يا ترى الشخص ال جا انهاردا واتبلى عليا وقال عليا كل الكلام دا ، عمل كدا ليه ، واى مصلحته فى كل دا ، وانا عملتله اى يا ربى ، ليه يعمل معايا انا كدا ، وانا عمرى ما شفته ولا قابلته فى حياتى كلها ، ويا ترى ازاى جاب الصور دى كلها ليا معاه وانا اول مره اشوفه اصلا لما جا هنا ، وكمان التسجيلات ال معاه وكل الحجات ال جابها معاه دى جابها منين وازاى .
لتزفر انفاسها بحزن وهى تقول :
انا لو شفت كل الادله دى كنت هصدقه كمان ، بس عمرى ما كنت هكدب حد انا واثقه فيه، بعد كل السنين دى وبعد كل حاجه اهلى مش واثقين فيا ، اهلى اول شخصين اتخلوا عنى ومبصوش فى وشى حتى ، دا اكتر يوم فى حياتى احس فيه ان انا فعلا مخنوقه وتعبانه ، انا حاسه انى وحيده فعلا ، انا حاسه انى فعلا لوحدى فى الدنيا دى.
لتحاول ان تعدل من وضعيتها على السرير ، لتشعر بالالم الكبير فى جميع انحاء جسدها ، لتتساقط الدموع من عينيها وهى تقول :
منك لله يا غيث يا فقر انت ، ايدك عامله زى المرزبه ، حاسه ان وشى وجسمى ات**روا خالص ، هموت من كتر الوجع ، جاى يستقوى عليا ويضربني ، اه يا ربى منك لله يا غيث مش عارفه ادعى عليك بأى والله ، روح يا رب اشوف فيك يوم ، على كل ال انت عملته فيا دا ، ومن غير ما تسمعنى حتى ، عملت زى ما العيله دى كلها عملت ، انا بقيت احس نفسى غريبه عن العيله دى ، لا انا منهم ولا هما منى ، لان مفيش حد واثق فيا ، اذا كان ابويا وامى ال ربونى موثقوش فيا او فى تربيتى ، هلوم بقيه العيله ، ال يادوب قعدت معاهم كام شهر.
لتحاول ان تقوم بالاستلقاء على ظهرها وهى تقول فى نفسها بالم :
يا رب انت الوحيد ال عالم بحالى ، وانت الوحيد ال عارف انى مظلومه ومعملتش اى حاجه لاى حد ، ويا رب انت ال عارف انا اتظلمت ازاى، وان الكل جا عليا من غير ما حتى يسمعوا منى ، الكل بيشوف الادله محدش واثق فيا ، محدش قبل انه يسمعنى ، الكل بيفكر بس بل هو شايفه.
لتردف بعد ذلك بقولها وهى تبكى بالم وتتساقط الدموع من عينيها بحزن كبير بسبب كل ما حدث لها وهى تقول فى نفسها :
الظلم وحش جدا ، والوحش اكتر من الظلم انى افضل لوحدى والكل يتخلى عنى ، حتى اقرب الناس ليا ، سابونى اكون لوحدى كدا ، فى الوقت ال انا محتاجه فيه حد جنبى صعب جدا ، انا كل عمرى بقف مع كل الناس حتى ال معرفهمش ، بقف معاهم ، ولما انا احتاج ان حد يقف جنبى ، ملقيش حد ابدا ، كل ال كنت فاكره انهم اساس فى حياتى وان حياتى من غيرهم متساويش ، وان هما ثقتهم فيا اهم حاجه فى الدنيا ، وان عمرهم ما هيعملوا اى حاجه تقول ع** كدا ، طلع كل دا غلط ، غلط جدا ، غلط لدرجه ان ال حصل انهاردا دا بين ليا ان انا كنت غلطانه ، وغلطانه جدا كمان.
لتقوم برفع كف يدها وهى تقوم بمسح دموعها باصابعها الرقيقه ، وهى تحاول ان تتوقف عن البكاء، لتردف بعد ذلك بقولها :
اجمدى يا ملك انتى مش لوحدك ربنا معاكى ، اى يعنى الكل اتخلى عنك ربنا هو الاهم ، ربنا مش هيسيبك ابدا ، اكيد الحقيقه هتظهر والكل هيعرف انى مظلومه ، وان كل ال حصل دا انا مليش اى ذنب فيه ، ايوا انا متأكده ان دا هو ال هيحصل ، انا متاكده ان حقى هيرجع ، وان كل ال شمت فيا ، وكل ال ظلمونى دول هيرجعوا ويطلبوا منى انى اسامحهم ،انا متاكده ان الحقيقه هيجى يوم وهتظهر .
لتردف بعد ذلك بقولها ، وهى تشعر بالحزن الكبير على ما وصل اليه حالها من الوحده والالم وهى تقول : يا رب انا تعبت من كل ال بيحصل دا ، ومش عارفه هظهر برائتى اذاى ولا هتصرف ازاى ، بس انا واثقه ان الحقيقه هتظهر فى الاخر ، وان كل ال اتخلوا عنى وظلمونى ، هيعرفوا انى كنت مظلومه ، وان كل ال حصل دا افترا عليا وظلم .
لتشعر ملك ببعض النعاس ، حيث ان مفعول المسكن قد بدأ ، ليسترخى جسدها ، لتنام بعد كل هذه الاحداث التى قد قامت بارهاق روحها وجسدها.