الفصل الثالث

934 Words
وضع ياغيز يومها يده في جيبه و أخرج بطاقته ثم وضعها في يدها و هو يقول" هذه بطاقتي..فيها عناويني و ارقام هاتفي..ان كنت حقا تمتلكين الموهبة..لا تترددي في الإتصال بي..تمام..عن إذنك" ..اصطحب أمه إلى الخارج يومها فيما بقيت هزان واقفة في مكانها تتابعه و تخطط لما سيحدث لاحقا..فأن تربطها علاقة بصانع نجوم كياغيز إيجمان..فهذا يعني أن أبواب الشهرة قد فتحت أمامها على مصراعيها..نظرت إليها جيداء و سألت" هزان..ماهذا الذي فعلته؟" أجابت" لقد فعلت ما يجب علي فعله..إلى متى سأظل أعمل في محل للحلويات في الوقت الذي أرغب فيه أن أصبح نجمة مشهورة..ألم يكفنا ما لقيناه من معاناة عندما كنا في الميتم معا؟ ..أنت تحبين الدراسة و كنت تحلمين بأن تصبحي طبيبة..و ها قد تمكنت من تحقيق حلمك..أما أنا فأكره الدراسة..و أحلم أن أصبح فنانة مشهورة..و سأفعل كل ما يلزم لكي أحقق حلمي..لن أبقى فقيرة و معدومة و مغمورة طوال عمري..يجب أن أحقق الشهرة و أن أصبح نجمة صف أول..و سأكون قريبا..و سترين" ..في اليوم الموالي..ذهبت هزان إلى أستوديو تسجيل الأغاني الذي يملكه ياغيز بعد أن اتصلت به و طلب منها المجيء..وقفت أمامه كتلميذة تقف أمام أستاذها..كان في ذلك الوقت أملها و طريقها المحتوم نحو مستقبلها الزاهر و حلمها اللامع..تفحصها للحظات ناظرا إلى فستانها البنفسجي و إلى شعرها القصير..قال" هيا..أنا أريد أن أسمع صوتك..غني لي" اضطربت هزان و حملقت فيه و لم تستطع أن تنطق بكلمة واحدة..ابتسم و ربت على كتفها و هو يقول" ان كنت فعلا صاحبة موهبة فعليك أن تثبتي نفسك أمام الجميع..لا تترددي و لا تخجلي..كوني واثقة و قوية..هيا..أسمعيني" غنت له يومها مقطعا من أغنية حزينة كانت تغنيها في الميتم كلما شعرت بالخوف و الحزن..غنتها بكل إحساس فيها..و بكل صدق..فوصل إحساسها إلى ياغيز و لامس صدقها شغاف قلبه..صفق بقوة عندما انتهت من الغناء و قال" هزان..انت فعلا موهبة حقيقية..و تستحقين الظهور للعلن" سألت بحماس" و كيف سيحصل "ذلك؟" أجاب و الإبتسامة على شفتيه" ذلك عملي أنا.. لم يبخل ياغيز على هزان بأي شيء..وقته..جهده..معارفه..علاقاته..كان معروفا بمساعدته للمواهب الشابة دون البحث عن مقابل..كان يعشق الصوت الحقيقي و يرغب في إيصاله إلى الناس..و هذا ما فعله مع هزان..لكنه لم يكن منتبها إلى طبعها الطموح و رغبتها في الوصول إلى القمة بأقصى سرعة و بأي ثمن كان..كما لم يكن قادرا على مقاومة تلك المشاعر الجياشة التي بدأ يشعر بها تجاهها و يكنها لها..قام بتقديمها في برنامج إذاعي للمواهب الصاعدة ..ثم في برنامج صوت تركيا التلفزيوني..و تمكنت بفضل توجيهاته و نصائحه من الحصول على المرتبة الأولى و على جائزة مالية هامة..ثم فاجأها في عيد ميلادها بأغنية لحنها خصيصا لها بعد أن حصل على كلماتها من صديق له ..سجلتها في الأستوديو الخاص به و بمجرد أن بثت للمرة الأولى..لاقت الاغنية نجاحا باهرا..كانت أغنية بعنوان" سانسيز أولماز..مستحيل بدونك" ..غنتها هزان بعد ذلك في كل لقاءاتها التلفزية و الإذاعية..و من هنا انطلقت رحلة الصعود الصاروخي..كان هو يعطي دون حساب..و كانت هي تأخذ دون حساب..حبه لها جعله يضعها على رأس أولويات حياته..سخر لها كل الظروف الملائمة لكي تنجح و تصبح نجمة مشهورة..و وعيها هي بذلك الحب الكبير..جعلها تستغله و تصعد على كتفيه و على حساب جهده و سهره و مشاعره..لم تكن تجيد سوى محبة ذاتها..تريد أن تهرب من حياة بائسة اكتفت منها..و أن تصبح نجمة مشهورة و ذات ثروة و مكانة..و هو ما وفره لها ياغيز..حتى جاء ذلك اليوم الذي صارحها فيه بحبه..يومها..كانا معا في إزمير لإحياء حفل خاص..غنت هزان أغنيتين من أغانيها و بعض الأغاني الشعبية الأخرى..و في طريق العودة..كانت متعبة فوضعت رأسها على كتف ياغيز فيما كان هو يقود السيارة إلى الفندق..قالت" أشعر أنني أريد أن أنام لمدة شهر كامل" ابتسم ياغيز و قال" معك حق..لقد قضينا فترة ماراطونية..لقاءات و حفلات و تسجيل..يجب أن ترتاحي..و تستعدي للمفاجآت القادمة" رفعت رأسها و سألت" ماذا؟ مفاجآت أخرى؟ مثل ماذا؟" ابتسم و قال" لن أخبرك..و إلا لن تكون مفاجأة" مررت هزان يدها على وجه ياغيز و قالت" لا أعرف كيف سأكافئك..لو لم تكن أنت لما.." قاطعها" أنا لم أفعل سوى ما يجب..المهم أن تكوني سعيدة" قالت" أنا سعيدة جدا" أوقف السيارة و قال" و أنا سعيد لسعادتك..هزان..أعلم أنك قد تستغربين ما سأقوله..لكنني أشعر بمشاعر قوية نحوك" ثم صمت قليلا و قال" هزان..أنا أحبك..أحس بالسعادة في كل لحظة نقضيها معا..و أريد أن أكون معك دائما" صمتت و لم تقل شيئا..و أمام صمتها قال" ..هزان..أنا لا اريد منك شيئا..و لن أجبرك على مبادلتي هذا الحب..واصل ياغيز" لا أريد أن تجامليني لمجرد أنني أساعدك في تحقيق حلمك..لست مجبرة على الوقوع في حبي كرد للجميل..لقد أخبرتك فقط لأن قلبي فاض بما أشعر به و لم أعد قادرا على الكتمان.. هذا كل ما في الأمر..و إذا رأيتي فيما قلته إزعاجا لك..فأرجوك أن تنسيه" صمتت يومها هزان..فكرت..عقلها حدثها بأن تقبل حبه الذي سيكون زورقها نحو القمة..لأنه سيمنحها ما لن يمنحه لغيرها..حبه لها سيجعله يضعها على رأس أولوياته و لن يبخل عليها بشيء..بمعارفه..بألحانه..بإنتاجه..بنصائحه..كان حبها للشهرة و للأضواء و لمصلحتها يفوق أي شعور آخر..لم تكن تهتم للحب و لا تعترف به..فمن وجه نظرها أنه إذا عجز الوالدان عن حب طفلهما و تخليا عنه و وضعاه في ملجأ للأيتام..فلن يكون هناك في هذه الدنيا ما يسمى بالحب الحقيقي أو الصادق..هي تعتقد أن ياغيز بحبه لها يريد شيئا واحدا في النهاية..و هو جسدها..و كان حصوله على جسدها ضمن مخطط آخر من مخططاتها التي لا تنتهي في طريق وصولها نحو القمة..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD