الفصل الرابع

756 Words
..يومها..التفتت إليه عندما وصلا إلى الفندق و صعدا في المصعد..و قالت" ياغيز..و أنا أحبك" حملق فيها ياغيز و قال" هزان..لست مجبرة على.." قاطعته يومها بأن ألصقت شفتيها بشفتيه في خطوة أولى نحو جعله ينهار كليا أمامها و يسلمها مفاتيح النجاح السريع و الشهرة الرائعة..قبلها ياغيز بكل حب..بكل شغف..بكل صدق و بكل نقاء..فيما كانت هي تسعى إلى الوصول إلى غاية باتت أقرب مما كانت تتصور..و بتطور العلاقة بينهما..صار ياغيز أكثر اهتماما بها..يرافقها في كل موعد لها..يحرص على اختيار الكلمات المناسبة لها و يقوم بتلحينها بنفسه مختارا لها المقامات التي تتماشى مع صوتها..فتسجل هزان الأغنية تحت إشرافه و على ضوء تعديلاته و ملاحظاته التي يخصها بها دون غيرها..و كان يحرص على تأمين لقاءات صحفية لها..و على بث أغانيها في مواعيد مختارة بينه و بين أصدقاءه الإذاعيين..كما لم يكن يهمل تدليلها و اهداءها الورود الحمراء و الثياب و العطور الفاخرة بمناسبة و دون مناسبة..و لم تكن هزان تهتم من كل ذلك إلا لجعله يغرق في حبها يوما بعد يوم دون أن ترضى أن تقيم معه علاقة جسدية..لكي توصله في النهاية إلى عرض الزواج عليها..فتكون بذلك قد ضمنت إدارة مجانية لأعمالها إضافة إلى شركة انتاج توفر لها كل ظروف النجاح..و هذا ما حصل بعد ..شهرين من لقاءهما الأول..في شقة جيداء في البلازا..نظرت هزان إلى زجاجة النبيذ الذي شارفت على الإنتهاء و ابتسمت و الدموع في عينيها..الآن تبتسم و هي تتذكر تلك اللحظة التي خططت لها جيدا في ذلك الوقت..أما اليوم فهي تتذكرها بكثير من الحسرة و الندم..لأنها و ببساطة..لم تعرف قيمتها..أغمضت عينيها و عادت بذاكرتها إلى عرض الزواج المميز الذي تلقته من ياغيز..ذلك اليوم..كانا مسافرين معا إلى انطاكيا للمشاركة في مسابقة وطنية للمواهب الشابة..كانت تجلس بجانبه في الطائرة و كانت تضع السماعات في أذنيها ..لم تكن تهتم كثيرا لتبادل الحديث معه أو لسماع كلامه..نعم..لقد كانت جافة و باردة و بلا قلب..اقتربت منها المضيفة و قالت" عفوا آنستي. الطاقم الأمني للطائرة يريد لقاءك" ..التفتت فلم تجد ياغيز بجانبها..نزعت السماعات و سألت" عفوا..ماذا كنت تقولين؟" أجابتها المضيفة بنفس الإجابة و طلبت منها مرافقتها إلى مقصورة القيادة..اضطربت هزان و شعرت بالخوف للحظات..لكن مع وصولها..فتح القبطان الباب و أخذ يرشها بأوراق الورد فيما جثى ياغيز أمامها على ركبته و هو يمسك بعلبة صغيرة فيها خاتم ألماسي رقيق بحجر لامع و قال" أردت أن يكون كل شيء مميز و خاص مثلك تماما..هزان..حبيبتي..حياتي..و نحن معلقان بين السماء و الارض..و نحن في الجو و الغيوم تلفنا ببياضها الساحر..هل تقبلين أن تكوني زوجة لي..في الصحة و المرض..في الفقر و الغنى..في السعادة و الحزن؟ هل تقبلين بي شريكا لحياتك؟" يومها..مثلت السعادة و التفاجئ واضعة يدها على فمها و أجابت" نعم..أقبل" ..كانت تقبل الزواج منه و هي تخطط لمستقبل مليء بالنجاحات و الشهرة و الثروة..كان هو وسيلتها و طريقها المختصر لذلك..قبلها يومها بخفة أمام الجميع و قام بالتقاط صورة لهما في غرفة قيادة الطائرة..مع القبطان و الطاقم الفني و التقني للطائرة..بكت هزان بحرقة و هي تتذكر ذلك..الندم يأكل داخلها و يكاد ينهيها ..لو أنها اهتمت لحبه في ذلك الوقت..لو أنها بادلته تلك المشاعر الصادقة و النبيلة..لو أنها لم تكن بلا قلب و استغلالية إلى تلك الدرجة المقرفة..لو فهمت عندها ما فهمته متأخرة جدا..لكانت حياتها الآن مختلفة كليا..لما كان الندم يقتلها و يمزق قلبها..لو..ليت..كلمات قاسية..لا نستطيع بها تغييير أي شيء ..ليبقى الندم..معلنا وصولنا متأخرين في كل مرة..ارتمت هزان على الارضية بين دموعها ..و شرابها و ذكرياتها و ندمها الذي لا يرحم..مررت هزان أصابعها خلال شعرها القصير..لا تستطيع رفع رأسها الثقيل عن الارض..تفكر فيه..لا تستطيع منع نفسها من التفكير فيه..لا بد أنه معها الآن..مع زوجته..لا بد أنه يلامسها..و يقبلها..و يحبها ..كما كان يفعل معها..هو من المستحيل أن يكرر تجربة الزواج ان لم يجد في المرأة التي اختارها شيئا من الدفء و المشاعر و الحب الذين لم يجدهم لديها..تشعر انها تختنق لمجرد أنها تتخيله معها..تعلم أنه ليس من حقها..لا يحق لها أن تغار عليه أو أن تفكر فيه أو أن تستكثر عليه السعادة التي تليق به..لكن..لقد اكتشفت متأخرا جدا أنها تحبه..و أن تلك الشهرة التي لطالما أحبتها أكثر منه و ركضت خلفها..لم يعد لها أي معنى طالما هو بعيد عنها هكذا..طالما ليس بجانبها..طالما هو يكرهها..صارت تشهق بصوت بكاءها العالي و هي تلعن نفسها و تلعن غباءها الذي جعلها تخسر رجلا كياغيز..عادت بها الذاكرة إلى ذلك الزفاف الأسطوري الذي خصها به..في قصر فخم على المضيق..و بإشراف أشهر مصففي الشعر و الماكيير..نزلت هزان على الدرج ترتدي فستانا أبيضا صمم خصيصا لها من قبل مصمم عالمي..طرحة طويلة جرتها خلفها..تسريحة جميلة و مساحيق خفيفة زادتها جمالا و بهاءا..رفع ياغيز نظره نحوها و السعادة تغمر قلبه..ابتسم ابتسامة عريضة و اعترضها آخذا يدها بين يديه و قبلها و هو يقول" أنت جميلة جدا حياتي" ابتسمت و هي تراقب فلاشات الصحفيين و الحضور الكبير من اشهر الفنانين و الموسيقيين و المنتجين..و هذا ما أرادته..أن تكون شخصية مرموقة يسعى الجميع للتعامل معها في الوقت الذي ..كانت لا تحلم بمجرد الوقوف بجانبهم..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD