الفصل الاول ج1
بسم الله الرحمن الرحيم
رواية حور الشيطان (عشق محرم )
ــــــــــــــــــــــــ
المقدمة
عزيزي القارئ ::
دوماً لكل حكاية بداية و لكل بداية نهاية
و مهما تشابهة الحكاية و البداية
فدوماً تختلف النهاية فهناك نهاية حزينة و هناك نهاية مريرة و هناك تلك النهايات الوردية التي نحلم بها و نتمناها في قصص العشق . فقد يخيل لك ان حكايتنا كغيرها تتشابه بدايتها، لكن كما قلت دوماً تختلف النهايات باختلاف الأحداث فإن حكايتنا تحتوي علي عقاب، فلكل مخطئ عقاب هو نعم سيقع في العشق حتى النخاع، سيظن انه فاز بالحور، لكن في المسعى لها سيعيش اشد عقاب...
فعشقه لها محرما منبوذا لا يجوز، اذاً كيف لنهاية حكايته أن تكون..
===================
يا من وقعت بشباكِ
سلبتي القلب
و أصبحتِ هواه
وقع لكِ دون رضاه
رغماً عنه دقت لك ِالدقات
لتكوني له كل الغرام
بحضورك و غرامك
إعادةِ جثته للحياة
و عرف للسعادة عنوان
اقتحمت البسمة محياه
تلك البسمة التي نساها لسنوات
كنتٍ كربيعاً إزاحة شتاءً ببرودته و قسوته
و جعلتي بقربك من قلبه كزهرة عباد
أينعت ومن هواكِ كشمس لها أشرقت
تفتحت أوراقه، فتوغل بها هواكي
لكي ما شئتِ و راغبتي
قلب الشيطان لكِ أستسلم
دون هوادة منه في شبائكِ وقع
أعلن أنه لكِ من الآن قلبا و قالبا
ً يا حوراً صغيره فعلتي بذاك الشيطان العجب
...............................
الفصل الأول ::
في أحدى تلك البلاد البعيدة المتطرفة من الصعيد المحاطة بالجبل و ساكنيه من قطاع الطرق و القتلا و غيره من المجرمين ، هؤلاء من يقومون بمهاجمة القرى والبلاد المجاورة و نهبها و إخضاع أهلها لهم و استباح نسائهم و عرضهم، إلا هذه البلدة المحصنة التي لم يجرأ أحد منهم علي الاقتراب منها، بسببه هو حاميها و مالكها المسمى( بالشيطان) من يرتعبون لسماع اسمه و يخشونه ، ألا أنهم في ذات الوقت يحبونه و يحترمونه، و يقدرونه ، هو الحامي لهم؛ لولاه لكان حالهم كحال بعض البلاد من حولهم ، الذين يحاولوا دوما اللجوء لتلك البلدة للاحتماء بها ، يسمح لهم بذلك بعد التأكد من هويتهم و رضوخهم لأتباع قوانينه الخاصة الشديدة والصارمة ،حول مكوثهم ببلدته حيث كان ليس للمخطئ غير أشد ال*قاب ، لا يوجد بقاموسه ما يسمى غفران ، لا يفرق بين رجال و نساء في عقابه ، بل علي الع** هو صارم غاضب أكثر مع النساء يعتقد أنهم سبب كل داء وبلاء ..
كانت تلك البلدة تحت حماية أجداده لسنوات ، إلي أن مات الجد و تولي والده مسئوليتها ، بينما قرر عمه أن يستقر ويتولى أعمال مجموعة شركاتهم في القاهرة وكان والده هو الأسد القاسي الذي لا يرحم ، استطاع بجبروته وقوته السيطرة إلى أن مات ..
كان ذلك أثناء مكوثه خارج البلاد مقررا فيها الاستقرار بعيداً عن البلدة و الابتعاد عن ذكرياتها و آلامها ، حتى علم بموت والده و اقتحام المطاريد لها ، استغلال لغيابه ، فهم كانوا مدركين أنه هو الوحيد بعد الأب ؛ من قادر علي التصدي لهم ، كون الأخ الكبير مريض هزيل و الأصغر مازال مراهقاً لم يبلغ العشرون ، هاجموا البلدة مستغلين غيابه ، هربت عائلته بصعوبة اخوه اكرم الكبير و زوجته و ابنها و ابنتها الصغيرة ، لقد كان هذا بعد فقد الأخ الصغير جسور ، الذي قتل دون رحمه منهم ، عاد هو وساعده أولاد عمه و كان المنتقم الجبار ينتقم لموت أخيه أشد انتقام ، إذا كان قد قتلا زعيمهم آخاه قتلا هو له ثلاثة من الابناء، زادت العداوة و زاد الخطر ، قرر حينها البقاء و حماية أسم عائلته و الحفاظ على ميراثها ، استمر لسنوات كثيرة هو حاكمها و حاميها ، من شدته و قوته ، و عدم رحمته سمي( بالشيطان) و سميت البلدة
" بلدة الشيطان" ، تلك التي عاش فيها الغرام و بها **ر قلبه وتحول الي حطام، لكن ها هي آتت من ستجمع تلك الحطام و تداويها و تجعل منها قلبا عاشق متيم حتي النخاع .....
ّّّّ................ّّّ.ّ....ّّّّّ
فآه من قلب
عاش عمراً من الحزن و الآلم
تعايش مع الفتور و تعلم البرود
و تصنع الجمود ، و نفر البشر
تعلم القسوة و ابجديتها
حتى صار يحفظها و يتقنها
بل يتفنن بها.. لم يعرف معنى الأمان
و طعن بالغدر و الحب **ره و حطمه
و لم يرحمه و يرأف به الحبيب، جعله حطام
فماذا قد يكون !! و قد تعلم الحزن و الألم
البرود و الفتور ّ.. الخوف و القسوة
غير أن يصير شيطان ملعون لا يرحم ّ
غير مدرك بأنه بالانتظار لتلك المجهولة
التي ستعيد تجميع
حطام قلبه و جعله قابل للحب
من ستكون قادرة غير تلك الحور
............................
و الآن في محطة البلدة؛ في تمام التاسعة مساء
نجدها هي وأختها تترجل من القطار ممسكة كلًا ًمنهما بيد الأخرى ، تحمل حقيبتها ، ينظرا من حولهم ، تعتريها الرهبة قليلاً من هذا المكان ، حيث كان من الغريب؛ أنهم فقط من ترجلا من القطار في تلك المحطة الخالية إلا من عدة رجال يرتدي كلا منهم جلباب و يحمل سلاحا بيديه، أقترب منهم أحدهم قائلا بصوت عالي و صراخ:-
-أنتم مين؟ وإيه اللي جابكم هنا الساعة دي!!
هو انتم مش عارفين ان م***ع دخول أو خروج أي حرمه منكم !، ولو ضروري يكون معكم راجلكم، كمان معاكِ أذن بالدخول للبلد!، هنا م***ع دخول بدون إذن...
ارتعبت حوريه ، شعرت بها حور ، تمسكت بأختها أكثر تبثها بالأمان ،نظرت له قائله:-
حور : هو أيه حضرتك بتعلي صوت كده ليه، إيه حرمه دي!، إيه اللي م***ع دخولنا وخروجنا ، وم***ع من غير إذن هو إيه م***ع م***ع !، إيه كمية الم***ع اللي قلتها دي!، إلا ما فهمت منك أي حاجه ، وبعدان لما تتكلم معايا تكلم باحترام و بصوت واطي
تفاقم غضب ذاك الحارس وتفوه ::-
-بقولك آيه يا ست انتي انا مش ناقص وجع دماغ ، و لماضة، جاوبي على قد السؤال، قولي هو أنتم إيه مش خايفين علي روحكم و لا إيه!، حتى تيجوا في الساعة دي!.
ما أن أوشكت حور على التحدث ، حتى أتى شاب يركض مسرعا نحوهم قائلاً بينما يلتقط أنفاسه :-
-آسف إني تأخرت عليكم كان عندي حالة ولادة مستعجل.
ألتفت إليه الرجل قائلا:-
-خير يا دكتور مين دول؟؟ ايه اللي جايبهم البلد دلوقت!، انت داري بالتعليمات من وجود اي حرمة
خارج بيتها بعد المغرب ما يأذن، كمان ما عندي علم بدخول حد.
اثناء حديثه كانت تنظر له حور و حوريه من خلفها بنظرة تسأل، بمعنى من أنت !؟
فهما كان يتوقعان قدوم دكتور ادهم والد صديق والدهم و يعتبرونه في مقام الجد و ليس شاب في أواخر العشرينات، فهم هو نظراتهم ، تابع الحديث مع الرجل قائلاً له : اهدي يا عوض الآنسات يكونوا الدكاترة المتدربين الجدد اللي طلبت من (الشيطان) أنهم يتدربوا هنا بالمستشفى
كان المفروض يوصلوا من بدري، لكن القطار اتأخر ، عشان كده وصلوا متأخرين هما ما يعرفوا عن موضوع منع خروج الستات بالبلد بعد المغرب....
تابع حديثه بينما ينظر نحوهم قائلا::-
- انا عارف انه كان المفروض أن والدي اللي يستقبلكم لكن هو تعب فجاه و كلمني على آخر لحظة استقبلكم و كان عندي حالة ولادة، آسف اني تأخرت ..
ثم أنتباه لنظراتهم المندهشه والمتسائلة، أدرك أنه لم يعلمهما بهويته بعد فتابع قائلاً :-
-نسيت أعرفكم بنفسي أنا دكتور زياد الشازلي .
أجابت عليه حور براحة بعدما علمت بهويته:-
ـ تشرفنا يا دكتور زياد خير الف سلامه علي جدو ادهم ان شاء الله خير
أجابها زياد :: خير يا دكتوره ما تقلقيش شوية ارهاق .
ظهرت حوريه من خلف أختها، رفعت وجهها في تلك اللحظة قائله بخجل و صوت رقيق لا يكاد يكون مسموعا:-
- الف سلامه علي جدو ادهم و بجد اسفين على تعبك معنا .
ما ان استمع لصوتها، حتى طالعها بنظرات مسلوبة منه ، رغمًا عنه من شدة جمال ما يراه ، نظر بعينيها التي آسرته، وأجبرته ان يتوه بها للحظات...
إلى أن قال عوض:-
-برده اسف يا دكتور ما هدخلهمش ، ما عندي أوامر بدخول حدا، لازم أتأكد من الشيطان نفسه ، انت داري حجم المصيبة اللي هنكون فيها لو واحده منهم حصلها حاجه أنا و الرجالة اللي هنتعاقب ، فلازم أخبر الشيطان
زفر زياد قائلاً : ما أنا قولت لك يا عوض أنه عنده خبر بوصولهم...
فقدت حور أعصابها وتحكم بها غضبه ، قائلة بنبرة صوت غاضبة :-
- هو انت عمال تعلي في صوتك كده ليه ، إيه اللي ما هدخلهمش و ما عندي أوامر بدخول حد هو انت مفكر نفسك مين!؟، وكمان تمنعنا ندخل البلد بصفتك إيه !، من ساعة ما شف*نا و قاعد تتكلم و انا ساكته لك ، هو مين كمان الشيطان اللي هناخد إذنه ده كمان ، هو إيه البلد الغريبة دي !!
قال زياد محاولاً تهدئتها : اهدي يا دكتوره هو بينفذ الأوامر بس ، في حاجات انتي مش عرفها عن البلد هنا ونظمها ...
ثم وجه نظره باتجاه قائلاً ::-
- اتصل بيه يا عوض، و خلصني الدكاترة اكيد تعبانين من السفر.
استجاب له عوض ، رفع هاتفه للاتصال به و التأكد من معرفته ....