الفصل الرابع (4)

2277 Words
أحيانا يصل الانسان منا إلى درجة كبيرة من اليأس لتسيطر عليه شياطينه تجعل جميع الموازين تختل لديه فيصبح الحلال حراما والحرام حلالا, انه فقط نسي قوله تعالى " قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ" {يونس:59}. وقال تعالى: "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّه" {الشورى:21} هكذا عكفت عفاف على إقناع زوجها بتبني تلك الطفلة الصغيرة بشتى الطرق وقد نسيت أو لنقل أنها تناست أن فكرة التبني محرمة في الإسلام حيث قال تعالى في كتابه المجيد"(وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) ( الأحزاب 4 : 5 ) وبالفعل لقد رفض محمود طلبها لأنه يعلم كل هذا و إن كان هناك جزء منه يتمنى أن يفعل ذلك. ************************* وفي بيت نصرالله المحامي, جلس مازن بجوار عبدالرحمن في حجرة صديقهما يتحدثان عندما دخل عليهما حسام حاملا صينية عليها ثلاثة أكواب من المشروبات الساخنة وهو يقول بصوت مرتفع: وعندك أحلى تلاتة نسكافية للناس الأوائل وصلحه. فابتسم الصديقان وعلق عبدالرحمن مازحا: والله فعلا باين إن هيبقا دة أخرك ان شاء الله, صبي قهوجي. في تلك الأثناء كان قد تناول مازن كوبه وارتشف منه رشفة ثم اقشعر بدنه بعدها وهو يقول: دة لو القهوجي وافق أصلا. ثم أعاد الكوب مكانه وهو يقول لحسام مؤنبا: ايه دة يا بني, انت متأكد ان دة نسكافيه؟ حسام متذمرا: والله أهو دة بقا اللي عرفت أعمله, مش كفاية اني تعبت نفسي ودخلت اعملكم حاجة تطفحوها, ثم كمان ماما مش هنا يعني مفيش غير اللي قدامكم دة يبقا بقا اشربوا وانتم ساكتين. عبدالرحمن بصوت خافت وكأنه يحدث نفسه: حسبي الله ونعم الوكيل. حسام: بتقول حاجة يا عبده؟ عبدالرحمن وهو يتناول كوبه ويشرب منه مجبرا نفسه على الابتسام: حبيب قلبي يا حس, تسلم ايد*ك يا كبير, أنا عمري ما شربت شاي بالروعة دي قبل كدة. حسام بغيظ: شاي ايه يا عم جهبز؟ والله انتم عيان ناكرين للجميل. مازن: يا عم جميل ايه؟ انت عاوز تسمنا وتقول جميل؟ خد يا عم اللي انت بتسميه نسكافيه دة ومش عاوزين من وشك حاجة. حسام: صحيح انا الحق عليا, اني لميتكم من الشوارع وفتحتلكم بيتي, بقا دة يبقا جزائي؟ إلا ما فيه واحد منكم حط في عينه حصوة ملح وعزمنا عنده ولو مرة واحدة. عبدالرحمن بجدية: انت عارف, انا ما ينفعش لأني عندي أخوات بنات. فوجه حسام سؤاله لمازن ساخرا: وانت بقا يا سي ميزو؟ ف**ت مازن قليلا عندها لاحت أمام عينيه صورتها الطفولية البريئة وهي تبتسم له وتضحك على نكاته, ثم قال وهو مازال في شروده: وأنا كمان ما ينفعش. ************************ أما في بيت محمود الذي بدأ يتجنب الحديث مع زوجته منذ نقاشهما الأخير, فهو يشعر بها وبعذابها, ولكنه لا يريد أن يخالف عقيدته وضميره, فلقد أصبح بين ناري الدنيا والآخرة فأيهما سيختار؟! جلس محمود في غرفته واضعا مصحفا كبيرا أمامه على الحامل وأخذ يقرأ آياته العطرة بصوت رخيم علها تدخل الى قلبه السكينة في حين دخلت زوجته التي بدأت تذبل شيئا فشيئا فهي أصبحت لا تأكل إلا اليسير منذ أن رفض زوجها طلبها, ثم نادته بصوت ضعيف: محمود. علمت أنه قد انتبه لوجودها حيث سمعته ينهي قراءته قائلا: صدق الله العظيم. ثم أدار وجهه إليها قائلا: خير يا أم مازن؟ جلست عفاف بين يديه لتقول بصوت باك: انت ليه مش عاوز تريحني؟ محمود محاولا أن يحتفظ بهدوئه: إلا في دي يا عفاف. اطلبي مني أي حاجة انتي عاوزاها إلا دي. عفاف وهي تحاول أن تكفكف دموعها التي خانتها وهربت من مقلتيها: طيب فهمني, انت ليه رافض؟ محمود وقد بدأ صوته يعلو قليلا: عشان حرام يا عفاف, التبني حرام. أنا مستغرب ازاي بس عاوزة تنسبي بنت ناس تانيين لينا؟ ازاي ترضي انك تاخدي حاجة مش من حقك؟ عفاف: ماهو احنا مش هنتبناها على طول, دة بس لحد ما أهلها يظهروا وترجعلهم تاني. المهم يكون ليها ورق رسمي عشان نقدر ندخلها المدرسة، . محمود: يا عفاف بقولك حراااام, وما ينفعش اللي انتي بتقوليه دة. عفاف: يعني هو ينفع ان البنت تعيش معانا كدة من غير صفة. وهو يبقا حلال وكويس أوي لو خلينا السنة تضيع عليها؟ التزم محمود ال**ت ليعطيها الفرصة للمزيد من الأعذار الواهية التي تحاول أن تقنع بها نفسها أولا ثم زوجها بتحليل ما حرمه الله: يا محمود افهمني بس, ماهي كدة كدة قاعدة معانا, يعني مفيش حاجة هتتغير غير ورقة صغيرة هنقدمها للحكومة ولما يا سيدي أهلها يظهروا يبقا كأن الورقة دي ملهاش وجود. محمود وقد بدأت نفسه تضعف لما ترغب به زوجته وتتوق إليه نفسه: طيب افرضي أهلها ما ظهروش. فقالت عفاف على الفور وهي تحاول أن تخفي سعادتها: يبقا ساعتها بقا نكون احنا عملنا الصح, لانها مش هيبقا ليها حد غيرنا ولازم كل الناس تعرف إنها بنتنا عشان حتى نفسية البنت ما تتعقدش لو طلعت وما لقتلهاش أهل حواليها, او تعرف إن أهلها اتخلصوا منها وهي صغيرة وما سألوش عنها وكأنها ما تفرقش معاهم. محمود: ومين قال بس الكلام دة؟ عفاف: يعني تفسر بإيه إننا مش عارفين نوصل لأي معلومات عنهم لحد دلوقت؟ واحنا عمالين نلف وندور حوالين نفسنا عشان نعرف طريقهم مع ان المفروض انه يحصل الع**, وكمان ما سمعتش اللي قاله صاحبك فؤاد لما قال ان الظابط قريبه ملقاش أي بلاغ في الاقسام أو المستشفيات عنها؟ تفسر بإيه الكلام دة بقا غير إنهم فعلا مش عاوزينها وما صدقوا انهم رموها, ويا مين عارف لو كانت وقعت في ايد حد غيرنا كان هيبقا ايه مصيرها دلوقت؟ ف**ت محمود مجددا لا يجد ما يرد به على زوجته والتي قد اعتبرت **ته تصديقا على كلامها فأكملت تناشد فيه الجزء الضعيف بأي انسان ألا وهو قلبه وعينيها تترقرق بالدموع وهي تشد على يديه: يا محمود, احنا ربنا حرمنا من بنتنا وهي لسة ما كملتش خمس سنين, ساعتها قولت ان ربنا يمكن يكون بيعاقبنا فيها على ذنب عملناه لكن لما شفتك وانت داخل علينا و دي دي في ايدك وعرفت حكايتها حسيت وكأن ربنا رضي عننا من تاني وعوضنا بيها عن بنتنا اللي ماتت, نيجي احنا بقا ونرفض الهدية اللي ربنا عطاهالنا, دة يبقا اسمه بطر. محمود في محاولة أخيرة ليبقي ضميره متيقظا: بس ربنا حرم التبني يا عفاف. عارفة يعني ايه حرمه؟ وربنا ما بيحرمش حاجة غير لما بيكون عارف إن فيها ضرر للانسان. عفاف بعناد: طب ايه يعني الاضرار اللي ممكن تحصل لو احنا اتبنينا البنت؟ محمود: اللي سمعته ان التبني حرام لأن فيه تضييع للأنساب وفيه حديث شريف عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادَّعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار ". رواه البخاري ( 3317 ) ومسلم ( 61 ) : دة غير لأن فيه تحريم لحلال ربنا يعني مثلا دلوقت يجوز لابنك انه يتجوز البنت لكن بعد التبني دة مش هينفع لانها ساعتها هتبقا المفروض انها أخته مع ان الحقيقة غير كدة فلا هي أخته بالدم ولا حتى في الرضاعة. : وكمان دة فيه استحلال للميراث يعني بعد ما احنا ما هنموت هيبقا ليها الحق انها تورث مع ابنك , مع ان المفروض ان الميراث هيبقا من حقه لوحده. ثم وبعد لحظات قليلة من ال**ت استطرد قائلا بعد تنهيدة طويلة: عرفتي ليه بقا هو حرام يا أم مازن؟ ورغم اقتناعها بكل ما قاله زوجها إلا أن شيطانها قد غلبها في النهاية وجعلها تقول: يا أبو مازن ما احنا ممكن بردو نتبناها ونتجنب كل دة, يعني مثلا المفروض ان كل الناس عارفة ان دي مش بنتنا, هي بس هتبقا مجرد ورقة هتبقا بينا وبين الحكومة عشان البنت يكون ليها وجود رسمي, ومن ناحية انها يعني ممكن مازن يفكر انه يتجوزها فدي بعيدة اوي, وكمان الجواز قسمة ونصيب ولو دة حصل يعني ساعتها بقا مش هيبقا فيه مانع لانه عارف انها مش أخته, مع ان بصراحة ابنك بسم الله ما شاء الله عليه من ساعة ما البنت ما دخلت البيت وبيعاملها كأنها أخته وزيادة وهي كمان تقريبا أكتر واحد بتسمع كلامه هو مازن, يعني الموضوع دة صعب اوي انه يحصل, اما بقا بخصوص الميراث ولو ان دة بعد عمر طويل يعني وربنا يخليك لينا طبعا فدي بقا أمرها سهل يعني انت مثلا ممكن تبقا تكتب كل حاجة لمازن وبكدة مش هيبقا ليها حق في الورث حتى بعد التبني. كان **ته تلك المرة يدل على أنه قد اقتنع أخيرا بكلامها بالرغم من وجود هاجس بداخله ينبأه بأنه مقبل على ذنب عظيم لا يعلم كيف يمكنه أن يكفر عنه فيما بعد. عفاف في محاولة أخيرة لاستجدائه: محمود! اوعدني انك هتروح بكرة للمحامي عشان تخلص الورق, روح لأحمد ابن خالتي هو ممكن يساعدك, قولت ايه؟ ألقى عليها نظرة طويلة رأى في عينيها دموعها التي تنتظر منه أن يرفض حتى تتحرر من سجنهما وتسيل أنهارا في حين على شفتيها شبح ابتسامة تأبى الظهور حتى تسمع موافقته, ثم دون أن يشعر سمع صوتا لم يعلم أنه صوته إلا عندما وجد زوجته تحتضنه بشدة وهي تكاد تطير من السعادة وكانت جملته هي: ماشي يا عفاف. ************************* : انت اتجننت يا محمود؟ انت ازاي تعمل كدة؟ كان فين عقلك وقتها, لا إله إلا الله, أستغفر الله العظيم, أستغفر الله العظيم. كان ذلك الصوت الغاضب هو صوت فؤاد الذي أخبره صديقه بأنه قد أتم إجراءات التبني للفتاة , وفور أن سمع فؤاد ما حدث من صديقه أخذ يستغفر الله كثيرا وهو يض*ب كفا بكف. فقال محمود وقد استحوذ الحزن على قلبه ول**نه: ما كنش أدامي حل غير كدة يا فؤاد, انت ما شفتش عفاف وهي عمالة تترجاني اني أتبنى الطفلة دي كان حالها يصعب ع الكافر. فؤاد معنفا: وعشان ترضيها تغضب ربك, عشان ترضي العبد تقوم تغضب الرب يا محمود؟ محمود وهو يحاول أن يبرر فعلته: ربنا غفور رحيم, وهو عالم ب*روفي, وبعدين مانا كدة كدة معترف انها مش بنتي أدام ربنا وأدام الناس كلها ولما أهلها يظهروا ويتعرفوا عليها مش همنعهم عنها, وكمان أنا كتبت كل حاجة لابني وعفاف هي التانية عملت كدة عشان البنت ما تشاركش ابني في ميراثه لو لا قدر الله حصل حاجة. فؤاد: وانت فاكر انك باللي عملته دة يبقا خلاص حللت بيه اللي حرمه ربنا؟ انت بتبرر ايه بالظبط يا محمود؟ اللي انت عملته دة جريمة واللي هيعاقبك عليها هو رب السموات والأرض, اتق ربك يا محمود و بلاش تنسب البنت غير لأهلها والله عز وجل قال في كتابه العزيز" ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ" محمود: بس احنا مش عارفين أهلها, والله أعلم ممكن يظهروا امتى؟ فؤاد وهو يكمل الآية في محاولة منه أن يعيد صديقه إلى صوابه مرة أخرى: " فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ " محمود وهو يفرك جبينه بيده في يأس: مش عارف بقا يا فؤاد, أهو اللي حصل حصل وخلاص. فؤاد وهو يمسكه من كتفه بحنان مشفقا على حاله: لسة في ايدك أنك تصلح غلطتك يا محمود. محمود: مش هينفع يا فؤاد, انت ما شفتش وش عفاف وفرحتها وهي ماسكة ورق اثبات بنوة الطفلة لينا وعمالة تحضن في البنت وتبوسها وكأن بنتها رجعتلها من تاني., مش ممكن بعد كل دة هروح أقولها انها كانت بتحلم, وان كل دة ما حصلش, مش هتستحمل يا فؤاد, ساعتها ممكن أخسر عفاف للأبد, ودة اللي مش هقدر أستحمله . فؤاد وهو يتركه ليغادر المكتب وقد سأم من محاولة إقناعه وكأنه يحاول أن يفتت صخرا بيديه وقد تملك منه شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء ولكنه لم يكف عن الدعاء له قبل أن يذهب: ربنا يهد*ك يا محمود, ربنا يهد*ك يا صاحبي. **************************** وفي الطريق كان الأصدقاء يقهقهون من كثرة الضحك, وحاول حسام أن يتمالك نفسه وهو يقول: يخرب عقلك يا ميزو, وقال أنا اللي قولت انك واد بقا بتاع كاراتيه وحركات وهيبقا ولا الخطيب في زمانه أتاريك بتلعب لعب كلابي, دة انت كنت ناقص تمسك الكورة بايدك يا أخي. عبدالرحمن مازحا: مش عارف ليه كنت حاسس ان الكورة هي اللي بتجري وراك يا مازن, دي كانت ناقص تبوس ايدك عشان تشوطها وانت ولا معبر في أهلها. مازن مدافعا عن نفسه: مانا قولتلكم اني مليش في الكورة أنا معرفش غير الكاراتيه. حسام: ماحنا قولنا بقا انك أكيد هتبقا واد فتك وتض*ب الواد الفرود بتاعهم كتف قانوني في الهوا تخرجه برة عشان احنا نقدر ناخد نفسنا في اللعب, أتاريك طلعت زي خيبتها, صحيح والله وعرفنا قيمتك يا واد يا عزت, ماهو لولا انه غاب النهاردة ما كناش احتجنا لخدماتك ولا كنا خسرنا خمسة واحد بالشكل دة. مازن: ع العموم تتعوض مرة تانية ان شاء الله. حسام بفزع: لا يا عم, لا تانية ولا تالتة. احنا من غيرك زي الفل, وانت أخرك تقعد في المدرج وتصقف ساعتها هتفيدنا أكتر. وكانوا قد وصلوا لمفترق الطرق ليذهب كل منهم إلى منزله, فقال عبدالرحمن: طيب يا جماعة, نتقابل بكرة بقا إن شاء الله على خير. فغمز حسام لمازن وهو يقول مستعطفا: بس برحمة الغاليين يا ميزو لتقول لابوك يخف علينا شوية, الواحد خلاص حس ان عضمه ات**ر,اصلي بدأت أشك هو دة أبوك بجد ولا لقاك جنب المعبد اليهودي؟ فض*به مازن بخفه على كتفه وهو يتصنع الجدية ويقول له: ما تلم نفسك ياد. حسام: ياد! والله وبقيت بيئة أوي يا ميزو. مازن مبتسما: طيب يا عم البرنس سلام بقا وناموا بدري. تصبحوا على خير. عبدالرحمن: وانت من أهل الخير, في رعاية الله. وتفرق الثلاثة ليذهب كل في طريق على وعد بلقاء جديد في الغد. ********************** رن مازن جرس الشقة والابتسامة لاتزال عالقة على شفتيه يتذكر كل أحداث اليوم من لعب ومزاح مع صديقيه ككل يوم أجازة يقضونه معا, فتحت له والدته الباب تستقبله والبهجة تطل من عينيها فحياها باسما بتحية الاسلام وردت عليه التحية, ثم دخلا الشقة وأغلقت عفاف الباب خلفهما. فسأل مازن: أمال فين بابا يا ماما؟ عفاف وهي تتحرك متجهة ناحية دي دي التي كانت تعبث ببعض الثياب الجديدة: باباك دخل اوضته من شوية. فاقترب منهما مازن وهو يقول مازحا: وكمان هدوم جديدة؟ هو العيد بكرة وأنا مش عارف ولا ايه؟ ثم بدأ يتناول الثياب من يد الطفلة وهي تبدي فرحها الشديد بمشاركته اياهما و تتابع نظرات الاعجاب ترتسم على وجهه, ثم سمع صوت والدته وهي تقول له: بارك لدي دي يا مازن؟ مازن متسائلا بمزاح: ليه يا ماما؟ هي كمان نجحت في المدرسة؟ عفاف وهي تشد دي دي إلى حضنها: لا يا حبيبي, بس احنا خلاص سميناها دارين. ومن النهاردة ورايح هتبقا دي دي هي أختك دارين. لا يعلم إن كان ما صدمه أكثر وألجم ل**نه الخبر الأول وهي أن دي دي أصبحت تسمى دارين, أم أنه الخبر الثاني وهي أنها أصبحت بين ليلة وضحاها أختا له.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD