#هل_نسيت_العهد_ياقلبي_؟!
#أجل_فوالله_لقد_كبرت_ولكنني_نسيت_ان_أنسى...?❤️
تمر الأيام والليالي... وتصبح بدورها سنوات... يعتقد الجميع أننا نتغير فيها شكلا ومضمونا ولكن لا أحد يدرك خفيات الامور
فما فنحن الآن إلا نتاجا لغدر و خيبات أمل متلاحقة كادت أن تمزق اطرافنا وتتلاشي علي اثرها أفكارنا لا نعرف أنتمسك بالحياة ؟! أم نترك تلك المسماة بالحياة لتحركنا بخيوطها كالدمي ولكن في كل الاحوال... لا سبيل للنجاة سوا محاربة الواقع للنسج من أنفسنا شخصيات جديدة بطباع لا نألفها ونحاول التأقلم عليها ونعيش ونتعايش بها فلا أحد يستطيع أن يحمينا من غدر الحياة سوانا... ولايوجد جدار نستند عليه بكل قوتنا وينتشلنا من الضياع ويكون أماننا في دنيا الكوارث تلك إلا محاربة الواقع والانتصار على الظروف...???
عجيب أمرنا.... فطفلة قلبي في المساء وحيدة، وأنا وحيد مثلها. لا شيء يعكّر **تنا ، أود لو أنني أستطيع انتزاعها من الصورة لانظر داخل جوف عينيها وأخبرها كم هو شاقا أن نفترق ونبني الحواجز بعدما التقينا........... ?
بإمكاني أن أشم عطرها من صورتها ؟! هل هذا هو الحب ؟! هل مازال قلبي طفلا وينبض لطفلة قلبي ؟!........ وإن كان هذا هو الحب....... فكم هو شاقا أن تحترق روحي من هذا الحب ولا يمكنني النظر في عينيها أو التحدث معها ، التقط لها صورا كثيرة وهي تقف بجانب احتمالات كثيرة كان يمكن أن نعيشها معا ، كم هو شاقا علي قلبي وأنا احمل آخر محاولة لإعادة ماكان بيننا......... ?
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.
كان يقود سيارته بسرعة كبيرة يجوب الارض ولا تكاد عجلاتها تلمس الارض ويضغظ بيده بقوة ابرزت عروقه وهو يضغط علي المقود... يشعر بالخنقة و القهرة وكأنه فقدها اليوم لأول مرة ، شدت غصة مؤلمة علي قلبه وهو يري صورة الانفجار أمامه وكيف تلقي بعدها خبر وفاتها وصدمته حينها... ? ، فلقد اعتزل الجميع واصبح وحيدا فهي وحدها كانت انسه والوحيدة التي تسلي أوقاته ويشعر معها بالامان وكأنها مرآة لروحه الطفولية البريئة التي لم تسلم من غدر الحياة ولكنها رغم صغر سنها كانت بمجرد أن تبتسم له تلك الابتسامة الملائكية التي تذيب الجليد وتحنو علي القلب .. فينسي الحزن و الغدر الذي تعرض له... ومن قبل من ؟!... من قبل أمه....!!!!!! ?
وصل أخيرا لوجهته ونزل امام شاطئ البحر... حيث تحرك مثقلا وجلس علي أطرافه وظل يناجيه في **ت.....!!!!! ?????
لا يوجد في تلك اللحظة غيره وهذا البحر وتلك الدمعة الخائنة التي خانته ونزلت معلنة عن النار المشتعلة في روحه ?
نعم.... بكى.....!!! ?
بكي وكأنه طفل فقد أمه للتو .... بكي وكأنه تلقي خبر فقدان حبيبته منذ قليل....بكي وكأنه اضاع روحه
أجل...!!!! لا يعرف لماذا يشعر وكأنه الآن قد اضاعها... لم يشعر بذلك عندما تلقي خبر وفاتها
ولكن الآن يشعر وكأنها لم تعد له... لم تعد ريحانته حبيبة طفولته وأميرة الكرز الخاصة به..... ??
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.
شعر باحدهم يجلس بجانبه... ليجده شاهين....!!!!
نظر له نظرة مبهمة ولكنها تحمل في طياتها الكثير من اللوم والعتاب بينما كانت نظرات شاهين عبارة عن نظرات أسف وحسرة علي هذا الحب البرئ الطاهر الذي يعتقد أنه تبدد مع رياح السنوات وبسببه.....!!!! ??
جلس شاهين ونظر للامام وبقيا صامتين مدة طويلة يراقبان الموج الهادر وكلا منهما يناجى موج البحر ليطفئ لهيبا تمكن من القلب واستقر به ورفض الزوال منه ولو دقائق وكأنه ليس بلهيب بل فاجعة وجدت محلها واستقرارها في تلك القلوب التي لا ذنب لها في أي شئ... ??، تن*د شاهين وقطع حاجز ال**ت قائلا : لا يمكن حقا ان نتوقع عواقب الامور قبل ان نفعلها...وان كان ذلك ممكنا فمن أين تأتى أخطائنا كبشر... ؟! ومن اين تنبع بحور الندم فى العالم... ؟! فى الحياه لاتوجد الكثير من خطوط الرجعه ، ربما تخسر فى موقف ما فتوهمك نفسك ان اكمال الطريق افضل من تراجع قد يُخٌسرك امور اخرى على صعيد آخر ، نفضل المضى قدما فيما بدأناه ليس فقط بسبب التهور او انعدام شجاعه الانسحاب انما لأننا نظن ان ذلك أهون الامرين .. الحياه معقده كثيرا ... كثيرا.... كثيرا.... بني ??
اخيرا نظر أمير تجاهه للحظة لجم ل**نه دون أن يدرك لم.... ؟! لكن استطاع التغلب على **ته قائلا بهدوء: ولماذا تخبرنى بهذا الآن ؟!
أغمض شاهين عينه بقوة هربا من نظرات أمير وهربا من نظراتها ايضا التي كان يشاهدها مصوبة نحوه في صغرها كل يوم وهي تبكي تتوسله أن يحضر لها ساحرها الخاص وامير طفولتها ، واكمل مردفا بصعوبة : لأنني السبب في كل ما حدث... ?
نظر أمير إليه نظرة استفهام تحولت بعد ثوان لنظرة خذلان فهو طالما تاكد أن شاهين يريده بجانب طفلته ويؤمن بأن لا حامي لها من بعده الا هو ولطالما احبه واحب علاقتهما الجميلة البريئة ببراءة طفولتهما...
فلماذا تسبب في فراقهما... ؟!
ليكمل شاهين: ولا ذنب لوالد*ك بل أنا من اصريت ألا يخبرا أحدا بشئ وخصوصا انت....!!!
أمير بتعجب أكثر من ذي قبل : ولماذا أنا بالتحديد... ؟!
تن*د شاهين وابتلع غصة في قلبه سكنته واخذت تفتت به منذ سنوات وقال : بسبب ارتباطك القوي بريحان وقتها.... وعلاقتكمل التي ذاع صيتها في البلدة وكأنها قصة حب بين شخصين ناضجين... كنت متأكد أنك لو عرفت بأنها ما زالت على قيد الحياة ما كنت لترضي ببعدها و فراقها ليس لخمسة عشر عاما بل لثانية واحدة.. ??
زفر أمير زفرة قوية بل كانت موجعة بقدر طول تلك السنين الصعاب التي مرت وهو يظنها ميتة ليقول معاتبا : ومع ذلك ابعدتها.. رغم أنك تعرف أنني لم أكن لأبتعد أو استغني عنها ومع ذلك أبعدتها.. ?
شاهين : لو كنت تركتهم يخب**ك مكانها.. متأكد من انه كان سيكشف أمرنا وقتها ، انت كنت تعوض حزنك وقتها بوجود ريحان وكنت مرتبط بها بدرجة كبيرة لدرجة ان الناس كانوا يعتقدون انكما اخوان بسبب كثرة تواجدكما معا ،،،، ثم ربط علي كتفه عندما شعر بحزنه وثقله عليه و اكمل : بني ، أدرك أنك مجروح.. ولاكون محقا فلم أدرك انني ساجدك بعد كل تلك السنوات ومازلت محافظا علي قلبك ببراءته ومدخرا حبها داخلك... ولكن.....
أمير : ولكن.... ماذا...!!! ايوجد ماهو اقسى من حرماني منها؟
شاهين بحزن : انسي بني ،،،، لأن ريحان تغيرت ولم تعد تلك الطفلة التي أحببتها.. لقد كبرت وصدمتها الحياة وسقطت ونهضت و تعثرت ونهضت ويأست ونهضت من جديد... لقد تغيرت كليا واخشى أن ت**رك...
**ت أمير لحظات يريد أن يسأل ثم يتراجع خوفا من الإجابة التي قد يسمعها لكنه بالاخير تشجع وسأله رغم خوفه من الإجابة ولكن سأل : هل نستني ؟! ?????وبداخله يردد اتمنى أن يقول لا أتمنى أن يقول لا.. أتمنى أن تكون اميرتي ما زالت تتذكرني وتتذكر حبنا..
شاهين : لا أستطيع أن أجيبك ولكن أنا ومنذ سنوات دخلت في طريق لا رجعة منه وفتح لي طريقا أخرا مليئا ببحور الندم وأصبحت أجد عثرة في كل طريق أخطو به... وتلك العثرة هي الخيار بين امرين احدهما التهور واكمال الطريق والاخر هو الانسحاب بشجاعة... وسبب اخفائي لريحان هو انني وقتها اخترت التهور لأكمل الطريق والان ابحث عن مخرج للانسحاب بشجاعة ولكنني لم أجده حتي الآن.... ????وهذا كله يعود بالسلب علي ابنتي ، فإن كانت نسيتك أم لا ، فلا أحد يستطيع أن يلومها ، لا تلومها ولا تلم والديك... فانا الوحيد الملام هنا.... ??، أتمنى أن تكون تفهمت الأمر ولو قليلا... بني ، والان أتركك لموازنة الامور بين قلبك وعقلك.. يا حضرة الدكتور أمير ☺️?
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.
نهض شاهين وذهب لتلك القابعة تنتظره في سيارتها تراقبهما في **ت عيونها تنظر للامام ولا تعطي أي تعبير.... من ينظر لها لا يعرف بماذا تشعر... وماذا تريد....!!!!!
هي نفسها لا تعلم....!!!!
بينما ظلت أعين أمير خلف شاهين حتي تلاقت مع أعينها... نظرا لبعضهما نظرات فارغة.... نظرات متعبة قد انهكتها السنوات بغشوميتها السوداء... نظرات تلاقت فيها عيناها المسمرتان عليه وكأن كلا منهما سينطق ردا على الآخر وسيكون الرد صك موتهما وربما ختم حياتهما... بينما عينيه فكان يشوبها بياض خطت به سنون الحزن فأحالته شديد الإصفرار
وجهه جامدا وگأن لا يعنيه بتاتاً كل ما حدث ، شفتاه القاسيتان التوتا في بسمة أسقطت قلبها أرضاً
بسمة تدركها جيدا ً وتخشى من تأويلها.... بسمة رجل زهد كل ما في حياته ولم يعد يفرق معه ماذا يحدث بعد.... بسمة قلب مُرهق حد النخاع وكأنه يطوق للخلاص....!!!! ??????
فكيف ظنوا بكل عقولهم أنه سينساها و ما دق قلبى الا حين خلقت له ، فكيف ينساها و عشقها ما زال يسكنه...
فلقد قضي خمسة عشر عاما دونها كان هو الغريب دون وطن ، هو الطريد دون سكن ، هو الغريق دون أمل ، لا اين له ولا كيف ،
لا يعرف له متى ، ولا يرتد له طرف ، لا حلم له وكله صار بعدها طيف ،
فقلبه مؤطر الاسوار بهواها صفين من عشق وصف من اشتياق وزاد زخرفه يغرقه فى بحر عشقها ،
حين استع** بها النبض وتعبد بمحراب لقياها ،
ولكن لم ترفق به مولاة قلبه وتركته بل ونسته ، فماذا بعد الغرق بهيام الغرام فى العشق بيديها سيلاقي ،
تحرك شاهين بسيارته.... ونظر أمير أمامه وتن*د تنهيدة شقت ص*ره من قوتها وكأنه بتلك التنهيدة يريد أن يخرج وده السنين من قلبه المنهك الحزين.... ??????
ظل ينظر للبحر وعاد بذاكرته لما حدث قبل ساعات..........!!
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.
قبل ساعات... ،
تم أخذ ريحان وامير إلي مركز الشرطة ، حاولت ريحان أن تخبرهم بأن أمير ليس له علاقة بالامر ولكن ذلك الشاب الم***ف كان قد أبلغ علي كليهما بجانب أن أمير أخبرهم أنه هو من تعدي بالض*ب علي ذاك الم***ف وليس ريحان.... ، فتم ادخالهم الحبس كلا منهما في زنزانة مقابلة للاخري وسط تذمر أمير ولا مبلاة ريحان ، كان ينظر لها ويتمتم في سره : استغفر الله.... استغفر الله ? ، رمقته بطرف عينيها وقالت : لاتتذمر هكذا كالطفل لا يليق بك وانت أستاذ جامعي لتكمل قائلة : الآن أصبحنا متعادلين ، أنت كنت ستتسبب في رفدي وبسببك دخلت المستشفى وأنا الأن السبب في دخولك الحبس ، واحدة بواحدة أستاذي ?? ، ضحك أمير ضحكة صاخبة ساخرة وقال : مجنونة أنت ؟! ها أكيد مجنونة ماهذه اللامبالاة ؟! **رتي رأس الرجل وذراعه واوشكتي علي قتله ، الموضوع ليس قضاء ليلة واحدة داخل الحبس قد تتصاعد وتصبح قضية واراهنك أنهم بعد قليل قد يحولونا للنيابة الليلية ، هنا غضبت ريحان وقالت : فلتصبح قضية واسجن لا مشكلة أبدا فلقد استحق أكثر من ذلك ، هذا ذئب.... هذا وحش... أنا جابهته ولكن ربما يقابل بنت ضعيفة... هل تستطيع أن تضمن أنه لن يؤذيها وينتهك شرفها ، هؤلاء ذئاب وكلاب مسعورة علاجهم الوحيد هو الموت ??? ، **ت أمير لبرهة وهو يتأمل ملامحها المشحونة غضبا وحاول أن يخفض من نبرته وقال : معك حق في كل كلمه ولكن قتل هؤلاء الذئاب ليس من تخصصك ، لا يجب أن تضيع حياتك بسبب حقير كهذا ، بالع** يجب أن تنظرى أنتي أو أي فتاة إلي الطريق الذي يخرجكم منتصرين بدون خسائر ، يجب أن تكوني قوية لتهزمي تلك الوحوش البشرية... يجب أن تكوني قوية أولا ليكون هو وأمثاله الخاسر الوحيد.... ???
ريحان : أنا أساسا قوية لست ضعيفه ??
أمير : لا... لا تبدين هكذا فقط من الخارج سماء صافية ولكن متأكد إن داخلك عواصف وهاهي تظهر من عيونك تكاد تأكل كل ما يأتي أمامها
ارتبكت ريحان قليلا وابعدت عينيها عنه وقالت : ربما تكون مخطئا
آمير : من يعلم ؟! .... ربما أكون مخطئا.... وربما أكون علي صواب.... أليس كذلك..؟!
ريحان : من يعلم ؟!
حل ال**ت و **تا قليلا كانت لحظات **ت أمير ينظر لها باستمرار ويتأمل ملامحها يحاول أن يتأكد منها ويقول في نفسه.... هي... لا لا ليست هي.... بل هي.... ولكن لا يعقل أن تكون هي....بقي هكذا علي حاله وجداله وهي تحاول الهرب منه ومن عينيه المسلطة عليها...... قطع ذلك ال**ت دخول دكتور سليم عليهم نظر لأمير الذي رفع كتفيه وهز رأسه في **ت ، ثم نظر لريحان التي ابتسمت له ببلاهة....? و توجه ناحيتها وقال : إلي متى ؟! ستستمرين هكذا ؟! هاا تريدين تحقيق حلمك وتقعين في أفخاخ سخيفة كهذه ، هذا ليس متحرش يا أم الغباء فقط ولكنه كان مكفل بإختطافك أيضا ، أيتها الغ*ية
ريحان : توقعت ذلك... ???
دكتور سليم : استسلم منك..... والله استسلم.
ريحان : هل عرف أبي عن وجودي هنا
دكتور سليم : نعم.. لقد عرف رغم انني حاولت الا يعلم بشئ ولكن تم صدور قرار بتحويلكم للنيابة الليلة لأن يبدو أن هناك يدا قوية خلف ذلك الم***ف الساقط
ثم نظر لأمير الذي الجمته الصدمة رغم انه كان متوقع ذلك وقال : كنت مستعجل لتعرف ريحان ، أتمنى أن تكون عرفتها
أمير : عرفت.... عرفت.. ولكن هل ذلك الحقير ماذا كان يريد منها ؟! قطع حديثهم دخول الشرطي وفتح الزنزانة لريحان ثم أمير وذهبوا لمكتب المأمور الذي أخبرهم بقرار تحويلهم للنيابة الليلية.
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.
امام مقر النيابة... نزل شاهين من سيارته مسرعا ليتوجه بعدها لمكتب النائب العام
وبعد قليل من الوقت وصل أمير وريحان مكبلي الأيدي وخلفهم دكتور سليم ومحامي ريحان (مجد) ليلتقوا بحكمت ومعه محامي أمير
لم يتحدثوا بشئ ولكن لم يغفل حكمت عن تلك الفتاة الذي يعرفها جيدا... ولاحت منه نظرة لابنه متعجبا من ثباته رغم لقائه بريحان... توجهوا جميعا لمكتب النائب العام ليأذن بدخولهم بعد قليل من الوقت
دخل حكمت والمحامين ليلتقي هناك بصديق عمره... صديق لطالما كان كالنسمات يمر على القلب فيزهره...صديق كان لُطف الحياه عندما قست ، صديق عمره الذي حتى حينما ارتخت يده ارتخت بهدوء بدون جروح... وحتى في بُعدهِ كان حنونا... ليعانقا بعضهما بلهفة وشوق ليقول حكمت : سلام عليك والف سلام يا صديقي.... ??????
هنا تأكد أمير من شكوكه وان تلك هي نفسها حبيبته التي عاش (خمسة عشر عاما) كالغريق بسبب موتها.... خمسة عشر عاما من العذاب والقهر.... وفي النهاية يجد أن كل شئ كذب......!!!! ???
قاطعهم النائب العام أمرا اياهم بالهدوء لحين انتهاء الجلسة
وبالفعل مرت الجلسة والتحقيق معهم بهدوء نسبي تحت انظار حكمت القلقة من ردة فعل ابنه...? فالغضب أصبح جليا عليه ويكاد يفتك بملامحه ? .... أما ريحان فشعرت أن به شئ غريب وكأنه تحول لشخص آخر ولكنه يشبه الوحش....!!!، فادركت أنه قد أدرك وتحقق من انها هي نفسها ريحان حبيبته??
بعد مدة طويلة إلى حد ما... تم استجواب أمير وريحان والتحقيق معهم وربط كلامهم وكلام ذلك الم***ف الساقط بالادلة الممتثلة امامهم... فقرر النائب العام اخلاء سبيلهم وحبس ذلك الم***ف الذي ثبت عليه عن طريق تحليل الطب الشرعي أنه كان متعاطيا لجرعة م**رات
وبمجرد أن إنتهت الإجراءات وتم فك قيودهم... توجه أمير لوالده وقال وهو يحاول أن يكون هادئا : هل كنت تعلم.... ؟!
وبدون تردد أجابه بنعم.... كنت أعلم ولكن......
لم يتركه ليكمل وتحرك مسرعا يخرج من المبني غاضبا تكاد الارض أن تخور من تحت قدميه
، فلقد ظهرت حقيقة الامور واكتشف أن سبب قهره و عذابه طوال الخمسة عشر عاما ما هو إلا كذبه اختلقت لتأخذ منه ملجأه وحياته وحبيبته ? ، فرقوهما حتي نسيته وتجاهلت قلبه ? ، فرقوهما بقلوب باردة وجعلوا بينهما مسافات لا نهاية لها ولا مرمي ? ، فرقوا قلوبا بريئة لا تفهم شيئا من دوامات الحياة وكله من أجل مصالح الكبار ? ، مصالح الكبار فرقت حبيبين ثم جمعهما القدر بعد مرور خمسة عشر عاما وغير مفهوم إن كان عشقهم ما زال علي قيد الحياة ام ولي وانتهي بسبب الفراق فالبعيد عن العين بعيد عن القلب ? ، ربما هناك أمل ما زال قائما ويحيط بهذه العلاقة ولكن مع الأسف الأرواح مهشمة وحزينة متعثرة في نيران الحرمان.... ? ?
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.
نسمة باردة ض*بت صفحة وجهه واعادته للواقع ، فنهض بتثاقل واتجه نحو سيارته ، وذهب لبيته حيث وجد والدته في انتظاره التي حاولت أن تحادثه ولكنه رفض متحججا بأنه متعب ويرغب في النوم ، دخل غرفته والقي نفسه علي سريره وظل يراقب السقف لمدة وهو يتذكر الماضى وكيف تحول لذلك الكابوس اللعين الذي يطارد حاضره ، تحرك ليخرج دفتر صغير من درجه ومعه منديل احمر جميل محفور عليه الحروف (E&R)
فتح دفتره ليبدأ في الكتابة : «هي جميلة كوطن محرر ، وأنا متعب كوطن محتل ، هي حزينة كمخذول يقاوم، وأنا مستنهض كحرب وشيكة ، هي مشتهاة كتوقف الغارة وأنا مخلوع القلب كالباحث بين الأنقاض ، هي جسورة كطيار يتدرب وأنا فخور كجدته ، هي ملهوفة كوالدة المريض وأنا هادئ كممرضة
، هي حنونة كالرذاذ وأنا أحتاجها لأنمو.... ولكن المثير أن كلانا جامح كالانتقام، كلانا وديع كالعفو ، فهي قوية كأعمدة المحكمة وأنا دهش كمغبون ، والمثير للجدل أنه وكلما التقينا تحدثنا بلا توقف كمحامييْن عن العالم.... رغم اننا لا نتحدث إلا شجارا ولكن يستنبط من كل حديث أن كلانا يبحث عن مخرج ويدافع عن قضية ما.....!!
لا أعرف ما هي قضيتي ولكنني تعبت واتمني الخلاص.....!!!!! ? ??
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.
في نفس اللحظة كانت تجلس في شرفتها حالها نفس حالته وتكتب في دفترها وهي ممسكة قلادته وتكتب ما تشعر به لعل ذلك الدفتر الصغير يهون عليها وهو يتطلع علي ما يجول بخاطرها : وللذكرياتِ قصصُ قابعة في كتاب ذاكرتي....!!! ، أحاول دائما أن أرجمَ عتبةَ الماضي وأمشي بها بلا ذاكرة وبلا تاريخ....!!!
ولكنني أدركت اليوم انني بحاجةٍ للماضي وذكرياته الحلوة التي تسعدني ولذكرياته المرة التي علمتني الكثير والكثير والكثير ، ولكن ما اشعر له الآن ما هو إلا قرعة ذكريات قديمة اصبحت لوحة بجسدٍ ولا روح ، فلقد كتمت ألمَ الفراقِ فغديت أشلاء أسترجعُ لغةً للحنين... وأصبحت مجبرة علي مواجهتها واستعادتها وإن كنت قد سئمت من تفاصيلها...فلا هروبَ من الألم ولا هروبَ من الحنين.... ??
إنهما معادلتانِ لا نهايةَ لهما... ، صور الماضي قد سكنت داخلي... ومامن مجرى في قلبي إلاَّ وقد سكنت في عمقيه.... بحرُ الذكرياتِ عالقٌ بي حتى في أدقِّ تفاصيلي يحاكيني
يرجمني بحجارةِ الشوق ويعذبني، ويقتلني دون أن اشعر.... ??
ربما ننسى يا قلبي .... !!
فحتما ستصلنا رسائل انتظرناها طويلاً... ، ستصلنا كما يجب وكما نحب ، ولكن....!!!
بسبب عهدنا مع القدر ستكون متأخرة جداً لدرجة أننا سننسى حتى إنتظارها....!!!
فهل نسيت العهد ياقلبي..... ؟!... ??
.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸..•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.
إلي هنا إنتهت حلقتنا ، أتمنى أن تنال إعجابكم ?♥️