قلوب متألمة حبيسة الماضي
ضلت الطريق من هول أحزانها
وقعت في ظلماته بحسرة وألم
حتي أصبحت سجينة للماضي وأحزانه
ضعفت من تخبطات الحياة حتي كادت أن تموت قلباً وقالباً
وتحمل في قلبها أوجاعاً كوسع فضاء امتلأ بنجومه فما ساع نجومه وماساع أوجاعا فأُثقلت علي القلب قبل الكاهل ? ? ?
ولكن الحياة ماهي إلا تجارب ولكل منا تجربة مؤلمة من الحياة نصف من البشر يتحسن ويجد مأواه ونصف آخر يصبح أسوأ لتتمكن القسوة من قلبه ويعيش تائهاً يمشي في الطرقات حتي يكون مصيره الوحيد هو الهاوية ???
غادرت ريحان المنزل بسرعة وحاول والدها اللحاق بها ولكنه لم يستطع ، فلقد شعر بالدوخة و دوار وبألم شديد في ص*ره، واحس بأن نفسه يضيق بشدة ويشعر بخفقان في
قلبه ويتعرق بشدة (اعراض الذ*حة
الص*رية) رأته نور التي كانت تراقب الوضع بحزن من شرفة غرفتها لتنزل ركضا قمد كان يستند علي جدار منزله ،
حاولت نور مساعدته بأن أخذته للداخل وركضت لمنزلها لتحضر حقيبة الاسعافات و أعطته (حبة تحت ا****ن) ثم قامت بعمل انعاش للقلب ،بعد دقائق قليلة ارتاح السيد شاهين ، فلقد كاد ان يمر بذ*حة ص*رية خفيفة ونجا منها بفضل نور، انتظرت أن يهدأ ثم سألته ماذا حدث ؟؟واين ريحان ؟؟ليقول وهو يلتقط انفاسه في وهن يجب
أن تعديني بأنها لن تعرف بما حدث ، لتقول له: حسنا عمي اعدك ولكن ماذا حدث ؟؟أرجوك أخبرني أين هي ؟؟ وما حالتك تلك وكأن بلاءا أحل علي رؤوسكم، ابتسم بامتعاض علي ما وصلوا إليه من حال وقال مستخفا: وأي شئ وأي مصيبة لم تحل بنا ، طفلتي المسكينة تتحمل مالا يطاق... إنها جبل... لاوالله لو كان جبل لتهدم واحيانا أظن أن زواجها هو الحل ولكن معها حق فليس لتلك الدرجة أن اجبرها علي
ابن أخي حتي ولو لأجل خاطر أخي جيهان ولكن ابنتي هي الاهم والاغلي ومعها حق لن تتزوج إلا إذا أرادت هي ثم أكمل وأخبرها بكل ما حدث ، وكانت نور تستمع بحزن غميق علي صديقتها التي أصبحت العلامة المسجلة للهلاك والحزن وعصفت بها الحياة لتنجرف وسط حياة اليأس
والقهر علي ما فقدته واولهم نفسها ??????
لتحاول بعدها الاتصال بها عدة مرات ولكن بدون فائدة ، اعادت الاتصال لترد ريحان ولكنها قالت مباشرة: نور لا أريد التحدث مع أحد الآن ، نتحدث لاحقا وأغلقت الخط ولكن هذا طمئنهم قليلا وخصوصا شاهين فهو يكفيه أن يعلم أنها بخير.. بخير وفقط هذا ما يهمه ليطمئن قلبه الذي شاخ علي الحزن وهرم من مواساة نفسه و مواساة ابنته???
بينما في الجانب الآخر كان أمير يجلس في غرفته يفكر في المشروع البحثي وكيف سيخبر الإدارة بأنها تراجعت عن المشروع ولكنه أصر أن يقدم تقريرا بالاهمال فيها ولكنه فكر
قليلا بمقدار الضرر الذي سيلحقه بها هذا التقرير، شيئا ما داخله كان يتراجع لا يعرف سببه ، ولكن صوتا نابعا من داخله يقول: لاتفعل... لا تفعل لربما تظلمها... ، وبينما هو غارق في صراع لا يعرف معناه رن هاتفه ، حمله ليرد وهو يبتسم ويقول: سلطانتي اشتقت لك كتيرا جدا جدا جدا، لتقول: أها اشتقت إيييييي وكيف وانت نسيتني تماما حتي ظننت أنك محوتني من ذاكرتك أيها الطفل ، ليقول بصوت طفولى كعادته معها: عندما يريد أن يرضيها وكيف لي أن أنسي سلطانتي الجميلة ولكنني حقا كنت مشغول في ترتيبات البيت الجديد والعودة للعمل في الجامعة ، لتقول: مهما كان لايمكنك أن تفعل ذلك فكم مرة اتصل بك ولا ترد علي اتصالاتي ، يعني لولا محمد ماكنت ساعرف عنك شيئا،
ألايكفي سفرك لامريكا لمدة ثماني سنوات حتى خطبة أختك لم تحضرها، و الزفاف تبقي عليه أسبوع ألن تأتي لتحضر تحضيرات الزفاف أيضا ، أم أنك ستأتي وقت عقد القران كالغرباء ، ليقول أمير: أيعقل هذا يا أمي ؟؟ بالطبع سأنهي أموري واحاول أن آخذ إجازة من الجامعة
لاحضر الزفاف واقضي معكم بعضلاحضر الزفاف واقضي معكم بعض الوقت، لتقول أمه: أنا لا أصدقك ولن أسامحك علي بعدك عني ، ليقول: أنا أعتذر أمي الحبيبة أعلم أنا سئ جدا ولكن أمي صاحبة القلب الجميل لن تحزن مني أليس كذلك ؟؟؟، لتقول أمه (جنات تارهون) : حسنا سامحتك
هذه المرة ولكن وإن كررتها..... أمير: وعد لن أكررها جنات: واين أخاك لا اسمع له صوتا ، أمير: صغيرك لم يأتي حتى الآن يبدو انه غارقا في الحب واخاف أن ينجرف مع أمواجه ثم اعقب كلامه بضحكة عالية أدخلت السرور علي
قلب جنات فلا شئ يسعد قلبها سوي
فرحة أمير وابتسامته ????♥️
لتقول جنات بعدها بفرح: أي حب ؟؟
أمير: لا أعرف التفاصيل ولكن اعتقد انه معجب بطالبة عندي ، لتقول له: أي أن أخاك الاصغر سيحب ويتزوج وانت مازلت هكذا محلك سر أمير. أمي ارجوكي لا تبدأي فأنا لم أجدها بعد ، اعدك عندما أجدها ستكونين أول من يعرفها.، وايضا يبدو انني لن أجد مثلها مهما حدث
**تت جنات لتقول لنفسها: اخشي عليك إن عرفت أنها ما زالت علي قيد الحياة... واخشى أن تعرف اننا اخفينا
عليك طوال تلك السنوات ولكن كلهمن خوفي عليك يا نور عيني فشاهين هو من أمرنا أن نبعدك ونبتعد جميعنا
عنه حتي خسر واصبح وحيدا بمفرده وتلك المسكينة أصبحت حطاما..... ? ? ?
قاطع امير حديثها مع نفسها يستأذنها ليجهز العشاء ثم اغلق ليتركها وحدها وسط الحيرة والخوف علي ابنها من
عشقه لطفلة قلبه.... ? ?
أما ريحان كانت جالسة علي الساحل تنظر للبحر غير آبهة لبرودة الجو فلقد خرجت مسرعة دون ارتداء جاكيتها...
فمهما بلغت برودة الجو فلن تعادل برودة روحها ولن تطفى تلك النيران التي تحرق قلبها ، كانت تتذكر أحداث ذلك اليوم المشؤوم عندما رجعت البيت ومعها الدراجة لتفاجئ اخيها
أغمضت عينيها بشدة لا تريد أن تتذكر أكثر، ولكن عقلها تمرد عليها جعلها تتذكره بأكمله ، ظلت تغمض عينيها أكثر فأكثر لا تريد أن تري ذلك المنظر الذي أبي أن يمحي من ذاكرتها
فهي لاتستطيع النسيان الأمر يفوق احتمالها منظر الدم لا يفارق مخيلتها كلما أغمضت عينها يتردد صدى توسلات والدتها المترجية لها ?????، ولكن قبل أن تصل إلي النقطة التي انتهي فيها كل شى أحست بيد أحدهم
علي كتفها ، فتحت عينها لتجده محمد ،
محمد: لا تخافي هذا أنا ، لترد عليه بتثاقل: ماذا تفعل هنا ؟؟وماذا تريد ؟؟ولكنه جلس بجانبها بضحكته المعهودة ليقول: كنت اتمشي قليلا أحاول الهروب من أخي ، لتنظر
بغضب بمجرد ذكر اخيه. لتقول في نفسها حتي اخاه يهرب منه... كيف أصبحت متغطرسا هكذا يا أمير ليقول لها: وانت ؟؟ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت ؟؟
ريحان: لاشى أحب الجلوس هنا،
محمد: ما أخبار المشروع
لتخبره بأنهم لن يكملوه ، ليتعجب من الامر
ولكنها رفضت أن تخبره وقالت: ليخبرك أخوك دكتور الغرور أفضل ، ليضحك ضحكة عالية وهو يقول :حقا تظلمين أخي إنه شخص جيد ومرح جدا فقط لوتعاملتي معه عن
قرب ، لتقول : واضح جدا لاداعى للقرب ، ثم سألها محمد قائلا: لماذا اشعر وكأنني أعرفك ، وايضا إسمك يشبه صديقة قديمة ولكن لولا أنها توفيت لقلت أنك هي ، سرحت ريحان في كلامه عن الماضي وحاولت تغيير الموضوع سريعا وبقيا هناك يتبادلان أطراف الحديث وسط مزحات محمد التي هونت عليها قليلا، وفي النهاية أخبرها بإعجابه بنور وانه يريد أن يتعرف عليها عن قرب ، لتقول ريحان بتحذير: إذا احزنتها يوما ستجدني امامك ولن ارحمك أبدا فهي صديقتي الوحيدة بل هي أختي وأنا لااسمح لأحد أن يؤذيها مادمت علي قيد الحياة ، ليقول: لا تخافي لن اؤذيها أبدا ثقي بي وايضا أنا أريد أن أكون صديقك مثلها حتي تكوني شاهدة
علي كل شئ ، لتبتسم وهي تقول. حسنا صديقي ولكن عيني ستظل خلفك ، ليقول: اطمئني ياصديقتي ،
أخذ منها رقم هاتف نور وذهب كل منهما إلي بيته.
وصلت ريحان البيت حيث وجدت والدها في انتظارها نظرت له مطولا لتتحرك باتجاه غرفتها أوقفها وهو يقول ألن تتناولي طعامك ؟؟قالت: لا أشتهي شيئا الآن ثم ذهبت لغرفتها حيث أخرجت صندوق كبير به ذكريات أمها واختها واخاها، فتحت الصندوق لتحمل صورة تجمعها معهم
وهي تقول بحزن: هو أيضا يريد أن يتركنى ، هل اشتقتم له ولم تشتاقوا لي ، ماذا سأفعل لوفقدته ؟؟ لن أستطيع العيش بعده ، أنا أعيش فقط لأجل أبي ولأجل تحقيق معجزتك يا
أمي ، ثم نظرت جانبا في الصندوق وأخرجت قلادة رقيقة بها قلب أحمرصغير، أمسكتها وهي تقول: لماذا
مازلت احتفظ بك ؟! لماذا لا أستطيع التفريط بك ؟! يبدو أنه نسيني ولا توجد ولو ذكرى واحدة لي في خاطره ، حتى محمد تذكرني وهو لم يتذكر ولكن الافضل ألا يتذكر حتي
لا ينجرف داخل عاصفتي فطريقي لا عودة منه أبدا سوي للموت فقط... ????
أما محمد دخل البيت ليجد اخاه يهم إلي النوم، ليقول مساء الخير أخي ، ليرد أمير: واخيرا تذكرت أن لك بيتا، ليساله محمد: لماذا توقفتم عن المشروع ؟؟ماذا حدث ؟؟ليقول أمير: من أين عرفت ؟؟ليجيبه محمد: عرفت وانتهي ولكن ماالسبب ؟؟ ليتحرك أمير لغرفته وهو يقول:
تصبح على خير ليبقى محمد ينظر إليه ليقول تصبح
على خير أخي العزيز واكمل بصوت منخفض سأعرف السبب، فحالتكما أنتما الإثنين غريبة ، وهي أيضا تشبهها واخشى انك تعاملها بهذه القسوة لأنها تشبه ريحانتك ولكنهم مختلفتان مع الاسف... يا ليتها هي حتي ترتاح ويهدأ قلبك ، ودخل غرفته حيث تردد كثيرا قبل الاتصال بنور ولكن
في الأخير اتصل بها ولكنها لم تردعندما رأته رقم غير مسجل ، وبعد عدة محاولات منه اجابت لتزداد
نبضات قلبها بمجرد سماع صوته، ????♥️
ظلت صامتة لفترة ثم إنتبهت لنفسها
لتقول: ألو محمد من أين عرفت ، رقمي ؟؟ ، ليجيبها: من صديقتك ، لتتعجب: كيف يعني ؟؟هل قابلت ريحان ؟؟ليقول : نعم تقابلنا منذ وقت ليس بقليل ، لتسأله: وكيف كانت عندما قابلتها ؟؟هل كانت بخير ؟؟
ليقول: يعني كانت غريبة بعض الشئ ، ماذا حدث ؟؟هل تشاجرتم ؟؟ لتقول: لا فأنا لم أراها إلا دقائق فقط
اليوم ، اكملا حديثهما لوقت متأخر، بينما ظلت ريحان وسط ذكرياتها وخوفها من فقدان والدها وآخر من تبقي لها ، ظلت علي وضعها حتى حل الصباح خرجت من غرفتها وذهبت
إلي غرفة والدها ظلت فترة تسترق النظر إليه لتجده نائما ولكن يبدو عليه التعب كانت ستذهب إليه ولكن قررت ان تتركه ينام براحة ، ذهبت إلي الصالة لتصدم بعلبة الاسعافات امامها فقد نستها نور في الامس ، للتجه نحوها لتزداد صدمتها عندما رأت دواء الزبحة الص*رية خارجها ،
هنا أدركت مامر بوالدها بعد رحيلها ركضت إلي غرفته لتذهب وتحضنه بقوة استيقظ من نومه علي أثرها ،ليقول: صغيرتي ماذا حدث ؟؟ولكنها ظلت تحتضنه وهي تبكي ليحتضنها داخله ويمسح علي راسها حتي تهدا ولكن لم تهدأ بل أخذت تبكي تبكي وهي تتخيل أنها فقدته... لم يتقبل
عقلها ولا قلبها مجرد فكرة فقدانه ليصرخ كلا منهما في الاخر ليحدثا بداخلها ضجة تأصلت في روحها تمزق ما تبقي منها لاشلاء صعب تجميعها ، ظلت علي حالتها حتي استجمعت نفسها قليلا وأخرجت دموعها التي كانت حبيسة تخنق عيونها، ابتعدت قليلا لتقول: اعتذر بل اعتذر كثيرا واخذت تقبل يده ورأسه ، ليمد يده ويمسح دموعها ويقول: اهدأي صغيرتي وأخبريني ماذا حدث ؟؟
لتقول بصوت يقطعه البكاء: لقد كدت أن تمر بزبحة ص*رية بسببي اعتذر كثيرا يا أبي ، أنا لم أقصد أن احزنك أنا فقط لا ارغب في فقدانك لا أستطيع العيش بدونك ، ليعتدل في جلسته ويأخذ صغيرته في حضنه ويهدأ من خوفها وهو يقول: لن اذهب و أتركك أبدا، لتقول: لاتذهب مهما حدث ليغمض عينيه وهو يقول:مهما حدث ،
مهما حدث سأظل معك وسندك للأبد واقف في وجه أي شئ يتسبب في حزنك ولا أريد أن اري تلك الدموع مرة أخري ، ظلت في حضن والدهاحتي هدأت نسبيا لتبدأ في التحدث قائلة: الشئ الوحيد الذي أرغب به هو تحقيق حلم أمي ، لا أفكر بشى غير ذلك ، ليقول: أعرف ياصغيرتي أنك ستحققين حلم أمك وستكون ابنتي أعظم طبيبة في كل تركيا بل في العالم كله ، لتقاطعه: ولكن لا أستطيع تحقيقه إذا تركتني، أساسا لن أستطع
العيش من بعدك كيف أعيش بدونك وانت كل عائلتي ، ليمسح دموعها وهو يقول: لن أتركك ياصغيرتي
فالبقاء معك جنة وهل يوجد إنسان عاقل يفكر في ترك الجنة ، وايضا لو ذهبت ستبقين جائعة فلا أحد يجبرك علي الاكل مثلي أنا أو ربما ستأكلين من يد أحد غيري وأنا لا أسمح لفأرتي ان تأكل من يد غيري ، لتضحك ريحان ضحكة ممزوجة بالبكاء وهي تقول: هل أنا فأرة ؟
ليقول: أنسيتي في صغرك وانتي تتسحبين ليلا مثل الفأرة لتتناولي من أكلاتي ، لتبتسم ريحان وتقول. طبعا لم أنسى وأيضا لم أنسى موضوع الزواج هذا، ليقول: لن أجبركي علي شئ ياصغيرتي يكفيني أن أراكى سعيدة بالطريقة التي ترغ*ين بها وكيفما تريدين ان تكملي حياتك فأنا معك ، لتحضنه وهي تقول انت أفضل أب في الدنيا ، وهنا رن منبههالتنهض مسرعة وهي تصرخ سأتأخر علي الجامعة ، بدلت ثيابها سريعا وخرجت ركضا ليوقفها والداها وهو يقول علي الاقل تناول شئ فأنت لم
تتناولي طعامك منذ يومين وأيضا
وجهك شاحب ستمرضين هكذا، لتقول اوعدك سأتناول شيئا في الجامعة ولكن لايمكن الآن سأتأخر
علي المحاضره وخرجت ركضا ، حيث قابلت نور تخرج راكضة هي الأخرى ، لتصرخ فيها وهي تتوعدها: كيف لاتخبريني بأن والدي تعب في
الأمس ، **تت نور وحاولت ان تخفي الأمر ولكن ريحان قالت وهي تمسك أذنها: لا تحاولي فلقد عرفت كل شيء ، حاولت نور أن تفلت من
يدها وهي تقول: الله الله يجعلني أعده ألا أخبرك ويأتي هو ويخبرك بكل بساطة ، ياربي البنت ووالدها اتفقا على جناني... صبرك يا ولي الصابرين ،
لتضحك ريحان وهي تفلتها لتقول. لا يا صغيرتي لا دخل لنا في جنانك فهذا يعود لجيناتك فلا أحد يضاهيكي في الجنان ، ولكن فجأة يرن هاتف ريحان
وما إن رأت المتصل حتي قلقت وتغير لونها، لتسألها نور من المتصل ؟ ولكنها نظرت لها بقلق وبدون إجابة ، ردت ريحان وهي قلقة: ليطلب منها
المتصل أن تذهب حالا لأن الوضعقد يكون خطيرهذه المرة، أقفلت الخط وقد تملكها الخوف ، لتخبر
نور بأن عليها الذهاب لمكان ما قبل الجامعة ، حاولت نور أن تعرف منها أين ستذهب ولكن ريحان لم تخبرها وانطلقت مسرعة يعتريها الخوف
والقلق.
عند السيد شاهين بمجرد خروج ريحان ذهب إليه اخاه جيهان الذي ذهب ليعرف رد ريحان علي الزواج
من كمال ، ولكن اخبره شاهين بأن ريحان لاترغب في الزواج وأنه لن يجبر ابنته علي شئ وخصوصا إن
كان الموضوع هو الزواج، حاول جيهان تمالك نفسه امام أخيه ولكن كان داخله يغلي من الغضب فهو
يرغب في هذا الزواج حتي يفوز بثروة ريحان وأبيها ويكون هو المالك الوحيد لثروة عائلة آردام، ولكنه
سأله إن كان سيأتي زفاف مراد إبن أخته أم سيختفي هو وابنته كالعادة ، قال شاهين: تعرف انى لم أعد أحب الاختلاط ولكن سأري ريحان إن كانت
تريد الذهاب سنذهب سويا ،ليقول جيهان: يا أخي إلي متي ستنعزلون هكذا بعيدا عن الجميع ، لقد مرت
ثماني سنوات ولم تشاركونا في أي مناسبة أو أي حدث مهم مع العائلة ، حتي الشركة تديرها من هنا منمكانك هذا لدرجة انها بدأت في التراجع الملحوظ ، وعملك في الجيش تركته ، ليرد شاهين بحزن: نحن
مرتاحون هكذا يعني لا تنتظر مني ان أتصرف وكأن شيئا لم يكن ، هكذا افضل من أجلنا ومن أجل الجميع ولكن من المحتمل أن احضر الزفاف
فلا أستطيع أن اترك مراد بمفرده في هذا اليوم فأنا خير من يشعر به سأحاول الذهاب لأدعمه ، خرج جيهان من عند أخيه والغضب يعتريه بسبب
رفض ريحان للزواج من كمال ، ليقول في نفسه. كل تلك الأموال والثروة لن تظل راكدة هكذا سيأتي اليوم وتعود لمن يستحقها ، سيكون كل شئ ملك
شخص واحد وهو أنا جيهان أردام اما أمير فكان يدخل الجامعة مع أخيه الذي كان يحاول ليرجعه عن قراره وتقديم تقرير وشكوى في ريحان
ولكن أمير كان مصرا، ليقول: بأن تعرف من هو الطالب ومن الاستاذ في هذه الجامعة ، يجب أن تعرف انها ليست إلا معجزة كاذبة ونزل من
سيارته إلي مكتب رئيس الجامعة. اما ريحان فكانت في مستشفى تدخل أحد الغرف بهدوء لتقع عينيها علي السيدة النائمة على السرير تنظر لأعلي
لا تتحرك ولا تحرك رمشا ولا حول لها ولا قوة ، كانت ريحان تنظر لهالتدمع عينيها ولكن سرعان مامسحت
دموعها واستجمعت قواها ودخلت وأغلقت باب الغرفة وذهبت بجانب السيدة ، جلست بجانبها وامسكت يدها الباردة وقبلتها وبدأت تمسح
علي شعرها وتقول: لماذا تستسلمين بتلك السهوله ؟؟أعرف ان المحاربة صعبة بالنسبة لكي ولكن ارجوكي
لا تستسلمي وحدك من يستطيع مساعدتي لأعيد حقهم وأنتقم ممن حرمنا منهم ، أرجوكي لاتخذليني ،
أرجوكي حاربي من أجلهم ، حاربي لتستعيدي صحتك وتخرجي للعلن بعد أن نثأر لهم ولك ونذهب
سويا ون*دم ذلك القبر المحفور عليه إسمك وموضوع بجانبهم ، لتدمع عينيها وهي تقول: صرت أشعر
بالخوف والوحشة تأكلني كلما رأيته ، أرجوكي لاتخذليني ، وهنا بدأت عيون السيدة تزرف دموعا هادئة، نظرت إليها ريحان لتمسح دموعها وتحركت
لتنام وتضع رأسها بجانب رأسها وبدأت كلا منهما في البكاء الصامت، علي الجانب الآخر كان أمير في
مكتب رئيس الجامعة يشكوا إليه ريحان ، ليصدم بما يقوله أمير فلقد اخبره بأنها تأخرت على محاضره
الأمس وظردت منها ولم تأتيمحاضره اليوم بل أنها لم تأتي الجامعة إلي هذا الوقت ، وأيضا جاءت مكتبي أمس وتطاولت بالكلام ورفضت أن تكمل المشروع البحثي ، ولم يكتفي أمير بذلك بل قدم تسجيلا
بما حدث في مكتبه ليغضب رئيس الجامعة وطلب من سكرتيره الخاص ليطلب منه احضارها...............
اما ريحان توجهت للجامعة ولكنها وجدت شخصا ينتظرها أمامها زفرت بضيق واغمضت عينيها وقالت. كمال ماذا تفعل هنا ؟!
كمال: وصلني ردك وحزنت كثيرا
ريحان: لا يوجد داعي لحزنك أنا فقط لا أفكر بالزواج ، ولا تخف فإن فكرت فأنت موجود يا إبن عمي والان اسمحلي فلقد تأخرت كثيرا اليوم ،
دخلت الجامعة وتركته يبتسم بخبث مرير ودخلت لتتفاجئ بنور ومحمد ودكتور سليم في انتظارها لتسألهم :ماذا حدث ؟؟ماهذا القلق ؟؟ولكن لم
يكد ايا منهم أن يتحدث حتي وصل السكرتير ليطلب من ريحان الذهاب لمكتب رئيس الجامعة ، ذهبت ريحان للمكتب استئذنت للدخول، دخلت
لتتفاجى بأمير يجلس مع رئيس الجامعة ، نظرت لأمير لتري نظرة التحدي بعينيه اما الرئيس فكان الغضبظاهرا علي وجهه ، أخبرها الرئيس
بما قاله أمير ولكنها لم تنكر ولا كلمة مما ذكرها ، ليصرخ بها الرئيس ويقول: أهذه نتيجة ثقتي بك ؟؟ كيف تتصرفين كذلك وأنا من وضعتك قدوة لطلاب الجامعة ؟؟لاتحضرين محاضراتك وتطاولين علي أستاذك وتض*بين بالمشروع الذي سيحمل
إسم الجامعة عرض الحائط وتأتين الجامعة في منتصف اليوم ، ما هذا الاستهتار ريحان ؟؟حاولت أن
تشرح له: أنها لم تقصد كل ما حدث ولكنه لم يسمع منها ولا كلمة وقال:ستعاقبين ريحان ومن الآن وصاعدا انتي في هذه الجامعة كأي طالب
عادي لاتملكين أي صلاحيات وم***ع الذهاب إلي مستشفى الجامعة ، وكل صلاحياتك انسحبت من اليوم ، وسيتم التحقيق معك آخر الأسبوع ،
ولا تنتظرى مني أي دعم بعد الآن لأنه يبدو أن تساهلي معك جعلك طالبة مستهترة ،حاولت ريحان الاعتذار من الرئيس ولكنه كان غاضبا منها وقال.
لن أسمع أي شئ ريحان ، كل شئ خارج يدي حاولت مع أستاذك ولكنه مصر علي تحويلك للتحقيق وأنا لا
يمكنني فعل شئ بهذا الخصوص اما بالنسبة لصلاحياتك فأنا المسؤول عنها وسحبتها عقابا لك والان انتهي لن أسمع أي شئ ريحان ، والان انتهي
واخرجي إلي محاضراتك ، نظرت لأمير نظرة مليئة بالحقد والغضب ثم خرجت من المكتب بينما أمير كان مصدوم من ردة فعل رئيس الجامعة
فهو فقط توقع تحويلها للتحقيق ولكنه لايفهم ماهذه الصلاحيات ، استئذن وخرج بعدها خرجت ريحان من المكتب لتجد نور ومحمد ودكتور سليم في انتظارها حاولوا الاطمئنان ومعرفة ماذا حدث
في الداخل ولكنها لم تنظر لهم خرجت كالاعصار تتوعد أمير وتقسم أن يدفع ثمن فعلته فبينما هي تقترب من تحقيق حلم أمها جاء هو بلحظة
وانهي كل شئ ، انطلقت لتخرج من الجامعة ليذهب الجميع خلفها ، ولكنها لم تكد تخرج حتي صرخت نور :ريحان انتبهي ، وارتفعت أصوات السيارات المختلطة بأصوات الفرامل وصراخ نور وكل هذا امام انظار أمير الذي يقف بعيدا مصدوما....... ???
بعد أن اصطدمت ريحان بالسيارة سقطت علي الارض مغشيا عليها ، ركض دكتور سليم نحوها وحملها وأخذها إلي مستشفى الجامعة ، وذهبت نور ومحمد خلفهما وسط بكاء نور وخوفها علي صديقتها ، أما أمير فكان يقف مصدوما يحاول استيعاب سرعة الاحداث التي مرت امامه وبسببه!!!! ،
في مستشفى الجامعة كانت ريحان قد انتقلت لغرفة خاصة بعد ان تأكدوا انها بخير كان الدكتور سليم يوبخها فقد ظهر في نتائج التحاليل انخفاض نسبة الهيموجلوبين في دمها وارتفاع فقر الدم فهي تظل أيام بدون طعام ولا نوم... فقط قهوة ، أما اصطدامها بالسيارة سبب لها كدمة بسيطة في ذراعها وندبة اعلي حاجبها الأيسر ،
اما نور كانت في الرواق امام غرفة ريحان مازالت تحت تأثير صدمتها ففقدان ريحان هو كابوسها الذي تخشي تحقيقه ، فهي ليست صديقتها فقط بل كل عائلتها كان محمد بجانبها يحاول تهدئتها لتنظر له بعيونها الحمراء وقالت : يمكنك الذهاب الآن شكرا لك ، استغرب محمد من طريقة كلامها ولكنها تركته ودخلت غرفة ريحان ، ماكان منه إلا أن ذهب ليتركها قليلا حتى تتجاوز صدمتها ، دخلت نور الغرفة وذهبت احتضنت ريحان بقوة ، وهي تبكي ، احتضنتها ريحان وبدأت تهدأ من روعها ليدخل عليهم السيد شاهين فزعا بعد أن اخبره دكتور سليم ليسرع إلي ابنته ليتفقدها احتضنتها داخله بشده وهو يقول : لقد خفت كثيرا بل مت من خوفى عليك ، أخذت ريحان تهدأ من فزع شاهين وخوف نور واستئذن دكتور سليم ليخرج ويذهب لمكتبه ،
دخل مكتبه ليجد أمير ينتظره هناك ، لم يتفاجئ سليم فهو أدرك أن صديقه قد جاء لأن ضميره يؤنبه ، فأمير بالرغم من حدته أحيانا إلا أنه طيب القلب ولا يرضي بأن يظلم أحدا ،
أسرع أمير ناحيته وهو يسأله كيف أصبحت الآن ؟؟هل اصابتها خطيرة ؟؟ليضحك سليم وهو يقول اهدأ يارجل تبدو وكأنك من صدمتها بسيارتك ، ليخفض أمير نظره وهو يقول لست من صدمها ولكنني السبب ، ليقول سليم : اطمئن فهي بخير هي في غرفتها ننتظر انتهاء السيروم وستخرج اليوم ، قال أمير : أيمكنني زيارتها ، ليرد سليم : لا أنصحك أبدا فوالدها عندها وإن علم بأنك السبب فلا أريد أن أخبرك بما سيفعله ، ليسأله أمير : ما حكاية هذه البنت ؟؟وماقصة الصلاحيات التي حرمت منها ؟؟وماالسبب وراء غضب الرئيس منها بهذا الشكل وسن عقابه عليها أنا كل ما أردته مجرد إنذار ولم أتوقع أن يتصاعد الأمر هكذا ، سليم أخبرنى ما الضرر الذي تعرضت له بسبب شكايتي
نظر له سليم ب**ت ثم قال : ريحان ليست كأي طالبة في الجامعة ، لقد درست الطب مرتين خلال ثماني سنوات ، وبقاءها في الجامعة هدفه الوحيد هو حصولها علي الشهادة وفقط حتى لايذهب تعبها ومجهودها هباء ، ليقاطعه أمير و علامات الدهشة تغزو وجهه : كيف ؟؟كيف يعني درست الطب مرتين خلال ثماني سنوات ؟؟هذا مستحيل... نحن ندرسه واحيانا نعجز في منتصف الطريق ، ليقول سليم : أجل إنه مستحيل ولكنها فتاة مجتهدة تسعي خلف أحلامها وتغلبت علي الصعاب ، ولكن...... ليقول أمير : لكن ماذا ؟؟؟
ليقول سليم : ريحان لديها صلاحيات في الجامعة و المستشفي كصلاحيات الأطباء بل وتفوقنا أحيانا ، لأن دراساتها معتمدة ورئيس الجامعة وثقها في ملفها ، ولكن إن تم رفدها ستخسر تلك الصلاحيات وستعود لنقطة الصفر ، يعني بإختصار شكوتك هذه قد تكون السبب في خسارتها لكل شئ ، **ت أمير لا يعرف ماذا يقول ثم غادر المكتب ب**ت ، ذهب أمير إلي الجامعة ليتحدث إلي رئيس الجامعة الذي وجده يخرج من الجامعة ، أوقفه أمير وأخبره بما حدث وانه يريد سحب شكواه ضد ريحان ولا يريد أن يتصاعد الموقف أكثر من ذلك ، ليقول الرئيس : لا تقلق أنا سأفعل اللازم ، ليرد أمير بأستغراب كيف ؟؟يعني ماذا ستفعل ؟؟ليقول : دكتور أمير قلت لك سأفعل اللازم والآن يجب أن أذهب فلدي عمل مهم ، ثم ذهب وامير ظل يقف مكانه صامتا ، حتي قطع هذا ال**ت رنين هاتفه ، نظر إلى هاتفه مطولا ثم أغمض عينيه ليجيب : ألو أمي (شاهقة) ، ولكنه انفجر بها وهو يصرخ قائلا : اذهبي حيث تشائين ، أساسا متي كنتي معى وبجانبي كباقي الامهات ، لا تهتمى بي اذهبي و سافري واستمتعي ولا تشغلي بالك بي فهي ليست لا المرة الأولى ولا الأخيرة ثم اغلق الهاتف ورماه في سيارته و ركبها وانطلق مسرعا غاضبا علي نفسه وعلي أمه .
أما ريحان انهت السيروم وأخذها والدها للبيت واجبرها على البقاء في سريرها ومنعها من التحرك .
كانت تجلس علي سريرها حزينه و غاضبة دخل عليها والدها ولكنها لم تنتبه له ، قطع شرودها بسؤاله : في ماذا تفكر جميلتي ، نظرت له ب**ت ونزلت دمعة من عينها أسرع والدها ووضع الطعام جانبا وجلس بجانبها مسح دمعتها وأخذها بحضنه وهو يقول : ماذا حدث صغيرتي ؟! هل تتألمين ؟! لتقول له : لا أتألم ولكن ... ليمسح علي شعرها بحنان وهو يقول : لكن ماذا ؟! قالت له : قد يتم رفدي من الجامعة ، ضحك والدها وهو يقول : ماهذه المزحة السخيفة ، أنت ؟؟سيتم رفدك ؟؟لتقص عليه كل ما حدث وأكملت وهي تقول كله بسببه كله بسبب طبيب الغرور هذا ، ليقول شاهين : لا تقلقي يعني أعرف دكتور علي جيدا فهو لا يستطيع التفريط بك ، لتقول : ولكنه كان غاضبا مني وجادا في حديثه ، ليقول والدها : الان لا تفكري في شئ هيا تناولي طعامك وارتاحي وصدقيني فالدكتور علي لن يفرط بك أما هذا الطبيب فيجب أن يتعلم كيف يحزن صغيرتى ، لتبتسم وهي تقول طبيب الغرور هذا .
أما أمير دخل البيت ليجد محمد يجلس حزينا وما إن رآه محمد حتى اندفع نحوه وهو يقول : أين كنت ؟؟تدمر وتذهب أساسا هذه عادتك ، بسببك انت فقدت الإنسانة الوحيدة التي أحببتها ، ليصرخ به أمير : محمد اتركنى وشاني
محمد : وإن لم أتركك ؟!
أمير : مادام من عادتي التدمير لا تجعلني ادمرك ، أساسا أنا الإنسان الوحيد في هذه الحياة معدوم الضمير ، لا يوجد شئ ليحزننى بل أنا فقط من ادمر واحزن الجميع لدرجة إنهم يملون مني ويتركوني أليس كذلك ؟! لماذا تعيش مع شخص مثلي اذهب انت أيضا ، وتركه ودخل غرفته ليجد المزهرية امامه ض*بها برجله وهو يصرخ ويقول بحرقه : لماااااااذا ااااااااه ؟! ?.
بقي محمد مكانه مصدوم ولكنه فهم أن أمه احزنته من جديد ، تحرك محمد ليحمل هاتفه ويتصل بجنات حيث أخبرها بحالة أمير ، أغلقت جنات الهاتف وهي تقول : لن اسمح لك أن تدميره لن اسمح أبدا ،
علي الجانب الاخر تجلس شاهقة مع عشيقها وهي تخبره بأنها ستسافر لفترة إلي سويسرا وستبقي هناك حتى افتتاح شركتها الجديدة ، ولكنه كان يمثل دور الحزين علي فراقها وانه لن يتحمل بعدها ولكنها وعدته بأنها ستعوضه عندما تعود ، حتي أنها ستودعه الليلة بطريقتها وبقيا معا حتي الصباح في حين كان ابنها يجلس في أرضيه غرفته يبكي ترك أمه له رجل في الثلاثين من عمره و يبكي كالطفل الصغير ، دخلت جنات الغرفة لتذهب وتأخذه بين احضانها وتحن عليه وتمسح علي رأسه بحنان ، كانت جنات نعم الأم فهي لم تفرق أمير عن أولادها أبدا بل كانت تحبه وتميزه عن أولادها ، وكانت هي كذلك بالنسبة لأمير كانت أمه وصديقته واغلى إنسان بحياته ، دخل أمير في حضنها كالطفل وهو يقول : لماذا يكون أسهل شئ هو التخلي عني ، لماذا لا تحبني كباقي الامهات ؟! هل أنا إبن سئ ؟! لتسكته جنات وهي تقول بحنان : انت افضل إبن في كل هذه الدنيا لايوجد إبن مثلك أبدا ، إياك أن تقول شيئا كهذا مرة ثانية وإلا سأعاقبك وانت تعرف جيدا كيف يكون عقابي ، احتضنها أمير وقبل رأسها وقال : من الجيد وجودك ، لولاك ما كنت سأستطيع تخطي كل هذا ، آنتي ملاكي ، لتبعده عنها وهي تقول : أنا لست ملاكك أنا أمك ، قبل يدها وقال : أعظم أم بالوجود ، لتحتضن وجهه بيدها وهي تقول : لماذا تحزن نفسك يا صغيري أنا بجانبك ولن أتركك أبدا ألا يكفي وجودي معك ، ليقول : وجودك يكفي وكثيرا حتي إنه كثير علي ، أنت تعرفين قدرك عندي انتي بكفة وكل العالم بكفة ، ولكن اريدها أن تهتم لأمري ولو لمرة واحدة ، لا أحب ذلك الشعور لا أستطيع تقبله شعور أن أمي لا تحبني تركتنى منذ خمسة وعشرين عاما وذهبت خلف ملذالتها وشهواتها ، هل تعرفين ؟؟أحيانا أحزن واشعر بالسوء لأنها هي أمي وأقول بأنني سابتعد عنها كما تفعل هي دائما ولكن قلبي لايطاوعني لماذا أنسي كل افعالها بمجرد رؤيتها ؟! ولماذا هي تحب إحزاني دائما ؟! لماذا أنتي لست أمي ؟! كنت اتمني لو انني ابنك حقا لطالما تمنيت أن أكون من دمك ، مسحت جنات دموعه وقالت ليست الامومة بالدم فقط ، الامومة علاقة معقدة لا أستطيع شرحها
وانت لست إبني وحسب قد لاتكون إبن رحمى ولكنك فلذة كبدي بطريقة مختلفة عن الجميع ، أنت أول عيد ابصرته كما لو أن رائحة الامومة فيك ترعي غرائز فصولي كما لو أنك أول من تكلم في مهدي افد*ك بروحي واعطيك حياتي نزعة وسرور ومتعة فبقاءك معي هو أملي في الحياة ، لم يتمالك أمير نفسه وارتمي بين احضانها وأخذ يقبل يدها وراسها
بينما كانت ريحان واقفة في شرفتها تحاول أن تري نور التي اختفت منذ قدومهم من المستشفى وايضا حاولت الاتصال بها ولكنها لم ترد على هاتفها ، جاء والدها من خلفها يؤنبها علي نهوضها من سريرها مبكرا ، ولكنها أخبرته انها قلقة بشأن نور فلقد اختفت فجأة ، طمئنها شاهين وقال لربما تكون انشغلت في المذاكره ، قالت له : ولكن هذا مستحيل يعني نور التي أعرفها كانت ستقضي اليوم بأكمله معي وتعاندنى وتغيظني ولكن اختفائها هكذا فجأة ...... أبي سأذهب واطمئن عليها ولا تخف أنا أصبحت بخير ، ليأذن لها بالذهاب وايضا ان تطمئنه علي نور ، ذهبت إلي بيت نور وقرعت الباب عدة مرات ولكن دون إجابة مما جعلها تقلق ، استمرت في قرع الباب بقوة حتي فتحت لها نور وهي منهكة ، فتحت الباب ودخلت دون أن تتفوه بكلمة وبقيت ريحان مكانها تنظر باستغراب ، دخلت ريحان وهي تقول :وماهذا الآن ؟! الله الله ولكن كانت نور حزينة جدا جلست ريحان جانبها وهي تضحك وتقول : ماذا حدث حضرة العاشقة ؟! وهنا انفجرت نور في البكاء وهي تقول : انتهي ريحان انتهي ، تعجبت ريحان و سألتها : ما الذي انتهى يافتاة ؟! متي بدأتم لتنتهوا ؟! اخبريني ماذا فعل لك ؟! اخبريني فقط وسأدفنه في أرضه ، **تت نور قليلاً ثم قالت : هو لم يفعل شئ أنا من فعلت ، لتقول ريحان باستغراب : كيف يعني ؟! نظرت نور امامها بحزن وقالت : فكرت قليلاً في هذه العلاقة وتأكدت أن مصيرها الانتهاء وانها مستحيل تكتمل فقررت الانسحاب قبل أن أعشقه أكثر وقبل أن يتعلق بي ، لتض*بها ريحان في كتفها وهي تقول : ماذا تهذي انت ؟! الواضح أنكي من اصطدم بالسيارة وليس أنا ، ألست أنت من أخبرنى بأنه الشخص المناسب وأنك اعجبتي به من البداية وهو أيضا كذلك لماذا الآن تقولين هذا الهراء ، قالت نور : انتي تعرفينني لا أحب إقامة علاقات عابرة وإن أحببت شخص فأنا ساحبه دائما ولن ارضي بأقل من الزواج بالشخص الذي أحبه ولكن هل هو سيقبل الزواج مني ؟! هل سيتزوج بانسانة لا يعرف عنها شئ ؟! لا يعرف أهلها ولا من تكون ، وحتى إن قبل هل أهله سيقبلون ؟! أنا لن اقبل بذلك أبدا لن اقبل بأن اظلمه معي ، وايضا هذا الموضوع انتهي لا تفتحيه معي مرة أخري ، نظرت لها ريحان بحزن ثم عانقتها وهي تقول : لا يهم من انت ومن أهلك ، المهم انك أكثر قلب ابيض وملئ بالبراءه و الطيبة ، أنا بجانبك دائما ياصديقتي بل يا أختي ... لا تبكي أبدا فهدوئك هذا هو الخلاصة في تلك الدنيا التافهة المزيفة ????