بمنزل نسمه ؛
تربعت فوق الفراش وهي تضم جسدها بقبضتين قويتين
انفاسها هادئه بينما عينها تشرد للبروازين بجوار فراشها
والديها وصديقتها
بالسابق بعدما توفي والديها بحادث سير وانتقلت للسكن رفقه عائله عمها كانت بحاله متدهوره ...حزينه ....ومن**ره
لم تتركها اي من صفاء او رغد بينما حاولت هي الحفاظ علي كل ما زرعه والديها بداخلها من فضيله ورضت بقسمه الله ودفنت احزانها وتعايشت
والأن هي تعود لتظهر ذالك الحزن المدفون تتذكر ذالك الان**ار وهي تتذكر ما اخبرتهم به صفاء
ستتركهم صفاء ..ستسافر رفقه والدها لميحدد وقت ولكنه بالتأكيد سيبتعد وستفارق هي مره اخري روحًا ظنت انها ملاصقه لها
وبتلك اللحظه كان عقلها يفكر بسوداويه مقررًا دفن راحتها بأبعد مكان عن روحها
هل ستفارقها كُل روح تحبها! هل ستظل وحيده بدون مأوي لروحها او ملجأ تهرول ناحيته ؟
ازالت دمعه فارقت عينها واستلقت متكوره حول ذاتها مغطيه رعبها بظلام اليل تطفئ روحها بسُبات عميق ترغب الا تستيقظ منه
_____________________
منزل فردوس ؛
جلست بشرفه غرفتها وهي ترتدي بيچامه منزليه ثقيله تجذب اطرافها علي اصابعها وابتسامه حمقاء ترتسم علي وجهها غير مُخفيه التفاجؤ منها
رفعت قدمها لتثني قدمها لص*رها فوق الكرسي وتسند وجنتها عليه تنظر للسماء
عقلها لم يستوعب ان ذالك الضابط كان يتغزل بها ....اول رجل يتغزل بها تمامًا كان ذالك الوسيم بشكل جعلها لا تستطيع التنفس
ربما لم يكُن بتلك الدرجه من الوسامه فهو طويل القامه بجسد متوسط العرض ورفعيه بشكل عضلي
عينه سوداء وشعر قصير مرفوع للأعلي انف متوسط الحجم وشفاه غليظه وبشره حنطيه
لم يكُن وسيم بتلك الهاله التي تسلب الانفاس لكن كونه اول رجل يفكر بأتخاذ خطوه ناحيتها جعلها تراه وسيم !
لكنه وقحه ويملك ثقه عاليه بذاته بشكل جعلها غير مرتاحه وهي تحدث حيث اخبرها بكل تبجح ان ربما لا تملك م**رات بسيارتها وتلك الرائحه التي خدرته تنبعث منها او من عينها فقط
لم تفهم غزله بالبدايه حتي اخبرها بجراءه لم تعهدها من قبل ان عينها تجعله شاردًا وغير قادر علي التركيز كأنه ارتفع لحدود السماء
حاولت دفع بسمتها للأختفاء. لكنها لم تستطع وهي لأول مره تشعر انها جميله.....جميله لدرجه انها قد تحظي بقصه حب !!
_______________
منزل ايهم ؛
دلف للمنزل بساعه متأخرة يصفر بأصوات منخفضه واعجاب وقد اثر به لقائه بتلك الفاتنه ورعشه الصدمه التي احتلت عينها حينما تغزل بها جعلت انجذابه بها ربما يزداد
توقف عند رؤيته للأناره الخافته بغرفه معيشته وصوت والده الذي يطالبه بالقدوم له
ارتفع صغيره بعدما تأكد من استيقاظ والده وتحرك منساقًا للغرفه
تحرك ناحيه والده لجلس علي الكرسي المقابل له وابتسامه رائعه تلتهم وجهه
عقد "مجدي" ملامحه بأستغراب ولم ينتظر حتي ل ثانيه وهو يهتف به بشك
_ مالك داخل كدا مش مبطل ضحك والمفروض انك متجازي وواقف في لجنه
رمقه ايهم بجانب عينه وابتسم بخبث وعبث
_ شوفت الي عجبني هناك
ضيق مجدي عينه علي ابنه قليل العبث وهو يري تلك اللمحه من الشقاوة وهو يردف بأستغراب
_ حلوه اوي للدرجه دي !
ضحك ايهم. وهو يجيبه بتعجب من ذاته
_ مش عارف بس فيها حاجه تشد وعينها....
صمت ايهم وهو يتذكر عينها كانت ترتعش مرتعبه ومتوتره ....كانت كمن لم يري الأمان ابدًا وذلك جعل شئ به يريد ربما....ضمها
افاقه مجدي الذي هتف باستغراب
_ مال عينها ...دوبتك ولا ايه
ضحك ايهم وهو يجيبه بع** ما يرغب بقوله
_ لا بس فيها لمعه حلوه كدا و......
صمت ثم حك مؤخره عنقه وهو يسأل بمزاح مدركًا ان والده سيعود. ويعايره بما يعلم
_ هو انا بحكيلك ليه
ضحك مجدي بقوة وهو ينظر لأيهم الذي تأكلت ملامحه بأحراجه ونهض منزعجًا من انسيابه ف الحديث مع والده
_______________________
منزل فرح ؛
وضعت فرح اكواب العصير علي الطاوله امام مدحت زوجها الذي يتابع احدي مباريات الكوره المهمه لفريقه المفضل الأهلي
جلست بجواره تنظر للشاشه دون اهتمام وهي تحرك عينها لحظه له ولحظه للشاشه محاوله ان تجد الطريقه المناسبه لتفاتحه فيما ترغب
لتتمتم بهدوء الا انها تعلم جيدًا استماعه لها
_ بتول مش عجباني ابدًا الايام دي
_ ليه
قالها بشبه اهتمام بينما يركز علي حركه الفريق بالتلفاز جمعت شجاعتها بهدوء وهي تكمل بجديه
_ موضوع باباها رجع يتفتح تاني ف كنت عايزه اروح لها يومين ابات فيهم عندها
التفت لها بكامل تركيزه وقد لفته نبره الحزن التي احتلت حديثها جذب كفها بين يده وهو يسألها باهتمام
_ الموضوع صعب كدا
_ مش اوي بس هي متأثره وكمان عايزه افهمها ان لازم تتخطي الي حصل من باباها وتدي نفسها فرصه تعيش حياتها
القت عباراتها وهي تسند. وجنتها علي الأريكه لتري بسمته المحبه وهو ينحني اليها مقبلًا وجنتها وهو يجيبها بصدق
_ انا مقدرش امنعك عنهم ،متنسيش اني اخدك منهم وعارف وقفو معاكي ازاي
ضحكت وهي تنهض متحركه ناحيته لتجلس وتسند راسها علي ص*ره ليُقبل رأسها وهو يعيد عينه للتلفاز بعقل شارد
لا يهون عليه بتول ويعتبرها شقيقه له ....غير انه يعلم بكم تلك العائله تملك شيم فضيله فبعد وفاة والدي فرح احتضنتها قسمت وقامت هي بتجهيزها وتقديمها عروسًا له وكانت عينها تزرف الدموع وكأنها تفارق طفله خُلقت من رحمها وتربت بين احضانها
________________
- صباح اليوم التالي
منزل عبد المنعم ؛
استيقظت تغريد بمعادها واستعدت بعد تناول طعامها ومراجعتها لأوراق التصميم مره اخري
ثم تحركت من منزلها الي مقر شركه المرشدي
والان كانت تجلس خارج مكتبه رفقه السكيرتاريا بأنتظار حضورة وقد مضي علي موعدهما سويًا ساعتين وصلت هي قبلهم بنصف ساعه !
كانت تحرك قدمها بتوتر وغضب ظنًا منها انه يتعمد عدم الحضور ليعذبها ويغيظها
وبعد نصف ساعه اخري وجدته يتهادي الي الداخل ناحيتهم
ابعدت عينها عنه بأنزعاج وكانت تظن انها سيتخطاها او يعاملها بذات التكبر والسخريه لكنها صدمت حينما سمعت العبارات التي تنساب من شفتيه وتحركه شبه المهرول لها
_ انسه تغريد انا بجد مش عارف اعتذر لحضرتك علي التأخير دا ازاي اتمني تسامحيني ومتعتبريش الي حصل شخصي
لم تفهم نهايه حديثه لكنها ابتسمت بمجامله وهي تنهض واقفه امامه بهدوء
_ ولا يهمك حضرتك بس اتمني نخلص بسرعه عشان انا كدا اتأخرت جدًا
حرك رأسه ايجابًا وهو يفرد ذراعه لها ناحيه الممر وهو يهتف بجديه
_ اكيد طبعًا ، بس اسمحيلي اعزمك علي فنجان قهوه اعتذار مني
تجمعت ملامحها بانزعاج وارادت الرفض لكنه تجاهلها تمامًا وبداء بالسير امامها والتفت برأسه للخلف يهتف بتحميس
_ اتفضلي يا انسه فريده عشان متتأخريش اكتر
عقدت حاجبيها بأستغراب ببسمه وهي لا تفهم مقدار العفويه التي تتلبسه الأن بينما كان البارحه فظ ووقح كما لم تقابل من قبل !
_________________
منزل فردوس ؛
نظرت فردوس لهاتفها لتقلب رأسها بأنزعاج وهي تري استمراره بالرن
تركت طبق المعكرونه الذي قررت اكله اخيرًا حينما شعرت بشهيتها مفتوحه
نظرت بأعين قلقه للأسم الذي التمع فوق للشاشه والذي يعود لشخص تعلم كم ينبذها
استنشقت نفس عميق وهي تجمع ذاتها وتجيب علي الهاتف بأخر رناته
_ الو
_ ايه يا ست فردوس لسه فاكره تردي عليا ، هي دي تربيه امك ليكي ولا تلقيها هي الي مرحضاكي انك متروديش عليا
بللت شفتها وهي تستمع لذالك الكم من الشكوك والأتهمات قبل ان تجيبه بهدوء مضطرب
_ معلش يا بابا انا بس مكنتش عارف ارد و...........ماما مقلتليش اتجاهلك
وصلها تنفسه الحاد وصوت اصطدام قوي قبل ان ينبث دون تصديق
_ تتجهليني !! وهستني ايه من بنت شيريهان يعني اكيد نسيت تربي وهي بتجري تعمل ف حفلات لأستاذ زيد بتاعها وحضرتك طبعًا نسيتي ان ليكي اب تسألي عليه ولا تطمني حتي عايش ولا ميت
اص*رت اصوات متقطعه وهي تحاول تجميع جمله او عباره لتخبره بحقيقه عدم تعمدها لأي شيأ لكنها عجزت وظل الأخر دقائق صامتًا منتظر ان تبرر له لكنه لم يصبر اكثر وهو يهتف بجديه
_ انتِ فاشله زيك زي امك بس علي الأقل هي حلوه وبتهتم بنفسها ودا معرفتش تعلمهولك فبقيتي ت**في
اغلق الهاتف بوجهها بينما ظلت هي ثابته كل شئ بها هادئ معادا ص*رها الذي ظل يرتفع وينخفض بسرعه وبطئ
نظرت لطبق المكرونه الذي كانت تعده وعينها متجمده بدموع لكنها لم تهتم وهي تحمل ذاتها تغادر المطبخ وقد فقدت شهيتها تمامًا عن تناول الطعام
__________________
قصي ؛
وصل للمنزل الذي اشتراه البارحه وبرفقته عامل كهرباء ليتأكد من سلامه الأمور بالمنزل حتي يستطيع هو وعائلته الأنتقال بأقرب فرصه
_______________
منزل بتول؛
ولجت بتول من الغرفه حيث تتحرك ناحيه المطبخ وجدت والدتها بالداخل تُعد لها الافطار بملامح حزينه
كانت بتول بمزاج متكدر ولا تستطيع حتي ان تباشر بأي حديث وفتح حوار رفقتها لتنهي الخصام بينهم رأت والدتها وهي تتخطاها لتضع الطعام علي الصفره وتجلس
لاحت منها نظره تراقبها وهي تجلس امام الطعام دون شعور قسمت ، شعرت بتول بأنقباضه تضغط علي ص*رها وانكمش قلبها بتعسر وهي تري والدتها تسرع لأزاله تلك العبره التي تدحرج علي وجنتها
تنفست محاوله تهدئه ذاتها وهي تتحرك بحزن ناحيه والدتها منخفضه بجزعها لتُقبل جبينها بهدوء ثم جذبت كفها وجلست علي الكرسي المجاور لها
انكمشت ملامح قسمت يحزن وحاولت محاربه العبرات الا تنفلت امام بتول لكن الأخري رفعت كفها تمسك وجنتها وترفع وجهها حتي تصبح عينها تنظر لعين الأخري
لم تستطع قسمت التماسك وعينها تسمح للدموع ان تنفلت امامها
ابتسمت بتول بأسف وهي تحرك رأسها موافقه بينما تهمس بخفوت وابهامها يزيل اي نقطه مياه تلمسه
_ مش مشكله يا حبيبتي ، انا اسفه علي الي حصل
حركت قسمت رأسها رفضًا لكن بتول لم تسمعها او تترك لها فرصه للحديث وهي تكمل كما هي
_ اسمعيني، انا عارفه انك عايزه تثبتيله انك عرفتي تربي انه سابك بسبب حاجه جميله وانا اسفه ...انا لما شوفته مره واحده اتفاجئت ومعرفتش اتصرف عشان كدا
اخذت نفس عميق وهي تحارب لترسم بسمه مصطنعه علي وجهها وبالفعل نجحت وهي تنطق بهدوء
_ كلميه يجي انهارده يتغدي معانا ووعد ليكي هعتذر منه ماشي
ابتسمت قسمت بفخر وقلبها يخبرها انها تحملت من اجل ما يستحق ....تحملت عنف...اهانه...ثم طلاق...وذل فقط من اجل بتول...من اجل ان تكبر ابنتها وتجعلها تفتخر بها
وهاهي تحقق ذالك الفخر الأن وهي تعلم بكم تضحي لكنها تحتاج ان تنجح حتي عن طريق بتول
ابتسمت بتول بأرتعاش وهي تنهض لتغادر بحاجه لتنفرد بذاتها وكأن قسمت ادركت ذالك حيث سمحت لها بالمغادرة دون ان تطلب منها تناول الطعام
خرجت بتول من المنزل مغلقه الباب خلفها بينما تستند بظهرها عليه بأعين مغلقه
تتنفس بهدوء يدها تمسك مقبض الباب بقوه ترجع رأسها للخلف
لم تستطيع ان تمنع تلك العبره من الانزلاق ببطء من عينها وكأنها تخبرها كم ان معانتها بطيئه انها مزالت ضعيفه وخاضعه
رفعت يدها تزيل عبرتها ثم تفتح عينها بقوة لكنها اصطدمت بأعين سوداء واسعه وهادئه محاطه برموش كثيفه وبها لمعه غريبه لا تفهمها او ربما تراها باعين قسمت فقط
كان ينظر لها بهدوء وكأن مراقبته لها طبيعيه .....اخفضت نظرتها عليه ببطء وجه عريض بفك حاد شفاه رقيقه لحيه سوداء وعنق بتفاحه ادم بارزه
بشره قمحيه وطول متوسط بجسد عرضي ليس سمين ولا عضلي
رفعت حاجبها بتسؤل له لكنه لم يتحدث وهو يستدر مغلقًا الباب خلفه وتهادي هابطًا الدرجات
تن*دت هي وهي تمحو فكره مراقبته لها من عقلها وهي تنزل الدرجات خلفه لترحل لعملها
وصل قصيَ لسيارته فاتحًا بابها وعينه تنحدر ببطء خلف تلك التي تقطع الشارع بخطوات مرتاحه لا تع** ما رأه بالاعلي
عقد حاجبه باستغراب وهو يتمتم باستغراب وفضول
_ ياتري مالها دي
حرك رأسه ينفض فكرته فما دخله هو بها وهو من عاش عمره شبه منعزل عن النساء ومن ربطته بهم علاقه اسرعو للأنفصال عنه حينما طالهم انشغاله بوالديهم وعدم تفرغه بأغلب الاوقات
_________________
منزل بتول ؛
جلست بأعين منحنيه للأرض بغضًا وخجلًا امام ذاتها
فما وعدت ذاتها الا تفعله ها هي تفعله بكل خضوع
رفضت ان تسمح له بالعوده الي حياتها الايتحكم بها ويسيطر عليها كما فعل بوالدتها لكنها فشلت
اقسمت الا تحني رأسها امامه وهي هي تجلس برأس منحني ولسان معتذر
لأول مره تن** بوعدها لنفسها علي اي شئ ...وتلك المره جعلتها عاريه النفس من**ره الاجنحه وربما يصعب تخطيها
فها هي تجعله يصبح ملك علي حياتها دونرغبه وتفقد لذه انتصارها عليه الأعوام المنصرمه
لم تركز بحديثه اوتهتم به حتي كي لا يجعلها ذالك اضعف واكثر كراهيه بل ركزت علي لمعه عين والدتها وهي تتباهي بها تقول حسناتها وتُثني عليها بما يحمله القلب من محبه وفخر لايمكن تخبئته وذالك جعلها تهدء او ربنا تنتظر ميعاد ثورتها
تلك اللمعه بعين والدتها جعلتها تتذكر تلك الأعين السوداء التي قابلتها بالصباح ......ذات اللمعه....وذات الهدوء.....تُري ما معني تلك النظره
_________________
تغريد ؛
انهت عملها رفقه ابراهيم المرشدي بوقت متأخر من اليل وقد رأت جانب هادئ ورجولي منه لمتره بأول مره حيث تصرف كطفل مدلل يرغب بالعبث
ثم بالنهايه تستقر هاهي بداخل سيارته حيث لم يتبقي علي منزلها سوي مسافه قصيره بعدما اصر علي ان يوصلها بما انه سبب تاخيرها
كانت تري جانب وجهه وعينه الهادئه وتلمع كلما اصابها اضائه من الطريق وبشكل ما لاحظت ان عينه الان تملك من الحياه لو قليلًا بينما اول مره رأته كانت تلمع ببرود غير مستحب
توقف امام منزلها واستدار برأسه لها وهو يتحدث بجديه واسلوب لبق
_ حابب اعتذرلك عن تأخيري ليكي كل الوقت دا
لين نبرته وهدوئها الغريب بالنسبه لتغريد جعلها تجيبه بذات النبره
_ ولا يهمك دا شغلي
حرك راسه متفقًا معها لتهبط من السيارة ويتبعها .......بعينه