ظلت عالية تربت على ظهره وهو راقد بجوارها بينما كان ابنه محمود يحتضنه بخوف وفزع، فتمسك هو الآخر فظلت هى تبكى وراقد علي اقدمها حتى ظنت انه سقط في غيابات النوم من التعب، اقترب احمد من امه يناز
ظر ش*يقه الذي من وجهه نظرة ان الحياة اضحت سوداء في وجهه ولم تضحك له يوما، بينما في الخارج وقفت سيارة امام المنزل كان بيها رجل عريض المنكبين ذو وجه مخيف، شاربه غطى انفه من حجمه، اقترب يحمل معه سلاح في يده صارخ ينادى
- كريم انت يازفت يلا اسمك كريم.
خرج احمد من الباب جريا كى يري من هذا وماذا يريد، وقف امامه حائرا فقال وهو يناظره من الاسفل للاعلي:
- انت مين.
- انا قابض الارواح ياخفيف انت كريم.
_ لا انا اخوه بعدين انت بتتريق يا حضرت.
- التريقة علي اصولها سبنها لامثالكو يا شوية حوش بقا انا ياض المعلم علي سن ورمح تستغفلوني.
- احنا استغفلنك في ايه يا حضرت.
- اخوك المغفل يضحك علي بنتي ويتجوزها عرفي وبعد ما تحبل يرميها، والله لكون رايح فيكو اللومان.
- انت بتقول ايه ياراجل انت انا اخويا متربي وعمره ما يعمل كده.
- يا نهار ابيض يانهار ابيض يعني انا بتبل عليكو والله لاموتكو النهارده.
- مكانك!
التفت احمد وكذلك الرجل ناحية الصوت فإذا به كريم، اقترب الرجل منه بسرعة البرق ليمسكه من تلابيب ثيابه ثم بدأ بقول
- موتك على ايدى النهارده، محدش هينجدك مني، جبتلى العار والشماتة، حسبي الله ونعم الوكيل فيك.
احنى كريم رأسه بينما تساقطت دموع كريم فسأله احمد في غيظ:
- ما ترد يا بيه الكلام ده حقيقي.
هز كريم رأسه بينما ض*بت والدته علي ص*رها في فزع وقالت:
- ليه كده يابني امال فين زيارتك لربنا وصلاتك وخوفك من ربنا ليه ليه حرام عليك.
جلست في مكانها ولم تستطيع امساك نفسها من البكاء بينما سقط كريم علي اقدامه يبكى بفزع وهستريا جعلت احمد والرجل ينظران ناحية بعضهم البعض.
اقترب الرجل من عالية في غيظ وقال
_ ياحاجة ترضيها علي بناتك وولادك بنتي امل في السادس ولسه عارف النااس كلت وشي شوفيلى حل.
صعدت عالية الي البيت ثم عادت بعد دقائق تحمل في يدها نقود وثياب ترتديها وقالت لاحمد
: تعال معايا ياحمد نروح نشوف البت ونجيبها.
فقال الرجل بحيرة
- طيب ازاي ياحاجة من غير جواز.
- متخفش يا عم هنحل كل حاجه
خرجا معانا الي منزل ذلك الرجل وهو يساكت دون حدوث، بينما كان احمد يشعر بمرارة وفداحة ما فعله ش*يقه ولا يستطيع التحدث، بينما كانت عالية تبكى ب**ت يرويه دموعها ولا يحادثها أحد، وصلو الي منزل الرجل ترجل احمد ووالدته من السبارة ولم يتحدثا بيننا ركنها هو وعاد ينضم لهم، صعدا الي منزله فرن جرس الباب لتفتح له ابنته تلك الجميلة التي لا تقام، فتح أحمد فمه من الصدمه كانت جميله جدا لا يصدق ان ش*يقه يراودها ثم يتزوجها عرفي دون علم احد من اهلها، دخلت عالية وعينيها لا تتزحزحا من عليها ثم قالت عالية بدموع
- ايه اللي حصل يابنتي وكريم عامل كده ازاي
ن**ت البنت راسها ثم قالت من بين دموعها
- والله ياحاجة هو ضحك عليا، ابويا كان مسافر الصعيد وانا كنت قاعده مع عمي بس مرات عمي طردتني علشان ولادها الشباب، وانا راجعه بالليل كان هو ماشي لقاني وفي شباب بتع**ني وقف معايا وفضل لحد ما جبني هنا وبعدها كان بيجي كل اسبوع يجيب طلبات للبيت لما هو عرف ان ابويا مسافر لحد ما في يوم طلب مني نتجوز عرفي عما ابويا يجي وبعدها فضل يزن عليا وانا كنت اتعلفت بيه ووفقت، بس هو ضحك عليا ورماني.
كانت الكلمات تتساقط عليها كالرصاص مما جعلها تجلس على الاريكة قبل سقوطها.
&&&&&&
في المشفي
يمر الوقت ببطء مخيف وقلوبً محطمة تأبى الإستسلام , تشير دقاته بالخوف الذي يقتل عند التفكير في الفقد , بينما قلوبهم مشتعلة بالضجيج , هناك فرحة بالخلاص و عيون تفضح ما فيها فالموت سبب وهم من أختاروا , لا يعلمون أن رب الكون قيوم يكشف ما يُكشف ويخفى ما يُخفى , النهاية واحدة ولو بعد حين الموت واحدًا وتعددت الأسباب , هناك قلبً يتألم على زوجة كانت حياته فالأن وحيدًا والظلام جليسه , فلا نهارًا لقلبه غير الألم ولا ظُلمة غير سواد الفؤاد , مضجعًا علي الأريكة يخفى عيناه بذراعه والدمع يسير على وجنتيه , السكون يعم حوله إلي من غرفة والدته التى تص*ر ضجيجًا محمل بالأغانى , فلا تقدير لحالته ولا للراقدة بالمشفى بسببه , يقف بضعف ظاهرٍا على ملامحه ليسير ناحية الضجيج ويسترق السمع بوضوحًا , بعض الأغانى التى تعبر عن الفرح والخلاص من الراقدة , وأي خلاص بعدما قتلت نفسها من كلماته فهو الأول والأخر القاتل حتى لو كلمات فهى قاتلة بلا شكً , بينما وراء الباب كانت ترقص معبرة عن فرحتها بنهاية سوما حتى لو عادت ستكون السبب في طلاقها و او قتلها .
يستند على جدار الغرفة بقلب دميم يكاد يقسم أنه لا يتحمل تلك الأحداث دفعة واحدة , بينما هو واقف تظهر ش*يقته من خلفه تقترب منه ثم تضع يدها على كتفه وتقول
- مالك ياحمد بتبصلي كده ليه.
_ بص انت وشوف امك مرمية في المستشفى بسببك ومراتك كمان بسببك
- انا ذنبي ايه
- ذنبك انك مش بنأدم امك بتموت ومراتك محملتش تقوم البت بتاعت نص الليل تحمل فكرني نايم علي ودني
- نص الليل ايه.
- مش ده البت الا كانت كل مره تتكفي علي السلم قدام شقتي.
نظر له ولم يرد
************
هرج ومرج بين طرقات المشفى أثار الشك في قلب اسيد ليتجه مسرعًا إلى غرفة ش*يقة الثانية , وصل أمام الغرفة لكنه لم يستطيع الوصول الباب وجميع الحشد يلتفون حول بعضهم صراخ ي** الأذن , نعم هي ش*يقته التى فقدت صوتها منذ زمن , أين الباب ؟
لا يستطيع أحد الدخول فلا مكان لدخول , جدار صلب أمام الجميع ولم يستطيع أحد التحرك لصرخ فيهم السيد قائلا
- فين باب الاوضه
بينما في الداخل النيران حولها من كل مكان , وقيود تتحكم بها لكن صوتها عاد لها من جديد , بينما الواقف إلى جوارها عينها غاضبة يحملها المزيد من الكراهية وما وصل إليه بسبب رفضها له .
يقترب منها بخُطه مميتة و جحيم رفضها يحاوطه من كل مكان ; فى ظلام العالم ظل يقتربُ منها , والظلام يقترب معه فها هي تُقتل بسهم الخيانة مرة آخري ; ولكن الآن بات الجميع يعمل انها تعاني من هذا الشخص الذي لا تعرف من هو .
وقف سيد يصرخ بفزع جعل جميع من بالمشفي يهرلون ناحيته، فوقف الطبيب يقول
_ قولولى انا اعمل ايه هي بقالها اسبوع بتتفزع وتعيط وتكلم نفسها خافو يكون حد سحرلها
- بتقول ايه يادكتور اختي عسل
ايوه ياسيدى بس مش عارفين فيها ايه دلوقتي ولا قادرين نحل.
اتت عبير ترى مني لتجد تلك الزجمة والهرج والمرج امام الباب فقال بصوت عالي
- ايه اللي حصل ياسيد، اختك فين
قالتها وهي تستدير ناحية ابنها
_ بنتك موجوده يا حاجه بس الباب مش لقينه.
- ليه يا دكتور انت بتضحك عليا.
- لا والله ابد هنحاول نلاقي حل
#يتبع
#فصل جديد غدا
# زينب عامر