bc

العقاب ....

book_age16+
47
FOLLOW
1K
READ
drama
tragedy
serious
spiritual
like
intro-logo
Blurb

فتاة كان قدرها أن تكون ابنة رجل ذو شأن وسلطة ، أوقعها القدر فريسة بين براثن الذئاب ، حاولت الهرب عندما علمت حقيقته ولكنه لم يعطيها الفرصة ، استغلها أسوء استغلال ، كانت السبب في قتل والدها ، أصبحت ضعيفة ولكنها تذكرت كلماتها والدها فاستمدت منها القوة ..

عادت من جديد لتنتقم منه ...

chap-preview
Free preview
العقاب
إن الوقت الذي نتمنى فيه أشياء بشدة ، هو الوقت الذي تتحكم العاطفه في التفكير فيه بنسبة كبيرة وتسيطر علينا وأحيانا تضعفنا وتغذي عقولنا بالخيالات والتصورات والأحلام... فنجمل هذا الشيء ونقلل عيوبه إذا رأينا به عيوبا من الأساس... ومع مرور الوقت يبدأ سكون العاطفة وهدوءها ويستيقظ العقل ، وتتضح الأشياء بصورة أخرى لم تكن موجودة من قبل... وعند تحقيق ما نتمناه بعد وقت قليل... يفقد الاهتمام لأن العقل أظهر فيه ما لم نكن نراه في بدايه الأمنيات... فمن الممكن أن نتمنى أن نمتلك وردة ونتغافل عن الشوك الذي يملؤها .. نتمنى إنسان ومع الوقت نبصر بعين العقل حقيقة لن نتحملها، صدمة لن نمتلك القدرة عن إحتمالها .. كانت تلك الجمل القصيرة أول ما كتبته إسراء الحديدي في مذكراتها بعد إنفصالها عن خطيبها ، باهر السعدي ، لقد إكتشفت إنها كانت بالنسبة له وسيلة للتقرب من والدها العقيد محمد الحديدي ، عقيد بالجيش المصري الذي تم تصفيته في الهجوم الأخير الذي شنته العناصر التكفيرية علي سيناء بعد إعلان اللواء عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع القبض على الرئيس السابق محمد مرسي وتولي سيادة المستشار عدلي منصور رئاسة البلاد لفترة مؤقتة حتي تنعم مصر بالاستقرار .. كان أول رد لتلك ا****عات أن استهدفوا إحدي سكنات الجيش الذي كان قائدها والدها ، وبدلا أن يقف خطيبها بجوارها ، تركها بمفردها تعاني وسط الجحيم ، إنها إسراء الحديدي،. فتاة رقيقة لا تعلم الخبث ولا الكراهية ، متوسطة الطول ،بيضاء البشرة ، وعيون خضراء تتغير لونها إلي الرمادي إذا وقفت في الشمس ، درست في كلية فنون جميلة ، أرسلها والداها إلي إيطاليا لدراسة فن ت**يم الأحذية التي تعشقه ، لا تمتلك في الدنيا أحد سواه ووالدتها التي سقطت مغشيا عليها إثر علمها بنبأ وفاته ، أصيبت والدتها بجلطة نخبة أدت إلي عجزها وشللها فهي الآن طريحة الفراش لا تقوي علي الحركة .. تذكرت إسراء كيف تقابلت مع باهر السعدي سوري الجنسية من أب سوري وأم مصرية .. منذ عام .... بينما كانت إسراء تسير بسرعة وهي تتحدث علي الهاتف مع والدها ، وتحمل كوبا من القهوة بيدها واليد الأخري تحمل بعض ت**يماتها لتعرضها علي الرسام الإيطالي الشهير فرانكو مارسيل ، كانت تضع الهاند فري وتتحدث غير منتبه خبطت في رجل ثلاثيني حسن المظهر ذو رائحة جذابة ، باهر السعدي رجل أعمال يعيش في إيطاليا ، يدرس إدارة أعمال ليتمكن من إدارة شركة العائلة التي أسسها والده في مصر بعد أن فر هاربا من سوريا نتيجة لما يحدث فيها الآن من أعمال عنف وشغب وخلافات أدت إلي حدوث إنقسامات بين مؤيد ومعارض لنظام بشار الأسد في سوريا.. باهر محاولا الاعتذار منها وهو يرفع يديه الاثنتين أمامها : آسف جدا لم أنتبه إليك .. إسراء باعتذار هي الآخري فهي تظن أنها السبب فيما حدث :أنا اللي آسفة أنا السبب في إلي حصل مكنتش منتبه أنا بكرر اعتذاري .. ابتسم لها باهر وانحني علي الأرض ليجمع لها أغراضها .. خبطت إسراء برأسه وهي تهبط هي الأخرى لتجمع أوراقها .. وضعت يدها علي رأسها حيث آلمتها الض*بة ، ضحكت له عندما ضحك علي منظرها ، جمع باهر الأوراق وارتسمت علي ملامحه الدهشة عندما رأي ت**يم الحذاء الذي علي الورقة ، لقد كان حقا رائعا ، مزيجا بين الأناقة والأصالة ، تحسه قطعة فنية خرجت من متحف إغريقي جميل .. ظل يمسك بالورقة ينظر إليها بإعجاب ظهر جليا علي ملامحه ، عيونه تفيض بالانبهار لما يراه من قوة ودقة الت**يم، أمعن النظر في الورقة ثم قال بإعجاب حقيقي : ت**يم أكثر من رائع ، قدرتي تعملي مزيج عجيب بين الأصالة بتاعت زمان وجمال وقوة العصر اللي عايشين فيه. أنا بحييكي علي جرأتك وذوقك الرفيع اللي بسببه أظهرتي لينا القطعة الفنية دي ، أتمني تكوني إنتي الم**مة ، ولو مش حضرتك، أتمني تبلغي الم**مة إعجابي الشديد بيها وبعملها .. شعرت إسراء بالفخر مما قاله ثم قالت وعيونها تلمع من شدة الإطراء: احم ، أنا الم**مة علي فكرة ، وشكرا لحضرتك علي مجاملتك الرقيقة دي ، باهر بإعجاب واضح :أنا مش بجانب علي فكرة ، حضرتك فعلا ليكي أسلوب فريد في الت**يم ، عندك حس فني بتقدير تدمجي بين العراقة والحداثة بطريقة جذابة ومش ملفتة .. تعجبت إسراء من طريقته من الحديث ، يبدو لها شخص مهتم الأحذية والموضة ولكنها لم تهتم أو تلقي بالا فهي الآن علي عجلة من أمرها ، لذلك أخذت أوراقها ثم ابتسمت له بمجاملة وتركته وذهبت حتي لا تتأخر ... وصلت إلي جامعتها ، ظلت تبحث عن فرانكو مارسيل فلم تجده ، لقد تأخرت علي ميعادها كثيرا ، شعرت بخيبة أمل كبيرة. عادت إلي منزلها والحزن يخيم على عقلها ، ولكنها صدمت عندما تلقت إتصالا من فرانكو نفسه يبلغها أسفه لعدم انتظارها وأعطي لها ميعاد آخر غدا في نفس المكان .. شعرت إسراء بشئ من الغرابة ، تسألت من أين له أن يحصل على رقم هاتفها ، اندهشت من اعتذاره لها ، فهي من يتوجب عليه الاعتذار ، أفكار كثيرة وتساؤلات ملأت عقلها ولكنها لم تهتم بالحصول على أي إجابات .. ألقت نفسها داخل فراشها ودثرت جسدها جيدا ، وأحكمت عليها الغطاء ، وغطت في ثبات عميق ، تحلم بتحقيق حلمها الوحيد وهو أن تصبح من أهم م**مين الأحذية النسائية في العالم.. رن جرس المنبه علي الساعة التاسعة ، أستيقظت إسراء مسرعة ،ارتدت ملابسها الكلاسيكية البسيطة التي تختلف مع طبيعة المكان الذي تسكن فيه ، توجهت بسرعة إلي الجامعة ، ثم التقت بالم**م الشهير فرانكو مارسيل الذي أثني كثيرا علي آدائها في الت**يم ، وعدها أن يعطي لها علامة ممتاز ، وأنها سوف تتخرج قريبا ، ونبأها بأنها ستكون واحدة من أفضل الم**مين في العالم .. تنفست إسراء الصعداء وذهبت كالعادة لتناول كوبا من القهوة علي إحدي المقاهي القريبة من المنزل الذي تعيش فيه هي وفتاة إيطالية تدعو مارجريت .. دخلت إسراء المقهي وحالت بنظرها تبحث عن طاولة لتجلس عليها ولكنها صعقت عندما رأت مارجريت تجلس مع ذلك الشاب الذي اصطدمت به أمس .. رأتها مارجريت ، ظلت تنادي عليها وتلوح لها حتي تأتي وتجلس معها ومع صديقها العربي الجديد .. تقدمت إسراء نحوهما ، وعلي وجهها ابتسامة مصطنعة ، حاولت أن تبدو طبيعيه .. إسراء :أهلا مارجريت مارجريت بحماس : أهلا إسراء، أريد أن أعرفك إلي باهر السعدي، رجل عربي مثلك ، تعرفت عليه اليوم وعزمني لإحتساء كوبا من القهوة معه ، تفضلي إجلسي معنا .. إسراء وهي تنظر إليه مستنكرة ما يحدث ولكنها لا تريد أن تكون فظة معه في أول لقاء لهما سويا، حيته ثم جلست معهما ،طلبت كوبا من القهوة ، كانت مارجريت تتحدث كثيرا مع باهر الذي كان يسترق النظرات إلي إسراء ، لاحظت إسراء عدم اهتمامه بمارجريت ، كما رأته ينظر إليها أكثر من مرة. أخجلتها نظراته إليها ، أرادت الذهاب ولكن مارجريت طلبت منها البقاء ، سألتها عن ت**يمها ، نظرت إلي باهر وأخبرته كم إسراء مص**ة بارعة ، ظلت تمجد بها ، وبت**يماتها ، لدرجة أعجب بها باهر .. سألت مارجريت إسراء عن رأي فرانكو مارسيل في ت**يمها ، أخبرتها إسراء بحماس شديد أنه لأعجب بت**يمها للغاية ، ووعدها بالتوصية عليها أمام اللجنة ، لقد كنت حقا سعيدة وهو يخبرني عن مدي براعتي في عمل خلط وامتزاج بين الحضارات ، لأخرج قالبا جديدا فريد من نوعه .. قاطع حديثها إتصال من والدها العقيد محمد الحديدي.. محمد : حبيبة قلب بابي طمنيني عليكي يا حبيبتي، عملتي أيه في الاختبار ، يا رب تكوني عدتيه بتفوق؟!! إسراء بفخر : أكيد يا بابي ، أنت عارف بنتك ، متفوقة طول عمرها ، أنا خلاص خلصت فاضل بس تقرير اللجنة المسئولة عن اختباراتي ، وهوجع مصر علي طول ، مستر فرانكو طمني وأكد لي إن تقديراتي كلها ممتازة. وأنا أول ما النتيجة تبان وأنجح هحجز أول طيارة علي مصر ، حضرتك وحشتني قوي يا بابي ، ومامي كمان ، أخبارها أيه ؟!! شعرت إسراء بالاختناق ، يتملكها شعور بالرغبة في العودة إلى مصر ، لقد اشتاقت إلي والديها بشدة ، اشتاقت إلي أصدقائها .. محمد : طيب يا حبيبي متعيطيش ، فات الكتير ما بقي إلا القليل ، اضحكي بقي ، خلي الدنيا تضحك ، والشمس تطلع .. ضحكت إسراء إرضاء لوالدها ، أغلقت الخط ، وعادت إلي الطاولة ، لاحظ أن هناك عيون تراقبها في **ت ، شعرت بالريبة والخوف. تسألت لما ينظر باهر إليها بهذه الطريقة، أرادت أن ترحل ولكن تمسكت مارجريت ببقائها ، لم ترد إسراء إحراجها فهي تعتبر صديقتها الوحيدة هنا في إيطاليا .. قدم باهر نفسه إليها، أخبرها أنه سوري الجنسية من أب سوري وأب مصرية ، أخبرها أنه فى هاربا بعد الأحداث الأخيرة التي مرت بها سوريا ، أخبرت أن والدته وأخويه الاثنين استشهدوا تحت القصف الأخير للريئس السوري بشار، أخبرها أنه هنا لدراسة إدارة أعمال ، حتي يتمكن من مساعدة والده في إدارة مصنعه .. شعرت إسراء بالحزن والشفقة عليه لقد عاني حقا ، ليس فقط وفاة والدته ولكن بوفاة أخويه أيضا . اندمجت معه إسراء وسألته عن طبيعة عمله في مصر .. تبسم لها وقال : أكيد لو قولتلك إن بابا صاحب مصنع أحذية وبيص*رها هنا لأوربا مش هتصدقي ، بس دي الحقيقة ، أنا بابا صاحب ماركة السعدي جروب .. جحظت عيون إسراء من هول الصدمة ، فرغ فاهها وقالت بعدم تصديق : مش معقول، الماركة دي قوية جدا. وانتشرت بسرعة كبيرة جدا ، أنا استغربت لما قدرت إنها تثبت نفسها في أقل من سنة وأصبحت تتص*ر لدول كتير منها تركيا وألمانيا ، حتي هنا في إيطاليا عليها إقبال شديد ، حتي شوف أنا كمان لابسة بوت ماركة السعدي جروب.. اندمجوا سويا ، حتي أنهم نسوا تلك القابعة بجوارهما ، ولم يعطوها أي اهتمام شعرت مارجريت بالغيرة من إسراء ، كيف لها أن تفعل هذا بها ، فهي من تعرفت على باهر أولا ، تعتقد أنها أحق به ، وخاصة بعد أن علمت أنه رجل أعمال ثري ، سيتمكن من الإغداق عليها بالأموال حيث أنها سيتم فصلها من جامعتها لعدم سدادها المصروفات .. كانت تنظر لهما بغل وحقد شديدين ، اضطرت أن تذهب حتي لا تقتل أحدا من شدة غضبها .. قامت إسراء لتذهب معها فهي بحاجة لأن تستريح ، فهي مرهقة كثيرا بسبب العمل بصفة مستمرة علي الت**يم .. استأذنت من باهر الذي تبادل معها أرقام الهواتف ، وأخذ منها وعدا بزيارة قريبة قبل عودتها إلي مصر .. لم يلقي باهر بالا بمارجريت التي تقف تنظر لهما بحقد بين ، حتي لم يسلم عليها .. عادت إسراء ومارجريت إلي المنزل ، كانت مارجريت تشتعل غضبا ، ظلت تزفر بغضب واضح لا تعلم إسراء سببا له . اندفعت مارجريت تخبرها أنها هي من تعرفت علي باهر أولا وأنها أحق به منها ، ولا يحق لها أن تضحك معه بتلك الطريقة الفظة .. تعجبت إسراء بشدة من وقاحتها ، ولكنها لم تلقي لها بالا، أخبرها أن تخرج تلك المهاترات من عقلها ، أخبرتها أنها لا تمتلك الوقت ولا الرغبة لإقامة علاقة مع أحد في دولة أوروبية بدون علم والدها حتي ولو كان مسلم مثلها.. هدأت مارجريت قليلا وارتاح بالها .. حاولت التحدث برفق مع إسراء ، ولكن إسراء لم تتقبل منها أي حوار وتركتها وذهبت إلي غرفتها لتستريح قليلا ، فلقد تعبت حقا الفترة الماضية وتريد الحصول علي قسطا من الراحة... مرت الأيام سريعا ، وازدادت لقاءات باهر مع مارجريت ، قا**ها بعد وصد من ناحية إسراء، لم يعلق باهر علي ذلك ، حيث لاحظ أسلوب مارجريت الفظ معها ، حاول باهر أكثر من مرة أن يتحدث إليها ولكنها لم تعطه الفرصة لذلك ، فلقد كانت مشغولة ، كانت تذهب في جولات لتشاهد جميع ماركات الأحذية النسائية التي تم تصنيعها هذا العام ، كانت تريد أن تعلم ، هل يوجد ت**يم مشابه لتصاميمها أم لا .. ذات يوم وهي تتنقل بين كالمحلات كالفراشة ، لاحظت وجود من يراقبها ، ولكنها لم تتمكن من معرفة هوية ، انتابها الخوف، والقلق ، فهي عربية مسلمة ، وأوروبا الآن تمتلأ بالعنصريين الذين يبغضوا العرب ويهينوهم ، خشيت أن يتم ض*بها أو خ*فها ، أو حتي ا****بها فهذا أمر مستباح في تلك الفترة وغير مستبعد.. حاولت الفرار بأقصى ما يمكنها من قوة. ولكنها وجدته يقترب منها أكثر، بسبب شدة خوفها لم تدرك أن الذي يسير خلفها هو باهر ، كانت تجري بسرعة ، أسرع باهر من خطواته حتي أقترب منها وأمسكها ، قال لها وهو يلهث من شدة التعب : قطعتي نفسي حرام عليك ، مالك كدا بتحري من أيه ؟!! نظرت إليه بعيون دامعة ، وأنفاس لاهثة ، هربت الكلمات من فوق شفاهها ، حاولت التخلص من يديه القوية التي كانت تمسك بها بإحكام ، انتزعت ذراعها من يده ، وقالت له بغضب واستنكار لما فعله بها ، لقد حملته ما حدث لها من شعورها بالخوف والقلق : أنت أكيد بتهزر. ممكن أعرف أيه السبب اللي يخلى واحد محترم يراقب واحدة ويمشي وراها إلا إذا كان واحد مجنون ، ومبيفهش في الأدب .. لاحظ باهر خوفها من ارتعاش ها وذبذبت ها وهي تتحدث حاول الإعتذار منها ولكنها صداه ثم تركته وعادت إلي منزلها ، دخلت غرفتها وأغلقت ها بإحكام ثم أجهشت بالبكاء، شعورها بالخوف كاد يقتلها . ظلت تسبه وتلعنه ، لقد نعتته بأب*ع الكلمات . عاد باهر إلي شقته محطم الفؤاد ، لا يعلم سبب غضبها الشديد ، لقد شعر بالفرح عندما رأها، أراد أن يذهب إليها ويسألها عن سبب بعدها كلما رأته ، هل فعل شيء أغضبها ، يا لها من غ*ية ، كيف تتصرف بهذه الطريقة . وعد نفسه أن ينتقم بكرامته التي أهدرتها ، فكر في الطريقة التي سوف يستخدمها لإذلالها .. قطع حبل أفكاره رنين هاتفه ، كان والده أشرف السعدي هو المتصل .. أشرف :أيه الأخبار يا باهر ، عرفت توقعها ولا لسه.. باهر وهو مطأطأ الرأس : للأسف لسه يا أشرف باشا ، البنت عنيدة جدا ، وأنا مش لاقي ليها دخلة كويسة.. أشرف :شكلك مبقتش تنفع في شغلنا يا باهر ، بقي مش عارف توقع بنت ولا راحت ولا جت ، دي حتي معندهاش أي تجارب يعني لسة خام .. باهر بقلق من بطش والده : يا بابا حضرتك مشوفتش البنت ، دي واحدة معقدة ، ولا بتسلم ولا بتشرب ولا أي حاجة ، بس خلاص يا بابا متقلقش قبل ما ترجع مصر هنكون مخطوبين .. أشرف بصوت رخيم يشوبه بعض القسوة وقليلا من العنف : لو باقي علي مكانك في الشركة أعمل اللي بتقوله في أقرب وقت ، ا****عة ضاغطين عليه جدا ، أنت متعرفش سيادة العقيد عامل فينا أيه .. باهر بإصرار : خلاص يا بابا متقلقش ، قبل ما ترجع مصر هتكون دبلتي في اصبعها.. أغلق أشرف الهاتف ثم ألقاه بعنف وهو يتوعد لمحمد الحديدي .. لاحظ باهر أن مارجريت هي السبب في بعد إسراء عنه ، لذلك قرر التحدث إليها مباشرة ، لقد كانت مارجريت مجرد وسيلة ليصل بها إلي إسراء.. طلب باهر أن يتقابل معها ، سألها بطريقة مباشرة : تاخدي كام وتسيبي الشقة اللي ساكنه فيها مع إسراء ؟!! رفعت مارجريت حاجبها وقالت وهي تخبط باصبعها علي فمها : أفهم من كدا إن كان سبب تعرفك عليه مكنش صدفة بل كان شي مرتب له ، يعني كل همك إسراء مش أنا ، أنا كنت حاسة إنك معجب بيها ، بس دلوقتي أنا محتارة ، أيه السبب وراء طلبك إني أسيب الشقة .. باهر بحزم : صح كلامك يا حلوة ، أنت مجرد وسيلة عشان أقرب من إسراء ، وللأسف بسببك بعدت عنها ، أنا لاحظت إنها معتمدة عليكي في كل خطوة لها هنا في إيطاليا، ففكرت إنك لو بعدتي مش هيبقي موجود غيري تعتمد عليه ، ودا بالضبط اللي أنا عايزة ، ف خلصي وقولي عايزة كام... ظلت تفكر بصوت عالي ثم قالت :أنا عايزة مصروفات الجامعة لأن دي آخر مهلة ليه في التسديد .. وكمان عايزة مبلغ كويس تحطه باسمي في البنك ، ها أيه رأيك .. باهر بعدم اكتراث كتب لها شيك برقم خيالي بالنسبة لها ، ألقاه إليها بعنف وقال بعنجهية وكبرياء :حلو كدا ولا محتاجة تاني .. كانت تنظر إلي الشيك بعيون جاحظة لا تصدق ما تري ، لقد أعطاها كم هائل من الأموال، شكرته ثم دست الشيك في حقيبتها وقالت له بصوت متحمس : بكرة الصبح هكون لميت حاجتي ومشيت .. أنا بشكرك جدا يا باهر علي كرمك ولطفك ولو محتاج مني أي حاجة تانية أنا تحت أمرك .. كانت تتحدث إليه وهي تتلمس جسده بطريقة مقززة ، نفر منها باهر ، نظر إليها باحتقار ثم قال لها بق*ف: لأ طبعا مش عايز حاجة منك ، الأشكال اللي زيك آخرها عندي تمسح لي الجزمة بتاعي .. تركها وذهب ،لم تنتبه لكلماته ولن تعطيها أي اهتمام ، كل ما يجول ببالها كيف ستنفق هذه الأموال الكثيرة التي حصلت عليها.. عادت مارجريت إلي المنزل ، وجدت إسراء تجلس علي الأريكة تشاهد التلفاز ، جلست بجوارها بعد أن ألقت عليها التحية.. مارجريت :ازيك يا إسراء، أخبارك أيه. . إسراء باستغراب ، فهذه المرة الأولى لها أن تسألها عن حالها منذ خلافهما الأخير بسبب باهر ، إسراء بلا مبالاه :كويسة الحمد لله.. مارجريت :أنا حابة أعتذر منك يا إسراء بسبب معاملتي الحافة ليكي الفترة اللي فاتت ، بس لأنا كان ليه أسبابي ، أنت عارفة موضوع المصروفات الدراسية كان لازم أوفر ها بسرعة ، ومش لقيت غير باهر عشان أخد منه الفلوس ولكن هو كان معجب بيكي. انتبهت إسراء لحديثها فهي أيضا تشعر بشئ تجاهه ولكنها حاولت أن تتجاهله .. شعرت بالسعادة ولكنها لم تظهر ذلك ولن تسألها كيف علمت عن ذلك حتي لا تثير شكوكها .. لاحظت مارجريت شرودها فعلمت أنها أيضا معجبة به .. ظلت تلوح لها بيدها أمام عيونها لتنتبه لها .. مارجريت: هاي ، نحن هنا ، روحتي فين يا روحي .. فاقت إسراء من شرودها قائلة : إسراء : أكيد أنا معاكي يعني هروح فين .. أخبرتها مارجريت بخبر انتقالها من الشقة ، كذبت عليها وأخبرتها أنها تعرفت علي شاب إيطالي وسيم وغني ، أخبرها أنه سيدفع لها مصروفات الجامعة ، وأنه مستعد أن ينفق عليها ، إذا وافقت وانتقلت لتسكن معه ، طبعا أخبرتها أنها فرصة جيدة بالنسبة لها ، أولا سوف تسدد مصروفات جامعتها ، ثانيا أنها ستنتقل لتسكن معه فبالتالي لن تدفع إيجار للسكن ، كما أنه سوف ينفق عليها فلا حاجة لها للعمل ، ظلت إسراء تتوسل لها أن تبقي معها ولا تذهب ، وعدتها أن تدفع لها إيجار للسكن ولكنها رفضت بشدة. ، ثم تركتها وذهبت لتجمع أشياء ها لأنها ستذهب في الصباح.. انتاب إسراء شعورا سيئا لرحيل مارجريت، فهي تعتمد عليها بشدة خصوصا فيما يتعلق بأوراق ها حيث أنها لا تجيد اللغة الإيطالية ولا تتحدث ها بطلاقة .. كانت تشعر بالضياع فهي الآن في أمس الحاجة ل مارجريت.. أشرقت شمس يوم جديد ، كانت فيه إسراء بمفردها في المنزل ، حيث أنها استيقظت وجدت البيت خالي من مارجريت وأشياء ها المتناثرة في كل ركن من أركان المنزل .. شعرت بالحزن واليأس ولكنها حاولت أن تقوي نفسها بكلمات حماسية تعلمتها من والدها ، كانت تقول متحمسة نفسها : أنا قوية ، أنا أستطيع ، مش لازم أقلق كلها شهر وأرجع مصر وأفتح المصنع بتاعي بماركتي الجديدة اللي هت**ر الدنيا .. ظلت تحلم حتي عادت إلي الواقع علي صوت جرس الباب.. توجهت إلي الباب لتفتحه ، تفاجأ ت ب باهر يقف علي الباب مستندا بيده علي الحائط .. أخبرته إسراء أن مارجريت انتقلت إلي مكان آخر ولا تعلم إلي أين ، أخبرها باهر أنه يريدها هي وليس مارجريت .. طلب منها أن نجهز وترتدي ثيابها ، أخبرها أنه ينتظرها في المقهي القريب من المنزل لتناول الطعام وشرب كوبا من القهوة . سألته عن السبب، فأخبرها أنه أمر خاص .. ثم تركها وذهب .. يا تري أيه اللي هيحصل دا اللي هنعرفه الفصل اللي جاي.. أتمني لكم قراءة ممتعة... دمتم سالمين...

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook