إلا هذه المره، فمن الواضح ان هذا الرجل الذي تقف امامه لا سبيل للخلاص منه الا بالاعتراف على اختها، وهذه الفعله ماكانت لتفعلها أبدٱ، تفضل الموت على أن تتراجع فى موقفها وأن تعرض أختها لمثل هذه الاحداث حتى وان كانت بالفعل مذنبه.
على الجانب الٱخر يقف ساهر، ينظر اليها مبتسمٱ، لا يعلم لما هو سعيد ببكائها!!!، تغلبه
***ة السعاده والفخر ان بكائها بفعل خوفها منه، ومن رهبة هيبته الطاغيه، لم يكن لينتظر هذا من فتاه يظهر على ملابسها الفقر جليٱ بصوره واضحه، فهو مر عليه كثير من النساء اللاتى كن يتمنين نظرة رضا منه على الرغم من مراكزهم الاجتماعيه العاليه، وهذا لانه دائمٱ ما كان لإسمه صداه فى أى مكان توطئه قدمه..
كيان لم يكن مصادفٱ له، أو حصل عليه دون عناء، بل هو من رسم كيانه، وهو من رسم اسمه وهيبته الطاغيه، فهذه هى الوجهه التى يحب ان يحيا بها، ولن يرضى يومٱ بأقل من ذلك.
فغريب سعادته بدموع فتاه بمكانه اجتماعيه متدنيه بهذا الشكل بل وسارقه !!، لمجرد انها تهابه..
"ما بك يا ساهر، ومن لا يهابك؟، من اذا ذكر اسمك فقط عنده لا ينتفض خائفٱ؟"
ساهر: دلوقتى بتعيطى؟!، مانتى كنتى عامله فيها اسد من شويه، ايه اللى غير حالك؟، ولا لاقيتى الخربشه مش نافعه معايا قولتى تجربى الدموع؟، انتى مش سهله أبدٱ..
جلست ماريا أرضٱ وهى مازالت تستند الى ذلك الجدار وكأنه أحد افراد عائلتها الذي تحتمى به، رفعت له وجهها بتحفز، نظرت له بعينين حمراوتين تغلفهما الدموع..
ماريا: والله العظيم، ورحمة ماما، انا معرفش مين الراجل اللى كان عايز ي**ق الملف ده والله ماعرف، ليه مش عايز تصدقنى، والله ماعرف اى حاجه، معرفش أبدٱ.
ثم اجهشت بالبكاء مرة اخرى..
نظر لها بجمود قائلٱ: اللى انتى بتحكيه مايدخلش دماغ حد..
**تت قليلٱ بتفكير، ثم ازدردت ريقها وهى تتحدث من جديد وكإنها وجدت المبرر القوى ٱمله أن يخلصها من كل ذلك العناء.
ماريا: مش بتقول انك مابتإذيش حد الا لو اتعرضلك؟، انا نفسي اعرف ناس كتير حضرتك مش بس اذيتهم، حضرتك دمرتهم، فأكيد أعدائك كتير، وأكيد كلهم عايزين يإذوك من غير ماتقدر تعرفهم او توصلهم، فمنطقى جدٱ يختاروا حد من الشارع لا يعرفهم ولا يعرفوه بحيث لو كنت جبتلهم الملف فخلاص يبقوا وصلوا للى هما عاوزينه ولو وقعت فى ايدك زى ماحصل مش هتعرف توصل منى ليهم أبدٱ..
بدا عليه التفكير فى كلماتها، ثم أظهر إقتناعٱ على مضض، ليقول لها
ساهر: ده مجرد ملف لشغل جديد هعمله، حتى لو كانوا خدوه وعملوا بيه اقصى حاجه ممكن تتعمل، برضو ماكانوش هيدمرونى يعنى..
ماريا بحماس محاوله إقناعه أكثر: ماهو ده سبب أكبر يخليهم يخافوا يظهروا فالصوره خالص، يعنى هيودوا نفسهم فى داهيه على حاجه بالنسبالك متستاهلش أصلٱ..
تفاجئت به يجلس امامها جلسة الق*فصاء، بجزع مفرود، ثم أمال برأسه عليها، متسائلٱ بصوت خافت ينبعث من بين مجموعه من مشاعر سوداء، غضب، رغبه فالانتقام والتدمير، شوق لمعرفة من الذي تجرأ، من يتجرأ حتى على التفكير به وبأذيته حتى يطاوعه تفكيره على خطوة التنفيذ..
ساهر: وتفتكرى هيفضلوا مستخبيين للأبد؟، تفتكرى مش هعرفهم وعلى اهون سبب هيغلطوا وهيظهروا ولا منهم طالوا منى حاجه ولا منهم فضلوا مستخبيين..
تحدثت ماريا بجزع وبنحيب يدمى القلب: انا ماليش دعوه بكل ده، انا عارفه انى غلطت وغلطت اوى كمان..
تذكرت اختها رانيا التى تسببت بكل ذلك منذ البدايه، فعضت على شفتها بألم مرير، لتكمل حديثها وهى تتخيل انها تقوله عن رانيا.
_ عارفه انى بصيت للفلوس ومفكرتش فى اى مخاطر ممكن اتعرضلها، عارفه ان حتى مفيش سبب واحد يخلينى اعمل كده حتى لو كانت فلوس محتاجلها، ده حتى لو كان ده على سبيل مساعده لحد برضو غلط ومكانش ينفع انى اتصرف كده ابدٱ، أبدٱ..
ازدردت ريقها و**تت لثوان لتهدئ من روع قلبها الهادر، ثم عادت لتقول.
_ بس صدقنى انا برا كل الصراعات دى، مكنتش اعرف ان ده مكتبك أصلٱ ولا كنت اعرف ان انت اللى عايزين ي**قوا منه الملف، يعنى انا مكنتش بحاول اضرك بأى شكل، انا كان كل غرضي الفلوس وبس، ارجوك تخرجنى من حساباتك وكل الصراعات دى اللى انا وامثالى بعاد كل البعد عنها...
تحدث ساهر متجاهلٱ كل ماقالته: اكيد معاكى رقم الراجل ده، مش كده؟
يا الهى، فهو لا ييأس، مهما قالت له لابد ان يجد ثغره فيعيدها فى هوة العذاب مرة اخرى، ٱه يارانيا، ٱه، بسببك انتى تمر الكذبات على ل**نى واحده تلو الأخرى..
أخذت نفسٱ عميقٱ ثم قالت وهى تحاول ان تقنعه مجددٱ: انا طلبت منه رقمه وهو رفض، ولما سألته هوصله ازاى، قالى انى هنفذ النهارده الساعه ١١ وقبلها بساعه هيقابلنى فى نفس المكان اللى اتقابلنا فيه الصبح عشان يعرفنى هعمل ايه وهوصل للمكتب ازاى وكمان يورينى المبلغ عشان اتطمن واتأكد انى هاخد الفلوس
**تت قليلٱ ثم عادت لتنطق بقوة لتبرر ماقالت: اكيد مش هيعملوا كل ده ويجي حتة رقم ليه معايا يبوظ كل حاجه ويكشفهم.
ساهر: وهو مكانش قادر يجيب خط يكلمك منه وي**ره بعد كده ويرميه.؟!
ماريا: انا معرفش كل ده، انا بحاول افكر معاك واشوف سبب لتصرفاته دى كلها، بس انا معرفش اتصرف كده ليه او متصرفش على حسب كلامك ليه..
وقف ساهر بحركه مفاجئه وبخطوات سريعه نحو الباب، قام بفتحه ثم خرج منه، واغلقه من خلفه..
اخذت تنظر للباب بدهشه، لا تعى ما سبب خروجه المفاجئ حتى من دون حديث، لا تعرف بماذا تتوقع ماسيحدث معها فالوقت القادم، أمن الممكن ان يكون خرج ليأمر رجاله ان يدخلوا لها، ويفعلوا بها ماهددها به وماكان يأجله حتى ينتهى من استجوابها...
شعرت بغصه فى حلقها وقلبها وجميع ما بها، تكاد تموت ذعرٱ من القادم لها..
" ألا يرحم ذلك الساهر العنيف فى جميع مايخصه سواء كلمه او فعل او نظره منه او حتى حركه، اهو حقٱ مخيفٱ وعنيفٱ لتلك الدرجه؟، ام كل ماتشعر به بفعل ذعرها منه فى تلك اللحظات..
تن*دت بخوف، ثم أغمضت عينيها وأخذت تردد أيات من الذكر الحكيم، علها تخفف عنها ماتشعر به، وتحفظها مما هى مقبله عليه، وان كانت هذه اخر كلماتها فى هذه الحياه فلتكن ٱيات ربانيه، تكفر عنها ما اقترفته من كذب لتنجو بنفسها منه، استغفر الله فلتسامحنى ياااااااربي"
دق هاتف رانيا وهى تجلس على فراشها تكاد ان تجن من فرط القلق والخوف، نظرت فى شاشته فوجدت اسم منيره شقيقتها الكبرى، فارتعبت ان تكون قد علمت بما حدث لماريا، ولكن كيف لها ان تعرف!، او ربما اصابها مكروه لتكتمل نوائب هذه الليله..
ردت على الفور: الو،منيره؟
منيره بقلق: ازيك يارانيا؟، صحيتك ولا ايه؟
رانيا: لا عادى كنت صاحيه، فى حاجه ولا ايه، قلقتينى باتصالك المتأخر ده..
منيره مطمأنه: لا يا حبيبتى متقلقيش، انا بس حلمت بماريا، حلم ميريحش كده، واتصلت بيها اتطمن عليها لقيت تليفونها مقفول، هى كويسه مش كده؟
انقبض قلب رانيا بشده من كلمات منيره التى لم تكن فى حاجه لها الٱن أبدٱ..
رانيا بخوف: حلمتى بإيه؟
منيره: لا مينفعش ابدٱ اقول، بيقولوا لو الحلم الوحش اتحكى بيتفسر، بعد الشر عنها..
تحدثت رانيا بداخلها " الشر قد حدث وانتهى الامر، فحلمك يامنيره لن يشكل فارقٱ كبيرٱ"
رانيا: متقلقيش تليفونها يمكن فاصل بس هى نايمه، مانتى عارفه انها بتنام بدرى عشان تروح المستشفى الصبح، ده بالعافية وافقوا انهم يخلوها نبطشيه الصبح بس..
منيره: الحمدلله، ربنا يطمنى عليكم دايمٱ يارب، يلا تصبحى على خير قبل ما بنوتى الهاديه الاموره تصحى وتلم عليا الناس بصوتها وزنها.
ضحكت رانيا بلا نفس، حتى تبان طبيعيه امامها: هههههه ماشي يلا تصبحى على خير..
اغلقت الهاتف، ثم أخذت تبكى، هذا ماكان ينقصنى، ان تتصل منيره لتخبرنى انها قد رأت كابوسٱ يخص ماريا، فى أشد ليله بؤس وخوفٱ على مصير ماريا، ولكنى لن استطيع ان اختار القاء نفسي مكانها، فماريا قويه، نعم ماريا طوال حياتها اقوى منى، وتتصرف بحكمه افتقدها تمامٱ، هى اصغر منا جميعٱ ولكنها فى حسن التصرف وادارة الامور وكأنها أمٱ لنا أو أبٱ، اهدئي تمامٱ يا رانيا، اهدئي، ستعود ماريا، مؤكد ستعود، ليست هى من تستسلم لمصير مرعب كهذا، لابد وان تخلص نفسها بطريقة ما..، يا الهى!!!، ماذا لو ضيقوا عليها الخناق فتعترف علي!!!، لا يا ماريا لن تفعلى هذا، مؤكد انكِ لن تفعلى...