ليلة في النهر الجزء الثاني

1936 Words
لم يدري ماذا يفعل، وقف متجمدًا لثوانٍ طوال. إن هذا هو القائد "باكيز" لا محالة، هو يعرف شكله جيدًا، فقد طلب من أحد رفاقه الكتاب من بلاد الجوع أن يرسم له كبار القادة قبل عدة سنوات، وهو يحفظهم، ويحفظ اسماءهم. إمتاز الكاتب بذاكرة قوية وأعين لا تنسى ما ترى. ولكن كل ذلك لم يساعده حين وقف يشاهد جيش 'باكيز' يتقدم، أدرك الكاتب أن 'ڤيس' ستصير بحرًا من الدماء في خلال ليلة وضحاها. وأسرع بالاختباء في منزل شبه مهدوم كان يقبع في جهة من الجهات. مكث هناك حتى عبر الجيش من على يمينه ويساره، حتى إرتجت الأرض من أسفله وشعر وكأن روحه ستفارق جسده في أي لحظة.. وغلبه الخوف. هم سيقتلون ڤيرونا، والاطفال، والعجوز وصغيرتها، والمتدينين، إن قائدهم هو 'باكيز'، وهو يقتل لأجل القتل فحسب. ركض الكاتب على ساقيه الضعيفتين على أمل أن يصل ولو لمنزل واحد من منازل 'ڤيس'، فيحذرهم مما سوف يحدث، وينقذ عائلة واحدة على الأقل. كان قلقه على ڤيرونا شديد، ولكنه كان يدرك أن عبدتها سيحمونها مهما كلف الأمر، وهرع نحو منزل العجوز الذي كان يقبع في أطراف ڤس فكان الأقرب له. ركض لفترة طويلة غارقًا في أفكاره، وكان يكتب بينما يركض..وجدت ذلك غريبًا جدًا، ولم أستطع قراءة ما كان قد كتب حينئذ. بدت كأنها لغة أخرى، او أنه مزيج بين العديد من اللغات، او أن خطه كان عشوائيا فحسب. وصل الكاتب لمنزل العجوز بعد أن كان الأوان قد فات..فكان يسير وقدمه تغرس في دماء متناثرة على العشب، ودخل بيتها دون مقدمات بينما قد سقط قلبه في بطنه، فوجد المنزل فارغًا تمامًا. وبعدما بحث لقليل من الوقت وجد جثة العجوز أسفل بقرتها خلف المنزل، قد قتلها الجنود وهي تجمع الحليب..وكان الكاتب يدرك أن هذا الحليب هو طعام الرضيعة. شعر الكاتب بغصة مؤلمة في حلقه، ليته جر العجوز معه حين رفضت. لو أنه كان يعلم، ربما لو أنه كان قد هم للسفر يومًا او يومين أبكر من الآن..لكان قد حذر سكان 'ڤيس' ومنع هذه المجزرة. قاطع الكاتب أنين خافت ص*ر من داخل المنزل، وعاد للداخل يبحث في كل إنش عن مص*ر ذلك الصوت. فوجد الرضيعة ضئيلة كما هي، تمكث فوق السرير ومن صغرها قد تعتقدها محض وسادة ناعمة. لقد كان السكان يرمقونها في شفقة، فيتأسفون على حجمها، من كان يدري أن صغرها كان سببًا في نجاتها؟ حمل الرضيعة بين يديه، وضمها الى ص*ره..فشعر بقلبه يخفق في غرابة..وانتابته الرهبة، أهكذا يشعر الآباء حين يحملون أطفالهم لأول مرة؟ تساءل. ربت على رأسها قليلا كما كانت تفعل الجدة، وقبضت بكفيها الضئيلين على ملابسه وكأنها تطالبه بألا يفارقها، وربما كانت مجرد حركة يقوم بها الرضع بدافع الفطرة. لم يستطع الكاتب أن يتمالك نفسه، وذرف بعض الدموع التي لم يكن يدري كيف يوقفها. كان يكتب بيد ويضم الصغيرة بيد، كتب ثلاثة صفحات عن الندم، يجلد بها ذاته، وبدى من خطه أنه كان يكتبهم بينما قد انطلق في السير، لكنه لم يذكر وجهته بعد. ذكرت الصفحات التالية أنه كان محتارًا، أيذهب لڤيرونا أم يهرب لخارج 'ڤيس' ؟ إن في يده الآن حياة، وهو يعتقد أنه إن هرب الآن فلن يندم ، لقد أنقذ حياة وحيدة على الأقل، ولم يبدُ مهتمًا بكونها حياة لرضيعة ستموت في أي لحظة. كان عليه إتخاذ قراره سريعًا، اذا تأخر أكثر فلن يستطيع أن يهرب في الوقت المناسب ولا أن ينقذ السكان وڤيوونا في الوقت المناسب. وقد قرر أن يتجه نحو المعبد. فاذا كان محظوظًا كفاية يقتله الجنود هو والصغيرة في طريقهم، ولا يضطر الى حمل عبء الندم لبقية عمره. حمل معه حليبًا للصغيرة، وكان يسقيه لها عبر أوراق الشجر التي ينساب الحليب الأبيض فوق خضارها فيمتصه فم الرضيعة الضئيل بفتور. وصل الى المعبد في وقت قصير، وكان قد ربط الرضيعة الى ص*ره بوشاح سميك محكم وغطى نفسه بعباءة سميكة، وتمنى ألا يلحظها أحد. كان المعبد ما يزال قائمًا، ولكن الجنود يحاوطونه من كل حدب وصوب، فكان يتسلل في حذر شديد آملًا ألا يكشف. تراجع متخفيًا بجانب شجرة ما حين سمع خطوات أقدام تقترب، ولاحظ أنها كانت خطوات ل**بد من عبدة ڤيرونا، فناداه بخفوت وجاءه الرجل ووجهه يضج بالرعب. سأله الكاتب كما حدث، وأخبره ال**بد أن جيش باكيز قد قتلوا جميع السكان، وأنهم يجمعون الأطفال ويحبسونهم بداخل المعبد، وبدى ذلك غريبًا للكاتب..لماذا قد يجمع باكيز الأطفال في مكان واحد مغلق وضعيف البناء كمعبد ڤيرونا؟ تسللت الكثير من الأفكار التشاؤمية لعقل الكاتب، وكان يدرك أنها ليست محض أفكار. إن باكيز يحطط لإعدام أطفال 'ڤيس' جميعًا. حاصر الكاتب ظهر الرضيعة بكفه العريض، وربت عليها مرارًا. بدأ الندم يجتاحه مجددًا، وقرر أن الهروب هو أفضل حل، وأن الأوان قد فات بالفعل، فلن ينجو من هذه الأرض سوى جيش باكيز وحده، وسيعلن نفسه حاكمًا بكل دم بارد. أسرع الكاتب بالتراجع، وسأله ال**بد عما يفعل، فأجابه الكاتب بأنه ينجو بحياته وطلب منه أن يفعل المثل، أخبره أنه يعرف الخريطة جيدًا، وسيكونون في مأمن في الجنوب. رمقه ال**بد بنظرات مريبة لم يفهم لها الكاتب معنى، كان يحدق به وكأنه خائن ما..وكان يبتعد للخلف بخطوات صغيرة حذرة. شعر الكاتب بالخطر، وهم بتشجيع ال**بد على الهروب. ثم صدم بال**بد يركض حول المعبد كالمجنون ويصرخ بكل ما أوتي من قوة. لم يفهم الكاتب ما يحدث، ولكنه ركض في الإتجاه المعا** وفر من الرجل المجنون ومن الجنود الذين قد حاصروه بالفعل. إنها فرصة مناسبه كي يلوذ الكاتب بالفرار، فرصة وهبها القدر له. هذا ما كان يردده في نفسه بينما يركض، ويركض. في الجانب الآخر، كان ال**بد قد بلغ الجنود بوجود الكاتب، وأشار نحو خط سيره، وأخبرهم بوجهته وبشكله. مر الوقت، وبدأت الرضيعة بالبكاء، ولم يمتلك الكاتب من الثواني ما يسمح له بأن يسقيها الحليب. فما كان أمامه سوى أن يسرع حتى يصل لمكان يأمن به على روحه وروحها، وذلك ما لم يحدث. وصل له الجنود بسرعة غير متوقعة، وسرت رعشة مكروهة في كل جسده. كان يعرف أن خبرته في ڤيس تفوق خبرة هؤلاء الحقراء بمراحل. ومن ذلك إستنتج أن ال**بد قد أفشى أمره. بدأ بالسب واللعن، وحاول المراوغة كثيرًا، ولكن الجنود يحملون أسلحة وتعتلي وجوههم ملامح الشر والمقت، ويبدون على أتم الإستعداد لسفك الدماء. ولم يكن يخشى كل ذلك، بل كان يخاف أن يلحظوا الرضيعة على ص*ره فيلقونها في المعبد وتذهب روحها إثر صخرة، أو حريق، وتبكي حتى يرهقها البكاء فلا يضمها أحد. فبالرغم من حدة الموقف، إلا أن كل ما كان يشغل تفكير الكاتب هي تلك الرضيعة التي لم يهتم بها قط. فجأة صارت حمايتها هي أولويته القصوى، وفجأة صار يأبى أن يموت. إن حماية من نحب هو أكثر ما يدفعنا للحياة. حاصره الجنود، وكانوا يلفظون بكثير من التراهات، ثم ذكر أحدهم أمرًا عن 'الإختيار' وأمرًا آخرًا عن الحريق الهائل الذي ينوون إشعاله بالمعبد، ولقب الرضيعة الباكية فوق ص*ر الكاتب بالوقود، فإشتعل الكاتب غيظًا...ولكنهم مسلحون وهو محض كاتب. هل وضع الكتاب الآخرون أنفسهم في موقف مشابه لهذا قبل أن يلفظوا بكل ثقة أن العلم يهزم العنف؟ لا أعتقد ذلك. ها هم يخدشونه ويجذبون الصغيرة منه، وكان يقاوم حتى قطعت أنفاسه. أدرك الكاتب أنهم لن يهاجموه إلى أن يحصلوا على الباكية بين أياديهم. ولذلك تمسك بها كما لم يتمسك بأحد من قبل. الطفلة تبكي..وتبكي...ويعلو بكاءها تارة ثم الأخرى. والجنود يصيحون بعنف، جميع الأصوات تختلط ببعضها بعمق. شهقاته وأنفاسه، وحفيف الأشجار وتحركات صغار الحيوانات..أصوات المعادن الحادة تتشابك والأقدام تدب الأرض، وصغيرته تبكي..وتبكي. كل شيء يعلو مجددًا، إنه لمشهد مزدحم حقًا. وكان الكاتب قد أدرك أن خسارته قادمة لا محالة. سائل دافئ كان يتدفق من خصره، وبصره صار مشوشًا غريبًا. لم يعي سوى على أحدهم يفك الوشاح المحكم، ووزن الرضيعة يختفي من فوق ص*ره. ثم يبتعد صوتها بالتدريج، ويدوي صهيل الأحصنة. ويهمس رجل: "هل أنت متأكد من أنه سيموت؟" فيجيبه رفيقه: " طعنته بعمق، سينزف حتى الموت." ثم تبتعد الأصوات جميعها، وتتلاشى كأنها لم تتواجد. ويراقب السماء لعدة ثوانٍ فارغة تمنى بها رؤية ڤيرونا للمرة الأخيرة..فذرف دمعة وحيدة كروحه، وأغلق عينيه مرغمًا. في الصفحات التالية كانت رسمة غير متقنة مثل باقي رسومه لشاب أصهب كثيف الشعر، يقف وسط العديد من الغيوم الفاتحة، ولعله يقف فوقهم. تقابله من أمامه امرأة سمراء تطابق الرسمة الأولى لڤيرونا، وهي تمد ذراعيها للشاب وتبدو وكأنها تلفظ بشيء ما. السماء كانت محض مساحة فارغة بها بعض من الخطوط العشوائية، وبدى وكأن رياحًا رقيقة تهز شعيراتهما. إتضح أن تلك اللوحة هي مشهد مر به الكاتب فور أن أغمض عينيه، وقد اعتقد أنه حلم ما. ذكر الكاتب أنه وقف وحده فوق الغيوم لبضعة دقائق، يراقب السماء صافيةً بشكل غير واقعي..وتبدو قريبة جدا حتى أنه يخشى أن يرفع ذراعه فتلمسها أنامله. وظهرت ڤيرونا فجأة أمامه، ترمقه بنظراتها المتعاطفة التي لا تزال تثير فضوله وتشعل غيظه..وتتحدث، قالت: " لقد فشلت." وسألها الكاتب: " في ماذا؟" فآثرت الصمت، وخجل الكاتب من أن يكرر سؤاله. "هل تحب هذه الأرض؟" قالت، يبدو أن ڤيرونا كانت تفضل إلقاء الأسئلة عن اجابتها. هكذا اومأ الكاتب كإجابة متغاضيًا عن الأمر. "لقد سيطر عليها باكيز، وقتل الجميع..هل تود إحياء الجميع؟" أكملت، واومأ الكاتب مجددًا..فإبتسمت ڤيرونا، ومدت ذراعيها له. كان مشهدًا ذو رهبة لم يتصورها الكاتب، كان شابًا يتيمًا نشأ في غابات كثيفة في الجنوب، وعاش لعشرة سنين برفقة قليل من البشر البدائيين كبار السن حتى أملى عليه أحدهم بأن يسافر للشمال، فوصل ل 'ڤيس'...وتعلم الكتابة على يد كاتب موهوب من بلاد الجوع، وعاش حول كثير من البشر لا يفعل شيئًا سوى الكتابة. حفظ أشكالهم، واسماءهم، وتابع أحداثهم وعاداتهم ومشاعرهم..وكأنه يراقب العالم من خلال سجن صغير صنعه لنفسه. لم يضمه أحد قط، ولم يفهم معنىً لمصطلح "العائلة" الذي لاطالما قد كتب عنه. ولكنه الآن، بينما يتجه بخطوات ثابتة نحو أذرع ڤيرونا..بينما يتشابك جسده مع جسدها فتحاصر ظهره بكفيها، وترخي رأسه على كتفها..شعر للمرة الأولى بدفئ غريب يملأ دواخله، وتساءل 'أهذا هو معنى العائلة؟'. لم يرغب الكاتب بأن تنتهي تلك اللحظة، وأخذ يستمع لڤيرونا تنشد تهويدة غريبة لا يعرف لها معنىً، ثم تهمس:" حين تفتح عينيك، إتجه نحو المياه..خلفها يوجد كل ما تريده أن يبقى وكل ما تريده أن ينتهي." "وماذا عنكِ؟" سألها، فأجابت لمرتها الأولى:"لقد فشلت، وعلي أن أذهب." "ماذا عن الجميع؟" قال، وأعقبت:" انت الجميع، والجميع فيك." "هل سأراكِ مجددًا؟" "ستراني كثيرًا، ستراني للأبد..سيفنى الكون ولن نفنى." همست، ثم فرقت العناق..وكان الدفئ ينسحب من جسده كلما اخذت ڤيرونا خطوة للخلف. وشعر بالاشتياق والحزن. أراد التشبث بها، وأراد أن يصيح فيها بألا تذهب..ألا تتركه وحيدًا مجددًا. لكنه لم يقدر، فوقف هزيلًا يراقبها تبتعد..وتبتعد...وتبتعد فلا تستطيع أن ترى في الأفق سوى الغيوم. وعندما استيقظ الكاتب وحيدًا وسط الأشجار، وهز جسده هزة طفيفة تلقائية، ثم فتح عينيه للحياة ببطئ وإرهاق.. "من يظن نفسه؟ أنا أتبع القائد منذ فترة أطول-"الأطفال مزعجون-"أشعر بالجوع-"اشتقت لإبني-"أين ذهبت تلك الساحرة؟ ماذا نفعل الآن، سيقتلنا القائد بلا ش-"أنقذوني، أرجو-"أريد أمي، أريد أمي، أريد أمي، أريد أم-"متى يحل الليل؟-"ربما كان علي مرافقة القائد للجنوب حينم-" أمي، أريد أمي، أريد أمي، أري-"رائحة الدماء تثير غثياني- كان يسمع الكثير، والكثير من الأصوات. ------------------------- في الفصل القادم: كان يستمع لأصوات عديدة لا تنتهي، كل صوت يمتلك قصة ما ويحتويه مشاعر ما، تارة تختلط الأصوات فيعجز عن مواكبتها وتارة تهدأ فيغدو قادرًا على فهم كل قصة على حدى. جلس هناك لفترة من الوقت، كان الفجر قد طلع لتوه والهواء خفيف بارد يلسع جلده. أخذ يوزع النظرات حوله بكل حيرة ممكنة..من أين تأتي هذه الأصوات؟ من المتحدث؟ هو وحده هنا بلا شك، ولا روح تتواجد على مرمى بصره. كان يعرف أنه إبتعد بقدر كافٍ، حتى أن ثلاثة أيام أخرى من السير ستخرجه من الغابة. لكن أغلب الأصوات كانت تعود لجنود يتذمرون وأطفال ينوحون. وكان يعلم أن من تبقى في 'ڤيس' هم فقط الأطفال والجنود. لم يجد تفسيرًا لما يحدث، ولم يدري إن كان ما رآه حلم أم حقيقة..لكنه كان ممتنًا لأن كتابه مازال برفقته، كتاب مهترئ قطعت بعض من صفحاته ولطخت دماءه بعض آخرين. أمسك به وكتب كل ما يذكر عن 'حلمه' على أي حال. تفقد جرحه، وكان الجرح طفيفًا كأنه خدش سطحي ما. وإنتابته الحيرة مجددًا، فكيف لكل هذه الدماء أن تنزف من خدش بهذا الصغر؟ أدرك الكاتب أن شيئًا خياليًا قد حدث، لقد ضم ڤيرونا، وكان الأطفال الذين تلمسهم ڤيرونا يتعافون بشكل سريع وغير واقعي، مثلما حدث معه تمامًا. هكذا عرف أن حلمه في الحقيقة لم يكن حلمًا. وأن ڤيرونا قد قابلته، وتحدثت معه، وأمرته، وضمته، وتذكر دفئ جسده وغرابة مشاعره حينئذ. يستحيل أن يكون كل هذا محض حلم. _________________ خلصنا XD رأيكو؟ حاسيين في اختلاف في طريقتي ولا زي ما هي؟ ولو فيه اختلاف فهو أحسن ولا اسوأ؟ وشكرا على دعمكوا ان شاء الله تكونو استمتعتو بالقراية زي ما انا استمتعت بالكتابة?❤❤❤ بااي❤
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD