فف*جٌ قريب ٣
3221 Words
فف*جٌ قريب
الحلقه الثالثه
اعدته هى وفتحت الباب ووضعته على الطاوله ودخلت لتناديها فوجدتها قد وقعت مكانها وهى ساجده فصرخت : مااااااااااااااااااااااما مااااااااااااااااااما
سمع صراخها ايمن ورمزى فاسرعا اليها، وفزعا من حالة زينات اقترب ايمن منها محاولا افاقتها : خالتى زينات خالتى ردى ارجوكى متسيبناش خالتى ردى .
قال رمزى : انا هنزل اشوف الدكتور اللى ساكن تحت اندهله بسرعه .
امينه ببكاء : بسرعه ارجوك ماما حبيبتى متسببنيش يا ماما اروح فين منغيرك يا ماما .
حمل ايمن زينات ووضعها على السرير، ساعدته امينه وغطتها،اتى الطبيب وبدا فى فحصها قائلا : هى عندها سكر اوضغط ؟
امينه ببكاء : لاء الحمد لله .
الطبيب : طيب انا هديها حقنه هتفوقها، هى يظهر اجهدت نفسها زياده، فجلها هبوط مفاجأ، انما هى كويسه، بس هكتب لها على تحاليل لازم تتعمل، عشان نطمن، وهدلكم كارت تجولى بيه العياده بعد ما التحاليل تطلع .
هدأوا قليلا واطمأنوا بدأت تفتح عينها وتنظر لهم، اسرعت اليها امينه امسكت يدها وقبلتها قائله : ماما حبيبتى الحمد لله كنت هموت عليكى من الخضه .
هز رأسه بالموافقه دون كلام، ابتسم ايمن ومسح دموعه قائلا : كده تخضينا عليكى يا خالتى .
رمزى : هى خضتنا بعقل متتعبيش نفسك تانى .
الطبيب : طب انا همشى انا بس لازم ترتاح كام يوم والافضل انها متصومش .
تركهم وخرج فقالت بصوت ضعيف : قومو اتسحرو الفجر قرب يأذن .
ابتسم ايمن : يعنى حتى وانت تعبانه بتفكرى فينا متقلقيش هنقدر نصوم بس قومى انت بالسلامه .
رمزى : بكره هستأذن من الشغل واجى اخدك اعملك التحاليل اللى قال عليها الدكتور .
زينات : ملهاش لزوم التكاليف يا بنى .
ايمن رافضا : ايه الكلام ده تكاليف ايه اهم حاجه صحتك ومفيش مناقشه فى الكلام ده انا كمان هاجى معاه .
نظرت اليهم والى حبهم لها وشعرت ان هذا هو افضل ما حصلت عليه فى كل حياتها، فهم اصبحو اولادها دون ان تلدهم، اخذت نفس وزفرته وظلت تشاهدهم وتسمعهم، وعندما اذن الفجر خرجا الاثنان للذهاب للصلاه، ودخلت امينه تتوضأ وتصلى، ظلت تتابعها وتفكر ماذا كان سيحدث لها لو انها كانت قد ماتت، صحيح ان ايمن ورامزى يرعينها لكنهم ليسو اخوتها، وستبقى فى النهايه وحدها، شعرت بالخوف والقلق عليها، واصبح كل ما يشغل تفكيرها هذا الامر، مرت عدت ايام واجرت التحاليل المطلوبه ورأها الطبيب، وطمأنهم ولكن حذرهم من ان تجهد نفسها، فجسدها لم يعد يتحمل كما فى السابق، عادت الى المنزل وهى حزينه جلس ايمن الى جوارها،ومن الجه الاخرى رمزى امسك كل منهم يدها قال رمزى : متقلقيش واستريحى انت تعبتى كتير وان الاون ان احنا اللى نرعيكى .
ايمن : ولا انت مش معتبرنا ولادك ؟
ابتسمت : وهو انا ليا غيركم انا كل قلقى على اختكم .
رمزى : متقلقيش يا ست الكل احنا هنجوزها ومحدش هيلبسها الطرحه غيرك ولا انت شيفنا قليلين .
مسحت على شعره : بعد الشر عنكم يا حبايبى ده انت عندى بالدنيا كلها .
ايمن : يبقا خلاص افرديها بقا ومتزعليش وبعدين هى هتبقا فى الشغل هنا فى المحل جنبك واحنا معاكم اهو .
هزت راسها بالموافقه تحاول تدارى ما بداخلها من قلق، فهم ايمن قلقها وتمنى ان يطلب منها ان تزوجه امينه، لكنه خاف ان يكن يستغل ظروفها، فقرر السكوت فهو لا يملك خيار اخر، اتت امينه من غرفتهم وضعت لها الطعام قائله : يالا تعالى كلى بقا عشان متتعبيش تانى .
زينات : لاء انا كويسه ومش هفطر تانى هكمل رمضان صيام وكلمت الست صاحبة المحل وهى هتسبنى لحد رمضان مايخلص وبعد كده يحلها ربنا .
امينه برفض : مش عايزه تفطرى ماشى لكن مفيش شغل خلاص احنا مش مستغنين عنك .
رمزى : هى عندها حق يا خالتى مفيش شغل تانى خلاص واللى هتحتاحيه احنا موجودين .
حاولت زينات اقناعهم لكن دون جدوى، فاستسلمت للامر الواقع،
انتهى شهر رمضان والعيد، كانت تجلس زينات وحدها فى السطح بعد ان ذهبو جميعا للعمل،اتى رمزى وكان يبدو عليه القلق والتوتر فقالت : مالك يا رمزى فيك ايه ؟
اخذ نفس وزفره قائلا : بابا خرج من السجن اول رمضان .
فزعت قائله : ايه ازى وليه مقولتليش ؟
رمزى : عفو رئاسى بمناسبة الشهر الكريم، منتى عارفه بروح ازوره فى السجن من ساعت ما روحنا ورفض يقبلنا .
زينات : عارفه يا بنى وهو ده الصح هو مهما كان ابوك ولازم تخلى بالك منه وترعاه .
رمزى : المشكله انه بقا اسوء من الاول بقا مدمن م**رات .
زينات : ايه ازى يعنى معقول وايه اللى وصله لكده ؟
تن*د : لما سالت فى السجن عرفت انه اتبهدل هناك جامد والكبار اللى هناك ذلوه بكل الطرق الممكنه وطبعا عشان ينسي اللى وصل له اخد م**رات، حتى انا فى الفتره دى كنت بروح اسبله الفلوس، يقوللى مقعدتش معه اسبوع،وقالو انه طالب منى فلوس اكتر، وبصراحه انا مكنتش بدفع لانى معنديش اصلا،اللى بيجى على قد اللى رايح، والقرشين اللى محوشهم لو ادتهملو مش هينفعه، فكرت انى اخليهم عشان لما يطلع اعالجه بيهم .
زينات بحزن : وماله يا بنى هو ابوك بردو ولو محتاج فلوس اديلك .
رمزى : لاء خلاص ملوش لزوم، لانه هرب لما عرف انى ناوى اعالجه وباع الشقه كمان .
زينات : هو انت قابلته ؟
رمزى : لاء انا كنت متفق مع واحد من الجيران، وهو شافنى وانا بكلمه وعرف، فباع الشقه وهرب، وقاله يقولى انه مش محتاج عطف وصدقه من عيل فاشل زى، وانه لو شافنى هيقتلنى سواء انا او اخويا .
زينات : لا حول ولا قوة الا بالله حتى وهو فى حالته دى، معلش يا بنى، بردو حاول تعرف اى حاجه عنه وتساعده .
رمزى : انا قولت للراجل جرنا هناك ولو عرف عنه حاجه هيقولى، هروح شغلى عايزه حاجه ؟
هزت رأسها بالرفض تركها وذهبت جلست تتذكر ما فعله بها، وبأولاده وزوجته الاول وشعرت ان هذا حقهم اخذه الله منه، وتيقنت من داخلها ان الله لن يضيعها هى ولا ابنتها، وكأن هذا الامر اتى اليها رساله من الله لتطمأن، فتركت الامر لله وهى على يقين انه سيأتيها بحله من عنده، ومر عام وانهى ايمن دراسته، وقامو بعمل احتفال به وكانت امينه سعيده جدا له، لاحظ ايمن عليها ذلك وشعر انها تبادله شعوره، فقرر ان يتحدث مع اخيه فقد يكن لديه الحل، جلس معه بعد الحفل قائلا : رمزى عايز اتكلم معاك فى موضوع مهم .
رمزى : موضوع ايه اتكلم .
تردد قائلا : انا .. انا بحب امينه .
ضحك رمزى قائلا : منا عارف باين عليك نظرتك كلها مفضوحه .
عبس قاىلا : ماشى يا سيدى وحاسس انها هى كمان بتحبنى .
فكر رمزى قائلا : انا كمان حاسس بكده .
ايمن : بس خايف اكلم خالتى زينات تفكر انى بستغل الظروف، وكمان انا مش عايز اتجوزها الا لما اشتغل ويبقا عندى شقه .
رمزى : انت مش محوش مبلغ كويس وانا كمان محوش هنحطهم على بعض وندفعهم مقدم شقه وتدفع اقساطها .
ايمن برفض : لاء طبعا انا لايمكن اخد فلوسك انا هشتغل ليل نهار واحوش لحد لما اجمع الفلوس .
رمزى : اولا انا مش باخد رأيك ده قرارى، ومش هتراجع عنه ده اقل شئ اقدمه لخالتى زينات بعد اللى عملته معنا .
ايمن : وانا مش هاخدهم مقبلش اخد شقاك وتعبك هى نفسها مش هتوافق .
رمزى : اسمع يا ايمن انا وانت فاكرين كويس انت كنت هتبقا ايه لو مكنش ربنا بعت لنا الست دى .
عبس ايمن : انا فاكر كويس وعارف انى كنت خلاص على وشك الانفجار، واكتر من مره كنت ههرب وامشى واروح مع الشله اللى اتلميت عليها وقتها، ولما جت خالتى زينات وعملتنا حلو وبعدته عنا هديت، وفكرت بعقل وقررت انى مضيعش تعب امى وتحملها كل العذاب ده عشنا، بس كمان مش معنى كده انى اخد تعبك انت كمان، متحاولش انا قررت ومش هرجع فى كلامى .
وجد رمزى انه لن يقبل هذا ابدا ففكر قائلا : طب خلاص انت كده كده عندك فترة الجيش بتاعك بعدها ربنا يحلها .
ايمن : ماشى الكلام هروح بكره ان شاء الله ابدأ الاجرات عشان اخلص بدرى بدرى .
وافقه رمزى وفى اليوم التالى ذهب الى خالته زينات واخبرها بالامر كله، سكتت للحظات قائله : تعرف لو كان وافق ياخد فلوسك كنت رفضته .
تعجب قائلا : مش فاهم ازى يعنى ؟
زينات : ماهو طلما رفض انه يعتمد على حد، يبقى فهم الدرس واتعلم من الايام، وعرف انه لازم يعتمد على نفسه، وان مش معنى ان حد قدملك مساعده مره، يبقى لازم يساعدك على طول، انا كنت خايفه ميكنش فهم ويتعب فى حياته، ماهى يا بنى الدنيا هات وخد .
ابتسم : يااه ياخالتى انت شوفتيها كده ازى ؟
زينات : الدنيا يا بنى لما بهدلتنى عملتنى، وانا مش جاهله بعرف اقرا واكتب، وابوامينه الله يرحمه كان يجبلى كتب ويقولى اقراى واتعلمى عشان تعرفى تربى بنتنا صح .
رمزى : عشان كده كنت ديما تشجعينا على المذاكره والتعليم .
زينات : ايوه طبعا ماهو العلام ده نور هو اللى بيخلينا نعرف نتصرف صح .
فكر قائلا : فعلا انت فضلت معنا فى البيت ست شهور، ورغم انك مش امنا لكن منعتى ابويا انه يمد ايده علينا، وكنتى ديما تفكرى فى طرق تخليه يبعد عنا، لكن امى كل اللى عملته انها خدت الض*ب بدلنا فمقدرتش تكمل ووقعت بدرى .
زينات : الله يرحمها كانت ست طيبه انا صحيح مشوفتهاش بس باين من تربيتها لكم، هى زرعت فيكم حاجات حلوه انا رويتها بس .
نظر لها بأمنتان فهى نسبت الفضل لصاحبته رغم عدم وجودها، ورغم حتى انها لم ترها ولا تعرفها، قبل يدها قائلا : ربنا مايحرمنا منك ابدا .
زينات : ولا منكم ابدا يا ولادى، سيب موضوع ايمن ده على ربنا وهو اكيد عنده الف*ج، وانا هشوف كده رأى امينه ايه .
كاد ان يقول انه يشعر انها ستقبل ولكنه فضل السكوت، تركها وذهب وفى المساء جلست مع امينه، نظرت اليها قائله : قوليلى يا امينه لو جالك عريس كويس وابن حلال ترضى تتجوزى .
تجهم وجهها قائله : عريس ايه ده يا ماما انا عندى مذاكره ومش عايزه اضيع وقت .
شعرت زينات انها تتهرب فقالت : اصله عريس كويس ومحترم وانا عارفه كويس، يعنى حاجه مضمونه ولسه متخرج جديد .
تنحنحت امينه فقد شعرت انها تتحدث عن ايمن ففرحت ولكنها دارت ابتسامتها وقالت : خلاص نشوفه لو عجبنى ابقى افكر .
ونظرت الى الجه الاخرى فقالت زينات بمكر : خلاص اكلم ايمن .
فنظرت لها امينه بخجل قائله : ايه هو ايمن هو العريس ؟
ابتسمت زينات وقالت : لاء انا هقوله يجى عشان مينفعش العريس يجى واحنا لوحدنا .
ارتبكت وشعرت بالخجل فقد كشفت مشاعرها امامها ونظرت بعيد وقالت : لاء خلاص ملوش لزوم انا معنديش وقت اضيعه انا هروح اذاكر .
وتركتها وتحركت مسرعه، فرحت زينات فقد تاكدت من مشاعر ابنتها ولكن ماذا تفعل كيف سيتزوجها وهو لا يملك شئ،وهى لن تزوجه له لتعيش نفس الذى عاشته هى مره اخرى، فكل ما حدث لها كان بسبب ان زوجها مات وتركها دون شقه او حتى نقود،لم تجد حل فتركت فمازال الوقت مبكرا، ومرت الايام وانهى وايمن اوراق التجنيد واخذ تأجيل، وبدأ فى البحث عن عمل فى شركه، عاد رمزى من العمل متأخرا ودخل على غرفته، كانت زينات تعد الطعام وتعجبت، فهو منذ تركت العمل وهو ياتى لها اولا ثم يدخل غرفته، فذهبت اليه دقت باب الغرفه فتح رأت الحزن على وجهه فقالت : مالك يا بنى فى ايه ؟
تن*د قائلا : البوليس باعت يقولى ان ابويا مات .
زينات :ايه البوليس ليه وادفنته ولا لسه ؟
قال بحزن وان**ار : اندفن بمعرفة النيابه اصله مات بجرعة م**رات زياده، وناس لقيه مرمى فى الزباله، وطلبو البوليس وبعد التحقيق والتدوير، عرفه انه ابويا وبعتولى روحت، لما عرفو انى معنديش مكان ادفنه فيه اتكفلو هما بدفنه، ( نفخ ) الاحساس بالعجز وحش قوى، حتى عاجز انى اتوى جثة ابويا، رغم كل اللى عمله بس بردو كنت عايز ادفنه بشكل كويس .
ربتت على كتفه قائلا : متزعلش يا بنى كل واحد بيجنى ثمار عمله، وبعدين انت لسه فى بداية الطريق وبكره الحال يتغير .
تعجب من كلماته وتذكر والدته قائلا : فعلا دى ثمار عمله لما امى الله يرحمها ماتت مكنش راضى يروح مع الجيران وهما بيدفنوها، اصلها مكنش لها حد غيره كانت يتيمه .
هزت رأسه بالموافقه فقد فهمت سبب بقاءها معه، فهى لم يكن لها اى خيار، اتى ايمن وراه وسأله عن سبب حزنه فأخبره، فجلس الى جوارهم وتن*د قائلا : تعرفه ان واحد صاحبى من ايام المدرسه شافه من اسبوعين، وصفلى حاله وحكالى كلامه اللى سمعه منه، ولاول مره يصعب عليا،قالى ان حالته وحشه قوى، لابس هدوم مقطعه وشكله صعب، وقاعد مع واحد من المتشردين، سمعه بيتكلم معاه ( تن*د ) واغمض عينه وبدأ يتخيل حوارهم
ماهر : تعرف ان عندى ولدين بس رجاله بجد اه .
الرجل : رجاله ازى وهما سيبنك فى الشارع كده ؟
ماهر : وهو انت عايزنى اروح لهم بحالى ده بعد ما كنت قوى عايزهم يشمتو فيا .
الراجل : وهو فى ولاد يشمتو فأبوهم .
ماهر متحسرا : وهو انا اب ( نفخ ) انا ورتهم العذاب الوان، هما وامهم، كنت بض*بها كل علقه وعلقه لحد متعب من كتر الض*ب، عارف انا كان نفسي يبقو جاحدين عشان يبقا عندى سبب اكرهم، بس طلع عندهم اصل، ومسابونيش فى السجن وكانو بيجو ويبعتولى فلوس، وعمرى ما قابلتهم، وهما سبب اللى انا فيه ده اصلا، لما عرفت انهم بيجو خوفت يعرفو اللى وصلتله، وان كل العذاب اللى عذبته لهم شوفت اكتر منه فى السجن، فرفضت اقا**هم محبتش انهم يشمتو فيا، وحتى لما خرجت من السحن ابنى كان عايز يعالجنى بس انا رفضت، مش هخلى ليهم فضل عليا اه انا مش ضعيف، هو بس شوية وقت وهعرف ارجع تانى اه .
تن*د ايمن وفتح عينه واكمل : خليت صاحبى خدنى ورحنا المكان اللى كانو فيه بس ملقنهوش، وعشان كده مقولتش لكم حاجه .
زينات : الدنيا دى ملهاش اى لازمه المتغطى بيها عريان، البقاء لله المهم يالا غيرو هدمكم وانا هحضر لكم الاكل .
وتركتهم وخرجت نظر رمزى الى ايمن قائلا : لقيت شغل ؟
هز رأسه رافضا : لاء للاسف بقالى ثلاث شهور بدور ومش عارف اعمل ايه .
رمزى : تعالى اشتغل عندنا فى الشركه باليوميه لحد ما ربنا يسهل ويفتحو تعينات .
ايمن : بس اليوميه عندكو قليله مش هعرف احوش منها زى الشغله اللى انا فيها دلوقتى .
رمزى : متسبهاش خلى دى الصبح ودى باليل وان مقدرتش تكمل ابقى سيب واحده منهم .
هز رأسه بالموافقه دون كلام وخرجا تناولا معهم الطعام، وبعد مرور شهر عاد رمزى من العمل وجد زينات تجلس شارده، فمازحها : الجميل سرحان فى ايه ؟
ابتسمت وقالت : محتاره يا بنى مش هاين عليا ا**ر قلبهم ولا عارفه اعمل ايه ؟
رمزى : هما مين دول ؟
زينات : اصل الست اللى ساكنه تحت فى الدور الخامس، شافت امينه وعجبها وعايزه تاخدها لابنها، وده عريس حلو عنده شقه وشغال بره يعنى هيعيشها عيشه مرتاحه، وفى الوقت نفسه ميهنش عليا ا**ر قلب ايمن ده ابنى بردو .
فكر قائلا : وهى امينه وافقت ؟
زينات : لاء انا مفتحتش معها سيره من اصله، انا لسه بدور الموضوع فى دماغى، دى بنتى وخايفه عليها ودى جوازه متتسبش .
تن*د : عندك حق متتسبش ده عنده شقه وشغله ثابته ( ساخرا ) زى بابا الله يرحمه مش انت اتجوزتيه عشان كده، ولما بهدلك سبتيله الشقه والشغله ومشيتى .
كلماته كانت بمثابة مطرقه على رأسها افاقتها نظرت اليه قائله : انا ازى مفكرتش كده؟! ازى اصلا نسيت ؟
ابتسم : عشان انت ام وخايفه على بنتك، وقلبك هنا وخوفك عليها هو اللى حركك .
هزت رأسها قائله : عندك حق ياواد بس انت كده حلتها خلاص، اسمع اوعى تجيب سيره لحد منهم وانا هفكر كده واحسبها صح .
ابتسم وربت على كتفها ودخل الى غرفته، ظلت هى مكانها لبعض الوقت، وبعد مرور اسبوع جمعتهم وجلست معهم قائله : قولى يا ايمن ايه اخبار الشغل الجديد ؟
ايمن : الحمد لله حلو بدأت اتعلمه وقالو هيفتحو تعينات تقريب .
زينات بمكر : مش بتفكر تتجوز ياواد ؟
تفاجأ ايمن : هاه اتجوز ازى اصل القرشين اللى حوشتهم مينفعوش لحاجه وبعدين انت بتسألى ليه ؟
زينات : اصل البنت امينه جالها عريس، هو صحيح رفضناه بس قولت انكم كبرتم بقا ونفسي افرح بيكم .
غضب وادار وجهه للجه الاخرى، امسكت يده من جه وامسكت يد امينه من الجه الاخرى وقالت : اسمعو بقا انا عارفه انك بتحب امينه صح .
فنظر لها وهز رأسه بالموافقه، ونظرت الى امينه وقالت : وانت كمان صح ؟
فنظرت الى الاسفل بخجل، فابتسمت واكملت : انا بقا لقيت لكم حل، الست صاحبة المحل تعرف واحد مقوال وبيبيع بالقسط ولقيت عنده شقق صغيره على قدنا .
رمزى : ايوه بس هنجيب القسط منين .
ايمن : وهندفع مقدمه ازى كل اللى معنا ميكفيش ؟
زينات : بصو احنا هنتاجر الرسول عليه الصلاة والسلام قال ان تسع اعشار الرزق فى التجاره، فاحنا هناخد بضاعه ونباعها، انا اتفقت مع صاحبة المحل وهى وافقت السوق نايم معها هنا فانتو هتاخدو البضاعه وتشتغلوا .
ايمن : يعنى القرشين اللى معنا هندفعهم كلهم فى الحكايه دى ؟
زينات : لاء نصهم بس وبعدين اللى هيطلع من الم**ب هيبقا للشقق بس مش هنقرب منه، وهى قالتلى على اماكن هنلاقى فيها سوق حلو، بس هى كبرت ومبقتش تقدر تروح زى الاول، وكل ما تبعت حد ي**قها، لكن هى مستأمننا .
رمزى : طب وهى كده هت**ب ايه ؟
زينات : ثمن بضاعتها هى كانت بتروح تبيع البضاعه فى الاماكن دى وتاخد منها م**ب حلو قوى، لكن من وقت ماتعبت وهى مش قادره والبضاعه مكربسه عندها .
ايمن : يعنى منفعه لها ولنا فكره حلوه وبكده هنقدر نجمع حق الشقق ونتجوز .
زينات : ايوه بس عاوزك توعدنى تحافظ على بنتى، انا معنديش اغلى منها، هى بنتى وانت كمان حته من قلبى،اوعى ت**رها ولا تزعلها .
ايمن بحب وهو ينظر الى امينه : هو انا اقدر يا خالتى ده هى قلبى كله ومقدرش اعيش من غيرها .
زينات بتحذير : اتلم يا واد انت هتقرتسنى وانا وافقه .
رمزى مازحا : طب ما تقعدى طيب .
ضحكت : بقا كده وانا اللى بقول عليك كبير وعاقل وعايزه اجوزك .
رمزى : الله الله ايه ده بقا مش تقولى كده ايه عندك ليا عروسه ؟
ضحكت : ايوه امال عارف البت اسماء اللى بتشتغل معنا .
رمزى : اه عارفها دى بت غلبانه وطيبه يارب توافق .
زينات : ان شاء الله هكلمها واشوف كده وناخد معاد بس نخلص موضوع الشغل ده .
ايمن : بس كده الجواز يبقا قدامه كتير قوى .
زينات : اه وانت مش قادر تستنى باين عليك .
نظر الى الاسفل بخجل، فهو منذ اخبرته وهو ينظر الى امينه، وهى تنظر الى الاسفل بخجل، تختلس النظر له وتعد الى النظر للاسفل، ضحكت زينات قائله : لاء منا هجوزكم هنا اتفقت مع صاحب العماره هبنى اوضه ليا هنا واجوزكم فى الاوضتين دول بس بعد سنه عشان تكونو جمعتو مقدم الشقق ومضيتو ال*قود، وهيفضل الشغل زى ماهو، كل قرش يجى منه للشقق لحد لما ندفع كل اقساطهم وتتوضب وتنقلو فيهم بأمر الله .
ايمن : يارب يارب يا خالتى ربنا ما يحرمنا منك ابدا .
رمزى : انت احلى خالتى فى الدنيا كلها يازوزوا انت يا عسل .
ضحكت زينان : ماشى يا بكاش انت وهو بس اسمع ياواد انت ( نظرت الى ايمن ) متقربش من البت امينه والا انا اللى هقفلك ( ونظرت الى رمزى ) وانت كمان اوعى تزعل البت اسماء دى غلبانه زينا كده .
امسك كل منهم يد من يديها وقبلها ونظرا لها قال ايمن : وانا عمرى ما هزعلها ابدا يا خالتى ده كفايا انها بنتك عشان اشلها فى قلبى وعنيا .
رمزى : انا تربيتك يا زوزا وعمرى مازعلها ابدا هشلها فى قلبى وعنيا كمان .
زينات : ربنا ما يحرمنى منكم ابدا امينه امانه عندكم (ايمن ) اوعاك تيجى عليها فى يوم ( رمزى ) وانت كون لها اخوها وسندها .
هز الاثنان راسيهم بالموافقه، نظرت الى امينه قائله : وانت كمان اوعى تزعلى حد منهم دول هما كل عيلتك .
احتضنتها امينه قائله : حبيبتى يا ماما يا ست الكل يا اطيب قلب فى الدنيا .
زينات : ربنا ما يحرمنى منكم ابدا يا ولادى .
نجح مشروعهم وزادت تجارتهم واستطاعو فى خلال خمس سنوات
الانتقال للشقق الجديده وكان كل منهم قد انجب طفلين وكانت زينان سعيده بهم جدا فقد عوضها الله بهم وعوضهم بها .
تحياتى / هدى مرسي ابوعوف
- Writer
