" لقاء "
وصل لمطار القاهره .. انتهي من الاجراءات وخرج ليجد امجد في انتظاره .. اقترب منه امجد بترحيب
= حمدالله علي السلامه يا مراد بيه
= الله يسلمك .. هات الشنط
قالها ببرود وهو يكمل سيره دون توقف ليسير ورائه امجد ممسكا بعربة الشنط .. فتح له السائق الباب ليصعد في السياره ثم اغلقه وفور تأكده من وضع جميع الشنط في حقيبة السياره اتجه امجد والسائق للركوب في الأمام
انطلق السائق ليسمع رئيسه يقول بلهجه امره
= اطلع علي المدافن حالا ....
ليتوجه السائق حيث يريد رب عمله ...
........
وقف امام مدفن اخيه بمفرده بحزن لم تخيل ان يأتي اليوم الذي يبتعد عنه نهائيا وبدون توديعه .. ياليته ظل هنا وكان بجانبه ويقوم بتوديعه ...
اااه وحشتني اوي يا عمرو .. كان نفسي نجتمع سوا ونفضل طول عمرنا سوا لكن ارادة ربنا اقوي من اي شئ ..
كنت اخويا ونعم الأخ .. عمري مازعلت منك ولا زعلتني .. لكن كنت زعلان عليك وانت بتجري ورا حبك وهي ولا دريانا بيك .. عمري ماهنسا اليوم الي كلمتني تترجاني اساعدك عشان متخلهاش تسيبك .. ربنا يرحمك ياخويا .. نام وارتاح في قبرك ومتقلقش ولادك بقو ولادي دلوقتي وعمري ماهتخلي عنهم ... هتوحشني اوي .. هاجي ازورك من وقت للتاني وعمري ماهنساك
ليجد يد توضع علي كتفه ليلتفت بغرابه ليجدها عمتها فاحتضنته بشده واشتياق قائله بحزن
= ادعيلو يا حبيبي
ليخرج من احضانها بابتسامه باهته
= بدعيلو يا عمتو بدعيلو
لتكمل بحنان ولطف
= عرفت من امجد انك جيت وحشتني اوي يا مراد
ليقول بحنين وبسمه فهو يحبها منذ الطفوله ويعتبرها مثل امه تماما .. قائلا بشوق
= وانتي كمان ياعمتو
لتكمل بمواساه
= متزعلش ياحبيبي دا عمره ..
ليهتف بتبرم
= مش زعلان ياعمتو غير انه ادفن وانا مش موجود .. ملحقتش اودعه
لتلوي شفايفها قائله بضيق وكأنها قاصده اشعال الحرب بينهم
= منها لله الي كانت السبب ..
عقد حاجبيه بغرابه قائلا باستفهام
= تقصدي مين
لتكمل نجلاء بحقد وغضب
= مراته .. مراته ياحبيبي هي الي سرعت في كل حاجه ومادتش فرصه لحد يشوفو ولا يودعوه .. دي حتي فاجأتني بموته لا وكمان خلت العزا يوم واحد مش تلات ايام زي مالناس بيعملو ..
ليتدخل امجد الواقف علي باب المدفن قائلا بجديه
= اكرام الميت دفنو يا هانم والهانم الصغيره معملتش حاجه ت ..
لتندفع في كلامها بغضب وحنق مقاطعه كلامه
= انت هتدافع عنها قدامي .. ماكلنا عارفين انها مش بتحب عمرو ..
حاول امجد الدفاع عنها ولو قليل برغم انه يعلم جيدا مافعلته زوجة رئيسه يوم عرفت بالحادث ولكن ما ادهشه هو رد فعلها يوم الدفن ... ليقول بهدوء
= يا هانم .. مراته كانت تعبانه جدا وحضرتك شاهده علي كده فبلاش تقولي حاجه محصلتش ...
هتفت تجلاء بغضب وقرف
= انت مين انت عشان تكلمني كده .. حتت سكرتير عن ابن اخويا يغلطني
ليوقف مراد الحرب التي تهم علي الاشتعال قائلا بأمر
= خلاص ياريت الي عندو حاجه يخليها لنفسو ..
ثم يذهب تاركا اياهم لتوقفه نجلاء قبل ان يذهب قاىله باستفهام
= رايح فين ؟؟
= رايح القصر ..
لتستغل نجلاء جملته لصالحها قائله بحزن مزيف
= كان نفسي اجي معاك يابني بس للأسف مرات اخوك طردتني منو يوم العزا ومنعاني ادخلو تاني
لتتسع عينيه بزهول قائلا بغضب
= انتي بتقولي اي .. طردتك ازاي ؟؟
لتكمل نجلاء بحزن زائف رغم ان كلامها صحيح فهذا مافعلته شوق
= دي الحقيقه هو انا هكذب لي .. دا حتي كان معايا بنتي وطردتنا منو سوا
دهش مما فعلته الاخري فألا يكفيها ما فعلته سابقا من دفن اخيه دون علمه او عدم اخباره .. غير عذاب اخيه بسببها
... غضب بشده وفي عقله اقسم بأن يعاقبها قائلا بقسوه
= لا دي غلطاتها زادت ومش لازم اسكتلها ...
ذهب للقصر برفقة عمتو حتي يعيد لها كرامتها التي هدرت علي يد زوجة اخيه .. امرا الخادمه بان تناديها علي الفور .. نجلاء جلست علي الانتريه الموضوعه في ساحة القصر بجانب مراد منتظره معرفة ماسيفعله فبالتأكيد سيعاقبها .. متمنيه ان يطردها من القصر وحينها سيرتاح عقلها ..
نزلت شوق علي السلم لتري اخو زوجها والأن ستقا**ه وتراه وعلي حسب أذا كان ينوي علي شئ ع** ماتريده ستفعل المستحيل لتزيحه من امامها نهائيا ...
نزلت وجدته يجلس علي الانتريه بكل اريحيه معطيا ظهره لها لكن مالفت نظرها هو وجود نجلاء .. ماذا تفعل هنا .. طردتها وجاءت ثانيا .. شعرت بعدم الارتياح بوجودها .. واقتربت من مكانهم لتلف وتري وجه ذلك المراد .. لتشير له نجلاء علي ان شوق تاتي في اتجاهه ليقف استعداد لخوض حربا مليئه بالقسوه والاهانه فألا يكفيها طرد عمته من قصر اخيها ... التفت ببرود قائلا بغضب
انتي ازاي يا ....
**ت حينما تقابلت عينيه مع عينيها الروماديه ليقف الكلام في حلقه امام ذلك الملاك الملئ بالبرائه عينيها تبعث الارتياح في قلبه .. شعر بان دقات قلبه تزداد مع كل خطوه تقترب هي منه .. يقسم انه لم يري في حياته عيون بكل تلك البرائه والجاذبيه .. تنظر له بغرابه واستفهام اليس منذ حين هم بالكلام لما صدمت .. يبدو عليه انه غاضب عندما اتي لكن الأن **ت وكأنه مزهولا بها .. تأملته سريعا فلا يشبه عمرو باي شكل .. طويل القامه .. جسد رياضي .. عينين باللون البني الغامق وشعره الاسود الفاحم .. بشرته الحنطيه ... ابتسمت وقطعت ال**ت قائله بهدوء ولطف
انت مراد اخو عمرو بجد .. اول مره اعرف ان عمرو له اخوات .. حمدالله علي السلامه
سأحاول معه بالطف لأري ماذا يريد في النهايه فيبدو من وجود نجلاء انه سيغضب عليها والان حدث الع** لتسمعه يقول بهدوء ع** غضبه
السابق
= اه الله يسلمك ...
واكمل بغرابه قائلا
= معقوله عمرو مجبش سيرتي نهائي
لتهتف بصدق وجديه قائله
= ولا مره والله دا انا حتي اتفاجأت من المحامي انه له اخ .. واسفه اني بدات مراسم الدفن من غير ماعرفك وتودعه .. لو كان عندي معرفه كنت اول من يعلم ...
شعر بالصدق في حديثها متناسيا عمته نهائيا وبدأ يكمل كلامه بهدوء وبسمه فالملاك اللطيف الذي امامه لايستحق الغضب ليقول ببسمه
= ولا يهمك .. حصل خير
تابعت مايحدث بضيق وحقد فيبدو انها اعجبته وكل خططها ستضيع لتقول بغل
= مراد
ليلتفت لها لتقول بضيق
انت ناسي كنت جاي عشان اي ولا نسيت كرامتي الي قولتلي هتردهالي
لماذا تذكريني الأن .. لتتغير ملامحه للحده
اكيد ياعمتي حقك مش ناسيه
ثم التفت للاخري وهم بان يتجادل معها ولكن ملامحه لانت مره اخري حينما نظر لعينيها .. عينيها تبعث الارتياح في النفوس ببرائتها ليجد نفسه يقول بهدوء شديد
= انتي طردتيها من القصر
لتنظر شوق ل نجلاء نظره ناريه .. مهلا عزيزتي انتظري وستري ... لتقول ببرائه
= اه طردتها وقولتلها تمشي من البيت العزا خلص .. وبعترف بغلطتي لكن انا معذوره لان نفسيتي كانت تعبانه وعمتك كانت قاعده تعيط وتصوت فاضطريت اعمل كده غصب ..
ونظرت ل نجلاء قائله بترجي
= ممكن تسامحيني يا طنط
اشتعلت عينيها بنار الغل والحقد وفي داخلها تريد الاقتراب منها والفتك بها تلك المخادعه قائله بغل
= بطلي تمثيل ... لانك وقتها كنتي كويسه لا وبتكلميني ببرود كمان
شوق بدهشه مصطنعه
= انا يا طنط .. الله يسامحك ..
ونظرت ل مراد قائله محاوله استعطافه
= استاذ مراد انا مبكدبش
لم يقف مع احد منهم فإذا صدق كلام عمته لا يقدر ان يكذب تلك الملاك فهي تروقه كثيرا وتعجبه قائلا بحسم
= خلاص الموضوع انتهي .. اعتبرو محصلش حاجه ....
تضايقت قائله
= انت هتسيبها و...
قاطعه بحزم
= عمتو معلش انسي الي حصل وكأنه محصلش
لتضايق اكثر ولكن مهلا سأمرا الأمر ولكن لن اتركه لكي وجاء في ذهنها شئ اخر ستفعله وحينها ستتخلص من شوق لتبتسم بلؤم .... قائله بهدوء مزيف
= ماشي يا مراد هنسي ... لكن لازم تعرفها ان القصر ده قصر اخويا قبل مايكون قصرك انت وعمر يعني من حقي اجي زي مانا عايزه ومحدش يمنعني
ليومئ مؤكدا بملل قائلا
= اكيد ياعمتو تشرفي ف اي وقت
لتستعد للرحيل قائله
= طيب همشي دلوقتي يا حبيبي وهستناك بكره عندي طبعا مش ناسي العنوان ..... هستناك علي العشا اصل عمك امام و شاهي عايزين يشوفوك
ليهز رأسه موافقا
= ان شاءالله هاجي
لتلقي نظره خاطفه مليئه بالكراهيه في اتجاه شوق وتهم خارجه من القصر نهائيا ...
ابتسمت شوق قائله
اكيد تعبان من السفر انا قولت للخدم يحضرولك اوضه .. لاني بصراحه معرفش اوضتك فين
لينظر للاعلي عائدا قائلا بهدوء
= في دور تاني فوق الدور بتاع عمرو مختيش بالك منو
= اه تقريبا شقه
ابتسم قائلا
= لا مش شقه هو جناح كبير خاص بيا لكن فترة غيابي بيفضل مغلق
= تمام .. اتفضل علي الاوضه الجاهزه لحد ماخليهم ينضفولك الجناح
= اوك ...
لتشير للخادمه بالتقدم وارشاده للغرفه ليذهب معها
فور ذهابه ابتسمت بارتياح حتي الأن لايوجد اي مشكله .. متمنيه ان تنتهي من قصة تقسم الورث ثم بعدها تفعل ماتريده وتصبح حره لا قيود عليها حتي الذي يعقر صفو حياتها اخذه الله ?