bc

عزلاء أمام سطوة ماله

book_age16+
147
FOLLOW
1K
READ
others
dark
drama
tragedy
comedy
twisted
sweet
heavy
serious
like
intro-logo
Blurb

تدور أحداث الرواية حول البطلين ( عثمان البحيري _ سمر حفظي )

"عثمان البحيري" الشاب الثلاثيني الحسن خَلقًا و ليس خُلقًا أبدًا، الذي ولد بملعقة من ذهب بفمه، و الوريث الأكبر لعائلته التي تعد من أكبر و أكثر العائلات ثراءًا و سؤدد بالوسط الإجتماعي المصري، يقطن بقصر البحيري الفخم و المشيد ببراعة و متانة فوق ضفاف عروس البحر الأبيض المتوسط _ الأسكندرية _ ...

نزولًا عند رغبة والده يرتبط بإبنة سياسي مرموق تدعى "چيچي الحداد"، و لكن قبيل زفافه عليها بإسبوعًا واحدًا يكتشف خيانتها له مع حبيبها السابق، فيتكتم على الأمر مدبرًا لها إنتقامًا شديدًا، إذ إنتظر حتى ليلة الزفاف و قام بعرض قرص مدمج عليها يسجل دليل إدانتها، لتحل عليها صدمة كبيرة و تترقب عقابًا مميتًا على يديه، لكنه لا يؤثر العنف و يفاجئها بشروطه حتى يطلق سراحها دون آذى، و هي ببساطة أن تتنازل عن كافة حقوقها بزيجتهما و نصيبها بمؤسسة تجارية أهداها لهما والديهما كهدية بمناسبة الزواج.. و قد كان، و تنازلت له عن كل شيء، لكنه لم يكتفي و طلقها بنفس الليلة و طردها بمنتصف الليل و بعث خلفها بمجموعة من الصحافيين ليلتقطوا لها صور و هي بثوب الزفاف، و هكذا دبر لها فضيحة أودت بسمعتها و سمعة أبيها، و ظفر هو بإنتقامه ...

لكنه ما لبث أن إشتبك بفتاته الجديدة، التي عرف عندما رآها منذ الوهلة الأولى بأن صلة ما سوف تربط بينهما.. كانت "سمر".. الفتاة العشرينية، الفقيرة المعدمة الحاصلة على مؤهل دراسي لم يفيدها بشيء و لو حتى لإعالة أسرتها المكونة من شقيق جامعي و شقيقة رضيعة مصابة بداء الرئة

أوقعها حظها العاثر بطريق "عثمان" إذ توفيا والديها بحادث سير و كان أبيها يعمل لدى شركة "البحيري" فذهبت رغم تعنت الإدارة في محاولة لطلب مستحقات أبيها المالية، يخبرها "عثمان" بأنه لا حق لوالدها عندهم لأنه كان أجيرًا و ليس موظفًا، ف*نهار عند ذلك و تغشى بمكتبه، ليهرع إلى نجدتها من فوره و تواتيه أفكاره الإستغلالية حين يستشف حقيقة حاجتها للمال، فيلوح لها بوظيفة ما كانت سوى طعمًا إبتلعته المسكينة بمنتهى السهولة

ابدت "سمر" موافقة فورية و تلهف واضح لقبول الوظيفة التي عرضها عليها "عثمان" و سرعان ما حلت بالشركة **كيرتيرة خاصة له، و من ثم بدأ "عثمان" خطته للإيقاع بها مستغلًا مرض شقيقتها العضال و مصاريف علاجها الباهظة، فعرض عليها علاقة في بادئ الأمر، علاقة محرمة مقابل وفرة من المال، لكنها ترفض بشدة و تحتقره ثم تترك العمل دون إستقالة حتى

لكنه لا ييأس و يظل يلاحقها، يجدد عرضه عليها مرارًا و تكرارًا، و في كل مرة كانت ترفض.. حتى إزداد المرض وطأةً على شقيقتها الصغيرة، تشفق عليها و يجتاحها حزنًا جمًا، يحاصرها الفقر و تغمرها قلة الحيلة، يضيق الخناق عليها إلى حد لم تجد أمامها سوى طريقان.. إما الإنتحار على أن ترى أختها الطفلة ميتة بسبب المرض، و إما الرضوخ لرغبة "عثمان" ...

و الواقع أنها لم تجد بدًا من إختيار الحل الثاني... لكن مع شرط أضافته و **مت عليه، و هو ما تقبله "عثمان" حتى يمتلكها، كان مستعد لفعل أيّ شيء من أجل أن يحصل عليها.. بأيّ طريقة، فإستجاب لطلبها، أو شرطها بمعنى أدق و قنن علاقتهما بإطار شبه رسمي.. عقد زواج عرفي، و هو ما رفضته "سمر" في البداية، لكنها وافقت في الأخير عندما أبدى نفاذ صبره و وصوله إلى أخر المطاف معها.. تم توقيع عقدي الزواج بنفس اليوم

و بعدها نشطت علاقتهما الزوجية فعليًا، حيث إصطحبها "عثمان" إلى يخت يمتلكه و إنفرد بها لأول مرة بعيدًا بعرض البحر، و توالت اللقاءات السرية القليلة بينهما، حتى ظهرت "چيچي" فجأة ناشدة إنتقامًا من طليقها، تكتشف علاقته بـ"سمر" فتستخدم نفس حيلته و تبعث بمصور خلفهما لتفضحه على أوسع نطاق كما فعل معها، بل و تزيد على مخططها و تورط "سمر" بالأمر أكثر حيث تنكرت و إتنحلت شخصيتها عندما ذهبت لمحرر إحدى الجرائد الشهيرة لتسلمه الصور بنفسها، لكن يخيب تخطيطها حين يبلغ المحرر "عثمان" بالأمر قبل أن يتخذ أيّ خطوة.. صحيح أن الفضيحة لم تقع، إنما وقعت "سمر" بالفخ وحدها و ظن "عثمان" أنها تلاعبت من وراء ظهره و أرادت توريطه و التسبب له بفضيحة، فما كان منه إلا أن صب عليها جام غضبه، رغم أنه كاد يعترف لها بحبه حتى أثناء الض*ب المبرح الذي نالته على يديه ...

يأتيه إتصالًا و يكتشف الحقيقة كلها بغتة، لكن بعد فوات الآوان، كانت "سمر" **يرة، جمسها كله مخضل بدمائها و جروحها، ينقلها إلى المشفى و هناك يعلم بخبر حملها منه.. يزداد ندمه و يتفاقم معه شعوره بالغضب و العنف، فيتجه للإنتقام مرةً أخرى من "چيچي".. لولا تدخل عمه في اللحظة الأخيرة، قام بتعقيله و إتفقا أن يمنحها فرصة أخيرة للإبتعاد عن طريقه نهائيًا

يعود إلى "سمر" و يتواجها من جديد، لتظهر الأخيرة نفورًا منه و إحتقارًا أشد بكثير من ذي قبل، ثم نية قطعية و قرار لا رجعة فيه في الإنفصال عنه.. يغضب "عثمان" عندما يسمع منها ذلك، لكنه يهدأ ملتمسًا لها ألف عذر، ثم يخبرها بشأن الجنين، طفله الذي تكنفه برحمها

تهبط عليها صدمة كبيرة عندئذٍ، فيرتاح "عثمان" و يخال بأن هذا ترددًا أو تراجعًا منها، لكنها تصدمه هو الآخر حين صرحت بكل قسوة عن رفضها لحمل هذا الطفل و رغبتها بإجهاضه بأسرع وقت حتى لو كان الثمن موتها

يثور "عثمان" عليها فورًا و يزجرها زجرًا بالكلمات و يتوعدها بأنها إن مسَّت طفله بمكروه سوف يسلبها كل عزيزًا و غالٍ.. ثم رحل و تركها كما هي بالمشفى

لكنها تتمرد عليه أكثر، و لا تأخذ تهديداته بعين الإعتبار، ليس بعد أن و**ها بكل هذا العار و أمطرها بالإهانات التي لا يحتملها بشر.. تترك "سمر" المشفى في الحال، لا تهتم لصحتها و لا لأيّ شيء، تهاتف جارتها و أمها الروحية السيدة "زينب" مالكة البيت و الشقة التي تقطن بها مع أخويها، تهرول إليها السيدة التي كانت على دراية تامة بسرها و تعيدها إلى البيت، ثم تتصدى لـ"عثمان" بنفسها و تؤازر "سمر"

حتى يوم قرر "عثمان" الذهاب إلى بيتها و طلب يدها رسميًا من أخيها، هكذا أراد أن يصوب

chap-preview
Free preview
زفاف اسود
الأسكندرية / في الواحد و الثلاثون من تشرين الأول ... اكتظت الساحة الضخمة الم**مة ببراعة و حرفية على الطراز الإيطالي ، بالمصوريين و الصحفيين من جهة ، و المدعوين من جهة أخرى جميعهم جاءوا لحضور حفل الزفاف الأضخم على الإطلاق لهذا الموسم ، لنجل عين أعيان مدينة الأسكندرية ، و أحد أكبر الشخصيات التجارية و الاستثمارية بالبلد كلها.. "يحيى البحيري" ... في زفاف أكثر من أسطوري ، يتزوج الابن و الوريث الأكبر لعائلة "البحيري" داخل قصرهم الفخم الذي يتألف من 322 غرفة ، و ثمانية وجهات خارجية بحدائقها الشاسعة ، من "چيچي الحداد" ابنة السياسي المعروف "رشاد الحداد" .. و بعد إتمام إحتفالات الزواج الأولية التي استمرت لثلاثة أيام ، أقيمت الليلة مآدبه عشاء ضخمة ، ضمت أكثر من 700 شخص ، و قد وصلت تكلفة الزفاف بالمجمل إلى أكثر من عشرة ملايين جنيهًا جرى الزفاف وسط حراسة أمنية مشددة سهرت على حماية المدعوين من رجال أعمال و شخصيات دبلوماسية و سياسية ، كما شارك في إحياء السهرة العديد من الفنانين و المطربين المشهورين .. على الجانب الآخر .. استطاعت السيدة "فريال المهدي" التملص من حشود الضيوف ، و ذهبت لتحث إبنها في عجلة لبدء عقد القران إستجاب لها بفتور ، و قاد عروسه إلي منتصف الساحة حيث يجلس المآذون في إنتظار قدومهما ، و حالما جلس الجميع ، أرخي المآذون محرما أبيض علي يدي والد العروس و خطيبها المتعاقدتين علي القران ، و علي مرآي و مسمع الحضور ، مضي العقد عبر مكبرات الصوت المنتشرة بكل مكان .. طقس تقليدي معتاد ، شمل تعهدات واهية راح يرددها العريس وراء المآذون ، و إبتسامات العروس المصطنعة التي راحت توزعها هنا و هناك ، و بعض الأفواه المزمومة من حولهم ، لا تعرف كيف تصنفها ، حقد أم غيرة أم لامبالاه !!! -بارك الله لكما ، و عليكما ، و چمع بينكما في خير. عند نطق المآذون بها ، صدحت صفارات و صيحات صاخبة ، و قام القعود من مجالسهم مهنئين في خضم التصفيق الحار ، و إتجه الرجال نحو العريس بالمصافحة و الأحضان لتأتي أمه الرائعة من بعدهم ، و بكفيها الناعمين تكوب وجهه المشعر بلحيته ال**تنائية الكثيفة ، تأملها هو بإعجاب خالص ، فكعادتها لا زالت تفاجئ الجميع بجمالها الذي لا يذبل أبدا ، و بطلتها التي تخ*ف الأنفاس و خاصة الليلة ، بإرتدائها فستانا طويلا بلون النيود من مجموعة ريزورت شانيل بدا منسجما مع لون بشرتها الناصعة المشربة بالحمرة ، و أكملت إطلالتها الساحرة مع حذاء بكعب عالٍ باللون الأ**د من العلامة التجارية الإيطالية Le Silla ، و بعض المجوهرات القليلة البسيطة التي وضعتها .. -مب**ك يا حبيبي. قالتها "فريال" برقة و همس في آذنه و هي تعانقه بسعادة ، لينحني هو و يقبل يدها أمام عيون الكاميرات المصوبة نحوهما ، فبدورها تمسح علي خصلات شعره الطويلة بحنان حضر والده في اللحظة التالية ، و أمسكه من رسغه بحزم و هو يخطو به بعيدا قليلا ، ثم يقول له بصوت خافت لا يسمعه إلا هو : -خالي بالك .. مش عايزين مشاكل ، إتصرف بعقل ، سامعني ؟ هكذا حذره بصرامة و هو يرمقه بنظرات حادة كزيادة تأكيد ، لاحظت "فريال" ما يدور بين الأب و الإبن ، فأحست بجو من التوتر بدأ يخيم فجأة إقتربت منهما ، و تساءلت بقلق : -يحيى ! في حاجة و لا إيه ؟؟ إلتفت "يحيى" إلي زوجته ، و قال بلهجة هادئة و كأن شيئا لم يكن : -مافيش حاجة يا حبيبتي اطمني .. بالع** كل حاجة كويسة و الليلة مشيت زي ما احنا عايزين بالظبط .. ثم أدار وجهه إلي إينه ، و أكمل بنفس الهدوء و الثقة : -انا بس كنت ببارك لعثمان و بستعجله ، كفاية كده بقي السهرة طولت ، و رشاد الحداد بيقول شاليه العرسان جاهز و كله تمام .. لازم يمشوا دلوقتي ! إستطاع "يحيى" بكلمات بسيطة أن ي**ع زوجته التي إبتسمت الآن و هي تسند رأسها علي ص*ره ، و لكن لم يستطع خداع إبنه ، ليس بعد أن علم بكل شيء !! أخيرا إنتهت ليلة العرس التي وصفت بأنها أشبه بحفل ألف ليلة و ليلة ، و غادر العريس مع عروسه في سيارة ڤيراري مكشوفة إلي إحدي الشاليهات الفارهة بضواحي المدينة الراقية .. ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• كانت أضواء الشموع الحمراء العطرة ، تتراقص ظلالها علي جدار غرفة النوم الرومانسية و المفروشة كلها بالأبيض و الوردي عندما دخل "عثمان البحيري" حاملا زوجته علي ذراعيه المفتولتين ، و برقة شديدة و ضعها فوق الفراش الناعم العريض تصنعت "چيچي" الخجل أمامه و هي تسدل أهدابها المطلية بالمسكارا الداكنة ، و ترفع خصلات شعرها المتهدلة عن عينها و لكنها سرعان ما تخطت حاجز الحياء المصطنع هذا ، و رفعت بصرها إليه في بطء لتجده يطالعها بنظرات فاترة من خلال عينيه الناعستين دائما بصورة جذابة .. -في إيه يا عثمان ؟ .. تساءلت "چيچي" بإستغراب : -بتبصلي كده ليه ؟ إبتسم "عثمان" بخفة ، ثم قال و هو يدنو منها : -مافيش حاجة يا حبيبتي .. أنا بس بتآمل جمالك ، إنتي أصلك جميلة أوي يا چيچي ، خصوصا إنهاردة .. كنتي زي القمر. أدارت وجهها عنه واضعة كفها علي فمها و هي تقهقه برقة ، ثم عادت تنظر إليه من جديد ، و قالت : -إنت كمان كنت حلو أوي .. كنت Prince يا حبيبي ، أصلا فرحنا يعتبر فرح الموسم ، و هيفضل حديث الناس كلها لسنين قدام. وافقها بضحكة قصيرة قائلا بغموض : -من ناحية هيبقي حديث الناس كلها لسنين قدام فأطمني .. أنا واثق من ده يا حبيبتي. و بدا و كأنه يقاوم ضحكة أخري ، فأحست "چيچي" بثمة شيء غير طبيعي يحدث معه لتسأله بقلق : -مالك يا عثمان ؟ أنت كويس .. و واصلت بشك : -لا تكون واخد حاجة كده و لا كده ! ضحك بقوة ، ثم أجاب : -يا حبيبتي ماتقلقيش أنا تمام ، كل الحكاية إني مبسوط شوية. و صعد بناظريه شيئا فشئ علي شعرها المصبوغ حديثا -تعرفي أن الشعر الأصفر لايق عليكي أوي .. قالها و هو يداعب شعرها بأنامله ثم إقترب منها أكثر إلي حد الإلتصاق ، و طبع قبلة مطولة تحت رقبتها ، أطلقت "چيچي" إثرها تنهيدة حارة متقطعة ، و تمتمت : -طيب .. مش نغير هدومنا الأول ؟ و لكنه لم يتراجع قيد أنملة ، بل واصل عمله مقربا وجهه إلي وجهها .. فإلتقت شفتاه بشفتاها ، و ببطء أدار نفسه حتي أصبح يعتليها أمسك وجهها بين يديه و رفعه لأعلي كي يصبح سهلا لفمه لعق رقبتها كان صوت تنفسها عاليا إلي حد الأحراج ، لكنها لم تخجل لم تهتم ، فقط كانت مستمتعة بمداعبته اللطيفة لها ، و كان قلبها يدق بشدة و يدوي دقه بصخب في آذنيها إلا أن هذا الصخب لم يمنعها من سماع ضحكات "عثمان" اللئيمة الخافتة ، فتحت عينيها علي وسعهما و قد دهشت لسماعه يضحك في وضع كهذا ! بينما نهض عنها بالتزامن مع تصاعد موجات ضحكاته الغريبة -إيه رأيك نشوف فيلم مع بعض ؟ .. سألها بلهجة مرحة ، لترفع نفسها ، و تسند ظهرها إلي الوسادة مرددة بغرابة : -نشوف فيلم ؟ دلوقتي ؟ أومأ ببراءة : -آه .. و لا مش عايزة ؟ -لـل لأ .. خلاص ، زي ما أنت عايز ، نشوف فيلم. إلتوي ثغره بإبتسامة خبيثة شاهدتها عليه قبل أن ينهض من أمامها ، فإزداد شعورها بالريبة و التوجس ، لكنها حاولت أن تسترخي مقنعة نفسها بأن هذه هي طبيعته أصلا ماكر ، خبيث ، داهية ، مراوغ ، لا أحد يتوقع تصرافاته .. عاد إليها سريعا و هو يحمل بين يديه حاسوبه المحمول ، جلس بجوارها ، و راح يلامس محرك السهم حتي وصل إلي ملف معين و فتحه .. بدأت الشاشة المتوسطة بعرض فيلما تسجيليا في البداية شعرت "چيچي" بالفتور و الملل ، إلي أن رأت نفسها في أول ظهور كبطلة لهذا الفيلم ، و ما لبثت أن شاهدت حبيبها السابق يشاركها البطولة في عدة لقطات حميمية راحت تمر أمام عينيها اللقطة تلو الأخري .. ض*بتها الصدمة في مقتل و هي تزيح بصرها المتجمد عن الشاشة لتنظر إليه .. سألته بل**ن ثقيل : -أنت .. أنت إزاي ، إزاي صورت الحاجات دي ؟ ظهرت أسنانه الناصعة من خلف شفته حين إبتسم بشيطانية قائلا : -أنا في كل مكان يا بيبي ، في أي حتة تخصني من قريب أو من بعيد ليا عين. ثم فاجأها و قبض علي شعرها بعنف و هو يقول بغضب شديد : -و يا جبروتك يا شيخة ، رايحة تقابلي حبيب القلب قبل فرحك بإسبوع ! كنتي فاكرة أنك تقدري تستغفليني ؟ فاكراني مغفل و لا بريالة يا بت ؟ ده أنا عثمان البحيري ، محدش يقدر يلعب عليا من ورا ضهري ، محدش يقدر يأكلني الأوانطة سامعة ؟ صرخت من إشتداد قبضته علي شعرها ، ف*جته ببكاء : -خلاص يا عثمان سيبني ، سيبني هنتفاهم علي اللي أنت عايزه ، لو عايز تطلقني طلقتي. قهقه عاليا ، ثم قال بسخرية : -نعم يا روحي ؟ أطلقك ! ما أنا فعلا هطلقك .. بس مش بالسهولة دي ، ده أنا دافع فيكي كتير أوي ، يرضيكي أخسر ؟ ردت و هي تحاول التنصل منه : -أنا مش عايزة منك حاجة ، هتنازلك عن كل حاجة ، هبريك يا عثمان بس Please سيبني ! و تآوهت بوهن ، ليزم شفتيه في آسف مصطنع ، و يقول : -يا بيبي إنتي كده كده هتبريني غصب عنك ، مش هي دي المشكلة خالص بالنسبة لي. صرخت بنفاذ صبر : " أومال عايز إيه ؟ -هقولك يا قلبي. قالها و قام من جانبها في هدوء شديد ، بينما تنفست الصعداء عندما أطلق سراحها و حرر خصلات شعرها من عقال قبضته الفولاذية .. دلكت فروة رأسها بأصابعها ليحضر هو و يجاورها ثانيةً ، ثم يقول بإسلوبه البارد المشهور به : -خدي يا بيبي .. إمضي علي الورق ده. نظرت "چيچي" إلي مجموعة الأوراق بين يديه ، و سألته بصوت متحشرج : -ايه الورق ده ؟ -ده يا حبيبتي تنازل عن حصتك في الشركة اللي اسهها لينا ابويا و ابوكي كهدية بمناسبة جوازنا ، و معاهم كمان ورق تنازل عن كل حقوقك في الجوازة دي رغم إني صرفت علي الفرح الملوكي بتاعنا ده ملايين .. بس مش مشكلة ، ربنا يعوض عليا ، خيرها في غيرها. -إيه اللي بتقوله ده ؟ .. هتفت بإستنكار ، و أكملت : -مستحيل أعمل إللي بتقول عليه ده ، إنت إتجننت ؟ أنا هتنازلك عن حقوقي بس ، لكن حصتي في الشركة No Way طبعا ، مش هسمحلك تقرب منها. عثمان بضحك ساخر : -مش بمزاجك يا قطة ، غصب عنك هتتفذي كل إللي أنا عايزه. ردت بتهكم : -طب لو مانفذتش كل إللي أنت عايزه يعني .. هتعمل إيه ؟ أجابها ببساطة : -ولا حاجة .. هاخد بس الفيلم الجميل ده و هنشره في كل حتة ، و بدل ما تفضل موهبتك الفذة دي مدفونة كده ، هطلعها أنا للناس ينبهروا بيها ، و أوعدك .. بكره الصبح ، هتكوني أشهر من سكارليت چوهانسون. و عاد للضحك من جديد ، لترمقه بنظرات محتقنة و تقول : -إنت فاكر إنك بكده بتلوي دراعي ؟ بابي مش هيسيبك يا عثمان. إبتسم و أفحمها بشتيمة قذرة جحظت لها عيناها من الصدمة ، ثم عاد لسلوكه الأرعن ، و قال بحدة و هو يلقي بالأوراق في وجهها : -يلا ياختي إمضي ، مابحبش أعيد كلامي مرتين. نظرت إليه بحقد شديد ، و إنصاعت لأمره مرغمة أخذت الأوراق من يده ، و ناولها قلم بدوره .. و بعد دقيقة واحدة ، كانت قد إنتهت ، فإسترد أوراقه منها ، و بادلها نظرة البغض المنبعثة من عينيها بإبتسامة مستفزة .. ثم إنتصب بقامته الفارعة أمامها ، و قال بنعومة : -دلوقتي بس يا بيبي اقدر أقولك إنتي طالق ، طالق ، طالـــق ! ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• منذ فترة طويلة لم تعد "سمر" بحاجة لساعة التنبيه التي إعتادت أن تقوم بمهمة إيقاظها في كل صباح ، إذ إن صراخ "ملك" شقيقتها الصغيرة ذات العشرة أشهر كان بمثابة تنبيه ذا تآثير أقوي .. و ها هي تنتفض من غفوتها العميقة عندما بدأت الصغيرة بالبكاء ، قامت من سريرها و هي تفرك عينيها بقبضتها ، و هرولت إلي شقيقتها و هي تتخبط في كل قطعة أثاث تقا**ها إنحنت صوب سريرها الصغير لتسكتها بسرعة لئلا يعلو صراخها أكثر و تزعج الجيران ، كانت تعاني منذ شهران و حتي الآن آلام و تقلصات في معدتها لا تستطيع التعبير عنعا إلا بالصراخ و خاصة في الليل حملت "سمر" الطفلة ، و راحت تهدهدها و تؤرجحها و تغني لها بعذوبة ، و تدريجيا هدأت "ملك" و عادت إلي النوم بين ذراعيّ أختها الكبيرة وضعتها "سمر" في فراشها ثانيةً ، و بحرص شديد بسطت فوق جسمها الصغير غطائها الناعم مسحت علي شعرها البندقي الأملس بحنو ، ثم إستدارت خارجا متجهة إلي دورة المياه .. أدت روتينها اليومي ، غسلت وجهها و نظفت أسنانها ، ثم صنعت فنجانا من الشاي و عادت به إلي غرفتها جلست علي الكرسي أمام الطاولة ، و راحت تقوم بحسابات المصاريف المتوجبة عليها لهذا الإسبوع و خرجت بنتيجة صعبة جدا إذ أن عليها تخفيف مصاريفها إلي أدني درجة لتتمكن من دفع أجرة الشقة التي تآويها هي و شقيقها الشاب و شقيقتها الصغيرة .. و لكن ماذا عن الطعام و الشراب ؟ ألن يآكلوا لأجل توفير المال ؟ إن "ملك" بمفردها يوميا تحتاج إلي ميزانية خاصة ، النقود كلها تكاد تكفي اللبن المجفف و الحفاضات و الآدوية الخاصة بها .. من أين ستسد باقي الحاجيات ؟ أحست "سمر" بقنوط و يأس شديد ، و فجأة تذكرت والديها .. فقط لو كانا هنا معها الآن ، لما كانت غارقة حتي أذنيها بمستنقع الهموم هذا و لكن شاء القدر أن يموتا معا في حادث سيارة قبل ثمانية أسابيع و هما في طريقهما لعيادة طبيب الأطفال المشرف علي علاج "ملك" التي ولدت بداء الصفراء ، و لحسن حظ الصغيرة ، كانت هي الناجية الوحيدة من بين جميع ركاب الحافلة ، إذ لم يصيبها خدش واحد ! لم تسنح لـ "سمر" أو لشقيقها فرصة الحداد و الحزن علي والديهما ، فقد كانت "ملك" بحاجة للإهتمام في كل لحظة .. أفاقت "سمر" من شرودها علي صوت أنين "ملك" الذي ينذر بنوبة صراخ حادة ، فأسرعت "سمر" إليها ، و أخذتها بين ذراعيها مرة أخري و ظلت تمشي و تجوب بها أرجاء الشقة كلها حتي نامت مجددا .. سمعت طرقا علي باب الشقة ، فذهبت لتفتح أمام العتبة ، وقف صاحب البناية محتقن الوجه .. فتلعثمت "سمر" و قالت في حيرة و إرتباك : -عم صابر ! أهلا آاا .. قاطعها الأخير بغلظة : -لا أهلا و لا سهلا يا ست سمر ، أنا جاي أقولك بالود و المعروف كده قدامك يومين مافيش غيرهم تلمي عزالك و تاخدي إخواتك و تدورولكوا علي سكن تاني. سمر بجزع : -ليه بس كده يا عم صابر ؟ إحنا مش مقصرين معاك انت بالذات و بندفعلك الإيجار أول بأول ! -يا ستي الله الغني عن الكام ملطوش اللي بيطلعولي منكوا ، و إن كان علي آجرة الشهر ده أنا مسامح فيها الله الغني بس تمشوا من هنا. تقلص وجه "سمر" و هي تتسائل بإن**ار : -طب بس نمشي نروح فين ؟ ده بيتنا طول عمرنا ، ماطلعناش منه أبدا و مانعرفش مطرح تاني نروحله. -و الله مش مشكلتي يا أنسة ، دبروا حالكوا ، أنا السكان إبتدوا يطفشوا من البيت بسببكوا ، د*ك النهار البشمهندس علاء اللي جمبكوا جه رمالي مفتاح الشقة و مشي ، الراجل ماكنش عارف ينام من صوت الأمورة اللي علي ايدك دي ، كل يوم بتصحيه من احلاها نومة. سمر بقلة حيلة : -طب بس هعملها ايه يا عم صابر ؟ ما أنت عارف إنها عيانة من يوم ما إتولدت و مش بإيدي إللي هي فيه. أجابها "صابر" بإسلوبه الفظ : -يا ستي ربنا يشفيها و يعافيها بس بعيد عن هنا ، شوفي أنا عملت بأصلي و جيت نبهتك بالإخلا ، في ساكن جديد هيجي يشوف الشقة بعد بكره ، يا ريت تكونوا سيبتوا المطرح قبل ما أجيبه عشان في يوميها لو الراجل جه و إنتوا لسا هنا هلم صبياني و هرميلكوا عفشكوا في الشارع. -إنت إزاي بتكلمها كده يا راجل إنت ؟؟؟ هتف بها "فادي" لدي وصوله أمام باب الشقة ، و أردف بغضب : -و بعدين أنا مش نبهت عليك قبل كده ماتهوبش ناحية الشقة و أنا مش موجود ؟ إيه إللي جابك ؟ أول الشهر لسا بكره و كنت هاجيلك أنا و أديلك الإيجار زي كل مرة. صاح "صابر" للحال : -لا يا سيدي مش عايز منكوا حاجة و الله ما عايز ، أنا عايزكوا تحلوا عني بس و تشوفلكوا مطرح تاني بعيد عني أنا و السكان. نطق "فادي" بعدائية مفرطة و هو يحاول ضبط نفسه قدر الإمكان حتي لا يض*به : -و إنت مابتعرفش تتكلم بآدب يا راجل يا مهزأ إنت ؟ -الله يسامحك يا أستاذ فادي ، و أنا عشان راجل محترم مش هرد عليك .. ثم أعلن بصوت قاطع : -بس من بكره بقي هعلق ورقة علي باب البيت من تحت و هعرض الشقة للإيجار ، و أول زبون هيجي هسلمه المفتاح. أحمرّ وجه "فادي" بصورة خطرة ، و كاد يهجم عليه ، إلا أن "سمر" سارعت بإيقافه و هي تقول ممسكة بساعِده : -خلاص يا فادي خلاص .. و حولت نظرها إلي "صابر" مكملة بجمود : -ماشي يا عم صابر ، إعمل إللي أنت عايزه ، إحنا هنلم حاجاتنا و هنسيبلك الشقة بكره. إبتسم "صابر" ببرود ، و أدار ظهره و ولي تاركا الأشقاء الثلاثة دون صوت .. نظرت "سمر" في إمعان و حنان إلي وجه شقيقتها البرئ ، فأغرورقت عيناها بالدموع ، ليلمحها شقيقها و يصيح بعصبية : -إنتي بتعيطي ليه دلوقتي ؟ ماتعيطيش ، تحبي أنزل أف*جلك عليه الشارع كله دلوقتي ؟ سمر و هي تمسح دموعها بظهر يدها بسرعة : -لأ طبعا إنت إتجننت ؟ خلاص ، يلا إدخل جوا. و شدته معها إلي الداخل ، ثم سألته لتذهب به عن النقاش حول المشادة الفائتة : -قولي عملت إيه في الجامعة ؟ أجابها عابسا : -و لا حاجة .. قالولي مش هينفع تستلم الكتب إلا بعد دفع المصاريف. سمر بملامح حزينة و هي تربت علي كتف شقيقها : -معلش .. ليها حل إن شاء الله ماتقلقش. فادي بعصبية : -ليها حل إزاي يعني ؟ هنض*ب الأرض تطلع فلوس ؟ إحنا بالشكل ده هنتشرد يا سمر و ملك هتموت مننا ، مافيش قدامنا حلول ، مافيش إلا هو حل واحد بس و إنتي ماعرفتيش تتصرفي. سمر بوهن : -يعني كنت عايزني أعمل إيه ؟ أنا فضلت وراهم طول الشهور إللي فاتت و ماطلعتش بأي نتيجة ، مش هيرضوا يصرفولنا المكافأة يا فادي. -ليه يعني ؟ هو مش بابا كان زيه زي أي موظف في الشركة الهباب دي ؟ طب خليهم يعملوها كده و الله لأرفع عليهم قضية و أوديهم في ستين داهية. إبتسمت بمرارة ، و قالت : -إحنا هنروح فين جمب الناس الكبار دول يا فادي ؟ مش هنعرف نعمل معاهم حاجة. -لأ بقي أنا هعرف ، و أديني نازل رايحلهم دلوقتي أهو و يا أنا يا هما. و إبتعد خطوتين ، لتلحق به "سمر" صائحة : -إستني يا فادي .. إستني ! و قبضت علي كفه ، و غمغمت بخفوت : -خلاص أنا هروح تاني. أدار عينيه قائلا بضيق : -هتروحي فين بس ؟ إنتي بترجعي زي ما بتروحي ، مابتعرفيش تتصرفي. جادلته بت**يم : -هروح .. هروح و مش هرجع إلا بنتيجة ! ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• في قصر آل " بحيري " .. يض*ب "يحيى البحيري" الطاولة بيده الغليظة و هو يصيح بغضب شديد : -الكلب مابيردش عليا ، طب بس لما أشوفك يا عثمان .. الحيوااااان ! و لفظ كلمته الأخيرة و هو يصرخ بضراوة في هاتفهه ، فتبادل أفراد الأسرة نظرات متوترة ، بينما تحركت "فريال" صوب زوجها و هي تقول بلطف علها تهدئه : -إهدا يا يحيى ، مش كده يا حبيبي كفاية صحتك ، إهدا عشان خاطري. يحيى بصياح أشد : -ماتقوليش إهدا دي ، أهدا إزاااي ؟ أهدا إزاي بعد ما ورطنا الباشا إبنك مع رشاد الحداد ؟ ده راجل لو حب هيقعدنا كلنا في البيت ده إذا عاد لينا بيت بعد عملته السودا. -إنت بتبالغ أوي علي فكرة .. قالت "فريال" بضيق ، ثم أكملت مدافعة عن إبنها : -و بعدين إنت كنت عايزه يعمل إيه ؟ بعد إللي إنت حكيتهولي ليلة إمبارح بنفسك أنا مش شايفة إنه غلطان ، بالع** دي أقل حاجة عملها. يحيى بإنفعال : -إنتي عايزه تجننيني إنتي كمان ؟ هتعومي علي عومه ؟ و هنا تدخل "رفعت" بهدوء : -عثمان غلط يا فريال ، ماكنش لازم يتصرف بإندفاع كده .. دلوقتي الجرايد و المجلات مالهمش سيرة غيرنا ، و رشاد الحداد فعلا مش هيسكت ، الفضيحة مسته أكتر بكتير مننا و إنتي عارفة أنه سياسي معروف و عضو مجلس شعب .. مركزه حساس. -قولها ! هتف "يحيى" بعنف من شدة حنقه ، لتنضم إليهم "صفية" في اللحظة التالية ، حيث ولجت إلي الصالون الضخم حاملة بين ذراعيها جريدة و هذا الأسد الشبل الذي ترعاه ريثما يشفي من مرضه : -صباح الخير يا جماعة ! لم يرد أحد تحيتها إلا عمها و إبنه "صالح" فقط ، فتساءلت بهدوء و هي تلوح بالجريدة : -هو صحيح إللي مكتوب في الجرايد ده ؟ تطوع "صالح" بالإجابة عليها عندما لاحظ إشتداد التوتر بالأجواء أكثر عقب سؤالها : -أيوه يا صافي ، صحيح. شهقت بصدمة : -طب ليه ؟ إيه إللي حصل ؟ يحيى و قد عاود الصراخ بعصبية مجددا : -أنا مش عايز أسمع رغي كتير ، إخرسوا كلكوا الساعة دي. أدارت "صفية" عينيها في لامبالاه ، و قالت : -طيب .. عن إذنكوا. و إنسحبت مغادرة .. فإنتظر "صالح" لدقيقة قبل أن يتنحنح و يقول : -طيب أنا هروح أدور علي عثمان ، هشوف يمكن راح علي مكتبه. و إنصرف مسرعا ليلحق بـ"صفية" .. بينما تكلم "رفعت" مخاطبا شقيقه بلهجة خفيضة : -معلش يا يحيى ، أنا مضطر أطلع علي باريس الليلة ، مقدرش أسيب هالة لوحدها هناك أكتر من كده و آاا .. قاطعه "يحيى" بعدم إهتمام : -سافر يا رفعت .. سافر. يتبع ...

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook