الفصل الخامس -5

1896 Words
الشيطان ليس ابليس و بنيه فحسب , بل الشيطان جزء متأصل في كل نفسٍ بشرية لكن بكمياتٍ مختلفة ياصديقي , لهذا لا استطيع ان اغفو بكثرة فأنا ألهو على طاولته.  انتهيت من مقطعك الاباحي. ضحك ريان بشدة, في حين اكتفى ادريان بنظراته المتفحصه لدينا: انتٍ تسيئين إلى سمعتي بهذه الطريقة . ازاحت دينا قدما ريان من على سطح مكتبه وجلست امامه و هي تقول بسئم: أوليست هذه الحقيقة لماذا تريد هذا المقطع من الاساس ؟! =أوليست صناعة الاباحيات مربحة هذه الايام ؟ دينا و هي تداعب خصلات شعرها: من الذي تريد ان توقع به هذه المره ؟ هم ريان واقفاً و اتجه إلى حاسوبها قائلاً: لا اعلم . ثم تناول الشريحة الالكترونية من حاسوبها و الابتسامه العريضه تعلو وجهه وسط توهجٍ خفي  في عينية: ولن اعلم عنهم شيئ سوى خبر موتهم . ثم تناول سترته و هم مغادراً المبنى يتبعه ادريان بخطواتٍ ثابته وهو يهتف: إلى اين سنذهب ؟ ألقى ريان بعلكته في الهواء ثم تلقفها بفمه و قال: إلى عزيزتي ماريا بالطبع , فقد تبقت ساعة واحده على مهلتها لي . ادار ادريان محرك سيارته لتص*ر صريراً صاخباً ثم انطلق بها يشق الطرق و الاذقة إلى ان وصل إلى هذا القصر المهجور الذي لم يمضي على فراقه له أكثر من شهرٍ من الزمان . هبط ريان من السيارة و هو يقول محذراً ادريان: مهما يحدث بالداخل لا تُشهر سلاحك مطلقاً ولتدع كل شيئ يسير وفقاً للخطه . اومأ ادريان براسه ثم  لحق بريان وسط هذه الذقاق الضيقة وهو يلاحظ من حينٍ لأخر هذه الاشباح التي تتطلع إليه من طرفٍ خفي لا يدري مص*رها لكن هذا الشعور بالتقيد وعدم الراحه لم يفارقه مطلقاً, إلى أن وصل أخيراً إلى مدخل المبنى الذي قابلوا به ماريا من قبل لكن هذه المره يحيط بالمدخل عددٍ لا يستهان به من الثيران البشرية التي تشهر أسلحتها بتبجح بلا اي خوفٍ من شرطة او قانون كأن هذه المنطقه سفارة لدولة اخرى لا يحق لاحدٍ المساس بها . اتجه ريان صوب رجلٍ اشقر ذو ملامح غربية حاده و حاجبين منبعجين كأنه على استعدادٍ دائم لتهشيم اي راس تقع في مرمى بصره, إلا أنه فتح ذراعيه على أخرهما وأحتضن ريان بقوه و هما يتحدثان الايطالية بسلاسة كأنهم ابناء بلدٍ واحده .  يارجل اين كنت , كنا على وشك زيارتك؟ ريان ضاحكا وهو يرمق البندقية بيده: تحضيراتكم حارة حقاً. قهقه الرجل الاشقر بصوتٍ مرتفع ليأتي صوتٌ أنثاوي ليخرسه من الداخل: مانزو لتُدخل هذا اللعين إلي . **ت الرجل تماماً و اشار لريان بالدخول وهو يرفع إبهامه ليدعمه في محنته , ثم اغلق الباب خلفهم . -تعلم أنه تبقى عدة دقائق على موتك أليس كذلك ؟! ريان بمشا**ة: ماري ماري , لقد كنت اُعد شيئاً يخرجنا من هذه الورطه , أهذا خطأي لانني اهتم لأمرنا ؟! زفرت ماريا دخان سجارتها وقالت بحنق: ريان لا تجعلني اُقدم على شيئٍ اكرهه . = لن يطاوعني قلبي على هذا عزيزتي فلا تقلقي . رمقتة ماريا بنظرة استنكارية ثم بسطت إليه يدها: حسناً اين ذلك الشيئ ؟ ادخل ريان يده في جيب سترته ثم اخرج الشريحة الالكترونية برفقة لوح شوكولاتة صغير ووضعهم في يدها . رفعت ماريا حاجبها وارتسمت بسمه طفوليه على وجهها قائلة بدلال: تعيد لي الايام الخاولي, دائما ما كنت تجيد إخراسي بهذه الحلوى اللعينة . ابتسم ريان قائلاً: من يصدق ان ماريا وريثة عائلة المافيا في الشرق بداخلها هذه الطفلة المدللة . فتحت ماريا حاسوباً محمولاً على الطاوله أمامها وأوصلت به الشريحه الالكترونية قائلة: لست دائماً هكذا, لدي جانب حنون كما تعلم . ابتسم ريان بسخرية : اعلم !!! , لقد قُتلت عدة مرات بسبب جانبك السيئ. -لكن الأمر كان ممتعاً لا تنكر ذلك . اراح ريان جسده على المقعد و تأمل سقف القصر قائلاً: كنا نبيت في الذقاق المهجوره و ننام بعينٍ واحده ثم نستيقظ على صوت الطلقات النارية , لقد كانت حقبة لعينة حقاً لكنها أوصلتنا إلى هنا . و فجأه و بدون سابق إنذار, إنقضت ماريا على ريان بشراسة, فأنتفض الأخير من على مقعده ليدافع نفسه و لكنها طرحته ارضاً  وأنزلت سترته إلى اسفى ظهره لتكبيله ثم ألصقت فوهة مسدسها برقبته وهي تقول بنبرة جنونية متوحشه: من هذه اللعينة ؟! = اهدئي سوف اخبر..... ضغطت بقوة اكبر على حلقه و هي تصرخ بغضب: تحدث وإلا ارحتك من عنقك اللعين هذا . هذه النبره الوحشيه و هالة القتل التي احاطت بماريا جعلت ادريان يخرج مسدسه من جرابه ويصوبه نحوها في غفلة عن كل ما حذره ريان منه فتوهجت عينا ماريا بجنون و هي تلتفت إلى ادريان قائلة بجمود: ماذا تظن نفسك فاعلاً بسلاحك هذا ؟ بدت ملامح الحنق على وجه ريان وهو يصيح في ادريان غاضباً: فلتغادر الغرفة الان . ادريان : لكن ..... = لا تجادلني غادر الان وإلا قتلتك . لم يستوعب ادريان الأمر لعدة ثوان فلم يعتد عليه حانقاً هكذا , لكنه إنصاع لريان و غادر الغرفه .... لكنه لم يفلت مرمى سلاحها و هي تهتف: إلى اين تذهب ايها اللعين فلتأتي لتضع راسك بجوار راسه هنا لاثقبهما . أمسك ريان بقبضتها التي تصوب سلاحها إلى ادريان و قال مازحاً: دعيه يذهب فأنا لا اريد لأحد أن يأخذ نفس مكانتي عندك . افلتت ماريا السلاح من يدها ليسقط ارضا ثم امسكت برقبة ريان واقتربت بشده حتى تضاربت انفاسهما: من هذه الفتاة ؟ ربت ريان على راسها برفق قائلاً: هذا فيديو من ت**يم دينا ليذهب إلى هؤلاء الاوغاد فقط , لا يوجد اي شيئٍ حقيقي فيه , اتظنينني قادراً على المساس بفتاة اخرى ؟! ماريا بإقتضاب : لما لا . ريان ضاحكاً: ستموت المسكينة . انفض الغضب عن ماريا وارتسم شبح ابتسامة على شفتيها و هي تتسائل باستنكار: لما هذا الفيديو بالضبط , هل تريد ان تحوم الشبهات حولك ؟ عاود ريان ارتداء سترته إلى ان استوقفته ماريا قائلة: سحقا فلتدعها جانباً . ابتسم ريان و خلع السترة نهائيا و وضعها على ظهر المقعد الذي كان يجلس عليه ثم شد قامة قميصه الاسود قائلاً: اريدهم ان ينشروه حتى اُظهر فبركته و يرى الجميع عدائهم لي بوضوح ليس إلا . همهمت ماريا مفكرة ثم قالت: واثق مما تفعل ؟ ألقى ريان بجسده على المقعد وبرقت عيناه بشدة: في أتم الثقه .                                                     *** -هل استطعتِ معرفة أماكنهم ؟ دينا و هي تكبس على لوحة المفاتيح بسرعة مذهلة: عدة ثوانٍ اُخرى و سيكتمل الاختراق . ادريس بعصبيته المعهودة: اسرعي ليس لدينا اليوم بطوله . زفرت دينا بحنق ثم قالت: ساُغلق في وجهك الان ثم ساُرسل الاحداثيات إليك حينما انتهي . و بمجر ان انهت جملتها انقطع الاتصال .... استشاط ادريس غضبا وهو يصيح : من تظن نفسها هذه الطفلة الحمقاء . اتاه صوت اكرم من سماعة الهاتف قائلاً: لا تزد حنقها فقد تتركنا ننتظر هنا إلى الابد . اتى صوت مراد قائلاً: انا لم افهم الامر بعد , لماذا نحمل اسلحتنا و نتواجد في اماكن متفرقه ؟! اجابه اكرم: لا اعلم, لقد كنت في خضم إبرام إحدى الصفقات الهامة مع احد الموردين . ادريس بحسم: سنقوم بتصفية شخصٍ ما او عدة اشخاص لا اعلم من هم لكن يجب ان نقضي عليهم على اي حال . كشر مراد عن انيابه بسعادة تخص مستذئب او مصاص دماء لكنها لا تمت للبشر بصلة, ثم اشار لرجاله بالاستعداد ....... و بعد مرور عدة دقائق ارتفع رنين هواتف الثلاثة لينطق ادريس بنبره ساخره: هيا ايها الفتيه لنحظى ببعض المرح .                                                       *** -ألا يمكننا أن نعود كالسابق مرة اخرى؟ ريان بعد ان أخذ رشفه من مشروبه الغازي : حروب المافيا ؟ جلست ماريا على المقعد الذي يجابهه: لا, إلى هذه الفتاة الهاربة من الجميع , و هذا الشخص الحالم المجنون . ريان بتعجب: لماذا , ألا يعجبك الوضع الحالي ؟! -في السابق كنا نرى بعضنا باستمرار حتى أننا كنا نبيت سوياً احياناً كثيرة, لكن الان انا لم اعد اعلم عنك شيئاً . ريان مازحاً: أتذكر نظاراتك البلهاء و كلماتك السوداوية عن رغبتك في قتل عائلتك . ابتسمت ماريا و هي تقول: لقد ظننتك مجنوناً حينما اخبرتني انك ترغب في مساعدتي . = لماذا ؟ -من الطبيعي لشخص يلعن عائلته ان تقوم بتهدئته و مواساته حتى ينسى مشاعره السلبية وليس إشعالها . = وأوهمك بحلمٍ جميل وسط الواقع اللعين الذي تحينه , اي شيئ يؤذيك في هذا العالم يجب ان تستأصليه تماماً ثم تلقيه إلى الجحيم تتبعه بصقة و ابتسامة ساخرة . ضحكت ماريا بشده ثم رفعت كأس مشروبها عالياً: نخب منطقك المجنون هذا . رفع ريان كأسه ليقارعها ثم أنهيا مشروبهما في رشفهة واحدة . ماريا: مالذي تسعى لتحقيقه بحروبك اللانهائية هذه؟ = لا امتلك هدف محدد لكن يوجد طموح لم اعلم كيفية إشباعه بعد . -لماذا مالفائده من ان تقضي حياتك في قتالٍ هكذا ؟! هم ريان واقفاً: ربما لانني لم اعرف كيفية العيش بسلامٍ بعد . -إلى اين تذهب ؟ = تريدين الخروج في جولة ؟ اتسعت عينا ماريا بدهشه: حقاً ؟! مد ريان يده إليها بطريقه رومانسية: لما لا فأنا افتقدك بشدة . مدت يدها إليه وسط دهشة و ذهول منها في حين جذبها ريان وهو يركض للخارج: هيا لنسترجع بعضاً من ايامنا الخاليه . تلاشت الدهشه منها رويداً رويداً و تحولت زعيمة المافيا التي لا يُعصى أمراً لها إلى مجرد طفلة بريئه تريد الاستمتاع قليلا بحياتها, فدائما ما يوجد لدينا هذا الشخص الذي نصاب بالجنون و نفقد وقارنا معه .......                                                     *** دائما ما تتساقط الامطار الربانية لتخمد النيران التي لا يستطيع الانسان اطفائها , لكن ماذا اذا استمر الانسان في اضرام النيران من حينٍ لاخر عن عمد هل من العدل ان يقوم الاله باطفائها ؟!! جثث طافيه , طلقات تتطاير يميناً و يساراً , صرخات مكتومة , استغاثة صادقة و رغبة في العوده إلى طريق الصواب لكن بعد فوات الاوان , رائحة الموت تعم الاجواء , و حاصد الارواح ينفخ ابواقه لتعطي نغماً ساحراً , فهكذا تتغنى ساحات المعارك ..... افرغ اكرم خزان مسدسه الالي فضغط على زرٍ ألي للتسقط الخزنه الفارغه ارضاً و يستبدلها باُخرى في جزءٍ من الثانية, ثم يطلق النيران بغزارة ليسقط الجنديان الذان يحرسان بوابة القصر جثثاً هامدة, ثم يتقدم صوب البوابة و يركلها بقدمه بقوه لتنهار امامه و بدون ان يعلم من الذي يقبع خلفها اطلق النيران من مسدسيه الالين بلا هوادة ...... احتمى الخمسة حراس الذين كانو بانتظاره في اساس القصر إثر طلقاته الغزيره في انتظار ان يقوم بافراغ خزان مسدسيه , لكنه تراجع إلى الخلف و أخرج قنبلة يدوية من جيبه ثم جذب فتيلها بيده و ألقاها بالداخل و استبدل خزانتي مسدسيه في انتظار الهاربين من الداخل ...... و بالفعل اندفع اثنان من الرجال إلى الخارج فأفرغ فيهما خزاني المسدسين بأكملهما و في ذات الثانية دوى انفجار عنيف في باحة القصر الداخلية ..... اشار اكرم لرجاله باقتحام باحات القصر للسيطرة عليه, وبالفعل لم يهدء دوي الطلقات النارية لثانية واحده.......  اراح اكرم جسده على احدى جدران القصر التي لازالت صامده ووقف يدخن سيجارته بهدوء في انتظار أن تهدء الامور . و بعد ان انقضت عشرة دقائق, تابع اكرم بعينية ثلاثة من رجاله يجرون رجلاً بدين الجسم, اصلع الراس, تعتريه ملامح الفزع و الرعب . جثى الرجل على ركبتيه امام اكرم الذي ربت على كتفه برفق قائلاً: على مهلك يارجل .  ثم ناوله قرصاً ازرق اللون و هو يسطرد: تناول هذه حتى لا تشعر بشيئ . الرجل بصوتٍ مكتوم: ما هذه ؟ اكرم ببرود: م**ر قوي سيجعلك تسبح في السماء إلى ان نرسل روحك إليها . اجهش الرجل في البكاء قائلاً بتوسل: ارجوك لا تفعل , لدي المال الكافي للدفع ارجوك . بصق اكرم جانباً في تقزز وهو يقول: انت تثير اشمئزازي يا هذا , تمالك نفسك . -مالذي افعله لأنجو , ارجوك اخبرني . = انظر إلى الاعلى و اخبر حاصد الارواح بأنك لا تريد الذهاب برفقته اليوم . ابتلع الرجل ريقه بصعوبه و نظر إلى الاعلى و هو يستغيث: ارجوك يا إلهي اغفر ...... اخرسه اكرم بطلقه زائرة استقرت في منتصف جبهته قائلاً بضجر: اتريد من الاله ان يغفر لك بعد كل ما اقترفت في حياتك , انت طامع في رحمة لا تستحقها . ثم نفس عمود النيران الذي تصاعد من فوهة مسدسة و هتف برجاله: هيا يارجال فقد انتهينا اليوم , فليكمل كل منكم عمله الذي انقطع عنه .                                                     ***  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD