الفصل السادس -6

2135 Words
الاجواء في الخارج في غاية البروده على ع** المتوقع من مناخ مصر الدفئ.  وضع ريان سترته عليها ثم جذبها لتستقر على ص*ره قائلاً: و اكثر بروده حينما تغيبين عني. توردت وجنتي ماريا بشدة وتلعثمت الكلمات بحلقها , فقد كان التناقض يعتريها في هذه اللحظة , فأثرت ال**ت التام و اغمضت عينيها في سلامٍ و راحة من ضجيج هذا العالم الصاخب الذي يجاهد في سبيل إماتة قلوبنا بين الفنية و الاخرى , فليذهب هذا العالم إلى الجحيم و ليتركني اهنئ بدقائق من الاحلام الجميلة التي تنتمي لعالمٍ ورديٍ مسالم لا يشوبه الضيق او الدماء, كم سفكنا من دماء و كم ارتكبنا من اخطاء حتى أيقنا أن الجنة لن تقبل بنا لكن يظل هناك هذا الشبح الذي يحينا بالامل حينما ينهار كل شيئ ........ رمقها ريان بنظرة حانية و هو يتأمل هذا الوجه البديع و يتحسس وجنتها برفق قائلاً: أنا على استعداد للتضحيه بكل شيئ لاجل هذه اللحظه  . إستندت ماريا على ص*ره و رمقت عينيه اللامعتين و هي تقول: دقات قلبك صارت اكثرعنفاً من السابق , مالذي تمر به ؟ أراح ريان جسده على المقعد الخشبي العريض الذي يضمهما سوياً ثم تأمل السماء الغائمة وهو يقول: احياناً ارغب في الابتعاد عن كل شيئ و اريح هذا الذهن المسكين الذي صار يستغيث من مصائبي , لكنني لا استطيع التوقف لا استطيع أن أقبل بالوضع القائم كما هو . - انا لم ارك مرتاح البال من قبل , حينما اتذكر اول مره قابلتك فيها , كنت هادئ للغاية رغم ان السلاح مصوبٌ إلى راسك , تحاول إقناعي بالمنطق, كنت اردد بداخلي من هذا الا**ق الذي لا يعي المأزق الذي وضع نفسه به , أنا أحمل سلاحاً هنا اليس كذلك ؟ ريان ضاحكاً: الاله أنقذني حينها من بين يد*ك, لكن هل ابتعد مسرعاً و اتعلم الدرس ؟! , لا بل أفشل و أحاول ان اعلم ايهم أقصر الطرق إلى الجحيم لتكون الاجابة دائماً على يد*ك . ضحكت ماريا بشدة لتُخرج ما تدخره من سعادة اخيراً قائلة: حينها كنت افكر في اراحتك نهائيا من همومك و لترقد بسلام . ارتفعت ضحكاتهما حتى يخال للناظر أن هؤلاء زوجين سعيدين لا يريان حزناً ولا مشقة . = لا اعلم لما الحل السحري لكل مشاكلك يكون بثقب الراس او الموت صدقيني هناك حلول وسط دائماً, فمثلا تستطيعين ان تأخذي أحد الاطراف او تقتلعي ل**ناً لكن لا داعي للقتل . ضحكت ماريا ثم قالت: تخيل انك تراس اكثر من الف شخص من القتله و الس**حين هل يوجد منطق اخر تجيد التعامل به ؟ = حسناً لقد حاربت بجانبهم من قبل هنا و حققنا النصر لك بدون ان اثقب راس احد . - انت شخصٌ بارد تستطيع تمالك اعصابك لكن انا لا . = اعلم , حينما تحمر هاتين الوجنتين غضباً و تنفس هذه الانف النيران فاعلم ان نهاية العالم قد حلت . اطلقت ماريا ضحكة اخرى ثم قالت : هل ابدو مخيفة حقاً ؟ = لا ابداً , برائتك المفرطة جعلت ادريان الذي لا يشعر بشيئ يرتعد خوفاً . تبرم وجهها : اذاً كنت مخيفة هكذا لما انت بقربي الان فلتبتعد قبل ان اقتلك . طرق ريان جبينها برفق و هو يقول : انا اشا**ك فقط ياعزيزتي , ثم إنني أغار اذا هددت احداً بالموت غيري . ريان ماذا ستفعل إن اُضطررنا يوماً لمقاتلة بعضنا؟ نطقت ماريا بهذه العبارة فجأة, فأجابها ريان ضاحكاً : لن ياتي هذا اليوم و إن اتى سأكون اسعد جثة هامدة في العالم . لم تستطع ماريا ان تتابع حديثها العميق لفترة اطول و تركت العنان لضحكاتها السعيدة جاهلةً بما يخفية لها هذا السؤال ال**بر الذي تمت الاجابة عليه بهذه الضحكات الساذجة التي لا تعلم شيئاً عما يخفيه القدر ............... *** نخبكم. نطقها ريان وهو يرفع كأساً من المياة الغازية ترافقه صيحات و اهازيج النصر .......  رشف مراد بعضاً من مشروبه وهو يتسائل: لكن مع ذلك لم افهم شيئاً مما حدث , كل ما فعلته انني لوحت بسلاحي في وجه بعض الاشخاص فقط؟ دينا بتثائب : لقد طلب مني ريان ان اُعد فيديو اباحي له و برفقته فايروس مشفر مدمج مع الفيديو , ثم ذهب إلى المافيا قبل نهاية المهلة بساعة حتى يجبرهم على ارسال الفيديو على الفور ليوقفوا أوامر الهجوم ..... قاطعها ريان بلهجة حاسمة مفعمة بالذهو : و من ثم ابتلعت المافيا الطعم وارشدونا إلى هؤلاء الرجال الذين كانو يريدون الاضرار بسمعتنا لنرسلهم إلى الجحيم في ابهى صورة . تعلقت ابصار الجميع بريان بدهشة و اعجاب متمازجين ..... لنطلق رصاصة الرحمة في منتصف جبهة صديقنا العزيز جبريل. نطقها ريان و هو يشير إلى ادريس و ادريان لاتباعه إلى سيارته ....... كم مضى من الوقت على سحب جميع القطع من السوق ؟  اجابه ادريس قائلا : اسبوعان بالضبط . ريان و هو يمزق الغلاف الخارجي للعلكة : هذا اكثر من كافيٍ ليدرك ان هناك مكيده مدبرة للايقاع به . ادريان : ولما تريده ان يلاحظ ذلك , الا يفترض ان يتم كل شيئ في الخفاء ؟ وضع ريان العلكة في فمه ثم غاص بجسده في المقعد الخلفي ووضع يديه في جيبيه لتدفئتهما قائلاً: لا تذهب الى اي مفاوضات وليس معك بطاقة سحرية قادره على قلب الموازين راساً على عقب , اذا ذهبت بدونها فانت تتحايل على استسلامك ولست بمفاوض . ثم نظر إلى ادريس مردفاً: احضرت معك سلاحك ؟ ربت ادريس على الجراب الملصق صوب ص*ره اسفل سترته : اتظنني اخرج من المنزل بدون هذا الصغير ؟ ريان : جيد , كيف كان ادريان كتلميذٍ لك ؟ ادريس بسخط : في غاية الحقارة , هذا اللعين يذكرني باكرم عندما تقابلنا لاول مره في قتالٍ فردي لكن هذا الكائن كان يريد ان يفتك بي بصدق . ادريان مدافعا عن نفسه: انت من طلب مني قتالاً حتى الموت . ادريس بغضب: لم اكن اقصده بالمعنى الحرفي ايها الا**ق . ريان : هل هو مستعد لهذه المهمة ؟ ادريس : ما كنت لاوصي به إن لم يكن كذلك . ربت ريان بقبضته على قلب ادريان و هو يقول : فلتسلم قلبك لهذه العائلة ولا تشعر بالخوف ابدا من الموت في سبيلها . تامل ادريان عينيه اللامعتين دائما ببريق الثقه و الحماس, ثم قال: اضمن لك هذا . ابتسم ريان بارتياح قائلاً: جيد . ادريس بغضب : لما معه تضمن له ذلك و معي تتحجج لاطلاق النار على راسي ؟!! ادريان بتلقائية : اريد التواجد معه لكن انت لا . اطلق ريان ضحكة مجلجلة ثم صاح بجنون : فلتنطلق بأقصى سرعتك يا أخي. و بمجرد أن لامست الجملة مسامع ادريان اعتصر دواسة الوقود لتطلق العربة صريراً صاخباً ثم تشق الطريق بسرعة البرق وسط صرخات ريان المستمتعة و سباب ادريس على السرعه المبالغ بها . و بمجرد ان امره ريان بالتوقف جذب فرامل اليد و ادار عجلة القيادة بسرعة لتستدير العربة حول نفسها ثم تستقر بطريقة استعراضية امام مدخل الشركة ....... هبط ريان من العربة ووقف يتأمل مدخل المبنى المكون من طابقين مغطى بالالواح الزجاجية زرقاء اللون التي تخفي ما يدور خلفها , ثم تقدم صوب البناية يتبعه كلاً من ادريان و ادريس و هما يحملان حقيبتين يدويتين, استوقفهما رجلا الامن بطريقة أليه و قام بتوجيه المستشعر الالكتروني صوبهم ليتفحصهم , لكن ريان امسك بمع**ه و هو يقول بغلظة : ماذا تظن نفسك فاعلاً ايها الو*د ؟ رجل الامن : انها الاجراءات الروتينية يا سيدي . تأمله ريان بنظراتٍ باردة كالثلج ثم بصق العلكة من فمة و قال : مادمتم تخشون على امنكم هكذا فسانتظر رئيسكم في الخارج . ثم دفع يد حارس الامن بعيداً, و عاد أدراجه إلى سيارته وسط نظرات ادريس و ادريان التي حرقت رجالا الامن من شدة حرارتها و ظلا واقفين كتمثالين امامهما في استقامه ثابة بلا حراك . دلف أحد رجال الامن إلى الداخل ليستدعي رئيسه, في حين أخرج ريان علكة اخرى ثم قام بإلقائها في الهواء و تلقفها بفمه . لم تمر اكثر من عشر دقائق حتى دلف رجل في الاربعين من عمره يحف راسه الشيب من الجانبين و يتوسطه  شعر داكن السواد و ملامح غليظة متشائمة لا تعرف الشفقة طريقاً لها ....... توسط الرجل عريض المنكبين ادريس و ادريان الذان حملقا به كبرجي رصد يتربصان الخطئ منه , ثم تبعاه ناحية سيارة ريان الذي اسند جسده بجانب العربه و بريق التحدي يشع من عينيه و ابتسامته  المعهودة تتوسط وجهه . اعتذر عما بدر من موظفي الامن سيد ريان. تأمله ريان برهة ثم اشار إلى ادريس و ادريان الذان يحيطان بجبريل قائلاً: دعني اعرفك بنائبي و ذراعي الايمن و كلاهما مسلحين , اذا تكرر هذا الموقف مرة اخرى فسنعيد هيكلة هذه الجدران . - هل اعتبره كتهديد سيد ريان ؟ ريان بتهكم : بالطبع و ماذا يكون غير ذلك سيد جبريل ؟ - لما كلفت نفسط عناء زيارتي سيد ريان ؟ = انت تعلم ان امرك انتهى بالفعل اليس كذلك ؟ ابتسم جبريل بسخرية : ارباحي لا تشير إلى ذلك . صفق ريان بيديه قائلاً: اهنئك عليها , لما توقفت عجلتها رغم ان الموسم لم ينتهي بعد , هل تواجه مشكلة مع الموردين ؟ رمقه جبريل بنظرة ساخطة وقد أدرك ما يعنيه ريان: و ما ادراك انت ؟ ازدادت ابتسامة ريان اتساعاً : يبدو انني اصبت الجرح . - هذا من صنيعك ؟ = ما تعريفك للمنافسة ان لم تكن كذلك ؟ جبريل و هو يضغط على اسنانه : المنافسة الشريفة في السوق وليست هذه الحقارة . ريان بابتسامة تهكمية : حقارة !! , الجميع يبحث عن العرض الافضل بالنسبة له , الشرف و الصدق يجب ان لا يكون سوى مع رجالي, وانا لا اراك منهم , هل تراني صديقاً لك ؟ اعتصر جبريل قبضته بقوة وتمنى لو يلكم ريان في وجهه حتى يسقط هذه النظرة عنه . في حين تابع ريان قائلاً: لكنك محق لقد نافست بشرف حقاً , لهذا سعى موريس إلي بدلاً عنك لانك لا تفهم لغته. نظر جبريل جانبا و هو يتمتم بحنق: موريس اللعين . اشار ريان إلى ادريس و هو يقول : لا تقلق لم ينتهي امرك بعد , لازال حبل النجاة في يدي اما ان تتشبث به او تلفه حول رقبتك . جبريل بسخرية : تريد حصة من ملكية شركتي . ابتسم ريان و هو يتطلع إلى الاوراق التي تناولها من حقيبة ادريس : لا ابداً .... ثم سلمه الورقة و هو يقول بلهجة خالية من الشفقة : بل شركتك كلها . جذب جبريل الورقة من يده بعنف ثم مذقها ارباً ارباً وهو يهتف بغضب: يستحيل ان اسلم مفاتيحها لك , افضل ان اراها تنهار على راسي حجراً حجراً من ان اراك تضع قدمك داخلها . ريان ضاحكاً: عزيزي جبريل ماذا سافعل بشركة مفلسة , لا تستحق ان اضع قدمي بها من الاساس . ابتلع جبريل اهانات ريان بغصة في حلقه وهو يقاوم رغبة ملحه في الفتك به ولو كلف ذلك حياته . اريد ان اجعلها ترتقي إلى مكانة قدمي. نطق ريان بهذه الجملة ففقد جبريل اعصابه و هم بالانقضاض على ريان لولا ان قيده كلاً من ادريس و ادريان في لحظة واحدة و اجثياه على ركبتيه , في حين تأمله ريان شزراً , ثم اتخذ الق*فصاء ليقترب منه وهو يقول بسخرية لاذعة : حذاري من المساس بي إن كنت تريد ان ترى صباح الغد , فأنا لا ارحم احداً .... ثم اسطرد و هو يتناول من الحقيبة ورقة اخرى: انا كريم جداً اليوم , فانا لا اتهاون مع الفاشلين, ستقوم بالامضاء على هذا ال*قد الذي ينص على ان شركتك احدى الاذرع التابعه لشركتي  وان لي كامل الحق في ادارتها من كل الجوانب بما يشمل الجوانب المالية و القانونية بالطبع ..... ثم ألقى الورقة امامه و هو يقول بتهكم : لكن بالطبع سيكون لك ملكية الشركة بالكامل . ثم دلف إلى سيارته مردفاً: اذا اردت ان تحافظ على ما تبقى من اموالك فساجد نسخة اخرى من ال*قد موقعه على مكتبي في صباح الغد , و انصحك بالاسراع فجيوب العاملين لا ترحم . تبعه كلاً من ادريس و ادريان إلى العربة , و انطلقت عائدة إلى عرينها بعد ان تركت هذه الاعين القاتمة تفيض بدمعها لتريح جسدها من ثقل الحياة التي لا تخف ولا ترحم . اراهنك على ان تاتينا امضاء هذا الرجل بعد ساعة من الان. اراح ريان جسده على المقعد و هو يجيب ادريس: لا يوجد لديه خياراً أخر , إما ان يكمل حياته هروباً من ديونه او يتخلى عن كل شيئ و يكمل حياته ندماً على قراره . ادريان : هل كان الامر يستحق , لقد خسرنا العديد من الاموال في هذه الحرب و سنضطر إلى الخروج من هذا السوق على اي حال ؟ اغمض ريان عينيه : و من اخبرك اننا سنغادر السوق ؟! ادريان بتسائل : ألم توقع على عقد مماثل ببيع بعض الاسهم لصالح موريس ان لم نغادر هذا السوق نظير مساعدته ؟ = و من قال اننا سنكون في السوق ايضا ؟ - ماذا ؟!! , انا لا افهم شيئ . ابتسم ريان وهو يقول : لقد وقعنا اننا لن ندخل في هذا السوق لكن جبريل لم يوقع على ذلك . اتسعت حدقتا كلاً من ادريس و ادريان بذهول و هما يرددان : ستستخدم منافذ جبريل للبيع ؟ = بالضبط , كما اننا لم نوقع على عدم استيراد شيئ , ستستورد شركتنا و كذلك شركة جبريل , لكن الارادات لنا وحدنا . تراجع ادريس إلى الخلف و ترك جسده يستلقي على المقعد الامامي , ثم انفجر ضاحكا و هو يقول : انت داهية يا ريان , من الذي اخبرهم ان ابليس في باطن الارض انه هنا في المقعد الخلفي . ضحك ريان لمزحته ثم قال : لكن تظل هناك الخطوة الاخيرة . ادريان : و ما هي ؟ اشتعل الحماس في عيني ريان و هو يقول بنبرة شيطانية : القضاء على موريس تماماً .                                                 ***
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD