رواية نور حياتي
بقلمي:مريم إبراهيم سعد
أدهم بإستغراب: انت بتعمل ايه هنا؟
عمر بدهشة:أدهم. انت اللي بتعمل ايه هنا؟
قاطع حديثهما عندما جاء الدكتور لعمر ثم اردف بجدية:
الحمد لله النزيف وقف هو بس شوية جروح سطحية ده غير طبعًا ال**ر اللي في دراعها ودلوقتي هتتنقل اوضة عادية.
تن*د عمر بارتياح واردف: الحمد لله.
أدهم: هو في ايه؟
سرد عمر لادهم كل ماحدث.
ادهم: طب اتصلت بأي حد من اهلها.
خبط عمر علي راسه بغباء واردف: اخ فاتتني دي.
ادهم: طب اتصل بأي حد بقى من أهلها ثم قاطع حديثها عندما جاء احدي ظباط الشرطة ووقف أمامهما واردف بجدية :
المريضة ريم سيد مين اللي جابها؟؟
عمر: ايوة انا.
الظابط: تمام.مين اللي خبطها؟
نظر عمر بتوتر الي ادهم فهو لايعرف ماذا يجب عليه.
تنحنح أدهم ثم اردف: هو شافها واقعة فجابها علطول علي المستشفى.
الظابط:انت مين وتقربله ايه؟
ادهم:ادهم الشرقاوي انا صاحبه.
الظابط: اهلاً ادهم بيه.اومأ ادهم براسه بإحترام.
الظابط بشك: تمام هناخد اقوالها اول ماتفوق عشان تبقى الصورة واضحة ولسة هنحتاجك فأقوال اكتر يااستاذ عمر.ثم ذهب.
أدهم بجدية: كله حاجة هتبان لما تفوق. متقلقش مش هيحصل حاجة.
عمر: ربنا يستر.
أدهم: تمام انا ماشي.
عمر: تعالي هنا قولي انت هنا بتعمل ايه؟
ادهم بتنهيدة: بعدين ياعمر المهم في واحدة في اوضة 25 تابعها واعرف الاخبار وكلمني انا رايح الحسابات وماشي.
عمر بفضول: مين دي ماتفهمني؟
أدهم بإرهاق: مش وقته ياعمر بكرة هقولك كل حاجة يلا سلام.
دخل ادهم فيلته وجدها هادئة لايوجد سوي رجال تبعه مثل الاصنام يقفون خارج الفيلا وتذكر انه اعطي لرحمة والخدم اجازة.
دخل غرفته وتمدد علي الفراش بتمهل دون ان يبدل ملابسه وهو يتذكر عيونها، ضعفها،قوتها التي بداخلها ضعف.شعر بأن كانت رغبته بها اشددت عليه أكثر عندما حاولت رفضه فكان يريدها بشدة، ولكن كان من المستحيل أن يأخذها رغمًا عنها فهو لن يفعل هكذا مع أي إمرأة من قبل، فهو اعتاد أن الفتيات يرتمن عليه بدلع وحيلهم الخبيثة التي كان يعرفها جيدًا كي يقتربن منه، فهو في اللحظة التي كانت تحاول أن تدافع عن نفسها غضب منها كثيرًا فهو أدار بعقله أنها تفعل ذلك لكي يقع بمصيدتها ويقع اسيرًا لها ولكنه بالفعل ازدادت رغبته بها.
ادهم بتنهيدة: اهااا يانور مش هقدر.
دخل ادهم في نزاع بين قلبه وعقله كعادته. وبعد عدة دقائق غفل ادهم ثم ذهب في نوم عميق.
في احدي البيوت.كانت تقف تحاول أن تتصل بها عدة مرات ولكن كان هاتفها مغلق.
فايزة بقلق: ريم اتاخرت اووي يارررب استرها.
دخل انس من باب الشقة.
فايزة بخوف: الحق ياانس اختك مرجعتش لحد دلوقتي.
انس بقلق: ازاي يعني ياماما مرجعتش لحد دلوقتي اتصلتي بيها؟
وفجااة رن الهاتف
انس بهلع: الو..ايه.مستشفي ايه؟
في الجانب الأخر.
اخذت قطرات العرق تتناثر علي وجهه وهو يهز راسه يمينا ويسارا ويحلم بالكابوس الحقيقي الذي لايفارقه أبدًا( كان في سن الثاني عشر من عمره عاد من مدرسته ثم توجه إلى غرفة والدته.
أدهم: ماما.ماما.
دخل ادهم غرفة والدته وهو يري منظر فاحش بين والدته ورجل يقبلها علي الفراش بطريقة مقززة.
ادهم بصدمة: ماما! )
صاح ادهم من نومه بصرااخ : لاء لاء.
وضع ادهم يديه حول راسه ويحاول أن ياخذ نفسه بصعوبة واردف بلهاث:
ليه..ليه.ليه عملتي كدة.كلكم خاينين كلكم.
جاء الصباح. في المستشفى. افاقت ريم بعد أن فحصها الدكتور وطمنها أنها أصبحت بخير.
فايزة بإرتياح: الحمد لله علي سلامتك ياحبيبتي.
ريم بتعب: الله يسلمك ياماما.
فايزة بقلق: ايه اللي حصل ياريم وازاي عملتي الحادثة؟ ومين اللي خبطك؟
تذكرت ريم الصورة كاملة مما حدث.
ريم بتعب: انا اخر حاجة فاكراها إني اتخبطت في عربية جامد وو.ثم تذكرت بتمهل واردفت:
هو مين اللي جابني؟
وفجأة دق باب الغرفة برفق ثم اذنت والدتها للطارق فتفاجأت به يدخل واردف بإبتسامة:
الحمد لله علي سلامتك ياانسة ريم.
ريم بصدمة: انت.
فايزة: ايوة ياحبيبتي استاذ عمر هو اللي جابك بعربيته من ولاد الحرام اللي كانوا بيجروا وراكي ربنا يجازيهم هو والكلب اللي خبطك وجرى.
تنحنح عمر بحرج..ثم اردفت فايزة:
اتفضل ياابني اقعد انت سهران من إمبارح هنا اقعد عقبال مااجيبلك معانا حاجة تشربها.ريم انا خارجة اجيبلك كمان حاجة تاكليها.ثم خرجت من الغرفة.
نظر عمر إلى ريم ثم تنحنح بحرج واردف بسخرية مقلدًا والدتها: انا الكلب.
ريم متصنعة اللامبالاة: طب ماانا عارفة شوفتك قبل مااتخبط يافقيق كنت برضو مبحلق في التليفون.مش عارفة مين بيركبكوا عربيات ده انت محتاج عربية لعبة.ابقي البس نضارة عشان تشوف كويس بدل ماانت ماشي تخبط في خلق الله.
عمر: يابنتي ل**نك ده ايه اهمدي بقى شوية وعلفكرة انتي اللي طلعتي في الطريق فجأة كنتي عايزة العربية تض*بلك تعظيم سلام قبل ماتخبطك يعني ولا ايه ثم غمز لريم وحسس علي وجنتيه واردف بخبث:
ياتري ياريري حد نال الشرف من كرم ايدك الحلوة دي غيري.
تذكرت ريم صفعتها له وللأخر ثم انفجرت بالضحك ثم شاركها عمر في الضحك ايضًا.
في الجانب الأخر.
دخل ادهم غرفة نور راها كالملاك تسكن الفراش الأبيض بالرغم من ان ملامحها باهتة.فظل ينظر لها هكذا لفترة بسيطة.
تململت نور بتعب ثم فتحت عينيها بتثاقل وحركت عينيها في كل الإتجاهات ولكنها تذكرت ماحدث لها بمجرد ماراته ففزعت واردف بصوت متحشرج خائف:
ابعد. ابعد عني إياك تقربلي.
ادهم ببرود: اهدي.ثم اكمل بحدة عندما وجدها ترتعش وكادت أن تتحرك:اهدي وإياكي تتحركي من مكانك.
ظلت نور بفراشها وهي تنظر لنفسها ولا تتذكر ماذا حدث بعد تلك الغيمة السوداء التي ابتلعتها ثم نظرت له واردفت بغضب: انت عملت فيا ايه؟ وجدته صامت لايص*ر أي ردة فعل كما هو وجهه جامد. فهمت بأن سكوته هذا علامةً على أن فعل معها شئ.
وفجااة دخل الدكتور وخلفه الممرضة ثم اردف الدكتور :جه معاد حقنتك انسة نور.ثم اكمل بابتسامة: انتي كويسة؟
شعر ادهم بنيران تنهش في قلبه من شدة الغيرة.
ادهم بحدة: ماتشوف شغلك ولا اجبلك واحد ليمون اصل شكلك عايز تهدي اعصابك.
الدكتور بفضول: مين حضرتك؟
أدهم بحدة: ملكش دعوة بحضرتي. اتنيل شوف شغلك من غير كلام.
اومأ الدكتور براسه بإرتباك عندما شعر بحدته الشديدة.
وبعد عدة دقائق بمجرد ما غرست سن الأبرة بيديها اغمضت عينيها بألم ثم فتحتها وجدته كما هو بمكانه ثم نظرت اليه بخوف وكره وهو كما هو نظراته حادة جامدة.
في الناحية الأخرى.
سرد عمر لريم كل ماحدث من بداية اصدامها به.
وفجأة دخل الظابط إلى الغرفة.
الظابط: انسة ريم الحمد لله علي سلامتك محولتيش تتعرفي علي ملامح اللي خبطك؟
ريم: لاء واللهي وياريت حضرتك تقفل المحضر الموضوع مش مستاهل.
الظابط: تمام ثم انصرف.
نظر عمر لريم ثم اردف بتساؤل: ليه مقولتلهوش؟
ريم: لإنك انت اللي جبتني ولولا واحد غيرك كان خاف وسابني مرمية والله اعلم كنت هبقي فين دلوقتي. ثم اكملت بسخرية:
وياريت حضرتك تاخد بالك شوية مش كل شوية تخبطني.
عمر بإرهاق: ياشيخة اعترفي ولو مرة واحدة إنك غلطانة.
في الجانب الاخر.
خرج ادهم من غرفة نور وخلفه الدكتور.ثم كاد أن يمشي أدهم ولكن اوقفه صوت الدكتور.
الدكتور: استاذ ادهم.
ادار ادهم وجهه له واردف بحدة:
نعم؟
الدكتور بهدوء: انا معرفش تبقى صلتك ايه بالظبط للأنسة نور من قرايبها بس انا منجذب ومعجب بالأنسة نور وياريت حضرتك متفهمنيش غلط انا عارف إن الوقت ولا المكان مش مناسبين بس اللي عايز اقوله انا طالب ايد الانسة نور.
وبنفس اللحظة دخلت الممرضة إلى نور.
نور: لو.لو سمحت هو انا جيت هنا في ايه؟
الممرضة: حضرتك وصلتي وانتي عندك صدمة عصبية.
نور: مين اللي جابني؟ وممكن تحكيلي كل حاجة من ساعة ماوصلت.
سردت الممرضة لها كل ماحدث ثم خرجت.
ارتاحت نور قليلاً عندما علمت بأنه لن يحدث لها شئ ثم ضمت نور ركبتيها الي ص*رها وبدئت تبكي في **ت كلما تذكرت ماحدث لها.
في خارج الغرفة.
بمجرد مالفظ الدكتور بهذا الحديث.
مسح ادهم على وجهه بصبر وغضب ثم اردف بهدوء مخيف: امشي من قدامي عشان متصرفش تصرف انت كراجل مش هيعجبك.
الدكتور بأسف: انا اسف انا عارف ان الوقت مش مناسب بس.
قاطع ادهم حديثه وهو يمسكه من ياقة قميصه الطبي بصوت هز ارجاء المستشفى واردف بغضب شديد:
انا بقي هخلي الاوقات كلها مش مناسبة ليك يروحمك.
سدد أدهم له عدة لكمات قوية في وجهه فاخذ يتسارع ويركضون الاطباء والممرضون.
حاول الدكتور ان يدافع عن نفسه ولكنه كاد أن يفقد انفاسه من يده التي علي عنقه بشدة.
خرج عمر من غرفة ريم وسمع صوت نزاع قوي بأخر الممر. اوقف عمر بعض الممرضات الذي يركضون.
عمر بتساؤل: هو في ايه؟
الممرضة: واحد بيتخانق مع الدكتور وبيض*به. ثم ركضت الممرضة مع زملائها.
نظر عمر لأخر الممر بفضول ثم توجه لأخر الممر بشك حتى ظهر له الصوت بوضوح اكثر ثم رأي ادهم الذي يمسك بالدكتور بعنف وبعض الدكاترة الذين يمسكونه كي يمنعوه من الوصول للدكتور.
توجه عمر له سريعًا ثم وقف امام ادهم ووضع يده حول كتفه لكي يمنعه واردف بصوت مرتفع:
ماخلاص بقى ياادهم حصل ايه لكل ده.
ادهم بعصبية: سبني ياعمر.بقولك سبني.ثم هدء ادهم بعد أن قام عمر ومعظم الأطباء بتهدئته.
جاء المدير فجأة وهو يرى بأن أصبحت المستشفى كالسوق.
المدير بغضب: في ايه..ايه اللي بيحصل هنا؟ ثم راي المدير الدكتور الذي يقف وحوله بعض الممرضات الذي يعطون له القطن لكي يمسح الدم المتناثر حول فمه.
ابتلع المدير ريقه عندما لمح أدهم يقف وعلامات الغضب ترتسم على وجهه ثم اردف بإحترام: ادهم بيه.ايه اللي حصل لكل ده؟
ادهم بلهاث وهو يشير نحو الدكتور : الزفت ده ميدخلش المستشفي ولا يشتغل في اي مستشفي تاني مفهوووم.
المدير بخوف: مفهوم اوامرك كلها فوق راسي ياباشا.
اومأ أدهم براسه وهو ينظر للدكتور بوحشية الذي كان ينظر للجانب الأخر بضيق فهو كان يعرف مكانته جيدًا ولكن كان لايعرف ماذا فعل لكل هذا؟
دفع عمر ادهم بصعوبة واردف: خلاص. خلاص امشي بقى.
بعد مرور عدة ساعات.
هيأت نور حالها للخروج من المستشفى ثم عدلت من هيئة ملابسها .ثم تن*دت عندما تذكرت مافعله بالدكتور في الخارج وسمعت حديثهم. نعم فالمستشفى كلها علمت بما حدث.
نور بغضب: إنسان همجي مبيفهمش أي حاجة في الذوق ولا الإحترام. ثم خرجت من غرفتها وهي تمشي بحزن شاردة.
خرجت ريم من غرفتها أيضًا ثم اندهشت عندما وجدت نور تمشي بشرود.
مسكتها ريم من يديها واردفت باستغراب:
نور انتي ايه اللي جابك هنا؟
نظرت نور لريم ثم عانقتها بدون أن تتحدث.استغربت ريم وشعرت بأن حدث معها شئ.
نور: انتي ايه اللي جابك هنا ومال دراعك حصلك ايه؟
سردت ريم لنور كل ماحدث حتى جاء اخاها انس.
انس: عاملة ايه يانور وايه اللي جابك هنا؟
نور: الحمد لله.انا.انا جيت ازور حد واتفاجئت ان ريم هنا.
نظرت ريم لها بشك فهي تعرفها جيدًا انها تكذب.
انس: تمام يلا نمشي كلنا مع بعض.
وبعد فترة وصلت نور لبيتها ثم طرقت نور الباب ووجدت امرأة بمنتصف الأربعينات تفتح لها وترتدي احدي عبايات والدتها.
نور بإستغراب: انتي مين؟
رشا: انتي اللي مخبطة ياختي. انتي اللي عايزة مين؟
ازاحتها نور من طريقها ثم دخلت.
تقدمت رشا خلفها واردفت بغضب: انتي ياحيوانة.
دخلت نور سريعا حتى وصلت لساحة المنزل ووجدت أباها يجلس ببرود يشاهد التلفاز ثم نظر لها ب**ت.
نور: بابا مين دي؟
حسن ببرود: مراتي.
نور بصدمة: ايه.ازاي.ازاي اتجوزت ولسة معداش علي موت ماما سنة حتي ازاي.ازاي تعمل كدة.
حسن بلامبالاة: جيتي ليه يانور؟
ايقنتاحكمت نور قبضتها بتوتر فهي تفهم الحقيقة تدريجيًا ولكنها ترفض ان تفهم لأنه من المستحيل أن يفعل بيها هذا فبالنهاية فهو أباها.
نور بدموع: يعني..يعني انت كنت عارف اني رايحة الفيلا مش في شغل قولي لاء ارجوك.
حسن ببرود: كنت عارف يانور ده راجل احنا مش اده لو مكنتيش روحتي كان هد البيت ده علي دماغي.
نور بصدمة: يعني.بعتني.بعت بنتك!!
وجدته نور صامت لايرد عليها وينظر للتلفاز ببرود.
صااحت نور بصوت مرتفع واردفت هستيرية: رررد عليا. رد متسكتش.
سحبت رشا ذراع نور بقسوة وتوجهت للباب واردفت بغيظ: اطلعي.اطلعي برة مش ناقصين بلاوي ثم اغلقت الباب في وجهها.
نظرت نور للباب المغلق بصدمة وهي مازالت لاتستوعب ماحدث لها. اخذت نور تمشي بتوهان بالطريق ودموعها تهطل بغزارة وهي لاتعلم إلى أين تذهب ودموعها بعينيها لاتنتهي ولكن ساقها قادتها الي.
وبعد فترة.
نور.نور.
نور بلهفة: ماما. ماما وحشتيني اوي سبتيني ليه ياماما؟
اماني: غصب عني حبيبتي خليكي قوية يانور.
نور : مش قادرة ياماما تعبت.
اماني: هتقدري انتي قوية اوعي تضعفي ابداا خليكي ورا حلمك.
التفتت نور حولها وهي تبحث عنها واردفت:
ماما.ماما انتي روحتي فين؟
افاقت نور من نومها العميق وارفت بصوت مبحوح: ماما.
ريم بعناق: نور حبيبتي انتي كويسة؟
بادلتها نور العناق وهي تشهق من شدة بكائها واردفت: مش قادرة.مش قادرة ياريم.
ريم بحزن علي حالها: اهدي يانور.اهدي ياحبيبتي. قوليلي ايه اللي حصل؟
مسحت نور دموعها بحزن واردفت بهدوء: معلش ياريم سبيني شوية عايزة انام.
في احدي البارات.
كان أدهم وعمر يجل**ن مقابل بعضهما بالمنضدة ويشربون احدي المشروبات المختلطة بالكحول. لمح عمر احدي الفتيات التي تشاور له بيديها بإغراء لكي يأتي يرقص معها. لن يهتم عمر ولكنه ملل من هذا التفكير الكثير الذي يحيط براسه ثم اردف بملل لأدهم:
بقولك ايه انا رايح اشوف المزه دي.
اومأ أدهم براسه بعدم إهتمام وهو يشرب المشروبات بغزارة وباليد الأخرى يدخن سيجارته الخاصة به.
جائت فتاة ورفعت يديها لكتفه واردفت بإغراء: ايه ياقلبي بقالنا كتير مبنشوفكش يعني.
انزل أدهم يديها الموضوعة على كتفيه واردف: امشي مش فايقلك.
اقتربت منه الفتاة اكثر واردفت بمياعة: انا فايقالك بقي.وحشتني.
ابعدها ادهم عنه واردف بحدة: بقولك امشي.
فزعت الفتاة منه وركضت سريعًا.
بدء ادهم ان لايشعر بحاله من فرط الشرب.
دخل حسن البار ثم ابتلع ريقه بخوف عندما تفاجأ برؤية ادهم. اراد ان يخرج ولكنه رأي ادهم انه ليس في وعيه.
دخل حسن وجلس بجانبه وطلب من الرجل أن يأتيه لكي يشرب.
نظر له ادهم واردف بعدم وعي: انت مين؟
حسن بتوتر: انا.انا حسن.
ادهم بتوهان: اه حسن صح.
حسن بخبث: نور عاملة معاك ايه ياادهم بيه؟
أدهم بسخرية وضحك: نور هههههههههههه نور الخضرة الشريفة ههههههه لاء وكأني اول راجل كان هيلمسها.الظاهر فعلاً هتطلع فيرجن زي ماقلت هههه.
حسن بفضول: طب مادام هي مش عجباك هاتها في كتير عايزنها ياباشا.تحولت نظرات ادهم من السخرية الي الغضب.
شعر حسن بالخوف وسب حاله علي ماقاله.
مسك ادهم حسن بشدة وزمجر بغضب:
انت ايه ياراجل انت ايه الوساخة اللي انت فيها دي عارف لو حد قربلها هقتله واقتلك.
اسرع عمر لادهم ومسكه : ادهم.ادهم يلا نمشي انت مش في وعيك.
نظر أدهم له واومأ له عندما شعر بصداع شديد يفتك براسه.
خرج ادهم مع عمر وهو يسدد لحسن نظرات نارية.
جاء الصباح. في بيت ريم.
نور بحزن : معلش ياريم هقعد عندك بس يومين عقبال مااظبط حالي انا عارفة ممكن مامتك تضايق و.
قاطعتها ريم: ايه اللي بتقوليه ده يابنتي ان شاءالله تقعدي علطول وماما مش متضايقة ولا حاجة.
نور بإبتسامة بسيطة: ربنا يخليكي ليا.
ريم: علفكرة انتي لسة محكتليش ايه اللي حصل امبارح.ايه اللي يخليكي توصلي بالحالة دي لدرجة إن اغمي عليكي.
نور بحزن: نروح بس الجامعة واحكيلك علي كل حاجة.
وبعد فترة دخلت ريم ونور الجامعة.كانا يجل**ن بكافتيريا الكلية.
ريم: يابنتي هو في حد بيشتري جرايد دلوقتي؟
تطلعت نور للجرايد بفضول وكأنها تبحث عن شئ بها ثم اردفت: استنى بس انا بدور على حاجة.
لمحت نور طلب لإلتحاق بوظيفة في احدي الشركات بدون موهلات معينة ثم نظرت لعنوان الشركة بفضول.
وقفت نور سريعًا واردفت: بقولك ايه انا رايحة مشوار كدة.
ريم: رايحة فين يانور. يانور. لوحت نور يديها لريم وتمشي بسرعة اشبهت بالركض.
وبعد فترة كبيرة دخلت نور الشركة.
نور بإرهاق: ياربي ايه المواصلات دي كلها كل ده عشان نوصل الشركة يعني ثم نظرت لساحة الشركة قبل أن تدخل من الباب الرئيسي واردفت بإنبهار:
لا بس الصراحة شكلها تستاهل.
اردف احدى افراد الأمن لها بحزم: جاية لمين ياأنسة؟
نظرت نور حولها وجدت هي فقط من تدخل من البوابة ليس احد سوى أفراد الأمن يقفون ثم اردفت بتوتر: انا جاية اقدم على الوظيفة اللي.
الرجل بمقاطعة: اتفضلي ياأنسة.
اومأت نور براسها بتوتر ثم تقدمت حتى وصلت لبهو الشركة ووجدت مكتب خاص تجلس به السكرتيرة التي كانت تنظر لها بإنضباط.
نور: لو سمحت انا عايزة اقدم علي الوظيفة تبع الجريدة.
وقفت السكرتيرة بإحترام واردفت بإبتسامة : اتفضلي معايا.
ابتسمت لها نور وانسحبت خلفها تتابعها حتى وصلت لأحدي الأبواب الضخمة ثم اردفت السكرتيرة:
استنيني هنا دقيقة واحدة.ثم طرقت على الباب الضخم ثم فتحته ودخلت واغلقته.
ارادت نور آن تلمح من بالداخل ولكنها لن ترى أي شئ.
نور هامسة بإندهاش: يخربيتكم الشركة من جوه لوحدها مشوار تاني.ثم نظرت للباب الملاصق الذي كان أقل حجمًا. قاطع شرودها خروج السكرتيرة التي لوحت بيديها للباب الذي اغلقته حال خروجها ثم اردفت لها:
اتفضلي ياأنسة المدير منتظرك.
ابتسمت نور بتوتر ثم فتحت الباب الضخم ودخلت للداخل ثم رات مكتب ضخم وكرسي يجلس عليه رجلاً يدير وجهه للشرفة الكبيرة المحيطة بالزجاج الشفاف وتظهر المنظر بالكامل بالخارج.
نور لنفسها: معقولة يدخلوني للمدير كدة بسرعة طب ازاي.
وبعد دقيقتين.كانت تقف نور بمكانها بتوتر فهي لاتعلم ماذا تفعل فهو لن يتحدث معها وهي تتوتر اكثر فهي لأول مرة تضع بهذا الموقف ولكنها قاطعت هذا ال**ت وتنحنحت عندما وجدته كما هو صامت ثم تنحنحت مرة أخرى اقوي بغيظ عندما شعرت بتجاهله.
الرجل: سمعتك ياانسة نور.
شعرت نور من ان تكرر معها هذا الصوت من قبل ثم نظرت له بشك من شعره الغزير حتى تفاجأت به يدير بكرسيه ووضح لها وجهه ثم اردف بجدية ساخرة: بس ايه رايك خليت الشغل حقيقي.
نظرت نور له بصدمة وعادت تلقائيًا خطوة للخلف.
نظر لها ادهم بإستمتاع من صدمتها ثم اردف بغمزة: نونو انتي كويسة؟
نور بغضب: انت عايز ايه ماكفاية اللي عملته بقي يااخي كمان جايلي في شغلي.
ادهم بخبث: واللهي دي شركتي يانونو وانا المدير فيها انتي اللي جاية لحد عندي.
نور بعصبية: انت فاكرني بقي هشتغل عندك تبقى بتحلم. انسي انا مستحيل هشتغل عندك ثم أدارت وجهها وكادت ان تخرج ولكن اوقفها صوته.
أدهم ببرود: لو مشتغلتيش هنا مش هتشتغلي في اي حتة تاني.
نور بسخرية: ليه بقي ساحر حضرتك.
ادهم ببرود: حاجة زي كدة.
نور بعصبية مفرطة: يبقي مش هشتغل في اي حتة انسي.ثم كادت ان تخرج ولكنها فتحت حقيبتها لكي تتأكد فتأكدت انها ليس لديها نقود حتى لكي تعود بها.
اغلقت نور عينيها بغضب من حالها ووضعها هذا ثم ادارت وجهها له واردفت بهدوء ع** ماكانت عليه.
نور: هبدا شغل امتي؟
ادهم بخبث: ايه ده ايه الخذلان ده.
نور بحدة: لو سمحت مش عايزة كلام كتير عايزة اعرف هبدا شغلي امتي ومرتبي كام؟
أدهم بجدية: عالعموم تقدري تبداي من النهاردة ومرتبك هتعرفهولك السكرتيرة.
نور بتوتر: انا. انا عايزة اخد سلفة نص مرتبي.
ادهم بسخرية: بس كدة طمع. ثم اردف بهدوء فهو يعلم عندما وجدها تفتح حقيبتها وتنظر وتبحث فيها بتوتر:
تمام موافق.
ضغط ادهم علي الهاتف الموضوع أمامه واردف بأمر: تعالي بسرعة.
دخلت السكرتيرة سريعًا.
ادهم: ودي الانسة علي شغلها وخليها تأخذ سلفة من مرتبها.
اومأت السكرتيرة براسها واردفت بإحترام: تمام حاضر.
نظرت نور له بغيظ؛ فهو يخرج لها في كل مكان. فهي بالتأكيد لن تنصاع له فهي تعلم بنيته السيئة، شعرت بكرهها الشديد اتجاهه فهو يتحكم بأشياء كثيرة بهذا التحكم والنفوذ الذي يصل بكل شئ بأمواله.
السكرتيرة: اتفضلي معايا ياأنسة.سددت نور له نظرة غاضبة كارهة عندما غمز لها بمشا**ة وهي تتبع السكرتيرة.. حتي خرجا.
نظر ادهم للفراغ فهو يعلم أن أباها طردها من بيتها. نعم فهو يعلم كل شئ عنها بمجرد ماخرجت من المستشفى فكان يعين احدي الحراس يتتبعها خطوة بخطوة لكي يأتيه بأخبارها.ويعلم بالتأكيد انها ستحتاج للأموال لذلك اول شئ تفعله ستبحث عن عمل لذلك اوظف احدًا كي ينشر بعنوان شركته بكل المجلات بأنه يحتاج لموظفة فتاة ليس بشروط معينة.
في المساء. دخل ادهم فيلته حتى تقابل برحمة.
رحمة بإبتسامة: هحضرلك الغداء.
أدهم بغموض: انتي فاكرة شكله صح؟
رحمة بتوتر: هو مين؟