الفصل الثامن

870 Words
.وقف ياغيز و قال" تصبحين على خير " ..تبعته هزان بعينيها و هو يفتح باب الغرفة و يدخل إليها..استغربت هزان مما يحدث معها..اقتراب ياغيز منها يسعد قلبها و يجعلها ترغب في المزيد..لقد تحولت بسرعة من فتاة مسترجلة تكره الرجال إلى أنثى تسعدها نظرة رجل و قربها منه..أنثى تحاول لفت انتباه زوجها بارتداء الفساتين و اظهار أنوثتها..أنثى تريد أن تكون مرغوبة من هذا الرجل الذي دخل حياتها بمصادفة غريبة لا تحدث كل يوم..أنثى صارت متزوجة و صارت تحلم باللحظة التي ستقضيها بين ذراعي زوجها..قناع الرجولة التي كانت ترتديه كان لكي تحمي به نفسها من الذئاب البشرية التي كانت تحاول سرقة براءتها دون رحمة..كانت تحاول أن تمنع والدها من السيطرة عليها و من الإنصياع لكلام زوجته و وسوساتها لكي يزوجها و يرتاح منها..كانت تحاول أن تمنع أحدا من الإقتراب منها أو إستغلالها..أما بعد أن تعرفت على ياغيز و رأت شهامته..صارت تشعر بالأمان بوجوده و صارت تسيطر عليها أحاسيس تتذوق طعمها للمرة الأولى..احتضنت هزان دانا و نامت و هي تتذكر لمسة شفتيه على شفتيها..في الصباح..استيقظت هزان على صوت رنين هاتفها..اتصال من رقم خاص لم يظهر على الشاشة..قالت" الو " قال صوت في الجانب الآخر" أختي الغالية كيف حالك؟" صاحت هزان "أخي..كم أنا سعيدة باتصالك..اشتقت اليك كثيرا....بخير..و انت؟" قال يوسف( جوكهان الكان) " أنا بخير..هزان..لقد علمت من العم عدنان أنكي تزوجتي..هل انت سعيدة؟" أجابت" نعم أخي..أنا سعيدة جدا..ياغيز شخص مميز جدا..و أنت؟ ما أخبارك؟ هل مازلت في اليونان؟" قال" نعم..لقد تزوجت و أعمل هنا في اليونان..لكن احزري ماذا؟" تساءلت بحماس" ماذا؟" قال" سآتي مع زوجتي إلى تركيا الأسبوع القادم..لقد اشتقت إليكي كثيرا صغيرتي..و أريد التعرف على زوجكي" صاحت" واااو..هذا خبر سار..سأنتظر قدومك بفارغ الصبر..أحبك جدا" ضحك .. "و قال" و أنا أحبك يا صغيرة..اعتني بنفسك جيدا..سنلتقي قريبا..الى اللقاء"..سمع ياغيز صوت صياحها فدخل إلى الغرفة متسائلا" هزان..هل انت بخير" أجابت و الإبتسامة لا تفارق وجهها" لقد تلقيت اتصالا من أخي يوسف..سيأتي إلى تركيا الأسبوع القادم هو و زوجته..يريد أن يتعرف عليك" ابتسم ياغيز و أسعدته سعادتها و قال" جميل..و أنا أيضا أريد أن أتعرف عليه..أين يعيش الآن؟" أجابت" في اليونان" قال" تمام..سننتظر قدومه بفارغ الصبر" قفزت هزان من سريرها على الأرض و السعادة بادية على حركاتها و ملامحها ثم قالت" ايي..جيد..ماذا سنفعل اليوم؟" أجاب" سنقوم بجولة في أزمير..أريد أن أعرفكي انت و دانا على هذه المدينة الجميلة" صفقت بحماس و قالت" سأغير ملابسي و أجهز دانا " ..بعد ساعة كانا يتجولان بالسيارة في مدينة ازمير الجميلة..تناولوا المثلجات و ذهبوا إلى مدينة الملاهي ..ركبوا السيارات الصغيرة و تصادموا بها و ضحكاتهم تعلو على كل الأصوات..أحست هزان انها تعيش طفولتها الضائعة للمرة الأولى..لم تذهب في طفولتها إلى مدينة الألعاب..لم تمرح مع صديقاتها..لم تتناول المثلجات إلا في الخفاء عندما كان يوسف يحضرها لها..نظرت إلى ياغيز نظرات إمتنان و شكر..فابتسم دون أن يقول شيئا..كان يشعر أنه مسؤول عنها..و عن سعادتها..كأنها ابنته الثانية..يعشق ضحكتها و ابتسامتها..تسعده رؤيتها سعيدة..يطمئن بوجودها معه و مع ابنته..صار يشعر أنه يملك عائلة مثالية يطمح إلى حمايتها و الحفاظ عليها و منحها كل الحب الذي في قلبه..واصلوا جولتهم ..زاروا المعالم الأثرية في المدينة..التقطوا عددا من الصور و اقتنوا بعض الهدايا التذكارية..مشوا معا على شاطئ البحر ..قال ياغيز" أنا أحب هذه المدينة كثيرا..تذكرني بطفولتي..أنا منها بالأساس.. و والدي المرحومان منها أيضا..اضطررت لتركها عندما درست في اكاديمية الشرطة في اسطنبول..ثم استقريت هناك عندما.." صمت ففهمت هزان أنه يقصد عندما تزوج..سألت" ما اسم زوجتك الأولى؟" اجاب" شيرين" قالت" هل كان زواجكما عن حب؟" ابتسم ثم قال بمرارة" ظننت أنه حب..لكنني كنت أحبها من طرف واحد ..أما هي.." آلمها ألمه فوضعت يدها على كتفه و قالت" أعتذر..آسفة..لم أقصد احزانك" هز رأسه و قال"..لا مشكلة..شيرين صارت من الماضي..كانت كثيرة التذمر لأنني اقضي اغلب وقتي في العمل..كانت تتهمني بأنني اهملها..حاولت التفرغ لها و أنجبت دانا..و بعد الولادة صار طبعها عصبيا و صارت تهمل ابنتها و ترفض الإعتناء بها..لاحظت انها تخرج كثيرا من المنزل و في يوم عدت من العمل و لم أجدها..و علمت بعد ذلك أنها هربت مع عشيقها..علاقة حب جمعتها بحلاقها النسائي الذي "كانت تتردد عليه كثيرا..لم أبحث وراءها و لم أهتم بمعرفة ما حدث..شيرين صارت من الماضي..و لا مكان لها في حياتي..أنت و دانا كل حياتي"..سألت هزان" ألم تعرف ما اسم الرجل الذي هربت معه؟" أجاب" لم أطلع و لا مرة واحدة على المعلومات التي جمعها زملائي عنه..أغلقت اذني عن كلام الناس و عن نظرات الشفقة التي كنت أراها في عيونهم..ما حدث بقي في الماضي و لا أريد تذكره..فضلت الإهتمام بابنتي و تعويضها عن غياب أمها" قالت" ..جيد ما فعلت..أنت أب رائع" ابتسم ياغيز و قال" شكرا لك هزان" ..أنهوا جولتهم و عادوا إلى الفندق..لاعبت هزان دانا إلى أن غلبها النعاس و نامت..دخلت هزان إلى الحمام..خلعت ملابسها و دخلت تحت الدوش..الماء الدافئ أنساها تعب اليوم ..كانت سعيدة جدا لأن ياغيز فتح لها قلبه و شاركها ذكرياته و همومه..اقترابه منها يسعدها و يجعلها تشعر بأهميتها عنده..استمتعت بدفء المياه فرفعت صوتها بالغناء..أنهى ياغيز ممارسة الرياضة في قاعة الفندق و صعد إلى الجناح..نزع قميصه المبلل بالعرق و هم بالدخول إلى الحمام عندما سمع صوت غناءها..ابتسم و هو يسمع صوتها العذب..تجمد أمام الباب و لم يستطع الإبتعاد..لفت هزان جسدها بمنشفة كبيرة تصل إلى ركبتيها و وضعت على شعرها منشفة صغيرة ثم فتحت الباب و خرجت..وجدته واقفا أمامها..جمدت في مكانها و لم تستطع التحرك..عيناه التهمتا جسدها و صار تنفسه سريعا و ص*ره العاري يرتفع و ينخفض بسرعة..تعلقت عيناها بعينيه..مررت لسانها على شفتيها فهمس" ..لا تفعلي هذا" سألت بسذاجة" ماذا؟" قرب فمه من أذنها و قال" لا تلعقي شفتيكي..إنكي تثيرينني" عاد إلى التطلع بوجهها ..اضطربت أنفاسها و تسارعت دقات قلبها..و مررت لسانها مرة أخرى على شفتيها..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD