..وصلوا إلى فندق فخم غصت قاعة
إستقباله بالحاضرين الجالسين حول الطاولات..زملاء ياغيز في العمل و رؤساءه و
أصدقاءه..نظرت هزان يمنة و يسرة..إنها كاليتيمة و الغريبة وسط هذا الجمع من
الناس..تمنت لو كانت والدتها المرحومة معها في هذا اليوم..تمنت لو كان أخوها
يوسف بجانبها و يشاركها فرحتها..لكنها كانت فعلا وحيدة ..ضغطت دون أن تنتبه
على يد ياغيز ..فهم ما تشعر به دون أن تتكلم..الدموع التي تجمعت في عينيها
أخبرته بما يدور في عقلها..قرب فمه من أذنها و همس" هزان..من اليوم سأصبح
أنا و ابنتي عائلتك..أعدكي أن أعاملكي معاملة حسنة و ألا أسمح لأحد بأن
يؤذيكي..ثقي بي" إلتفتت إليه و ابتسمت و قد أسعدها ما قاله..تمتمت " شكرا
ياغيز" . جلسا أمام مأمور الزواج الذي سألهما ثم أعلنهما زوجا و زوجة..تسلمت
هزان دفتر العائلة و اقترب منها ياغيز و قبل جبينها..عانقا دانا و التقطا العديد من
الصور ..سمعت هزان صوتا يناديها..التفتت لتجد العم عدنان واقفا أمامها ..قال"
مبروك يا ابنتي. أتمنى لك السعادة" عانقته هزان و هي تقول" شكرا عمي عدنان
..سررت كثيرا لمجيئك" صافحه ياغيز و شكره جدا لأنه كان بجانب هزان في
يوم زفافها..راقص ياغيز هزان التي قالت بخجل" أنا لا أعرف كيف ارقص" همس "
تابعي خطواتي و استسلمي لي" فعلت مثلما طلب منها و تركته يتحرك بها على
إيقاع الموسيقى..رائحة عطره ذكية..أنفاسه الدافئة تلامس وجهها و عنقها..يده
التي وضعها على خصرها تصيبها برعشة كأنها صعقة كهرباء..ارتعدت بين يديه
فشدها إليه أكثر كأنه لا يرغب في إطلاق سراحها..علا فجأة صوت صراخ عم
المكان..ابتعد ياغيز عنها و التفت فرأى سافاش يتمايل ثملا و يصرخ بأعلى صوته"
هزان..أنت لي..لن أسمح لكي بالزواج منه..هيا تعالي معي" أحاط به زملاء ياغيز و
..منعوه من الإقتراب منهما و أجبروه على الخروج..
تغيرت ملامح ياغيز و بدا الإنزعاج واضحا عليه..اقتربت منه هزان و قالت" أنا آسفة
لما حدث ..إنه حقير و مزعج" وضع ياغيز يده في يدها و قال" لقد أصبحتي زوجتي
و عليه أن يحترم ذلك و إلا سأفهمه بطريقتي" ابتسمت هزان و قالت" تصرف معه
بالطريقة التي تعجبك" بادلها ابتسامتها بابتسامة ساحرة من شفتيه..تعلقت
نظراتهما ببعض للحظات ثم انتبها لنفسيهما..قطعا الكعكة الضخمة التي اعتلاها
مجسم صغير لعروسين أصرت دانا على الحصول عليه و الإحتفاظ به..انتهى الحفل
فركبا السيارة عائدين إلى المنزل..نامت دانا على ساق هزان طيلة الطريق..في
المنزل..وضعتها هزان في غرفتها ثم دخلت إلى غرفتهما و جلست على حافة
السرير تنتظره..طرق الباب ثم دخل..جلس بجانبها ..نظر إليها ..كانت تنظر إلى
الأسفل و تضم يديها و تفركهما..بدا الخوف واضحا عليها..وضع يده على يديها و
قال" هزان..لا تخافي..أعلم أنكي خائفة و متوترة..لا داعي لذلك..كما أخبرتكي
سابقا..زواجنا صوري إلا إذا اردتي أنت أن يصبح حقيقيا..لن اضغط عليكي و لن
أجبركي على شيء" مد يده و رفع الطرحة عن وجهها ثم لامس بأصابعه ذقنها و
رفع وجهها إليه و قال" المهم أن تكوني مرتاحة و سعيدة..هيا اضحكي" ابتسمت
هزان و قالت" ياغيز..شكرا لك على كل شيء" اوقفها و قال" سأساعدكي على
خلع فستانكي..لن تستطيعي نزعه وحدكي" اضطربت هزان و لم تعرف ماذا
تفعل..أدارها و أخذ يفتح الخيوط المتشابكة التي كانت تغلق الفستان من
الخلف..تأمل مع كل خيط فتحه بشرتها الناصعة و جسدها المميز..لامس بأصابعه
جلدها فبلعت هزان ريقها بصعوبة و تسارعت أنفاسها..أنهى فتح الخيوط و أدارها
إليه..جال ببصره على وجهها..جبينها..وجنتيها..عيناها..أنفها..شفتاها..مرر لسانه
على شفتيه و حاول السيطرة على نفسه..نظرت هزان إليه و قالت" ياغيز..أنا.."
أبعدها عنه و قال" لا تقولي شيئا..قد يزيد صوتكي من صعوبة الموقف..تصبحي
..على خير" و اغلق الباب و خرج..بقيت هزان واقفة في مكانها..كانت بين شعورين غريبين..أحدهما الخوف و الثاني
الرغبة..الخوف من هذا المجهول الذي ينتظرها و الرغبة في تجربته للمرة الأولى
معه..كانت تقرف من الرجال و من العلاقات بصفة عامة..ما تعرفه أن الرجال
يرغبون في جسد المرأة لإشباع رغباتهم ..الفكرة التي تملكها عن الموضوع لا
تشجعها للقيام به..لكنها في نفس الوقت تشعر أن ياغيز مختلف و لا يشبه بقية
الرجال لذلك قد تكون العلاقة معه ممتعة و مميزة..قررت أن تمنح نفسها و تمنحه
بعض الوقت لكي يتجاوزا مخاوفهما و عقدهما الكثيرة..لعل تقربهما من بعضهما
أكثر و التعرف على بعضهما أكثر يساعدهما و ينجح علاقة الزواج التي صارت
تجمعهما..نزعت هزان الفستان و ارتدت قميص نومها و اندست في الفراش..نام
هو في الغرفة المجاورة..كان يريدها و يشتهيها و يرغب بها كما يرغب الرجل في
المرأة..هو الذي لم يعاشر إمرأة منذ أن هجرته زوجته و هربت مع عشيقها..كره
كل النساء و حقد عليهن..صرن متشابهات في نظره..كلهن خائنات ..لكن ما رآه
من هزان و ما يشعر به تجاهها جعله يراهن على أنها مختلفة..لكن مسألة الثقة
التي يريد ان يمنحها إياها قد تأخذ منه بعض الوقت..في الصباح..استيقظت هزان باكرا و دخلت إلى المطبخ ..جهزت الفطور و أيقظت
دانا التي جرت نحو غرفة أبيها و صعدت إلى سريره..وضعت يدها على خصلات
شعره و داعبته ثم قبلته على خده و هي تقول" بابا..هيا استيقظ..أنا جائعة" فتح
ياغيز عينيه و احتضن ابنته بين ذراعيه و هو يدغدغها بأصابعه و بفمه ثم قال" أنا
جائع و سآكلكي أنت" قهقهت دانا و صاحت" ماما..تعالي أنقذيني" دخلت هزان إلى
الغرفة و اقتربت من السرير و هي تحاول ابعاد ياغيز عن دانا..فسحبها ياغيز من
خصرها و اوقعها هي الأخرى أمامه و راح يدغدغها ..علت ضحكاتهما و راحت هزان
تتوسل إليه لكي يتركهما فتوقف عن ملاعبتهما و قبل دانا على خدها فقالت
الصغيرة" ألن تقبل ماما؟" ..ابتسم ياغيز و قرب فمه من خد هزان و قبلها
بخفة..خجلت هزان و ابتعدت و هي تقول" هيا..الفطور جاهز" ..أنهوا تناول طعامهم
فقال ياغيز" هزان ..جهزي حقيبتكي و حقيبة دانا ..سنذهب إلى إزمير لنقضي
عطلة معا" ابتسمت هزان و قالت" حسنا" ..بعد ساعتين..كانوا في فندق فخم في
أزمير..حجز ياغيز جناحا يحتوي على غرفتي نوم و صالون و حمامين..رتبت هزان
الملابس في الخزانة ثم انصاعت لإصرار دانا للنزول إلى المسبح..لبست هزان
فستانا وردي اللون يخفي ثوب السباحة الذي كانت ترتديه..راقبت لعب دانا بالماء
.. في المسبح الصغير و تمددت على الكرسي الطويل..بعد ساعة نزل ياغيز من الجناح و انظم إليهم ..وقف أمام هزان و قال" لماذا لم
تنزلي إلى الماء؟" نظرت هزان إليه بخجل و أجابت" لأنني لا أجيد السباحة" ابتسم
و قال" تمام..سأعلمكي" ..نزع ياغيز قميصه و أبقى على التبان القصير الذي كان
يرتديه..تأملت هزان ص*ره الأبيض العريض و وشمه الغريب..تعلقت نظراتها به..و
لاحظت نظرات الفتيات اللواتي كن تتأملنه و شعرت بوخزة في قلبها..أرادت أن
تخفيه عن عيونهن أو أن تصيح في وجههن أن هذا الرجل زوجها و لا يحق لغيرها أن
ينظر إليه..قال" هزان..هيا انزعي فستانكي و اتبعيني" وقفت هزان للحظات دون
حراك ..ترددت و ارتعشت أصابعها..لاحظ ياغيز ترددها فاقترب منها أكثر و همس"
هل أنت خجلة؟" هزت رأسها و قالت" نعم..هذه المرة الأولى التي أرتدي فيها
ثوب سباحة" وضع يده على كتفها و قال" لا تقلقي..ستكونين في أمان بين
ذراعي..هيا" ..نزعت هزان فستانها ليتجلى ثوب سباحة من قطعة واحدة بلون
أسود..ظهره عاري و يلتصق بجسمها مظهرا تفاصيله..نظر إليها ياغيز بعينين
لامعتين و تن*د بعمق ثم امسك يدها و نزلا معا إلى الماء..مددها على يديه فتصلب
جسدها و تعلقت بعنقه..أسعده اقترابها منه لكنه قال" هزان..ثقي بي و ارتخي..لا
تخافي..أنا أمسك بكي" ..بعد العديد من المحاولات..استطاعت هزان أن تطفو
لوحدها على سطح الماء ..لامس ياغيز جسدها و هو يحاول أن يعلمها كيف
تسبح..اقترابهما من بعضهما أسعدهما و أنساهما كل من حولهما..قضوا بقية اليوم
في المسبح و تعلمت هزان السباحة بفضل دروس ياغيز ..ثم عادوا إلى
الغرفة..تناولوا طعامهم و استسلمت دانا للنوم من تعبها ..جلس ياغيز أمام التلفاز
و احضرت هزان القهوة و جلست بجانبه..شاهدا فيلما كوميديا جعلهما يضحكان
معا..التقت نظراتهما في نهايته عندما قبل البطل البطلة..أمسك ياغيز يد هزان و
قرب وجهه من وجهها..و أخذ شفتيها بين شفتيه..لم تتحرك هزان و لم تبادله
قبلته..فهم أنها قبلتها الأولى ..مص شفتيها برقة ثم ابتعد عنها..أغمضت هزان
عينيها مستمتعة بتلامس شفاههما..