صرخ ياغيز في وجهه" هاي..إلي أين انت ذاهب؟ " تبع أمين سافاش إلى الداخل و
قال"سيد ياغيز ..علمت أن ابنتي هزان هنا" سمعت هزان صوت أبيها فاختفت في
الخزانة و اغلقت الباب عليها..قال ياغيز" هذه وقاحة و قلة أدب..سأشتكي عليكما
لأنكما دخلتما إلى منزلي بهذه الطريقة..هيا..اخرجا" صاح سافاش" لن أخرج قبل
أن آخذ هزان معي" سحبه ياغيز من ياقة قميصه و قال" هزان ليست موجودة..انها ليست
هنا..هيا احترم نفسك و اخرج من بيتي" قال أمين" سيد ياغيز..اعذرنا..أجبني
فقط..هل هزان هنا؟" ابعد ياغيز يده عن سافاش و قال" هزان هي مربية
ابنتي..تعمل في النهار..أما في الليل فهي تغادر و لا أعلم إلى أين..ابحثوا عنها بعيدا
عن هنا" ضحك سافاش و قال بسخرية" ها قد اعترف سيادة الضابط ..انها تعمل
عنده" قال ياغيز بعصبية" اخرس يا هذا..لا تتذاكى و إلا سجنتك..هيا ..اخرجا من
منزلي" قال أمين" حسنا سيد ياغيز..سنذهب الآن..لكننا سنعود غدا صباحا لكي
نصطحبها معنا" قال ياغيز بنفاذ صبر" هيا..اذهبوا من هنا..هيا" خرج أمين و مر
سافاش من أمام ياغيز و بقي ينظر إليه بتحدي ثم خرج..أغلق ياغيز الباب و دخل
مسرعا إلى غرفة هزان..نظر يمنة و يسرة لكنه لم يجدها..هم بالخروج عندما
فتحت هزان باب الخزانة و أسرعت نحوه و ارتمت بين أحضانه..عانقها ياغيز بشدة
ساحقا أضلعها بين يديه..داعب شعرها و سحب رائحتها الذكية إلى أعماقه ثم قال"اهدئي..لا تخافي..لقد ذهبا..اطمئني" رفعت نظرها إليه و قالت" أرجوك سيد ياغيز..لا تسمح
لهما بأخذي من هنا..لا أريد أن أعود..لا أريد أن أتزوج" داعب ياغيز وجهها بأصابعه و
قال" أخشى أنني لا أستطيع منع والدكي من أخذكي..إنه ولي أمركي" ابتعدت
هزان عنه و قالت" إنه جلادي..لا أريد أن أعود معه" صمت ياغيز قليلا ثم قال" يجب
أن نجد حلا" قالت" و ما هو هذا الحل برأيك؟" نظر إليها ياغيز و قال" الحل أن
"نتزوج..حملقت فيه هزان غير مصدقة ما سمعته منه..تفهم خوفها و اضطرابها فقال" لا
تخافي..سيكون زواجا على الورق فقط..إلا إذا طلبتي أنت ان يكون حقيقيا..المهم
بالنسبة إلي أن أمنع والدكي من أخذكي و أن تبقي بالقرب من دانا..لقد رأيت مدى
تعلقها بكي..ما رأيكي؟" صمتت هزان قليلا ثم أجابت" أقبل..المهم ألا أعود مع أبي
و ألا أتزوج ذلك الحقير" قال" تمام..اتفقنا..عندما يأتون في الغد سأخبرهم أننا
سنتزوج" نظرت هزان إليه بامتنان و قالت" شكرا سيد ياغيز " ابتسم و قال" نادني
ياغيز.. ياغيز فقط" ابتسمت و قالت" حسنا ياغيز..سأتفقد دانا ثم أذهب إلى
النوم..تصبح على خير " قال " ليلة سعيدة هزان" ..تفقدت هزان دانا و غطتها ثم عادت
إلى غرفتها و اندست في فراشها و نامت مطمئنة بوجود ياغيز و بمساعدته
لها..في الصباح..جهز ياغيز الأوراق اللازمة للزواج بعد أن أخذ هوية هزان و طلب
من الجميع الإسراع بالمعاملات..على الساعة الحادية عشر ..طرق أمين الباب
ففتح له ياغيز و قال" تفضل سيد أمين " سأله" أين هزان؟ " أجابه" هنا..لكن قبل
أن تراها يجب أن تعلم أنها لن تعود معك و لن تستطيع إجبارها على ذلك" نظر إليه
أمين و قال" و من سيمنعني من ذلك؟ انها ابنتي و أنا ولي أمرها" قال" أنا من
سأمنعك" سأله" بصفتك ضابط شرطة؟" أجاب" كلا..بصفتي زوجها" نظر إليه
أمين بشك و قال" ماذا؟ زوجها؟ متى تزوجتما؟ هل تحاول خداعي؟" ابتسم ياغيز و
قال" عفوا سيد أمين..أنا لا أخدعك..زفافنا الليلة و أنت اول المدعوين طبعا"
خرجت هزان من غرفتها فاقترب منها أمين و حاول سحبها من ذراعها لكن ياغيز
منعه و قال" احذر أن تلمسها..لا أسمح لك بإيذاء زوجتي" صاح أمين" لم تصبح
زوجتك بعد..لن أسمح لكما بالزواج" ضحك ياغيز و قال" لن تستطيع أن
تمنعنا..نحن بالغين و راشدين و قررنا أن نتزوج" نظر إليه أمين و قال" حسنا..أنتما
حرين..تزوجا..لكن يجب أن تنسي يا هذه أن لكي أب" ضحكت هزان و قالت" أبي
مات في اليوم الذي دفن فيه أمي" خرج أمين و غادر ..قال ياغيز" هزان..الأوراق
جاهزة..انظري..لقد أحضرت لك هذا" و أراها فستان زفاف جميل للغاية..قالت"
شكرا لك ياغيز..هذا كثير" ابتسم و قال" لا تقولي هذا..هيا..تجهزي ..عقد القران
سيكون بعد ساعتين..لقد ارسلت في طلب كوافيرة خاصة لكي تعتني بكي "
خجلت لأنها فعلا لم تكن تعرف كيف تضع المساحيق او كيف تصفف شعرها..بعد
ساعتين..كانت هزان جاهزة..فتحت باب غرفتها و خرجت..تأملها باغيز بعينين
التهمتا كل قطعة في جسدها..الفستان مكشوف الكتفين و يلتصق بجسمها..أما
شعرها فقد جمعته في شكل وردة و أنزلت خصلتين بجانبي وجهها و وضعت على
رأسها طرحة بيضاء...بقي ياغيز متسمرا في مكانه يتأمل هزان التي كانت تبدو كالملاك في فستانها
الأبيض..التصقت ابنته دانا بساقه و راحت تشده لكي ينزل إليها و تكلمه..جثى على
ركبته أمامها فسألت" هل ستتزوج أنت و هزان؟" ابتسم و أجاب" نعم صغيرتي..سنفعل..هل
سيسعدكي ذلك؟" ضحكت و قالت" نعم..كثيرا" ثم جرت نحو هزان و امسكت
فستانها و سألتها" هزان..هل ستصبحين ماما؟" انحنت هزان و عانقتها و هي تقول"
إذا أردتي أنت ذلك حبيبتي" تعلقت الصغيرة بعنقها و قالت" نعم..أريد ذلك. .من اليوم سأناد*كي ماما" قبلتها هزان و أمسكت يدها و يد ياغيز الذي
كان سعيدا بالتقارب الذي يحدث بينهما..وصلوا إلى فندق فخم غصت قاعة
إستقباله بالحاضرين الجالسين حول الطاولات..زملاء ياغيز في العمل و رؤساءه و
أصدقاءه..نظرت هزان يمنة و يسرة..إنها كاليتيمة و الغريبة وسط هذا الجمع من
الناس..تمنت لو كانت والدتها المرحومة معها في هذا اليوم..تمنت لو كان أخوها
يوسف بجانبها و يشاركها فرحتها..لكنها كانت فعلا وحيدة ..ضغطت دون أن تنتبه
على يد ياغيز ..فهم ما تشعر به دون أن تتكلم..الدموع التي تجمعت في عينيها
أخبرته بما يدور في عقلها..قرب فمه من أذنها و همس" هزان..من اليوم سأصبح
أنا و ابنتي عائلتك..أعدكي أن أعاملكي معاملة حسنة و ألا أسمح لأحد بأن
يؤذيكي..ثقي بي" إلتفتت إليه و ابتسمت و قد أسعدها ما قاله..تمتمت " شكرا
ياغيز" . جلسا أمام مأمور الزواج الذي سألهما ثم أعلنهما زوجا و زوجة..تسلمت
هزان دفتر العائلة و اقترب منها ياغيز و قبل جبينها..عانقا دانا و التقطا العديد من
الصور ..سمعت هزان صوتا يناديها..التفتت لتجد العم عدنان واقفا أمامها ..قال"
مبروك يا ابنتي. أتمنى لك السعادة" عانقته هزان و هي تقول" شكرا عمي عدنان
..سررت كثيرا لمجيئك" صافحه ياغيز و شكره جدا لأنه كان بجانب هزان في
يوم زفافها..راقص ياغيز هزان التي قالت بخجل" أنا لا أعرف كيف ارقص" همس "
تابعي خطواتي و استسلمي لي" فعلت مثلما طلب منها و تركته يتحرك بها على
إيقاع الموسيقى..رائحة عطره ذكية..أنفاسه الدافئة تلامس وجهها و عنقها..يده
التي وضعها على خصرها تصيبها برعشة كأنها صعقة كهرباء..ارتعدت بين يديه
فشدها إليه أكثر كأنه لا يرغب في إطلاق سراحها..علا فجأة صوت صراخ عم
المكان..ابتعد ياغيز عنها و التفت فرأى سافاش يتمايل ثملا و يصرخ بأعلى صوته"
هزان..أنت لي..لن أسمح لكي بالزواج منه..هيا تعالي معي" أحاط به زملاء ياغيز و
..منعوه من الإقتراب منهما و أجبروه على الخروج..