قال" لا أستغرب ذلك..و الآن..إلى أين
ستذهبين؟" قالت"..لا أعلم..المهم ألا أعود إلى المنزل" نظر ياغيز إلى ابنته
المتعلقة بكتفي هزان ..صمت قليلا ثم سأل" ما رأيكي أن تعملي لدي؟" رفعت
رأسها إليه و قالت" عفوا؟" قال" أبحث عن مربية لإبنتي دانا..ما رأيك"
سألت" وأمها؟أليست موجودة؟" أجاب"لا..أمها ليست موجودة..أحتاج إلى
مربية تتفق مع ابنتي و تجعلني أطمئن عليها و أنا أعمل..ما رأيكي؟" فكرت هزان
قليلا ثم أجابت" اتفقنا..لكنني أبحث أيضا عن مكان أنام فيه" قال"..لا مشكلة..توجد غرف شاغرة..تستطيعين البقاء في أحدها" قالت" حسنا..هذا يناسبني"
ضحك و قال" لم تسألي عن المعاش؟" قالت" ..غير مهم..المهم أن أجد مكانا
أبيت فيه و أختفي فيه عن والدي" قال" اطمئني..لا تقلقي..لن يجدكي..هيا لنذهب
من هنا" و خرجوا معا..عاد أمين و سافاش إلى المنزل فوجدا نسرين جالسة و هي
تضع الثلج على رأسها..جرى أمين نحوها و سأل" ماذا جرى ؟ نسرين..هل أنت بخير؟"..نظرت إليه نسرين و قالت" تلك المتوحشة خدعتني ففتحت لها الباب و ضربتني
ثم هربت" صاح أمين" عليها اللعنة..لقد فعلتها" قال سافاش" سنجدها..لا تقلق..لن تستطيع الهرب مني" لمس أمين رأس زوجته ثم قال" يجب أن نبلغ
الشرطة" ابتسم سافاش و قال" سأبحث أنا أولا..ثم نبلغ الشرطة بعد ذلك" ..في
منزل ياغيز..تعلقت دانا بعنق هزان و لم ترضى أن تفارقها..لم تتركها إلا عندما
نامت فوضعتها هزان في سريرها و خرجت..وجدت ياغيز واقفا بجانب النافذة
..قالت" لقد نامت" التفت إليها و ابتسم ثم قال" هناك غرفتان شاغرتين..اختاري
احداهما" نظرت يمنة و يسرة و قالت و هي تشير إلى الغرفة المجاورة لغرفة دانا"
هذه..لقد اخترت هذه الغرفة" قال" تمام..تستطيعين وضع أغراضكي فيها"
انسحبت هزان من أمامه ..دخلت إلى الغرفة التي كانت واسعة يتوسطها سرير
صغير و خزانة متوسطة الحجم..وضعت هزان حقيبتها على السرير و رتبت ثيابها
في الخزانة ثم وضعت صورة أمها و أخيها في إطار على طاولة بجانب
السرير..لامست الصورة و تن*دت بعمق..سمعت طرقات على الباب فقالت" غال"
..دخل ياغيز و قال" عفوا..أردت أن أتحدث معكي" وقفت و قالت" نعم..تفضل" سبقها
إلى الصالون فتبعته..قال" لا بد أن والدكي يبحث عنكي..هل تعتقدين أنه قد يبلغ
الشرطة؟" قالت" قد يكون..سيحاول إيجادي بكل الطرق" قال" لكي يزوجكي"
قالت" نعم..مع الأسف..لكنني لن أتزوج و لو ذبحني" ابتسم و قال" لو أعلم من أين تأخذين
قوتكي هذه" قالت بحزن" من الألم و المعاناة..لقد عانيت كثيرا منذ وفاة والدتي و
زواج أبي من أخرى" صمتت قليلا ثم سألت" أين هي والدة دانا؟ هل هي متوفية؟"
تغيرت ملامح ياغيز و قال" أنا أعتبرها ميتة..لقد هربت مع عشيقها" ارتفع حاجب
هزان استغرابا و قالت" اووها..غريب..مالذي يدفع امرأة إلى التخلي عن ابنتها؟ "
نظرت إليه بشك و سألت" هل كنت تسيء معاملتها؟" نظر إليها ياغيز بحدة و قال"
. ..أمر لا يعنيكي..المهم الآن ..أن تعتني جيدا بدانا..اتفقنا"...نظرت إليه هزان و قالت" حسنا سيد ياغيز..اتفقنا" ..انسحبت هزان إلى غرفتها و
بقي ياغيز واقفا يتابعها بنظراته..سأل أمين و سافاش عن هزان في كل مكان لكن
دون جدوى..فاضطروا إلى إبلاغ الشرطة عن اختفاءها..في المخفر..دخل أمين و
سافاش إلى مكتب ياغيز ..قال أمين" سيد ياغيز ..نريد أن نبلغ عن اختفاء ابنتي
هزان" ابتسم ياغيز و قال" كيف اختفت؟ هل هربت من المنزل؟" أجاب أمين"
نعم..لقد هربت" نظر إليه ياغيز نظرة احتقار و سأل" كم عمرها؟" تأفف سافاش و
قال" و لماذا تسأل كل هذه الأسئلة؟" رمقه ياغيز بنظرات باردة و سأل" و من
تكون أنت؟" أجاب" أنا خطيبها سافاش" قال أمين" عمرها أربع و عشرون سنة"
ضحك ياغيز و قال" ابنتك راشدة سيد أمين و ليست مراهقة..لا نستطيع اعادتها
إلى المنزل اذا كانت لا تريد العودة" صاح سافاش " انه أبوها و من حقه أن يجبرها
على العودة" وقف ياغيز و قال بعصبية" أخفض صوتك يا هذا..انها ليست قاصرا..لا
أحد يستطيع إجبارها على العودة أو الزواج بك" نظر سافاش إلى أمين و قال"
هيا لنذهب عمي أمين..الضابط لا يريد مساعدتنا" قال" أريد مساعدتكما لكنني أقول
الحقيقة..سنبحث عنها لكننا لا نستطيع اجبارها على العودة" صافحه أمين و قال"
شكرا سيد ياغيز " و خرجا..انتظر ياغيز ذهابهما و عاد إلى المنزل..دخل فوجد هزان
تلعب مع دانا..كانتا تركضان في أطراف المنزل..جرت دانا واختفت خلف والدها
أما هزان فتبعتها دون أن تنتبه و اصطدم جسدها بجسد ياغيز..وضع ياغيز يده على
خصرها و سحبها نحوه مانعا سقوطها..للمرة الأولى يكونان قريبين هكذا ..شعر
بضغط ن*ديها على ص*ره و تأمل وجهها عن كثب..جال ببصره على
ملامحها..جبينها..عينيها..شفتيها..شعرت هزان بأنفاسه الحارة على وجهها..أبعدت
يده عنها و تراجعت إلى الخلف و هي تقول" آسفة..لم أقصد" قاطعها ضاحكا"..لا مشكلة..سعيد لأنكما تتفقان بشكل جيد" حمل دانا بين يديه و سألها"
صغيرتي..هل انت سعيدة" هزت دانا رأسها و قالت" اوووه..جدا" قبلها ياغيز على خدها و
أنزلها أرضا و هو يقول" انظري ماذا أحضرت لكي" أسرعت دانا نحو الأكياس و
أخذت الأل**ب و الهدايا..أما ياغيز فقال" هزان..لقد أتى أبوكي و خطيبكي لكي
يبلغا عن اختفاءكي" جمدت هزان في مكانها و سألت بقلق" و ماذا فعلت؟" قال"
لا تقلقي..لن يجداكي..ثم لا تنسي..أنت لست قاصرا لكي يجبراكي على العودة
معهما او على الزواج" صمتت هزان و لم تقل شيئا..على الغداء..اهتمت هزان ب دانا و اطعمتها و لاعبتها..نظر ياغيز باستغراب إلى
ابنته التي تتفق للمرة الأولى مع مربية..تحبها و تطيعها دون نقاش أو تمرد..ثم
انتقل بنظراته إلى هزان التي جمعت شعرها في شكل ذ*ل حصان و لم تتخلى عن
شكلها الذكوري في اللباس..قميص فضفاض و سروال جينز واسع..تأملها ياغيز
مطولا ..رفعت هزان عينيها فالتقت نظراتهما..سارعت هزان إلى إبعاد عينيها عنه و
واصلت اهتمامها بالصغيرة..أنهوا طعامهم فأدخلت هزان دانا إلى غرفتها و أحاطتها
باللعب..وقف ياغيز في الباب و قال" هزان..أريد أن أتحدث معكي لو سمحتي"
تبعته هزان إلى الصالون و قالت" تفضل سيد ياغيز" سألها" لماذا تصرين على
الظهور بهذا الشكل الذكوري؟" استغربت سؤاله فقالت" و هل هناك مانع في
ذلك؟" ابتسم و قال" لا..لكنني أتساءل فقط..مالذي يجبر فتاة جميلة مثلكي
على الظهور بهذا المظهر؟" خجلت هزان من مجاملته لها و غزى اللون الأحمر
وجنتيها..صمتت قليلا ثم قالت" تعودت أن أكون كذلك..بعد موت والدتي و زواج
أبي ..فقدت كل احساس بنفسي..اضطررت أن ارتدي ثوب الرجولة لكي أحمي
نفسي من عيون الناس و نظراتهم الوقحة..تعرضت أكثر من مرة إلى محاولات
إعتداء..أخفيت الأنثى خلف هذا المظهر..و صعب أن تظهر من جديد" اقترب منها
ياغيز و قال" ..هذا ظلم..لا يجوز أن تخفي أنوثتكي خلف رداء
الرجولة..لست بحاجة إلى الحماية الآن..أنت تحت حمايتي" ضحكت هزان و قالت
و هي تنظر مباشرة إلى عينيه" ومن سيحميني منك أنت؟" رفع ياغيز حاجبه
استغرابا و قال" ألهذه الدرجة ليست لك ثقة في الآخرين؟ " هزت رأسها بالنفي و
أجابت" لا..ليس لدي ثقة في الرجال..كلهم مثل بعض..يرون في المرأة جسدا
فقط" نظر إليها ياغيز بغضب و قال" أنت ترين الرجال جميعا قذرين..و أنا أظن أن
النساء كلهن خائنات و عاهرات..إلى أن تأتي واحدة تثبت لي ع** ذلك" بقيت
..هزان تنظر إليه للحظات ثم ابتعدت من أمامه و عادت للعب مع دانا..في منزل عائلة شامكران..جلس أمين مع نسرين التي قالت" احسنت..اجلس أنت
هكذا و ليعلم الله أين تكون ابنتك و مع من؟" نظر إليها أمين و قال" ماذا افعل ؟ لقد
بحثت و سألت عنها في كل مكان....لكنني لم اجدها" قطع حديثهما سافاش
الذي دخل مسرعا و قال" عماه..افرح..لقد وجدت هزان" وقف أمين و
سأل" حقا؟" قال" نعم..هيا" ..أنهى ياغيز دوامه و عاد إلى المنزل..بحث عن
هزان و دانا لكنهما لم يكونا في الغرفة..نادى " هزان..دانا.. اين انتما" لم
يجيباه..سمع صوت ضحكاتهما تنطلق من الحمام..فهم أن هزان بصدد مساعدة
دانا في أخذ حمامها..فتح الباب و دخل ففوجئ بهزان عارية إلا من ملابسها
الداخلية..بقي جامدا في مكانه ينظر إليها ..أسرعت هزان و ارتدت معطف
الإستحمام لتخفي جسدها من نظراته المتفحصة..انتبه إلى نفسه و قال"
آسف..لم أقصد أن ازعجكي..ظننت أن دانا هي التي تغتسل..أنا آسف" قالت
هزان بصوت مرتعش" حسنا..هلا خرجت لو سمحت" وضع يده على وجنتيه و أحس
بالدماء تغلي في عروقه ..ثم فتح الباب و خرج..أنهت هزان حمام دانا و حملتها إلى
غرفتها..ألبستها ثيابها و وضعتها في سريرها..أمام النافذة وقف ياغيز يحاول
السيطرة على أنفاسه المتسارعة..أغمض عينيه فتجلى جسدها الممشوق
بتفاصيله الأنثوية أمامه..بشرة بيضاء ناصعة..ن*دان نافرين..أفخاذ مفتولة و أرداف
ممتلئة..انها مثيرة للغاية..في غرفتها ..ارتدت هزان ثيابها و جلست على حافة
السرير..نظرات ياغيز أشعرتها للحظة أنها إمرأة كاملة الأنوثة..احساس تشعر به
للمرة الأولى..بشكل مختلف و مميز..طرقات عنيفة على الباب ايقظتهما من حالة
الذهول التي كانا فيه..فتح ياغيز الباب فدفعه سافاش و دخل و أخذ يصرخ"
.."هزان..هزان....أين أنت ؟"