الفصل الخامس

1291 Words
قال" لا أستغرب ذلك..و الآن..إلى أين ستذهبين؟" قالت"..لا أعلم..المهم ألا أعود إلى المنزل" نظر ياغيز إلى ابنته المتعلقة بكتفي هزان ..صمت قليلا ثم سأل" ما رأيكي أن تعملي لدي؟" رفعت رأسها إليه و قالت" عفوا؟" قال" أبحث عن مربية لإبنتي دانا..ما رأيك" سألت" وأمها؟أليست موجودة؟" أجاب"لا..أمها ليست موجودة..أحتاج إلى مربية تتفق مع ابنتي و تجعلني أطمئن عليها و أنا أعمل..ما رأيكي؟" فكرت هزان قليلا ثم أجابت" اتفقنا..لكنني أبحث أيضا عن مكان أنام فيه" قال"..لا مشكلة..توجد غرف شاغرة..تستطيعين البقاء في أحدها" قالت" حسنا..هذا يناسبني" ضحك و قال" لم تسألي عن المعاش؟" قالت" ..غير مهم..المهم أن أجد مكانا أبيت فيه و أختفي فيه عن والدي" قال" اطمئني..لا تقلقي..لن يجدكي..هيا لنذهب من هنا" و خرجوا معا..عاد أمين و سافاش إلى المنزل فوجدا نسرين جالسة و هي تضع الثلج على رأسها..جرى أمين نحوها و سأل" ماذا جرى ؟ نسرين..هل أنت بخير؟"..نظرت إليه نسرين و قالت" تلك المتوحشة خدعتني ففتحت لها الباب و ضربتني ثم هربت" صاح أمين" عليها اللعنة..لقد فعلتها" قال سافاش" سنجدها..لا تقلق..لن تستطيع الهرب مني" لمس أمين رأس زوجته ثم قال" يجب أن نبلغ الشرطة" ابتسم سافاش و قال" سأبحث أنا أولا..ثم نبلغ الشرطة بعد ذلك" ..في منزل ياغيز..تعلقت دانا بعنق هزان و لم ترضى أن تفارقها..لم تتركها إلا عندما نامت فوضعتها هزان في سريرها و خرجت..وجدت ياغيز واقفا بجانب النافذة ..قالت" لقد نامت" التفت إليها و ابتسم ثم قال" هناك غرفتان شاغرتين..اختاري احداهما" نظرت يمنة و يسرة و قالت و هي تشير إلى الغرفة المجاورة لغرفة دانا" هذه..لقد اخترت هذه الغرفة" قال" تمام..تستطيعين وضع أغراضكي فيها" انسحبت هزان من أمامه ..دخلت إلى الغرفة التي كانت واسعة يتوسطها سرير صغير و خزانة متوسطة الحجم..وضعت هزان حقيبتها على السرير و رتبت ثيابها في الخزانة ثم وضعت صورة أمها و أخيها في إطار على طاولة بجانب السرير..لامست الصورة و تن*دت بعمق..سمعت طرقات على الباب فقالت" غال" ..دخل ياغيز و قال" عفوا..أردت أن أتحدث معكي" وقفت و قالت" نعم..تفضل" سبقها إلى الصالون فتبعته..قال" لا بد أن والدكي يبحث عنكي..هل تعتقدين أنه قد يبلغ الشرطة؟" قالت" قد يكون..سيحاول إيجادي بكل الطرق" قال" لكي يزوجكي" قالت" نعم..مع الأسف..لكنني لن أتزوج و لو ذبحني" ابتسم و قال" لو أعلم من أين تأخذين قوتكي هذه" قالت بحزن" من الألم و المعاناة..لقد عانيت كثيرا منذ وفاة والدتي و زواج أبي من أخرى" صمتت قليلا ثم سألت" أين هي والدة دانا؟ هل هي متوفية؟" تغيرت ملامح ياغيز و قال" أنا أعتبرها ميتة..لقد هربت مع عشيقها" ارتفع حاجب هزان استغرابا و قالت" اووها..غريب..مالذي يدفع امرأة إلى التخلي عن ابنتها؟ " نظرت إليه بشك و سألت" هل كنت تسيء معاملتها؟" نظر إليها ياغيز بحدة و قال" . ..أمر لا يعنيكي..المهم الآن ..أن تعتني جيدا بدانا..اتفقنا"...نظرت إليه هزان و قالت" حسنا سيد ياغيز..اتفقنا" ..انسحبت هزان إلى غرفتها و بقي ياغيز واقفا يتابعها بنظراته..سأل أمين و سافاش عن هزان في كل مكان لكن دون جدوى..فاضطروا إلى إبلاغ الشرطة عن اختفاءها..في المخفر..دخل أمين و سافاش إلى مكتب ياغيز ..قال أمين" سيد ياغيز ..نريد أن نبلغ عن اختفاء ابنتي هزان" ابتسم ياغيز و قال" كيف اختفت؟ هل هربت من المنزل؟" أجاب أمين" نعم..لقد هربت" نظر إليه ياغيز نظرة احتقار و سأل" كم عمرها؟" تأفف سافاش و قال" و لماذا تسأل كل هذه الأسئلة؟" رمقه ياغيز بنظرات باردة و سأل" و من تكون أنت؟" أجاب" أنا خطيبها سافاش" قال أمين" عمرها أربع و عشرون سنة" ضحك ياغيز و قال" ابنتك راشدة سيد أمين و ليست مراهقة..لا نستطيع اعادتها إلى المنزل اذا كانت لا تريد العودة" صاح سافاش " انه أبوها و من حقه أن يجبرها على العودة" وقف ياغيز و قال بعصبية" أخفض صوتك يا هذا..انها ليست قاصرا..لا أحد يستطيع إجبارها على العودة أو الزواج بك" نظر سافاش إلى أمين و قال" هيا لنذهب عمي أمين..الضابط لا يريد مساعدتنا" قال" أريد مساعدتكما لكنني أقول الحقيقة..سنبحث عنها لكننا لا نستطيع اجبارها على العودة" صافحه أمين و قال" شكرا سيد ياغيز " و خرجا..انتظر ياغيز ذهابهما و عاد إلى المنزل..دخل فوجد هزان تلعب مع دانا..كانتا تركضان في أطراف المنزل..جرت دانا واختفت خلف والدها أما هزان فتبعتها دون أن تنتبه و اصطدم جسدها بجسد ياغيز..وضع ياغيز يده على خصرها و سحبها نحوه مانعا سقوطها..للمرة الأولى يكونان قريبين هكذا ..شعر بضغط ن*ديها على ص*ره و تأمل وجهها عن كثب..جال ببصره على ملامحها..جبينها..عينيها..شفتيها..شعرت هزان بأنفاسه الحارة على وجهها..أبعدت يده عنها و تراجعت إلى الخلف و هي تقول" آسفة..لم أقصد" قاطعها ضاحكا"..لا مشكلة..سعيد لأنكما تتفقان بشكل جيد" حمل دانا بين يديه و سألها" صغيرتي..هل انت سعيدة" هزت دانا رأسها و قالت" اوووه..جدا" قبلها ياغيز على خدها و أنزلها أرضا و هو يقول" انظري ماذا أحضرت لكي" أسرعت دانا نحو الأكياس و أخذت الأل**ب و الهدايا..أما ياغيز فقال" هزان..لقد أتى أبوكي و خطيبكي لكي يبلغا عن اختفاءكي" جمدت هزان في مكانها و سألت بقلق" و ماذا فعلت؟" قال" لا تقلقي..لن يجداكي..ثم لا تنسي..أنت لست قاصرا لكي يجبراكي على العودة معهما او على الزواج" صمتت هزان و لم تقل شيئا..على الغداء..اهتمت هزان ب دانا و اطعمتها و لاعبتها..نظر ياغيز باستغراب إلى ابنته التي تتفق للمرة الأولى مع مربية..تحبها و تطيعها دون نقاش أو تمرد..ثم انتقل بنظراته إلى هزان التي جمعت شعرها في شكل ذ*ل حصان و لم تتخلى عن شكلها الذكوري في اللباس..قميص فضفاض و سروال جينز واسع..تأملها ياغيز مطولا ..رفعت هزان عينيها فالتقت نظراتهما..سارعت هزان إلى إبعاد عينيها عنه و واصلت اهتمامها بالصغيرة..أنهوا طعامهم فأدخلت هزان دانا إلى غرفتها و أحاطتها باللعب..وقف ياغيز في الباب و قال" هزان..أريد أن أتحدث معكي لو سمحتي" تبعته هزان إلى الصالون و قالت" تفضل سيد ياغيز" سألها" لماذا تصرين على الظهور بهذا الشكل الذكوري؟" استغربت سؤاله فقالت" و هل هناك مانع في ذلك؟" ابتسم و قال" لا..لكنني أتساءل فقط..مالذي يجبر فتاة جميلة مثلكي على الظهور بهذا المظهر؟" خجلت هزان من مجاملته لها و غزى اللون الأحمر وجنتيها..صمتت قليلا ثم قالت" تعودت أن أكون كذلك..بعد موت والدتي و زواج أبي ..فقدت كل احساس بنفسي..اضطررت أن ارتدي ثوب الرجولة لكي أحمي نفسي من عيون الناس و نظراتهم الوقحة..تعرضت أكثر من مرة إلى محاولات إعتداء..أخفيت الأنثى خلف هذا المظهر..و صعب أن تظهر من جديد" اقترب منها ياغيز و قال" ..هذا ظلم..لا يجوز أن تخفي أنوثتكي خلف رداء الرجولة..لست بحاجة إلى الحماية الآن..أنت تحت حمايتي" ضحكت هزان و قالت و هي تنظر مباشرة إلى عينيه" ومن سيحميني منك أنت؟" رفع ياغيز حاجبه استغرابا و قال" ألهذه الدرجة ليست لك ثقة في الآخرين؟ " هزت رأسها بالنفي و أجابت" لا..ليس لدي ثقة في الرجال..كلهم مثل بعض..يرون في المرأة جسدا فقط" نظر إليها ياغيز بغضب و قال" أنت ترين الرجال جميعا قذرين..و أنا أظن أن النساء كلهن خائنات و عاهرات..إلى أن تأتي واحدة تثبت لي ع** ذلك" بقيت ..هزان تنظر إليه للحظات ثم ابتعدت من أمامه و عادت للعب مع دانا..في منزل عائلة شامكران..جلس أمين مع نسرين التي قالت" احسنت..اجلس أنت هكذا و ليعلم الله أين تكون ابنتك و مع من؟" نظر إليها أمين و قال" ماذا افعل ؟ لقد بحثت و سألت عنها في كل مكان....لكنني لم اجدها" قطع حديثهما سافاش الذي دخل مسرعا و قال" عماه..افرح..لقد وجدت هزان" وقف أمين و سأل" حقا؟" قال" نعم..هيا" ..أنهى ياغيز دوامه و عاد إلى المنزل..بحث عن هزان و دانا لكنهما لم يكونا في الغرفة..نادى " هزان..دانا.. اين انتما" لم يجيباه..سمع صوت ضحكاتهما تنطلق من الحمام..فهم أن هزان بصدد مساعدة دانا في أخذ حمامها..فتح الباب و دخل ففوجئ بهزان عارية إلا من ملابسها الداخلية..بقي جامدا في مكانه ينظر إليها ..أسرعت هزان و ارتدت معطف الإستحمام لتخفي جسدها من نظراته المتفحصة..انتبه إلى نفسه و قال" آسف..لم أقصد أن ازعجكي..ظننت أن دانا هي التي تغتسل..أنا آسف" قالت هزان بصوت مرتعش" حسنا..هلا خرجت لو سمحت" وضع يده على وجنتيه و أحس بالدماء تغلي في عروقه ..ثم فتح الباب و خرج..أنهت هزان حمام دانا و حملتها إلى غرفتها..ألبستها ثيابها و وضعتها في سريرها..أمام النافذة وقف ياغيز يحاول السيطرة على أنفاسه المتسارعة..أغمض عينيه فتجلى جسدها الممشوق بتفاصيله الأنثوية أمامه..بشرة بيضاء ناصعة..ن*دان نافرين..أفخاذ مفتولة و أرداف ممتلئة..انها مثيرة للغاية..في غرفتها ..ارتدت هزان ثيابها و جلست على حافة السرير..نظرات ياغيز أشعرتها للحظة أنها إمرأة كاملة الأنوثة..احساس تشعر به للمرة الأولى..بشكل مختلف و مميز..طرقات عنيفة على الباب ايقظتهما من حالة الذهول التي كانا فيه..فتح ياغيز الباب فدفعه سافاش و دخل و أخذ يصرخ" .."هزان..هزان....أين أنت ؟"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD