الفصل السادس

1753 Words
لعبة حب الفصل السادس مازال التفكير مستمر في عقله الداخلي وما يريد أن يفعله ولكن لكل ذلك حدود كما اعتاد عقل جاسر أن يردعه على التفكير في ذلك لم يبخل عليه هذه المرة أيضا في أن يطلق صافرة الإنذار ليمنعه عن التفكير في ذلك فكان صراع حد كمبارزة سيوف بين ما يريده القلب و ينفيه العقل. استفاق جاسر من تشوشه ليكمل اتفاقهم فعاد ليقول سنخبرهم أنك كنت جميلة وواثقة كعارضة محترفة ليزيد إعجابي و يتعمق أكثر عندما علمت أنك في الأصل الم**مة و أنك اضطررت أن تحلي محل العارضة ثم تتالت الأيام و التقينا عديد المرات إلى أن تحول الإعجاب إلى حب فاعترفت لك و قد كنت تبادليني نفس الشعور و أصبحنا حبيبان و لكن لم نرد أن نخبر أحد إلى حين اتخاذ خطوة جدية لنتفادى الضغوطات . كانت رنا في تلك الأثناء سارحة في وسامة جاسر فهي لأول مرة تنظر له بالتدقيق رموشه الطويلة عيناه السوداء أنفه الرفيع كانت تعتريها رغبة في أن تمرر يدها على ذقنه لتتلمس لحيته المعتنى بها . لم يدم ذلك طويلا فقد عادت رنا إلى برودها و تجاهلت كل شئ لتتحدث بنبرة عادية : جميل لا أعتقد أن ذلك سيصعب تصديقه فهو منطقي و بطريقة ما قريب من الواقع . قطع حديثهم قدوم النادل الذي جلب الطعام . تناولا الغذاء و هما يتناقشان حول افكارهما فيما يخص التصاميم بعد ذلك تمشيا وركبا قاربا و قد تبادلا أهم المعلومات الشخصية كاللون المفضل لكليهما و الموسيقى و الرواية و الأكل و الفلم و سردا بعض المواقف من الطفولة و قد هاتفت أمينة أثناء ذلك جاسر و طلبت منه العجلة في القدوم لرؤية رنا و طلبت أن تزورهم في عطلة نهاية الاسبوع تحديدا بعد يومين و قد قبلت رنا بذلك . حل المساء و اوصل جاسر رنا إلى منزلها فقالت له قبل مغادرتها : شكرا لك لقد كان يوما لطيفا و المكان غاية في الروعة. فأجابها : أنا من علي شكرك بالفعل لقد كان يوما رائعا و من الواضح أننا نتفق جيدا . رنا : حقا هو كذلك فيبدو أننا نرى الأشياء بطريقة قريبة و إن لم تكن متطابقة و الآن تصبح على خير و مدت يدها لتصافحه ففعل المثل و قد سرت قشعريرة غريبة في جسديهما عند تلامس يديهما شلتهما و منعتهما من الحركة لعدة ثواني. جاسر : تصبحين على خير . غادرت رنا السيارة و بقي جاسر ينتظر إلى أن دخلت المنزل لينطلق إلى منزله. في ظلمة الليل استلقيا كل في فراشه و بقيا يتذكران أحداث اليوم فقد كان جاسر يتذكر ابتسامتها شعرها الذي يلعب الهواء بخصلاته المتوهجة فيتطاير ، حديثها الذي لا يمل منه و يتمنى أن ينصت له طوال حياته دون كلل سرحانها أحيانا احمرارها و ارتباكها عندما تخجل أو تتوتر عند بعض المواقف حديثها عن العمل بثقة و بتطلعات هامة عيناها التي يبحر بهما و لونهما كأنهما عسل طبيعي ارتسمت ابتسامة عريضة على ثغره تدل على الرضى و البهجة فقد أصبحت رنا مؤخرا و تحديدا منذ لقائهما سببا أساسيا في الراحة و البسمة الجانبية التي ترتسم على محياه أما هي فحاولات منع نفسها من الابتسامة او التفكير فيه خاصة و في كامل النهار عامة و التجأت للنوم للهروب ناما تلك الليلة بعمق كما لو أنهما لم يناما دهرا بأكمله و راود جاسر أثناء ذلك حلم حيث أنه كان جالس مع رنا في بستان جميل و هو يحتضنها و هي تسند ظهرها و رأسها على ص*ره تنصت إلى قلبه الذي يصرخ بعشقه لها و قد كانت أصابعه متغلغلة في شعرها و أنفه يستنشق عبيره و يستمتع برائحتها كانا يبتسمان و الفرح مرتسم على ملامحهما . جاء الصباح و استيقظا في سعادة لا يقدران على إنكارها اتجه جاسر إلى الشركة ليحل بعض الأعمال قبل الذهاب لزيارة الميتم في حين أن رنا فضلت البقاء في المنزل إلى أن يحين الموعد و أثناء ذلك اتصلت بجدتها لتسأل عن حالها. رنا: صباح الخير جدتي كيف حالك ؟ عائشة : بخير ابنتي ما أخبرك أنت ؟ رنا : و أنا أيضا بأفضل حال . عائشة : هذا جيد بالفعل تبدين بخير صوتك يدل على أنك سعيدة و مرتاحة ما السبب يا ترى؟ رنا : اااا جدتي ما هذا الكلام ما الذي يمكن أن يكون السبب ؟ بالطبع ليس هناك شئ محدد فقط استيقظت بمزاج جيد اليوم ما هذا سلطانة عائشة لم أفهم هل تريديني أن أبقى غاضبة و حزينة يعني؟ عائشة : اسكتي يا فتاة لا أعلم كيف يحتمل خطيبك هذيانك و هل هذا ما قصدته أيتها المجنونة أقول أنه ربما جاسر بيه هو السبب وراء هذا الفرح معلوم فالحب له تأثيره الخاص و وقع مميز في حياة الفرد. رنا : الله الله ما هذا الكلام جدتي عيب يعني ما رأيك أن تستعملي كلمات تليق بجاسرك رسما أصبحت تتحدثين عن الحب . عائشة : ماذا تقصدين ها هل أنا كبيرة ألا تخجلين من محاولاتك تحطيم معنويات امرأة شابة في مقتبل الجاسر . رنا : جدتي هل مازلنا نتحدث عنك عائشة : دفنننة انظري إلي رنا : حسنا أمزح معك عائشة : جيد ، ها اسمعي ما سأقول ما رأيك أن تأتي لزيارتنا في الغد و تجلبين جاسر معك لنتعرف عليه و نرى من يريد ابنتنا و نكتشف أخلاقه و في نفس الوقت نفضحك قليلا و أخبره عن مشا**تاك و أعمالك . رنا : لا يجوز في الغد سنذهب لزيارة أمينة هانم والدة جاسر غير ذلك ما معنى تفضحيني لا تفعلي جدتي أرجوك. عائشة : هل سنخدع الشاب لابد أنه لا يعلم كم أنت متسكعة برافو رنا فورا استبدلتني بحماتك. رنا : سامحك الله يا جدتي لكنها أصرت جدا و أعدك أن أزوركم قريبا فقد اشتقت لكم بالمناسبة كيف حال جدي اشتقت له كثيرا. عائشة : هو أيضا اشتاق لك يا مدللته هيا ساغلق الآن رنا : حسنا قبليه عني وداعا. و ما ان أغلقت الهاتف حتى وردتها رسالة من جاسر الذي تردد كثيرا في إرسالها محتواها : صباح الخير كيف حالك ؟ أتمنى أنك تتذكرين موعدنا للذهاب إلى الميتم. فردت عليه صباح النور على ما يرام و أنت ؟ أجل بالطبع أتذكر أني بانتظار فرح لنأتي معا توالت الرسائل التي تخفي في طياتها شوق جاسر للقائها و الذي كان يبتسم بفرح خاصة عند تذكره حلمه حتى دخل مراد : ما هذا يا شريك أرى أنك سعيد و مبتسم جاسر : أنا كذلك مزاجي في محله مراد : و السبب في ذلك معروف طبعا من الواضح أن لرنا هانم تأثيرها الخاص عليك . لم يجب جاسر و إنما اكتفى برسم ابتسامة عريضة كأنه يؤكد بها على صحة كلام مراد. أما بهاء فقد التقى بفرح أن و قد قال لها انه ندم على ما فعله و أنه كان خطأ لن يتكرر ثانية و طلب منها إقناع رنا بمسامحته . لم تتوانى ثانية في مساعدته فقبلت. توجها للمنزل و تركته جالسا في الحديقة بينما دخلت لتتحدث مع رنا فقد عزمت على حل هذا الخلاف سريعا . فرح : رنا ارجو ألا تغضبي لكن بهاء طلب مني أن أحدثك لتسامحيه و يقول أنه ندم على ما فعله و وعد أنه لن يتكرر و سيحاول البحث عن الانسانة المناسبة له و سينسى أمرك و هو يرغب في أن تعود صداقتكما كالسابق. رنا: لكنك تعرفين ما حدث . فرح : أجل أعلم و أنت محقة حتى أني عاتبته لكنه صديق طفولتنا و لن يكون جيدا أن اخسر بعضنا فنحن أخوة جربي و امنحيه فرصة ثانية و إن أخطأ و فعل ذلك ثانية لن أتدخل مرة أخرى . قبلت رنا ذلك و خرجت لرؤيته . بهاء : رنا كيف حالك ؟ رنا : بخير بهاء و أنت ؟ بهاء : جيد ، أريد فعلا أن اعتذر عن كل ما بدر مني و أعدك أن ذلك لن يتكرر مجددا. رنا : حسنا بهاء لم يحدث شئ عندها قام بمعانقتها كرد فعل إلا أن رنا أحست ببعض الضيق من ذلك و أحست ب*عور غريب كما لو أنه ينبأ بأمر غريب في هذا العناق لكنها تجاهلته فبهاء هو صديق طفولتها و لا ترغب في خسارته و إنما فضلت أن يربحوا بعضهم و يعدوا إلى سابق عهدهم. حان موعد الذهاب إلى الميتم فذهب كل من فرح و رنا و أخذوا معهم بهاء فقد أصر على مرافقتهم بشدة مما جعل الفتيات يستغربن ذلك لكنهن خضعن و قبلن حتى لا يحس أنهن يردن اقصائه او إبعاده عن دائرة العمل خصوصا أنه طلب أن يعود إلى موقعه السابق في الشركة. كما ذهب أيضا جاسر و مراد و زهرة معا . انزعج جاسر جدا من حضور بهاء فهو لم يحبه أبدا و لكن عمل على تجاهل وجوده . كانوا يتجولون هناك و يقدمون الهدايا التي جلبوها للأطفال الذين أحبوا رنا و جاسر جدا و لكنهم نفروا من بهاء. لمحت دفينة طفل صغير ذو ملامح سمراء جالس على الشجرة فتوجهت إليه. رنا : مرحبا أيها الوسيم ما اسمك ؟ الطفل : مرحبا أنا جان و أنت ؟ رنا : كم اسمك جميل أنا رنا و مدت يدها لتصافحه ثم أكملت لما أنت وحيد هنا لماذا لا تجلس هناك مع البقية أجابها جان بصوت حزين مختنق بالدموع الحبيسة: لأنني قمت بتلطيخ ملابسي بالوحل و لو رأتني المديرة ستغضب مني كثيرا و تعاقبني. رق قلب دفنه عليه فقالت له : أنا موجودة و لن تغضب منك غير ذلك لدي ثياب جميلة و نظيفة فلتنزل من هناك لكي أغير لك و بذلك لن تعاقبك هيا اعطني يدك أن كنت تثق بي . أنزلت رنا جان الذي أعطاها يده و اخذته فغيرت ثيابه و قامت بترتيبه و تسريح شعره ثم خرجوا فقال لها جان : شكرا جزيلا أنت لطيفة جدا . رنا : و أنت كذلك صغيري ساكلك جان : أنت جميلة جدا **ندريلا و بياض الثلج في المستقبل لن اتزوج إلا من فتاة تشبهك . ضحكت رنا ثم عانقته كان كل ذلك تحت أنظار جاسر الذي زاد احترامه تقديره و إعجابه بها عند رؤية طيبتها و حنانها في التعامل مع الأطفال . انتهوا من زيارتهم و قبل مغادرتهم اقترح مراد أن يذهبوا ليأكلوا سويا لكن بهاء قال أن هناك العديد من الأمور العالقة التي يتوجب حلها سريعا و كان قد يتحدث مع رنا و متجاهلهم مما أثار غيظ جاسر الذي لاحظه مراد و قبل أن يغادروا ذكّر جاسر رنا بذهابهم في الغد لزيارة أهله . لم يمر اليوم **ابقه فقد سيطر الغضب على جاسر بسبب بهاء فعندما ذهب مراد إلى مكتبه وجده حانقا فقال له : ما بك جاسر تبدو غاضبا هل حدث شئ هل فعلت داريا أمر اغضبك مجددا لقد كنت سعيدا صباحا ؟ جاسر : لا مراد لم يحدث شئ . مراد : عندما أفكر قليلا أظن أني عرفت سبب ذلك هل هو ذلك البغيض بهاء ؟ جاسر : لن أكذب عليك ايفت مراد إني انزعج منه بشكل عجيب لدرجة أني أرغب أن أفرغ حنقي فيه فهو يضغط على أعصابي جدا بطريقة حديثه و التصاقه لا عليك. مراد : تقصد التصاقه برنا أليس كذلك جاسر : هكذا بالضبط و لا أستطيع أن اقول لها لا تريه بصفتي ماذا أفعل ان ذلك الاتفاق يكبلني . مراد: توقعت ذلك يبدو أنه لم يعد بمقدورك إنكار الأمر أتمنى أن أخفف عنك لكن ما باليدي حيلة ، يجب أن اذهب لرؤية الجلود أراك لاحقا . خرج مراد تاركا إياه على حاله . 
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD