لعبة حب
الفصل الثالث
قضى الثنائي الليلة **ابقتها يفكران في عائلاتهم و إقتراحات أصدقائهم إلى أن توصلا إلى حل رأى كلاهما أنه الأنسب في هذا الوضع .و ما أن ارتخيا ليغوصا في النوم حتى حطت أشعة الشمس رحالها على وجوههم لايقاظهم كما لو أنها تزودهم بالعزيمة و القوة للقيام بما فكرا به فقد حل صباح يوم جديد صباح لقاء جديد صباح يرفع الستار عن القرارات التي اتخذت في ظلمة الليل استيقظ كلاهما على مضض رغبة منهم في عدم حلول هذا اليوم .تجهزا و توجها إلى الفندق أين يفترض أن يقام المؤتمر الصحفي . وصل جاسر بطلته المذهلة التي تأسر قلوب الفتيات ب*عره الفحمي حالك السواد و لحيته المرسومة بدقة عالية نظاراته الشمسية التي تخبأ تحتها عينين زيتونية سوداء اللون ترمقك بنظرات تحمل ألف معنى ذات وقع خاص في نفسك وقفته شموخه بدلته الرسمية سوداء اللون ذات ربطة العنق السوداء و القميص الأبيض التي أضافت إليه جاذبية فوق جاذبيته و قد أبرزت تفاصيل عضلاته باختصار كان المثال الأنسب للكاريزما التي تسحر كل عين تراه ألقى تحيته الصباحية على مراد و زهرة الواقفة قربه و كله عزم على تنفيذ أو على الأقل محاولة تطبيق ما قرره
مراد : صباح الخير هل أنت مستعد؟
جاسر: أجل يا أخي زهرة هل كل شئ جاهز .
زهرة: أجل جاسر لا تقلق
مراد : اوووه انظر من أتى ما هذا الجمال يا أخي و الله إنك محظوظ .
جاسر : عيب مراد يكفي
مراد : لما الله الله هل هو كذب فلتستدر و تنظر لنرى ردة فعلك هياااا.
جاسر : اوووف مراد أوف و ما إن التفت و وقع نظره عليها حتى أحس بدغدغة ممتعة في قلبها كما لو أنها نسمة صيف خفيفة تداعب أحاسيسه أحس بتسارع طفيف في نبضاته و أبى ل**نه التعبير فقد رفع راية الإستسلام و تخلى عن الكلام سمع أحاديث مراد عنها و لكنه أدرك أن الوصف لم يوفي حسنها حقه سحرته بطلتها المتميزة بفستانها الأ**د الذي يصل أعلى ركبتها بقليل تعلوه جاكيت سوداء و كعبها العالي مما زادها أناقة و طابعا خاصا كما لو أن الأ**د خلق لها وحدها لترتديه فيتناسق بشكل عجيب مع بياضها ليشكلان أروع إتحاد للمتاضدات الأبيض و الأ**د .
تجول بنظره تحت نظاراته في ملامحها شعرها الأحمر المتوهج ككرة نار يكاد يشعل القلوب ؛ عيونها العسلية الكبيرة نسبيا حاملة نظرة ذات معنى تمثل مرآة عا**ة لما يجول في خاطرها و الذي من الجلي أنه التوتر في الوقت الحالي و التي زينت بكحل العينين. أنفها الصغير الدقيق شفتيها اللتان اصطبغتا بلون أحمر داكن بشرتها ناصعة البياض تفاصيل أودت بعقله فرغم بساطة طلتها و عدم مبالغتها إلا أنها أذهلته فبدأ يقوم في عقله بمقارنة أولية بينها و بين ما أراد أن يتوفر في زوجته المنشودة . قطع تأمله صوت كوراي القادم من خلفه مما أعاد جاسر إلى حاله السابق ليتغلف فجأة بجليدية تامة تراه فلا تتصور أنه كان يعيش كل تلك الأحاسيس منذ لحظات لكنه هو ملك التناقض و الجليد الذي يجعل فهمه أو تفسيره أمرا غير ممكن سمع كوراي يقول عموش متى سيبدأ المؤتمر لكي أتفاخر قليلا . فأتاه رد جاسر بنبرته الحادة كوراي توقف قليلا يا و ما الذي أتى بك إلى هنا.
كوراي : ايييي قذر
مراد: كوراي كفى هل هذا وقته .
كوراي : ا**ت أيها القزم المق*ف.
و عند رغبة مراد في الرد ذهب كوراي بحثا عن الطعام في حين وكزته زهرة في ذراعه مرحبة بفرح، رنا و بهاء حيث تعرف كل على الآخر دون ذكر أن رنا عند رؤيتها لجاسر تصرفت بشكل طبيعي ظاهريا لكن ما خفي كان أعظم فقد تشوشت بسبب وسامته و لباقته لكنها عملت على تجاهل ذلك مكتفية بالتعامل برسمية تامة متجاهلة النظر إليه و متعمدة الهروب بعينيها أما جاسر فقد كان يسترق النظر إليها دون أن يلفت انتباه أحد بفضل نظاراته كما أنه لم يرتاح لبهاء الذي من الواضح جليا محاولاته للإقتراب منها .بعد تردد كبير منه طلب جاسر من رنا الحديث بمفردهما قبل المؤتمر و قد قبلت فاتجها إلى حديقة تحت نظرات بهاء المغتاظة و ابتسامات مراد و زهرة و فرح . كانا يسيران معا و جاسر ينظر لها بين الفينة و الأخرى بينما هي كانت تتصرف كأنه لا وجود له فقد كانت تعيش صراعا و ما زاد الأمر تغلغل رائحة عطره الأخادة في الجو فتحول الهواء إلى رائحته فملأت روحها و داعبت أنفاسها لكنها كانت تأنب نفسها قائلة أوف رنا ما بك ما الذي
يحدث لك هل أصبت بالجنون ما هذا كالمراهقين هل هذا ما عاهدتي به نفسك حسنا ليس هو أول شاب وسيم ترينه في حياتك ماذا سيظن إذا أحس بتهربك و ارتباكك تعاملي معه بكل تلقائية بل اعتبريه لوح من الخشب إلى أن تعتادي على التعامل معه فمن الواضح أن اللقاءت ستكثر بسبب العمل حسنا فلتكوني طبيعية و تحدثي إسألي. ألا يصيب المرء الفضول عما يريده؟ قاومت و قاومت إلى أن رفعت رأسها و سألته بنبرة طبيعية و باردة في آن واحد : ايفيت سيد جاسر كيف يمكنني مساعدتك ؟
جاسر:انظري رنا هانم أعلم أن ما سأقوله و إن صح القول ما سأطلبه أمر غريبا بل تستطيعين اعتباره أغرب ما ستسمعين في حياتك تماما كالوضع الذي وقعنا فيه. يصعب علي النطق به لأنه أبعد ما يكون على العقلانية لكن ظروفي فرضت علي القبول به.
رنا : جاسر بيه كلام حضرتك غامض جدا و لن أخفي عليك أني توترت هل بإمكانك أن توضح أكثر ربما أن تخبرني بكل ما تريد بصراحة هكذا سيكون أفضل وأريح لكلانا.
جاسر : حسنا معك حق في العادة أنا إنسان صريح وواضح لكن أشعر بالإضطراب من الموقف .
بدون إطالة أتمنى أن تقبلي عدم نفيك للأمر أي أن تقري أن ما نشر صحيح بطريقة أخرى أننا عاشقين و أنا طلبت منك الزواج و أنت وافقتي صدقي حاجتي و اضطراري لذلك و إلا لم أكن لأطلب أمرا كهذا و اعلمي جيدا أنه إن حصل ووافقتي سأشرح لك كل شئ و بالتفصيل عند خروجنا من هنا سأتركك الآن لتفؤاد فمازال لدينا متسع من الوقت نظرا لقدومنا المبكر و أرجو أن تعلميني بما قررت قبل دخولنا إلى قاعة المؤتمر عن إذنك. و ذهب تاركا إياها على أمل أن تقبل .
ظلت رنا لبرهة من الزمن تجوب الحديقة ذهابا و إيابا و تستنشق الهواء و كلام جاسر يدور في عقلها بالإضافة إلى تفكيرها بكل شئ إلى أن ظنت أنها توصلت إلى القرار الأنسب في وضعها و الذي يتوافق مع مصلحة الأغلبية ثم عادت إلى الفندق حيث كان الجميع هناك لاحظ جاسر إشارة رنا له تستدعيه للحديث عاجلا خاصة و أنه لم يعد هناك كثير من الوقت فعادا ثانية إلى الحديقة لضمان سرية حديثهم
جاسر : ايفيت طلبت مني المجيء و لبيت
رنا : جاسر بك فكرت بكل ما قلته و أنا موافقة على تأكيده للصحافة و ذلك بسبب ظروفي أيضا على أن نتفق على كل شئ لاحقا و نوضح الامور أي أن نضع النقاط على الحروف من البداية حتى لا تعترضنا المزيد من المصائب مع العلم أني لا أجيد الكذب و لا أحبه بتاتا
جاسر : ثقي أن أكثر ما أمقته في هذه الحياة هو الكذب و لول أسبابي لما فعلت ذلك .
رنا: جيد هل نذهب الآن ؟
جاسر : تفضلي و توجها إلى قاعة المؤتمر التي ستكون المحطة الأولى في رحلة الأسر التي تنتظرهم أو هذا ما اعتقدوه.
ما إن دخلوا القاعة حتى كثرت أضواء الفلاشات من جميع الكاميرات و أصوات الصحفيين يتعالى دلالة على نهمهم لأخبار دسمة كنهم الأسد عند الانقضاض على فريسته لكن الثنائي فرض الهدوء و التريث للإجابة على ما سيطرح .
اتخذ الكل مكانه و توالت الأسئلة حيث صرح جاسر عن وجود علاقة بينهما و أنهما الآن ليسا عاشقان فحسب إنما خطيبان لتوضح رنا هي الأخرى عن الموضوع الذي يخص المسابقة حيث أبرزت أن سياسة الشركة في مثل هذه الأمور تقوم على وضع ت**يم كل شركة في ملف عادي لا يحمل أي بيانات أو إشارة على م**مها و بذلك تكون فرص الفوز متساوية كما أنها كانت تجهل الفائز و لم تعرفه إلا يوم إعلان النتائج مما يجبر الجميع على الاقرار بجدارة باسيونيس و فوزها باستحقاق لدهاء م**مها و في ذات الوقت مصداقية اتلنتس و إستقامتها في التقييم. إنتهى المؤتمر بأفضل طريقة لم يتخيلها أحد لكن بهاء كان له رأي آخر فقد كاد ينفجر من الغضب و الغيض و قد طلب من رنا الإنفراد للتكلم مما أزعج جاسر لكنه ربط الأمر بطريقة بهاء الفظة في طلبه. دخل كل من رنا و بهاء إلى قاعة فارغة .
رنا : ايه بهاء ماذا هناك هل حصل شئ سيء ؟
- بهاء : و تسألين أيضا ما هذا الذي حصل في الداخل على أساس أن الأمر لا وجود له أجيبي؟
رنا : هل تعي ما تقول ؟ هل تحاسبني ؟ صحيح أنك صديقي و لكن لذلك حدود أيضا في النهاية هذه حياتي و أنا أدرى الناس بها.
بهاء : صديق ماذا حبا بالله ؟ هل الصديق يفعل ما فعلته طوال عامين لم اتركك على أمل أن تنظري إلي بطريقة أخرى هل أنا غير مرئي بالنسبة لك لهذه الدرجة ألا أليق بك فأنت أميرة عائلة المصري المدللة و من أنا ؟لا أحد .عملت و درست لسنوات حتى أكون مناسبا لم**مة الملابس الشهيرة و الموهوبة كنت أصبح كالفراشة حولك و كجني الأماني في جيبك أحلق في سمائك علني أحظى بنظرة واحدة منك ابتسامتك تذيب فؤادي لكنها لم تكن في يوم من الأيام موجهة لي لم أتلقى للحظة نظرة عاشقة من عينيك لم أكن يوما ضمن قائمتك و لكنك لم تغادري يوما خانة المعشوقة لدي لم أستطع نقلك لخانة الصديقة فربطت نفسي بك في علاقة تحت مسمى الصداقة لكي أكون قربك لربما مع الوقت أصبح أكثر من صديق لك لكن لا كلما ظننت أني سأمتلكك يظهر من يفتكك مني و الآن ظهر هذا جاسر. هل كنت غ*يا و أ**قا جدا لتخدعيني و تدعين صدمتك من الخبر ؟
بهاء ماذا تقول أنت هل جننت ما الذي تهذي به أنت قالت رنا و قد طغت الصدمة على ملامحها و هي تسمع ما قاله بعدم تصديق.
بهاء: أقول أني لست صديقك و لم أعد محامي شركتك أريدك أن تكوني لي حبيبتي لا أن أراك مع غيري و أول خطوة لذلك هي هذه و اقترب منها محاولا تقبيلها بالقوة فتلقى منها صفعة و سمع صراخها و هي تقول إياك أسمعت إياك أن تحاول ذلك و أحذرك من أن تظهر أمامي مجددا هل فهمت؟ أسفي عليك لم أتوقع هذا منك و خرجت مسرعة تاركة إياه يتخبط في أفكاره.
فلاش باك:
توجه بهاء إلى المطعم أين وجد كل من ايجه و جولاي في انتظاره و اللتان رحبتا به وعيناهما تقطر خبثا.
بهاء : آسف على التأخير لكني كنت مع رنا.
ايجه : بهاء هل ستظل تكتم حبك طويلا
بهاء : عذرا لم أفهم؟
جولاي: ايجه تقول أننا نعلم أنك تعشق رنا من الطفولة هذا أمر لا يمكن اخفائه حتى أنها من المؤكد هي نفسها تعلم ذلك و تستغلك و أنت من حبك لها تطيعها و الآن هي ستتزوج فمعلوم أخبارها في جميع الصحف.
بهاء:جولاي هانم الأمر ليسا كما تظنين.
ايجه: بهاء جم كم أنت صادق و بريء لهذا هي تتحكم بك هل تصدق أنه كذبة إذن دعني أمهد لك عندما تعلن رنا عن خطبتها من المدعو جاسر ستبقى هكذا تنظر و يكون القطار قد فاتك و لن تكون سوى مجرد وسيلة لرنا.
غادر بهاء المطعم و الغضب يجتاحه و يفكر في كلامهما بينما بقيتا هناك
جولاي: فلتستعدي رنا هانم فهذه لم تكن سوى البداية في طريق تعاستك الذي سأعمل على ألا تخرجي منه بتاتا . فالآن بدأت بخسارتك الفعلية ابتداء من أصدقائك وصولا إلى أغلى ما تملكين. :