لعبة حب
الفصل الرابع
لعن بهاء نفسه على ما فعل و خرج من القاعة فوجد أمامه فرح رفقة مراد زهرة و جاسر .
فرح : بهاء أين رنا؟ لكنه لم يرد عليها .
فهاتفتها لكن هاتف دفينة مغلق فأعادت طرح السؤال عليه لكنه لم يجب سوى ب "خسرتها ا****ة علي لم يجدر بي أن أفعل أو أقول ذلك مأكد أنها لن تنظر في وجهي ثانية لقد دمرت كل شئ." لم يفهم أيا منهم ما يحدث أما جاسر فقد أحس بغضب طفيف يغزو داخله بيد أنه تجاهله كليا . إعتذرت منهم فرح على غياب رنا معللة ذلك لوجود سبب وجيه لذلك طرحت فكرة زيارة الآنستان في باسيونيس غدا لمباشرة العمل و قد رحب الجميع بالفكرة .
في نفس الوقت كانت رنا في مكانها السري أعلى التلة المطلة على البحر تشكي همها لمذكرتها كما اعتادت دوما فكتبت : ها أنا ذا أعود إليك من جديد كما غادرت و ربما أسوأ، لما الحياة مصرة على ألا تتوقف عن تسجيل أهدافها في مرماي؟لما تتوالى الض*بات علي كلما أدرت وجهي؟ لما كلما خمنت أني أخذت نصيبي من الهموم أجد أن الدنيا مازالت تخبئ في جعبتها المزيد و المزيد؟ لما تغلب المطبات في طريقي؟ لما لا يمكنني أن أثق بأحد ؟ لما علي أن أخسر من أحبهم الواحد تلو الآخر ؟ لما كلما ضمنت أحدا بجانبي يختفي أحد آخر من جانبي الثاني؟ لماذا بهاء ؟ لماذا فعلت ذلك ؟ لقد كنت أخا كنت صديقا لم آخذ منك حذري يوما لكن يبدو أنه يجب علي من الآن فصاعدا ألا أسمح لأحد بتخطي حدودي التي سأرسمها. و أغلقت مذكرتها و قد رمت داخلها قدر كافيا من الهموم التي كانت تضغط على ص*رها و تعرقل تنفسها.
عاد كل إلى شركته و ما إن دخل جاسر و مراد و زهرة حتى وجدوا جميع الموظفين مجتمعين لإستقبالهم و معهم الشامبانيا و المرطبات إذ تعد هذه إحدى عاداتهم المجنونة فكلما حدث أمر ذو أهمية فعلوا الأمر ذاته و قد كان كل من جاسر و مراد مدراء متسامحين في مثل هذه الأمور فهما يؤمنان بضرورة راحة الموظف و تلقائيته ليبدع و بيتكر مما خلق جو عائلي تسوده الألفة و المحبة أنهوا إحتفالهم بخطبة مديرهم و أسمعوه كلمات التهاني و بعد أن دخل الثلاثي غرفة جاسر بدأت داريا مساعدته بثرثرتها المعتادة.
داريا: لم أفهم لا أزال لا أصدق أن السيد جاسر سيتزوج كيف ذلك ؟ الرجل بارد كالجليد لا يمكن أن أتخيله يتغزل و يحب امرأة ؟ كيف اقتنع بالزواج و الله حلال عليها استطاعت تطبيقه لا يمكن أن تتصوري كم أرغب برؤيتها وجه لوجه لأدقق في تفاصيل و قسمات وجهها.
نازليجان: داريا ما هذا الكلام السيد جاسر إنسان لطيف و حنون غير ذلك ما الذي يمنعه من الوقوع في الحب عيب يعني ماذا لو سمعك أحد تقولين ذلك أو سمعك هو لن يكون لائقا أبدا.
كوراي : اييي ذات الفم الق**ح أيتها الب*عة سأريك سأخبر عموش بما سمعته و بذلك يطردك و نتخلص من رؤية وجه الضفدع خاصتك كل يوم فأنا رسميا ملك النميمة و زارع الف*نة الأول في الشركة و أطلق ضحكته بينما يتوجه إلى مكتب جاسر .
كانت زهرة صامتة لكنها لم تتحمل أكثر : جاسر كيف حدث ذلك ألم تقل أنه سوء تفاهم.
جاسر : ايفيت زهرة لكن هكذا توجب الأمر و انتهى
زهرة : تقول أنه لا يجب أن أعرف أكثر مما يعرفه الباقون .
مراد : يقول أنه أمر خاص غير قابل للمشاركة فالمس... قاطع كلامهم دخول كوراي المتباهي قائلا : تعالوا إلى القنابل عموش يتزوج هههه.
مراد : كوراي يكفي حقا
كوراي : ما بك يا مغرفة لا أتحدث معك فأنت رسما تغار من اهتمامي بشاه السمر الوسيم خاصتي . عموش حياتم في النهاية وجدت مكانك و ستصبح عروسا أي أقصد عريسا أوف بماذا أهذي أنا ما الذي كنت أقوله ؟ ها تذكرت أجل كنت أقول أن زوجتك جميلة علما أني دعيت أن تكون ب*عة معوجة لكنها ع** ذلك فهي جميلة إياكم أن يسمع أحدا أني قلت أمرا كهذا و إلا ستصبح سمعتي في الحضيض المهم إنها فعلا فاتنة كبياض الثلج و سيقانها أيضا جميلة . كم هذا جميل سأجعلها تصبح عارضة و أتباهى بها في الوسط و بجمالها الأخاذ لكن لون شعرها جميل جدا لذا سأقول لها أن تصبغه أشقر و تقوم بقصه رسما تصبح مارلين مونرو.
زهرة: يووووووووه كوراي يوه ماذا تقول.
مراد : هل جننت
جاسر : انظر إلي كوراي لن تقترب منها هل فهمت ؟ لن تزعجها بكلامك معها في مواضيعك التافهة و لن تكون عارضتك و ما شابه توقف عن قول التراهات غير ذلك ما دخلك ب*عرها.
كورايي : اييي عديم الشكل يغار عليها كالمهووس لن آكلها يا هذا لا تخف شلال الجليد قذر. و لتفادي
التوتر بادرت زهرة بقولها: هيا كوريش لنأكل لا بد أنك جائع و لنغتاب قليلا.
كوراي : أي يا فتاة لقد تحمست جدا لدي العديد من الأخبار لا يوجد مهرب ستسمعينها كلها.
زهرة : تمام كوراي هيا و خرجا تاركان جاسر و مراد في المكتب
مراد : اوف أخيرا خرج ما هذا يا أخي.
جاسر : فعلا ما هذه الجلبة التي يحضرها معه في كل مرة الرجل كارثة متنقلة.
دخلت داريا المكتب و قد أحضرت معها الأوراق ليوقعها لكن فضولها كاد أن يقتلها فسألت : جاسر بيه كيف تعرفتما و عشقتما بعضكما ايي رسما يخرج منكما فلم رومانسي بامتياز. رمقها جاسر بنظرة تحذيرية و قال : داريا اقطعي
مراد : داريا جم لو تهتمين بعملك ألن يكون أفضل.
داريا : حسنا و خرجت.
جاسر: أوف ما هذا اليوم الجميع يريد أن يعرف كل شئ.
ضحك مراد : ألم يعجبك هذا اليوم ألن يكون أحب الأيام إلى قلبك بعد الآن.
جاسر : أوف مراد هل بدأنا مجددا ؟
مراد: ماذا في ذلك ؟ هل كذب أتظن أنني لم ألاحظ نظراتك.
جاسر: لم أفهم أي نظرات هذه ؟
مراد : يا جاسر لا تفعل كأنني لا أعرفك كأنني لم أرى كيف كنت تسترق النظر إلى رنا و كيف تجمدت عند رؤيتها للحظات و كيف انزعجت لتقرب ذلك المدعو بهاء منها و الآن تحذيرك لكوراي ألا يزعجها فلان فيلان ما كل ذلك؟
جاسر : اوهههو لقد غصت بأفكارك بعيدا واضح أن بوصلتك وجهتك إلى مكان خاطئ فلتعد يا أخي غير ذلك لم أتجمد و لم أسترق أي نظرات كنت أنظر لها عندما تتحدث أم يجدر بي تجاهلها ليكون الأمر عاديا أما بهاء أو أيا كان فلا يهمني أمره و بالنسبة لكوراي فأنت أكثر من يعرفه و يفهم إزعاجه.
مراد : طبعا طبعا فلنقل أني اقتنعت . دعنا من المزاح الآن كيف أقنعتها أن تقبل.
جاسر : لم أقنعها فقط اقترحت الأمر و أخبرتها أن لدي أسباب تجعلني أطلب ذلك سأخبرها بها لاحقا عند خروجنا في حال قبولها فقبلت و قالت أن لديها ظروف هي الأخرى و سنوضح كل شئ لكن تعلم أن ذلك بهاء أخذها و هي غادرت بعد ذلك دون أن نتحدث.
مراد : غريب ! سنفهم الأمر على أي حال فعلا لقد انزعجت منه يبدو فظا و ثقيل دم كما يبدو أنك تريد رؤيتها بشدة المهم غدا ستكون أمامك لا تحزن لن تشتاق لها كثيرا.
جاسر: مراد يا أخي كفاك هراء و لنغلق الموضوع.
مراد : قبل أن نغلقه أود فعلا أن أترك ملاحظة فيما يخص هذا الأمر هل رأيت ثقتها عند الحديث عن استراتيجية شركتهم في المسابقات و عنا نحن و فوزنا بني رسما لقد أعادت للشركتين الهيبة و أغلقت الأفواه فلا أحد يستطيع بعد ذلك أن يشك أنهم اختارونا و نحن ربحنا بفضل علاقتكما فعلا أكثر ما عجبني فيها شخصيتها القوية و ثقتها بنفسها على ما يبدو ستتعبك قليلا و تشغلك معها معلوم فأنت ما شاء الله لست بقليل في ذلك و بما أن حبلا واحدا لا يتسع لاعبا جمباز لذا سيكون جيد لو يتنازل أحدكما و الله لما الكذب سيكون ممتعا جيدا سيكون الوضع أشبه بفلم مشوق تنتظر نهايته على أحر من الجمر أوف رائع.
جاسر : مراد هيا لنهتم بعملنا يكفي كلاما فارغ. أما في منزل عائلة المنياوي رحبت أمينة و نورسين بكوراي و جلسوا أمام التلفاز يتابعون المؤتمر الصحفي الذي بدأ بثه منذ قليل . أمينة: نورسين انظري كم هي جميلة.
نورسين : أليس كذلك جميلة جدا سندريلا خاصة عموش.
كوراي : ايفت كز رسما تشبه الأميرات و بياض الثلج لا تخبري أحدا لكني أحببتها و من الواضح أنها طيبة القلب .
أمينة : بكلام كوراي هذا تحمست جدا لرؤيتها.
نورسين: انظري أمينة اطلبي من جاسر أن يحضرها هذا الأسبوع حتى ليكن في عطلة نهاية الأسبوع سيكون رائعا.
أمينة : حسنا سأقول له. و بينما هي كذلك و إذ بهاتف أمينة يرن برقم خاص ردت فأتاها رد بصوت امرأة و تحديدا "جولاي" : مرحبا هل هذه أمينة المنياوي.
أمينة : نعم من حضرتك؟
جولاي : فاعلة خير أردت تحذيرك من كنتك المستقبلية فهي أشبه بأفعى و كالسحلية تغير لونها و جلدها حسب رغباتها فلا تثقي بها. و أغلقت تاركة أمينة في تخبط بين ما سمعته من كوراي و ماقالته هذه المرأة المجهولة فقررت أن تستعجل جاسر لملاقاتها حتى تتمكن من الحكم عليها بنفسها
عادت رنا إلى شركتها أفضل حالا بعد أن هدأت قليل و أفضت بقليل مما يخالج داخلها ذهبت إلى فرح و اخبرتها عن كل ما جرى و ما حدث مع بهاء فنصحتها أن تتريث و لا تتسرع في أي قرار و أن تتحدث معه ثانية كما أخبرتها عن موعدهم في الغد مع مدراء باسيونيس . مر اليوم على جاسر في العمل كما أن صورة كانت تتسلل إلى ذهنه في خضم انشغاله فيبتسم و يعود إلى العمل ثانية أما رنا فقد أغرقت في نفسها في الملفات و العمل حتى لا يسعها التفكير في شئ إلى أن حل الليل و أرهقت فعادت إلى المنزل و نامت مباشرة. جاء يوم جديد حيث استيقظ كل من جاسر و رنا في نشاط و مارسا رياضتهما كالمعتاد و تجهزا لاجتماعهما حيث ارتديا ثيابهما و تناولا فطورهما. توجه جاسر إلى شركته و سعادة تتسلل إلى روحه لم يعلم سببها أما رنا فقد انتظرت فرح ليتوجها إلى باسيونيس . ما إن دخلت الفتيات الشركة حتى شرعت داريا تقول : اوها قنبلة هل هذه حقيقة رنا المصري أمامي اييي كم حضرتك جميلة لا عجب أن جاسر بيه قد عشقك و يريد الزواج بك.