15 - سعادة حقيقية.

1073 Words
الاشخاص الغامضين هم الاغرب . اشعر احيانا بان البرود المتجسد في ارواحهم يدفعم الى العويل دون توقف .... بفضولي العارم سألتها ما يجوب في خاطري منذ مدة " لماذا لستِ سعيدة سيدتي؟" في حدقت بعيني بغرابة " انتِ تملكين المال ، واطفال .. بيتًا رائعًا .. تعليم جامعي بتخصص اكاد اجزم انه جيد .. حتى انك تملكين مظهرًا جميلًا رغم سنك!" اذا استثنينا اذنيها البارزتين؟ .. اجل انا لا اكذب! " رغم ذلك .. انتِ لا تبدين سعيدة ابدًا .. " نظرت الي بتفاجئ واومأت اؤكد لها كوني لاحظت - ولا ادري اذا فهمت ايمائتي حقًا- السيدة امامي التفتت بعيدًا حتى ظننتها ستمتنع عن اجابتي فجأة هي تن*دت بتعب ولسبب غريب بدت كما لو انها ستفشي سر حياتها امامي .. " رغم انك صغيرٌ لتفهم هذا .. لكن كل تلك الامور ليست بالضرورة جالبًة للسعادة ، ربما تجلب الغبطة او الحسد او حتى الفرح والسرور؟ .. لكن لاعد ما قلته مرة ثانية : ليس بالضرورة! " اومأت لها متفهمًا .. " ما انا متأكدة من انها تفعله هو اعطاؤك مظهرًا لماعًا وهالة تصرخ بالسعادة دون ان تمتلكها فعلًا!" هي اكملت واومأت لها بتكرار ثم قلت " هذا ما يقوله الجميع.. جميع من يمتلكون كل شيء!" نظرت الي بغرابة وفهمت من نظراتها انها تريدني ان اسكت حتى تنهي كلامها " منذ خطواتي الاولى كان كل شيء كما الان .. كان الامر مجرد كفاح! مدرستي الابتدائية والثانوية وحتى دراستي الجامعية، زواجي وطفلي الاول .. الى الان! كان خطئي انني ظننت ان علي انهاء كل تلك الامور لاحصل على السعادة .. كانوا بنظري مجرد مهمات علي انهائها ، ظننت انني سأكون اكثر سعادة اذا انتهيت منها .. لانني عرفت ان كل تلك المراحل لم تكن سعادتي المنشودة" قطبت حاجباي لتفكيرها حول ما عشته بينما اسمع " السعادة وجهة! وكل هؤلاء محطات! مشكلتي الوحيدة ، انني عبرت كل المحطات دون ان ادري ما الوجهة حقًا" قالت تنظر في الافق " بيكهيون-اه ، بحثت حقًا عما تسميه انت بالسعادة لكنني لم اجد شيئًا ، احيانًا افكر بانني ابحث عن شيء غير موجود ابدًا والاكتئاب في سن اواخر سن الثلاثين لم يكن احتمالًا واردًا .. لذلك نفسي بأن ذلك مجرد هراء" ارتفعت اطراف شفتي بابتسامة ساخرة " أليس هذا ..طماعًا للغاية ليكون مجرد رغبة في الشعور بالسعادة؟" سألتها وهي قطبت حاجبيها " زراعة ازهار الكرز في بيت ريفي بعيد وناءٍ عن صخب المدينة بعد سن التقاعد ..اتؤمنين سيدتي بأن على كل شخص امتلاك نهاية كهذه؟" وسعت عينيها بتفاجؤ " بلا مسؤوليات او اشخاص يملون عليك ما تفعليه؟ ان تعيشي بحرية؟ يسرني ان اخبرك انك لم تبحثي ابدًا عن السعادة لذلك لم تعثري عليها" حدقت بي باهتمام فجأة " انت اردت راحة ابدية .. ولا وجدة لراحة كالتي تبحثين عنها سوى الموت" نظرت بعيدًا عن عينيها التي تحدقان بي لكوني لست معتادًا على تحديق شخص غريب بي بتلك الطريقة .. شخص غريب؟ اجل هذا ما كانت عليه زوجة ابي الان " اردت امتلاك نفسك وان تعيشي بحرية ، والحرية لم تكن ابدًا سوى اول خمس دقائق يولد بها الانسان يبكي عاريًا ، بلا اسم .. بلا خطيئة .. بلا توجهات .. و بلا حقد بشري" اخبرتها بنص عبارة حفظتها غيبًا لكم كانت تعجبني " قلتِ انك اردتي سعادة؟ انت حصلتِ عليها بالفعل، ألم تكوني سعيدة حين ولدت ايجي مثلًا؟" توجب علي النظر في عينيها موجها لها سؤال " ربما .." همست لكنها لم تلبث ان اكملت بدفاعية " لكن ليس بالشكل الكافي!" " اووه ارجوكي" ضحكت بشكل مهزوز للذكريات التي اجتاحتني " هي لم تكن يومًا كافية" " لم اسمع خص يكتفي من السعادة سيدتي، لكن لا يعني الامر ان الحياة ستمنحنا تلك السعادة التي ستدوم الى الابد .. السعادة جرعات لا لقمة كبيرة واحدة" جلت بنظري على الارض لعدة مرات " بمناسبة النهاية السعيدة .. أكنت تعنيها بما تبحثين عنه؟ تلك التي توجد في الافلام والروايات؟ .. لكنك تعرفين تمامًا انها مجرد كذبة سنيمائية خالصة !" اردت قول هذا لشخص ما منذ زمن " أتصدقين حقًا وجود نهاية سعيدة؟ حيث تمتلكينها الى الابد؟ آه .. ربما كان كلامي منذ البداية فارغًا لك كونه صادرًا من شاب لا يمتلم تجربة ولم يعش بشكل كاف ..لكني اردت اخبارك ان الشيء الوحيد الذي تستطيعين الحصول عليه عوضًا عن السعادة الابدية المبتذلة .. هو لحظات سعيدة تبدو كما الابد ، فقط بعيشها بكل ما فيها ستبدو طويلة كما الابد" ابتسمت لها واستشعرت لسعًا قاسيًا في عيني "ربما تظنيني سوداويًا جدًا لكنني لا استطيع منع نفسي من تخيل تتمة النهايات السعيدة الخاصة بالافلام .. مذا سيحصل اذا صاحب القصة اصيب بمرض مفاجئ .. او حتى حادث سير .. ماذا سيحصل اذا في لحظة تدمر كل ما بناه ولم يتبق له اي شيء مما عاشه؟" ستار الدموع في عيني غطى ما اراه لكنني مع ذلك ابتسمت " لن يتبق لتلك الشخصية سوى تلك الذكريات الرائعة من الماضي ..كوني اتحدث الان كشخص عاش تلك التجربة بامكاني ان اقول ان تضييع لحظاتك السعيدة بانتظار ذلك اليوم الذي تسقين فيه زهورك داخل بيت ريفي بعد ان تتقاعدي من العمل هو مجرد غباء!" كان بامكاني الحديث بحرية وهذا جعلني سعيدًا .. رغم كل دموعي وهمومي .. كنت فرحًا لذلك! " سيدتي ، تستطيعين امتلاك سعادتك الان .. لا الكثير منها بشكل مفرط" كانت جملة غ*ية بلا معنى ، ولا ادري لما قلتها وكأنني احسد السيدة بجانبي ، لكن ستار دموعي انسدل وكنت بحالة سيئة لافكر .. لذلك هربت .. افكر بلم كنت طفلًا غيورًا هكذا .. ربما لانني لم احصل على تعليم ثانوي جيد او حتى تعليم جامعي .. ربما لانني لم اتخرج؟ ربما لانني لا املك والدي الذي رباني الى جانبي .. الذي حتى مع امتلاكي للسيد بارك ' ابي البيلوجي' بدونه اعد يتيمًا .. ربما لان اخي الذي امضيت حياتي معه يكرهني؟ او بسبب امتلاكي لعائلتين متشتتين بشكل يدفعني الى البكاء؟ ربما لانني لا امتلك المال؟ فانا مفلس دومًا .. ضحكت بسخرية لاخر ما توصلته اليه .. اجل ' المال'! انا لا املك المال لذلك لست سعيدًا .. المال لا يجلب السعادة؟ بالتأكيد لا يجلبها كفوا عن كونكم مبتذلين رجاءً .. المال لا يجلب السعادة ، لكنه ينهي دين والدي .. المال لا يجلب السعادة، لكنه يستطيع علاج امي .. المال لا يجلب السعادة ، لكنه كان كاف جدًا ليمنع عائلتي من التفكك والانهيار فقرًا -فقط كما الان-! المال لا يجلب السعادة ، لكنه كان سيصبح شيئًا جيدًا لاعادة احياء محطة وقود والدي .. المال لا يجلب السعادة .. لا يفعل شيئًا ! لكنه كان كافيًا .. كافيًا جدًا ليسد تكاليف علاج والدي بمشفى يستطيع علاجه! كان كافيًا ليجعله يعيش .. ولو عدة دقائق اخرى! كان كافيًا جدًا ليمنحني السعادة.. لم اعرف كيف قادتني قدماي بتلك الرؤية المشوشة الى غرفة الموسيقى .. فتحت باب الغرفة البني ودلفت بسرعة الى هناك .. نهاية البارت الخامس عشر. رأيكم؟ توقعاتكم؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD