الفصل الثالث

1000 Words
الفصـل الثـالث غـَزْوَة انْقِيــاده ــــــــــــــــ في ردهة الفيلا جلست على الأريكة ممسكة بهاتفها تتحدث من خلاله مع إحدى رفقاتها القدامى التي لم تعد ترى أيًا منهن بسبب تعسُّف عمرو وهيمنته في عدم خروجها أو فعل ما كانت في الماضي عليه، بتذمرٍ جم ردت جيسي على رفيقتها: - للأسف مش هعرف آجي معاكوا ، عمرو شديد قوي ومش بيخليني حتى أخرج لوحدي ، لازم يكون معايا أو بابا، أنا حتى زهقت قوي من قعدتي دي ومش متعودة على كده هتخنق . بتعابيرٍ كالحة سردت جيسي موجز معاناتها، بينما ردت عليها رفيقتها لورا مشفقة عليها بتصنعٍ واجب منها: - الله يكون في عونك يا جيسي، بس هتعملي أيه، ما إنتي اللي كنتي هتتجنني وتتجوزيه . تن*دت جيسي بقوة فهي لم تندم قطعًا بالزواج منه فكم أحبته وزاد ذاك الحب بالتقرُب منه ولكنها تنزعج من سطوته وتيبّس عقله بالرجعية كما تعتقد، زمت ثغرها للجانب لتقول لها بنبرةٍ شبه مستهزئة: - خدي بقى الجديدة ، بيقولي أتحجب ولازم لبسي يتغير هتفت رفيقتها بعدم تصديق مستنكرة بداخلها أن تفعل ذلك: - معقول الكلام ده يا جيسي ، وإنتي هتعملي ايه؟ عقدت حاجبيها متذمرة وردت رافضة بتاتًا: - أنا مش متعودة على كده وهو لازم يفهم طريقة حياتي، أنا علشانه ممكن ألبس محترم إنما أغطي شعري وأتخنق كده دا أنا أموت ومش هستحمل، دا علشان طلبه دا قررت مخرجش وأسمع كلامه ليجي في وقت ي**ّم يلبسهولي ، وإنتي عارفة مقدرش وقتها أزعله وخايفة يسيبني علشان الموضوع الأهبل ده . ثم كشرت بوجهها لنفورها من الأمر وتوجسها منه فهي باتت على علم بعقلية عمرو المتشددة، بينما قالت لها رفيقتها بنبرةٍ حماسية مهونة عليها: - متزعليش نفسك ، تعالي إنتي معانا واخرجي من وراه، يعني هيعرف منين إنك خرجتي، إنتي مش بتقولي إنه مشغول اليومين دول وبيسهر أكتر الوقت وبيجي متأخر، تعالي إنتي وإسهري معانا وروّحي قبل ما يرجع . أنصتت جيسي لحديثها باهتمامٍ وقد لمعت تلك الفكرة في رأسها وتحمست بالتأكيد لترد دون ترددٍ بنبرةٍ شغوفة: - عندك حق ، إزاي مفكرتش في كده، حتى هو النهار ده قالي إنه خارج وهيتأخر كتير بدا على جيسي الحماسة الجمة أثناء حديثها لتأخذ قرارها المندفع ذلك دون التفكير في عواقبه، في حين قالت رفيقتها بعقلانية : - بس المهم نخرج في مكان من اللي مش بيروحوا بيتر علشان دا من وقت ما إتجوزتي وهو غامض وتحسية هيرتكب جريمة بس مستني الوقت المناسب . زمت جيسي شفتيها وقالت بعدم إكتراثٍ لتبدو هوجاء: - سيبك منه ، أصلاً بابي بيقول إن عمرو مربيه هو وأبوه من بعد ما حاول يقتله، أنا هخرج ومش هيهمني حد علشان زهقت رعونة جيسي في حديثها الإندفاعي هذا جعل مايا تقف متوارية عن أنظارها لتتسمع على حديثها بتطفلٍ ليُلفت انتباهها حديث اختها عن عمرو ، شهقت مايا مصدومة بأنها ستخرج دون علمه وأنصتت باهتمام لتمد بأذنها للأمام ، أظلمت عينيها بمكرٍ وعضت على شفتيها متوعدة بشدة فقد جاءت فرصتها دون عناء منها ليترك أختها ويتطلع عليها هي، هذا ما ظنته تلك الفتاة بعقليتها المحدودة ، لمحت مايا أثناء وقوفها هبوط عمرو للدرج مرتديًا ملابسه الرسمية ومتأهبًا للذهاب، ظلّت المسافة بين حاجبيه وهو ينظر لها بارتيابٍ ، إستفهم بمعنى: - ايه يا حبيبتي فيه حاجة عايزة تقوليلي عليها؟ ازدردت جيسي ريقها وردت بثباتٍ زائف: - لا يا حبيبي هعوز أيه يعني ، دا بس علشان بتوحشني يتعامل ببرودٍ كعادته وتن*دت بقلة حيلة تواقة ل**ب قلبه بالكامل ، كان عمرو يقا**ها محبتها لمعرفته بحبها هذا فقد اعتاد على وجودها معه ولم يجد ما يجعله يتردد في الاقتراب منها، قال عمرو بجدية وهو يقصي يديه من حول خصرها: - أنا كده هتأخر وعندي شغل كتير ابتسمت جيسي بودٍ وقالت تمسح على بذلته كنوع من الهندمة : - طيب يا حبيبي قبل عمرو أعلى رأسها وإلتفت مغادرًا لتتبع جيسي خروجه متن*دة بعُمقٍ لتعترف بعشقها له ، لثواني وقفتها عاد على ذهنها موضوع خروجها لتتذكر ويعود حماسها السابق ولم تتوانى كثيرًا في وقوفها حتى هرعت متوجهة للأعلى منتوية الخروج قليلاً للترفيه عن حبستها تلك قبل عودته ، ما أن صعدت حتى ظهرت مايا من مخبأها لتُكتف ساعديها حول ص*رها وتقول بإرعادٍ ونظرات سخمة مع هزات خفيفة من رأسها المدبّر: - والله عال ، إن ما خليته يطلقك النهار ده ويتجوزني أنا إبقي قولي عليا حمارة ..... ____________________________________ على إحدى الطاولات الراقية في النادي سحبت من علبة المحارم منشفة ورقية لتجفيف أنفها فقد إنتقلت العدوى لها لتذاع نزلة البرد وتكتسح طلعتها . وجهت رسيل بصرها ناحيته وهو يجلس بجوارها لتجده يبتسم لها باستفزارٍ متعمدًا إثارة حنقها بنظراته أيضًا ، كبتت رسیل ضيقها في نفسها وأكملت تناول فطورها حيث اصطحبها أيهم معه ليتناولا فطورهما بداخل النادي بعدما توغنت هي عدم توجهها لجامعتها بسبب إصابتها بالأنفلونزا . انتهى أيهم من طعامه ووضع شوكته قائلاً باستفزازٍ مقصود وطلعة بلخاء : - أيه يا حبيبتي إنتي عندك برد؟ شهقت رسيل رسيل من حديثه فکتم أيهم بسمته، أكملت بغيظ: - مروحتش الجامعة بسببك ، وكمان هروح الحفلة إزاي ابتسم لها أيهم بسخافة ورد وهو يضغط بقوة على وجنتها: - متبقيش قلبك تلك الکلمة التي تفوه به رغم صدقه: - أيه بغِير دي ، أنا مش بغِير من أي حد وواثقة في نفسي ابتسم أيهم - عندك حق يا حبيبتي ، أنا كنت فاهم إنها صغيرة وبعاملها عادي مش قصدي حاجة خالص حركت رسيل رأسها بتفهم فابتسم لها أيهم بمحبة ، إنتبهت له لا يرتدي شيء سوى قميصًا خفيفًا لا يوجد تحته شيء وسروال سباحة قصير كأنه ينتوي نزول حمام السباحة ، تأملت هيئته باقتطاب وسألته : - إنت إزاي عندك برد وتبقى قالع كده؟ ، البرد هيزيد عليك كده قالتها بقلقٍ وظل فقط بسروال السباحة ، حدقت فيه رسيل مستنكرة ما يفعله وهدرت بتأنيب: - أيهم إنت بعقلك عارف بتعمل أيه ، إنت لسه تعبان والبرد مرحش ولا خفيت شوية حتى وعايز تنزل المية تجاهلها هو الآخر متعمدًا وتحرك ليقفز في المياه، تتبعته رسيل بعدم رضى ونظرت له بذهول، قفز أيهم لتشهق متفاجئة من تصرفه الطائش ، هتفت باستنكار وهي تنهض ذاهبة إليه: - أيهم إطلع مينفعش كده هتتعب أكتر وقفت رسيل عند على طول ابتسم لها وسبح ناحيتها ليخرج من المياه وهو يشعر بالحبر ، التفتت رسيل ناحية الطاولة لتجلب سريعًا منشفة موضوعة على المقعد ثم توجهت لتقا**ه فاردة إياها. خرج أيهم وهو ينظر لها بحب، تناول منها المنشفة ليضعها على جسده المبتل وسعل هذه المرة بصدق فنظرت له رسيل وعاتبته : - شوفت حصلك أيه
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD