الفصل الخامس، القيادي

854 Words
الفصـل الخامس القِِيَّـــادي ـــــــــــــــــ فتح عينيه بتثاقل ثم ظل للحظات غير مستوعب نفسه، ادار رأسه للراقدة بجانبه وضيق عينيه نحوها بعدم فهم ، اعتدل مصطفى في نومته ونظر لنفسه فقد كان دون ثياب، تأفف بضيق ملحوظ ثم سحب ملابسه لإرتداءها، نهض بعدها من على الفراش مقتطب التعابير، تنملت الأخيرة في نومتها حينما شعرت به، وجهت الفتاة بصرها نحوه، سألته وهي تتثائب: - رايح فين يا ميمو لسة بدري ؟ . اكمل ارتداء ملابسه دون الإلتفات إليها فزمت شفتيها للجانب لعدم رده عليها ثم نهضت من على الفراش، باشرت بالإقتراب منه فرفع إصبعه في وجهها محذرًا : - خليكي عندك ، اوعي تقربي . تجمدت الفتاة موضعها وهي تنظر له بعدم فهم ، بينما التقط متعلقاته، تابع باستهجان قبل أن يغادر: - عندك فلوس على المراية، خديها وأمشي على طول . قال جملته واستدار تاركًا الشقة ؛ دلف مصطفى خارج البناية عابس التعابير، توجه لسيارته ممسكًا بهاتفه وهو يحاول الإتصال بها، زفر بقوة وهو يهاتفها ولم تجب عليه ، حيث عاود الاتصال بها ولم تجب تلك المرة أيضًا ، ركل مقدمة السيارة بعنف لينزعج من تجاهلها، ___________________________ وقفت في شرفة غرفتها مُستندة على الحاجز الرخامي وناظرة امامها بشرود تام في حياتها، لم تجد أمينًا عليها سوى عمتها التي نالت من عمرها حظها الذي رسمه أخيها لها، فهي تعتبرها سلاح ضعيف للوقوف أمامهم ولم تتبعتها رسيل حتى خرجت ، ثم اغمضت عينيها لتتهيأ لمقابلة عمها بعد قليل .... ___________________________ توجه لشركة والده من اجل رؤيتها ، فلابد من أخذ حل فاصل في علاقته بها ، جلس مصطفى امام والده الذي استغرب حضوره فهي ليست من عادته القدوم للشركة ، - يا بابا بس بطمن ، اصلها صاحبتي مش اكتر ومش عايزها تقول اني شغلتها في مكان مش قد كدة . هتف شاكر بضيق : - وسيادتك مش ناوي تيجي تشرفني وتشتغل معايا . نهض مصطفى وهو يقول بعدم اكتراث : - طيب حاجة ؟. رد باقتضاب ونبرة موحية جعلتها تضطرب من الداخل : - عايزك . شهقن الفتيات وتجمدت رانيا كالتمثال ، فابتسم بخبث واكمل كي يوضح الأمر : - عايزك في موضوع مهم . ردت بتوتر المقابل لعمرو الذي يعلو ثغره ابتسامة هادئة سعيدة ، ابتسمت في نفسها بسخرية فسوف تمحي تلك الابتسامة بعد قليل ، وجهت بصرها لعمها الذي حدثها بمعنى : - عمرو قالي انك موافقة تبيعي الاراضي ، وزي ما انتي عارفة لازم تيجي معانا علشان تقولي انك موافقة ، وانا همضي على البيع بعدها . وزعت رسيل منعًا من تأزم الوضع : - روحي يا رسيل انتي ، هنبقى نتكلم بعدين . نظرت له بسخرية قبل ان تذهب مما جعل عمرو يستشاط غيظًا منها ، وجه بصره بعدها لوالده وحدثه بضيق : - عاجبك اللي حصل دا يا بابا . رد فريد نظرت لها مهجة فقد كانت جالسة بصحبة امرأة يبدو انها بائعة ملابس ، تقدمت مهجة منهم وهي تتأمل تلك الملابس الفاضحة وشهقت بخجل فقالت لها والدتها طلبت من الزفت عمرو يساعدني رفض واتكبر عليا ، تابع بنظرات حب : - اعمل ايه يعني ، اصلي عاوز اتجوز يا ناس . ابتسمت بخجل ، ف*نهد بارتياح وقال بمغزى : - خلاص هتنسي اللي حصل . اومأت رأسها - اقعدي وقوليلي عاملة ايه ؟ . ردت رسيل بتنهيدة عميقة : - هكون عاملة ايه ،انا زي ما انا ، وشكلي هفضل كدة . ملك محركة - كلنا بحبك يا رسيل زي اختنا بالظبط . نظر لها ايهاب ونظرت له ملك هي الأخرى لتخبره انها تتفهم عليه ليه؟ . اجابه فريد بخوف لم يخفيه : - بيقول هيبلغ عننا لو مبعناش ، بيهددني وشكله مش بيهزر . صر عمر اسنانه لحبوب وبدأن في اطعام الحمام سويًا ، ابتسمت زينة بسعادة وهي تسقيها الماء بفمها ، ضحكت رسيل عليها وهي تقول : - بتحبي الحمام قوي كدة . ردت زينة بابتسامة فرحة : - بحبه قوي يا رسيل . مسحت رسيل على ارتعدت زينة ونظرت لرسيل كأنها تتوسل لها ، فابتسم عمرو بسخرية ونظر لها مرة أخرى وهو يصرخ : - قولتلك تعالي معايا ، واقفة ليه . تعجبت رسيل من نبرته الغاضبة وردت زينة بطاعة : - حاضر يا كنتي بتتجسسي علينا؟. ازدردت ريقها وردت بنبرة متزعزعة : - أ.أسفة..يا بابا .مش هعمل كدة تاني ، سامحني . حدجها فريد بغيظ شديد وهتف بحدة : - اتفضلي اطلعي على أوضتك . هرولت زينة من امامهم صاعدة للأعلى وتعقبها عمرو بنظرات هتف مروان باستفهام : - ليه ؟ السعر مش عاجبه . رد أيهم بنفي : - بالع** ، دا انا عرضت المبلغ اللي هما يقولوا عليه . مروان زاممًا شفتيه بتفهم ، قال بجدية : - خلاص سيل وسألتها التزام غرفتها فاطاعتها الأخيرة وانهت الاتصال معها ، زفرت رسيل بقوة وتفاجأت بصوت عمتها من الخلف تسألها وهي تدنو منها : - بتكلمي مين يا حبيبتي . التفتت رسيل لها وردت بضيق : - اصل عمرو ض*ب زينة لما عرف انها هي اللي قالتلي على - البيه متضايق قوي ، وقالي اللي عاوزينه هيدفعه . رد فريد بقلة حيلة : - البنت مش موافقة ، اعملها ايه يعني . رد مدحت بنبرة حادة : - اتصرف ، البيه ممكن يعمل اللي ميخطرش علي بالك ، واقل حاجة هيعملها هو انه هيحبسك انت وابنك ، **ت ليتابع بخبث : - وهي كمان اديني فرصة وأنا هقنعها تبيع . نهض مدحت وهو يقول بجدية قوية : - هد*ك ، واتمنى تكون بالموافقة.................... __________________ _____________ _______
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD