الفصل السادس، القيادي

3160 Words
الفصـل السادس القِِيَّـــادي ـــــــــــــــــ عقد اجتماع طارئ لمناقشة العَطَلَة التي صارت مؤخرًا ، وتأخر ابتياع الأراضي ولابد من المضي قدمًا في تلك المسألة ، ترأس ايهم الاجتماع والتزم ال**ت لبضع دقائق كان بداخله غضب سيطر عليه بصعوبة ، انتظر الموظفون بدئه بالحديث فجميعهم يخشون حدة غضبة اذا نطق احدهم دون إذن ، مرر ايهم بصره عليهم ليتحدث اخيرًا ، هتف بضيق دفين مُحدثًا مدحت مُحاميه : - اتفضل قول اللي عندك يا استاذ مدحت . استند مدحت بساعدية على الطاولة ورد بعملية : - الموضوع معقد يا أيهم بيه ، ودا لأن البنت صاحبة الأرض لسه قاصر وعمها هو اللي مسئول عنها ، وبما انها عدت سن التمنتاشر "18" سنة فدا يديها الحق انها تبقى مأذونة في أي حاجة تخص املاكها ، وهو دا اللي معقد الموضوع . انصت له ايهم بوجه مُقتطب جاهل لما يقوله ، استفهم بجدية : - انا مش فاهم حاجة ، يعني ايه الكلام ده؟ . رد مدحت موضحًا : - يعني هي في السن دا لو قالت مش موافقة عمها ميقدرش يبيع اي حاجة تخصها رغم انه الوصي عليها ، انما لو كانت اصغر من كدة فرأيها بيبقى مش مأخوذ بيه . بدا على ايهم الحيرة وتفهم مدحت عليه حيث وضح اكثر : - الموضوع دا زي الجواز كدة ، بياخدو رأيها وبعدين المأذون بيجوزها ، يعني لو رفضت مينفعش تتجوز . **ت مدحت عندما وجد ايهم تفهم عليه وشرد في حديثه ، التفت له ايهم ليقول بهدوء : - دلوقتي معندناش غير اننا نقنعها . رد مدحت مؤكدًا : - هو دا بالظبط اللي بحاول اعمله ، انا بأتخذ معاه طريق التهديد ودا برضه مش هينفعنا لأننا مش هنستفيد حاجة لو بلغنا عنه ، دا بالع** هيعقد الموضوع ، فأنا بعرض رفع السعر ودا الأفضل في الوقت الحالي . بدا على ايهم الاهتمام بحديثه ، ثم نظر امامه وكأنه يفكر في شيء ما ....... ______________________________ اضطرت مُجبرة الذهاب اليه بعد ما فعله مؤخرًا في الشركة وإلحاحه الدائم لملاقاتها ووافقت خشية ان يتسبب لها في ترك عملها الذي بات يساعدها بأخذها لمرتب كمُقدم لها والذي خفف عنها كثيرًا ، تواعدت رانيا ان تقا**ه بداخل النادي فلابد من الحديث معه عله يتفهم ظروفها وانها ليست كبقية الفتيات الذي يتعرف عليهن ، رأته رانيا جالسًا على طاولة ما ومُسلطًا بصره عليها ، تنفست بهدوء وهي تتحرك متجهه ناحيته ، حدجها مصطفى بابتسامة جانبية تبين لها مدى سيطرته عليها ، اسند ظهره على المقعد باريحية وهو يراها تقترب منه ، دنت رانيا منه لتقول كأنها مغصوبة على الحضور : - خير يا مصطفى ، شهقت بتصنع لتتابع باستهزاء : - قصدي يا ميمو . تجاهل حديثها الساخر ورد عليها بخبث : - معنديش مانع اسمعه من بين شفايفك الحلوة دي . تأففت وجلست على المقعد وقالت بجدية وهي تضع حقيبة يدها على الطاولة امامها : - ممكن بقى أفهم حضرتك هتفضل تضايقني كدة لحد أمتى؟ . رد بعدم اكتراث زائف : - وضايقك ليه ، المفروض انتي عارفة عاوز ايه . ردت بنفاذ صبر : - قولتلك يا مصطفى احنا مش زيكوا ، ليه مش عاوز تفهمني ، انا حياتي غير حياتك ، انت عندك كل حاجة ، انما انا معنديش غير شرفي اللي انت عايز تاخده مني . انزعج مصطفى من حديثها ورد مُتحكمًا في ضيقه : - اومال ايه بحبك يا مصطفى ، انتي لو بتحبيني بجد مش هترفضي نبقى مع بعض . بادرت موضحة بمعنى : - بحبك وهفضل احبك ، بس اللي بتطلبه مني دا مستحيل يحصل من غير جواز . دنا منها وهتف بانزعاج : - يعني خلاص يا رانيا دا آخر كلام عندك . ردت متن*دة بحزن : - افهمني يا مصطفى ، لو حد من أهلي عرف اني عملت كدة اقل حاجة هيقتلوني ، وبابا كمان هيروح فيها . وصل مصطفى لقمة غضبه ولم يبالي بتوسلها حتى ، نهض ونظراته جامدة خالية من المشاعر ، هتف بحدة : - الليلة انا هستناكي ، ولو مجتيش اعتبري نفسك مرفودة . ثم التقط مفتاح سيارته وتركها تقتفي اثره مصدومة شاردة ماذا ستنتوي لفعله... ___________________________ ن** رأسه في خجل من نفسه لما حدث امام ناظريها ، توتر اسماعيل حينما وجدها واقفة امام باب الاسطبل وتنظر اليه ، تقدم منها بخطوات مُتباطئة يخشى مواجهتها ، وصل امامها يريد المرور للداخل ولكنها حدثته بجدية زائفة : - مجتش امبارح ليه تنضف الاسطبل ، انت مش عارف اني بحب المكان يكون نضيف . رد بتلعثم وهو ما زال مُن**ًا رأسه : - اسف.. يا. ست رسيل أ.أ.أصلي كنت... لم يكمل جملته لا يعرف بما يجيبها ، بينما تفهمت رسيل ورد بنبرة ذات معنى : - خلاص يا اسماعيل انا عايزاك تنسى وتشوف شغلك ، تابعت محذرة : - بس لو عملت كدة تاني اعتبر نفسك ملكش شغل عندي . رد على الفور بطاعة : - تحت امرك يا ست رسيل ، مش هيتكرر اللي حصل ده تاني . قالت رسيل وهي تفسح له المجال كي يعبر : - ماشي اسماعيل ، يلا ادخل شوف شغلك . هرول للداخل لمباشرة عمله وتتبعته رسيل بابتسامة ناعمة ، استدارت بعدها تريد العودة للفيلا ولكنها اصتدمت به عندما وجدته خلفها وشهقت بفزع ، بينما هو قال بخبث : - قد كدة بخوف أنا . ردت بحنق ونظراتها ناحيته كلها ازدراء : - مش عيب لما تمد ايدك على عيلة صغيرة . رد بالامبالاة مُستفزة : - اختي وبربيها ، فيها حاجة دي . ردت باستهزاء : - انت اللي هتربيها ، روح ربي نفسك الأول . أمسكها من عضدها وضغط عليه بقوة جعلتها تتألم بوضوح ، هتف عمرو بغضب : - كلامك معايا بحساب ، انتي متعرفنيش كويس . ردت بتألم وهي تحاول افلات يدها : - سيب ايدي يا عمرو ، انت بتوجعني . افلت يدها وهو يقول بجدية : - لو مفكرة نفسك هتلعبي معايا يبقى هتخسري ، بيعي بالذوق احسنلك . ردت بضيق : - انت بتهددني ، تابعت بعناد ضروس : - طيب يا عمرو مش هبيع وعايز اشوف هتعمل ايه . حدجها بغضب بائن وهتف بنبرة مُحتقنة : - هتبيعي وغصب عنك ، وهتشوفي يا رسيل . ردت باستفزاز وهي تتهيأ للركض من امامه : - مش هبيع حاجة . ثم ركضت من امامه في لمح البصر ، نظر لطيفها الذي كان امامه قبل قليل بانزعاج ، ثم قام بركل دلو الماء بعنف حتى ارتطم بالحائط وهو يلعن في سره...... ___________________________ انتبهت لصوت هاتف صديقتها الموضوع على الأريكة يصدح ، سارت خلود تجاهه ونظرت له مطولاً ثم وجهت بصرها تجاه المرحاض حيث كانت سيرين بالداخل ، زفرت بهدوء وقررت الايجاب في النهاية ، التقطته خلود وهمت بالرد على المتصل والذي يحمل اسم أخي باللغة الأجنبية "my brother" ، ردت خلود بتردد : - أيوة . اجابها الأخير بتساؤل : - مين معايا ؟ . ردت عليه بتفهم : - انت اخو سيرين ؟. رد عليها بانزعاج : - ايوة انا اخوها ، انتي بقى مين وفين سيرين ؟. امتعضت من طريقة الو**ة وردت بضيق : - سيرين في الحمام ، وانا اضطريت ارد عليك لما لقيتك بتتصل كتير . رد بتأفف : - لما تطلع قوليها مازن اخوكي اتصل بيكي وخليها تكلمني ضروري . ردت من بين اسنانها وهي تلوم نفسها على الرد عليه : - حاضر ، واسفة مرة تانية اني رديت ..... لم تكمل جملتها حيث اغلق هذا السمج الهاتف قبل ان يسمع ردها ، صرت خلود اسنانها مُنزعجة وهي تردد بغيظ : - قليل الذوق ، قفل السكة في وشي . دلفت سيرين من المرحاض وهي تسألها باستغراب : - انتي كنتي بتكلمي حد من شوية . التفتت خلود لها وهي ترد بتوتر : - انا أسفة يا سيرين ، تليفونك كان بيرن كتير فأضطريت ارد علشان محدش يقلق عليكي وكدة . ردت سيرين بابتسامة لطيفة : - ولا يهمك يا بنتي متكبريش الموضوع ، تابعت مستفهمة : - مين بقى اللي كان بيتصل ؟ . ردت باقتضاب : - دا أخوكي . هتفت سيرين بتعجب : - مازن ! ، ودا كان عاوز ايه ده ؟! . ردت خلود بجهل : - معرفش ، هو قالي لما تخرجي ابقي كلميه عاوزك . اومأت سيرين برأسها قائلة : - طيب ، هبقى اكلمه واشوفه عاوز ايه ...... _____________________________ جلس امام منزله ناظرًا للخضرة التي بهت لونها بحلول الليل ، شرد ايهاب في وضعة وحياته المُعقدة ، تمنى لو كان حاله افضل ليصل لما دق له قلبه ويغدق بالعيش معها ، قطب جبينه في تهكم بائن عندما تسمع عليها وهي تسرد معاناتها لأخته وود خ*فها بعيدًا عن الجميع وتخليصها من حياتها التي تبغضها وأن لا يرى دمعة واحدة منها ، مقت حياته الدونية التي تعيق تحقيق ذلك ولعنها مرات فليس بيده شيء يقدمه لها ، اغمض عينيه بغضب وعقله يسأل قلبه لما هذا الحب الذي اوقعت نفسك فيه ، لم يجد ردًا على السؤال فمنذ كانت صغيرة ويخشى رؤيتها حزينة ، تن*د ايهاب بعمق فقد تعب من كثرة التفكير في المستحيل ، رأته ملك من شرفة غرفتها وادركت حالته وحزنت لرؤيته هكذا ، فهي كما تعلم ان رسيل تعتبرهم كأخوة لها ولم تكن له شيئًا آخر ، زفرت بقوة وقررت الذهاب اليه .. دلفت ملك خارج المنزل وهي تسير تجاهه لاففة ذلك الشال على جسدها نظرًا لبرودة الجو ، دنت منه ملك وهي تسألة بابتسامة مُحببة : - قاعد كدة ليه يا ايهاب ؟ . رفع رأسه نحوها ورد بتنهيدة قوية : - ما فيش ، قاعد مع نفسي شوية . ابتسمت ملك وجلست بجواره وحدقت فيه بنظرات ذات مغزى ثم تن*دت لتقول بحذر : - رسيل دي صعبانة عليا قوي ، مبتقدرش تخرج زي الناس ولا حتى تعيش سنها . نظر لها ايهاب كأنها تتفهم ما يفكر فيه ، فتابعت ملك بحيرة وهي تحرك رأسها : - انا مش عارفة أخرة حياتها دي ايه ، بس أكيد فيه حل . **تت ملك ونظرت له واستأنفت تريد افاقته مما يفكر فيه : - اكيد انت بتعتبرها زي اختك مش..... نظر لها ايهاب فجأة ليقاطعها بامتعاض جلي : - فيه ايه يا ملك ، كل شوية تقوليلي زي اختك ، زي ما تكوني قاصدة تقولي كدة . ردت بجدية وهي توضح : - أيوة يا ايهاب قاصدة اقولك كدة علشان متعلقش نفسك بحاجة عمرها ما هتبقى ليكي في أي يوم . انزعج ايهاب من حديثها فهي مُحقة فيه ، بينما تابعت ملك بمغزى : - خليك مع اللي بتحبك احسن . نظر لها مُحركًا رأسه بعدم فهم وسألها : - ومين بقي اللي بتحبني ؟ . ردت ملك بابتسامة ماكرة : - سيرين طبعًا . نظر لها بصدمة وهتف باستغراب : - سيرين! ، سيرين بتحبني أنا . اومأت رأسها مؤكدة : - ايوة ، وبتحبك من زمان كمان ، مش معقول مش حاسس بيها لحد دلوقتي ، البنت مش شايفة غيرك انت ، دي باينة قوي . رد باستنكار : - بس انا عمري ما فكرت فيها ، استانف وهو يبتسم بسخرية : - وهي زي رسيل لو انتي مخدتيش بالك ، يعني انا مش من مستواها علشان افكر حتى فيها . هتفت ملك باعتراض : - ايه مستوى والكلام الفاضي ده ، سيرين بتحبك وأكيد ما فيش حاجة ايًا كانت ايه تمنع ارتباطك بيها وجوازك منها مش هيبقى فيه مشاكل . رد ايهاب بانزعاج : - انتي محسساني بكلامك دا اني رايح اتقدملها ، بقولك انا حتى عمري ما فكرت فيها . تأففت ملك فقد ملت من الحديث الغير مجدي معه ، نهضت لتقول بنفاذ صبر ونبرة ذات مغزى : - انت حر يا ايهاب ، بس في الآخر هتخسر ، وبكرة تقول يارتني سمعت كلام ملك اختي........ _____________________________ ظلت تفرك يدها ببعضهما بحركة عصبية فقد انتظرته وقتًا طويلاً ولم يأتي بعد ، نظرت سالي لمصطفى الجالس بجانبها والذي يعبث في هاتفه كأنه يهاتف احدهم ، حدثته سالي بنبرة متلهفة وهي تسأله : - هو أيهم مش جاي النهاردة ؟ . رد بلا مبالاة : - معرفش . هتفت بضيق : - يعني ايه متعرفش ، على اساس انتوا اصحاب . ضحك مصطفى بأعلى صوته، رد بسخرية : - وانتي بتاعته ، المفروض تبقي عارفة هو فين دلوقتي . تفهمت سالي مقصده واشاحت بوجهها مُلتزمة ال**ت فهو مُحق في حديثه ،فهي من سلمته نفسها بإرادتها لرغبتها في الاقتراب منه وأوهمت نفسها بأنها ستحظى به وتنعم بحياة مُتْرَفة معه لتوافق مستواهم ، ولكن لاجدوى من ذلك فقد تخلى عنها بسبب ما لم تتعمد فعله فقد وقعت في شباك احدهم لتضحى بلا شرف في نظره ، لم تجد سالي امامها سوى النهوض تاركة المكان للتفكير في خطوتها القادمة معه ولابد ان يسمع تبريرها .... ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، كان مصطفى يراسلها عبر هاتفه ببعض الرسائل المقتضبة عن تأخيرها حتى الآن ، زفر بقوة عندما تجاهلتها غير مبالية به ، اضطر لمهاتفتها بعدما انتوى لها بأنه لن يمر الأمر مرور الكرام وسوف تندم بالتأكيد ، وضع الهاتف علي أذنه وأتاه الرد منها ، هتف مصطفى بانفعال شديد : - انتي مش بتردي على رسايلي يا رانيا ، انتي مش عارفة اني مستنيكي زي ما قولتلك . ردت بنفاذ صبر : - انا تعبت من الكلام معاك ، انت هتزلني علشان شوفتلي شغل عندكوا ، انا كان ممكن اكلم اي حد غيرك ومكنتش هتحط في الموقف ده . رد بنبرة شرسة : - قولتلك تعالي يا رانيا وإلا مش هيحصل كويس . ردت باصرار عنيد : - مش هاجي يا مصطفى وأعلى ما في خيلك اركبه . ثم اغلقت الهاتف في وجهه مما جعله يزداد غضبًا وردد بنبرة متشنجة وهو ينهض : - بتقفلي في وشي ومش همك ، طيب هتشوفي هعمل ايه.... ______________________________ اختلى فريد برفقة ابنه داخل مكتبه يفكرون في تلك النكبة التي حلت عليهم ، شعر فريد بضياع هيبته التي اسسها لسنوات جعلت من حوله يخشى سماع اسمه وذلك بحضور ذلك الرجل الذي أتى على حين غرة وبات يهدده ، لم يأبه فريد أحد ولم يرد بيع الأرض طالما عدم رغبتها بذلك ، ولكن تهديده الصريح بشأن ما يزرعه فيها جعله ضعيفًا في الرد عليه ، نظر لابنه الجالس قبالته وحدثه بتساؤل يوحي بحيرته : - هنعمل أيه يا عمرو؟ ، انا مش عارف اتصرف ازاي ، انا عمري ما حد كلمني بالشكل ده قبل كدة . كان عمرو يفرك اسفل ذقنه بتفكير عميق ولكن حين حدثه والده انتبه له ، رد عمرو بنبرة متعقلة : - الموضوع دا ملهوش غير حل واحد يا بابا . انصت له فريد باهتمام بائن فاستأنف عمرو بثقة : - نخلص من الحشيش اللي في الأراضي ، ويبقى كدة مافيش في إيديهم حاجة تدينا . فريد متسائلاً بشغف : - واحنا هنلحق نعمل كدة يا عمرو . رد عمرو بجدية : - عايزك تسيبلي الموضوع دا يا بابا وأنا هتصرف فيه . فريد بنبرة متوجسة راجية : - بسرعة يا عمرو ، دا بيهددني انه هيحبس رسيل كمان . هتف عمرو بنبرة غاضبة : - على جثتي دا يحصل ، انا هتصرف وخليهم يوروني هيعملوا ايه بعد كدة ....... _______________________________ سار مصطفى بسيارته داخل ذلك الحي الشعبي وهو يرمقه بتأفف ، وصل للبناية القاطنة فيها ووقف امامها ، ترجل من سيارته وهو يتأمل تلك البناية المتهالكة ، بدت ملامحة مشمئزة مما حوله ، اخرج هاتفه وهو يبتسم بخبث شديد وشرع في الاتصال بها ... كانت رانيا جالسة في غرفتها تفكر في تهديده لها ، لم تنكر بداخلها حبها له ولكنها مهما حدث لن تطاوعه فيما يرغب به وليفعل ما يفعل فهي لن تعود للشركة مرة أخري ، زفرت بقوة فليس لديها حل سواها ، اغمضت عينيها بحزن حائرة في اتخاء قرار صائب ، صدح هاتفها الموضوع امامها وتوجست لا إرايًا كأنها تعلم بأنه هو ، مدت يدها تلتقط الهاتف وصدق حدسها ، تذمرت في نفسها وقررت الايجاب عليه مُجبرة ، وعندما ردت فاجأها هو بعدة كلمات جعلتها تتجمد لثواني مصدومة : - اطلعي انا عاوزك . وعيت لنفسها وردت وهي تستفهم بفضول : - يعني ايه اطلعلك ، انت فين ؟ . رد بخبث شديد : - انا تحت بيتك يا رانيا بالظبط ، وتحت اوضتك الحلوة . شهقت رانيا بصدمة ونهضت على الفور مُتجهه لشرفة غرفتها وفتحتها بأيد مرتعشة ، سارت لتراه منها ، ن**ت رانيا بصرها للأسفل لتراه يحدق فيها بنظرات ارعبتها وتلك الابتسامة المُغترة على زاوية فمه ، ارتجفت رانيا حين قال : - هتنزلي ولا..... كادت تبكي وردت بتوسل شديد : - امشي يا مصطفى ، انت بتعمل كدة ليه ، عاوز تفضحني . رد بنبرة قوية : - لا مش همشي وانزلي يلا . ولجت والدتها عليها الغرفة وهي تناديها عندما وجدت الغرفة خاوية : - رانيا يا حبيبتي ، انتي روحتي فين ؟. استدارت خلفها وجحظت عيناها من الخوف اذا علمت والدتها بما يحدث ، انتبهت للهاتف وحدثته بنبرة خفيضة وهي تترجاه : - مصطفى ارجوك امشي ، ماما في اوضتي وبتنادي عليا . هتف بابتسامة واسعة : - كويس قوي ، كدة اللعب هيحلو....... ___________________________ جلست في المغطس لتستحم ولم تكف عن الضحك لرغبة عمتها في تولي غسلها ، وضعت سميرة بعض من الغسول على فرشاة الاستحمام وبدأت في دعك ظهرها بلطف ، هتفت رسيل بضحك : - لسه فكراني صغيرة يا عمتو وهتحميني . ردت سميرة بنبرة لطفة مُحببة : - انتي بنتي يا رسيل اللي مخلفتهاش . ابتسمت رسيل فتابعت وهي تتأمل جسدها الأبيض الناعم : - انتي حلوة قوي يا رسيل ، كلك على بعضك حلوة . ردت رسيل بتعالي مُصطنع : - عارفة يا عمتو مش لازم تقوليلي . ضحكت سميرة وقالت بمعنى : - علشان حلاوتك دي خليتك تلبسي الحجاب علشان محدش يطمع فيكي . اومأت رسيل رأسها بتفهم ، فتابعت سميرة بتمني حالم: - ياما نفسي يا رسيل اشوفك متجوزة واحد يحبك وتعيشي معاه بعيد عن هنا ، ويكون ابن ناس وحلو و.... قاطعتها رسيل باستنكار : - ايه دا يا عمتي ، انتي احلامك وسعت قوي ، تابعت بسخرية : - شكلك نسيتي انا عايشة فين ومع مين . زفرت سميرة بقوة وأكملت دعك ظهرها وهي ترد بضيق : - ان شاء الله نصيبك هيبقى حلو لأن انا مش هرضى اجوزك لأي حد يتقدملك . ردت بتأفف جعل سميرة تتوقف عما تفعل: - مين دا اللي هيجي يتجوزني ، شكلك نسيتي عملوا فيكي ايه. قالت رسيل جملتها وانتبهت لعمتها التي توقفت عن غسلها ، استدارت برأسها نحوها وجدت دموعها على وشك النزول ، شعرت رسيل بالحزن عليها ولامت نفسها على ما قالته ، حدثتها رسيل بقلق بائن : - عمتو انتي كويسة ؟، انا مقصدش حاجة واللهي . نظرت لها سميرة وزيفت ابتسامة وردت مُدعية الا شيء : - عادي يا رسيل انا مزعلتش ، تابعت بجدية : - وحياتك طول ما انا عايشة مش هسمح بده يتكرر تاني ...... ____________________________ في الملهى الليلي الخاص بفندق ايهم بالقاهرة ، جلس امام ماجد يتبادلون الحديث حول ما حدث اثناء الاجتماع فقد كان ماجد بالخارج ولم يسنح له الحضور ، تشدق ماجد بتفهم : - باين كدة الموضوع معقد قوي وما فيش ليه حل . زم ايهم شفتيه وهو يرد بحيرة : - مش عارف أعمل أيه ، انا كدة مصنعي اللي بحلم ابنيه مش هيتحقق ، دا كان تخطيط سنين عمري علشان انا أبقى اول واحد في الشرق الأوسط يفكر فيه . هدأه ماجد بنبرة متعقلة : - ان شاء الله خير يا أيهم ، هو كدة اي حد عاوز حاجة دايماً يقا**ه عقبات فيها ، هدي نفسك انت بس . رد ايهم بتجهم : - انا مش عارف الغ*ية دي مش موافقة ليه ، دا انا هدفع تمن الاراضي دي عشر مرات . هتف ماجد بجهل : - الله أعلم ظروفها أيه ، يمكن تكون حابه الارض وعلشان كدة هي متمسكة بيها . ايهم بنبرة منزعجة ، قال : - حظي انها عدت التمنتاشر "١٨" سنة ، يعني رأيها مهم قوي ولازم تكون موافقة ، زي الجواز بالظبط . تن*د أيهم و**ت للحظات ، تغيرت ملامحه بعدها للإنفراج كأن خطر على ذهنه فكرة ما ، نظر ايهم لماجد واستأنف بشغف : - خلاص لقيتها . تسائل ماجد بفضول : - هتعمل ايه ؟ . نظر أيهم امامه ورد بجدية قوية : - هتجوزهـــا......................................... ________________ __________ ______
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD