الفصـل الثالث
القِِيَّـــادي
ــــــــــــــ
ملأت صراخاتها المكان مما يفعله معها ، عجل والده في التوجه لمص*ر الصوت المُستغيث وكذلك عمتها هي الأخرى التي تزعزعت اوصالها لمعرفتها بأنه صوتها ، ولج فريد الأسطبل ليتفاجأ بابنه يعتدي عليها ، زاغ للحظات عابرة وسرعان ما عاد لوعيه حيث هرول تجاههم ووجهه مُحتقن من الغضب وأمسكه بقوة دافعًا إياه بعيدًا عنها بكل ما أوتي من قوة ، ساعده ابعاده عنها انه كان ثملاً وغير متزنًا ، ولجت عمتها هي الأخرى لتشهق مصدومة مما تراه أمامها ، حركت رأسها بتشنج وتوجهت لذلك الشال وسحبته واتجهت نحو رسيل مُحاولة ستر جسدها وضمتها لأحضانها لتهدئتها حيث كانت رسيل ترتجف بشدة ودموعها غطت وجهها ، دفنت وجهها في ص*ر عمتها باكية بحرقة تاركة العنان لأصوات بكاءها ، لم تتحمل سميرة رؤيتها هكذا وتشنجت تقاسيمها ثم احدت له النظر وهتفت بغضب جلي :
- كنت عاوز تعمل ايه يا حيوان انت ؟.
ترنح عمرو في وقفته ولم يرد لثمالته الشديدة ، بينما رمقه والده بغيظ جم وتن*د بعدها ليبرر لأخته الغاضبة :
- معلش يا سميرة ، هو سكران ومش واعي بيعمل ايه .
انتفضت قائلة بصوت غاضب وهي تلومه :
- انت بدافع عنه يا فريد ، دا بدل ما تديله قلمين ، دي تربيتك
عليها ولا على فلوسها .
اشاح عمرو بوجهه فابتسم فريد للجانب ورد وهو ينظر له بحنق:
- يلا نمشي ورانا شغل بكرة ....
___________________________
في الصباح ولجت والدته غرفته وهي تتسلل للداخل عندما
:
- اكيد هروح ، هو أنا ورايا غير الشقى والمرمطة عند الناس ، بصحى الصبح على وش البهايم .
شهقت عديلة بصوت عالي كونها من افاقته منذ قليل وكأنه يقصدها بالحديث ، هتفت باهتياج ضروس :
- انا بهايم يا عديم التربية ، دي اخرتها تشتم أمك .
رد بنفي قطعي :
- ابدًا ياما ، انا مش قصدك انتي واللهِ، انا ....
قاطعته
رسيل والتقطت مذكراتها فهي ذاهبة لدرسها الخاص بعدما اتفقت مع عمتها علي ان يقلها السائق بدلاً عنه ، سارت للخارج وهبطت الدرج لتجد عمتها تنتظرها بالأسفل وعلى محياها ابتسامة حنونة ، ابتسمت لها رسيل وهي تهبط لترتمي بعدها في احضانها ، ربتت سميرة على ظهرها بلطف وهي تردد :
- انتي كويسة يا رسيل ، مش عايزاكي تزعلي نفسك ابدًا
- انا قولت السواق هيوصلني ومش هركب معاه ، ازاي يا عمتو تسمحيله بعد اللي حصل دا اني حتى اشوف وشه .
ردت بتردد :
- معلش يا رسيل ، علشان خاطر عمتو حبيبتك .
تن*دت بضيق وهي تنظر لها عابسة الملامح ، بينما ابتسمت لها سميرة كأنها تتوسل ، اومأت رأسها وسارت للخارج على مضض لرؤية وجهه بعدما حاول الاعتداء عليها ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دلفت رسيل
- ممكن تردي عليا يا رسيل ، بقولك مكنتش قاصد اقربلك ، انا كنت شارب ، ودلوقتي بتأسفلك .
استدارت لتنظر له بشراسة وجمد انظاره عليها عبر المرآة عندما وجدها غاضبة منه ، فهتفت هي بانفعال :
- تقدر تسكت مش عاوزة اسمع صوتك ، وأسفك مرفوض .
صر اسنانه بانزعاج فلأول مرة يتطاول أحد عليه في الحديث ،
ابتسم له والده ليرد بتنهيدة :
-
كدة ، باين سالي اشتكتله
الدكتور قال لازم يعمل عملية وأحنا أصلا مش معانا نجيبله الدوا .
تن*دت
- تعالى يا أستاذ مدحت أقعد .
تحرك مدحت ليجلس قبالته ، رد بعملية :
- صباح
تابع بحدة وتعابير عابسة :
- انت لازم
، ولجت للداخل لترى عمتها التي هتفت باستغراب :
- رسيل ، انتي راجعة بدري النهاردة ليه ! .
ارتمت على الأريكة وأخذت نفسًا طويل لترد بعدها بحنق :
- علشان
ابتلع فريد ريقه وجلس مرة أخري وهو يحدق فيه بعدم فهم ، فهتف مدحت بجدية :
- الأراضي انا عاوز أشتريها ، تابع ساخرًا بمزاح :
- طبعًا من غير الحشيش ، هو ميلزمنيش في حاجة .
رد فريد بمعنى :
- بس الأرض دي مش بتاعتي ، دي بتاعة بنت أخويا ، وأنا مش بفكر أبيعها .
قال مدحت بتفهم :
- لازم تعرف ....
حاول إشباع رغباته المكبوتة غير واعٍ لعواقب ذلك حين حاول لمسها، صرخت مهجة رافضة لتبعده عنها، لكن صوتها الغاضب منعه حيث هتفت بنبرة جعلته يبتعد على الفور:
- ابعد عنها يا حيوان .
ابتعد
مهجة ترتاح لها :
- اعدلي نفسك كدة محصلش حاجة ، وامسحي وشك ده علشان محدش يلاحظ .
اطاعتها مهجة وهندمت ملابسها وحجاب رأسها الذي انسدل ، ثم نظرت لرسيل وحدثتها بنبرة ممتنة :
- متشكرة يا ست رسيل ، مش عارفة من غيرك كان عمل معايا ايه .
ربتت رسيل على ظهرها وردت بابتسامة هادئة :
- خلاص انسي ، تابعت بمعنى :
- بس انا
فهم :
- وحضرتك عاوز تبيعها ولا أيه ؟! .
حرك رأسه بنفي ورد موضحًا الموضوع :
- انا مش ببيع حاجة ، بس فيه واحد جالي النهاردة ومحتاجها قوي وبيقول ناوي يدفع فيهم كل اللي نطلبه منه .
انتصب عمرو في جلسته وهب متسائلاً بجدية :
- وحضرتك ناوي على ايه ؟ .
رد بكرة ده وعايز موافقة مني.
تن*د عمرو وسأل :
- بتفكر في ايه حضرتك ؟ .
رد فريد بنبرة ذات مغزى جادة :
- مافيش غير حل واحد ، نبيع من وراها................
_________________
____________
_______