أنا دعاء فؤاد كاتبة روائية
لحد دلوقتي ليا ٤ روايات و عدد من القصص القصيرة كلها نشرتها الكترونى
بدأت كتابة يوم ٢٠٢٠/٣/٢١
رواياتى بالترتيب
تائهة بين جدران قلبه
أسرتنى ذات الأثير
ما لىَ لا أنساكِ
و تشابكت أقدارنا
عندى ٣٠ سنة
اتمنى كتاباتى تعجبكم
و متنسوش تعملولى follow ????
قراءة ممتعة ????
أنا لست من طائفة الفتيات الجذابات اللواتي يقع الرجال في حبهن، أمتلك جمالا بسيطا لا يلفت الأنظار و لا تستدير الرؤوس نحوي، كما أني لست مثيرة للإعجاب، لكن حقيقة أجد نفسي ذات جمال فائق، جمال من نوع خاص جدا، لن يقدر على اكتشافه إلا من امتلك من الحذاقة الشيء الوفير، الجمال الذي لا يرى و الذي يكمن في نقاء السريرة، صفاء الروح، سمو الخلق علو الهمة، الطيبة اللامحدودة و أناقة العقل و الفكر .. هذا النوع من الجمال غير مرئي و من الصعب جدا معرفته، و هذه نعمة عظيمة، فكل ما هو غال و نفيس في الكون لا يكون في متناول الجميع و لا يتم الظفر به و الحصول عليه إلا بشق الأنفس و بذل الكثير من المجهود المضني ..
قلبان التقيا على الحب ثم فرقتهما الأقدار، حتى ظنا أن اجتماعهما استحال كإستحالة طلوع الشمس من مغربها، و غروبها من مشرقها، تلك العلامة التى تنبؤنا بقيام الساعة، نعم... فهو ينتظر لقائها فقط فى الجنة.
ماذا إذن لو قُدِّر لهما اللقاء بعدما اتخذ كل منهما سبيله فى الحياة، يهيمان فيها بجسد خاوى من الروح، بخطى مهزوزة، و كيان هش قابل للإنهيار، فقد تعانق قلبيهما، و بقى حطام جسديهما يهذى و يهوى بهذه الحياة.
*****************
اقتباس
بعد ثلاث ساعات من السفر، وصلت السيارة إلى المطار و انتظر معهما سفيان فى قاعة الإنتظار و عيناه لا تحيدان عن مليكة قلبه، يود لو تقضى تلك السويعات القليلة بين أحضانه لعلها تروى عطش اشتياقه لها، فقد وشمت اسمها على قلبه كالوشم المستديم، فلا مكان فيه لمخلوق سواها...
حين وصل إلى مسمعه صوت المذيع الداخلى يخبر بقرب إقلاع الطائرة المتجهة إلى برلين و على الركاب التوجه إلى الطائرة، انقبض قلبه، و تجهمت ملامحه، و أحس بإنسحاب الهواء من رئتيه بالتزامن مع شعوره بانسحاب روحه، و كأن هذا الصوت انتزع منه روحه عنوة، و كأنها ستأخذ قلبه النابض بإسمها معها فيبقى هو بلا قلب، بلا روح، بل بلا حياة..
فى تلك اللحظة إنسابت عبراتها على وجنتيها و هى تطالعه بحزن بالغ و حسرة قاتلة، تجمد جسدها، فقدميها أبت أن تطيعها، و عينيها ترفضان التزحزح عنه، و كامل جسدها لا يريد تركه، و لكن يد أبيها امتدت لتقبض على ذراعها و تجذبها بإتجاه الطائرة، فسارت معه باستسلام و قلب منكسر مهزوم، و عيناها و كل وجدانها متعلق به، و كأنها تركت معه قطعة غالية منها...نعم لقد تركت معه قلبها الذى بحبه ينبض و بعشقه يحيى...
*************
ألقت بنفسها فى طريقه بمحض إرادتها فى مقابل المال و لكنها وقعت فى حبه دون أن تحسب لذلك حساب ، و كيف ﻻ تحبه و هو أنقى و أطهر من رأت من الرجال ، و لكن من تكون هى لتعشق رجل مثله ؟ فهى مجرد فتاة ليل مجهولة النسب ؟ فهل ستجد السبيل إلى قلبه ؟ أم ستظل تائهة بين جدران قلبه ؟
**********************
اقتباس
يوسف بحدة:
انتى ازاى تدخلى كدا يا انسة؟!
ردت بملامح جامدة وشفتيها ترتجف من الصدمة المفجعة:
زينة...، رفعت حاجبيها وهى تسأله باستخفاف:
و لا نسيت اسمى؟!
حاول ان يتحلى بالصرامة، احتدت نبرته يصيح بها: عايزة ايه.. انا ورايا شغل كتير؟!
سألته و هى تستجديه أن يُكذّب ما سمعت:
انت صحيح هتخطب؟!
أجابها بصرامة زائفة :
اسمها حضرتك؟!
تقدمت خطوتين حتى وصلت لمكتبه الحائل بينهما و استندت بيديها عليه و مالت اليه قليلا و سألته بحزم و عينيها متسعة على آخرهما :
رد عليا يا يوسف.. انت صحيح هتخطب؟!
تعجب يوسف من القوة و الجرأة التى تتحدث بها، ولكنه يعلم أنها مجروحة و الجريح يهذى بما لا يدرى فأجابها بعصبية أشد ربما تستفيق من هذيانها:
الزمى حدودك.. انا مديرك و مسمحلكيش ترفعى الالقاب.
سألته و كأنها لم تسمعه:
ليه؟! .. انت بتحبنى أنا.. ليه تعذب نفسك و تعذبنى معاك؟!
أجابها بحدة مصطنعة:
ايه التخاريف اللى بتقوليها دى؟!
طرقت على المكتب بكفها الأيمن بعصبية زائدة :
دى مش تخاريف.. دى حقيقة.
قطب جبينه متعجبا من العصبية التى لم يعدها فيها من قبل، لكنه سكت قليلا ينظم أنفاسه المتلاحقة حتى يستطيع الصمود أمامها بقناع البرود و الجمود الذى تَقنّع به.
لاحظت صمته فدب بداخلها أمل جديد فى امكانية استعادة حبها الذى أصبح على حافة الهاوية، اقتربت منه بشدة و نظرت بعينيه بعمق و قالت بخفوت و عاطفة جياشة :
أنا بحبك.